رواية منيفة الفصل التاسع عشر بقلم فاطمه النعيمي
نهايات
قال الغدار بذل الأهانة ويأس النجاة
- هسع اني راح اسولفلك كلشي
مابعد يفيد شي
وعيشتي ذل وقهر والموت ليا مچبة ذهب
آني اريد اموت
لهل سبب راح احچيلك كلشي مثلما صار
وشيصير خلي يصير
بذاك اليوم
وصلت بيت أبو مهند
ودگيت الباب واني مسوي روحي چثير متوجل
طلعت الصانعة عليا
گلتلها صيحيلي محمد بيگ
لمن جا گلي ها خالد خير
گلتلو
يابيگ حجي صادق طلع من گبل الضهر ولي هسع مارجع
ولمن طلع وصاني أمر عليك
بلچي ادز وحدة من الصانعات العدكم تروح تنظف البيت وتسويلو أچل
وآني اشوف هو چثير تأخر واخاف يرجع والصانعة مو موجودة
وبعدين يزعل عليا
گلي أبو مهند طلع مشي لو ركب سيارتو
كلتلو
لابالله راح مشي مثل كل مرة انت تعرفو قليل يروح بسيارتو
شال عصاتو بيد ومسباحو بيد وطلع مشي ووصاني امر عليكم
وجا علينا رجل ينشد عليه بعد الضهر
وكلتلو
الحجي طلع
گلي اشلون طلع مو هو منطيني موعد
گلتلو والله يخوي مدري
سألني أبو منهد وهو خايف منو هالرجل
آني اعرف هو الصايغ
بس آني ماگلتلو هالشي
گلتلو والله يا بيگ مدري
بس هو رجل گصير اصلع وعيونو زرگ
وهاي ماچانت مواصفات الصايغ
الصايغ طويل وعندو شعر وعيونو سود
بس ردت ازرع عدهم شك
وصحيح آني ماچانت عندي هيچ فكرة
بس لمن سألني أبو مهند وهو خايف جت ابالي
اگول هشكل
گلت اخاف احد يلح عليا بالسؤال
حتى يكون اني مدينهم سالفة(1)
المهم أبو مهند گلي
عجيب منو هالرجل
اخاف تأخر الرجل عليه
وگام هو راح عليه زين ماعرفت شسمو
گلتلو
يابيگ نحنا دايما ننسأل ومانسأل احد على شي
هز راسو محمد بيگ وگال
مادام الحجي ما بالبيت ما أكدر ادز الصانعة واذا رجع من هين لي باجر الصبح
تعال بلغني
بس اذا مارجع لي باچر الصبح اطلع ادور عليه
زين باب الگصر مفتوح لو مسدود
گلتلو هو الباب مسدود بس مدري اذا مگفل أو لا
نحنا يابيگ مانصل الگصر أبد
كواكب خانم علمتنا من اول ما جينا للمزرعة انو مانفوت الا اذا احد نادانا
گلي زين انت بوحدك لو شعبان معاك
گلتلو شعبان معايا
گلي زين
ياخالد أنت ارجع للمزرعة ولاتعوفون القصر
وتنامون بغرفكم
نامو گدام باب القصر
حتى اذا رجع الحجي تدري بيه وتجي تبلغني باچر
انو رجع حتى اجي اجيب الصانعة وامر اسلم عليه وأسالو وين چان
رجعت گلتلو
ترى هو چثير نوبات يروح مشي ويضل لي وكت النومة وواحد من ربعو يوصلو بالسيارة
رد أبو منهد وگلي اي هو مايريد السيارة
يگول تصگطني واني هشكل اضل بصحتي
وجيت دا أمشي
التفتت على أبو مهند وگلتلو
يابيگ بلچي تنطوني شوية خبز
عبن كل يوم حجي صادق يدز الصانعة تجيبلنا خبز
بس اليوم كل النهار آني وشعبان بليا خبز
گلي اصبر
ودخل للبيت وجابلي خبز وتمن ودجاج حاطهن بجدرية وانطاني هنا
ومعاهن سفرطاس بيه مرگ وجبن ولبن
وگلي مثلما وصيتك
أنت وشعبان
لاتروحون لغرفكم نامو كدام باب القصر
كلتلو اكيد يابيگ لاتشيل هم
ورجعت عالمزرعة امشي والدنيا بلشت تظلم
وضليت اتاني الما صارت الدنيا ليل
نزلت بساع على مكان الجثة
طلعت خنجري وبعجت بطنو وصدرو بمكانين ثلاثة
