رواية لاجل الحب الفصل العاشر 10 بقلم منال كريم


 رواية لاجل الحب الفصل العاشر

معتز بصوت عالي: ما_ت ادهم ما_ت.

وقعت من طولي

معرفش مر وقت قد ايه بس قومت لقيت نفسي في اوضتي و مفيش حد معي.

قومت من على السرير و خرجت من الاوضة و أنا بدعي ربي أن ده يكون حلم ،لا كابوس، كابو_س بشع.

خرجت من شقتي و نزلت الدور الارضي 

اتفاجات بستات كتير لابسين اسود في اسود ،قلبي اتقبض و عقلي رفض يصدق أنه هو ،هو ما_ت و سبيني اكيد لا عمره ما يعمل فيا كده.

شافتني سمر جريت عليا مسكت ايدي و قالت: تعالي يا حبيبتي.

= هو في ايه يا سمر في حاجة حصلت.

بصيت في الأرض و عيطت اوي.

رفعت راسها و قولت: بلاش عياط ،ده فال وحش ،في ايه ،في ايه.

جت حماتي ،حضتني و قالت بدموع: ربنا يصبرك و يصبرني.

بعدت عنها و أنا بصر_خ : في ايه حد يفهمني.

أنا عارفة في ايه، بس نفسي حد يكذب عليا و يقول اي حاجه ،اي حاجة غير ان ادهم ما_ت.

قالت سمر بحزن: البقاء لله ،ادهم مات.

حطيت ايدي على وداني و أنا برفض اسمع ،صر_خت و قولت: لا كذ_ب ،كذ_ب، ادهم عايش ،ادهم عايش 

و بقيت اصرخ باسمه و وقعت من طولي مرة تانية

كان فريد و فريدة و رحمة بنت سمر في بيت امها، علشان ما يشوفوا الحزن ده.

و في نفس الوقت 
حماي و رامي و معتز في الطب الشرعي.

اللي عرفوا من القائد أن ادهم مات لما حصل هجوم على  الكمين و ما_ت ادهم و كل اللي معه لما الكمين اتح_رق.

يقف الاب أمام الجثة ،رفع الدكتور الغطاء، اغمض عينيه سريعا فقد كان الوجهه مشو_ه تماما.

قال بدموع و حزن: اكيد ده مش ابني، ايوه ده مش ابني، ادهم طول عمره زي القمر.

طلع الظابط دبلة و قال : دي كانت معه.

بصوا بصدمة كانت دبلة ادهم اللي محروق عليها اسمه و اسم نجاة.

و كمان طلع صورته مع ولاده.

وقع الاب على الأرض ،سندوا رامي ومعتز و قال رامي: أن لله و ان اليه راجعون.

أما معتز كان يعيط زي الطفل الصغير ،فهو الاخ الصغير و طول عمره مدلع من أدهم و رامي ،دلوقتي أبوه التاني مشي و سابه لوحده في الدنيا دي.

تم الدفن في جنازة عسكرية بدون حضور النساء.

في المنزل

يستقبلون العزاء

و مازلت نجاة تحت وضع المخدر.

على الفجر 
كان الكل نام بعد يوم طويل من التعب 

قامت نجاة  كانت سمر نائمة جنبها ،خرجت من الاوضة براحة و راحت اوضة العيال ،لقيتها فاضية ، حطت أيدها على رأسها و قالت بابتسامة: اه اكيد ادهم خد العيال يجبلهم لعب و حاجات، بس ماشي يا أدهم كنت خدني معك.

الغريب نجاة  مشفتش سمر اللي نايمة جنبها أو مش عايزة تشوفها اصلا.

دخلت المطبخ أحضر الاكل اللي يحبه ادهم و العيال 

قامت سمر بفزع لما سمعت صوت.

مشيت على الصوت لحد المطبخ.

وقفت بذهول و سألت: تعملي ايه نجاة.

بصيت ليها و قالت: سمر بتعملي ايه هنا و مين فتحلك.

بلغت ريقها بتوتر و خوف و قالت: الباب كان مفتوح ،تعملي ايه هنا.

ابتسمت و قالت: اعمل ايه فيك يا أدهم ديما تسبب الباب مفتوح.

: ادهم

قالتها سمر برعب حقيقي

ردت : أيوه ادهم تخيلي اصحي من النوم القيه خد العيال و نزل من غيري.

