رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثاني عشر
تمر اللايام حلوها ومرها وتبقي الذكريات
ذكري اول حب واول لقاء واول كلمه تقال تتردد في الاذان ينبض القلب بضربات تلتهب الوجنتين تلمع العينين.
ذكري اول إنكسار اول جرح يدق القلب وتشحب الوجنتين وتذبل العينين.
أمل / مخلناش دكتور مرحنالوش وعملنا كل حاجه طلبها تحليل وكل شئ حتي روحنا بيها واحة سيوا ونزلت المية هناك بس مافيش فيدة ربنا ما اردش ان البقع تروح بس الحمدلله ما زادتش علي البقع دي والست زهور ياريت تتفضل معايا دقيقتين لو سمحت.
زهور / تنظر الي زياد تستفسر منه لينظر له بانه لا يعلم لما تريدها لتقف بتردد وضيق طبعا يا ست أمل اتفضلي.
خرجت امل تحرك كرسيها المدولاب وخلفها زهور ودقت باب الغرفة لتفتح لها سلسبيل الباب وتبتعد
أمل/ اتفضلي يا مدام زهور سلسبيل محتاجه تتكلم معاكي شويه في موضوع مهم واي حاجه حابة تساليها عليها او تفهميها هي هتجوبك بعد اذنك انا هسبكم مع بعض ومنتظراكي بالصالون.
ترحل أمل وتذهب إلى الصالون تقابل أحلام التي تحمل بيدها صنية عليها بعض الحلوي والمشروبات
وتدخل خلفها الي الصالون.
أمل/ اهلا وسهلا نورتونا شويه صغيرة والهانم والدتك وسلسبيل هيكونوا هنا احلام قدمي العصير للبشمهندس والدكتور حسن.
حسن يهب واقفا عنك انتي يا ست أحلام تسلم ايدك تعبناكي معانا.
أحلام / تنظر له بخجل ابدا يا دكتور مافيش تعب ولا حاجه اتفضل حضرتك.
زياد /محمحما متشكرين يا ست أمل وليكي يا ست أحلام ربنا يجعلة عامر.
ست أمل ممكن أعرف حضرتك رايك ايه في طلبي ايد الانسة سلسبيل .
أمل / ببتسامه ونظرة حانيه انا معنديش اي مانع يابني زي ما قلت إحنا نشرف بيك، لكن رايي مش هيقدم ولا يأخر الا بعد والدتك وسلسبيل يجوا.
زياد بتوتر يجلس علي مقدمة الكرسي قدمه تهتز بتوتر ويفرك يده ببعضها وحبيبات العرق كست جبينه.
أمل اغلقت الباب خلف زهور وتركتها بالغرفه مع سلسبيل.
لتقف زهور بصدمة وزهول وهي تري فتاة تقف تعطيها ظهرها وشعرها مثل الحرير علي ظهرة يصل الي منتصف ظهرها تسمع صوت فتاة رقيق.
سلسبيل / آسفه حضرتك اني تعبتك وجيتي لحد هنا بس مش هينفع حد غيرك يشفني بالشكل ده
وأسفة مرة تانيه من ال حضرتك هتشوفيه صحيح دي اول مرة نتقابل مع اني ممرضه مرافقة لزهروان هانم بس متقبلناش قبل مده.
لتلتف سلسبيل ببطء وتتوتر زهور لتزهل مما راءت فتاة جميله جمال يخطف القلب والعين ولكن هناك
بقع بيضاء وبنيه تكسوا رقبتها بالرغم من تلك البقع ال انها تعطيها رونق وجازبية لتزيح سلسبيل شعرها لاعلي وتريها مكان البقع ونهايتها وترفع يدها امامها
هي البقع في ايدي ورقبتي بس وحضرتك تقدري تتأكدي لو تحبي .
زهور اقتربت منها وأمسكت يدها واجلستها وجلست
علي حافة السرير جوارها.
زهور/ انا مصدقاكي وطبعا متشكرة ليكي علي مصرحتك دي بس ليا كام سؤال محيرني محتاجه اعرف اجابتهم منك عشان قلبي يطمن.
