رواية همس عاشق الفصل العشرون والاخير
"مساءاً"
تنفست الصعداء عندما أكملت عملها في المطبخ نظرت اليه أخيرا بعين الرضاء وقبل إن تستدير كي تخرج شعرت بنفسها ترتفع عن الأرض ثم يهبط رأسها على ظهره وأقدامها على صدره ماذا تفعل هل جننت قالتها هناء يتفاجاً
جبر وهو يمشي الغرفة النوم : ألم تسمعي عمار لقد قال بأنه يريد رؤية أطفالنا قريباً
حاولت هناء صبغ صوتها بالحده وهي تهتف به بتحذير مصطنع : جبر أنزلني حالاً ثم أنا متعبه وأريد النوم
صفعها تحت خصرها بقوه قائلاً يمكر : - تحاولين اقناع من بهذه الحده الكاذبه
أصطيع وجهها بالون الأحمر لفعلته التململ وهي تحاول النزول : ما هذا الذي فعلته عيباً عليك
اردف الصفعة الثانيه وهو ياقول بخبث : إن عاودتي تململك مجدداً ساعطيكي الثالثه
صمتت وهي تنزل رأسها للأسفل حتى تساقطت خصلات شعرها مغطيتاً وجهها والخجل تمكن منها
وضعها على السرير وهي تغطي وجهها بيديها لتتكلم بصوت مكبوت : ابتعد عني أفضل لك : انا لا أكلمك
ابتسم بشده على طفوليتها ليقبلها على يديها قائلاً بنبرة أسف أجاد أخراجها : - أسف حبيبتي
أبعدت يديها بلهفه وهي تضع يدها على فمه قائله : لا تعيدها مره أخرى إياك والاعتذار مني
ذاك لا يصح
قبلها على يدها الموضوعة بفمه ليردف باستغراب :- لما !!
لا أعلم أشعر بثقلها عندما تعتذر مني أنت زوجي ولا يجب عليك الاعتذار قالتها بخجل وأعين تعانق الأرض
رفع وجهها بأصبعه لتعانق أعينها الكلاسيكيه حدقتيه المخملية مصدرين أجمل سمفونيات الغزل الهادئه
أقترب منها لتغمض عيناها باستكانه عاشقه لتذوب معه في سحابة جنون لشبها على شفتيها : سحبها من خصرها مقرباً إياها حتى التصقت بصدره معمقاً لشفتيه بين تجاويف شفتيها
أحبك ياهناء قالها بصوت متحشرج وهو يضمها إلى صدره
لا تعرف غير الاستسلام بين أضلعه لتهمس بعشق : وهناء تعشقك كثيراً ياجبري
أمالها على السرير حتى اعتلاها وعندما نزل ليلتصق بشفتيها مجدداً علاء رنين هاتفه المزعج
أركان الغرفه
نهض جبر وهو يشتم بأفضع الشتائم لهذا المتصل المستفز تحت ضحكات هناء الشامته
جبر بغيظ :- يكفي أصمني
وضعت هناء يدها على فمها وهي تكتم ضحكها على شكله المغتاظ
نعم قالها بحده دون أن يرى حتى الاسم
أدخل يدك من الهاتف و أصفعني أفضل لا تخجل يا رجل آتاه الرد يصوت ساخر
تحمحم جبر بإحراج : أهلاً عماد
عماد بمكر : - من صوتك يظهر لي بوضوح إنني أتصلت في وقت مناسب للغايه
جبر يتهكم : أنسب وقت يارجل
قهقه عماد بشده حتى ابتسم جبر لصوت ضحكة أخيه المرحه
جبر بتساؤل مغتاظ : لم تتصل حتى تشمت بي صحيح
عماد باستذكار : صحيح هل أتصلت بأسلام مثلما أخبرتك.
