رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الرابع عشر 14 بقلم لينه سعد

 

 

رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الرابع عشر بقلم لينه سعد



خيبة الأمل، كانت ثقيلة علية مثل ضيف غير مرحب بي يقتحم الروح فجأة، مخلف وراه غبار من الحسرة ورماد من الأحلام المحترقة. هو مو مجرد شعور عابر، هو بصمة عميقة تتركها المواقف الي ما تسر مثل ما تمنينا، والوعود الي ماصدقت الحديث ، والثقة الي مُنحت في غير محلها.
دخلت للبيت واني احس بكل هذه الأحاسيس كعدت ما اعرف شنو اللي اسولف ما اعرف شنو اللي اتصرفه دخل عمي هو منتظر مني شي كانما يشوف عبد الله بحضني وقال
_ وينه 

...بدون ما اجاوبه حنيت رأسي وأسف فضيع بداخلي وبدون ان احجي اتكفيت بالسكوت لان ماكو طريقه راح اقنعه بي بأني ماكدرت اجيبة وكعد احمد وقص عليه كل شيء 

_لهذا لازم نختار وقت مناسب علمود نتصرف بحكمه 

.... جاوبه عمو جميل
_جنت اعرف هل شخص كريه وماعندة رحمه اني اشوف ادخلون محامي ويجي وياكم يروح ياخذه من عنده المهم ما تتركه ومايتقرب اله 

_ عمو جميل المحامي ما راح يسوي شيء احنا لازم ندخل قوه تكدر تضغط عليه ومايكدر بعدها يطالب بي 

....شفتهم يتناقشون واني احس بداخلي نار تغلي وكلت بلهفه 
_ اي الشرطه هي احسن شيء

...التفت اليه احمد  
_ ست هديل انتي وين كاعده اصلا الشرطه ما راح تكدر تسوي شي هيج امور ماتدخل بيها  

_تمام ندفع فلوس الة مستعدة المبلغ الي يريدة انطي 

_اني هم فكرت بهيج شي بس الفلوس لوحدها ماتكفي لازم مثل ماكلت الكم اندخل قوة ويخاف منها 

_ياقوة هاي الي يخاف منها 

_جيش المهدي هي راح تحل النا هذا الشي 

_مافهمت شي 

_سهلة لا تخافين اني عندي صديق راح احجي الة كل شي صار ومتاكد راح يوكف ويانه 

..... ماجنت افهم الي ناوي علية احمد ومنو هذولة الجماعه بس جنت مطاوعته ومستسلمة لكلامه وفعلة المهم اخذ الطفل منه 

_شوكت راح تجيبة 

_يجوز باجر اخابرة 

_لا وليش باجر اليوم وخلي يجي اريد اشوفه واحجي اله 

_بس . .. 

_ما نحتاج نتوقف هسة مانعرف شنو اليوم الي يمر علية شراح يصير وياه

_ماشي 
..... رفع الموبايل وهو يتصل علية وبعد ساعات من الانتظار دخل رجال سمين بوجهه اسمر وتعابير حادة ويلبس غترة سودة على راسه وتشيرت اسود كان مغطى بالسواد ارتعب قلبي وجنت ناوية اطردة بس تمالكت نفسي وجنت متامنه بان احمد مايغدر بينا ولا ياذينا دخل الرجل للداخل وكعد احمد يقص علية كل شي صار واني حالسة اتابع وبعدها كلت 

_ اخوية ابو تيسير اني مستعده انطيه فلوس على مود تجيبه

_اكيد اختي لازم ندفع اله لان هو بإعتبار ولي امر باجر الصبح انروح اله بس بالبدايه لازم نعرف ان هو موجود 

