رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل العشرون
- هتعملى ايه يايسر !!
اردفت نورا جملتها وهو تقترب من اختها بفضول .. فاجابت بغل
- لازم الزفت دا يجي هنا عشان ناخد حقنا منه ..
ماجده بعتب لثريا : عاجبك كده ؟!عاجبك كل اللي بتعمليه فينا ده .. - ثم التفت الي يسر-"انت بتفكري فى ايه "
اردفت يسر وهى تفتح هاتف امها وتكتب رساله نصيه : هتعرفى دلوقت ..
" حيدر الدنيا اطربقت فوق دماغنا .. القصر هيكون فاضي الصبح لازم تيجى عندنا مواضيع مهمه نحكوها "
ثم ضغطت على زر ارسال .. شدت ثريا منها الهاتف بصراخ
- انت هتهببى ايييييه !!
يسر بنفاذ صبر : طالما انت مش هتقولي لنا الحكايه يقولنا هو ..
نورا بتوسل وهى تجهش بالبكاء : ابوس على ايدك قوليلنا ايه اللي مخبياه من ورانا !! احنا معاك مش ضدتك ..
نهضت عفاف من مقعدها وهى تراقب حديثهم باهتمام فاردفت
- انا هقولكم الكلام اللي كدبته اكتر من 30 سنه .. امكم من وهى عيله ماشيه مع الواد ده .. ولما وقفت قصادها عشان تبعد عنه كرهتنى واعتبرتنى عدوها .. حاولت احميها منه ومن شره بكل الطرق له ببساطه كان بيحاول يلف عليا فلما ملقاش منى سكه راح لامك فاكر انه بينتقم .. بس الغبيه امك صدقته ووقعت فى شباكه ... لما خلصنا الاعداديه جيه عمنا راجح واتكلم مع اخواته ابويا وابو امكم وعاوز يجوزنا لولاده ... طبعا هى اتفرعنت ورفض وانا الوحيده اللي كنت عارفه السبب .. اتكلمت مع امها الله يرحمها وقولتلها ناصر زين وراجل وكفايه انه تربيه راجح الهواري .. وثريا لو رفضت الجوازه دي شرارة النار هتولع فى قش البيت ومحدش هيوقفها .. وفعلا اتجوزت انا وثريا فى ليله واحده .. بس اللي حصل واللي اكتشفه ناصر انها كانت بتاخد حبوب منع حمل اكتر من 5 سنين عشان مش حباه ولما كشف مخططها قالها هطلقك خافت واتراجعت وجات نورا وسافرت معاه على مصر ..... وعشتوا حياتكم هناك كنت اسمع اخبارهم من فين لفين .. وكانت تزورنا بكل بت فيكم اول ما تولدها وبعدين مانشوفش وشها تانى ... ومرت الايام لحد ما دخان الاشاعات طلع وجاتلى "زينب " الشغاله عندكم كان عمى راجح باعتها تخدمها عشان مابيثقش غير فيها ... فاكره زينب ياثريا !! وقالتلى ان بت عمى على علاقه مع راجل غير جوزها .. مصدقتهاش وهددتها وطردها وماتت زينب محروقه بعدها بكام شهر .. وقولنا قضاء وقدر .. وكتير كتير لحد ماوصلنا للوقفه دى !! بالمختصر امكم خاينه عيله طايشه بتجري وراء اوهامها .. والصوره وضحت دلوقت بكلامك ياماجده
جمرات من النار تتقاذف على قلوبهم .. ربطت الصدمه افواهمم يتبادلون الانظار فيما بينهم بذهول ودهشه .. تعكزت نورا على عكاز دهشتها لتردف بعدم تصديق
- الكلام ده حــ صــ ــل !!
لم تجد ثريا مفرا غير الاعتراف .. فنطقت صارخه : كنت بحبه ومحبتش غيره !! عمرى ماحبيت ابوكم .. حيدر الوحيد اللي خلانى اقدر اعيش معاه العمر ده كله ؟!
هتفت ماجده بذهول : اااه وده من علاقتك معاه فى الحرام !!!!!!!!!!!!!!
يسر باستنكار : انا قرفانه من نفسي انك امى ..
واصلت عفاف حديثها : انت اللي قتلتى ناصر ياثريا !! مش كده .. انا عارفه من اول يوم غاب فيه انه اتقتل .. ناصر لما خرج انت مكنتش فى البيت ومن ساعتها مارجعش ..
سدت نورا اذانها فلم تتحمل ان تستمع للمزيد صارخه : ايه الشر دا !!!!!!!
وقفت يسر وهى تجهش بالبكاء : ابونا اتقتل !! قتلتى ابونا .. لا ماتقوليش !!
هزت ثريا راسها نفيا وهى تلتقط انفاسها بصعوبه :حيدر اللي قتله زي ماقتل سالم ............
***
ركض محمد خلفه متسلل فى خفيه وسرعان ما اطلق رصاصه بجوار قدمه جاهرا
- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياادهم .. ياخى الدنيا دي صغيره قوووى
وقف ادهم خلف وجد وهو يصوب السلاح على راسها
- انسي انك تقرب خطوه ..
صرخت وجد : بت حمزه الخياط يامحمد .. الحقها جووه وسيبك منىىىىىىىىىى ...
وفجاة انقض احد حرس ادهم بمؤخره سلاحه على عنق محمد فسقط مغشيا عليه ..
جاء حمزه الخياط من الخلف لتصيب رصاصته ظهر احد الخفر ولكنه فوجئ باخر يأتيه من الخلف
- ولا حركه ؟؟؟!!!
ثبتت خطوة الخياط مفكرا ببرعه فتعمد ان يرجع للخلف بخطوات سلحفيه ليتعرف على سلاح عدوه الذي تعمد غرزه فى ظهره .. فهم الخياط ما يحمله الحارس بنقدقيه فسرعان ما ركل قدمه للخلف ليصيب الرجل فى ركبته وفى لمح البصر دار بمهاره قتاليه وهو يقبض على فوهة البندقيه ويدفعها للخلف فتصيب مؤخرتها ذقن الرجل فيتراجع متألما .. لك يكف عن ذلك فانهال عليه ببعض اللكمات القويه التى فقدته وعيه ..