سمر خافت منها   و من حالتها  قررت تجريها في الكلام: لا غلطان و أنا لازم اقول لرامي يكلموا ،عايزة حاجة 

: شكرا يا سوسو.

جريت سمر من قدمها ،نزلت على شقة حماتها، خبطت بقوة، حماه و سأل بخوف: في ايه يا سمر ،نجاة كويسة.

أخذت نفسها بالعافيه و ردت: لا ،لا نجاة اتجنت 

خرجت حماتها و ضربت على صدرها و قالت: بتقولي ايه.

حكت ليهم اللي حصل، و طلعوا على شقتها ،كانت سمر سابت الباب مفتوح ، بصوا من الباب 

كنت نجاة تحط الاكل على السفرة و بصت ناحية اوضة العيال و قالت: فريد فريدة الاكل جاهز.

و بصيت ناحية اوضتها و قالت: ادهم ،دومي يلا الاكل.

الكل مصدوم و هو شايف كده.

كانت نجاة شايفهم و حاسة بيهم.

قعدت على السفرة و عطتهم ظهرها و قالت بدموع: أيوة شايفهم و حاسة بيهم ، و عارفة أن العيال مش هنا وادهم مش هنا ،ادهم مات بس بحاول تخدع نفسي علشان اتجنن ايوة نفسي اتجنن علشان ارتاح 

مقدرتش امسك نفسي اكتر عيطت بصوت عالي و أنا بقول: أدهم تعال، تعال يا أدهم.

جريت سمر عليا و حماتي قعدت على اول كرسي و حماس وقف مستمر مكانه

حضنتها سمر و قالت: هو شهيد و في الجنة ،ربنا يجمعنا بيه على خير .

قولت بصوت مخنوـقة : مش اقدر اتحمل يا سمر، و الله ما اقدر مش اعرف أعيش من غيره.

: قدر الله وماشاء فعل ، أمر الله ،امر الله.

قالتها سمر و أنا انفجرت في حضنها و أنا يبكي بان_هيار

عدي خمس شهر على موت ادهم 
كنت طول قاعدة في اوضتي و أنا حضنها كل هدومه و حاجته 

نسيت نفسي و نسيت ولادي و حاولوا معي كتير بس مفيش فايدة مش اقدر اكمل حياتي من غيره.

دخلت حماتي و راءها سمر بصينة الاكل، قبل ما حد فيهم يتكلم قولت: لو سمحتم مش عايزة اسمع حاجة.

قعدت حماتي قصادي و قالت: حاضر يا نجاة مش اتكلم بس سؤال واحد عندي و أخرج من غير ما اسمع الاجابة، ادهم لو شافك مده يكون مبسوطة لحالتك و حالة العيال اللي كان روحه فيهم.

و بصت لسمر : حطي الصنية و يلا.

و نزلت حماتي و سمر.

و أنا بصيت لصورته: ليه يا أدهم تعمل فيا كده، ليه قلبي وجعني اوي.

فضلت تعيط لحد مارحت في النوم و شافت حلم أن ادهم ينده عليها، قامت و هو بتقول : نعم يا ادهم، أنت فين.

كانت الساعة ١٢ بليل قامت لبست و خرجت من غير ما حد يحس بيها 

و  اتجهت ناحية المقابر بدون وعي منها.

المقابر قريب من المنطقة 

كان معتز راجع من المستشفى فهو دكتور ،شاف نجاة خارجة من البيت، نزل من الغربية و ماشي و راءها و قال بصوت عالي: أم فريد ، أم فريد.

بس هي كانت سامعة صوت ادهم بس و هو بيقولها تعالي 

مشي وراءها كانت سريعة في خطوتها و هو كان لا يستطيع اللحاق بها فهو لديه كسر في قدمه تعرض له الشهر اللي فات 

رآها تذهب الى المقابر، قال بصوت اعلي: أم فريد، ام فريد، نجاة.

عند سماع اسمها التفتت له، لكن لم تراه معتز ،راته  ادهم ، ابتسمت و قالت: ادهم أنت رجعت.

قال بخوف و هو يبص حوالي : ادهم ، ارجعي يا أم فريد زيارة المقابر غلط في الليل ،تعالي و اوعدك بكرة أن شاء الله اجيبك هنا.

ابتسمت و هي تقول: أنت رجعت يا أدهم.

لم تكن في حالتها الطبيعية, كانت تسمع صوت ادهم.