صفع جبر مقدمة رأسه قائلاً : لقد نسيت سأتصل به الآن
سأتصل به أنا فقط أبعث لي برقمه
حسناً سابعته الآن : وأغرب عن وجهي قالها خبر مازحاً
عماد باستفزاز : لا تقفل الخط أريد إن أتناقش معك بشأن ملف ما
وقبل إن يكمل سمع عماد صوت صفارة اغلاق الخط ليضحك باستمتاع : دقائق وأتاه الرقم
نظر عماد بجانبه ليجدها نائمه باستكانه بجانبه لا يغطي جسدها شيئاً غير ملاءة السرير قبلها
على ما فعله
أعلى رأسها ونزل وهو يلف الفوطه على جسده وخرج من الغرفه يريد الاتصال بأسلام وشكره
تخييط الأرض ذهاباً وإياباً والفزع يرسم لوحه بشعة المنظر في نفسها
لحظات لتتنفس بقوه شدیده و هی تراه يصف سيارته أمام العمارة ويترجل منها حاملاً معه الكثير من الأكياس : هرولت نحو الباب لتفتحه له ويدخل هو يجر ساقيه بألم وتعب
مدير بلهفه : - أين كنت !! لقد انتابني الخوف عليك
اسلام بأطمئنان : لا تقلقي أنا بخير ولكن العمل كان وفير الحمد لله فلم أشعر بالوقت ألا عندما نظرت لساعة السيارة ورأيتها تدل على العاشرة فأتيت مسرعاً : أعلم بأنك ستقلقي علي
أخذت منه الأكياس وهي تتنهد بأرتياح لرؤيتها له بألف خير - الحمام جاهز أدخل لكي تغتسل تم تعشاء
أمسكها من ذراعها قبل إن تدخل للمطبخ هامساً بأذنها : هل القميص الأحمر زادكي جمال أو إنتي من فعلتي له ذلك
ضحكت وهي تقبله على خده قائله بصوت أشبه للهمس : بل عيناك هي من زادتني جمالاً يا عشقي
سحب دبابيس شعرها الذي يفقده صوابه لينسدل مغطياً ظهرها كلها
رنين هاتف جعله يعقد حاجبيه بأستغراب قائلاً : من سيتصل بي يا ترى
رد لترى قالتها وهي تدخل الأكباس المطبخ بتعجل وتجلس بجانبه واضعنا إذنها بجانب الهاتف
الوه نعم قالها اسلام وهو لازال ببركة التعجب
عماد بتساؤل : هذا هاتف أسلام السلامي
نظر اسلام نحو هدير وهو يقوس شفتاه للأسفل يخفه وكأنه يبحث عن مصدر الصوت الذي ليس معروفاً معه حتى الآن
اسلام بإيجاب : نعم أنا
أبتسم عماد بامتنان فقط لسماع صوت من أنقذ حياته :- أنا عماد العدناني
رفع أسلام حاجبيه للأعلى بذهول تام ليرد: أهلا سيد عماد وحمداً لله على سلامتك
شكراً لك : بصراحه أتصلت كي أشكرك على ما فعلته من أجلي فأنا مديننا لك بحياتي فلولاك بعد
الله لكنت ميتاً الآن قال عماد كلماته بصدق تام
أسلام بابتسامه : لا عليك لم أفعل سوى واجبي
عماد بإحراج : وآسف حقاً لدخولك السجن بسبب انقاذي
بارجل دعك من هذا الكلام المهم إنك بخير والحمد لله قالها اسلام بمرح
أبتسم عماد ليرد :- سأرسل لك عنوان شركتي أريدك إن تأتي غداً كي أتعرف عليك
اسلام موافقاً : بالطبع كما تريد
حسنا اذا سأرسل لك العنوان وداعاً الآن
وداعا
هدير بتعجب :- لما يريد رؤيتك غداً ياترى
رفع أسلام كتفيه للأعلى ويقوس شفتيه للأسفل بلاله على عدم المعرفه : - لا أعلم قال بأنه يريد
التعرف علي
شردت هدير لتستفيق على شفتاه تطبع قبله سطحيه على شفتيها قائلاً : هكذا أستاء منك لا
أريدك إن تشردي بأي شيء وأنا بجانبك
تعلقت برقبته مردقه بفنج :- كما تريد
عض شفتيه قائلاً : لا أعلم إن كنت سأتعشاء أو ساأجل هذا الموضوع لقيما بعد