سلسبيل / انا تحت امرك اتفضلي إسالي.
زهور / من غير لف ودوران هو سؤال جوايا محتاجه رد عليه امته حبيتي زياد وليه متمسك بيكي وليه موافقه ترتبطي بيه بالرغم من شكله ومرضة ال عرفت انه قالك عليه.
سلسبيل / ممكن اجاوب من اخر جزء مرضه وشكله
اولا شكله ما فهوش اي عيوب باسم الله ما شاء الله طنط زهروان ورتني صور ليه جميل جدا عارفه حضرتك هتقولي شفته في الصور ازاي ومشفتهوش وش لوش لو قلتلك اننا متقبلناش غير مرتين الاولي بالصدفة في الاسانسير وكانت لثواني والتانيه يوم ما طلب يتقدملي ، ثانيا لو قصدك علي الحدبة ال في ظهرة أكيد لا طبعا ميهمنيش لانها لا هتزود ولا هتقل منه وخصوصا انه شاب جميل الخلق والاخلاق والحدبة في ظهرة يعني مش ظهرة لكن انا رقبتي وايدي ظهرين يعني انا مشفقه علي ال بيشفني كدة.
ثالثا هجاوب علي السؤال الاول امته حبيته
مقدرش ااقول ان كان حب اولا بس انا ممرضه طنط زهروان من تقريبا ست شهور او اكتر من تسعه الصبح لتسعه بليل يعني تقريبا اكتر من نص يومي معاها بتفضل تحكي ليا عنا حياتها وعن اهتمام البشمهندس بيها وانه عوضها عن الامومه حكتلي علي سهرة أيام طويله الأيام الأولي لتعبها وإنه اضطر يعيد الثانويه العامه لانه مقدرش يدخل الإمتحانات ايام مرضها وانه ضحي بكل احلامه وتعرضه للاهانه من والدة عشانها حكتلي عنه كل حاجه حتي علي تنمر زميله بالمدرسه وقد ايه عانه من ده ست شهور في خمس سعات كل يوم بسمع عنه وعن احترامه واخلاقه وبالرغم إني كتير إضطريت أبات مع الهانم لما المرافقه الليليه تتاخر او يحصل عندها ظرف طارق وكان يعرف بوجودي بالبيت استحاله يخرج من أوضة نومه طول ما انا موجودة حتي زملتي قالت مرة قدامي من وقت ما بيدخل يطمن علي الهانم ما بيخرجش من أوضة غير لو خبطت عليه والهانم تعبانه حضرتك قوللي شخص بالصفات دي مين متقعش في حبه حتي لو من طرف واحد وتستأمنه علي حياتها .
زهور / بفرحه تعرفي ايه عنه وعن والده.
سلسبيل / ال اعرفة عنه ال طنط زهروان قالته وده كفايه عندي ووالدة للاسف معرفهوش شخصيا بس الكلام ال سمعته عنه اسفه من ال هقولة اني محبش أاقبله ولا اعرف حاجه عنه لو حصل نصيب
وكنا لبعض افضل ابعد عنه لان اب بالشكل ده أكيد هيرفضني في حياة ابنه أسفه يا طنط لو كلامي ضيقك بس انا بجاوب حضرتك بصراحه.
زهور بتفهم / طيب دلوقتي زياد ما يملكش اي حاجه في الدنيا غير مرتبه ومعندهوش شقه وميقدرش يشتري شقة في الوقت الحالي وانه مش هينفع يبعد عن خالته ولازم يفضل جنبها.
سلسبيل / بتوتر طبعا دي عقبة كبيرة وممكن والدتي ترفض عشانها بس انا مستعده أاقعد في شقه ايجار حتي لو اوضه وصاله في اي مكان وبالنسبه لظروفه الماديه انا كمان بشتغل وأكيد هنساعد بعض ونبني مستقبلنا وبالنسبه لطنط زهروان انا مرافقتها فمش هيكون عندي مشكله لو بدلت مع زملتي وهي بقت بالنهار وانا بليل وكدة زياد مش هيهمل معها ولا هفضل لوحدي في الشقه.
زهور / سؤال أخير ونخرج ليهم تلاقي زياد هيجنن من تأخرنا عليه.
