رواية إنذار بالحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم رباب حسين

 

 رواية إنذار بالحب الفصل الثامن عشر  بقلم رباب حسين

ألم تكرهيني؟... ألستِ أنتي من ذبحتني بهذه الكلمة؟ ولازلتُ ألملم بقايا قلبي واصبره على جرحك..... لازال عقلي يرفض هجرك له..... لازالت عيناي ترسم صورتك كخطوطٍ بيضاء في عتمتها..... أحاول أن أعتاد..... أن أقنع نفسي بأنكِ أحببتني حقًا ولكن خطئي من أبعدك عني...... ألوم نفسي فأنا المخطئ في حقكِ..... المذبوح في عشقكِ المتيم دون حدود..... من ألقى نفسه في التهلكة حسبي بإنكِ لن تعودي..... تمنيت الموت دونكِ ولكني نجوت.... فقدت نور عيني وأخبرت ذاتي بأنني أستحق هذا العقاب.... أستحق أن أُحرم من رؤيتك طوال حياتي.... هي ابتعدت عني ومن المحال رؤيتها وها قد تلقيت عقابي..... لماذا تعودين الآن؟!.... أتبكين بين ذراعيّ وتطلبي مني البقاء؟!.... أجئتِ لتضعيني بين الأختيار مجددًا؟ ءأرفض حبكِ وأنا من أتمنى وصلكِ أم أصبح هذا الأناني الذي يوافق أن يكون عبأ على حبيبته مستغلًا هذا الحب الذي أشعر به الآن منها..... أشعر بنبض قلبك بين ضلوعي..... لهيب أنفاسكِ الباكي يرتطم بصدري الذي تنفس فقط برائحة عطرك..... الآن أشعر أنني على قيد الحياة..... الآن عادت روحي إلى جسدي الفاني في عشقكِ..... كفى بكاءًا.... كفى عذابًا.... لم أعد أتحمل فجسدي يرغمني على ضمك إليه وصوت بكائكِ كطعاناتٍ ذابحة

خارت الحصون ورُفعت الأسباب.... استسلم لهذا العشق الذي أحيا به.... إسمحي لي بأن أكون هذا الأناني.... فأنتي من ملكتيني ولا أستطيع التحرر منكِ

ضمها يونس إليه..... فكيف يرفضها؟.... كيف يرفض من يحيا بحبها؟..... كيف يقاوم عبيرها الذي تخلل داخل ثنايا صدره الذي أثبت له أنه لم يكن يتنفس بدونها..... كان في حرب إتخاذ القرار ولكن تغلب قلبه وانسابت دمعة من عينيه وضمها إليه أكثر وقال بصوته الحنون : خلاص متعيطيش..... خلاص مش هسيبك بس كفاية بقى

ابتعدت عنه تنظر إلى وجهه ثم قالت : بجد؟!.... مش عايزني أمشي خلاص؟

يونس : إنتي قرري.... تفضلي معايا وأنا كده ولا تبعدي ومتشيليش همي وقرفي..... خدي قرارك براحتك وأيًا كان هو إيه إنتي عارفة إني عمري ما ازعل منك

ورد : إنت بجد بتسألني سؤال زي ده يا يونس؟!.... ده أنا كنت ميتة من غيرك..... ده الندم كسر روحي كل يوم وكل ساعة عشان كنت فاكرة إنك مت بسببي..... ده أنت لو راقد في السرير مبتتحركش ولا بتتكلم ويدوب نفس داخل وخارج بعد الشر يعني هفضل جنبك برده..... عشان وجودك جنبي هو الشئ الوحيد اللي يخيليني أعيش..... أنا معاك وعمري ما هسيبك أبدًا

اقتربت منه وقبلته ثم ابتعدت عنه وقالت : إنت وحشتني أوي

يونس : وإنتي كمان..... مفيش كلمة توصف أنا كنت عامل إزاى من غيرك

أمسكت يده وقالت تعالى بقى أقعد جنبي وفهمني إيه اللي حصل بالظبط وإزاي إنت عايش وفيه شهادة وفاة باسمك

جلس يونس وقص لها ما حدث

فلاش باك

كان الضابط باسم صديق يونس يقف وبجانبه اللواء شريف يتحدثان بخصوص القضية أمام يونس الممدد بالفراش الفاقد للوعي آثر العملية الجراحية الكبيرة التي أجراها بالمخ بعد سقوطه من هذا الإرتفاع وهناك عدة كسور داخل جسده أيضًا والجرح آثر الرصاصة التي تلقاها داخل صدره مما سبب في دخوله في غيبوبة فقال شريف : الحمد لله إنه عايش ديه معجزة