اصبحت النيران تتنقل شيئا فشئيا وتمسك فى الاخشاب الموجوده بالمخزن حتى اختنقت انفاس عشق التى فقدت القدره على التحرك .. استجمعت كل قوتها بتقف على رجليها مستنده على الحائط وهى تتلوى الما واختناقنا وتسعل بقووة حتى انعدمت كل مقاومتها ولم تتحمل الالم اكثر حيث سقطن مغشيا عليها فى بركه المياه التى انفجرت منها
ركض سريعا حتى وصل اى مسقط النيران التى تكتسح كل ما يقابلها .. فنزع عبائته سريعا وهو يضفىء النيران التى تحاصر الباب جاهررا
- متخافيش يااعشق ..........
وعلى حدا جهر النقيب حمزه وهو يركض فى ساحه المعركه
- مرتى ياعماد هتروووووووح منى ........
ركض عماد خلف حمزه وهو يقتنص اعدائهم بحرافيه .. ومن ناحيه اخري وجدوا انفسهم محاصرين بين تلاته من الحرس .. فلم يتحمل النقيب حمزه اكثر حيث استجمع كل ثورات غضبه وهو يقفز بخفه ويركل الشخص الذي يقف امامه وفى نفس اللحظه انطلقت احدى الطلقات الطائشه من احداها فتلقاها النقيب حمزه فى صدر الشخص الذي هاجمه .. اما عن عماد فطوق ذراعه بحرافيه حول عنق الاخر وهو يحتمى بجسده ليضرب من اطلق النار على النقيب حمزه فاصابت رصاصته ذراعه والثانيه كانت فى ساقه فرفع سلاحه ويضرب بموخرته الشخص الذي يحاصره بذراعيه ..
***
يخرج سليم من المكان الذي فقد وعيه به متجها على صوت صراخ وجد التى تقاوم ادهم بكل قوتها .. ركض خلفهم باتزان مختل وهو يتمايل يمينا ويسارا .. جاهرا
- غبى لو كنت مفكر انى هسيبهالك ؟؟!
اسرع ادهم فى خطاه ليختبىء خلف سيارته ويطلق رصاصته عليه :
- وتبقى غبى لو فكرت انى هسيبك تتهنى بيها بعد النهارده ...
اختبئ سليم وراء مؤخرة سياره ادهم ليتفاد رصاصته قائلا بحده
- انا شايف انك تخرجها هى من الحساب اللي ما بينا .. ونتحاسب راجل لراجل
ضحك ادهم بسخريه وهو يحكم قبض يده على شعر وجد وهو يلهث
- مابلاش وتتكلم على قدك .. انا اللي معايا السلاح ياولد الهواري ..
طافت عينى سليم بحذر وهو يترقب لمخرج فاردف بسخريه قاصدا ان يشغله
- عمرها ماكانت بالسلاح ..
تحرك سليم ببطء على حافة السياره لينقض على ادهم ولكنه فوجئ بالرجل الذي ضرب محمد
- اقف مكانك ..
جذب ادهم وجد من شعرها فتعمد ان يفقدها وعيها وهو يضربها بقوة على راسها اصدرت صرخه قويه ارعدت قلب سليم الذي جن جنونه وانقض على الرجل المسلح بجبروت وبضرب مفضى الى موت .. استغل ادهم اشتباك سليم مع الحارس وادخل جثمان وجد فى الكنبه الخلفيه وسريعا صعد سيارته -الجيب شروكى- وتأهب للانطلاق فرجع للخلف قاصدا ان يتخلص من سليم ولكنه سريعا ما حدف الرجل مكانه وقفز هو ليتمسك بالسياره .. تعمد ادهم ان يرتطم بالجدران والاشجار ليفلت قبضه سليم وللاسف فاز فى ذلك .. دار مقود السياره ليفر هاربا من البوابه ولكنه فوجئ بقوات الشرطه تقتحم المكان .. لف سريعا وهو يلعن الحظ منطلقا نحو الباب الخشبي الخلفى هاربا ...
ركض سليم بكل قوته صوب سيارات الشرطه ليدفع يوسف الذي يندلف من سيارته ويحتلها بجنون ... هتف يوسف صارخا
- يااااسليييمممم انت هتعمل ايه ؟؟
تجاهل سليم نداء يوسف وانطلق بسيارته خلف ادهم .. اما يوسف فتحرك سريعا ليصعد هو الاخر البوكس ويعطى الاوامر للعساكر سريعا
- نضف لى ياابنى المكان ده .. يلا ...
انطلق يوسف خلف سليم بنفس السرعه التى تسببت فى احداث سحابه من الاتربه تشوش الرؤيه ..
***
نجح الخياط فى انقاذ ابنته من بين النيران .. فحملها بين ذراعيه وركض بها للخارج فتلقاها منه زوجها وهو يأكل خطاوى الارض ركضا
- عشق ... عشق انت كويسه ؟؟
بسط حمزه جسدها على ساقه وهو يتوسل لها رجيا ان تفيق .. اما عن ابيه الذي انخلع قلبه وهو يقبل كفها ولثانى مره تخدعه دموع عينيه وتتساقط امام احد غير امها ..
لاحظ عماد من بعيد حركه محمد وهو يستعيد وعيه فاسرع اليه وهو يتشبث بيده ليساعده على النهوض
- انت كويس يامحمد !!
- ادهم خد وجد يااعماد ومعرفش اتلحقها ...
- يوسف طلع وراه فوق بس وتعالى الحق مراة حمزه ...
***
دلفت صفوة بارتباك من السياره للخفير : هما اتاخروا اووى جووه ... انا قلقانه يكون حصلهم حاجه ...
الخفير بحزم : ان شاء الله خير يادكتورة .. الحكومه وصلت جوه وهينقذوهم كلهم ..
صفوة بقلق وهى تهز راسها نفيا : لالا انا لازم اروح اشوفهم حصل اي .. منا مش هقعد متكتفه كده ..