اقترب منها ببطئ و هو يقول: تعالي ادهم راجع في البيت و مستنيكي.

ردت بسعادة: بجد

حرك راسها بنعم و قال: يلا يا نجاة 

مشيت معه و رجعت البيت 

و لكن للاسف كان في مجموعة من الشباب التي لا تخشي حرمة المقابر ،يجلسون معنا لشراب الممنوعات ، و رآه المشهد برأي آخر.

قام أحدهم بتصوير بعض الصور و قال و هو تحت تأثير المخدر: يا نهار يا جدعان على الدنيا ، بعد ما ادهم مات ،نعتز يلعب على مرات اخوه.

ضحك التاني بصوت عالي و قال: و شكل المزة مبسوطه علشان تجي معه لحد هنا.

قال الثالث بحقد: احنا لازم نفضح العيلة دي ،رافعين رأسهم في السما علشان واحد ظابط و التاني دكتور و التالت مهندس ايه يا يعني مانا ظابط نفسي، و دكتور أحزاني و مهندس دماغي.

ضحك الجميع عليها.

و من حسن حظ نجاة و معتز أن نوع المخ_در اللي يشربه يخليهم ينسوا اسمهم 

رجعت نجاة البيت و هي تقول: ادهم أنت فين، أدهم.

 

قال معتز بهدوء: أم فريد بصي لي.

بصت له و قالت: فين ادهم يا معتز

: مات، مات ،ادهم مات.

قعدت على الأرض و هي تقول لا لا 

قعد قصادها مع الحفاظ على المسافات بينهم و قال: ادهم مات و ربنا عايز كده و كل اللي أنتِ فيه ده بسبب الشيطان، فهم الشيطان عايزك تسخطي  من قدر الله، قولي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم و فكري في نفسك و ولادك يا أم فريد ،تفتكري ادهم مبسوط و هو شايفك كده 

حركت رأسها بالرفض و قال هو: اطلعي شقتك و صلي و ادعي ربك يربط على قلبك و قلبنا.

قامت من الأرض ،و الغريب كلام معتز زي كلام العيلة كلها 
حماه و حماتها و رامي و سمر كلهم قالوا نفس الكلام ،هو أول مرة يتكلم معها و مش فاهمة ليه اتاثرت بكلامه

ابتسمت بهدوء و قولت : شكرا يا معتز.

رد عليا بابتسامة: أنا في الخدمة ،هو صحيح أنا دكتور باطنة بس انفع نفسية.

طلعت على شفتي و أنا حاسة براحة و مستغربة ليه كلام معتز اثر فيا رغم اني سمعتها كتير.

ليه لما شوفته فكرته أدهم.

صليت و بكيت و انا بدعي ربي يربط على قلبي 

معتز مقالش لحد اني خرجت بليل، فرحت اوي لما عمل كده.

مرت سنة و بقيت اهتم  بالاولاد و ماشية على نفس تعليمات ادهم.

في يوم 

كنت بجيب طلبات احنا ساكنين في منطقة شعبية 

كان كم واحد قاعدين على القهوة و يعاكسوا فيا.

كملت طريقي من غير من رد 

و فجأة ظهر معتز قدمي و قال بأمر : على البيت.

بصيت باستغراب لطريقته و لسه اتكلم قال بنبرة حادة: قولت على البيت.

مشيت من غير كلام ، 

أما معتز راح ناحيتهم و نزل فيهم ضرب و لانهم ديما سكرا_ن_ين محدش عرف يرد عليه.

كانوا نفس الشباب اللي شافوهم في المقبرة.

قال واحد بغضب : احنا نسكت على كده.

رد التاني: نعمل ايه يعني.

أما التالت مش معهم ،بيتفرج على صور غير لائقة و فجأة ظهر قدمه صور معتز و نجاة، قال: بصوا لقيت ايه.

بصوا باستغراب محدش فاكر الصور دي جت امت و ازاي على التلفيون بس المهم انها جت.

قال  واحد فيهم: لازم نتق_م
 من معتز  و مفيش أحسن من الصور دي اللي تثبت أن علاقة الاخ بمرات اخوه مش تمام..

في البيت 
كان معتز متعصب جامد و هو يقول: ليه يا أم فريد تخرجي من البيت.

ردت بهدوء: كنت محتاجة شوية طلبات و بعدين ايه الطريقة دي.

