رواية عشق الادم الفصل الثالث عشر 13 بقلم ماري حليم


 رواية عشق الادم الفصل الثالث عشر 



سار برواق المشفى بخطوات متعجلة ، خائفة ، ونبضات قلبه تقرع كالطبوع في أنحاء المشفى بقوة وهو ينتظر خبرا يثلج قلبه بأن يجدها بخير، فبعد كل تلك السنوات التي ظن بها بأنه حرم من حب حياته بالإجبار !! اكتشف بأن له قطعة جميلة منها

أخذ ينظر لوجه ابنه أيهم الذي تعجب بدوره كثيرا من حال والده ذلك ، ماذا سيقول له الأن؟ شقيقته كانت أمام أعينهما ولم يعرفونها !!

هتفت السيدة صفيه وهي تتقدم ناحية آدم الذي كان يقطع الرواق ذهابا وايابا قائلة بضعف :

" طمنا يا أدم ؟ "

رفع رأسه ليجد والدته بحاله يرثى لها والأكثر من ذالك حال السيد جلال الذي كان إبنه يمسك به بقوة حتى لا ينهار ليهتف لهم بضياع :

" لسه محدش خرج يطمني

جلس السيد جلال بمساعدة ابنه على ذلك المقعد البلاستيكي وهو يهتف بألم :

" يااا رب اشفيهالي وعافيها يا رب ، مش بعد ما لقيتها تضيع مني ، الله يسامحك يا صفاء !! "

أخذ الجميع يطالعونه بدهشه من كلماته تلك ، في حين السيدة صفيه وحدها أخذت تذرف الدموع وهي تتحلى بالصمت المخيف ...

هتف أيهم بدون فهم قائلا :

رفع جلال رأسه وقال بدموع الألم قائلًا:

"عشق بتكون بنتي يا أيهم ! اختك"

أخذ يطالع والده بصدمه في حين هتف أحمد بدهشه قائلًا:

"أنا مش فاهم حاجه !!"

في حين تحلى آدم بالصمت المريب بعد أن اكتشف تلك الحقيقة التي ستكون صعبة للغاية على تلك المسكينة

خرج إحدى الأطباء من غرفة العناية بخطوات بطيئه نحوهم ليهتف:

"الآنسة فرح عدت مرحلة الخطر الحمد لله ، بس شوية حروق صغيرة محتاجة شوية وقت وتروح"

زفر أيهم والجميع بارتياح ، فتلك الفتاة قد أصبحت فردًا من أفراد العائلة ، ولكن الجميع الآن بانتظار الخبر بشأن حالة "عشق"

تحدث أيهم وهو يجلس بجانب والده قائلًا بفرحة اختلطت بدموع:

"من أول يوم شفت فيه عشق بالطيارة حسيت نفسي بعرفها من زمان يا بابا ، شعور غريب جوايا كان بيجذبني ليها بقوة ..."

هدر آدم عاليا قاطعا تلك لتساعد العصبية قائلًا:

"الكلام ده مش وقته يا أيهم ، وبعدين البنت متأكد متعرفش أنكم أهلها ، فده محتاج وقت علشان تقدر تتقبل ان أمها هبت عليها الحقيقة دي ، "

أجابه السيد جلال مؤكدًا :

"أدم معاه حق ، عشق مش لازم تعرف الحقيقة دي مرة وحده كده ، هي تقوم بالسلامة الأولى وبعدها هيكون كلام تاني 11

أخذ أحمد يطالع شقيقه بنظرات مشفقه على حالته تلك ، فقد كان أشبه بالوصول لمرحلة الجنون وهو ينتظر أحدا يطمأنه على حال حبيبته !!

تقدم أحمد منه بخطوات بطيئه وهو يهمس له مشجعا :
عشق هتعيش يا آدم ، وهقولها قد ايه انت بتحبها وعايزها زوجة ليكي ! هتعبر لها على كل مشاعرك"

منحه آدم ابتسامة باهته وهو يتمنى من أعماقه أن يحدث ذلك

مرت ساعتين ولم يخرج أحدا بعد ، التوتر كان سيد المكان وسيد قلوب الذين يجلسون ينتظرون خبرا يطمئنهم ....

في مدينة البندقية

كانت تجلس تحمل بين يديها صورة ابنتها بعد أن أصبحت عادتها تلك بعد كل صلاة تقوم بها وتدعو ربها كثيرا أن يفك كربها حتى تتمكن من السفر إلى حيث ابنتها الآن ، تنهدت بألم وهي تنتظر دموعها على وجه عشق أبيض بالصورة لتذهب بذاكرتها بعيدا حيث ذلك اليوم الذي انقلبت حياتها فيه رأسا على عقب ... !!

فلاش باااك

كانت تعيش حياة مليئة بالحب والدفىء برفقة زوجها الحبيب الذي يحاول أن يثبت لها في كل يوم

قدر الحب الذي يحمله لها ، ولكن هذه الحياة كانت ثقيلة على أحدهم !!

حينما جائها إتصال في يوم من الأيام من أحدهم يطلب مقابلتها بأمر ضروريا !!

ذهبت للمقابة وقلبها يخفق عنفا من هذا اللقاء

جلست بصدمة أمام هذا الرجل الذي لم يخطر ببالها أبدًا . !!