وقف الخفير امامها ليعيق طريقها : ماينفعش جنابك .. كده هنخالف اوامر سليم بيه ..
زفرت صفوة باختناق : خلاص انا هقعد فى العربيه وانت تروح تطمنى حصل ايه .. نفذ يلا يااما هروح اشوف بنفسي ....
- خلاص خلاص جنابك .. ارتاحى فى العربيه وانا هروح واطمنك ....
- يلا بسرعه طيب ...
ذهب الخفير بنفاذ صبر بعد اصرار صفوة التى تقف على اوتار القلق مزفره
- استرها يارب ومايكنش حد فيهم جراله حااجه ..
وسرعان ما خطف اذانها صوت صراخ مكتوم يبتعد عن المكان .. فحددت مصدر الصوت وهى تقترب بخطوات استكشافيه وتنظر يمينا ويسارا تحت ضوء القمر فى ليله تمامه .. حتى وضحت لها الرؤيه عندما وجدت حسن يفر هاربا بــ ورد التى اتخذها حمايه له .. اتبعت صفوة خطاه بحرص شديد .. وهى تختبئ خلف الصخور .. فسقطت عينها على حجر كبير فى الوقت التى عضت به وجد كف حسن ونجحت فى التخلص منه وهى تصرخ بقله حيله محاوله الهرب منه .. استجمعت صفوة كل قوتها فهجمت على رأسه بضربه قويه اثرها سالت الدماء من راسه .. شهقت ورد وهى تحتمى بها
- انت عملت ايه .. يلا نجرى من هنا ..
اردفت صفوة بتساؤل وهى تتشبث بكفها : انت اخت وجد ؟؟!
ظل حسن يتأوه قليلا حتى رأي الدماء تتساقط من رأسه فجن جنونه .. فقفز خطوه واسعه لينقض على صفوة من شعرها التى تراجعت صارخه .. وعلى حدا انهالت عليه ورد بضربات جنونيه كى يفك قبضته من عليها .. دفعها حسن بكل قوته فأطاح بجسدها بعيد لترتطم رأسها بحجر صخرى فتقد اتزانها .. صرخه صفوة مستغيثه وهى تحاول التخلص من قبضته .. فصفعها حسن بقوة على وجهها قائلا بنبره تهديديه
- وده رد خفيف عشان تحاولى تمدى يدك على حسن ابو قبيل ..
ثم دفعها بقووة وركض نحو الطريق السريع فصدمته سيارة مجدي التى يقودها باقصي سرعه .. فرمل مجدي على صوت صراخ وعد
- حاااااااااااااااااااااااااااااااااسب يامجدى .. .
تحمل حسن على ساقيه محاولا القيام ودلف مجدي سريعا فاتبعته وعد بخوف يقطم جوفها .. ركضت صفوة عليه مستنجده
- متسبهوش يهرب يامجدى ...
انقض عليه مجدى بلكمه قويه انهت كل قوته
- والله ووقعت فى يد اللي ما بيرحمش ..
وعد بلهفه : صفوة طمنينى على بنتى .. جرالها حاجه ...
فاقت ورد من اثر الصدمه وهى تقترب منهم
- عشق كانت مع وجد لما حسن ولع فى المخزن .. لازم نلحقهم ..
مسكت وعد كف ورد راجيه وهى تشدها بقوة
- تعالى تعالى نطمن على بتى ..
اما عن صفوة فالتفت لنداء مجدى اضعف قوة حسن قائلا
- هاتى حبل من شنطه العربيه بسرعه ...........
***
ياكل خطاوي رمال الصحراء بسرعه محاولا الهرب من سليم الذي يلاحقه ... اما عن وفلازالت مغيبه تحت تاثير ضربه ادهم شارده فى عالم اخر لا تبحث فيه الا عن قلبها .. تستلذ فى منامها بصورة سليم الذي يمازحها ويركض خلفها جاهرا
- هتروحى منى فين ؟؟!
لتصدر ضحك فى منامها عاليه تبث المرح بجوفها
- منا لازال اتعبك شويه عشان تستمتع بطعم الحاجه .. اومال تاخدها كده بالساهل يعنى ..
استطاع سليم ان يضرب جانب سيارة ادهم بحرفيه فاندفعها اثرها للامام وهو يلعنه بابشع المصطلحات .. داس ادهم بنزين وهو يلتفت للخلف بخطف نظره على سياره سليم التى بعد عنها قليلا ونظره اخرى لوجد قائلا بتوعد
- لازم احرق قلبه عليك .. انت نقطة ضعفه وانت نفسك نقطه قوتى !!!!!!!!!!!!
يحاول من الخلف يوسف ان يلحق بسياراتهم التى لم ير منها الا انوار تملا المكان واتربه تحجب الرؤيه وهو يضرب مقود السياره بغل ويضغط بنزين ..
- يلعن كده ياااخى ..
تعمد سليم ان يغير مسار ادهم ناحيه ارتفاع الجبل .. فدار مقود سيارته للجهه الاخرى وهو يقترب منه حتى اصبحت سيارته من الشمال يحاصرها الجبل وصخوره وومن الامام سيارة سليم .. لم يجد ادهم حلا الا المواجهه .. شد اجزاء سلاحه متوعدا
- حفرت قبرك بيدك يااااهواري ...
دلف سليم من سيارته ومن الناحيه الاخرى ادهم الذي ضرب عدة رصاصات نجح سليم فى تفاديهم .. قفز فوق السياره بخفه وهو يركل بساقه السلاح من يد ادهم وبمهاره قتاليه حاوط عنقه برجليه وهو يجلس فوق مقدمه السياره ..
لم يجد ادهم مفر من قبضة سليم الا انه يتراجع للخلف ببطء وهو يلتقط انفاسه بصعوبه .. اردف سليم بغضب
- كده نتحاسب راجل لراجل ..
تحلص ادهم من حصار سليم بصعوبه وهو يتراجع للخلف مختلا اتزانه .. اندلى سليم من اعلى ليقف امامه
- لا لسه دانا عاوزك حي انا هتفيص من اولها ... دا حساب وبيتاخد ..