زعق اكتر و قال: طريقة ايه و زفت ايه، تخرحي ليه تخلي عيال صايعة زي دي يبصوا عليكي.

زعقت أنا كمان وقولت: وطي صوتك و أنت مالك اصلا.

مسح وشه بغضب و قال: مالي ايه مرات اخوي و لازم احافظ عليكي.

ردت بعصبية: اعرف احافظ على نفسي 

و طلعت اوضتي 

كانت حماتي و سمر قاعدين يتفرجوا علينا بذهول.

أما حماي و رامي كانوا برة البيت.

مر أسبوع و  معتز يحاول يعتذر مني و أنا مش برد عليه.

في اليوم الثامن.

حماتي قالت: بلاش تعملوا عشاء ،معتز قال يجيب و هو جاي.

قومت من مكاني، و قولت: طيب يا ماما، أنا مش جعانة اطلع شقتي و لما الاولاد تاكل ابعتيهم.

بس وقفتي صوته لما قال: أنا أتحملت غرامة العزومة دي كلها علشان خاطرك أنتِ ،تقولي مش جعانة.

بصيت له بعصبية ، و قولت: ايوه مش جعانة بالعافية و لو تعلي صوتك عليا تاني.

حط الاكل على السفرة اللي من الريحة عرفت ايه و لما قريت اسم المطعم عرفت أنه اكلتي المفضله من المطعم المفضل.

قال بحزن: حقك عليا، أنا اسف بس اتعصبت لما لقيت العيال دي تبص ليكي 

قال حماي: خلاص بقا يا نجاة طول عمرك قلبك طيب.

قال بابتسامة: صافي يا لبن.

ابتسمت : خلاص مفيش حاجه.

كانت حماتها تبص لمعتز و ليها بنظرات مختلفة و غريبة و  شافت حاجة أو بتفكر في حاجة.

سألت حماتي؛ نجاة معلش نسيت أنتِ عندك كم سنة.

ردت : ٢٦ 

قالت في نفسها : و معتز ٢٨ سنة.

معتز: يلا الاكل يبرد 

اتجمعنا على السفرة و خطر على بالي ادهم لما كان يزعلني يصالحني بالاكل ده 

بصيت على مكانه الفاضي اللي جنبي و حاولت اخبي دموعي عن الكل.

تاني يوم 
قومنا على مصيبة ،صور لي أنا و معتز  منتشرة في كل حتة

سأل حماي بغضب: الصور دي كانت فين 

قال معتز بهدوء: اهدي يا بابا و افهمني، في يوم كانت نغم ريحة المقابر أنا شوفتها و روحت وراءها رجعتها

بصي لي و قال: في الوقت المتاخر ده يا نجاة.

ردت بدموع: كنت مش في واعية.

قال معتز بحزن: براحة عليها هي معملتش حاجة غلط و أنا أخرس كل حد يفكر ينطق بحرف.

حماتي بدون سابق انذار : الحل و هو الجواز ، كتب كتابك على نجاة الخميس الجاي.

بص الكل بصدمة و عدم تصديق 

//

فوقت من ذكريات الماضي المؤلمة على خبط الباب

ردت: اتفضل

دخلت حماتي و قالت بحزن: عاملة ايه يا نجاة

: مش عارفه 

قعدت قدمي و قالت: أنا خائفة من بكرة اوي

:و أنا كمان

=ابني عمره ما يسامحني.

: و لا أنا 

قالت : في حل واحد

بصيت بانتباه يمكن حد يلاقي حل للازمة دي ،قالت : مش هقول ل ادهم أنك مرات معتز.

بصيت بصدمة و قولت : ازي 

قالت بسرعة: أنا مش عارفة ابني راجع بعد خمس سنين عامل ازاي، اجي أقوله مراتك اتجوزت اخوك.

صرخت بعصبية: اومال ايه، أكون مرات معتز و اقول لك أدهم اني مراتك.

مسكت ايدي و قالت بهدوء: طبعا  لا احنا بس ناجل الكلام في الموضوع ده على ما يرتاح.

قولت بدموع: ماما أنت فاهمة تتطلبي مني ايه.

= تقدري تبعدي عنها باي حجة أنك مستغربة لحد بس ما ما نكلموا بهدوء.

حطيت ايدي على راسي بتعب و أنا اتجنن حرفيا و مش عارفة اعمل ايه، و معتز هرب من كل حاجة و خرج من البيت 

 

تعليقات