رواية عشق الادم الفصل السابع عشر 17 بقلم ماري حليم


 رواية عشق الادم الفصل السابع عشر 



وقفت أمام مرأتها تطالع نفسها بسعادة على تلك الخطوة

التي اتخذتها ولا رجعة فيها ، هي كانت ترغب بها كثيرا
ولكن ظروف حياتها برفقة زوج والدتها كانت تجعلها تتراجع كثيرا ، ولكن اليوم وبعد أن بدأ قلبها رحلة حياة جديدة لم يخوضها من قبل أصرت أن تكون هذه الرحلة قائمة على مخافة الله ورضاه بكل خطوه تخطوها ابتسمت لنفسها بسعادة وهي راضيه كل الرضا عن حالها ذلك ...

أخذت نفسا عميقا وهي تدير جذعها ناحية الباب متتوجها للأسفل حيث ينتظرونها على طاولة الإفطار ...

نزلت الدرجات بثقة كبيرة لم تكن تمتلكها من قبل ، ثقة حطت رحالها في عالمها ذلك منذ اللحظة التي وجدت نفسها بها انسانة أخرى ، وصلت إلى الدرجة الأخيرة لتقف مكانها تلعب بطرف فستانها الجميل ببعض التوتر من ردة فعلهم او بالأحرى من ردة فعله هو !! ذلك الذي خطف قلبها من مكانه ليأخذه ناحية قلبه معلنا تملكه له ، وهي التي رحبت بذلك كثيرا وخاصة بعد أن علمت بأنها تبادله المشاعر الجنونية نفسها ...

كان أول من لاحظ وقوفها ذلك هي فرح التي كانت تخرج من المطبخ لتساعدها على هيئتها تلك

شهقت بخفه لتتحول بعد ذلك الى ابتسامة واسعة انجذب أنظار كل من كانو يجلسون على طاولة الطعام ناحيتهما وهي تهتف بسعادة بالغة :

" بسم الله ما شاء الله ! ده انتي طالعة كده أحلى بكتير من الأول يا عشق ، ربنا يثبتك يا حبيبتي

اصطبغ وجهها باللون الأحمر بشدة وهي تشاهده ينهض عن الطاولة بخطوات بطيئه وعلى وجهه ابتسامة لم تشاهدها منذ أن رأته ، لتخفض رأسها بخجل ، في حين سار ناحيتها بخطوات بطيئه يطالع تلك الملاك التي زادت جمالا ورقه ، فقد كانت ترتدي فستان من الجينز الأزرق الواسع بعض الشيء ويعلوه قطعة الحجاب !!! الذي زادها براءة وجمال لم يشاهده من قبل ...
وصل أمامها مباشرة ليهتف بصوت منخفض :

"بحبك"

بدأت ضربات قلبها بالتمرد بمجرد سماع تلك الكلمة منه التي تجعلها على وشك الإنهيار لا محاله

في حين ابتسمت السيدة صفيه وهي تطالعهم بنظرات رضا ، هتف أحمد بمرح قائلًا :

"يا رب اوعدني يا رب ، ياااه يا جماعة نفسي احب واتحب ، ايه العيشه الظالمه دي .."

أفلتت ضحكه صغيرة على كلمات أحمد تلك ، في حين هتف أدم بصوت صارم وهو يضع يقضي في جيوبه وما زال يطالعها قائلًا :

"عشق هتيجي معانا المؤتمر يا أحمد ، وانت بتروحبتجيب نور من بيتها

نهض أحمد من مكانه بسعادة لم يعرف لها سبب مجرد ما أستمع لإسم تلك الفتاة ليهتف له بمرح :

".. طياره"

هتفت عشق بصوت منخفض :

"مؤتمر ايه ده ؟ وبعدين انا أجي ليه ؟ "

إبتسم لها بحب قائلًا :

"هتفهمي كل حاجة وقبلها ، دلوقتي تعالي افطري وبعدين هفهمك

في مدينة البندقية

أخذت تنحب بقوة وهي تتمسك بتلك الورقة الصغيرة التي تركها لها زوجها "عمار" ، مرفقة بتلك الورقة الكبيرة التي إحتوت على طلاقها منه بعد

تلك الدعوة التي كانت قد رفعتها عليه من أجل أن يقوم بتطليقها بالإجبار بعد أن قدمت كل التقارير الطبية التي تؤكد ضربه لها وإهانتها بشكل
كبير ، ليتم ذلك ويقوم بالخضوع لرغبتها بالطلاق