فاجئه ادهم بلكمه قويه وبعد ركض من امامه .. لم يهتم سليم به فلحق به ثم امسك بملابسه من اعلى وهو يديره ليردها له بضربه اقوى ثم اخرى على انفه جعلت الدماء تتدفق منها قائلا بنبرة قويه
- طول عمرك عايم فى بحر الشياطين اللى كله كره وغل وحقد .. وده لانك ناقص .. وسبق وقولتهالك الناقص هو اللي بيبص فى طبق غيره ... بس جيه الوقت اللي اريح فيه الناس من شرك ..
انقض سليم على ملابسه بكلتا يديه وهو يرجه بقوه
- انت ايه ؟؟! مش بنى ادم !! طيب قبل ماتلعب بالنار ماجاش فى بالك انها ممكن تلسعك .. مش دمك ولحمك اللي انت مبهدلها دى !!
عدة لكمات من سليم طفرت بها ملامح وجه ادهم حتى جثى على ركبيته متأوها .. لم يكف سليم عن ذلك فركلها بساقه بعيدا حتى القى ارضا وهو يسعل بقوة ويلهث رمال الصحراء قائلا
- ااه وتوجع قلب بت عمك اللي غرقان فيّ .. ماجده هى اللي قالتلى اخطفها كان شرطها الوحيد انى اقهر قلبك على وجد عشان تتجوزنى .. وانا كنت بنفذ .. شوفت انتوا كمان ياهواره ناب الشر فى سنانكم..
توقف سليم لبرهه محاولا استيعاب كلماته قائلا : ماجده ؟!
انحنى كى يقفه امامه مره اخرى ولكنه فاجئه بوضع الاتربه بعينه ليبتعد عنه .. نصب سليم عوده وهو يتراجع للخلف اثار الام عينيه .. وفى تلك الاثناء وقف ادهم الذي فوجئ بسيارة الشرطه تقف امامه ..
دلف يوسف سريعا وهو ينقض عليه ولكنه فشل فى اصابته باى مكروه لان ادهم هجم على خصره وتراجع به للخلف ليرتطم بالسياره .. كتم يوسف اصوت تألم .. فرفع كوعه بقوة وانهال على ظهره .. ارخى ادهم قبضته وهو يتراجع للخلف قليلا ثم يندفع بقوة بجسده ليضرب بيوسف ولكن مخططه فشل تلك المره فسرعان ما دار يوسف بمهاره قتاليه ليبتعد عن مقصده ..
شرعت وجد ان تستعيد وعيها شيئا فشيئا لتر نفسها ملقاه داخل سياره تكره اركانها فنهضتت ببطء محاوله ان تتذكر ما مرت بيه لتلتف انظارها نحو الشجار الناشب بالخلف .. فهتفت بفرحه
- سليم !!!!!!!!!!!!!!
طوق سليم خصر ادهم من الخلف فاسقط يوسف بعض لكماته الحديديه على وجهه فلم يستلسم فسرعان ما ضرب انف سليم برأسه وركل يوسف فى بطنه مبتعدا عنهم ويخرج سلاحا ابيض من سترته "مطوه " ويلوح امامه وهو يلملم ما تبقي من قوته
- محدش فيكم يقرب .. انا خلاص مابقتش باقى على حد ..
قرب يوسف خطوه سلحفيه فجهر ادهم بصوت هستيري : قولت محدش يقرب ..
فى تلك الاثناء اندلت وجد بهدوء من السياره لتسير فى خفيه حتى وصلت لسيارة يوسف وسقطت عينها على سلاحه الملقى بالداخل .. فوقت لبرهه تترقب الوضع حتى عزمت امرها وانحنت لتأخذه ..
لازال ادهم يلوح بمطوته ويتراجع للخلف ويهذى بكلمات غير مفهومه
- انا ههرب ومحدش فيكم هيقربلى .. بـــ س بس حط فى بالك ياهواري هرجع تانى واكون اقوى من الاول وهحرق قنا باللى فيها !! انا راجع .. راجع وهحرق قلبك .. انا اللي هكسب فى الاخر ...
كانت تلك اخر جملة اردفها ادهم قبل ما تنطلق رصاصة الثار من جوف وجد الي صدر الهدف الذي سقط فى الحال .. نظره خاطفه من عيون سليم ويوسف نحو جثمان ادهم الذي لقى مصرعه فى الحال ونظره اخري نحو مصدر الرصاصه ..
القت وجد السلاح من يدها وهى تجهش بالبكاء الهستيري
- خدت تار اخويا ..... كان لازم يدفع تمن كل الشر اللي عمله ...
ركض سليم نحوها ليلتهمها فى حضنه ويتحسس جسدها الذي يترعد وانفاسها التى تحترق قائلا
- اهدى يااوجد اهدى !!
اما عن يوسف فجثى على ركبيته سريعا لينتاول سلاحه ويمسح اثار وجد قابعا اثار يده فوق السلاح قائلا بسرعه
- اهدى ياوجد .. ده مجرم وكان لازم ياخد عقابه ..
صرخت وجد فى حضن سليم : انا قتلته ياسليم .. هو يستاهل هو اللي جابه لنفسه هما اللي قتلوا اخويا ....
ضمها سليم الي صدره بقوة محاولا تهدئتها
- اهدي خلاص اهدددددددي !!!!!!!!!!!!!!!!!
***
"صباحا"
- اهدي ياوعد .. هتبقى كويس !!
حضن الخياط زوجته التى تقف امام غرفه العمليات فى المستشفى وكل ما بجوفها يرتعد الما .. فتشبث بذراعه
- ليهم تلات ساعات جوه .. بتى هتروح منى خلاص ياحمزه !! اعمل حاجه ..
- هتقوم ان شاء الله .. دي بت حمزه الخياط قويه وهتتحمل .. وانت كمان اهدي وبلاش توتر ..
صرخت وعد بألم : خايفه يحصل فيها زي اللي حصلى .. مش هقدر اشوفها متعذبه زي مانا اتعذبت واتحرمت من الخلفه باقيه عمرى .. واتحرمت ان يكونلى ولاد كتير منك .. انا لاول مره اكون جمبك فيها مرعوبه ياحمزه .........
