رواية وقعت رغما عني الفصل الاول
دخلت روز غرفتها ... وجدت سيف يجلس علي الاريكة ويضع رجليه علي المنضدة ... مرتدي نظارته ويعمل علي اللاب ... امسك فنجان قهوته اخذ منه رشفة وقال ...
" مش تخبطي قبل ما تدخلي ؟ كام مرة قولتلك لما اكون بشتغل متفصلنيش !
' انا آسفة...
وضعت حقيبتها جانبًا و خلعت طرحتها... تفادت النظر اليه و دخلت الحمام اغلقت الباب عليها بالمفتاح... ترك سيف الفنجان على الطاولة... شعر بالغرابة من دخولها بتلك الطريقة كأنها تهرب من أحد... لاحظ انها كانت تلتقط انفاسها بشدة و هيئتها ليست مُرتبة كما رآها في الصباح... تفادى تلك الأسئلة و عاد للعمل...
فتحت روز المياة و غسلت وجهها بالماء البارد مرارًا و تكرارًا لتفوق من تلك الصدمة... اغلقت المياة و نظرت لنفسها في المرآة و صدرها يعلو و يهبط و خائفة جدا بسبب ما حدث منذ ساعات...
F
قبل 3 ساعات في الجامعة...
' حضرتك طلبتني يا دكتور...
* اتفضلي يا روز... اقعدي...
اومأت له و جلست... نهض دكتور احمد و اغلق باب مكتبه... تعجبت روز من إغلاقه للباب... و لكن قالت لنفسها انه دكتور احمد المعروف بأخلاقه الحميدة... جلس في المقعد الذي امامها و قال
* ايه اخبارك ؟
' انا تمام...
* ماشية كويس في المواد ؟
' اه... الحمد لله...
* عرفتي تتأقلمي على الجامعة هنا ولا لسه حاسة بالغربة ؟
' لا الحمد لله اتأقلمت شوية... احسن من اول بكتير خصوصًا بعد عرفت بنات هنا و اتصاحبت عليهم...
* كويس... على فكرة... انتي بقيتي معروفة جدا هنا في الجامعة...
' بجد ؟
* اه بجد... كله بيتكلم عليكي... عن شطارتك و اجتهادك... ملكيش سنة هنا و اتفوقتي على الكل بجدارة... بجد برافو...
' شكرا يا دكتور ده من ذوق حضرتك...
* العفو... عرفت انك متجوزة...
' اه... انا متجوزة...
* ازاي قادرة توفقي بين دراستك و جوزك ؟
' عادي...
* لا مش عادي... انا ڪ راجل عارف إحتياجات الراجل المتجوز كويس اوي... بيكون عايز مراته متفرغة له هو و بس... بحيث لما يرجع من شغله يلاقيها موجودة تروق عليه و تنسيه قسوة العمل... فأنا شايف انك طالما مركزة في دراستك بالشكل ده و بتحضري المحاضرات بإنتظام و بتركيز و كمان بتلخصي المنهج لدفعتك... يبقى مقصرة في حق جوزك... صح كلامي يا روز ؟
نهضت روز من كُرسيها و نهض هو أيضًا... نظرت له بعدم فهم و قالت
' حضرتك بتقول ايه ؟
* بذمتك كده... بتدي جوزك حقوقه كاملة ؟
' حضرتك ازاي بتسألني سؤال زي ده ؟!
* الفضول هيموتني الصراحة... ازاي هو ساكت على كده و سايبك تكملي دراستك على حساب نفسه ؟ ( نظر لوجهها و جسدها و اكمل بخُبث ) اصلا ازاي هو سايبك بجمالك ده تنزلي الجامعة قدام الشباب دول كلهم ياكلوكي بنظراتهم ؟ انا لو منه مخلكيش تنزلي من البيت عشان جمالك اللي هو مش مقدره ده يبقى ليا انا و بس...
استوعبت روز معنى كلامه و تلميحاته... نظرت له بغضب و قالت
' عمري ما تخيلت انك قليل الحياء بالمنظر ده !!
