رواية وعد بين نبضين الفصل الثانى عشر والاخير بقلم سيليا البحيرى
في أوضة المعيشة، الكل قاعد بعد العشا. الجو مكهرب بعد ما إياد رجع مع مراته جاكلين. سيليا واقفة في نص الأوضة شايلة لينا في حضنها، وعينيها في عين إياد اللي باصص لها بغضب واستفهام. الصمت مالي المكان والكل مترقب.
سيليا (ببرود وعينيها ثابتة على إياد):
"يا إياد، شكلك نسيت حاجة مهمة. إنت كنت دايمًا تقول: سيليا ما بقتش جزء من حياتي. أهو إحنا واقفين... وأنا فعلًا ما بقتش جزء من حياتك، صح؟"
(بتضحك بسخرية وتكمّل وهي زودت التوتر أكتر.)
"اتأكدت من كلامك، واتأكدت إني خلاص ما بقتش في حياتك... كمل بقى مع مراتك الجديدة."
إياد (مستغرب والغضب مولّع فيه):
"إنتِ بتقصدي إيه؟"
(بيميل ناحيتها وعينه مليانة دهشة.)
"يعني إنتِ قررتي...؟"
سيليا (بتقرب خطوتين وتحط لينا بالراحة على الكنبة، وتبص له بنظرة حادة):
"أيوه، قررت أرجع حياتي تاني. أعيش الحياة اللي كنت أستاهلها من الأول."
(بتسكت ثواني وبعدين تقول بنبرة مستفزة أوي.)
"قررت أتجوز ابن صاحب أبويا، ومش هتستنى مني حاجة بعد كده... ومش هسمح لحد يوقفني. هاخد بنتك، لينا، وأعيش حياتي بعيد."
(الكل اتصدم، ومش مصدقين اللي سمعوه. أبوها، محمود، باصص لها بذهول ومش عارف يرد، وباقي العيلة واقفين محتارين.)
محمود (بيحاول يستوعب، وصوته مخنوق من الصدمة):
"إيه؟! إحنا ما اتكلمناش في حاجة زي دي قبل كده! إزاي تاخدي قرار زي ده فجأة يا سيليا؟"
سيليا (بتبص لأبوها وبعدين ترجع تبص لإياد، وصوتها فيه غصّة بتحاول تخبيها):
"أنا غرقانة في الوجع بقالى كتير يا بابا. كنت شايلة كل حاجة لوحدي... وإياد كان مشغول بحياته الجديدة."
(بتبص لإياد بنظرة حادة وتكمّل بقوة.)
"إنت عمرك ما كنت جنبي، ولا حسيت بيا، ولا حتى حاولت ترجعلي في أسوأ أيامي. إنت بنفسك قلت ما فيش مكان ليا في حياتك. ودلوقتي... خلاص ما فيش رجوع."
(إياد واقف مش عارف يرد، الإحساس بالصدمة والذنب بيخبط جواه. الثواني بتمشي ببطء والكل بيتفرج على الحوار ده.)
إياد (بصوت واطي، بيحاول يستوعب الموقف):
"سيليا... بس إزاي تاخدي القرار ده دلوقتي؟ بعد كل اللي عشناه؟ بعد كل اللي حصل؟"
سيليا (بص له من غير رحمة، وعينيها كلها جفاء):
"إنت قلتلي كتير إني ما بقتش جزء من حياتك يا إياد. ودلوقتي لازم تتحمّل نتيجة أفعالك. كل اللي عملته فيا، وكل الخذلان، ما عداش كده وخلاص."
(بتتنهد بمرارة، وبعدين تضحك ضحكة قاسية.)
"الوقت جه إني أعيش حياتي من تاني... بعيد عنك."
(الجو في الأوضة مليان توتر. محمود ساكت وباصص لسيليا، وعادل – أبو إياد – وشه فيه صدمة وحيرة. جاكلين بتراقب الموقف بصمت، لكن عينيها مليانة غل.)
