رواية صرخات انثي الفصل المائة والتاسع
أشرقت معالمه عن ضبابها المعتم، وكأن عودة ذاكرة رفيقه أزاحت الغبار عنه، فعاد لمنزله يتأنق بالملابس الذي إشتراها "عُمران" له خصيصًا من البويتك الخاص بـ"إيثان"، وقد حرص على تهذيب ذقنه الغزير وشعره، لقد أعاده لمظهره المبدئي بشكلٍ قريبًا.
وقف "جمال" أمام باب شقته، مرتبكًا مما يحمله بين بيديه، فلقد أصر عُمران أن يبيت بشقته القابعة بحي الشيخ "مهران" وأن يعود بباقة الزهور ومظهره المرتب، ليعوض زوجته عن تلك الفترة البائسة التي قضاها حزنًا على فقدان رفيقه.
حرر "جمال" تنهيدات عميقة، خرجت لتحرر الأغلال التي جعلته يشعر بالعجز عن التنفس بشكلٍ منتظم ، ومعه صوت تحرير مقبض الباب، ولج للداخل وهو يعلم بأنه سيلقي إنزعاجًا منها لعودته بصباح اليوم التالي، ولكنه لن يترك لها مجالًا للحزن.
إتجه لغرفة نومه ليترك الزهور جوارها، لتكن أول ما تراها في صباح يومها، ولكنه توقف حينما وجد إنارة غرفة الضيوف يشع، فإتجه ليراقب من بالداخل، فوجدها تغفو على المقعد، وعلى ما يبدو أنها كانت بانتظاره.
اتسعت ابتسامته فرحة، أقل تصرف منها بات يرضيه، من كان يصدق أن علاقتهما التي سبق لها الانتهاء والحكم عليها مسبقًا بالانقطاع، إلتحم فيها الوصال وعادت أمتن وأقوى من سابق عهدها، ماذا إن لم يتنحى عن كبريائه وعاندنها حينما ثار موجها، لربما كان سينتهي كل شيءٍ، وقبله الخسارة.. خسارتها... خسارة الدفء الذي يحاوط منزله الصغير الآن.
انحنى جمال قبالتها، يراقب ملامحها الباهتة من سهرها الدائم برفقة ابنه الرضيع، امرأة كسائر النساء اللاتي يتكلفن برعاية أبنائهم دون التقصير في شيء من واجباتهن، ولكنه يرى أنها تفعل ذلك من أعماق قلبها، لأجل راحته أولًا وراحة صغيرها.
رفع يده يلامس كفها المسنود على كتف المقعد، وبصوتٍ دافئ ناداها:
_صبـا.
مالت برأسها للجانب الآخر، بينما تمتم بنومٍ، فابتسم وهو يعود لندائها:
_صبــــا.
فتحت عينيها بتعبٍ، وإذا بها تعتدل وهي تعاتبه بقلقٍ:
_جمال!! إنت كنت فين كل داا وموبايلـ....
ابتلعت باقي كلماتها بجوفها، وهي تراقب مظهره الجذاب، راقبته بابتسامةٍ واسعة، انقلبت لحياء وتورد بشرتها الدليل القاطع، حينما رفع باقة الزهور لها، قربتها إليها ورددت بشكٍ، وهي تتابع ما يرتديه:
_الذاكرة رجعت لعُمران، صح؟!
انفرجت عنه بسمة واسعة، وهز رأسه مؤكدًا، فهتفت بسعادةٍ:
_يا ريتها رجعتله من زمان، كنت مفتقدة أشوفك بالسعادة والروقان ده يا جمال.
استند على ركبتيه ليكون على نفس مستواها، ومال يقدم الزهور لها قائلًا بصوتٍ دافئ:
_وأنا كمان كنت مفتقد نفسي يا صبا، كنت حاسس أني متغرب وتايه، بس اللي كان بيهونها عليا وجودك جنبي طول الفترة اللي فاتت، أي ذكرى مرت عليا سيئة مواقفك فيها مش بتروح من بالي.
واتسعت بسمته الهادئة، وهو يسترسل لها:
_عرفتي إن حبنا مختلف، الأفعال دايمًا بتعبر عننا مش بالأقوال، أبسط الاشياء اللي بعملها وبتعمليها دول البرهان القوي على حبنا لبعض، بس ده ميمنعش إني أعبرلك عن مشاعري.
وإستطرد بعشقه الجارف، بينما ينحني مقبلًا باطن يدها:
_بحبك يا صبا، بحبـــك.
انخفضت عن مقعدها، تتعلق بعنقه، تعانقه بقوةٍ تملكتها من هالة مشاعره القوية، بينما ينطق لسانها بعاطفة:
_وأنا كمان يا جمال، بحبك وبحب أشوفك سعيد ومرتاح، بعد كل العذاب اللي مريت بيه.