سحياته لينهض قائله بجديه : لا أسلام عليك أن تأكل أولا
قبل باطن كفها برقه : حسناً سأغتسل أولاً
هزت رأسها بابتسامه وهي نتجه للمطبخ لتفريق الأكياس و تسخين العشاء
"صباحاً"
وضع طفله بهدوء تام بداخل سريره بعد إن نام بعد عناء طويل
أروى بنعاس :- هل نهض مجدداً
مسح على شعيراتها البرتقالية الداكنة جداً فمن يراهن للوهلة الأولى يظنهن دو لو بني
عمار يحب : لا عليك لقد نام
أبتسمت بحب نحوه لتعيس بعد إن سمعت كلماته : - أروى حبيبتي أنا ذاهباً للعمل على بعض
المئات يجب إنهائهن وساعود
أروى بعبوس :- ستتركني وحدي بالمنزل
صحك بخفه :- ابنك الرجل معك
نظرت نحو صغيرها الذي تمنت بكاءه منذو سبع سنوات قائله يضحك : قصدك ابني الشقي
نهض عمار وهو يرتدي جاكيت بدلته قائلا : لقد حضرت الفطور واتصلت بوالدتك وهي على
الطريق حتى تساعدك بتربية الطفل في غيابي و أنا لن اتأخر كثيراً
أستودعتك الله قالتها وهي تمد يديها لينزل هو لمستواها ويحتضنها ثم يقبل رأسها مودعاً لها ويخرج وهو كله لهفه في العودة للمنزل كي يلعب مع هذا الوافد الجديد في منزله الذي أطفئ
عليه لمسه رقيقه كرفة بشرته الطفوليه
يكفي أرجوك لست ناهياً للحرب أنا ذاهباً للعمل قالها عماد بأنهاك من غزل التي املات معدته
بالطعام الكثير وأكملت عليه بالحليب كالأطفال
تخصرت بيديها قائله بعدم رضاء : لا تنسى انك خارجاً من مرض يا عماد لذلك جسدك لا زال ضعيفاً
نهض وهو يحمل حقيبته قائلاً يتعجل : ورد حبيبتي أنا ذاهب يكفي بطني أمثلنت
انتيه على نفسك وإن شعرت بأي ألم عود للمنزل فوراً قالتها وهي تمشي خلفه وللمرة المائه على التوالي تلقي عليه الوصاياء العشر للمحافظة على نفسه
اصمت فمها بشفتيه وبيده يفتح الباب ليبتعد هارباً وهو يهتف : أنا ذاهب لا تقلقي على وداعاً ياوردتي
وضعت يدها على خصرها من كل جانب وهي تهز رأسها بقلة حيله وعلى شفتيها ابتسامه فاتته ممزوجه بالعشق وقلباً تتعالى دقاته بالدعاء المحبوبه المبتعد
هما أنزلن وأسبقني السيارة وإياكن والتشاجر من التي ستقعد بالأمام
حاضر بابا قالتها شروق وهي تنزل خلف فجر التي نزلت مهروله تريد الركوب بالأمام
اسلام بملل :- هدير هياء لقد تأخرت
اتيت أتيت قالتها هدير وعيناها مصوبه نحو الورقه التي ييدها والتي كتبت بها كل مستلزمات
البيت الناقصة
وقفت أمامه وهي تراجع الورقه لآخر مره ليمد يده لشعرها المعقوص للأعلى و يجعله ينساب للأسفل
مدت يدها بالورقه له وهي تقول بعدم رضاء : اسلام السلامي عليك الاختيار بين إن أقصه أو تدعه وشأنه الأعلى
سحب خصله ولفها حول أصبعه وسحبه للأمام بخفه قائلاً : - اختيارتك جميعها لم تناسيني
تأوهت وهي تسحب خصلتها قائله بغيظ : هيا أذهب ولا تتأخر
قبلها على أنفها بحب : سااتي مع الغداء سأذهب بالفتاتين لروضه ثم سأذهب لشركة السيد عماد وبعدها سأعمل على السيارة حتى الظهر
رافقتك السلامة حبيبي قالتها هدير يحب وهي تقبلها على جبينه
أبتسم وهز رأسه ونزل للأسفل ودعاتها خلفه حتى خرج من باب العمارة
ماذا حصل قالها أسلام بحزم الفجر المتمركزة بالأمام وشروق بالخلف تبكي