سلسبيل /تحت أمر حضرتك في اي سؤال إتفصلي إسالي وانا هجاوب حضرتك.
زهور / حسن تعرفيه من امته وكمان ليه علاقه بحبك لزياد.
سلسبيل بحزن بعد ما فمت مقصدها.
دكتور حسن معرفهوش معرفه شخصيه غير من فترة قصيرة لما طنط تعبت والبشمهندس زياد بعته يكشف عليها لكن انا ممرضه في المستشفي ال شغال فيها والدكتور مراد السعيد هو ال رشحني انا وزملتي ليه لما طلب ممرضتين مرافقين لطنط زهروان وما تكلمناش قبل كدة مع بعض ولا يعرف اي حاجه عني وأعتقد لو شافني مش هيعرفني لان متقبلناش غير المرة ال قلت لحضرتك عليها وتقدري تتأكدي من كلامي بنفسك.
زهور /بحرج متزعليش مني سؤالي بس لازم أطمن زياد ابني طيب وحنين وعاوزة أطمن إن مافيش أي حاجه ممكن تجرحه في يوم من الايام وان اختيارة صح.
سلسبيل تومي برأسها بتفهم.
زهور ممكن نخرج بقي نطمنهم.
سلسبيل ثواني هلبس حجابي وأخرج مع حضرتك.
لتقوم بلف شعرها ولبس حجابها الطويل الذي تجاوز منتصف ظهرها ومن الامام جاوز نصف جسدها ايضا ولم تضع اي مسحيق تجميل وسط نظرات زهور المعجبة بجماها الطبيعي وبساطت ملابسها.
سلسبيل أنا جهزة إتفضلي حضرتك .
خرجت سلسبيل خلف زهور حتي وصلوا الصالون ليقف حسن بزهول فور إبتعاد زهور من امام سلسبيل
حسن / ينظر لسلسبيل ثم لاحلام ولامل باستغراب
ويسال بغباء هو انتم توائم ولا انا بيتهيئلي.
زياد / وقف بجوارة جزبه اسكت فضحتنا توائم ايه ااقعد الناس هيفكروك مجنون.
زياد /أسف يا ست أمل حسن بس بيحب يهزر وعاوز يخف من التوتر ال احنا فيه.
زهور بضحكه / حسن عنده حق بسم الله ماشاء الله التلاته تحس إنهم شبه بعض أوي.
أمل ببتسامه / مافيش حاجه يا بشمهندس الدكتور حسن معزور اول مرة يشفنا بس لما يعرفنا هيعرف اننا ملامحنا مختلفه.
زهور / نتكلم في المفيد يا ست أمل طبعا زياد سبق واتقدم لطلب ايد سلسبيل وانا بعيد طلب إيديها لإبني زياد وإحنا جاهزين لطلباتكم بس في شرط واحد.
زياد ضاعت ابتسامته ونظر الي والدته يرجوها بعينه
.
أمل / شرط ايه يا ست زهور.
زهور / اننا نكتب الكتاب النهاردة والفرح بعد كام يوم و يكون علي الضيق ما بنا يعني عشان ظروف أختي
هنعمله عندها في الشقه ويقدروا بعدها يسفروا في أي مكان يحبوا يروحوا فيه يقضوا كام يوم مع بعضيهم.
زياد لانت ملامحه وكاد يقفز من السعادة من كلام والدته لكن تغيرت ملامحه مرة إخري وتجهم وجه مع كلام امل.
أمل/ كلام إيه ده يا ست زهور حضرتك تفهمي في الاصول كويس أوي كتب كتاب إيه ال النهاردة عوزه الناس يقولوا إيه علينا وكمان مش لازم أهلها وعمامها يحضروا ويكون واحد فيهم وكلها
وبالنسبه للفرح والسفر هما أحرار بعد كتب الكتاب
ياخد عروسته لبيته وهو حر يعمل ليها فرح في المكان ال يحبه لكن فرحنا هيكون هنا في حارتنا وبين أهلنا مع كتب كتبهم أكيد كلامي مافهوش غلط ولا إيه.