جاكلين (بنبرة غامزة):
"شكله الماضي ما بيرحمش. بس على أي حال، حلو إنك أخيرًا قررتِ تمشي لقدّام يا سيليا."
(بتبص نحية إياد من طرف عين، وكأنها بتستفزه غيرة.)
إياد (بيبص لجاكلين وبعدين يرجع لسيليا، قلبه بيتقطع، لكنه مش قادر يقول حاجة تانية. جوه نفسه في حرب بين الخذلان والندم.)
سيليا (بتبتسم، وتشيل لينا بحنية):
"الوقت جه ناخد القرارات الصح... والوقت مش في صالح حد فينا."
(سيليا واقفة، وبتهدى وهي ماشية ناحية الباب، سايبة إياد في حالة ارتباك وعجز. الكل مش فاهم إيه اللي حصل.)
---
المشهد: سيليا واقفة في نص الأوضة، شايلة لينا. الجو مشحون ومليان صدمة بعد كلام إياد الأخير. الكل بيراقب والموقف بيحتد أكتر.
إياد (بعصبية شديدة، بيقرب منها):
"ما تنسيش حاجة يا سيليا. إنتِ اللي طلبتي الطلاق! إنتِ اللي قررتِ تبعدي عني، وأنا بس نفذت رغبتك. ودلوقتي بتتكلمي عن التضحيات؟"
(صوته بيعلى وهو بيرمي عليها نظرات حادة.)
"أنا هاخد لينا، وجاكلين هتربّيها. ما لكِش حق تحتفظي بيها."
(سيليا حاسّة النار بتولع في قلبها. عينيها مولّعة غضب، ووشها أحمر من الكره.)
سيليا (بتحدي وقوة، عينيها في عينيه):
"فاكر إن ليك حق تاخد بنتك؟ ناسي إنك كنت أول واحد سابني وأنا في أسوأ حالاتي؟ كنت بتختفي لما كنت أحتاجك أكتر. آه، أنا اللي طلبت الطلاق، بس كنت متوقعة إنك تتمسك بيا! توقف جنبي، تحس بيا، لكنك سبّتني أواجه كل حاجة لوحدي."
(بتبص للينا بحب، وبعدين ترجع تبص له بثقة وصلابة.)
"أنا ما كنتش بس فقدت جنيني يا إياد. إنت كنت عارف إني كنت مشلولة وضعيفة وعاجزة. ما لكش أي حق تطلب حاجة دلوقتي! الأيام دي كانت أتعس أيام حياتي، وإنت كنت الغايب الأكبر فيها!"
(السكوت مالي المكان، محدش قادر يتدخل. عادل – أبو إياد – بيبص بحزن، وجاكلين متسمّرة في مكانها وعينيها مليانة غل، ومحمود – أبو سيليا – ساكت بيحاول يسيطر على نفسه.)
إياد (بصوت هادي، بيكتم غضبه):
"إنتِ اللي اخترتي تبعدي يا سيليا. كنتِ فاكرة إنك هتفضلي في حياتي رغم كل حاجة. لكن الدنيا ما بتمشيش زي ما إحنا عايزين."
(بيتنفس بعمق، وبعدين يكمل بنبرة سخرية.)
"ودلوقتي جاية تقولي إني ما كنتش جنبك؟ إنتِ اللي سيبتيني وقتها. دلوقتي ما أقدرش أغيّر اللي حصل."
سيليا (بتقرب منه، ورافعه راسها بتحدي):
"لو فاكر إنك هتاخد لينا بسهولة، تبقى غلطان يا إياد."
(بتبص له بعين مولّعة غضب، وبنبرة حاسمة.)
"إنت ما كنتش أب ليها في يوم، وأنا مش هسمح لك تسرق منها أمومتها، حتى لو كنت أبوها البيولوجي. زي ما ليك حق تاخدها، أنا ليّ حق أعيش حياتي بسلام بعيد عنك."