حتى أذا غرگت الجثة بالفرا=النهر.. ماطوف أذا انتفخت
ماسويت هالشي الا صار أكثر ست ساعات من لما مات
ردت دمو يجمد بعروگو
حتى اذا بعجتو مايطلع منو نگطة دم
فرشت الحصير وحطيتو بنص الحصير
وجبت حجارات چبيرة وصفيتهن حوالي چثتو
ولفيت الحصير عليه هو والحجار زين
ولفيتو بالحبال لف وشد لف وشد
الا ما ضل منو شي يبين وجبت حجرتين كبار حطيتهن بالزنابيل ووديتهن عالبلم وخليت معاهن حبال
ورجعت عالجثة سحبتها
من كثر الحجر الي بيها ما گدرت اشيلو ضليت اسحبو سحب
الا گلبت الجثة بالبلم
ورگيت =ركبت ....بالبلم وضليت اجدف مع الشاطي
الا وصلت آخر بستان الزيتون يم التلال هناك المكان غميييج حيل وهم صاير لوفة المي مايمشي هناك
خفت اذا ارميه بنص الفرا
المي يسحبو ويطلع بغير مكان كمت ربطت الزنابيل واحد من يم راسو والاخ من يم رجليه ونزلتو بالمي هيدي هيدي ونزل وراح وصفى عليه المي
بذيچ النگرة
الي المي يصير بيها صوارة =دوامة
رجعت واول ما وصلت المرسى غسلت البلم كلو الا ماخليت بيه شي خفت يكون طفر شي ويبين بالبلم
وأول ما طلعت من المي بعدما سبحت ونظفت نفسي زين
وأشگد چان المي بارد
بس آني ماحسيت بالبرد
چان جسمي مثل النار
گعدت ارتاح شوية وحسيت بالجوع
رحت وصعدت وگعدت جدام الگصر وطلعت الأچل الي جبتو معايا من بيت محمد بيگ
وگعدت آكل
وارتب بعگلي
كل سؤال اشلون راح اجاوب عليه
ومحضر نفسي اذا احد تهمني بشي
وماچان شاغل بالي غير الصايغ
الي راح يجي باچر العصر
ورا العشا
رحت على غرف العمال وجبت فراشي وفراش شعبان بعربانة الجحش وفرشت جدام باب الگصر ونمت
گعدت ثاني يوم مع شگت الضو
وركبت البغل ورحت لمكان الجثة اشوف اخاف طايفة او طالعة من جوا المي
رحت وشفت كلشي ماكو ولا أكو اي أثر
رجعت على مكان الدرچ فتشت المكان اخاف نگطة دم واكعة او شي
وماشفت شي
نزلت عالمرسى وتفگدت البلم اخاف بيه شي
واگع
كلشي ماجان اكو ابدا
افتريت بالمكان كلشي ماكو ابدا
رجعت عالبلم ووصختو بالتراب والحشيش
خفت احد ايشوف البلم نظيف ويشك
خليتو مثل كل يوم
ورجعت
حطيت علف للدواب الجحاش والبغل
ولميت الأچل تذكرت انو آني لازم اروح اجيب خاشوگة لشعبان واحطها بالجدر
أخاف احد يجي ويشوف خاشوكة وحدة
رحت وجبت الخاشوكة ووصختها وخليتها بالجدر
الگصد يا حضرة النقيب
آني چنت حاسب حساب اقل شي وأبسط شي
وهالشي خلاني بالأمان
وركبت البغل ورحت لبيت محمد بيگ
دكيت عليهم الباب
وأول ماشافني محمد بيگ
گلي ما جا الحجي؟
كلتلو لا والله
وكف وصفن گال وين راح؟
كلتلو والله يابيگ مدري
وآني يابيگ مدري ليش گلبي خايف
هاي أول نوبة يسويها الحجي ويبات خارج البيت
عبن أبد مايبات خارج الگصر
رد علي محمد بيگ
گلي لا لا مو أول نوبة
گبل چم سنة ورا موتت حرمتو بكم شهر
هم طلع هيچ طلعة
وضلينا ندور عليه آني من جهة
وبرهان من جهة
يومين وأحنا ندور
وتالي جا لما سألناه
طلع رايح لجرية حليلة
رديت آني وگلت
بس آني صارلي سنين هينا اشعجب آني ماسامع بهل سالفة
رد عليا محمد بيگ وگلي
يجوز چنت عند أهلك
وهم ذيچ النوبة چان هو وبرهان متلاوصين