أحاطها يستقبلها بين ذراعيه بحبٍ، بينما ينهض بها ويرفع جسدها عن الأرض، مشى بها للاريكة، يضعها جواره، ناطقًا بحشرجة:
_لو عايزاني سعيد ومرتاح دايمًا متفارقنيش يا صبا.
أحاطت جانب وجهه بلهفةٍ، سبقت ما حكته نظراتها:
_عمري ما أفارقك أبدًا، أنا عايشة عشانك إنت وابني يا جمال، أنا بحبك.
ضمها إليه مجددًا، وهو يتمتم بعاطفةٍ:
_وأنا بحبك وهفضل أحبك لأخر نفس خارج عني يا صبا، وعمري ما هسمح إن شيء يبعدني ولا يفرقنا عن بعض.
قالها ومال بها يتعمق بعينيها الشاردة به، يتبع عاطفة عشقه المتيم، ويصطحبها في رحلة غير روتينيه، بل جعلها تستشكف عشقه الخفي لها.
*****
بالمركز الخاص بعلي الغرباوي.
ارتعب الممرض قبالة هذا الشاب الثائر، والأخر يمدد ذراعه في محاولةٍ للنيل منه، ولكنه لم يتمكن بفضل ذراعي "علي" الذي يمنعه كليًا من المساس به؛ فبات ملاكًا بجناحين حال لينقذه من براثين هذا المتمرد، وود أن يقدم له كل أنواع الشكر والعرفان، بينما يتحرر صراخ "عُمران" هادرًا بعنفوانٍ:
_أمك معلمتكش الاحترام في بيتكم يالا!!
ابتلع الممرض ريقه بتوترٍ، وقال مستفهمًا:
_أنا عملت أيه بس؟
حاول عُمران دفع علي مجددًا وهو يصيح:
_وكمان بتسأل!! ده أنا هطلع بروح أمك النهاردة!
تحرر صوت علي أخيرًا، وقد إلتحف بالحزم:
_عُمران وقف الجنان اللي إنت عامله ده حالًا، أنت جرالك أيه؟؟
استجاب لدفعة يد أخيه، واستدار يقابله بسؤالٍ:
_هو انت متأكد إنك مدير المخروبة دي؟؟
عقد حاجبيه بدهشةٍ من سؤاله، وقال بثبات مضحك:
_واجهك أي مشاكل في المركز؟ لو عندك أي شكاوي قولي عليها وهجمع فريق العمل ونحلها مع بعض.
جحظت عيني الشاب صدمة، لقد علم بهوية من أمامه الآن، وبالرغم من حالة الرعب التي تهاجمه في تلك اللحظة، الا أنه فضل أن يتابعهما في صمتٍ.
شحذ عُمران همته وطقطق رقبته ببرودٍ لحق نبرته:
_مستحيل هقولك ترفد الغبي ده مع إنه يستحق الرفد، بس لو ممكن تخفيه من وشي، وتنبه عليهم إني لو شوفت راجل بجناح العمليات هسحب منه البطاقة وهخليه يحولها من ذكر لأنثى.
اندهش علي من رد فعله بينما يخبره بما تبقى من صبره:
_ازاي!! دكتور التخدير لازم يكون جاهز عشان لو حصل أي حاجة، وكمان دكتور يوسف هو المتابع الاساسي لحالة فريدة هانم، أنا بعت ممرضة تستدعيه.
قبض على جاكيت أخيه، وصرخ فيه:
_عايز تدخل رجالة على أمك يا علي!! إنت حصل لعقلك أيه؟؟
أجابه ببرود ودون أن يرمش له جفن:
_أنا زي الفل، أنت اللي مش تمام نهائي يا حبيبي.
وأشار للممرض المصعوق مما يحدث، يخبره:
_روح إنت وابعتلنا ليمون بالنعناع، أخويا محتاج حاجة تهدي أعصابه.
قالها وهو يدفع عُمران للمقعد المعدني، بينما يشير عُمران للشاب:
_لو لمحتك هنا تاني أنت أو أي راجل هطلع بروح أمك وأمه، تقف حراسة على الطابق كله، عايز كل اللي فيه ستات وبس، سامع!
دفعه علي بغضب وقد خرج عن رزانته:
_اخرس بقى، أيه الغباء اللي بتقوله ده!
جلس يميل للأمام، بينما تهتز ساقيه بتوترٍ، ومازال يحاول جاهدًا أن يتمسك بثباته:
_بقول اللي هيحصل يا علي، ولو عايز اليوم ده يعدي بسلام جاريني بدل ما أرتكبلك جناية هنا.
لمس توتره وارتباكه الملحوظ، فجلس جواره وقد ترك كل شيءٍ جانبًا، وتعامل برقي مهنته التي تحاوطه بكل موقف تقريبًا، فناداه بصوته الرخيم الهادئ:
_عُمـران.
