رواية تحت حكم المافيا الفصل الاول بقلم رزان محمد
كانت شوارع المدينة تغوص في غسق المساء والهواء يملؤه رائحة الغبار والتوتر ميرا تمشي بهدوء لكنها منكسرة تفكر في كل شيء حولها في أحلامها الضائعة وآمالها المكسوره فجأة لفت انتباهها شيء غريب على الرصيف.
اقتربت فوجدت رجل ملقى على الأرض ملامحه متشابكة بين الألم والجمود وجهه مغطى بالكدمات والدماء يبدوا كأنه تعرض لهجوم عنيف قلبها قفز في صدرها دون سابق إنذار.
اقتربت بسرعة وركعت بجانبه تحسّست نبضه كان ضعيفًا لكنه موجود رفعت رأسه برفق وسألته بنبرة مرتجفة:
انت كويس؟سامعني؟
لم يستطع الرد كان شبه فاقدًا للوعي تقريبًا نظرت حولها لا يوجد اي شخص في الشارع فهي تعرف أن هذا الشارع خطير ولا أحد يجرؤ أن يمر منه لكنها لم تنتبه ودخلته بالخطأ
قررت ميرا أن تنقذه سندته بصعوبة متجاهلة ألم يديها واوقفت تاكسي وأسرعت به إلى أقرب مستشفى هناك جلست بجانبه تنتظر استيقاظه قلبها ينبض بسرعة مع كل نفس يأخذه.
وعندما فتح عينيه أخيرًا قبل أن ينطق بحرف كانت أول كلماتها حذرة:
"الشوارع هنا مش آمنة خصوصًا اللي كنت ماشي فيه دي مناطق خطيرة مليانة رجالة مافيا وزعيمهم معروف بقسوته وانه مبيرحمش حد."
رفع عينيه المليئتين بالغموض لكن ملامحه تحملت قسوة غير معهودة وسألها:
"انتي تعرفيه"
ردت وقالت ومين ميعرفوش دا معروف في كل حته بشره وقسوته والناس كلها بتخاف منه وبتعمله ألف حساب
بعد أن استعاد بعض قوته طلب منها أن توصله إلى شارع معين أشار إلى أنه يعاني من ألم في رجله.
وأثناء سيرهما في الشارع تفاجأت ميرا بظهور مجموعة من الرجال يرتدون ملابس سوداء وجوههم متجهمة يقتربون بخطوات سريعة.
رأت الخطر يقترب وبدون تفكير وقفت أمام الرجل الذي أنقذته ووضعت يدها أمامه كحاجز واقي لتحميه منهم.
تلفت أفراد العصابة إليها بنظرات صارمة لكنهم توقفوا للحظة.
ثم توجه أحدهم للرجل وقال بلهجة احترام غريبة: "انت بخير يا زعيم؟"
كانت الصدمة تملأ ميرا......