برهان راح على بيت اهل حرمتو زعل من أبوه
وثاني يوم الصبح گعدت كواكب ومالگت أبوها
وجت عليا گلتلها اطلع ادور عليه
بوكتها حت برهان چان زعلان مني
ويجوز هم زعلان من برهان
عبن هو وعمتي صباح مايتحاجون
گلتلو اي نعم ادري بهل سالفة
مثنى رجل صانعتهم سولفلي
رد عليا أبو مهند وگال
روح ارجع للگصر واني هسع ابدل وانزل للبلد ادور عليه عند ربعو اخاف احد منهم مريض وبات عندو
اخاف صاير مشكلة بسيف الحنطة لو بمخازن الصوف
اروح ادور عليه بكل مكان
رجعت وركبت البغل
وحلفت محمد بيگ اول مايلگي خبر عن حجي صادق يجي ويبلغني عبن فكري مثل النار ==مشغول بالي...عليه
ورجعت للمزرعة وبلشت اشتغل
بالبستان
انگل درچ واحط بالحفر الي حفرناهن آني وشعبان
گبل اسبوع
اريد اذا جا شعبان ايشوفني مشتغل
يعني يشوف نگر الاشجار كلها مليانة درچ
چنت اشتغل بساع
اركض ركض
للضحى جا شعبان
گعدت معاه وسولفتلو كلي الي صار
مو الي سويتو بحجي صادق لاااااا
سولفتلو ايمت طلع حجي صادق
واشلون رحت لبيت محمد بيگ واشلون نمت جدام الگصر وفراشي لسع مفروش هناك
وأچلي
وگلت لشعبان حت فراشك جبتو وفرشتو يمي
حتى اذا احد جا يشوف فراشك ومايعرف انك ماچنت هينا
حت خاشوكتك جبتها وحطيتها بالجدرية
گلي عفية اخوي الله يحفظك ويخليك ليا
انت اخوي وسندي
كلتلو عاد اي شي احچيه اني انت بس ايدني حتى محد يحس عليك انك ما چنت هينا
ونحنا كملنا شغلنا ضلينا نشتغل للضهر
شفت سيارة محمد بيگ
جاية من بعيد ركضت وجيت عليه
گلتلو
ها بشر
چان وجه محمد بيگ يخوف
چان خايف متوجل محتار.گلي
دورت عليه بكل مكان وسألت عليه
كل شخص يعرفو حتى ربعو كلهم بلشو يدورون عليه
ومالوا أي اثر كلهم يگولون
ماجا علينا
وجيت گلت بلكي يكون رجع
گلت لمحمد بيگ هسع اشراح نسوي
گلي والله مدري بهل حچي
جا شعبان وصلنا وسلم ووگف يسمع
تالي محمد بيگ
گلي اريد افوت ادور عليه بالگصر
اخاف جا وفات وانت ماشفتو ويجوز واگع
وصاير عليه شي جوا بالگصر
گلتلو يابيگ الگصر جدامگ
بس اني شغلي كلو شوفة عينك بهل گاع صارلنا اسبوعين نشتغل بيها يعني ماغبت عن المكان لو دقيقة
وأذا اروح اجيب درچ هذا شعبان يشتغل هينا
وانداريت على شعبان گلتلو
انت عفت المكان
گلي ابد والله هذا مكان شغلي
رديت گلتلو يعني بزون مايكدر يعبر من جدامنا
گال محمد بيگ ميخالف اروح ادور عليه داخل القصر بلكي صاير بيه شي
وراح محمد بيگ عالگصر
وفات ودور بكل مكان
نحنا ضلينا واگفين برا
طلع گال كلشي بمكانو البيت نظيف ومابيه اي أثر
والله آني معرف اش اسوي
اخاف اروح اسوي اي شي ويطلع مثل ذيچ النوبة رايح على جرية حليلة
ونحنا هينا گلبنا الدنيا عليه
وتالي رجع ورزلنا كلنا
يگلي ليش آني جاهل حتى ادورون عليا مو عيب عليكم
طالعين تسالون عليا الرايح والجاي
وهسع اني والله معرف أش اسوي
گلتلو ميخالف نصبر يومين انوب اذا مابين
عود نروح ندور عليه
گلي وهو متعصب وخايف وضايج
وين ندور عليه اني اليوم افتريت السوگ كلو وماضل احد وماسألتو
كل وكلاء شغلهم سالتهم عليه
وكلهم كالو ما شفناه
آني خايف لايكون مثل هالناس.....