رفع عينيه المرتبكة إليه، فوجده يبتسم وهو يخبره:
_فريدة هانم هتبقى كويسة، كل اللي بتمر بيه ده شيء طبيعي وأعراض طبيعية جدًا، الدكتورة اللي معاها جوه ممتازة، بس أنا بفضل إن يوسف هو اللي يتابع حالتها، لإنه على دارية بكل شيء يخصها من البداية، غير إنه من أشطر دكاترة النسا والتوليد في المركز كله.
لانت تعابيره المشدودة، وإكتفى بهزة بسيطة من رأسه، فجذب علي هاتفه، وحرر رقم الاتصال بيوسف، فأتاه صوته هامسًا:
_دكتور علي، صباح الخير.
رد عليه علي مبتسمًا، بينما يعتدل عُمران بجلسته وكلتا أذنيه تنتبه لصوت رفيقه الغير طبيعي:
_صباح الورد يا يوسف، أنا طلبت من الممرضة تديك خبر إن فريدة هانم بغرفة العمليات، بس ملقتكش بمكتبك، إنت لسه موصلتش المركز ولا أيه؟
أجابه يوسف بدهشة:
_أنا مش في مكتبي، بس موجود بالمركز، حالًا هكون عندكم وآ..
انقطعت باقي جملته، حينما سحب عُمران الهاتف يسأله بلهفة:
_صوتك ماله؟
رد عليه وابتسامته تصل لهما من دون أن تُرى:
_أنا زي الفل، ونازلك يا وقح.
قالها وأغلق الهاتف، ثم نهض ينزع عنه المحاليل، فإذا بسيف يدلف حاملًا صينية الطعام والعصائر، وما أن رأه يقف عن الفراش، حتى أسرع يضع ما بيده ويتساءل:
_قومت ليه يا يوسف؟!
أحاطه وكأنه سيسقط فاقدًا للوعي، فابتسم "يوسف" وضمه بحنان وفرحة تنبع من داخله لما فعله أخيه اليوم:
_أنا فرحتي بيك النهاردة عالمية يا دكتور، وأخيرًا شطبت لقب حقنة من ورا لقبك، وبقيت دكتور سيف آيوب على سن ورمح.
زوى حاجبيه بعدم فهم لما يقوله، ظنه سيخبره بأنه على ما يرام، أو ربما يشرح له الحالة التي يشعر بها بالتحديد، ولكنه فجأه بحديثه الغامض، وسعادته الغير مفهومة بالمرة، فهتف بحيرةٍ:
_لقب أيه؟!
احتوته ذراعيه تعمقًا، والسرور ينتقل في جملته:
_مش إنت النهاردة إتغلبت على عقدتك وعلقتلي المحلول، يبقى كده العقدة إتحلت ومبقتش تخاق من المحاقن والمحاليل.
وابتعد يقابله بامعانٍ بدى بترتيب جملته الهامة:
_لو كنت أعرف إنك علاجك عندي كنت هدعي تعبي من أجل هذا الانجاز اللي أسعد قلبي.
تغاضى عما يقصه وطالعه بعينان غائرتان بالدموع، جعلت ابتسامته تتلاشى، ويعود ليقابله بوقفته مرددًا بقلقٍ:
_سيف!!
استدار سريعًا يحارب ألا يرى دموعه المنهمرة، إعتاد أن يكون رجلًا صلبًا، عزيزًا على أحدٌ رؤية دموعه، ولكن حينما تعلق الأمر بأكثر شخص يحبه بتلك الحياة، أظهر ضعفه، عجزه، قلة حيلته، كل ما تمكن من إخفاءه يومًا كُشف عنه الآن.
لحق به "يوسف" وقد تبخرت سعادته، حينما رأى أخيه بتلك الحالة، فوضع يده على كتفه يجبره على التوقف محله دون الهرب من لقائه، وقف قبالته يتطلع له باسترابةٍ وقلق:
_مالك يا سيف؟
رفع عينيه الباكية إليه، وبصوتٍ إختنق فيه وجعه قال:
_أنت شايف إن مرضك هيشفي عقدتي يا يوسف، أنت تعبك هيتعبني مش هيداويني، وبعدين لو أنا شخص معقد في كام صفة فيا، فدول ليهم سبب مبرر، وطالما ليهم تبرير يبقى انا شخص طبيعي.
وبايتسامة باهتة قال:
_وعشان تطمن إني طبيعي مية في المية، تحب أبدألك بأول عقدة، أو وجع راجع للي حسيته وقت ما شوفتها بتلومني وبتوصفني إني شيطان، مكنتش فارق معاها وجعي ولا النزيف الصعب اللي كان عندي، كان كل اللي شاغلها إنها هتسيب شغلها ازاي الكام يوم اللي هتقعدهم معايا في المستشفى، مش فارق معاها الاصابة الحساسة والخطيرة اللي اتعرضت ليها، الذل والغضب اللي لمسته منها خلاني كرهت الوسيلة اللي كانت سبب تعريتها من أخر شيء كنت فاكر إنه موجود جواها، والصدمة كانت إن مكنش عندها ذرة خوف وحنان ليا.