سيليا (بتبص على أبوها محمود، وبعدين تلف على باقي العيلة، وتنهي كلامها بعزم):
"وأنا يا إياد، هابني لها حياة جديدة... حياة ترجع فيها ضحكتها، بعيد عن كل الهرج والمرج ده. لو ده اللي إنت عايزه، خد لينا، بس افتكر كويس... عمرك ما هتعرف تمسك قلب أمها."
(إياد واقف متجمد لحظة، بيحاول يستوعب كلامها. مشاعره متلخبطة بين الخذلان والغضب والندم، لكنه عارف جوا نفسه إنها عندها حق. سيليا مش بترجع في كلامها.)
جاكلين (بصوت متعالي وابتسامة سخرية وهي تدير وشها):
"إنتِ طول عمرك شاطرة تخلي الدنيا تبان وكإنك الضحية يا سيليا. بس الحياة مش بتلف حواليكِ لوحدك."
(بصت لإياد، وبعدين رجعت تبص لسيليا بابتسامة استهزاء.)
"هتعملي إيه دلوقتي؟ هتفضلي تمثّلي دور البطلة في القصة دي؟"
سيليا (بابتسامة قاسية):
"أنا ما بمثّلش دور البطلة يا جاكلين... أنا باخد حقي. وإنتِ ما تقلقيش... الحياة هتعلمك مقامك قريب."
(وبتتجاهلها، وترجع تشيل لينا بحنان، وكل العيون متسمّرة عليها.)
(الكل واقف ساكت، حاسين إن الموقف وصل لطريق مسدود.)
---
المشهد: الأوضة مليانة توتر، وصوت بكا لينا مالي المكان. صفاء (أم إياد) شايلة لينا في حضنها وبتحاول تهديها.
لينا (بتعيط بحرقة، ووشها غرقان دموع وهي في حضن صفاء).
صفاء (بحنان شديد وهي بتهديها):
"حبيبتي ما تعيطيش، كله هيبقى كويس."
(بتحضن لينا أكتر، وبصت لسيليا بابتسامة حزينة لكن فيها تفاهم.)
"إنتِ أهم حاجة عندنا يا سيليا، ما تقلقيش. إحنا كلنا معاكي ومع لينا."
(وبصت لإياد بغضب شديد.)
إياد (بيحاول يمسك أعصابه لكن فاشل، ووشه مكشّر):
"إيه اللي بيحصل هنا؟ ليه لينا بتعيط؟"
(باصص لصفاء بتوتر، وبعدين رجع بص لسيليا.)
"أنا عايز أشوف بنتي دلوقتي."
سيليا (بصت له بنظرة حادة، وقربت من صفاء علشان تهدي لينا):
"مش هتلمسها يا إياد. لينا مش مكانك، وإنت مالكش مكان في حياتها."
(وبصت له تاني بغضب جامد.)
"إنت ما بقتش جزء من حياتنا، فما تحاولش تدخل دلوقتي."
صفاء (بتبص لسيليا بحنان، وبعدين تبص لإياد بنظرة قاسية):
"سيليا دي في قلبنا، وإحنا كلنا معاها. إنت اللي غلطت في اختياراتك، وإنت اللي قررت تسيبها، ودلوقتي تتحمل النتيجة."
(وبحزم):
"أنا ما اسمحش إنك تخرب حياة بنتي، سيليا اتبهدلت كفاية."
إياد (بعصبية، لكنه بيتجنب عيني صفاء):
"أنا أبو لينا، ومن حقي أكون في حياتها! ما ينفعش أسيبها ومشوفهاش!"
(ويقرب علشان ياخد لينا من حضن صفاء.)
سيليا (بتزقه بعيد بقوة، ودموعها على خدودها، لكن صوتها جامد):
"مش هتلمسها يا إياد! ما تفكّرش حتى تاخدها. إنت خلاص ما ليكش أي حقوق عندنا، ولا في حياتها."
(وبتهدى شوية، وبصوت ثابت):
"إنت سبّتني في أتعس أيام حياتي، وقت ما كنت في أمسّ الحاجة ليك. ما ينفعش دلوقتي تيجي تطلب حاجة، ولا حتى تلمس بنتي."