حسن / والله عداكي العيب يا ست أمل وأنا رأيي من رأيك كتب الكتاب محتاج إجراءات وإتفاقات مع المأذون وكام يوم مش هيفرقوا.
زياد في نفسه منك لله يا حسن كام يوم إيه بس
ليتحدث سريعا طبعا كلامك صح يا ست أمل لكن
انا من رايي خير البر عاجله وإن شاء الله بعد بكرة
يكون كتب الكتاب والفرح وأنا جاهز لاي طلبات ليكم وكل ال تحتاجه سلسبيل وتقول عليه انا جاهز.
بيه.
أمل/ بعد بكرة مش بدري أوي يابني هنلحق نجهز البنت ونفرش فرشها وهنعزم الناس أمته وكمان أهلنا بعيد في البلد مش لازم نديهم خبر قبلها بوقت كافي.
زياد / الشقه جاهزة من مَجِمَيِعه يا ست أمل تقدروا تجوا تشفيها وال هتقولوا عليه يتغير هيتغير فوراً
كل ال تؤمروا بيه هيتنفذ بس ال أنا طلبه إننا نكتب الكتاب في المعاد ال قلت عليه.
وكمان حاجه مهمه الشقه ال أاقصدها دي شقة خالتوا ال عايش معاها فيها هي كتبتها باسمي عشان نعيش معاها وما أبعدش عنها.
زي ما عشت معاها السنين ال فاتت.
أمل / يابني المكان ال هتعيش فيه بنتي هتكون معاك فية بردة بعد بكرة قريب أوي وفي ضروريات البنت محتجاها لازم نجهزها.
زياد / أوعدك اي حاجه تنقصها أنا هجبها ليها غير كده نتكلم في المهر والشبكه والمؤخر.
امل / الشبكه دي أنت وهي أحرار فيها والمهروالمؤخر زي الشرع ما قال الأهم عندي انك تحافظ علي بنتي وتحطها جوة عنيك.
زياد / اكيد طبعاً جوه عنيا.
حسن / نقروا الفتحه بقي ولا ايه يا ست أحلام.
احلام /بخضه هه حضرتك بتكلمني.
حسن بضحكه بسالك إيه
رايك نقروا الفاتحه.
احلام / تنظر الي امل وسلسبيل لو أمل وسلسبيل موافقين اكيد طبعا نقروها.
زهور / إيه رايك يا سلسبيل في الكلام ال سمعتيه موافقه عليه
سلسبيل / تنظر للارض بحرج وتومي برأسها بالموافقه.
زياد بسعادة / نقروا الفاتحه يا ست أمل وننزل نشتري الشبكه حالا.
أمل / الفاتحه يابني ليقروا الفاتحه وبعد الانتهاء يهني الجميع لهم ويقبل زياد والدته ويشكرها ويقوم حسن بتقبيل زياد ويهمس له إطلبلي ايد احلام ونجوز في يوم واحد.
زياد أعقل يا مجنون وخطبتك بنت مرات ابوك هتسبها بعد السنين دي كلها منتظراك ولا بنات عمامك التلاته ال مكتوبين علي اسمك هتعمل فيهم إيه والشرع حلل اربعه وانت العدد كمبليت عندك.
حسن / يبعد زياد عنه هو انا كل ما انسي تفكرني ليه بس حرام عليك يا اخي الواحد يخطب واحده علي مزاجه لكن من بختي الاسود أتخطب انا لاربعه مرة واحدة وغصب عني ومطلوب مني اجوزهم والمصيبه موافقين .
زياد / يابني حقك تفرح هو حد يطول يجوز أربعه مرة واحده وبموافقتهم حقك تفرح في ناس كتير هيحسدوك.
حسن /علي ايه يجوا يجوزوهم ويريحوني منهم الاربعه وأختار انا ال تعجبني واعجبها و اجوزها
برضايه.
زياد /بلاش بطر أخرته وحشه.
حسن / أخرتة أحلام ان شاء الله بس أنت ااقف جنبي واقنعها بيا.
زهور هتفضلوا تكلموا كده كتير مش تبارك لعروستك يا زياد وانت يا حسن تعال معانا برة نسيب العرسان مع بعض شويه.