وسكت
عرفت يريد يگول مثل هالناس الي انذبحت
وانطمرت ومحد عرف عنهم شي
رجع فات للگصر وطلع مفاتيح وقفل ابواب الگصر كلهن واخذ المفاتيح وگلي ايمت مايرجع حت لو بنص الليل تجي تبلغني حتى انطيك المفاتيح
وركب سيارتو وراح
ثاني يوم ركبت البغل ورحت على محمد بيگ وگلتلو
ماكو خبر عن حجي صادق؟
گلي لا والله
والمصيبة اخاف ادز خبر لبرهان حتى يرجع
وبعدين يرجع الحجي
واتورط بسوالف برهان الي ماراح يسكت
بس بكل الاحوال اني انتظر لي باچر اذا
مارجع الحجي اني لازم ابلغ برهان
وگفت شوية وگلت
يابيگ والله مستحي اگلگ على شي
گلي گول لاتستحي
گلت
يابيگ اني صارلي يجي عشرين يوم ما واصل اهلي
عبن حرمة شعبان تمرضت
وانجبر يروح ذاك الاسبوع واخذ دوري واني اعرف مايصير اعوف المزرعة بهيچ وضع
بس آني اريد اروح بس اوصل فلوس لأهلي
وارجع ماراح اضل اسبوع مثل كل مرة
بس آني معرف اش صار بعيالي وحرمتي
هاي يجي ٢٠ يوم آني ما وصلتهم والمفروض چان اروح من البارحة
فأذا تسمحلي حتى اروح
گلي انت روح وخلي شعبان يضل عبن ماكو احد يضل بالمزرعة
وصي شعبان اذا يحتاج اچل يجي ياخذ من هينا الما نشوف تالي هالسالفة
ورجعت للمزرعة واول ما وصلت
طلبت من شعبان يروح يجيب عليجة غراضي حتى اروح لهلي
أول ما مشى وراح لغرف العمال اني ركضت على مكان الصرار والفلوس وحفرت بسرعة وطلعتهن وحطيتهن بجيب شرولي ووگفت اتاني شعبان جابلي العليجة
اخذتها ووصيتو
كتلو محمد بيگ يگول اذا احتاجيت اي شي
روح عليه وأذا رجع صادق بيك وسأل عليا كلو صار وكت اجازتو وماراح يطول آني أن شاء الله عگب باجر ارجع
وهم كلو خالد راح لأبو مهند وكلو عالمود الصانعة
وأبو مهند كال بس يرجع الحجي اني اجيبها وأجي اسال عليه
اني جنت اتصرف مثل أبو منهد بالضبط
وطلعت وصلت الكراج
وركبت بسيارة حمد
چانت سيارتو مليانة
وماكو مكان رحت وگعدت عالتاير
بأخير الباص
ومشت السيارة شوية يجي دقيقتين
وسمعت صوت سيارات الشرطة تلحگ سيارتنا
وسمعت ناس تصيح على سايق الباص
يگلولو أگف أگف
آني گلبي وگع برجليا
تلفتت حواليا معرف اش اسوي
اريد ازت الصرار هذا بيه بلية
اذا انگضبت وهو معايا اني راح اروح بيها
گمت طلعتو وشفت خسفة بالبطانة راسا دحستو =حشرته
بالخفسة سمعتو وگع بداخل البطانة وضليت واگف دشوف شتريد الشرطة
تالي بس لحظات
وعبرتنا السيارت وراحت
گعدت عالتاير وتنفست حسيت نفسي
چنت ناسي اتنفس
رجعت احاول اطلع الصرار
ما كدرت خفت احد ينتبه عليا