إلتفتت لتخرج و قبل ان تُمسك مقبض الباب... اسند يده على الباب و منعها من فتحه... إلتفتت إليه وجدته قريب منها جدا... قالت بخوف
' حضرتك لو مبعدتش عني هصرخ و ألم الجامعة كلها عليك !
* انتي ازاي كده ؟ حتى و انتي متعصبة و خايفة شكلك قمر... كل ده الجمال ده بالحجاب... اومال من غيره هتبقي ازاي ؟ انتي بجد مش طبيعية... من اول يوم شوفتك فيه و انتي سحرتيني بجاملك و أدبك....
' دكتور أحمد... ابعد... انا مش عايزة مشاكل...
* متخافيش... على فكرة انا مش كده... انا محترم و كل الجامعة عارفة كده و عمري ما حطيت عيوني على اي بنت هنا... بس لما بشوفك بنسى إحترامي و أخلاقي... زعلت اوي لما عرفت انك متجوزة... بس بجد يا بخته... حتى لو مقصرة في حقه بسبب دراستك... يكفي بس انه لما بيصحى من النوم... عيونه بتشوف الجمال ده كله... يمكن ده السبب اللي خلاه يوافقك انك تكملي دراستك... أكيد مش قادر يقاوم جمالك ده ف بيلبي كل طلباتك لانك سحرتيه بجاملك...
تسارعت ضربات قلبها من شدة الخوف... كانت ستصرخ لكنه وضع يده على فمها و منعها... و يده الثانية امسك كلتا يداها ثبتهم على الباب لمنعها من الحركة
* كده غلط يا مُزة... مينفعش كده...
قالها ثم اقترب من وجهها و هو يشتم رائحتها بإدمان...
* ريحتك حلوة... حاسس بسخونة شفايفك تحت ايدي... اوووف إحساس جميل اوي... جوزك محظوظ... ياريت يكون مقدر الفرسة اللي معاه دي...
ابتلعت روز ريقها بخوف و جسدها ارتعش من شدة الخوف و تغلغت الدموع في عيناها
* متخافيش انا مش هعمل حاجة... مع إني نفسي اعمل اوي... هشيل ايدي من بوقك... لو صرختي انا اللي هفضحـ,ـك !
اومأت له... ابعد يدها عن فمها و ترك يداها
* آسف لو خوفتك... انا معجب بيكي لدرجة محدش يتخيلها... حاولي تفهمي ده... انا نفسي فيكي اوي... نفسي يتقفل باب الاوضة علينا... احنا الاتنين و بس... لوحدنا...
صفعـ,ـته على وجهه بقوة و قالت بغضب
' انت قليـ,ـل الادب و متربتش و وقـ,ـح !!
غضب احمد كثيرا و كانت ستهرب لكن امسكها و رد لها الصفعـ,ـة... وضعت روز يداها على خدها و دموعها نزلت... حاوطها بجسده و قال
* مش انا اللي كرامتي تقلها عيلة زيك... بس سوري على القلم انتي عصبتيني... ف تستاهلي...
' سيبني امشي و اوعدك اني مش هقول حاجة كأن ده محصلش...
* ما انتي كده كده مش هتقولي لحد... لو قولتي...
اخرج هاتفه من بنطاله و فتحه و وجهه إليها
* لو قولتي هبعت الفيديو ده لجوزك و انشره على النت و اخليكي تريند يا محترمة...
صُدمت روز مما رأته في هاتفه... انه فيديو لإمرأة مع رجل في وضع مُخل... وجه تلك المرأة هو وجهها بالضبط
* عملته بأعلى جودة و دقة... مستحيل حد يصدق ان دي مش انتي...
' انت مفبركلي فيديو !!
* و شات كمان...
' عملت ليه كده ؟
قالتها و هي تبكي بشدة... قرّب يده ليمسح دموعها لكنها دفعت يده بعيدا عنها و قالت بغضب
' اياك تلمسـ,ـني !!
* خلاص يا مُزة متعيطيش... بصي... مش عايزة افـ,ـضحك بالفيديو و الشات ده... يبقى تعملي اللي هقولك عليه...