أدمعت عيني "يوسف" ووخزة الألم تخدر صدره، تناسى مكالمته مع" علي "، تناسى كل شيءٍ، الا وجع أخيه البارز باعترافاته التي يشهدها لأول مرة، بينما يسترسل" سيف"حديثه باكيًا:
_وتاني عقدة محسوبة عليا، هي إني إتسندت عليك وكنت كل حاجة في حياتي، إنت كل عيلتي يا يوسف، كنت مكفيني وغنيني عن كل علاقة ممكن يكون ليها وجود في حياتي، كنت أبويا وأمي وأخويا وصاحبي.
وضحك بسخرية تنافت مع دموعه:
_وعلى فكرة مكنش عندي أي نية إني أرتبط، كنت بشوفك متشعلق ومتحمس إنك تجوزني، ومن جوايا عايز أقولك إنسى، أنا تقبلت آيوب بصعوبة فمكنتش هقدر أتأقلم على دخول حد تاني حياتي المحدودة، مفيش أبشع من إنك تتصدم في أقرب الأشخاص ليك وأنا كانت صدمتي في أبويا وأمي، ومع ذلك اتفاجئت إن قلبي طبيعي زي البني آدمين دق وحب واختار، بس برغم كل ده علاقتي بيك مكنش ليها مسمى ولا قادر أصنفها بأولوية العلاقات اللي في حياتي لإنك أساسها!
دنى منه يوسف مجددًا في محاولة لضمه، ولكنه أدهشه حينما دفعه للخلف وهو يصيح ببحة إعتلت صوته :
_إنت إزاي فاكر إن بتعبك هتعافى من أي عقدة كان وراها وجع كبير!! إزاي فكرت في كده؟؟ أنا كنت هتجنن وإنت واقع من طولك وإنت قايم تهزر وتقولي عقدتك اتحلت!!
وأضاف وهو يبتعد عنه متجهًا للمقعد المنعزل بعيدًا عن محل وقوفه، هامسًا بضيقٍ شديد:
_أنا من غير حاجه بأنب نفسي لإني عمري ما ضغطت عليك تتكلم وتفضفض، إنت كتوم بشكل أوهمني إنك بخير وكويس، أنا مش أناني يا يوسف، إنت اللي عامل حاجز حولين نفسك وعازلني عنه.
تزداد صدماته تدريجيًا كلما كشف أخيه عن حجم الألم المختبئ داخله، انتزع نظارته الطبية يزيح دموعه، بعدما عبئ رئتيه بهواءٍ قد يحرره من ضيق تنفسه، ثم إتجه يسحب أحد المقاعد بخفة، ووضعه جوار أخيه، وجلس بهدوءٍ استرعى انتباه "سيف" لما سيقوله، فرفع رأسه يتابعه بتركيزٍ، فاذا به يمازحه رغم مرارة ما يشعر به:
_كنت كاتم كل ده عني يا سيفو!
شيعه بنظرة مغتاظة، ورد بنزقٍ:
_فاكر نفسك أنت اللي كتوم بس!
ضحك يوسف وقال:
_أنا كتوم!! بالعكس ده أنا أكتر شخص بيتكلم وبيفضفض عن كل حاجة بتحصل معاه.
منحه نظرة مشككة في حديثه، فاستطرد يوسف بجدية:
_على سجادة الصلاة بتكلم وبقول كل اللي مضايقني يا سيف، وكون إني مش بتكلم معاك ده يمهدلك إني بخبي عنك، أنت زي ما قولت شايفني كل حاجة في حياتك، فميهونش عليا أوجعك بوجعي وبهمومي، وبعدين أنا دايمًا بقولك الشكوى للعبد عمرها ما هتقدم ولا هتأخر، شكوتك لرب العباد وخالقهم هي اللي هتريحك وهتحل ليك كل مشاكلك.
وأضاف ويده تمتد على كتفه ليحثه على التمعن بحديثه:
_مش عايز أديك فرصة تسرح بخيالك، فلازم تعرف إن عمر ما كان في بينا أسرار، كل الحكاية أني محبتش أتكلم معاك عن ماضي فات والمفروض يكون انتهى وصفحته اتقفلت.
قاطعه سيف قائلًا بتشكيك:
_وهو اتقفل معاك يا يوسف! هو سبب تعبك النهاردة فازاي عدى وانتهى!
منحه ابتسامة جذابة وقد أعاد له ذكريات اللقاء الختامي بينه وبين تلك التي تدعو بوالدته، وقال:
_انتهى يا سيف، النهاردة قفلت الصفحة وقطعتها كمان، وصدقني بعد تهديداتي ليها بنقطة ضعفها مش هيكون ليها ظهور في حياتنا تاني.