گلت خليه هسع وعود اشوف اشلون اطلعو
وصلت اهلي وانطيتهم الفلوس
ورجعت ثاني يوم للمزرعة
لمن وصلت لكيت الدنيا مگلوبة
برهان بيگ راجع والشرطة مالية المزرعة
وضليت حضرتك تسأل وتسأل
وتالي الكل سكتو عگبها يجي اسبوعين
طلبت من برهان اروح لهلي وگلي روح
وأول ما وصلت الجرية
بلشت افكر اشلون ارجع الصرار
جت ابالي فكرة
بذيچ الليلة
ركبت البغل ورحت لجرية الطويلة
وربطت البغل بطارف الجرية وجيت عالباص وفتت بيه والچلب ضل ينبح الا حس عليا حمد
انهزمت ثاني يوم جيت
لكيتو هاد الحايط ومفوت الباص بالبيت
فتت چنت جايب معايا لحم مسموم
رميتو للچلب حتى مايفضحني
وفتت عالباص أول ما فتت بيه
حس عليا حمد وراح جاب القرمة وضربني
وحطمني هشكل
وخسرت صحتي وخسرت الجواهر والذهب
وراها دزيت ابني حتى اشتري الباص
هم ماگبل يبيعو
وما كدرت ابد ارجع الصرار
بعدين جا شعبان جايبلي فلوس من برهان بيگ
لمن عرف اني تحطمت
وهاي السالفة من اولها لتاليها
قال له النقيب
-چثير ناس انذبحت ومحد عرف الذباح
لكن حجي صادق
چان رجل صادق ورجل ماشي عدل
والله سبحانه ماضيع دمو هدر
وراح تلخذ جزاك على هذا الغدر
أدمي اكرمك واحسن عليك
وتالي تسوي بيه الي عدو مايسويه بعدو
چثير اعداء لمن يشوفون عدوهم يقدم لهم خير
يگف الخير بعينو
بس أنت عينك نظيفة=خالية من الحياء
اودع خالد في السجن
بأنتظار المحاكمة
وارسل النقيب الى الصائغ
حين ساله النقيب
-حضرتك صايغ هاي العيلة من سنين اشلون وليش سكتت وما حچيت عن موعدك مع حجي صادق
أنت لو بس جاي ومبلغنا بالي صار
چان عرفنا أكو ياقوت مسروق وجان صار عدنا راس خيط
سكوتك خلانا ندور ونفتر ونفتش ونسأل ونحقق
ونحنا ماعدنا أي مفتاح للقضية
ولا عدنا دليل
قال الصائغ بخجل
-والله ياسيادة النقيب
انا لما رحتو ومالقيتو الحجي
قلتو للفلاح الي عندو اجي غدا العصر
لكن انا الضحى سمعتو من جماعة بالسوق
انو حجي صادق مفقود
وانو أبو مهند جاي يدور علينو
بصراحة بذاك الوقت كان الوضع يخوف
فسكتو ماجبتو طاري لولا واحد
خفتو كثير خفتو لا انتهم انا بينو
ودعيت رب العالمين انو الفلاح مايجب طاريي
وضليتو يومين احاول بس أتذكر
هو انا شفت الفلاح قبل هذا اليوم لو لا
وهو الفلاح يعرفني لو لا
وأش قلي وأش قتولو
بعدين تذكرتو انو اصلا لاشفتونو ولا هو شافني
غير بالطريق وأصلا ماكنت اعرف انو هو
عرف انا صايغ العيلة
انا يكل حياتي مرتين بس واصل المزرعة قبل هاي المرة الاخيرة
لأن الحجي قبلها جاي عالمحل وماكنتو موجود