..... خلص كلامنا مع هذا الشخص وبعدها حاولت ان انام مر يوم كامل وعيوني ما شافت النوم كانت هذه الليلة مثل الليلة الماضية 
ليلة مليئة بالذكريات المؤلمة اتمنى انساها واكدر اغفو وانام بهدوء كل ما تغمض عيوني تبدي الاشباح الباردة اطاردني ، تعبث بروحي وتترك جروح ما تلتئم ، الليل الي يُفترض أن يكون ملاذ للراحة، يتحول إلى ساحة معركة تتصارع الأفكار وتتلاطم المشاعر. ساعات طويلة من الأرق المستمر والاضطراب العنيف، يتركني اسهر للصباح بدون ان ارتاح. 
مر وقت الظهر واحنى كدام بيت عم عبدالله وقفنا على عتبة بابه بعد ما احمد دك الباب ويظهر النا هو الرجال اللي شفته البارحه
مااعرف شلون التزمت الهدوء وما هجمت علية واتهمته باذية عبد الله وهنا رد احمد

_ شلونك ابو اكرم اني البارحه اجبتك 

_اي با هلا تفضل شتريد 

_خلي ندخل جوة ونسولف هذا صديقي وهاي خالة عبد الله 

_تفضلو 

..... مرينا بالممر كان البيت حيل تعبان و مكسر بي اشياء هواي مو نظامية جلسنا ثلاثتنا وبدا احمد يحجي وكال 

_ ابو اكرم هاي ست هديل خالة عبد الله جانت عايشة بتركيا وتريد تاخذ عبد الله تتبناه ويعيش يمها 

_اني تركتك البارحه تحجي وتكول خالة عبد الله واني الي اعرفه رقية ماعدها اخت لك هي حتى اب مامعروف منو هو 

_على كيفج ماادري بهل شي بس حتى لو انتي خالته مو من حقج تاخذينه لان اني اولى بي منج 

_وياك بس كون انت موفر الى الراحه واحنا نعرف انه انت شنو تشتغل وشنو تحاول الشغله

_ شنو قابل شمشغلة 

_البارحه شفتك بعيوني شنو سويت بالتقاطع اني مايهمني الي تسوي اني اريد عبد الله يعيش حياة كريمه 

_هذا شغلي معليج بي اما عبد الله اني مامشغلة بهيج شي 

_شنو يعني عبد الله ماجان موجود

_ لا طبعا 

_زين ولي شفته منو، زين لعد وين هو اريد اشوفه

_اني جاي احل القصة ودية وبدون اي اذية ولا محاكم الي تريدة يصير

.....حسيت هذا ابو اكرم يحاول يلف ويدور ومتلاعب وغير منطقي بكلامه جنت متأكدة ما راح ناخذ عبد الله من عندة بسهولة

_لا ابن اخوية هذا شنو انطي لمرة هسة عرفت بيها خالته هاي امانه 

_ مو اذا مامشيت عدل نعرف شلون نمشيك 

_شنو قصدك انت داخل بيتي وتهدد 

_لا اني من جيش المهدي وتعرف الإنسان الي مو عدل يمشي ويانه عدنه اسلوب ثاني وياه 

.... لاحظت الحوارات بدات تزيد ومااشوف اي حل بينهم وما اعرف شو نتائجها ظليت اتابعهم من بعيد واحد يرد والثاني يصد ما افتهمت اللي راح يصير بالأخير نطقت وكلت اليه

....التفت اليه ابو اكرم وكان فرحه بعيونك كبيره وكال
_ يعني انت مستعده تنطيني الي اريده 

_الي ينطقه لسانك بس بشرط محد بيوم يدك علية الباب ويطالب بحظانته

_تمام اني موافق 

_وينه هسة 

...تنحنح بكلامه وكان اكو شي مخفي عنا وما يحب يظهرة فهمت من طريقته تلعثمه

_كول مااعاتب احجي الي بيناتنه صفقة 

_اني بعته 

......امتلكتني صعوبة بالكلام وكمية الألم
تتسلل لجوفي ، تئن الحروف وهي تحاول الخروج من سجن الصدر. كل ما جاهدت بالنطق، تراجعت ألف فكرة، وانقبض القلب ألف مرة. هو مو عجز عن التعبير، لا هو ثقل ما يمكن احتواؤه، حجم ألم يتجاوز قدرة الكلمات على الوصف. بهذه اللحظات، يصبح الصمت رفيق مؤلم، حجاب كثيف يلف الروح المعذبة. اتمنى لو أن دمعة واحدة اكدر اسقطها ولا اتحمل هذا الثقل، لو آهة واحدة تختصر آلاف الكلمات العالقة. بس الألم الي بداخلي حبيس، ينهش داهلي وهنا كال