هز رأسه بحركةٍ بطيئة، بينما يعركل ساقيه من أمامه كمحاولة لاخفاء نصل سكينه الطاعن بمنتصف قلبه، وبابتسامة مخادعة أخبر أخيه:
_كنت فاكر أن هيجي عليها اليوم اللي تفوق فيه وتتغير، كنت مستني أشوف منها الندم على اللي عملوه معانا.
صدرت عن يوسف ضحكة رن صداها لأخيه، وقال ساخطًا:
_النهايات السعيدة اللي في أحلامك دي أتعملت عشان تتحط في أخر مشهد الافلام والروايات سا سيف، لكن اللي أنا وانت واثقين منه إن اللي زي دول عمرهم ما هيتغيروا أبـدًا.
وأضاف وهو يتمعن بمُقلتيه، قاصدًا لمس أوتاره:
_ولو إنت شايف اني معوضك عنهم هتقفل صفحتهم معايا.
ترك مقعده وجلس أرضًا يميل برأسه على ساقي يوسف، هادرًا بحزنٍ :
_إنت معوضني عن الدنيا كلها يا يوسف.
مرر يده بين خصلات شعره بحنان، وبابتسامةٍ راضية قال:
_ربنا يقدرني وأكون دايمًا جنبك وسندك يا سيف، أنا هحاول أدور على شقتين في مكان قريب من المركز هنا، عشان متعرفش توصلنا تاني، مع أني أشك إنها تقدر.
رد عليه ومازال يسترخي على ساقيه:
_يبقى أفضل.
وما كاد بأن يسترسل حديثه، حتى انقطع عنهما الحديث فور أن قاطعهما صوتًا ساخرًا:
_وحياة أمك!!
قالها ذلك الذي اقتحم الغرفة التي دلته عليها إحدى الممرضات، فرنا إليهما وهو يصيح بعصبية أرعبتهما:
_بقى أنا قاعد تحت على أعصابي وأنت بتحبلي هنا في أخوك بروح أمك!! مش مقدر اللي بتنازع جوه أوضة العمليات دي!!
وسحبه من تلباب قميصه وقد تخلى عن هدوئه المخادع:
_ده أنا هطربق المركز ده على نفوخ أمك النهاردة إنت وشريكك اللي قاعد بارد تحت وكأن اللي مرمية جوه دي واحدة ميعرفهاش!
جاهد يوسف ألا تسقط نظارته عن عينيه، بينما تموج عن وجهه كلما يدفع عُمران جسده بعنف، ففصل سيف بينهما قائلًا بغضب:
_سيبه يا بشمهندس، أخويا تعبان ومش قادر يدخل عمليات، شوف دكتور تاني يدخل للمدام.
سدد له يوسف نظرة قاتلة، بينما يتمتم بغيظٍ:
_مدام مين، اسكت بدل ما يفكني ويعلقك إنت، روح مكتبك أنا بعرف أتعامل مع عصبية الوقح ده.
رفض الانصياع له، ومازال يجاهد لتخليص أخيه من بين يدي عُمران، هادرًا بانزعاج:
_سيبه أنت قافش حرامي غسيل!!
أمسك عُمران يوسف بذراعٍ واحد، بينما يميل بالأخر فوق خصلات شعر سيف الفوضوية، يرتبها بهدوءٍ أرعب كلاهما، بينما يحدثه ببسمة ثابتة:
_اسمع كلام أخوك الكبير يا سيفو، عايزين نأخد راحتنا بالكلام وميصحش الكتاكيت الصغننه اللي زيك تسمع كلام الكبار، عيب يا حبيبي!
وأضاف ومازال يعامله برقة من يراها يقسم أنه يعاني من انفصام الشخصية:
_لازم تتعود في حياتك تسمع كلام الأوعى منك،فاسمع مثلًا كلام بابا يوسف واحتياطي تسمع كلامي قبل منه، عشان أنا أدرى بمصلحتك أكتر من دكتور الحالات المتعسرة.
واستدار تجاه رفيقه يسأله بنظرة شرسة:
_صح يا جو؟
هز رأسه عدة مرات وهو يؤيده:
_صح طبعًا، الطاووس كلمته مسموعه على الكل وأولهم أنا.
كبت سيف ضحكاته بصعوبة، ومع ذلك أخمد عناده راسمًا بسمة صغيرة، عشرته لشخصية الطاووس الوقح دمغته بالأمان، أينما كان فإن المنطقة التي يزورها تصبح أمنة، لذا قرر الانصراق بلطفٍ لحق نبرته المُحايدة:
_تمام هرجع لمكتبي، وربنا يقوملك المدام بخير يا بشمهندس.
فتك عُمران بقبضة يده الفارغة، فصاح يوسف بتحذير:
_اجري يا سيــف.