وقال لأبني اذا جا ابوك خلي يمر عليا عالمزرعة عندي شغل معاه
وانا رحتو عليه وقلي يغيد يعمل قليدي لبنتو
وطلب مني تصاميم حتى يختار ويحد منم
وقتولو انا بعد غدا العصر اجي وأجيب التصاميم واستلم الياقوت والذهب وابدي اشتغل
لما رحتو غشعت الفلاح بالطريق بين مزرعتهم ومزرعة ابو مهند وقلي انو الحجي طلع وطلب مني اشيلو بطريقي
وشلتونو ونزل يم مزرعة ابو مهند وهو دخل للمزرعة وانا كملتو طريقي
وثاني يوم سمعتو بالقصة مثلما قتولك
حمدت ربي وسكتو
انا ياسيادة النقيب
رجل عندي مال
وبس دفوت جوا ماغيح اطلع
الا دنتشفط مني كل ثروتي
وانت تعرف اشون كان وضع الموصل وقتا
فقلتو
اش ليا علاقة بالموضوع
أنا لا داعي ولا مندعي
لا أطلبو للرجل ولا يطلبني
هو لو كن طعاني الياقوت والذهب
وكن بديتو اشتغل
كان دجي واطعيهم القليدي
بس مادام كشي ما صاغ
((( أنا اشعليا )))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم الثاني
عصرا جاء صبحي الى بيت منيفة
وطرق الباب خرج حاتم اليه وادخله لغرفة الضيوف
وجائت منيفة وسلمت عليه
كان صبحي مطرقا براسه
سالته منيفة
-اشبيك صبحي
قال
-والله مدري اشلون اگلچ هالخبر
بس أنتي ادمية مؤمنة وتعرفين كل أنسان له أجل
اصفر وجه منيفة وقالت بخوف
-بس لا أمي دخيلگ لاتگولها
قال صبحي
-اي والله أمچ الله يرحمها ويغفر لها
البقية بحياتچ أم عبدالله
نهض حاتم وامسك منيفة التي انطلقت
تضرب صدرها ووجهها وصرخت
بكل حرارة الخوف من الفراق الأبدي
وهي تردد
-يمة ييمة اويلي عليج ييمة عفتيني ورحتي
امسكها حاتم واحتضنها وهو يبكي
اخيرا استطاع حاتم ان يبكي أمه
مع شخص يحب تلك الام
كما هو يحبها هو
وجلس الاثنان
امام بعضهما يبكيان تلك الام الحنونة
التي رحلت بصمت
((حِينَ تُهَاجِمُكَ الْأَحْزَانُ
تَبْحَثُ عَنْ قُلُوبٍ حَنُونَةٍ
تُخْتَبَأُ فِيهَا لِتَشْعُرَ بِالْأَمَانِ
تَصْرُخُ مُسْتَنْجِدًا بِهِمْ مِنْ وَجَعِ الْفِرَاقِ
ذَاكَ الْوَجَعُ الَّذِي غَرَزَ مَخَالِبَهُ فِي
قَلْبِكَ يُحَاوِلُ انْتِزَاعَهُ مِنْكَ
وَأَنْتَ تُحَاوِلُ فِي ضَجِيجِ الْأَلَمِ
احْتِوَاءَ الصُّوَرِ الْهَارِبَةِ لِلْفَقِيدِ
لَا تُصَدِّقُ مَا حَصَلَ تَضْرِبُ نَفْسَكَ
لِتُوقِظَهَا مِنْ ذَلِكَ الْكُابُوسِ
تُمَزِّقُ جِلْدَكَ لِتُخَفِّفَ وَجَعَ الْقَلْبِ
تُرِيدُ بِكُلِّ قُوَّتِكَ **أَنْ تُخَبِّئَ** فَقِيدَكَ
فِي قَلْبِكَ لِتَمْنَعَ أَيَادِيَ الْمَوْتِ
انْتِزَاعَهُ مِنْكَ
وَلَكِنْ......
سَتَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ الْحَرْبِ
خَاسِرًا مُحَطَّمًا مَهْمَا حَاوَلْتَ النَّجَاةَ))
كانت منيفة تبكي وتضرب نفسها
جائت ام عدنان تركض بعد أن ابلغها
حازم
واجتمع عليها الجيران
اقامت منيفة مجلس عزاء في بيتها
ولأول مرة يزورها كل الجيران من النساء والرجال
وكما هو الحال دائما وأبدا
يولد الحزن كبيرا ثم يصغر
لكن منيفة وحاتم
سيبقيان دوما
يبحثان عن وجه تلك الأم
بين الوجوه ويتلمسان دفء
قلبها كلما مرت ذكراها في خاطرهما
فالأنسان حين يموت تعيش اعماله الطيبة
خالدة في قلوب من عرفوه
وبعد يومين
خرج عدنان من المستشفى
وبعده باسبوع خرج عبدالله
خفف خروج عبدالله الكثير من حزن منيفة
ثم تلى ذلك
شعورها بالدوار الذي اعلمها انها حامل
فرحت كثيرا بحملها هذا
فهي أم حنون احبت ابناء ذلك الزوج المجرم الذي اعدم عشرين عاما من عمرها
فكيف اذا انجبت من حبيب عمرها كله
أما حاتم الذي لم يكن يعرف كيف يعبر عن فرحته
وأنه اخيرا سيصبح أب
كان في كل لحظة يحمد الله
واستطاع فعلا ان يحتوي حازم الذي بدأ يشعر
بسعادة أمه فأستقبل مراهقته بجد وانتصارات متتالية
فحازم رغم شراسته
كان يحب امه حبا لايشبه احدا فيه
كان يرى أن أمه شمس حياته
التي دافعت عنه وعن اخوته بدمها وعمرها
ولم يحصل في حياة منيفة أبدا أي موقف بينها وبين ابنائها
لقد اكرمها الله ان جنب ابنائها تلك الصفات التي كان يتصف بها زيدان وأهله
بعد مدة من هذه الاحداث
وصلت اخبار قصة مقتل حجي صادق
بالكامل عن طريق محمد بيگ أبو مهند لمنيفة
ثم حضروا جميعا محاكمة ذلك الغدار الخائن
الذي خان الخبز والملح
حين تم الحكم عليه بالاعدام شنقا لجسامة جريمته
لم يبدي الغدار أي رد فعل
كأنه كان يستمع لخبر لايعنيه
لكن...
لم ينفذ حكم الاعدام
لانه توفي في السجن بعد
معاناة طويلة من الأهمال المتعمد
كان السجناء يسبونه وكانوا يسمونة
الغدار وقد نسي الناس أسمه الحقيقي
حين توفي استلم ابنه سعيد جثته
ورفض اهل القرية دفنه في مقبرة القرية
لبشاعة جريمته
فأخذه ابنه ودفنه في الجبل
فبعد التحقيق والمحاكمة
عرف سعيد أن ابوه دفن أمه في الجبل لكنه لم يكن يعرف اين بالضبط
فأخذه
وأختار مكان يمكن الحفر فيه
ودفنه هناك وحيدا شريدا
بعيدا عن الاحياء والاموات
بعدالمحاكمة بأيام جاء برهان وكواكب الى بيت منيفة
وقدمت كواكب
لمنيفة صندوق صغير كهدية شكر
لها
حين فتحت منيفة الصندوق وجدت
ان كواكب قد صاغت لها قلادة تحوي جوهرة واحدة من الياقوت على شكل دمعة فوقها تاج
معلقة بزنجيل ضحم
وقالت لها
-هاي هدية مني انا لكي لولاكي أنتي ماكنا نعرف وين أبوية
الحمد لله صار عندو قبر وصرنا نزور قبرو
صحيح نزلنا ناس يدورون عالجثة ومالقوها
بعض الناس قالو اكيد اندفنت بقاع الحفرة
فقررنا نعمل حوطة حول المكان ونحط شاهد قبرو فوق التل
وصار ذاك المكان قبرو
الله يرحمو ويغفر لو
وكل هذا بفضلك انتي
ومن هاي اللحظة والى الموت أنتي اختي
وأي شي تحتاجيه بيوم
لاتترددين لحظة وحدة انو تطلبيه مني
وأنا اعاهدك قدام القاعدين كلم
أني البي الي تريديه وانا قي قمة السرور،،
بعد اشهر انجبت منيفة ابنتها الاولى
واسمتها على اسم أمها مريم
ثم بعد سنة اخرى انجبت ولد وأسمته احمد
في هذا اليوم
اعترف لها حاتم
انه كان يعرف بموت أمها واخبرها بيوم وفاتها
لم تغضب منه منيفة في يوم من ايام حياتهما
قالت له
-الحمد لله الي ينعطي ويأخذ
اخذ أمي ورزقنياك
الله يرحمها توفت بعدما أن اطمن گلبها