قبل حمزه كفها لتتساقط دموع عينيه قائلا بحزن
- وانا لاول مره اكون مطمن بيك .. ربنا عادل ياوعد مش هيوجعنا مرتين ..مش دى نتيجة صبرنا وعوضنا .. خلى ايمانك بيه كبير ..
اقترب النقيب حمزه الذي تدهورت ملابسه قائلا بلهفه : هما بيعملوا ايه جوه لكل ده !!
التفتوا جميعا نحو صوت فتح الباب فخرجت الممرضه وبيدها طفل صغير وعلى ثغرها ابتسامه فرحه
- الف مبروك ولد زي القمر ...
وعد بلهفه : امه عامله ايه .. طمنينى بتى كويسه ..
اومأت الممرضه ايجابا : هى حالتها كانت صعبه اوي بس دلوقت هى احسن ونايمه ساعتين كده وهتفوق متقلقوش .. الف مبروك ..
تناول الخياط حفيده بين يديه بشغف وهو يقبله بحب ضم عليه حمزه ووعد الذان انفجرت اصوات ضحكهم من جوف الحزن وهما يقبلان الصغير بشوق وارتياح بعد رحلة عناء ...
هجهر حمزه الخياط قائلا
- اهلا بالخياط الصغير اللي نور حياة جده ؟!
رفعت وعد عيونها مستنكره : انت هتسمى الواد اييه !!
حمزه باصرار : قولت الخياط على اسم جدي ؟
رد النقيب حمزه بعدم تصديق : حمايا بيهزر يادودو متاخديش على كلامه ..
اقتضبت ملامح حمزه وتحولت من الفرح للعبث
- انت بتدلع مراتى قدامى كمان !! دانت يومك اسود معايا ...
التقطت النقيب حمزه ابنه اخيره من قبضه الخياط قائلا بمزاح
- بااااااس انا هاخد ابنى وانت خد مراتك ونفضها سيره .. انا ولدى يتسمى الخياط لييه !! خلصت الاسامى من البلد !! دا الواد يطلع يتحسبن فينا !!
- سامعه الواد اللي مترباش ياوعد .. طاب هنشوف كلام مين فينا اللي هيمشي ياسياده النقيب .. وكلمة حمزه الخياط مش هتنزل الارض
جهر الخياط جملته باغتياظ فضحكت وعد وهى تعانقه بحب وتتخلص من احزان قلبها قائله
- تؤ هو حمزه الخياط واحد بس ماينفعش يتكرر ؟؟!
اخفض نظره اليه ليقول بحب : ممم خلاص هسيبهاله المره دي عشان الكلمتين الحلوين دول ياوعد ..................
***
خرجوا جميعهم من قسم الشرطه ولازالت وجد عالقه بذراع سليم بخوف وتقف صفوة بجانبها تربت على كتفها بهدوء تحت انظار مجدي الذي يتفرسها بعينها .. اتى يوسف من الخلف ليقف بين عماد ومحمد قائلا
- ماتقلقوش ياجماعه كله سهل .. مافيش غير شخص واحد اللي مات من الحرس والنقيب حمزه قال ان هو اللي ضربه .. وكمان وجد مافيش اي شبه ناحيتها لانها لما ضربت النار كان بسلاحى وانا قولت انى ضربته اثناء مطاردتى له .. وتقدروا تروحوا ولو فى اي استدعاء من النيابه هكون صوري بس مش اكتر ..
تدخلت ورد سريعا فى الحديث : يعني خلاص على كده هنعيش مرتاحين .. مافيش خووف ؟؟!
ابتسم يوسف مردفا بدون وعى : طول ماانا موجود مافيش حاجه تخافى منها !
لكزه محمد فى ذراعه فتنحنح يوسف ليعدل كلامه سريعا
- قصدى كلنا يعني .. رجاله الهواري ياكلو الزلط ياورد ...
تدخل عماد سريعا
- طيب دلوقت احنا عرفنا ادهم ومات وحسن فى الحبس .. حيدر بقي فينه راس الافعى لسه موجوده ؟!
ربت سليم على كتف وجد باطمئنان ليردف بثقه عارمه
- دي عليا انا بقي ... حبيت اموته بالبطئ ..
التفتوا جميعهم الي سليم بصوت جمهوري : ايييه اززاي !!
ابتسم سليم بكبرياء : ازاي دى هتعرفوها فى وقتها .. المهم يلا نطمن على مراة النقيب حمزه !!
وقفه عماد قائلا : يابنى البيت والع حريقه وامك على اعصابها وكمان نورا صوتها مش عاجبنى ..
تدخل مجدي سريعا ليردف : المهم دلوقت انا حد يخفينى مش وش حمزه الخياط عشان لو شافنى هيخلى الطب يحتار فيا ...
ضرب محمد فى كتف مجدي بسسخريه
- بقي الراجل يقولك خلى بالك على مراته .. تقوم تجيبهاله وتيجى !!
ضحك مجدي بصوت هادئ ليردف بثقه
- حبيت ابهركم بانجازاتى ..
يوسف ممازحا : سلملى على الانجازات دي لما يقابلها الخياط ...
***
" صباح الفل الاول .. قبل ماتخش المخزن عاوزك تجمد قلبك لان كل بضاعتك عامت جوه وبقيت سحلب .. مع تحيات سليم الهواري ..(اصل دم راجح مش هيروح هدر بالبطئ كله هيستوى)
ورقه بيضاء بالخط العريضه موضوعه على باب المخزن الذي ذهبت له وجد سابقا لتعد المخدر تركها احد رجال سليم الهواري الذي يتابع خطى حيدر منذ فتره .. فنجحوا فى تدمير بضاعة من الممنوعات يتجاوز سعرها ملايين الجنيهات .. قرأ حيدر الورقه الذي جاء ليطفر بامواله قبل ان يغادر البلد ولكنه احتل ملامحه الذهول محاولا استيعاب مفردات الورقه وما تحمله بين ثناياه .. فتح القفل سريعا ليتفاجئ بالمياه اذابت كل شيء .. انغمست قدميه فى بركه المياه المتعفنه وهو يطوف بعيناه فى ارجاء المكان يبحث عن بضاعه وامواله فصرخ جاهرا
- ياولاد الكلب ... ياولاد الكلب
ثم دخل فى غيبوبه ضحك هستيري كأنه ارتدي ثوب الجنون ليتفاد صاعق صدمته .. يحرك اقدامه فى المياه بتقاثل وهو يلهث ضاحكا
- الفلوس كانت هنا ... البضاعه اللي خدت عربونها .. كلهم كانوا هنا ...