إياد (بيرتعش من الغضب، وشه شاحب، مش عارف يرد):
"ليه ما تسيبنيش أكون جزء من حياتها؟"
سيليا (ببرود، وكلماتها تقيلة):
"إنت اللي اخترت الطلاق، وإنت اللي وافقت، وإنت اللي اتجوزت جاكلين. اختياراتك دي مش فارقة معايا. افتكر كلامك وقت ما كنت في أسوأ حالاتي... ما وقفتش جنبي، وسِبتني أتحمل أوجاعي لوحدي."
(بتتنفس بعمق، وبهدوء):
"ودلوقتي أنا اديتك اللي تستحقه. لينا كانت آخر رابط بينا، ولو شايف اللي عملته صح... يبقى دي مشكلتك."
صفاء (بتحط إيدها على كتف سيليا بحب):
"إنتِ ما عملتيش حاجة غلط، يا بنتي. إحنا معاكي. إياد هو اللي غلط، وهو اللي لازم يتحمل نتيجة قراراته."
إياد (متوتر، بيحاول يبرر):
"بس أنا ما كنتش عارف الأمور هتبقى كده، الدنيا كانت معقدة بالنسبة لي."
سيليا (بتقاطعه، وبتبص له بتحدي):
"برر لنفسك زي ما تحب... لكن أنا اخترت أعيش حياتي، ومش هسمحلك تكون جزء منها تاني. أنا هاعيش علشان لينا، وإنت عمرك ما هتلاقيلي مكان بعد النهارده."
(وبتلتفت لصفاء بهدوء):
"شكرًا على كل حاجة. مش هاسمح لحد يسرق سعادتي تاني."
(سيليا تشيل لينا بحرص، وتخرج من الأوضة من غير ما تبص وراها.)
(الكل ساكت، مذهول من اللي حصل. صفاء حزينة على سيليا، وإياد واقف تايه وغاضب.)
في يوم عيد ميلاد لينا التاني، العيلة كلها اتلمّت عشان يحتفلوا. الجو مليان فرحة ومحبة، العيال بتجري في كل حتة، والكبار قاعدين بيهرّجوا ويتكلموا وعايشين اللحظة الحلوة.
محمود (أبو سيليا) ومها (أم سيليا) قاعدين جمب بعض، بيبتسموا بفخر وهما بيبصوا على حفيدتهم لينا.
محمود (مبتسم وباصص للينا):
"ما شاء الله، دي كبرت بسرعة أوي! الوقت بيجري كإنه يوم وليلة."
مها (بتضحك وعيونها مليانة فرحة):
"بجد، بقت زي الورد، قمر ومنوّرة. يا سيليا، إنتِ تستاهلي كل السعادة دي."
سيليا (بتبتسم وباصصة على جوزها إياد اللي بيرد عليها بابتسامة حب، وبعدين تبص لابنتها لينا وهي في حضنها):
"عمري ما هنسى اللحظة دي، بعد كل اللي عدّى علينا. النهارده يوم مميز بجد."
إياد (مبتسم وبيراقبهم):
"إنتِ النعمة في حياتنا يا سيليا. الحمد لله إننا مع بعض دلوقتي، اللحظة دي ليها طعم تاني."
في الناحية التانية، سليم وزين قاعدين بيتكلموا مع عادل وصفاء، والجو كله سعادة ولمّة عيلة.
سليم (مبتسم وهو بيبص على لينا وهي بتلعب):
"فاكر لما كانت سيليا صغيرة؟ نفس الضحكة اللي على وش لينا دي."
زين (ضاحك وحاطط إيده على كتف سليم):
"فعلاً، وكل ما نبص للينا نحس إن الزمن رجع بينا. سيليا كانت دايمًا بهجة العيلة."
حور (بتضحك وهي قاعدة معاهم):
"فاكرين أيام الطفولة؟ دلوقتي كل واحد بقى عنده عياله... العمر بيجري بسرعة."
مازن ومراته ملك جُم معاهم ماجد ابنهم الصغير وهما شايلين هدية كبيرة للينا.