' اي مبلغ تطلبه هدفعهولك بس تمسح الفيديو ده !
* لا مش عايز فلوس... انا عايزك انتي !
' ايه !!
* عندي شقة في اكتوبر... امتحاناتك تخلص هتجيلي...
' اجي فين ؟
* شقتي... نقضي ليلة سوا...
' انت اتجننت !
* اوعدك محدش هيعرف... لا جوزك ولا غيره... محدش هيعرف... ليلة واحدة... انا و انتي وبس... هتفضل ذكرى ما بينا...
' انت عايزني اخو*ن جوزي !!
* يعني لو مكنتيش متجوزة هتوافقي ؟ بعدين انا راجل و هبسطك اوي...
' عايزني از*ني معاك يا ز*بالة !!
* و ليه الغلط بس ؟ اعتبريها ليلة معدتش في حياتك بس انا عايزك و هاخدك حتى لو غصب عنك... و لو موافقتيش انتي اللي هتخسري... هتخسري جوزك... و اهلك... حتى صحابك هيقرفوا يبصولك... و هتطردي من الجامعة دي... حرام تخسري كل ده... وافقي احسنلك...
' في احلامك يا و*سخ !!
* اممم... خلاص هبعت الفيديو لجوزك... خليه يشوف مراته الشريفة...
كان سيرسله لكنها امسكت يده و اوقفته
' ارجوك متعملش كده !
* يبقى وافقي... هتجيلي الشقة ولا لا ؟
بكت بشدة و قالت بصوت مهزوز
' ها... هاجي... بس اياك الفيديو ده يخرج بره تليفونك...
* احب انا البنوتة اللي بتسمع الكلام... ده انا هبسطك اوي لدرجة انك هتخلعي جوزك و تيجي لحد عندي بإرداتك...
كانت تبكي بشدة و اما هو ضحك و فتح الباب
* معادنا بعد الامتحانات... سلام يا مُزة...
B
جلست روز على الارض و هي ممسكة رأسها بكلتها يداها و تقول
' هعمل ايه... هعمل ايه... طب اقول لـ سيف ؟ لا مقدرش... مش هيصدقني... ده اول واحد هيقف ضدي... مش بعيد ينشر الحوار بين عيلته عشان يطلقني... لا سيف لا... طب هعمل ايه في المـ,ـصيبة دي ؟ اوف يارب... يارب خلصني من الهَم ده... هلاقي حل... لازم الاقي حل !!
قطع تفكيرها عندما طرق سيف الباب...
" ما تخلصي تخرجي... بقالك كتير جوه !
نظرت روز لاتجاه الباب و قالت
' اديني خارجة...
نهضت روز و تمالكت اعصابها و تحاول ان تكون طبيعية... فتحت الباب و خرجت... وجدته امامها ينظر لها بريبة و قبل ان تذهب من امامه قال
" في حاجة معاكي ؟
' زي ايه ؟
" تعبانة مثلا... في الصبح مكنتيش كده...
' لا... لا انا كويسة... مرهقة شوية... أصل امتحان النهاردة كان صعب... مش عارفة حليت كويس ولا لا... عشان كده متوترة...
" اممم... ماشي...
امسك المنشفة و دخل الحمام و اغلق الباب خلفه... سمعت روز صوت المياة ف عرفت انه يستحم... دخلت الشرفة لتتنفس قليلا... شاردة و تأكل اظافرها من القلق و الخوف ينهش قلبها... لا تعرف لمن تبوح له مشكلتها... تذكرت ان عليها امتحان و لم تدرس شيء و نصف اليوم لقد مَر... جهزت مكتبها و كتبها و جلست تدرس... لم تعرف كيف تركز في دراستها... في كل دقيقة عقلها يدور ذهابًا و إيابًا و قلبها يدق بسرعة...
خرج سيف من الحمام... وجدها جالسة على المكتب... قلمها لا يتحرك و الكتاب لم تقلب الصفحة التي عليه... تعجب منها... فهي عندما تجلس لتدرس لا تكُف عن الحركة و تكون في كامل نشاطها و حماسها... أما الآن تبدو ڪالشجرة الثابتة... اخذ سيف جاكته من الاريكة و ارتداه... و ارتدى حذائه الاسود... وقف امام المرآة مشط شعره الاسود الكثيف... و رش عِطره المميز...