على سعادتي وشافتني وسهرت معايا ليلة كاملة
وحچيتلها كلشي صار معايا
وماضلت شوفتها حسرة بگلبي
ولاشوفتي حسرة يگلبها
لا تغبي عني شيء انوب
وأنت اشما سويت من ذنب
ما يساوي لحظة وحدة من لحظات فراگگ
لو بس تدري أشگد آني احبك واريد خاطرك
وعسى ربي يجعل يومي گبل يومك وما أشوف لحظة فراگ عنك أبد
*باع برهان كل املاك أبوه بعد أن
وهب عمته مجوهرات جدته
كما وهب أخته مجوهرات أمه
والياقوت كله
رغم اعتراض محاسن الجنوني
على هذا
فقامت كواكب بشراء المزرعة منه
وعاشت فيها
وسافر برهان الى لندن وعاش هناك ومات هناك
تزوجت كواكب في سن الخمسين
من تاجر كبير في الموصل
وعاش معها في قصر والدها
وأكرمها غاية الأكرام
حين توفيت في نهاية السبعينيات
كشف محاميها
انها وهبت ارض الزيتون لمنيفة وابنائها
ليبقى قبر والدها في حراسة أبناء منيفة
وتكون ارض الزيتون صدقة جارية عن روح والدها
وقد حرص عبدالله طوال عمره
على انفاق وارد هذه الارض عن روح حجي
صادق
وقد قال المتدينين
حين سمعوا بهذه القصة في بداية السبعينيات
ان حجي صادق
تصدق بامواله على منيفة حين اخرجها من ذلك الظلم
بفضل ايجادها لتلك الصرة وهو ميت
لقد بلغ من جوده وكرمه ان تصدق
وهو ميت
وقال بعض الروحانيين
حجي صادق هو من انتزع صرة المال من يد خالد الغدار
في ذلك الباص وخبأها لمنيفة
ليساعدها على الهرب من ذلك الذل
كأنه يساعد حازم كي لايتحول يوما ما
الى مجرم كخالد
فالمجتمع الصامت على مثل تلك التجاوزات من زيدان
يصنع مجرمين ابشع من خالد
وقد كانت اسرة منيفة يشعرون دوما أن لحجي صادق فضل كببر بخروجهم من ذلك الذل والتعب والجوع والحرمان فلولا صرة حجي صادق لما خرجت منيفة من تل النمل أبدا
لهذا كانت منيفة وابنائها من بعدها
يتصدقون عن روح حجي صادق
الى يومنا هذا
استطاع عبدالله تطوير املاك اسرته
وفتح مشاريع اخرى وهو لايعرف القراءة والكتابة
وتزوج وانجب واشترى بيت قرب بيت أمه
وسكن فيه
أكمل حازم وحسنة دراستهم حتى اصبحت حسنة معلمة
واصبح حازم استاذ جامعي
ثم تزوج مهند من حسنة
بعد زواج حسنة بثلاثة ايام
ركبت منيفة
سيارة من سيارتها التي كانت تجددها باستمرار
هي وأطفالها الصغار مريم وأحمد وحاتم وذهبت الى قرية جرادة
حين رأها ذنون لم يصدق عينيه
نسي غضبه على حاتم
ونسي كلام الناس عن غياب منيفة
وتلقاهم بالاحضان
فهم يومها كل شي عن ماحصل
لقد كان رغم كل شي مشتاق لأخته
ورفيق عمره
وأدرك ان العلاقات الاسرية اثمن ما في الوجود
حينها ذهبت منيفة مع زوجها لجنة منيفة
لكنهما تفاجأ في ذلك العام
ان مياه النهر قد زادت
وغمرت تلك البقعة من الشاطي
زارت منيفة وحاتم
قبر امها وأبيها وقبر ديدة عيشة
وقرأت الفاتحة على قبورهم
وهي تستعيد في ذهنها
وجوه عزيزة على قلبها
لم يعد لها وجود الا في ذاكرتها
طوتهم الايام تباعا
جيل بعد جيل
توفيت الحاجة منيفة في صيف العام 1992
ولم يعش حاتم بعدها الا ايام قليلة
لحق بها كي لايفارقها حتى بعد الموت
لم يذهب اي واحد من ابناء منيفة وزيدان الى قرية تل النمل أبدا
رغم محاولات عمهم دحام الذي عاش عمرا طويلا جدا
لم يتم توزيع ثروة منيفة بعد موتها وبقي عبدالله وكيل الورثة
حتى توفي في كورونا
فتم تقسييم الاموال بين ابناء منيفة كلهم بالتساوي
سنرحل جميعا ذات يوم
هي مجرد ايام
ولايبقى من الانسان
الا الذكر الجميل
ودفء كلمة طيبة ازهرت في قلوب الناس
ليستمر الخير في صراعه الأبدي
ضد الشر والطغيان
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
