قصة بيلا كاملة بقلم اوكسيم


 قصة بيلا كاملة بقلم اوكسي
م

#بيلا .. 👇 

بنتي اسمها كاسندرا وعندها ٦ سنين، بنوتة صُغيَّرة جميلة، مؤدّبة، وخجولة، بس انطوائية شوية، مالهاش أصحاب كتير وغالبًا بتقضي وقتها وهي بتلعَب مع العرايس بتاعتها، حتى لمَّا قرَّرنا ننتقل من المدينة اللي عايشين فيها لمدينة تانية بسبب ظروف شُغلي، مكانش عندها مانِع ولا حسّيت منها إن الموضوع فيه مُشكلة، تاني يوم كانِت ودّعت صحابها القُليّلين، جيراننا، والمُدرسين بتوعها، وكانِت جاهزة للانتقال!
بس أنا من جوايا كُنت قلقان جدًا عليها، التغيير دا مش حاجة سهلة أبدًا علينا، فما بالك ببنت صُغيَّرة انطوائية، بس كان عندي أمل إن البيت الجديد يعجبها ويهوِّن عليها الدنيا شوية، كان بيت ضخم بحديقة أمامية، بيت حلو فعلًا وواسِع وشبه القصور.
وزي ما توقّعت، كاسندرا أخدِت على البيت بسُرعة وتأقلمِت معاه كويّس، المُشكلة الوحيدة كانِت أن مفيش أطفال من سنها في المنطقة اللي إحنا فيها، ودا معناه أن مش هيكون ليها أصحاب ومش هتلاقي حد تلعَب معاه، وبالتالي.. بمرور الوقت بقت وحيدة وانطوائية أكتر من الأول.
قرَّرت أحاول أساعدها فعملت لها مُرجيحة كبيرة متعلَّقة في فرع أكبر شجرة موجودة في حديقتنا الأمامية، لكن الغريب.. أن دا - بطريقةٍ ما - خلاها انطوائية أكتر وبقت تقضي ساعات طويلة قاعدة لوحدها هناك.
بمرور الأيام.. كانِت بتتصرَّف بطريقة غريبة ومش مفهومة، تقريبًا بطّلِت تتكلِّم معانا وبقت تقضّي وقتها لوحدها بعيد عننا، بتقعد على المُرجيحة ساعات طويلة من اليوم وهي بتكلِّم نفسها.
طبعًا كأب كُنت قلقان عليها، في يوم سألتها: " بتكلمي مين؟ "
قالتلي: " دي صديقتي الخيالية يا بابا، اسمها بيلا "
على أد ما دا كان غريب، على أد ما كان عادي بالنسبة لي، أنا راجِل مُثقّف وفاهم إن الأصدقاء الخياليين شيء طبيعي في السن دا، خصوصًا لو معندهمش أصحاب كتير زي بنتي.
المُشكلة مكانتش أثناء النهار، المُشكلة الأكبر كانِت أثناء الليل، كاسندرا كانِت بتعاني من أحلام غريبة وكوابيس مُخيفة، كانِت بتعيَّط وبتصرَّخ وهي نايمة، لدرجة إن في ليلة مراتي صحّتني من النوم وقالتلي إنها سامعة صوت خطوات أقدام حد بيتحرَّك في البيت، كانِت خايفة يكون حد اقتحم البيت، استجمعت شجاعتي وخرجت عشان أشوف إيه اللي بيحصَل، لقيت كاسندرا بتلف في البيت، كانت بتمشي وهي نايمة!
الغريب في الموضوع إن عينيها كانِت مفتوحة على آخرها، ناديت عليها كذا مرة لحَد ما فاقِت، بس كانِت مش فاهمة هي جت هنا إزاي ومش فاكرة أي حاجة من اللي حصلِت بعد ما دخلِت تنام.
ومن ساعتها.. الموضوع بدأ يبقى أسوأ من أسوأ، في كُل ليلة كانِت بتبعد عن أوضتها أكتر، كُنت خايف إنها بمرور الوقت تفتح الباب وتُخرج الشارِع، وعربية تخبطها ولا حاجة تحصَل لها.
قرَّرت آخدها مُستشفى عشان يكشفوا عليها ويشوفوا المُشكلة فين، قعدوها يومين تحت المُلاحظة، خلال اليومين كانِت بتنام بشكل طبيعي، بدون كوابيس أو أحلام وحشة، بدون صريخ أو عياط أثناء النوم، وبدون مشي بالليل! 
قالولي إنها طبيعية جدًا ومفيهاش حاجة مُختلِفة، بس طلبوا مني أوديها لطبيب نفسي عشان أتطمِّن أكتر، حكيت للدكتور على كُل حاجة، ابتسم وقالي إن كُل دا طبيعي في السن دا، وإني لو عايز أساعِد بنتي فعلًا لازِم أبدأ أعرفها على أصحاب حقيقيين من سنها.