والانفصال الأمر الذي كان محبب إلى

قلبه ، حزم امتعته وذهب تاركا خلفه رساله للصحيح )

وأخيرا تخلصت منك يا صفاء ده انتي كنتي مثل الحجر على قلبي ، عمري ما حبيتك بس إتجوزتك علشان عشق ، بعد ما رفضتني قولت اتجوزك وأتقرب

منك ، بس بنتك دي عنيده وانا هكسر عنادها ده ، اليوم بالليل هكون توصل عندها ، سلام يا ... طليقتي .. )

أخذت تضرب على وجهها بقوة وهي تهتف بألم وبكاء :

" أنا السبب ، لو ما سبتش جلال وسمعت كلام الواطي جابر مكنش هيحصل كده ، سامحيني يا بنتي سامحيني ...

بقيت تبكي على القانون ذلك حتى سمعت صوت هاتف المنزل يصدح بقوة ، مسحت دموعها بسرعة وهي تنهض من مكانها بجنون ظنا منها بأنها ابنتها

رفعت السماعه وهي تهتف بدون وعي :

"عشق بنتي !!"

تنحنح الرجل على الجهة الأخرى ليهتف بجديه :

مدام صفاء مش كده ؟ "

أجابت بجديه :

"أيوه خير ؟ "

تحدث الرجل بوضوح وعمليه :

"حضرتك انا موظف البنك المسؤل عن القرض بتاعك ، أحب أقولك ان القرض بتاعك تسدد بالكامل ومفضلش عليكي ولا حاجه .. "

هتفت بصدمه :

ازاااي ومين عمل كده ؟ "

هتفت لها بجديه :
"أدم الزهراوي حول كل المبلغ لهنا وسدد بالكامل وكمان باعتلك فلوس مستعجله ، فلازم تتفضلي هنا ننهي العقد وتستلمي فلوسك"

بدأت دموعها تنزل بغزارة من شدة الفرحة لتهتف بسعادة :

"متشكرة جدا ليك يا فندم ، ساعة كده ان شاء الله تلاقيني عندكم .."

أنه الأتصال وهي تشعر بسعادة غامرة لتغمض عينيها وهي تهتف :

" ربنا يسعدك يا ​​آدم يا حبيبي ، الحمد لله الحمد لله وأخيرا هسافر عند بنتي ..

تهافتت حشود الصحافة هنا وهناك بداخل تلك القاعة الكبيرة المخصصة للمؤتمرات والندوات بداخل شركة الزهرواي ، مستعدون لإلتقاط الصور بمجرد دلوف أصحاب المؤتمرات إلى المكان ، جلس الجميع في مكانه استعدادا لذلك وما هي إلا لحظات حتى شاهد و آدم يدخل بطلته الرجولية الساحرة برفقة شقيقة أحمد الذي بدأت عدسات الكاميرات تلتقط الصور لهما معا ، أيضا لفت أنظار الصحافة تلك الحورية الجميلة التي كانت تسير بجانب أدم من الجهة الأخرى التي توفر عليها التوتر الشديد وبرفقتها فتاة أخرى استطاع الصحفيون التعرف عليها جيدا !! ...

جلس الجميع في أماكنهم من جديد ، في حين احتل آدم منتصف المنصة بهيبة طاغية تليق به وحده ، وعلى يمينه يجلس أحمد وبجانبه أيهم ونور التي كانت تجلس بتوتر كبير ، في حين لأجلس على يساره عشق التي لم تعرف بعد ما سبب مجيئها إلى هنا !!

بدأ آدم الكلام ليلفت كل الأنظار إليه قائلًا :

"كلكم عارفين الفضيحة إلى صارت عندنا بالشركة وكان ضحيتها أخويا أحمد والبنت المسكينة دي ، وللأسف في ناس كتيرة زادت على الموضوع من عندها وحاولت تشويه سمعة عيلتنا وسمعة الشركة ، انا عملت المؤتمر ده علشان أكشف الحقيقة قدام الكل ، وأكشف كمان مين وراء اللعبة دي ..
تحدث أحد الصحافيين مقاطعا حتى يكذب أقوال أدم قائلا بسخريه :