تعود مرة اخري من ذكرياتها تضم قميص زياد لصدرها وترفعه امام عينها وتقربه من وجهها تقبله و تستنشق عبق رائحته وتبكي بقهر وتغمض عينها وتحدثه مش هنسي اليوم ده يا حبيبي وفرحتك وانت بتلبس القميص ده وبتنادي عليا أربطلك الكرافت مش هنسي السعاده والفرحه ال كانت في عنيك ولا كلامك لتغمض عينها وتعود لذكرياتها.
بعد مرور اليومين قضتهم مع زياد تجهز معه مطلبات زفافه وتجهيز الغرفه التي سيعشون بها وشراء الشبكه لسلسبيل أتي معاد كتب الكتاب والفرح
لتذهب مع إبنها وحسن صديقة والمحامي الخاص بشقيقتها معه لينبهروا من كم الأنوار والزينه بالحارة والموسيقي الشعبيه التي تصدح بالمكان ومقابله أهل الحارة لهم بحفاوه ومباركاتهم لزياد وذالك الصوان الكبير وجلوس الجميع داخله من بينهم أمل واحلام وبجوارهم مجموعه من الرجال ليقفوا فور إقترابهم
وبعد التعارف تم عقد القرآن وبداء الزغاريت بكل بيت من الحارة تصدح ليتم الزفاف وسط الحارة
ويعودوا بعد وقت بعد إنتهاء فقرات الغناء والرقص الشعبي لمنزل شقيتها تقضي الليله معها بعد ذهاب زياد وسلسبيل لغرفتهم.
تمر الايام لاحظت زهور تغير زياد وقلت زياراته للمنزل بانه بيتلافي الصدام مع والدة والحاحه عليه الارتباط بنهال ابنه عمه
لتبداء زهور بالغيرة من اهتمام زياد بسلسبيل وحبه لها الذي يتذايد وعدم رغبته الابتعاد عنها وافتعال المشاكل لها كلما أتت تزور شقيقتها تبكي بحزن وقهر عما كانت تسببه من حزن لأبنها من تلك الغيرة .
تضم القميص بقوة سامحني يا بني كتير ضيعت سعادتك وفرحتك
تتذكر يوم ان أخبرها بحمل زوجته وكم هو سعيد بذالك الحمل.
لتصدمه وتتلاش سعادته بذالك الحمل .
زهور / حامل معقولة انت متأكد من كلامك ده ازاي تسمح بده يحصل أنت ناسي وضعك ووضعها عاوزين تخلفوا والولد يبق مشوة.
تتذكر كم. مرة جرحت سلسبيل بتلك الكلام وخاصه حين علمت بحملها بفتاة مما جعل توتر دائم بينهم .
*****************
عبدالرحيم دق باب المنزل بقوة ليدخل إلي المنزل بخطي سريعه بعد أن فتح له حفيدة زاهر الباب.
عبدالرحيم / ينظر إلي زاهر دون ان يتحدث بالرغم من تلك الثورة التي بداخله ونيران الغضب الذي يود أن يخرجها ينظر إلي حفيدة ويضيق عينه
ليجد نظرة تحدي بعين الصغير ينظر له كأنه ند له.
عبدالرحيم / كأنه غفل عما أتي إليه ولكن داخله شعر بفخر من قوة حفيدة ووقوفه بقوة أمامه لم يهرب فور رؤيته أو يبكى أو ينادي علي جدته.
ليغلق الصبي الباب ويخطوا بخطي واثقه ويشير الي إحدي الغرف.
زاهر / يشير بيده تيته في الأوضة دي ، بس بلاش تدخل عندها دلوقتي لو سمحت يا جدوا هي طلبت مني اسيبها براحتها خاليها تقعد مع نفسها شويه
ليلتف بنظره بعيد عن زاهر يخطوا نحو الغرفة بحزن شديد ليتوقف علي صوت زاهر.
زاهر / جدوا لو سمحت ااقف سيب تيته لحزنها.
الجد التفت لزاهر واشار له بالصمت ودخل علي زوجته.