ثم جحظت عيناه الاتى التهبت غضبا مردفا : هتدفع التمن غالى ياا ولد الهواري ..
***
امراة تختبئ داخل ثوبها الاسود تحمل حقيبه من القماش على كتفها وتركض متسلله خلف الاشخار تبحث عن طوق النجاه
- يلا ياساميه .. لازمًا تمشي من اهنه !! يلاااا مافيش وقت قبل ماحكايتك تتكشف ..
وصلت ساميه للطريق السريع لتقف امام شاحنه ضخمه وتلوح بكفيها .. فصف السائق جنبا وهو يخرج راسه من النافذه
- في ايه .. عاوزه ايييه ؟؟!
وقفت ساميه تحت النافذه لتتوسل اليه
- شالله تعيش ياخويا خدنى لمصر فى طريقك ....انا واقعه فى عرضك .
رمقها السائق بحيره ثم اردف قائلا بشك
- تعالى .. اركبى ..
فرحت ساميه وهى تهذي بعدم تصديق
- روح اللهى يسترك ومايوقعك فى ضيقة ابدا ....
دارت ساميه لتصعد الشاحنه بعتب بجوار السائق وهى تشكره كثيرا .. شرع السائق بالتحرك اما عنها فاستندت برأسها على النافذه تسترجع ذكريات الماضي
#فلااااش بااااك
فتاة فى منتصف العشرينات ترتدي ملابس خليعه فى احد غرف الملهى الليلى لتتدلل امام انظار فؤاد العتمانى " اتاخرت عليا المره دي .. هونت عليك "
نهضت ليحتضنها بلهفه فابتعدت عنه بميوعه ودلال : هو مش باين انى زعلانه ولا ايه ؟؟!
- هو الموضوع بجد ولا ايه ..
اومأت ايجابا وهى تتدلل امامه : بص يافؤش انت خدت وقتك وفكرت ياما يابن الناس تكتب عليا وابنك يتربي فى عزك .. يااما تدينى مبلغ معتبر يسكتنى ويادار ما دخلك شر ..
- بس انا عحبك ياساميه ؟!
- يبقي تكتب يافؤاد !!
- دول كانوا يقتلونى فى البلد .. مانا مش هتجوز غزيه ؟؟!!
- والغزيه مش عاوزه تعرفك تانى !! يلا طريقك اخضر ..
رمقها فؤاد بنظرات حائره ثم خرج بنيران غضبه .. ظهرت امراه اخر من بين الملابس لتردف بلوم
- ياجبروتك ياشيخه .. افرضي عرف انك مش حامل ؟؟!!
ضحكت بمكر وهى تنزع حذائها العال : كله معمول حسابه .. هو واقع فى ساميه وساميه مش هتسيبه وهيرجع تانى بس لما اختفى واخليه يدور عليا الاول ..
- انت ناويه على اي ريحي قلبي يابتى ؟؟!!
- انا تعبت ياما من شغل الكباريهات عاوزه ارتاح ومافيش غير فؤاد هو اللي هيريحنى من القرف ده هياخدنى الصعيد عندهم مكان بعيد ومحدش هيعرفنى وكمان راجل متريش ومعاه خير يبقي اسيبه ليه ؟؟!
- واي حكايه العيل دا ؟؟!
التوى ثغرها ضاحكا بمكر : اهو نكسب ثواب فى اي عيل من بتوع الملجأ ..............
#بااااااااااااااااااااااااااااك
نفس الابتسامه شقت جوفها ولكنها اكثر الما
- 30 سنه اربي فى واد مش ولدى .. جيه الوقت اللي ارجع فيه لارضي للمكان اللي اتبرت عليه وسبته ..
غرفه واحده لاول مره تنغلق لمده ليله كامله على ثريا وعفاف اكثر من 35 سنه .. كل منهما يجلس فى ركن خاص سابحا فى همومه .. والفتيات كذلك فهم يجلسن فى اماكن متفرقه من الغرفه وحاله من الحزن تخيم على جميعهم .. كابوس لعين تمرد واخترق القوانين ليقتحم الاذهان وهى يقظه .. لاول مره تشرق شمس يوم جديد ولا زالت ظلمة ليلهم محتله قلوبهم .. صمت دائم احتل افواههم كطفل نسي ان يتعلم النطق حتى كبر.. رفعت ثريا رأسها المدفونه بين كفها قائله بحزن
- انا مابقتش عاوزه اى حاجه غير انكم تسامحونى !!
تنهدت عفاف بكلل وحزن : لله الامر من قبل ومن بعد .. الله يرحمك ياعمى .. زين انك موتت قبل ما تشوف المصيبه دي والا كنت هتموت وقتها ..
مسحت نورا دموعها مردفه بهدوء : يعني انا دلوقت ابويا مات !! او اتقتل وانا طول الوقت ده مستنياه وبكتبله كلام كتير على امل انه يرجع !!
فاقت يسر من صدمتها صارخه :
- وهو الزفت ده قتله ليه ؟! انا عاوزه افهم وماتقوليش فلوس وحساب انا ادينى سبب مقنع يخلى اللى اسمه حيدر ده يقتل ابويا ..
انتفض جسد ثريا حتى بدا الارتباك يتقاسم معالم وجهها
- اللى اعرفه قولته ؟!