مازن (مبتسم وهو بيقدم الهدية لسيليا):
"دي هدية من ماجد لابنة خالته لينا، كل سنة وهي طيبة."
ماجد (بيجري على لينا وماسك إيدها بابتسامة بريئة):
"عيد ميلاد سعيد يا لينا! بتحبي الهدية؟"
لينا (بتضحك وبتمسك الهدية بفرحة، وبعدين تبص له وتبتسم):
"شكراً يا ماجد! بحبها أوي!"
رهف (أخت إياد الصغيرة، قاعدة جنب جوزها عامر):
"دي بقت طفلة جميلة أوي يا سيليا، كل يوم بتكبر وتحلى أكتر. واخدة منكم حاجات كتير."
عامر (مبتسم):
"شايلة سحر العيلة كلها، وده بيخلي كل لحظة معاها غالية."
إدهم ومراته سما جُم معاهم بنتهم تارا وهما شايلين هدية شيك.
إدهم (مبتسم وهو ماسك الهدية):
"جبنا حاجة بسيطة نحتفل بيها مع لينا في يومها المميز."
تارا (بتبتسم بخجل وبتقدم الهدية):
"كل سنة وأنتِ طيبة يا لينا، وإن شاء الله حياتك كلها فرح."
لينا (فرحانة وهي بتاخد الهدية):
"شكراً ليكم!"
الاحتفال ماشي، والكل بيتكلم ويضحك، والدنيا بقت أهدى بعد سنين الصعب.
سيليا (ببص لإياد بابتسامة هادية):
"عايزة أشكرك يا إياد. بعد كل اللي مرينا بيه، النهارده بداية جديدة. لينا تستاهل كل الحب."
إياد (ماسك إيدها وبيبتسم بحب):
"وأنتِ سبب سعادتي دلوقتي، مش عايز أكتر من كده."
وفجأة الكل بدأ يغنّي عيد ميلاد سعيد للينا، الجو مليان فرحة ودفا، وكل واحد حاسس إنه عايش لحظة سحرية.
العيال بتجري حوالين الترابيزة، بيضحكوا ويلعبوا، والكبار بيحكوا ذكريات، والكل حاسس بالسلام وأمل في بكره، والعيلة دايمًا على قلب واحد.
وأثناء ما الفرح شغال، لينا اللي عندها سنتين كانت بتجري حوالين الترابيزة وتلعب مع العيال، وهي بتضحك وتتنطط، فجأة رجلها خبطت في الكرسي ووقعت على الأرض. الكل وقف في ساعتها، وجريوا عليها بسرعة.
سيليا (وهي بتجري ناحية لينا بقلق):
"لينا يا حبيبتي، إنتِ كويسة؟"
إياد (مسرع واقف جنب سيليا، وعينه مليانة قلق):
"لينا يا روحي، تعالي هنا، متخافيش."
لينا (رافعة راسها ودموعها في عينيها، بس بتحاول تضحك):
"أنا... أنا كويسة يا ماما... يا بابا."
سيليا (شايلها في حضنها وبحضنها بحنية):
"إنتِ شاطرة وقوية يا قلبي، بس بلاش تجري كده عشان متتعوريش."
إياد (بيمسح على راسها برفق):
"إنتِ ملاك صغير، ما تخضيناش كده، إحنا هنا علشانك."
تارا (مبتسمة وقريبة منها):
"مفيش حاجة يا لينا، كلنا وقعنا كده وإحنا صغيرين، وهتتعلمي تبقي أروَق."
مازن (بيضحك بخفة):
"أنا كنت بلبّخ كتير وإحنا في سنك، بس مع الوقت اتعلمت أمشي عدل."
ماجد (قريب منها وبيحاول يهزر معاها):
"متخافيش يا لينا، كلنا بنحبك، وأنا كمان هبقى معاكي."
سيليا (بتمسح دموعها برفق):
"إنتِ قمر يا روحي، وإحنا فخورين بيكي."
إياد (مبتسم بحنية وهو بيرفعها بالراحة ويخليها توقف):
"إحنا بنحبك أكتر من أي حاجة في الدنيا، متقلقيش."