عبد الرحيم دخل الغرفة عينه تجوب بها قلبة يكاد يخرج من مكانه تسمر واقفا مع أول خطوة له وعينه علي تلك الصورة المعلقة علي أحد جدران الغرفه ينظر له بحزن .
الله يرحمك يا زياد يا إبني الصورة هتنطق كانك حي قدامي.
ليفيق يخطوا سريعا تجاة الجاثية علي قدمها تبكي وتنتحب وتولول علي وفاة صغيرها .
عبدالرحيم أسرع في خطاه وهوينادي عليها زهورررر بصوت يتردد في أرجاء الغرفة
لتلتف تنظر له بحزن وعيون كلها عتاب.
يقترب منها يجلس امامها يمد يدة يحاوطها بيديه
لتبعده عنها بيده وتتحدث بهستريا وقهر.
وتضربه علي صدرة وهي تبكي بصوت مبحوح ضعيف
زهور / أنت السبب في موته امت السبب في بعدة عني طول عمرك ظالم بتجي عليه دون عن خواته كنت بتفرق ما بنهم عمرك ما أخدته في حضنك ولا اهتميت بيه ابعد عني مش عاوزة إيدك تلمسني تضربه بيدها سبني عوزة أحس بالاستقلاليه كفايه طول عمري تبع ليك بمشيي علي رأيك وبس ال أنت عاوزة لازم يكون فيكون وناسيني خالص و لاغي شخصيتي كل ال بتؤمر بيه بنفذة من غير نقاش أبعد عني بقلك و أمش
سبني أحزن علي إبني كفاية إنك حرمتني إني أودعه الوداع الاخير، حرمتني منه واناوأنت السبب في موتة.
عبدالرحيم بيد مهزوزه يمد يده يحاوطها
زهور/
أبعد عني أبعد بقلك ما تلمسنيش مش قادرة أستحمل لمست إيدك إيدك ال ضربت بيها إبني وهنته قدام إخواته وولادهم فضلت تكسره قدمهم لحد ما خليته مريض.
لتصرخ به أخرج برة مش عوزة اشوف وشك ولا وش حد فيكم انت وزايد ال إستخسر يشوف أخوة سعيد
وعمل كل حاجه عشان يوجعه ويكسرة، طول عمره بيقرب وانت وزايد ال كنتم تبعدوة.
مش هسمحك ولا هسامحهم .
عبدالرحيم / بصوت متحشرج أنا أسف لو فضلت عمري ال جاي اتاسف ليكي مش هيوفي ليكي حقك ولا هيرجع ال راح تعالي نرجع بتنا وأوعدك هنفذ كل ال تؤمري بيه.
زهور/ ارجع ارجع فين البيت ده إستحالة أرجع ليه مرة تانيه، انا كرهته وكرهت كل ال فية لا يمكن أرجع
مكان فيه ال كانت السبب في موت وحرماني من إبني
انا خلاص مش هرجع لهناك تاني مهما حاولت انا هعيش هنا وهجيب بنته ومراته يعيشوا معايا هنا .
عبدالرحيم / بصوت يكاد يسمع هربت بالبنت هربت ومافيش حد عارف يوصل لمكانها حتي حسن راح ليها الحارة أكتر من مرة كانها فصل ملح وزاب.
//////////////////////////
أحلام هبت واقفه تزيح عبراتها التي تسيل علي وجنتها بصمت وبهدوء. تخطوا لداخل الغرفة بهرولة وحزن علي ذكريات جاهدت لسنوات محاولة نسيانها
تدخل الغرفة تجد سلسبيل تنادي عليها بصوت ضعيف ويدها تربت بها علي الصغيرة تحاول اسكاتها.
سلسبيل / ممددة علي الفراش علي جبهتها قماشه مبلله وبأحدي يديها موصل بها كنوله وجهاز المحلول بها وبيدها الاخري تربت علي الصغيره دون ان تقوي علي رفع نفسها او عينها لتراها.
سلسبيل / أعزريني يا خالتي قومتك من النوم بس مش قادره أسكت البنت ولا قادرة أتحرك عشان أغير ليها.