تحركت ماجده من مجلسها وهى تقترب من ثريا قائله وهى تلوح بيدها مسترجعه كلمات امها
- يعني هو دا السر اللي مخبياه حيدر قتل اخوه بالغلط والقصد كان يقتل ابويا عشان شويه فلوس .. حلو !! هوب يتنشر فى البلد ان ابويا قتل سالم وهرب عشان البيه يطلع منها وفى نفس اللحظه تولع نار التار بين العلتين والدم بقي للركب والبيه ولا على باله .. لا وكمان تقومى معاليك تتجوزيه وتخططوا ازاى تكوشوا على كل حاجه !!
ثم صفقت بغل : لا بجد ضربه معلم !! دماغ شغاله مابتلعبش !! انت مرتاحه كده ؟؟!
انفجرت ثريا باكيه وهى تنهض من موضعها محاوله ان تحتضن ابنتها فدفعتها باستنكار
- لا انت مش امى ولا ينفع تكونى ام اصلا
انفجرت ثريا باكيه : انا عملت كل ده عشانكم ..
يسر بمراره : انت عملت كل ده عشانك انت .. مش عشاننا .. احنا عاوزين حق ابويا اللي اتقتل مش نروح نداري على القاتل ...
" يا ولد الهواري !!!!!!!!!! يااااسلييييييييييييييييييم !! انت فين "
صوت فوضوى قوى يحدث من الخارج .. فسرعان ما ركضوا جميعهم نحو النافذة ليروا مصدر الصوت .. فاردفت ماجده بسخريه
- لا ده كمان له عين يجي لحدت اهنه ؟؟! خليه يتأكد انه حفر قبره بيده ؟؟!
ارتعدت ثريا وهى تتراجع ببطء للخلف خشيه من انكشاف سرها الذي اندس فى ضباب ظلمته لشهور .. اوشكت شمس الحق ان تشرق فتذوبه ليكون مطرا تزهر به الارض .. فمهما طال ليل الشر لابد من نسمات الفجر ان تهزمه .. ركضت عفاف والفتيات للخارج وهما يهذون بكلمات غير واضحه .. لم تجد ثريا مفرا الا ان تلحق خُطاهم بتردد وخطاوى مهتزه ..
وصلوا جميعهم الي الحديقه فجهرت ماجده لاحد الغفر
- خليه يدخل نشوفه عاوز ايه ؟!
نورا بصدمه وهى تقف امامها : انت اى الجنان اللي بتقوليه دا ؟! يدخل فين ؟؟!
ماجده بصوت عال : خليه يجى .. اوعى تكون صدقتى الكام كلمه والشويتين اللي عملتهم امك ..
اقتحم حيدر مجلسهم فلاحظت نورا عدم اتزانه وحركته المختله .. فبدا امامها يتمايل يمينا ويسارا كمن فقد عقله .. فاردفت عفاف من الخلف
- والله زمان ياحيدر .. ياخى الدنيا دي صغيره قووي ..
هجر حيدر بصوت مهتز غير واعى بما يهرب من بين شفتيه
- ولدك فين ياعفاف .. هقتله !! لازمًا اخد حقى منه ..
اندلت عفاف درجه واحده من فوق السلم
- ااه انت مستعجل بقضاك عااد ؟؟! خاف على روحك طاب عشان لو حد من ولادى شم خبر انك اهنه هيقتلك ؟؟!!! وساعتها مش هياخد فيك يوم ؟؟!
تقف ثريا على اعتاب باب القصر ترمقهم بنظرات حانقه .. تراهم خلف سحابه فوضتها الداخليه بمقلتيها الذابلتين .. اقتربت ماجده منه لتشير للخفير
- سيبه وامشي انت فى موضوع عائلى حبتين محتاجين نتكلم فيه ..
اردف الخفير باعتراض : ياست ماجده ماينفعش اصل ــــــــــــــ
اجابت ماجده مقاطعه : قولت امشي انت دلوقت ؟؟!!!
طأطا الخفير بطاعه ثم تراجع للخلف : اللي تأمرى بيه جنابك ..
ارسل حيدر اليهم نظرات مستنكره .. محاولا استيعاب حجم خطأه الفادح الذي ارتكبه .. فهو الان يقف فى منتصف بيت الهوارة بمفرده بدون خدمه وحراسه .. اقدامه خطت البيت الذي يتسابق على مصرعه .. اردف حيدر بنبره شر
- ولدك فين ياعفاف ...
صرخت ماجده بوجهه وهى تقف امامه
- قتلت ابويا ليه ؟؟؟!
شهقت ثريا من الخلف كشهقه طلوع الروح فرفع حيدر مقلتيه اليها بتساؤل .. فرمقته بنفس النظرة ولكنها اكثر رعبا وهى تهز رأسها نفيا .. فواصلت ماجده حديثها
- انت بتبص على مين !! هى خلاص اعترفت وهتطلع دلوقتى معايا على القسم هتشيلك الليله كلها وتبقى انت الضحيه ياحرام يااااجوز امى ؟؟!!
قهقهه حيدر بصوت هستيري وهو يتحرك بعشوائيه امامه عينهم قائلا
- هى قالتلكم اكده ؟؟! انى انا قتلت ابوكم ؟؟!
تدخلت يسر بصوت منتفض لتقف امامه بهئيتها الضئيله قائله بثبات
- ااااه وقتلت سالم اخوك ؟؟!
فواصلت نورا حديثهم قائله بقوة : يعنى حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتك يعني هيتلف ؟؟!
رفع حيدر انظاره لثريا مهددا :
- انت قولت اكده !! فهمتيهم انى قتلت ابوهم ؟؟! وهو انا اللي دفنته حى ياثريا ... لا بقولك اي مش حيدر اللي هيتغدر بيه ويسكت .. وطالما فهمتى بناتك انى ورا كل المصايب دى لوحدى .. يسمعوا منى الحقيقه ..
ركضت ثريا وهى تجهش بالبكاء نحوه حتى فوجئت بعفاف تعوق طريقها بحزم
- انت رايحه فين .. اقفى اهنه وخلى شمس الحق تنور ... لكل ظلم له اخر يابت عمى ..