_احنى اتفقنا لا تحجين ولا تعاتبين 

.... اتكلمت بصعوبة 
_اني مستعدة اشتري منك 

_موافق 

_يلة نروح 

_وين لا باجر تعالو وتلكونه 

_مااتحرك منا واليوم اخذة 
_اليوم مااكدر باجر كلت الج باجر

.... التفت الية احمد وكال 
_مو مشكلة باجر نجي 

.... حاولت احجي بس سكتني وهم يطلعون من البيت بس اني ما كدرت اتقبل هل شي اقترب الية ابو تيسير وكال

_ليش استعجلتي وكلتي له بسالفه الفلوس هو اصلا راح ينطي النا ببلاش 

.....حسيت بالاشمئزاز ملاكمه و كانما هو سلعه تنشرى وتنباع كرهت هل مفردة وكلت اله 

_ مو مهم اني اريد اسد عيونه وحلكه وما اريد يفتح وياي ابد موضوع يخص عبد الله بالمستقبل

.... طلعنا من بيت ابو اكرم متوجهين للسيارة وتحركنا وعلى بعد امتار كلت لاحمد

_مااعرف شكد ساعه اكثر حتى لو ايام احس هذا الرجال وراه مصيبة وعبد الله واكع بيها 

_ بس...

_ اذا ماتكدر روح واني ابقى هنا ومن احتاجك اخابرك

_ شلون ابقيج هنا لا ماينفع
....التفت لابو تيسير وكال 

_حجي اعتذر تكدر تروح انت ولو تعبناك ويانه 

_لا ماكو اشكال اتوكلو اني ارجع واذا تحتاجون شي اتصلو

_مشكور 

....نزل ابو تيسير وبقينا اني واحمد نراقب من بعيد البيت وفعلا بعد ربع ساعه طلع ابو اكرم بدراجه ناريه وهو يمشي بطريق الخارجي انطلقنا خلفه نتابعه من بعيد الى ان وصل مكان مكتوب عليه دار أيتام اكتشفت بانه هو كان كذاب من البداية ويانه وبعد لحظات شفنى ابو اكرم وهو يطلع من باب الدار يصرخ ويتعارك مع احد المسؤلين 
بدون مااحس على نفسي فتحت باب السيارة حاول احمد يوقفني بس ركضت بكل قوة اتجاهم واوكف بنصهم واكول شنو الي صار عبد الله بي شي التفت الية ابو اكرم وهو مصدوم 

_انتي، انتي شجابج هنا 

... جاوبه الرجل
_منو هاي 

.... التفت للرجال وكلت 
_وين عبد الله جوة 

... حاولت ادخل بس هو منعني 
_انتي منو وشتردين

..... دفعت ايدة بقوة وكلت 
_اريد ابن اختي وينه 
... وكفني ابو اكرم وكال 

_يا عبد الله منو كال الج هو هنا 

_يا اخي شكد تجذب انت لك بس مرة وحدة كول الصدك هذا ابن اخوك مو غريب وينه عبد الله
. ... سألني الرجل
_انتي منو 

_اني خالته 

... التفت الرجل بصدمه وكال لابو اكرم 
_انت مو كلت ماعندة احد وانت الوحيد المسؤول علية 

_اي 

_شنو الاي اني خالته اطلعونه لو ابلغ الشرطه 
.... من نطقت هل كلمة جرني ابو اكرم وكال 

_روحي وباجر اجيبة 

_شنو الي اتفقت وياهم كول اريد اعرف والله مااسوي شي بس رجعه 

... التفت الرجال وكال 
_اطلعو منا لا اسويلكم ساالفه وانت تعرف شنو اقصد 

... كال ابو اكرم
_اني رايح ومعلي باي شي 
.... تركوني وبقيت لوحدي وبقربي احمد مصدوم مثلي، جنت اصرخ وادك الباب بدون اي نتيجه جنت ابجي ومااعرف اذا احصل عبد الله بعد او لا جنت خايفه حيل ، ظليت واقفه اراقب المكان واحمد واكف بصفي يحاول سندني بس شنو الي يسوي و راح يبرد كلبي بعد الي شفته خلص اني خسرت عبد الله
وبعدها بلحظات تقدمت مرة متوسطه بالعمر مني وكالت 
_ خاله انت ليش تصيحين شتردين من الدار 