سيليا (باصّة لإياد وبعدين للينا بابتسامة دافية):
"مش هتقعي تاني، صح؟"
لينا (مبتسمة نص ابتسامة وبتحاول توقف بثقة):
"لأ... هبقى كويسة."
العيلة بتضحك بخفة، والكل يرجع يكمّل الاحتفال.
إدهم (مبتسم وضاحك شوية):
"دي شجاعة بقى يا لينا! ما شاء الله، هتبقي بنت جدعة."
سليم (مبتسم واقف جمبها):
"كلنا بنحبك يا لينا، وإحنا دايمًا معاكي."
سيليا (بتحضنها تاني برفق):
"الفرح لسه مخلصش، يلا نرجع نلعب مع الكل."
الكل مبتسم، ولينا رجعت تلعب وهي فرحانة، والجو بقى بهجة أكتر. الفرحة مالية العيلة، وكلهم حاسين إن اليوم ده مميز.
لكن فجأة، سليم الشاب، ابن زين، اتجه ناحية أدهم أخو سيليا الكبير. الكل لاحظ وبقى مستني يشوف إيه اللي هيحصل.
سليم (قرب من أدهم بهدوء ونبرته جدية):
"يا عمي أدهم، ممكن أكلمك في موضوع مهم؟"
أدهم (باصص له ومبتسم):
"أكيد يا سليم، قول يا ابني، إيه في دماغك؟"
سليم (بيتنهد شوية وبيلم شجاعته):
"أنا... أنا جيت النهارده علشان أطلب إيد تارا بنتك للجواز."
الكل لف بسرعة ناحية سليم، وبالذات تارا اللي كانت قاعدة قريب منهم. عيون الكل فيها دهشة وفرحة في نفس الوقت.
أدهم (اتصدم لحظة وبعدين ابتسم بحنية):
"سليم... إنت شاب كويس وإحنا عارفينك، بس تارا دي مش صغيرة، دي بنتي، والقرار ده مش سهل، زي ما إنت عارف."
تارا (بتبتسم بخجل):
"بابا... أنا واثقة في سليم."
سليم (بيبص لتارا بحب وبيقول):
"أنا بحب تارا قوي، وعايز أبقى جنبها طول عمري. أوعدك يا عمي إني هحافظ عليها وأسعدها على قد ما أقدر."
أدهم (مبسوط بس بيحاول يبقى جدي):
"إنتوا كبرتوا، والقرار في الآخر ليكم. بس تارا هتفضل أهم حاجة عندي. لو إنت قد المسئولية دي... أنا موافق."
تارا (فرحانة ودموع الفرح في عنيها):
"شكرًا يا بابا، بحبك!"
سليم (مبتسم وبمد إيده لتارا):
"مش هتندمي أبدًا يا تارا... هكون دايمًا معاكي."
الكل بدأ يصفق بفرحة، والابتسامة رجعت للوشوش. تارا وقفت وبصت لوالدها بابتسامة كبيرة، وبعدين راحت تسلم على سليم.
سيف (أخو سيليا، مبتسم وبيحافظ على الجو):
"مبروك عليكم! خطوة جميلة يا سليم. إحنا كلنا فرحانين بيكم."
مازن (بيضحك بحماس):
"الفرحة النهارده بقت فرحتين! تارا وسليم هيبقوا من أحلى الأزواج."
حور (أخت سيليا التوأم، مبتسمة):
"ألف مبروك! يارب حياتكم تبقى مليانة حب وسعادة."
تارا (باصّة للجميع ومبتسمة):
"شكرًا ليكم كلكم، أنا فرحانة أوي!"
سيليا (بحنان وهي قربت من تارا):
"ألف مبروك يا روحي، إنتِ تستاهلي كل خير. أنا دايمًا معاكي."
إياد (مبتسم):
"مبروك عليكم، يارب أيامكم كلها فرح."
الكل بيهنيهم، والفرحة مالية المكان. الجو بقى مليان دفء ولمّة حلوة، والاحتفال كمل على حب وأمل في بداية جديدة.