غادر على الفور، بينما يرسم يوسف ضحكة واسعة تتبعها قوله المبرر:
_اعذره ميعرفش حاجة، وده دليل إن سرك جوه البير من وقت ما ثبتني في العربية بالحتة الشمال دي فاكرها؟
تركه وهو يعدل من قميصه بينما تعلو عنه صوت أنفاسًا منفعلة:
_فاكرها يا حبيبي، لو اشتاقتلها أطلبها تجيلك بالاحضان ولا أنت أيه رأيك؟
ابتلع لعابه برعبٍ مضحك:
_كتر خيرك، أنا طول عمري سكتي حلال، ماليش في الشمال أنا.
ضحك عُمران ومال يشاكسه:
_وماله نخليه بالحلال ونكتب كتابك عليها، قولي إنت بس عايزها مواصفاتها أيه وأنا تحت أمرك،مع إني أخاف عليك من الحامية هتطير صوابعك قبل ما تعلم بيها على اللي قدامك.
عدل من نظرته وهو يصيح بانزعاجٍ وعصبية:
_أنا دكتور محترم، قولتلك ماليش في سحبة المطوة بتاعتك دي.
_وأنا اللي صايع يعني بروح أمك؟!
قالها وهو يرنو إليه، فضحك وهو يجابهه:
_للاسف صايع ووقح الاتنين مع بعض، وكلمة زيادة مش مسؤول عن حالة فريدة هانم، أنت الظاهر طالع تهزر وأنا معنديش وقت، عن إذنك.
قالها وأسرع للمصعد ومنه إتجه لطابق المخصص لجراحة قسم النساء والتوليد.
******
خرجت الطبيبة من الغرف المخصصة للعمليات، فإتجهت إلى "علي" تخبره بمهنيةٍ:
_دكتور علي، زي ما بلغت حضرتك ولادتها بشكل طبيعي هيكون صعب، فكده هنضطر نلجئ للجراحة، تحب حضرتك أبلغهم يجهزوها؟
انقبضت معالم "علي" خوفًا وقلقًا على والدته، فامتص توتره بكلماته الرزينة:
_هنستنى دكتور يوسف لإنه المسؤول عن حالتها من البداية، بشكرك لتعبك يا دكتورة، تقدري حضرتك ترجعي لشغلك.
منحته ابتسامة عملية، تواجه بها رقيه بالتعامل، واستدارت لتغادر، فوجدت يوسف يخرج من المصعد، شرحت له الحالة بإيجازٍ، وغادرت على الفور، فإتجه إلى علي، الذي واجهه بكلماتٍ مختصرة تسجل وجعه:
_هتخضع للجراحة يا يوسف؟
رد بعملية باحتة:
_مقدرش أكد على كلامها الا لما أعين الحالة بنفسي، متقلقش هطمنك.
وإستكمل طريقه للداخل، بينما جلس عُمران بالمقعد المنزوي بعيدًا عن الأعين، لقد خسر اتزانه فور أن استمع لحديث الطبيبة مع يوسف، بحث عنه علي فأتجه إليه، جاور جلسته وتابع صمته بقلقٍ، جعله يبدأ بالحديث بينهما:
_أنا كلمت فاطمة ونبهت عليها متجيش هنا هي ومايا، الاتنين غلط عليهم يحضروا التوتر والارتباك ده.
إكتفى بتحريك رأسه كإشارة منه أنه يوافقه على حديثه، ربت على ساقه بحنان وقال:
_هتبقى كويسة يا عُمران، كل ده طبيعي وبيحصل.
وأضاف وهو يجذب هاتفه:
_أنا هتصل بعمي أبلغه.
انتزع عُمران الهاتف منه بعداونٍ، وعنف:
_لا مش هتكلمه، هو السبب في اللي هي بتمر بيه ده
فشل بإخفاء ضحكته، فمال على كتفه وقد تحرر عنه الضحك بشكلٍ جعل جسده يهتز، فضحك عُمران هو الأخر وهتف بحيرة:
_هي في الحالة اللي زي دي المفروض نتصرف ازاي؟!
هاجم ضحكاته بصعوبة وقال:
_المفروض تكون عاقل وده اللي بتمنى تتمسك بيه حاليًا.
تحرك بجسده لنهاية المقاعد، وكتف ساعديه أمام صدره، ناطقًا بضيق:
_سبتلك العقل والحكمة، اتفضل اتعامل أنت.
سحب هاتفه وابتعد عن محيط تواجده خشية من أن يرتكب أي فعلًا أحمقًا، بينما تتعلق رماديتاه بباب الغرفة والخوف يكاد أن يذيقه من جحيمٍ.