باسم في حزن : أنا قلت خلاص مش هيعيش

شريف : لسه ليه عمر..... بس اسمع بقى اللى هقولهولك ده وافهمه كويس

باسم : خير يا سيادة اللوا

شريف : العصابة اللي إتقبض عليها في العملية ليها علاقة بمفايا السلاح والمخدرات والناس اللي وقعت ديه هتجر الناس اللي برا بس فيه مشكلة.... يونس كده في خطر كبير جدًا هو وعيلته

باسم : هو ملوش حد أصلًا

شريف : طيب تمام كده أسهل بكتير..... يونس لازم يختفي لأن الصحافة عرفت بالموضوع إن هو اللي بلغ لأن وجوده في مسرح الجريمة ملوش مبرر غير ده ولو خرج من هنا قبل ما الأنتربول يقبض على الناس ديه برا فهما هيخلصو عليه

باسم : طيب حضرتك شايف إيه الصح اللي يتعمل دلوقتي؟

شريف : أنا بقول نعلن خبر وفاته ونعمل جنازة عسكرية ويتدفن قصاد الإعلام عشان نبعد عنه أي خطر وبالنسبة للمستشفى هنا هطلع قرار بوفاته وهيتنقل لجناح سري خاص من غير ملفات لحد ما يقوم بالسلامة

باسم : اللي تشوفه يا فندم.... تحت أمرك

شريف : ربنا يقومه بالسلامة

بعد ثلاث أسابيع إستعاد يونس وعيه وفتح عينيه ليجد المكان حوله مظلم فأخذ ينادي حتى يسمعه أي أحد فدخلت الممرضة وعندما رأت حالته طلبت الطبيب وتم عمل أشاعات على المخ وطلب منه أن يجري جراحة أخرى خارج البلاد وأخبره بما قررته وزارة الداخلية بخصوص إدعاء وفاته فطلب من الطبيب الإتصال بباسم وعندما جاء إليه أخبره بما حدث وطلب من يونس أن ينتظر حتى تنتهي القضية تمامًا وبعد فترة تم القبض على أفراد العصابة خارج البلاد وكان يونس قد غادر المشفى وقرر أن يستقر بهذا المنزل الجديد وكان باسم هو من يراعه ويبقى معه بالمنزل كلما سنحت له الفرصة وأحضر له كلب ليعاونه ويأنس وحدته وعندما أخبره بإنتهاء القضية وأن الوزارة ستلغي شهادة وفاته وتعيد له الأموال مرة أخرى رفض

باسم : ليه بس يا يونس؟ 

يونس : عشان أنا عايش أو ميت مش فارق مع حد..... ما أنت عارف أنا كده كده لوحدي

باسم : ما هي مراتك موجودة وخدت كل الورث

يونس : مراتي مش عايزاني أصلًا وكانت طالبة الطلاق قبل الحادثة ولو رجعت هاخد منها كل حاجة وأنا مش عايز كده.... ورد هي أكتر أنسانة أنا أذيتها في حياتي ومش عايز أظهر قدامها تاني

باسم : بس الدخلية لازم ترجع هويتك

يونس : ماشي يلغو شهادة الوفاة لكن الفلوس والشركة مش عايزهم

باسم : ديه حاجة ترجعلك إنت.... على العموم في أي وقت حبيت ترجع أملاكك تاني هتبقى سهلة

عودة من الفلاش باك

ورد : وإنت فاكر إن الشركة والفلوس تعوضني غيابك ولا هي اللي كانت هتعتذر عن اللي عملته؟ 

يونس : أنا مهما عملت عمري ما هعرف أكفر عن غلطي في حقك.... أنا لما شفتك أول مرة صحيتي كل وجعي من تاني وبعد كده فهمت ورجعت عن تفكيري وقلت إنك مش هي وملكيش ذنب أعاملك وحش بس لما عرفت إنك طليقة مازن مكنتش شايف حاجة قدامي غير جرحي منه ومنها..... أنا غلطت في حقك بس أنا حبيتك يا ورد بجد

ورد : هششش..... خلاص مش هنتكلم في القديم تاني.... أنا أهم حاجة عندي إنك معايا وقدامي دلوقتي..... إنت مش متخيل أنا فرحانة أد إيه

وضعت رأسها على صدره فضمها يونس إليه ثم ابتسمت وقالت : أنا عندي ليك مفاجأة صغيرة كده

يونس : خير يا حبيبتي

أمسكت يده ووضعتها على بطنها وقالت : يونس الصغير هنا

لم يصدق يونس ما سمع فقال في صدمة : يونس الصغير؟!..... إنتي.... إنتي حامل يا ورد؟ 

ورد : شفت بقى.... لو كنت فضلت هنا مكنتش هتشيل ابنك بإيدك..... لولا موضوع الميزانية والفلوس اللي سحبتها عشان تشتري البيت ده مكنتش هعرف مكانك..... ربنا جمعنا تاني يا يونس