لقد ركبت قبلها ولكنها ضربتني وجعلتني بالخلف قالتها شروق من بين شهقاتها
قوس أسلام فمه بغير رضاء وهو يأنبها تم أتجه إلى شروق وأخرجها ثم ركب أمام المقود
وجعلها فوقه قائلاً بابتسامه : انتي اليوم مساعدتي بالقيادة
كتفت فجر يديها بعدم رضاء وسخط عكس شروق التي صرخت بحماس
أوصل اسلام صغيرتيه لروضه ثم مضى في طريقه للعنوان الذي أرسله له عماد توقف أمام صرحكبير لم يتوقع إنه بهذه الضخامة
ترجل من سيارته وهو يذكر الله لضخامة المبنى إمامه ليقف إمام حارس الأمن الواقف إمام
الباب قائلاً : - معذرتاً يا أخي
الحارس بصرامة معتاد عليها :- نعم
أسلام بثبات : أنا لدي موعد مع صاحب هذا المكان
هز الحارس رأسه قائلاً : إنت أسلام السلامي انا
أسلام بإيجاب :- نعم أنا
تفضل معي أردف بها الحارس وهو يمشي الداخل حتى أوصل أسلام للمصعد
الحارس بجمود : هذا المصعد سيوصلك الامام مكتب السيد عماد
وقبل إن يشكر أسلام الرجل تحرك المصعد صاعداً به للأعلى حتى فتح الباب ليجد نفسه أمام ثلاثه مكاتب
اسلام بأحترام المعذره يا أخت
اخت قالتها السكرتيره بسخريه لتكمل بنفس السخريه :- تفضل يا أخ
تجاهل اسلام سخريتها اللاذعة وأكمل بنفس الاحترام لدي موعد مع السيد عماد العدناني أين مكتبة
تلك سكرتيرته لست أنا أذهب اليها قالت كلماتها بعدم مبالاه
ذهب أسلام وهو يزفر بضيق من معاملة تلك القناه
مرحباً يا أخت قالها اسلام يتعب وملل حتى كاد يرجع ادراجه فقد شعر بأن هذا المكان لم
يناسبه بالمره
السكرتيره بابتسامه :- أهلا بك بما أخدمك
استشعر أسلام الراحة ليرد : - أنا آتي لسيد عماد
ابتسمت السكرتيره : أنت السيد أسلام تفضل هو بأنتظارك
شکر اسلام القناه ثم وقف أمام الباب قرع عدة قرعات ثم دلف ليجد عماد منهمك بالكثير من
الأوراقه أمامه
مرحباً قالها أسلام بصوت عالى نسبياً كي يجذب انتباهه
عماد مبتسما : - تفضل إنت هو اسلام
من أسلام يده ليصافحه عماد قائلاً : أهلاً بك نعم أنا
بعد التعريف و شرب القهوة والعديد من كلمات الشكر
عماد ماداً يده بورقه :- خد يا اسلام
تهجم وجه اسلام وكأنه يعلم ما هي تلك الورقه ولكنه أجاب بعدم فهم :- ما هذا !!
تنحنح عماد مكملاً : هذا شيك بثلاثه مليون كعربون شكر وصداقه بيننا
أبتسم أسلام وهو يضع كوب القهوه على الطاولة التي بجانبه : في حارتنا الضيقة نحن نعقد
الصداقات بالمصافحة والابتسامات لكنها تدوم طويلاً عكس الصداقات المعقودة بالمال فأنها تزول مع الزمن يا سيد عماد
أحرج عماد للغايه لكنه رد باصرار : - أرجوك يا أسلام خذ النقود فهذا أقل شيء أفعله لك بعد إن انقذت حياتي
أسلام برفض قاطع وبنيره لا تقبل النقاش : لا تهينني أكثر من ذلك يا سيد عماد ولا تضيع
حسناتي بانقاذك بسبب تلك الوريقه بيدك
تنهد عماد بقوه شديد وهو يسحب الورقه : من اللحظة الأولى علمت بأنك عنيد لكن لم أتوقع لهذه الدرجه
ضحك اسلام ملء فاهه : هكذا أنا : حسناً أنا ذاهب
انتظر أخبرني يا اسلام انت درست إلى أين قالها عماد متسائلاً
أسلام باستغراب : - أنا تخرجت من كلية الهندسة الميكانيكية ولكنني عملت في ورشه صغيره في حارتي : لما السؤال !!