....كلت لها 
_اني ابن اختي هنا وما ينطونه الية مااعرف هو وين 

_يعني باعوه 

_اي الي ماله اهل ياخذونه وانتي تعرفين شنو اقصد 

_لا والله مااعرف شنو تقصدين 

_يعني يحتاجون شيء من عنده كله او بنكرياس مااعرف هو الي يكلع منه 

.... كانت لحظة ما انساها طول حياتي، كأن الزمن توقف، وكأن العالم من حولي ابتلعه الظلام. صدمةٌ عنيفة، تسللت لأعماقي، ماكو بيها صوتٌ مسموع، بس دويها هزّ كل ذرةٍ في كياني. شعرت كأنما تتملكني، تقيد حركتي، وتسلبني القدرة على التنفس. 
ظليت ابجي بقوة مااعرف شكد ضليت ابجي وبعد ما توقفت كلت لأحمد 

_ لازم نروح نبلغ الشرطه ماانتظر بعد

.....وفعلا تحركنا للمركز الشرطه وبلغنا بانه القضيه كذا وكذا حجينا كل شيء نعرفه واللي معروف عنهم والاتفاق وكل شيء بحيث بس اريد مفرزه تطلع تروح تجيبه الي وما هي الا لحظات طلعنا ويا الشرطه ورحنا للمكان ودلونه بباب البيت اللي اخذوه من عندنا وهذا كان ابشع يوم مره بحياتي
جنت واقفه من بعيد اتابع الشرطه وهي تقتحم المكان المتعارف عليه بعدها شفت الاطفال يطلعون كبار بالعمر وصغار كنت حايره بين اتابع منو اني والمن اشوف شنو كانت صورته بدأت الدموع تغشي الرؤية عني ومااركز تقدمت الهم واني اتلمس كل طفل صغير واكول اله 
_انت عبدالله ؟ 
.... واروح الثاني واسالة ويجاوبني بالنفي ظليت افتر بنصهم مثل ام مضيعه طفلها 
عيوني تسهر بطيف الفراغ تبحث عن طيفه بكل زاوية ، بكل وجه غريب، تشوف ملامح يمكن تكون ملامحه. في كل صوت طفل يتردد بالمكان ، تسمع همسات يمكن تكون همساته.
احس ايدي فارغه مع العلم هي ماكانت بيوم مملؤة تتمنى تلمسه تتمنى تضمه احس ببرودة غيابه تتوغل بجوف اضلعي ، اني أبحث عن جسد، يمكن عن أثر، عن لمحة، عن إشارة تخبرني هو بخير، هو موجود بهذا المكان حتى لو كان بعيد عن عيني . 
بعد لحظات توقفت مثل المجنونه ضايعه وتائهه واكفه بنص الليل واضائة سيارة الشرطه هي الإضاءة الوحيدة الي اشوف بيها التعابير وبعد دقائق كان اخر طفل يطلع من البوابه هو نفس الطفل الي شفته عند إشارة المرور خفق قلبي واني اكول لنفسي لا هديل مو هو لا تتأملين مو هو بس ، قلبي يكول الية روحي اله اقتربت بهدوء واني اتعدى كل الاطفال الي يصرخون والي يتكلمون اعبر رجال الشرطه وعيوني علية واني اشوفه يدور على شخص وما لاكي منو هو ، واني ادعي ربي بان هو يطلع وكلت 
_انت اسمك عبد الله

.... رفع عيونه علية وكال 
_لا 

.....بديت ابجي واني انهار واحس قلبي راد يطلع من مكانه 
_ليش تبجين خاله 

.... ابتسمت واني امسح دموعي 
_ادور على ولد اسمه عبد الله انت شسمك 
_اسمي عبودي 

.... ضحكت واني اضمه لحضني بقوة جنت اريد اخفي عن كل الموجودين مااعرف ليش متاكدة هو ابن رقية رجعت اطلع بوجهه واكول