ظهر الحزن على وجهه وقال : بس مش هعرف أشوفه..... مش كفاية إني اتحرمت أشوف وشك كمان مش هشوف إبني

ورد : لا عشان خاطري متزعلش.... إنت مش قلت إن فيه عملية تانية؟ 

يونس : مش عايز أعملها عشان نسبة نجاحها ضعيف

ورد : لا لو النسبة حتى ١٪ هنعملها..... طول ما فيه أمل هنمشي وراه..... عشان تخف وترجع زي الأول ونربي إبننا سوا

يونس : أنا بحبك أوي يا ورد..... إنتي أحلى حاجة حصلتلي في حياتي

ورد : وأنا كمان بحبك أوي.... صحيح إستنى أبلغهم إنك عايش.... ده هيطيرو من الفرحة

اتصلت ورد بندى وطلبت منها المجئ مع وسام ثم اتصلت بتيم وطلبت منه أن يحضر غرام معه وبعد وقت وصلا عند المنزل وطرق وسام الباب ففتحت ورد وهي تبتسم بكل سعادة وأدخلتهما وانتظرت حتى يأتي تيم وغرام وعندما حضرا طلبت منهم أن ينتظرون قليلًا ثم ذهبت لتحضر يونس أمامهم وهي تمسك بيده لترشده إلى مكانهم.... ركض إليه وسام وهو يبكي في سعادة وحضنه وقال : إنت عايش..... إزاي عايش يا يونس؟

ابتسم يونس وقال : زي ما أنت عايش أهوه شفت

ثم اقترب منه تيم واحتصنه أيضًا أما ندى فبكت واحتضنت ورد وقالت : الحمد لله إنك عايش.... إنت مش عارف ورد كانت عاملة إزاي..... قلبنا كان بيتقطع عليها

أحكم يونس قبضته على يد ورد وكأنه يطمئنها أنه معها الآن ثم قالت غرام وهي تبكي : هو أنا ممكن أحضنك يا أونكل

يونس : طبعًا يا حبيبتي تعالي

احتضنته غرام وقال لها يونس : أنا أسف يا ولاد على اللي عملته.... مكنتش عايز أعمل في مازن كده.... مع إني كنت عارف من بدري موضوع المخدرات ده بس منعت نفسي إني أبلغ عشانكم إنتو بس هو اللي مكنش سايبني في حالي

تيم : إنت مغلطش في حاجة.... بابا اللي غلط وبيدفع تمن غلطته.... بابا خسر كل حاجة لما ماما بعدت عنه وراح اتجوز الست اللي خانها معاها وأهي دلوقتي بتجري في المحاكم عشان تطلق منه بعد ما خرجت من الجوازة إيد ورا وإيد قدام

ورد : ملناش دعوى بيها يا تيم

تيم : هي الصراحة تستاهل يا ماما ده رد القلم اللي خدتيه منها قدام الناس وبابا وقف يتفرج عليها..... ربنا جابلك حقك منهم ولولا حضرتك كانو هيفضلو يدوسو على كرامة ماما

يونس : محدش يقدر يدوس على طرف ورد طول ما أنا عايش

وسام في توتر : طيب معلش بقى سؤال رخم..... هو عينيك فيه أمل في العلاج ولا لا؟

ورد : فيه..... وهنبدأ من بكره رحلة العلاج

كان ريكس يلعب أمام يونس ويركض في سعادة فقالت ورد وهي تضحك : شفتو ريكس عسل أوي

اقتربو منه ولعبو معه فقال يونس : شكله كان زهقان عشان عايش معايا لوحده.... صح يا ريكس

تركهم ريكس وركض إليه يحتضنه فقالت ورد : عايزين ناخده على بيته الجديد ولا صاحب ريكس هيفضل عايش لوحده

يونس : لما صاحبة البيت تعزمني هاجي

ورد : إنت صاحب البيت هتفضل صاحبه طول العمر..... من بكرة هنلغي حكم إعلام الوراثة والناس كلها هتعرف إن يونس المفتي لسة عايش

وسام : طيب بالمناسبة السعيدة ديه وبما إن خلاص مفيش حاجة تخلينا نأجل الجواز أكتر من كده فا فرحي أنا وندى بعد أسبوع

ضربته ندى في كتفه وقالت : مبنقولش كده

يونس : يااااه ده أنا كنت صابر بالعافية يا راجل

وسام : اه الصراحة يا يونس..... يا عم قول من بدري إنك عايش بدل الذل ده..... ده أنا ما صدقت الحجة وافقت