هتفت لها من بين أسنانه بخبث :

"إزيك يا صفاء يا مرات الغالي ؟ !! "

هتفت له بصدمه :

"انت عايز ايه يا جابر ؟"
طالعا بنظرات خبيثه قائلًا:

" عايز منك خدمة صغيرة يا .... مرات أخويا "

عقدت حاجبيها بدون فهم

" خير يا جابر ؟ "

أجابها ببرود :

" هتطلقي من جلال تقوليلو هتهربي مع عشيقك لو مرضيش يطلقك ، وكمان الولد إلي ببطنك ده هينزل

ابتلعت ريقها بصعوبة

" أنا تجننت يا جابر ؟ وبعدين انت عرفت انا حامل من فيين وانا لسه مقولتش الجلال ؟ "

أخذ يضحك بصخب جاذبا أنظار الناس له ليهتف :

" معاكي يومين بنيفي الكلام ده وإلا .... "

لتشهق بخوف وهي تضع يدها على بطنها بتلقائية من تهديداته تلك

نهاااية الفلاش باااك

استفاقت من ذكرياتها الأليم تلك على صوت من كرهت حياتها بجانبه لتغمض عينيها باستسلام ...

في حين هتف لها بقوة وهو يواجه أمامها قائلًا:

ها یا صفاء هانم من امتا صايره شیخه کده ؟ "

زفرت بوضوح وهي تطالعه بنظرات كارهه قائلة :

" أظن دي حاجة مش تخصك وياريت تبعد عني أحسنلك

صفق بيديه قائلًا بابتسامة خبيثه :

" هو أنا هبعد عنك يا روحي بس اصبري على ما ألاقي عشقي وبعدين هرميكي بالشارع .. "

قال أخر كلماته وهو ينظر لها نظرات ناريه جعلت قلبها يخذها بجنون على فلذة كبدها ، في حين تابع هو بتشفي :
أنا مسافر بكرا يا مراتي يا حبيبتي عند العشق ، علشان عرفت إنها حاليا عند اختك صفيه مش

كده ؟ "

نهضت بعنف وهي تنقض عليه بقوة الام الملكومه على فلذة كبدها تنهش وجه بأظافرها بقسوة ، في حين بقي هو يثبت جامدا مكانه لا يقاومها فقط يضحك .. !!

ابتسامة واسعة شقت جدران وجه ذلك الأب الملكوم الذي نهض من مكانه بسعادة وهو يستمع لكلمات الطبيب التي كانت تُدرك معجزة حطت رجالها عليهم ...

في حين هتف أدم بجمود قائلًا :

يعني ايه الكلام ده يا دكتور "

ابتسم الطبيب بعملية قائلًا :

"زي ما سمعتو يا جماعة الآنسة عشق قدرت تتخطى مرحلة الخطر بمعجزة بعد ما كانت استنشقت دخان كتير ، كمان في حاجة ... "

وجه الجميع حواسهم ناحية الطبيب ليهتف أيهم بلهفه قائلًا :

"خير يا دكتور ؟ "

ابتسم الطبيب من جديد قائلًا:

"الإصابة إلي حصلت مع الآنسة عشق خلتها تتغلب على مخاوفها والحمد لله رجعت تمشي تاني ، انا كشفت على الأعصاب عندها تجعل في تحسن كبير في حركة رجلها ...

دبت أوصال الحياة من جديد في نفوس أولئك الذين يثبتون لكلام الطبيب ، وحده هو كان يثبت جامدا كالصخر لم يصدر حركة واحدة ، او اي ردة فعل بل بقي متصنما مكانه

هتف أيهم بارتياح:
هنسوفها امتا يا دكتور ؟ "

أجابه الطبيب :

" بكرا الصبح علشان دلوقتي هي تحت تأثير الدواء ومش هتصحى غير لبكرا "

اوماً أيهم بتفهم ، في حين هتف أحمد بتلقائية :

" فرح هنشوفها امتا كمان ؟"

حدجه أيهم بنظرات غاضبه بعض الشيء ليبتسم له أحمد بخبث ..

ابتعد عن صخب الكلام الذي كان يدور بينهم ليتسسلل بخفه إلى داخل الغرفة التي تقبع بها على ذلك السرير الأبيض وهو يجلس أمامها بهدوء ، ليقابل وجهها الأبيض الجميل الذي يبدو عليه التعب ، وعينياها الجميلتين المغلقتان تريان الآن اشياء أخرى

هتف أمام وجهها بصوت منخفض قائلا :

" بحبك يا عشق !! مش عارف امتا حبيتك وتعلقت بيكي ، بس انتي دخلتي حياتي وغيرتيها ببرائتك وروحك الحلوة

تنهد بهدوء وهو يلقي عليها نظرة هادئه ليهتف لنفسه قائلا

بس يا ترى إنتي هتحبيني ؟ .. "

ألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن ينهض من مكانه ويعتدل في جلسته ، ليعدل ياقة قميصه بهدوء ويستعيد وجهه البارد قبل أن يخرج لهم ...

ليهتف لها من جديد بصوت منخفض :

" سامحيني كل حاجة وحشة عملتها معاكي ... "

ليسير بخطوات رزينه ناحية الخارج وهو يغلق الباب خلفه بهدوء ، تاركا خلفه قلب يكاد يموت من جنون خفقانه بعد سماع كلماته تلك

تعليقات