_شنو تسم امك 

_ماما 

_موجودة هي 

_لا بالحفرة 

_ياحفرة 
_عمو ابو اكرم كال ذبوها بالحفرة هي وبابا 

.....صوت رجال الشرطه هم واقفين فوق راسي ويكولون تركي الولد وبدأوا يسحبونه من عندي بس اني امتنعت واضمة لحضني قلت لهم 

_الله يخليكم خلوا يمي هذا ابن اختي 

_ لازم نروح للمركز ونتأكد من هويته 

....حاولت اقنعهم بانه هو الية ومع العلم اني ما متأكدة هو عبد الله او لا بس إحساسي يكول هو هذا الشخص اللي انتظره من زمان 
سحبني احمد وحاول يهدئني 

_ احنا راح نروح وراهم اتركي لازم نمشي بالضوابط 

....وفعلا اقتنعت او لا هو مو اقتناع هو رضوخ لان احس بعد ماعندي اي طاقه اواجهه وما هي الا دقائق ووصلنا للمركز و كانت اجراءات طويله بس الأهم من هذا كله انه اني لازم اتاكد من هذا الطفل هو عبدالله وفعلا استدعينا ابو اكرم وصل للمركز وبعدها أكد بان هذا الطفل هو عبد الله 
جانت صدمه بالنسبة الية ما مصدكه بانه هو هذا طلعت لهم كل المستندات المعروفه بانه جده موجود وعايش وهذا عمه هو السبب بكل اللي يعيشه كانت اجراءات طويله بس تعاطفوا وياي وأخيرا انفتح الباب وظهر عبدالله 
وكانت هناك على وجهه نظرة الحيرة، النظرة التي تتوهج بالعيون، لا هي حزنٌ عميق ولا هو فرح مطلق، هي مزيج معقد من كله ويمكن ولا شيء منهم. نظرة الحيرة، هي صادقة ومبهمة في وقت واحد.
اكتفيت بالسكوت بدون حتى ان اتكلم كلمة واحدة اما هو فكان مثلي ملتزم الصمت اقترب واني المسة من ايدة واخذة واطلع للسيارة
كان السكون يملئ السيارة مرات الهدوء مو دائمًا تكون في مكان خالٍ من الضوضاء الخارجية، لا هو حالة ذهنية، قدرة على إيجاد السلام حتى في الفوضى. هو صوت السلام الداخلي الي يمكن سماعه من تتوقف عجلة الأفكار المتسارعة. 
جنت خايفه انظر اله وعندي لهفة احجي الة كل شي وهنا سمعت صوته الناعم وهو يكول 

_زين انت منو تعرف، ماما منو جانت تسولف عليها 

_ صديقتها هديل 

..... وضعت كف ايدي على فمي مانعه الشهقه تفلت من بين شفايفي وتبين هشاشتي وضعفي وكلت الة بصوت مرتجف 
_هو اني صديقتها هديل 

_جنت اعرف انتي 
... انتابتني الصدمه وكلت بلهفه
_شلون 

_ حسيت اول ماشفتج انتي هواي تشبهين ماما مااعرف ليش تذكرت امي 

.... حضنته بقوة وماكدرت امنع نفسي من البكاء نفضت كل حزني واني لنفسي غلطانه يارقية هو ما يشبهني هو نسخه منج انتي
مر الليل وهو نايم قريب مني جنت المس خدة واني اداعب تعابير وجهه بابهامي وهنا تذكرت الحلم الي شفته الخاتم الي اعطته رقية الية وتكول الية احتفظي بي
أخذت نفس واني اقرب شفايفي من جبينه واطبع اول قبله من أم محبه 

_اقسم الج يارقية مااخلي عيونه تشوف الحزن بيوم 

....مرت أسابيع وعديت الشهر، كملت الإجراءات المتعلقه بتبني عبدالله وبعدها قررت ارطع لبيت بابا حاول عمو جميل يقنعني ابقى بقربة بس كلت الة راح ارجع اخذة بعد ماارتب البيت وراح اعتني بي ويكون قريب مني 
بعد ما تعود عبدالله علية واني تعودت علية حجيت كل شي الة من بداية زواج امي سعادة من بابا وشلون افترقنا اني ورقية جنت حريصه احكي الة كل شي. 
بعد ما مرت الايام افتقدت عقيل وجنت اعرف ومتاكدة هو قرر يتركني ويكمل حياته برة بس قررت اتصل بي واودعه 