مرت عليهما أربعون دقيقة كالسوط الذي سلخ جلد عُمران الذي يختبر شعور القلق والرعب بشكلٍ غريب، حتى انتهى بخروج الممرضة، حاملة بين يدها تلك الصغيرة التي شارفت لتنير عائلة الغرباوي، منذ لحظة خروجها وهي تتنقل بنظراتها الحائرة بين علي وعُمران، وكان أول من تحرك إليها بخطواتٍ حماسية، حملها إليه بكل رفقٍ وحنان يمتلكه، واختلى بنفس مقعده البعيد، يرفع الغطاء الرقيق عن وجهها الملائكي، فابصر وجهه المتوتر عن ابتسامة جذابة، فمرر إصبعه على وجنتها البيضاء الناعمة، هامسًا بفرحة:
_يا روح قلبي على الجمال، نورتِ عيلة الغرباوي كلها يا سكرة.
رنا إليه علي متلصصًا على ما يحمله، فقال عُمران بابتسامة مشرقة:
_تعالى يا علي شوف القمر اللي هل علينا ده.
جلس جواره يراقبها بابتسامة حنونة، وانحنى في محاولة ليقبلها، فاذا بعمران يستدير بها بغضب:
_بتعمل أيه؟؟ دي صغيرة جدًا مينفعش تبوسها، استنى سنتين تلاتة لما تجمد شوية!!
اندهش علي مما يحدث قبالته، وخاصة حينما انزوى بها عُمران مجددًا، واضعًا يده على جبينها وبرجاءًا همس لها:
_روح قلبي اللي هتسمع كلامي وتفتح عيونها، عايز أشوف لونهم أيه؟
ضحك وهو يجيبه ساخرًا:
_وهي هتفهمك كده مثلًا، دي لسه مختارناش ليها اسم يا أخرة صبري!
منحه نظرة محذرة، وعاد يتعمق بملامحها الملائكية، حتى نطق دون وعي لحديثه:
_فيروزة! فيروزة هانم الغرباوي.
وخطف اصبعها يقبله بحنان، بينما يهمس لها:
_أيه رأيك في الأسم يا صغنن، لو مش عاجبك إديني أي إشارة وأنا أسارحلك بخيالي للفجر لو تحبي.
ابتسم علي وهو يراقبه بحبٍ، بداخله يعلم أن أخيه سيكون أبًا عظيمًا، مال عُمران له بها بحماسٍ:
_علي هي نايمة كده صح؟؟ طيب هتصحى أمته أنا عايز أشوف لون عنيها.
رد بنفس ابتسامته، وكأنه يعامل طفلًا صغيرًا:
_وهيفرق معاك لون عيونها في أيه بقى؟؟
شرح ببساطة أضحكت علي للغاية:
_طبعًا تفرق، عايز أشوف هتطلع رمادي شبهنا ولا شبه فريدة هانم وشمس!
تحررت كلمات علي بصعوبة من بين ضحكاته:
_لا الموضوع فعلًا مهم، راقبها لما تفتح عيونها لحد ما أشوف يوسف وأرجعلك.
وبالفعل تركه واتجه ليوسف الذي خرج للتو، ينزع كمامته والارهاق يبدو على معالمه، فأسرع بسؤاله:
_طمني يا يوسف.
لمس قلقه الصريح على والدته، وخاصة لعمرها، فقال يطمئنه، وعينيه تفتشان عن عُمران بدهشة:
_عملت محاولة أخيرة قبل ما دكتور التخدير يجهزها للعملية، وبفضل الله ولدت بشكل طبيعي وحالتها مستقرة جدًا الحمد لله.
تنهد علي بارتياح، وبثقة قال:
_مشكتش في لحظة فيك يا دكتور، إنت يترفع عنك لقب دكتور الحالات المتعسرة ويتحط لقب تاني أفخم.
ابتسم على حديثه الراقي، بينما لم يتمكن من سحب بصره عن رفيقه، فأشار لعلي:
_هو عُمران مش كان قاعد على أعصابه بره، أنا توقعته يكون أول واحد واقف يستقبلني لما أخرج!!
تعالت ضحكاته الرجولية، بينما يخبره:
_فيروزة هانم لحست عقله!
شاركه الضحك وقال بتمني:
_لو هتثبته التثبيتة دي، سيبها معاه أنا اتفائلت بيها والله.
خربت الممرضة المشهد العاطفي بين عُمران والصغيرة، حينما أرادت أن تصطحبها للطبيب، الذي سيشرف على تطعميها وتفحص حالتها الصحية، فنهض عُمران يسألها على مضض:
_مش قولتي إن كان في دكتور أطفال جوه بغرفة العمليات وشافها، عايزة توديهاله تاني ليه؟!!!
قالت بعمليةٍ باحتة:
_لازم تأخد تطعيمة الكعب يا بشمهندس، هخليه يدلها الحقنة وهرجعها لحضرتك بسرعة.