تبسم عماد وهو ينهض ويقف أمام أسلام : لدي مصنع الصناعة وشحن قطع غيار السيارات
وغيرها و بخبرتك أريدك إن تكون المدير عليه
رفع اسلام حاجبه : - موافق لكنني سأعمل كأي عامل عادي تحت الاختبار وعندما تراني استحق تلك مكانة المدير ضعني بها
مد عماد بده قائلاً : - موافق ايها العنيد
نظر اسلام مطولاً نحو يد عماد الممدودة قبل إن يصاحفه قائلاً بأبتسامه : و أنا أيضاً موافق
دا بعد مرور سنه
واضعا ساق على أخرى وفوقه صغيره صاحب السنه الواحده وهو يكتم ضحكته على منظرها وهي تذهب وتعود وتدور حول نفسها وبيدها عدة أشياء وتريد عمل عدة أعمال دفعه واحده
همس بأذن الصغير : والدلك على وشك الجنون والسبب أنت أيها الشقي
نظر الطفل نحوه ببراءه بأعينه السوداء الواسعة للغاية والتي زادته براءة وجمال
ضحك بوجه صغيره لينتفض على صراخها الغاضب : حسناً أنت فقط أضحك يا عمار ودعني. بوسط الأعمال لوحدي
اراح عمار ظهره على الكتبه : أنني من أصررتي إن تفعلي حفلة العيد ميلاد لعادل فلا تشتكي الآن
معك حق أنا المخطئه قالتها أروى بنبرة بكاء ثم أتجهت يخطئ غاضيه نحو المطبخ
ترك عمار عادل على الأرض ولحق بأروى وهو يضحك بشده عليها ليدخل عليها المطبخ ويجدها تزين كعكة الحفله التي أصرت أيضاً على صنعها بيدها
احتضتها من الخلف رغم اعتراضها وهو يردف بيضحك :- حملك هذه المرة جعلك ذات دم حامي يا فتاتي
ليس ذلك فقط بل وجعل وزني يزداد قالتها بعبوس ودموع وشيكه
الصقها بصدره وهو يضمها اليه أكثر - بل زادكي جمالاً وليس وزننا
ايها المخادع قالتها بعدم اقتناع على كلامه
حملها بين ذراعيه برفق بسبب بطنها المنتفخ بشهره الرابع قائلاً : اين وزنك الزائد ها أنا لازلت استطيع حملك مثل قبل
ضحكت وهي تحتضنه : هيا أنزلني لدي الكثير من الأعمال
أنزلها وشعر ساعديه قائلاً : وأنا سأساعدك
هزت رأسها بحماس و بدأو بتجهيز الحفلة عيد ميلاد صغيرهم الأولى
يخرج لسانه تارة وبقوس شفتيه تارة أخرى وشكل ملامح وجهه بعدة أشكال مضحكه ناهيك عن الأصوات العديدة التي كان يصدرها كي يجعلها تصمت وتكف عن البكاء لكن دون جدوى
جبر بصراخ : هناء أين أنتي !!
بعض الدقائق فقط ردت بها بتعجل من داخل المطبخ
نظر نحو طفلته التي كانت تناظره بحدقتيها الكلاسيكيه التي ورثتهن عن والدتها بتفاجأ عندما
صرخ
19
جرب بريميوم
جبر بحذر : هل كنتي تريديني أن أصرخ حتى تصمتين يا وداد
هناء وهي تنشف يديها وتدلف تداخل بتعجل : بالله عليك بماذا تدردش مع طفله بعمر الثلاثة أشهر
ألقى بجسده بجانبها على السرير وهو يزقر بضيق : و ياليتها تصمت
ضحكت وهي تقرب إبنتها لصدرها وتبدأ برضاعتها
نهض وهو يلقى عليها نظره قائلاً يحب : ما أجملها وهي مستكينه هكذا وهادئه أحيث هناء لسعة الحب الصادرة من عيناه المخمليه التقيله على خده يعمق
ابتسم لفعلتها ليسطح راسه على قدمها
حقاً لدي طفلين ليس طفل واحد قالتها هناء وهي تهز قدمها
أغمض عيناه وكتف يديه : لقد أخبرتك سابقاً لن أتنازل عن حقي لأبنتك مهما كان السبب
وضعت طفلتها النائمه على مهدها قائلة بتعجل : سأذهب لأكمل صنع الكعكة حتى يتسنى لها
الوقت الكافي بالثلاجة لحين الحفله
أنا سأنام قليلا لكن إن سمعت صوت طفلتك سألقي بها اليك في المطبخ قالها بنعاس
كاذب قالتها وهي تقبل خده وتغلق عليه الباب
نهض بأعين ناعسه ليلقي نظره على الطفلة ويحكم عليها الغطاء جيداً قائلاً بهمس وهو يقبل
يديها الصغيرة :- كم انتي جميله يا ودادي
ألقى بجسده مره أخرى لسريره وذهب لنوم فلقد عمل البارحه حتى وقت متأخر كي لا يذهب العمل اليوم بسبب حفلة عيد ميلاد ذاك الشقي عادل
ينظر باستمتاع المنظرها المغتاظ وهي تهدد ملابسها بالحرق لعدم أتساعهن لها
أحاطها من الخلف بجسده قائلاً بمزح : هل جننتي تكلمين ملابسك ياوردتي
تنهدت وهي تلقي بالملابس على الأرض : لن أذهب للحفله اليوم يا عماد
عقد عماد حاجبيه بأستغراب : والسبب !!