_الو هديل 

_اي شلونك عقيل 

_وين انتي، ليش سافرتي بدون ما تحجين ماتدرين شنو مريت علمود اعرف اخبارج

_اعرف غلط بس اني سويت الصح بحياتي 

_مافهمت 

_عندك وكت احجي كل شي

_طبعا 
.... قصيت علية كل شي من بداية القصه لنهايتها 

_كل هاي صارت وياج وما اتصلتي بية 

_ماكدرت اسمع ملامه ولا جنت اريد واحد يأثر علية لان جنت مهزوزة ويمكن اترك عبد الله بوقتها

.... بجيت مو لان ضعفية لا هب لغة صامتة تترجم ما عجزت الكلمات عن قوله. دمعة تنزل فتغسل القلب من غبار الألم، وتُطفئ لهيب الحزن الي اشتعل ببالروح وهنا كلت اله واني اسحب نفس
_بعدك تحبني 

.... سكت وماجاوب 

_بعدك تريدني 
.... جان اكو سكوت بدون اي همس اكتشفت فات الأوان على كل شي

_ اني بعدني احبك عقيل ولا بيوم أنساك سامحني على كل شي 

.... غلقت الموبايل وانهاريت اقترب مني عبد الله 
_خالة ليش تبجين 
.... حضنته وكلت الة 
_اني ماعندي احد بحياتي بعد بس انت 

_يعني زين هذا 
.... ابتسمت وكلت 

_ كولش زين بس اريد منك شي 

_شنو 

_اريد تسميني ماما بعد 

_واذا اسميج ما راح تبجين 

_ابد 
.... ابتسم وهنا نطقها "ماما" بهذه اللحظة الساحرة، يتوقف الزمن، وتتعلق الأنفاس بكلمة واحدة. مو مجرد كلمة، هي نغم الحياة الأول، البناء الي جنت اتمنى ابني بي عالمي الصغير "ماما" لأول مرة، يتجمد كل شيء حولي، وتذوب بهذه النبرة البريئة كل متاعب اليوم.

بدون اي تفكير حضنته والحضن هو لحظة سحرية، يتوقف بيها الزمن، وتتلاشى كل الهموم. هو لغة صامتة تتحدث بآلاف المعاني، تترجم المشاعر الي تعجز الكلمات عن وصفها.
كانت حضنته اشوف بي الأمان الي افتقده، والدفء الي يزيل صقيع الوحدة، والراحة الي تريح القلوب المتعبة.
ومرت أسابيع وجبت عمو جميل للبيت وبديت اعتني بي وبصحته وحسيت لأول مرة بالألفه والمحبة الي افتقدتها من زمان وبين ماجنت بالمطبخ احضر الغدا حضر عبد الله يركض 
_ماما، ماما 

_عبد الله كم مرة كلت الك لاتركض لا توكع وتتاذى 

_ماما اكو واحد بالباب 

_منو ؟ ؟ 

_ مااعرف بس كال انت عبد الله جاوبته اي كال هديل موجودة 

_كم اسبوع واني ادور على عنوانج 
_عقيل... 

_ ماخليتني اجاوب على كلمته 

_شنو هي؟ 

_اي بعدني اريدج وبعدني احبج وانتي نفسج ماتغيرتي مثل طفلة صغيرة تزعلين وتريدين اجي واصالحج وهاي اني جاي اصالحج 

.... ضلت عيونه تفتر بالبيت وكال 
_اتصور ماله داعي نسافر البيت جبير ويكفي ابدي دراستي من هنا

.... ابتسمت وركضت بقوة اتجاهه واني ارتمي بحضنه وحسيت لاول مره بالراحه بعد فترة من التعب و القلق. هو يشبه احتضان دافئ، ملاذ آمن ينساب للروح، يزيل عبء الحياة وهمومها.
مرات تكون الراحة في حضن من تحب، حيث تنساب الكلمات دون عناء وتتلاشى المسافات وتبدي قصتنا من جيد، احنى الثلاثه معا و للأبد

انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم




شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1