ضحكو جميعًا وقالت ندى : مفيش فايدة فيك بجد

وسام : عادي إنتي بتحبيني بأي شكل مش هتضايقي من كلامي خلاص

غرام في توتر : طيب أنا كمان كان عندي حاجة عايزة أقولها.... عدي كان طلب مني يجي يقابلك يا ماما

تيم : وهو مستني إيه كل ده؟

غرام : أنا اللي منعته بصراحة لحد ما ماما تهدى وحالتها تتحسن

ورد : يلا خليه يجي.... خلي الفرح يرجع حياتنا من تاني..... من هنا ورايح مفيش حزن ولا زعل

عاد يونس معهم إلى المنزل وتناولو العشاء معًا ثم صعدو إلى غرفهم.... دخل يونس من الباب وقال : ياااااه.... حاسس إني شايف الأوضة بجد..... البيت كان واحشني أوي

اقتربت منه ورد وقالت : وأنا صاحب البيت واحشني أوي

وضعت يدها على قميصه لتنزعه فأمسك يونس يدها وقال : بتعملي إيه؟

ورد : وحشتني يا يونس.... هو أنا موحشتكش؟

يونس : وحشتيني أكيد..... بس أنا....

ورد : إنت إيه يا حبيبي؟

هربت دمعة من عينيه وقال : أنا مش شايف يا ورد..... مش شايفك.... وإنتي وحشاني أوي

أمسكت ورد يده وقالت في حزن عليه : أنا عينيك اللي بتشوف بيها يا حبيبي.... متزعلش عشان خاطري.... إن شاء الله هتخف وترجع زي الأول

ثم وضعت يده على وجهها وقالت : وشي أهوه.... شفني بقلبك يا يونس

تحسس يونس وجهها بيده ثم قال : وحشتيني أوي.... وحشني كل حاجة فيكي.... المرة ديه مش هسمحلك تهربي مني تاني

ورد : المرة ديه لو حتى أنت طلقتني هفضل قاعدة على قلبك برده.... خلاص حرمت وعرفت إني من غيرك الموت أهون عليا

يونس : بعد الشر عليكي يا حبيبتي

ضمها إليه وقد عادت إليه الحياة بين أحضانها.... من يحب لا يرحل ولو كان بالحب نار فبعد الحبيب لهيب لا ينطفأ

بدأ يونس رحلة العلاج وبعد إتمام زواج وسام وندى وخطبة غرام وعدي سافر يونس وورد إلى الخارج ليقوم بعمل العملية الجراحية.... 

بعد شهر

تقف ورد بجوار يونس الذي يجلس أمام الطبيب ينزع عنه رباط عينه ليرى نتيجة العملية.... كان التوتر والترقب سيدان الموقف حتى تم نزع الغطاء نهائيًا وفتح يونس عينيه ببطئ ليرى الضوء يتخلل إلى عينيه مرة أخرى وها هي تقف أمامه ورأي وجهها..... عادت شمس حياتي تنير عتمة الوحدة.... فقد أهداني الله بكِ بعد أن مضيت عمري وحيدًا أعتصر الهم داخل قلبي وسيف الخيانة لازال يؤلم قلبي الحزين..... جئتِ لتنفضي الحزن عني..... لتعطيني الأمل بالحياة وأعيش بين يديكِ قصة عشق خالدة..... أنرتي حياتي بحبك والآن تنيري عيني برؤياكي..... حاربتِ معي.... ظللتِ بجواري لتعطيني الأمل... رفضتِ مرضي.... نفيتِ حزني ودفنتِ يأسي وتعلمت على يديكِ معنى الحياة

وقف أمامها واقترب منها وهي تبكي في سعادة ثم نظر إلى عينيها وقال : يا أحلى من رأت عيني..... نورك هو الأمل اللي رجعلي بصري.... ربنا بعتك ليا عشان هدية من السما ورد أجمل بستان.... مش بس علمتيني الحب على إيدك من تاني وصحيتي قلبي اللي كان ميت ده وكمان فضلتي جنبي عشان يرجع نظري ليا..... رديتي ليا روحي وحياتي ومهما أفضل أقولك أنا بحبك أد إيه مش هقدر أوصف مشاعري ليكي..... ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وأقدر أسعدك وأعوضك عن كل حاجة وحشة حصلتلك في حياتي

ورد : إنت اللي ربنا بعتك ليا عشان أتعلم معنى الحب على أيدك وأعرف طعم جديد للحياة..... من دلوقتي مبقاش فيه حزن ولا زعل ولا ألم ونرجع نبدأ حياتنا من الأول وننسى كل حاجة حصلت وإحنا ولاد النهاردة

مهما طال الإنتظار فلابد من زوال الهم بالأخير ومهم شد الإبتلاء فرحمة الله تنزل علينا بالنهاية


تمت بحمد الله🥺

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1