"حضرتك تقدر تفسر الصور إليتخذها في نص مكان الفضيحة بين أخوك والبنت دي

إبتسم أدم على سذاجة ذلك الرجل الذي يبدو عليه مندسا من ناحية عدوه ليهتف بجديه :

"دلوقتي هخلي الفرصة للأنسة نور هي إلي تبين حصل " .. ايه

توجهت الأنظار والعدسات على ناحية نور التي بدأت مرتبكة بعض الشيء ولكنها عزمت على إمساك نفسها بقوة حتى أصبحت بالحق ، بدأت تسرد عليهم كل التفاصيل التي قالتها من قبل لأدم والجميع

أنه كلامها لتهتف بصوت قوي قائله :

"الناس دي مبتخفش ربنا ، استغلت حاجتي لعلاج والدتي وخلتني أعمل كده ، حسبي الله ونعم الوكيل ...

بدأ الصحفيون يوثقون ذلك بالصوت والصور ، في حين تحدث آدم بجدية قائلا :

من هنا انا بوجه كلامي "لاجابر السيوفي" وبقوله

أنت مش قد آدم الزهرواي يا استاذ جابر علشان تحط رأسك برأسي ، ده انا آدم غلط عارف مين آدم ...

بدأت عدسات الكاميرات توثق أقوال آدم تلك بقوة

ليهتف أدم من جديد :

" أي حد عايز يسأل سؤال يتفضل "

نهضت إحدى الصحفيين وهي تتحدث بجديه

حضرتك هتعمل ايه مع جابر السيوفي

ابتسم أدم بخفه قائلًا :

" مش هعمل حاجة طبعا ، الناس دي انا مش شايفها قدامي اصلا یا استاذه .. "
بدأ الصحفيين واحد تلو الأخر يطرحون بعض الاسئلة

الممله وأدم يجيبهم برحابة صدر ...

هتف أدم وهو ينهض من مكانه بعد ان انتهى المؤتمر قائلا بصوت قوي :

" دلوقتي خلصنا من القصة دي ، أحب أقولكم أن هتزوج عن قريب جدا من الأنسة عشق .. "

من جديد تسابقت العدسات توثق ذلك الخبر الذي لم يكن على البال أبدا ، لتلتقط العدسات نظرات آدم التي فاضت حبا وعشقا ناحية عشق التي كانت على وشك الإغماء من ذلك الموقف ....

غادر الصحفيون يحملون بجعبتهم الكثير من الأخبار التي ستتصدر قائمة الصحف في الصباح الباكر ...

هتف أحمد بتعب :

" الحمد لله ده انا كنت هختنق من رخامة الصحافة "

إبتسم أيهم بشدة وهو يقترب من عشق التي كانت تقف بجانب نور ليلتقط يدها برقة ويقبلها قائلا :

" مبروك يا عشق انتي تستاهلي كل خير "

تجمدت مكانها من الصدمة بعد فعلته تلك لتوجه نظرها ناحية آدم الذي وقف يطالعها بنظرات سعيدة

والغريب هنا انه لم يغار او يغضب من تصرف أيهم.... !!

هتفت نور مقاطعه بصوت منخفض :

" عن اذنكم أنا لازم أمشي علشان ماما وحدها

بالبيت "

هتف أحمد بسرعة :

" هوصلك "

ابتسمت له بامتنان ليغادرا سويا ، في حين همس أدم

باذان أيهم بتوعد :

" الله يخرب بيتك فضحتنا "
إبتسم أيهم له بخبث قائلا :

" وانت مالك اختي وانا حر .

خرج من المطار وهو يبتسم بخبث فأخيرا هو الآن ببلدها ويتنفس نفس الهواء التي تدخله إلى رأتيها

سار بخطوات متثاقله وهو يجر حقيبته خلفه بملل ويلتفت يمينا ويسارا يبحث عن سيارة أجره تقله لإحدى الفنادق حتى يرتاح قليلا قبل المواجهه ...

لفت نظره تلك الشاشه المعلقه على إحدى المحلات التجاريه ، سار بخطوات سريعة بعض الشيء وهو يرى حبيبته من خلف الشاشة ويبدو بأنها تغيرت كثيرا برفقة إحدى الرجال .

جحظت عينيه بصدمه وهو يستمع لرغبة ذلك الرجل بالزواج منها ، صك على أسنانه بتوعد وهو يهتف :

ده في أحلامك إنك تقدر تطول شعرة وحده منها .... دي ليا انا وبس

تعليقات