في الجنينة ورا البيت، مكان ما العيلة احتفلت بعيد ميلاد لينا التاني، الأنوار مزينة المكان، والورد معطر الجو. كل العيلة ملمومة في جو فرحة وتعاون ومحبة، الكل بيضحك وبيتكلم، والمزيكا الهادية شغالة في الخلفية.
في ركن كده من الجنينة، كان إياد وسيليا واقفين مع بعض، بيتفرجوا على الكل وهما بيباركوا لسليم وتارا. سيليا بتبص لإياد بابتسامة هادية، وعينيها رايحة جاية على عيالهم وهما بيلعبوا سوا.
إياد (بيبصلها بحب وبيقول مبتسم):
"فاكرة من سنتين الدنيا كانت عاملة إزاي؟ حياتنا كانت ضلمة وصعبة."
سيليا (بصّت له بنظرة كلها راحة وابتسمت):
"آه، كنت فاكرة إني خسرت كل حاجة… بس الظاهر إن الدنيا لسه فيها حاجات حلوة مستنيانا."
إياد (قرّب منها ولمس إيدها بحنية):
"إنتِ أكتر من اللي كنت متوقعه… إنتِ كنتِ دايمًا القوة اللي محتاجها، وأنا كنت أهبل إني أبعد عنك."
سيليا (بصّت له، وعينيها بتنور بالحب):
"إنت دلوقتي هنا، وده أهم حاجة. مش محتاجين الماضي… إحنا محتاجين بعض وبس."
إياد (شد إيدها بهدوء وقال بصوت واطي):
"إنتِ كل حاجة بالنسبة لي يا سيليا. عارف إني غلطت، بس اللي حصل علّمنا إن الحب ما بيموتش مهما كانت الظروف."
سيليا (ابتسمت وحطت إيدها على قلبها):
"اتعلمنا سوا، وكل اللي عدّى قوّانا. ودلوقتي عايشين اللحظة دي بحب حقيقي."
ساعتها لينا الصغيرة دخلت فجأة بينهم وهي بتجري، سيليا شالتها بحب، وإياد بيتفرج عليهم بإعجاب.
إياد (انحنى وشال لينا في حضنه):
"إنتِ أحلى هدية جابتهالي الدنيا يا لينا."
سيليا (بفخر وهي بتبص عليهم):
"آه، لينا هي كل حاجة… هي السبب في قوتنا، وهي اللي مكمّلة حياتنا بالحب."
إياد (باس راس لينا برقة، وبعدين بص لسيليا):
"أنا ممتن ليكي يا سيليا، ووعد منّي… عمري ما هسيبك."
سيليا (بحب واطمئنان):
"وأنا برضه، مش هسيبك أبدًا. إحنا مع بعض، وأقوى من أي وقت فات."
الناس في الجنينة التفتوا عليهم، شايفين الحب اللي بينهم وحاسين بهالة سلام وفرح حواليهم. العيال بتجري وتضحك، والجو مليان دفء. العيلة كلها اتجمعت حواليهم، مبتسمين وفرحانين.
محمود (أبو سيليا، وهو بيقرب منهم مبتسم بفخر):
"أهو أخيرًا كل حاجة رجعت لمكانها الصح. إنتوا مثال للتضحية والحب. يارب حياتكم كلها تبقى هدوء وفرحة."
عادل (أبو إياد، وهو حاطط إيده على كتف ابنه وبيبتسم):
"إنتوا مع بعض، ودي البداية الحقيقية. مفيش أقوى من الحب لما يكون صادق."
الكل صفق، والضحك والهزار بدأوا بين العيلة، وإياد وسيليا عايشين لحظتهم بهدوء وحب، والابتسامة مش فارقة وشوشهم.
المشهد بيخف على لمّة فرح وسط العيلة، وإيد إياد في إيد سيليا، وهما بيبصوا للمستقبل وهما متطمنين إنه مليان حب وتفاهم ونجاح.
تمت بحمد الله