وفعلًا دا اللي عملته!
أجبرتها تتعرَّف على أصحاب جُداد وتقضي معاهُم وقت أكتر، بس الغريب.. إنها كُل ما تكون لوحدها، بتروح عند المُرجيحة وتبدأ تتكلِّم مع بيلا.. صديقتها الخيالية!
وموضوع المشي أثناء النوم بقى أسوأ بمرور الوقت، الكوابيس بدأت تصيبها بشكل أكبر، والمُشكلة إنها بدأت تخرُج من البيت وتتمشى في الحديقة وهي نايمة، والصُبح مش بتبقى فاكرة أي حاجة من الكلام دا، كُل اللي عارفاه إنها تعبانة ومُرهقة كأنها منامتش طول الليل.
في ليلة من الليالي.. صحيت من النوم على صوت خطواتها وهي نازلة السلم ببطء، خرجت وراها وشُفتها وهي بتفتح الباب وبتخرُج ناحية الحديقة، المرة دي قرَّرت أمشي وراها وأنا ساكِت، مش هصحيها.. عايز أعرف هتعمل إيه؟ والأهم.. بتعمل كدا ليه؟
فتحت باب الكوخ الصُغيَّر اللي فيه أدوات البستنة وخرجِت فاس، الدم نشف في عروقي لمَّا شُفتها رافعة الفاس لفوق وماشية وهي نايمة، مشت ناحية المُرجيحة، وبمُجرَّد ما وصلِت للشجرة.. بدأت تقول كلام مش مفهوم بصوت واطي وهي بتحفر ببطء تحت الشجرة، قرَّبت منها بالراحة عشان متحسش بيَّا، وساعتها بس.. سمعت هي بتقول إيه!
" أنا لازِم أخرُج من هنا! "
ناديت عليها بخوف: " كاسندرا.. اصحي "
بس مردّتش عليَّا، ولا كأنها سامعاني أو حاسّة بوجودي، أدام عينيَّا كانِت لسَّه مكمّلة حفر تحت الشجرة زي ما هي، جسمها بيترعش من البرد، بس لسّه رايحة في النوم ومش عارفة هي بتعمل إيه، جه في بالي فكرة مجنونة وقتها
ناديت عليها وسألتها: " إنتِ بيلا.. صح؟ "
لفَّت وشها ببطء وبصَّت ناحيتي وعلى ملامحها كان باين الحُزن، عينيها كانِت مليانة خوف، قالت بهمس: " لازِم تخرجني من هنا! "
ووقعت على الأرض مُغمى عليها، جريت عليها وإتطمّنت أنها بتتنفس، نقلتها أوضتها ووالدتها قعدت جنبها عشان تاخُد بالها منها، ونزلت أنا الحديقة مرة تانية.. لازِم أفهم اللي بيحصَل!
مسكت الفاس، وبدأت أحفر حوالين الشجرة، تجاهلت الخوف اللي ملى قلبي، والرعشة اللي كانِت في جسمي كُله، كُنت عايز أفهم، عايز ألاقي تفسير، بدأت أحفُر أكتر وأكتر، لحَد ما الفاس خَبَط في حاجة صلبة.
بصيت وشُفتها.. حاجة لونها أبيض، مديت إيدي وبعدت التُراب عنها، كانِت جُمجمة.. جُمجمة بشرية!
رميتها بخوف وأنا بجري ناحية البيت، واتصلت بالشُرطة!
قبل ما تعدي نُص ساعة كانوا طلّعوا بقية الهيكل العظمي من تحت الأرض، قالولي بعد شوية تحقيقات إنه هيكل عظمي بنت كانِت عايشة في المدينة هنا من فترة طويلة، واختفت فجأة بدون ما تسيب أي أثر.. بنت اسمها «بيلا»
التحقيقات أثبتِت كمان إن البنت دي ماتِت مقتولة، قبضوا على الشخص اللي كان عايش في البيت قبلي، قال إن هو اللي قتلها، كان عايز يغتصبها ولمّا قاومت، خاف وقتلها عشان متفضحوش، دفنها هنا وهو مُتخيّل إن محدّش هيعرف مكانها نهائيًا!
خدوا العضم ودفنوه بشكل لائِق وعملوا لها جنازة مُحترمة!
من بعدها وكاسندرا ما إتكلمتش مع صديقتها الخيالية غير مرة واحدة، كانِت لمَّا دخلت البيت وقالتلي بابتسامة: " بيلا بتقولّك شكرًا "
ومن بعدها مفيش أي أثر لبيلا في حياتنا أبدًا.. أتمنى تكون ارتاحِت ولقت السلام في النهاية.

تمت
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1