استدارت بوجه عابس متجهم : جميع ملابسي لم تعد مقاسي
ورد حياتي من الطبيعي إن ملابسك لا تأتي مقاسك بسبب انتفاخ بطنك
وكانها استدركت نفسها بأنها حامل بشهرها الثامن لتزفر غزل مردقه :- لم أفكر هكذا ، والآن ليس معي ملابس للحفله
قبلها على عنقها ببط مردفاً : - لا تقلقي ستجدين فستان الحفلة و جميع مستلزماته على السرير بغرفة الضيوف
تعلقت برقبته قائله يعشق :- أحبك يا عماد
وأنا أعشقك ياوردتي قالها وهو يحشر أنفه بعنقها مستنشقاً رائحتها التي تسكره عشقاً
أقسم لك سأضربك إن أقتريتي من حقيبتي المدرسية قالتها بغيظ وهي تدخل كتبها المدرسية بداخل الحقيبة
حراماً عليكي يافجر هي لازالت صغيره قالتها شروق بعدم رضاء
أخذت حقيبتها وهي تتمتم يخفوت : وكأن لم يكن ينقصني شروق لتأتي ضحى أكثر غباء
شروق بسعادة : اليوم عيد ميلاد عادل ابن عمو جبر سنستمته بالحفله كثيراً
قلبت فجر عبداها للأعلى :- لا أعلم لما أنتي هكذا سعيده وكأنك لم تحضري حفله مسبقاً
برطمت شروق شفتيها : دائماً تعكسين سعادتي
هدير بحده : ألم أترك ضحى عندكن وهي أنتني تحبي حتى الحمام
لم تتركيها عندي كانت عند شروق قالتها فجر وهي تدخل الغرفتها
تنهدت هدير بقلة حيله وهي تعطي ضحى الشروق كي تدخلها للغرفه وتلعب معها بينما هي دخلت الغرفة النوم وتجد أسلام غاطاً بنوم عميق بعد إن أتى بوقت متأخر من العمل : شردت بالسته الفائته كيف تغيرت حياتهم للأفضل وخف العبء على اسلام بعد عمله بذاك المصطنع " أبتسمت وهي تتذكر عندما رفض أسلام ترك شفتهم والخروج خارج الحارة رغم تحسن حالتهم المادية " وأكثر ما أسعدها هو تعرفها على أروى وهناء وغزل ليصبحن صديقاتها بعد أن كانت.
وحيده منذو خروجها من منزل والديها.
اسلام انهض قالتها بهمس مليئ بالعشق بجانب أذنه
سحبها من يدها لتسقط على صدره وهو يردف بصوت ناعس : تملنيني بهمسك العاشق
وتريدنتي ترتفع
و كأنك لا تفعلها أيضاً فالتها هدير وهي تقبله على صدره
اسند جبينه على جبينه هامسا بحب :- احبك كثيرا يا هدير
احتضنت وجهه بين كفيها وهي لازالت مسنده جبينها ضد خاصته مستنشقناً أنفاسه :- وأنا أعشقك كثيرا
ابتسم وهو مغمض العينان وبنفس وضعيتهم تلك ينسج وإياها لوحدها لتلي الحب وهم العشق
لم يلتزم الحب بظروف معينه ولم البديل الحب على الكمال والجمال بل على القلب ومشاعره وهمسه المشع بالعشق
تمت بحمد الله