احلام / انام مكنتش نايمه والبنت مغيره ليها من شوية بس نامت وانا برضعها تلقيها جعانه هروح أجهز ليها الرضعه وهاجي ارضعها نامي انتي وريحي فاضل كتير لما المحلول يخلص.
سلسبيل / مين هيجيلوا نوم .
أحلام / شويه وهرجع بالرضعه البنت بداءت تصرخ
من الجوع .
خرجت أحلام وتوجهت إلي المطبخ لتقوم بإعداد الرضعه للصغيرة تنهدت تنهيدة قوية وتعود بذكرتها
خرجت من المستشفي قلبها يدق بسرعه تشعر بالحزن علي حالها بالرغم من كلمها لسميحه الا انها لم تشعر بالراحه لازال عقلها يخبرها بانها لم تنتقم منها ومن إهانتها لها ولاهلها .
أحلام تقف فجاءة وبكر لا يشعر بها فهو يسبقها بكام خطوة غارق في أفكارة لتعود أحلام سريعا الي المشفى وتدخل غرفة سميحه مرة أخري وسط صراخ سميحه عليها.
سميحه / تكاد تسقط من علي الفراش وهي تحاول ان تنزع الاسلاك الموصله بها لتقترب منها احلام ببطء وعينها تشتعل نيران كلما سبتها سميحه لتمد يدها وتمسك وجه سميحه مما جعلها تخاف وتصمت.
أحلام أهدي وبلاش تتحركي انا جاية اساعدك واخرجك من هنا واوديكي للبلد تشوفي بنفسك الفرح وروحية لبسه فستانك الابيض وجنبها شفيق حبيبك وخطيبك ال قاعد فرحان بانه خلص منك
وكمان أخد أرضك وورثك وهيرميكي هنا بالمستشفي
بحجه انك تعبانه وما فيش احسن من هنا يراعوكي
ومافهاش حاجه لما يدفع مبلغ كل شهر وبعدين خقنة هواء والله يرحمها سميحه ماتت يا عيني وابن عمها ما قصرش في اي حاجه كان بيدفع ليها اولفات عشان تتعالج.
سميحه تنظر بعينها السليمه وتصرخ بصوت متحشرج انتي بتقولي ايه انتي كذابة أنا مش مصدقاكي.
احلام / تترك وجهها وتلتف للجه الاخري براحتك تصدقي او لا أنا كنت جايه وعوزة مصلحتك بس أنتي حرة عوزة تصدقي برحتك مش عوزة براحتك بردة انا كده كده ريحت ضميري وعشان تعرفي اني مش بكذب شفيق وبكر متفقين ان بكر يبيع الارض
والبيت لشفيق ويطلقني بعد ما نبعد عن البلد وشفيق
هيطلق روحيه ويهربها وتجوز بكر بعد ما يأخدوا الورث زي ابوة ما وعده انه يعمله مصنع الاعلاف وعطاله ارضه..
سميحه / بصوت مهزوز أنتي كدابة ايه ال يخليكي
تقوللي الكلام ده وانتي وشفيق هتكونوا لبعض.
أحلام / مين قالك أني موافقه على الاتفاق ده أنا لا يمكن هوافق بق بعد ما اتهنت انا واهلي واجوزت بالطريقه دي وكذب روحيه وغدرها هسبها تتهنا كدة من غير ما اخد حقي منها، لا طبعا وكمان ما جاش في بالك مش معنا المرة دي الكرته وقعت بيكي وانقلبت وانتي طول اليوم رايحه جاية بيها وكان الطريق اوعر من كده مش عجب المرة دي وفرحك كان فاضل عليه ساعات.
علي العموم انا عوقت افوتك بعافيه أنا هسيبك وأروح أبارك للعروسه.
خطت أحلام ناحية الباب ووضعت يدها تفتحه ابعدت يدها وهي تبتسم وتلتف للخلف.
سميحه / إستني خدني معاكي أشوف كل حاجه بنفسي ويا ويلك لو كنتي بتكذبي.
أحلام / بيقولوا المايه تكدب الغطاس استني هشوف كرسي بعجل اعرف انقلك عليه ونشوف الطريق سالك ولا لا.