اقترب منها و قال
" روز...
لم ترد عليه...
" يا روز...
لا يوجد رد... بل لم تلتف اليه حتى... ظن انها تتجاهله و تضايق كثيرا... وضع يده على كتفها... ف ارتعش جسدها و شهقت بخوف...
' سيف !
" اه سيف اللي بينادي عليكي من الصبح و انتي مش معبراه...
' مسمعتش...
" كنت واقف وراكي بالضبط... مسمعتيش ازاي ؟
' كنت مركزة في المذاكرة...
" واضح التركيز... واضح لدرجة انك محركتيش القلم اللي في ايدك ولا مقلبتيش الصفحة حتى...
' ملكش دعوة... هاا قول عايز ايه ؟
" انا خارج رايح الشركة...
' يعني انا همنعك ؟ روح يا سيف...
" متقدريش تمنعيني... المهم... بعد ما اخلص شغلي في الشركة... هروح اسهر مع صحابي...
' اه فهمت... رايح البا*ر تاني ؟
" ملكيش فيه... لو بابا سأل عليا قوليله راح يزور صاحبه في المستشفى عشان هتأخر...
' مش هتبطل كذبك ده !
" قولتلك ملكيش فيه... اسمعي الكلام و بس...
' طيب... حاجة تاني ؟
" لا... كملي مذاكرة...
اخذ هاتفه و مفتاح سيارته و ذهب... جلست روز على كرسي المكتب... تأفأفت و قالت
' مفروض اخليك تبطل تروح الاماكن القذ*رة دي مش اغطي عليك و انت بتروحها... ياربي ليه وقعت مع ده ؟ واحد صا*يع و طايش و مش هامه حد... مفروض انا اصلحه... و فوق كده واقعة في مصيـ,ـبة هتجيب اجلي... ايه العيشة دي !!
حاولت بقدر الإمكان ان تركز و تدرس لإمتحان الغد و قلبها ينهشها من شدة الخوف...
*************
كان سيف في الشركة... يراجع بعض الملفات و يمضي عليها... طُرق الباب فقال
" ادخل...
فُتح الباب و دخلت السكرتيرة " ندى " تقدمت منه و وضعت ملف على مكتبه و قالت
* الملف الخاص بالمجال البحري لسفن الشركة...
" تمام...
لم يرفع نظره اليها منذ ان دخلت... اقتربت منه وضعت يداها على اكتافه من الخلف و همست في آذناه
* وحشتني على فكرة...
نزع يداها من عليه و قال
" روحي شوفي شغلك يا ندى...
* مالك يا سيف ؟ متغير معايا بقالك فترة... لا بتسهر معايا ولا بتجيلي الشقة... طب انا ضايقتك في حاجة ؟
" لا...
* يبقى مالك ؟! ولا هي السنيورة مراتك سيطرت عليك...
" محدش يقدر يسيطر عليا يا ندى و انتي عارفة كده كويس...
حاوطت وجهه بكلتا يداها و قالت
* يبقى في ايه يا حبيبي ؟ بقالك فترة بعيد عني... معقول انت مشتقتليش ؟
نظر الى شفتاها التي اضعفته... ابتسمت ندى و اقتربت منه اكثر و قبلته... شدها من وسطها اليه و استمر في تقبيلها و هي سعيدة بذلك... فجأة أدرك ما يفعله الآن ف دفعها بعيدا عنه و نهض و يمسح آثار شفتاها من عليه... غضبت ندى و قالت
* حصل ايه ؟ بعدت ليه ؟
" ندى مينفعش اللى بيحصل ده... انا راجل متجوز...
* ههه متجوز قال....
ضحكت بمياعة و قالت
* طالما انت متجوز... ليه جعان كده و صدقت ما قربت منك ؟ هي مراتك مش بتعمل واجبها ولا ايه ؟