جحظت رماديتاه في صدمة قاسية، أرعبت الممرضة منه، بينما يقترب إليها مرددًا بخشونة:
_حقنة أيه اللي هتديها لملاك بريء لسه عداد عمره ييبتدي!! أنتِ خرفتي على كبر ولا خرجتي من بيتك شايلة معاكي كل حاجتك الا عقلك!! لا ومتخيلة أني هسلمهالك يا عديمة المشاعر!! ازاي يهون عليكي تعملي كده مع الاطفال ومع بنتي أنا!! ده إنتي يوم أمك أسود النهاردة.
تطلع علي ويوسف لبعضهما بصدمة، ومن ثم هرول كلاهما إليه، يحاولان بكافة السبل أن يهدئان ذلك الذي فقد عقله للتو، وقد حلت العصبية نبرته المنفعلة:
_علي إنت محتاج تفوق لموظفينك هنا، المركز كله عايز إبادة.
واستدار ببصره تجاه يوسف، ليسأله بحدة:
_فريدة هانم اتنقلت أي أوضة؟؟
رمش بعدم استيعاب وهو يشير بيده للغرفة التي تجاور العمليات، فصوب نظرة نارية أخيرة لهم، ثم غادر يحمل الصغيرة والصدمة مازالت تتراقص عليهم بينما يمر من جوارهم وهو يهمس للصغيرة بصوتٍ مسموع:
_فيروزة هانم..جاهزة نتعرف على مامي؟
وأضاف وهو يحاول أن يفيق نومتها:
_طيب افتحي عيونك طيب.
انصاعت له الصغيرة، وكأنها تجيد سماع كلماته، فأفرجت عن جفنيها، فضمها إليه بفرحة:
_يا عُمري أنا على الجمال الكوتي ده، على فكرة لون عنيكي لسه مش باين بس حاسس بخيانة من أولها وشكلك هتطلعي تنتمي لحزب شمس وفريدة هانم.
قالها وهو يحرر باب الغرفة، فازدادت فرحته حينما وجد والدته قد استردت وعيها، وتغفو بسلام على الفراش، ابتسمت وهي تناديه بوهنٍ فور أن رأته:
_عُمران.
أسرع بخطواته لها، يميل مقبلًا رأسها وينحني يقبل يدها بحب:
_حمدلله على السلامة يا حبيبتي، أنا كنت قلقان عليكي أوي، طمنيني أحسن دلوقتي؟
تعلق به وابتسامتها الباهتة تسنقر على وجهها :
_أنا كويسة يا حبيبي اطمن.
وتابعت وهي تفرد ذراعيها له:
_هاتها.
حمل الصغيرة بابتسامة جذابة، ومال يضعها بين يديها، بينما يجلس هو جوارها ويميل على كتفها، بينما يتأملان الصغيرة بإمعانٍ، فمالت فريدة على كتف عُمران وابنتها تضمها بين ذراعيها.
انقبض قلب عُمران وهو يرى ملامحها مُضجرة من الألم، فسألها باهتمامٍ:
_لو لسه حاسة بتعب ريحي، أنا موجود هنا متقلقيش على الجميل الكوتي ده، هحطها في عيوني لحد ما تصحي.
قدمتها له فريدة، ومالت تستند برأسها على ساقه بتعبٍ شديد، فأخذ يربت بيده على خصلات شعرها القصير، متعمدًا أن يفرك جبهتها بمساج خفيف، وناداها حينما اكتسح فضوله سؤاله المكبوت فحرره بشكلٍ مرح:
_بقيت ملاحظ تعلقك الغريب بيا، حتى وإحنا جايين رفضتي أن علي يشيلك وكنتي مصممة محدش يشيلك غيري
وأضاف بمشاغبة:
_أيه يا فيري بابا علي فقد امتيازاته، ولا أنتي بتحاولي تحطيني في خانة الولد المميز اللي سبق وادتيها لعلي؟
حلت عقدة حاجبيه ببسمة متعجرفة، وجهتها لتزيح غروره باعترافها الذي هبط صارمًا، حارقًا عليه:
_لا طبعًا، أنا بس خوفت عليه ليهبط ويوقع ويوقعني معاه، علي جسمه ضعيف أوي لكن أنت أنا عندي ثقة أنك هتنزلني زي ما أنا، طالما قدرت تشيل مايا أكتر من مرة وهي بحجمها ده، يبقى هتقدر تشلني أنا وبنتي وترجعنا بسلام.
_تقصدي أيه يا فريدة هانم بحجمها ده!!! إنتي شايفاني دراكولا ولا البنج لسه مأثر عليكي!!
رددت باستغراب لتواجدها بتلك اللحظة:
_مايا أنتي هنا من أمته؟
ضحك عمران وهتف باستمتاعٍ:
_حبيب قلب جوزه الشرس إنت!!
وبكل فخر استطرد:
_تربيتي!
طرقات باب الغرفة السريعة، اتبعه اقتحام أحمد الغرفة وعرقه يتصبب أعلى جبينه من سفره المفاجئ، وجل ما ينطقه بتلك اللحظة، غير واعيًا لنظرات عمران المتوعدة:
_فريـدة!!