خرجت أحلام وتوجهت الي الاستقبال.
احلام لاحدي الممرضات / السلام عليكم لو سمحتي .
الممرضه / عليكم السلام اتفضلي ااقدر اساعدك في ايه.
أحلام / محتاجه كرسي بعجل أختي زهقت من قاعدة السرير وعوزة تحرك جسمها وتتمشي شويه
بعد اذنك ممكن تساعدني امشيها شويه.
الممرضه / اختك في اوضه كام.
أحلام /بتوتر الاوضه ال جنب السلم دي.
الممرضه / معقوله انتي اختها مافيش شبه ما بنكم
احلام / بضحكه خفيفه انا اختها من والدها والدتي مش مصريه وانا شبها وسميحه شبه والدي اوي.
الممرضه / ببتسامه حاضر هساعدك بس مش هينفع نخرجها برة الاوضه .
أحلام / بس هي زهقت من قاعدة الاوضه وانا هكون جنبها وكمان همشيها هنا قدام عنيكي.
الممرضه بصوت هامس / مش هينفع بلاش تودينا فدهيه ممنوع.
أحلام بشك / قصدك أيه .
الممرضه / تتلفت يمين ويسار ماقصديش حاجه ال عندي قلته بعد اذنك عندي شغل الكرسي اهو بس ممنوع تخرحيها برة الاوضه.
احلام بداء الشك بداخلها واقتربت من الكرسي وأتت تضع يدها عليه وجدت يد تجزبها للخلف.
لتصرخ وتضع يدها علي فمها تكتم صرختها وهي تري بكر هو من قام بجزبها.
بكر / بانفاس عاليه يلتقطها بصعوبه، إيه ال رجعك تاني لهنا من تاني و بتعملي إيه و إيه اللي في دماغك .
أحلام /أبعدت يدها عن فمها وازاحت يدة الممسكه بيدها وجزبت الكرسي وخططت به عاوز تعرف تعال ورايا وانت تفهم كل حاجه.
بكر / أمسكها مرة اخري من يدها لا فهمني الاول وبعدين اجي وراكي.
أحلا م / تبعد يده الناس هتأخد بالها وكي صوتك قلتك هتعالي وهتفهم كل حاجه .
بكر / بنظرة توعد ماشي يا احلام لما نشوف اخر ت ال بتعمليه ده إيه.
دفعت أحلام الكرسي امامها ودخلت غرفة سميحه وخلفها بكر .
سميحه / كل ده بتجيبي الكرسي ومن ال جيباه معاكي ده.
أحلام / بسخريه سلامة الشوف يا سميحه بكر مش عارفه بكر.
سميحه بشك / وجايبه بكر معاكي ليه انا الفار إبتد يلعب في عبي بقلك ايه فهمني انتي بتلعبي بيا ولا إية دانا اصوت واوديكم في داهيه سامعين.
أحلام / بكر ال هيسعدنا نخرج من هنا بسهوله وكمان
انتي متوصي عليكي أوي وممنوعه تخرجي من اوضتك محتاجين حد يخرجنا من هنا من غير ما كد يشك وبعدين احنا التلاته في مركب واحده وكلنا عاوزين ننتققم من شفيق وروحيه.
بكر / اقترب من أحلام وامسكها من رسغها انتي إجننتي عاوزة تهربيها برة المستشفي عاوزة تودينا فداهيه.
أحلام بتألم تحاول ان تبعد يده عنها. عاوزة أخد حقي من الكل وبعدين مالك مش كنت مصمم تنتقم منهم أهو مافيش أحسن من سميحة هتأخد حقنا منهم.
بكر / ايوى بس مش بالطريقه دي أننا نعمل جنايه ونودي نفسنا فى داهيه انا عندي خطه أحسن.
سميحة تفضل هنا بالمستشفي ونتصل بالعمدة ونقوله إن سميحه حالتها إدهورت وعاوزة تشوف اختها وخطبها حالا.
أحلام وبعدين هنستفاد إيه ماهم عادي ممكن يجوا بعد ما الفرح يخلص ولا يتصلوا يتأكدوا من حالتها كل شويه
. ماهي خطة بكر