رمقت ماجده اختها نورا بنظره خاصه ثم واصلت حديثها وهى تعقد ساعديها امام صدرها
- بقي انت سبب كل المصايب دى كلها .. طب ليه !! استفدت ايه ؟!
فواصلت نورا حديثها : عمرك مافكرت فـ حبل المشنقه اللي هيتلف على رقبتك !! عاوزه اقولك انك لبست وخسرت كل حاجه .. حتى امى باعتك وهتروح تعترف عليك دلوقت ..
فالتوى ثغر يسر ضاحكه مردفه بسخريه : وابقي خلى كل الفلوس والجشع اللي جريت وراهم ينفعك ...
فاتاهم صوت عفاف الساخر من الخلف : هى امك مقالتلكش ان الكفن مالهوش جيوب ياولد العتامنه !!
ثارت جيوش غضب حيدر وهو يدفع ماجده بقوة من امامه ويقترب من ثريا الواقفه بعيدا وجيوس انفاسه تتسابق بداخله .. اصحبت مقلتيه كجمرتان من نار .. فانفجر قائلا
- بعتينى ياثريا !! وغدرتى .. بس لا انا مش هخش السجن لوحدى ولا حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتى لوحدي ؟؟!
ثم دار بجسده حول البنات مكملا حديثه
- انا هقولكم الحقيقه اللي امكم ضحكت عليكم بيها وفتحوا ودانكم زين ...
اقترب خطوة واحده منهم وهو يشير بسبابته فاجهش غضبا
- واحده فيكم انتوا التلاته بتى ؟؟! ااه ماتستغربووش وهتعرفوا هى مين بس لما اخلص كلامى ..
صاعق كهربى لُجم به قلوب البنات وهن ينظرن اليه بعيون متسعه وثغر مفتوح .. ندبت عفاف على وجنتيها بذهول ثم استدارت لثريا وترجها بقوة :
- نهارك مطين ؟! اللى عيقوله ده صح ؟؟!
صرخت ثريا راجيه : اسكتتت سوقت عليك النبى تسكت ....
فتح ذراعيه بلا اهتمام كمن يتحرر من زمام الحياه قائلا
- اسكت !!!! لا مش هسكت ياثريا .. لازم يعرفوا انك يوم مااتقتل سالم وناصر كنتى فى حضنى .....
#فلاااااااش باكككك
- ياترى مين اللي جايلنا دلوق ياحيدر ..
اردفت ثريا جملتها وهى تترك الطعام من يدها .. فنهض حيدر ليرتدي جلبابه الفضفاض
- ياخبر بفلوووس هروح اشوف مين ؟؟!
تشبثت بذراعه راجيه
- ما بلاش قلبي متوغوش ..
وضع سلاحه فى سترته فاردف بثقه عارمه
- جرى ايه اومال !! انا معاكى متخافيش من حاجه .. هشوف مين وراجع
مر قليلا من الوقت وهى ترتعد حتى التفت قلبها لصوت تعلمه جيدا .. فركضت على اعتاب باب الغرفه لتردف بذهول
- يامرك ياثريا ؟!!! ناصر ؟؟
ارتفع صوت الشجار بين حيدر وناصر الذي اصر على تفتيش منزله وكان الاول يمنعه بكل قوته .. حتى دفعه ناصر بهيئته الضخمه فوقع ارضا واقتحم حرمت بيته جاهرا
- انا متأكد انك هنا .. الخفير بنفسه بيراقبك وقالك انك هنا ...
وصل سالم الذي يركض بسرعه فائقه لاعتاب منزل حيدر وهو يمسك بقلبه مناديا
- ارجع ياناصر !! وبطل جنان ..
يبحث فى غرف البيت كالمجنون وهو يضرب كل ما يقابله .. فاقترب منه حيدر قائلا
- قولتلك مافيش حد .. هتمشي ولا ابلغ ؟؟!
تقف ثريا خلف باب الغرفه ترتعد حتى جف حلقها وسجنت انفاسها اخرجت رأسها قليلا لتر الوضع فسقط حقيبه يديها العالقه فى مقبض الباب فاصدرت ضجيجا ركض نحوه ناصر كالمجنون ففوجئ بها امام عينيه .. ظل يرمقها بعيون ثابته لوقت طويل حتى ثارت جيوش غضبه فانقض على عنقها بقبضته الحديديه جاهرا
- طول عمرى بشك فيك وبقول ده الشيطان .. طلعت انت الشيطان نفسه ياثريا ..
ثم جذبها بقوة ولازال يحاصر عنقها حتى اختنقت انفاسها
- لازما تموتى واغسل عاري منك .. قصرت معاك فى ايه انا فهمينى ؟؟!
احتضنه سالم من الخلف متوسلا
- احب على يدك ياناصر .. اعقل متوديش نفسك فى داهيه ؟؟! سيبها سيبها قولت ..
دفعه ناصر بقوة للخلف بكوعه جاهرا
- لازما تتقتل هى والخاين اللي معاها .. هقتلهم ياسالم .. اللي زيهم حرام يعيشوا لحظه ...
اقترب منه سالم مرة اخرى وهو يتشبث بذراعه القابض به على عنق ثريا فبعد محاولات كثيره استطاع ان يفك قبضته من عليها واقفا امامه
- اهدى ياصاحبى الله يرضي عنك .. بلاش جرس وفضايح وبلاش تضيع بناتك ومستقبلهم .. فكر بعقل ...
زاحه ناصر بقوه بعيدا عنه فسقط فوق الفراش وفى التو انهال ناصر على زوجته باشد انواع الضرب المبرح حتى باتت ان تفقد انفاسها بصعوبه .. اخرج حيدر سلاحه من سترته وشد اجزاءه فلاحظ سالم مايفعله اخيه وفى نفس اللحظه التى تحرك بها ساالم ليمنع اخيه من فعله الدنئ هربت الرصاصه من فوهه سلاح حيدر لتصيب سالم فى بطنه ...
التفت ناصر وهو يخرج سلاحه من سترته فدارت ثريا فى الحال لتضربه بقوه على رأسه بمضفأة السجاير الزجاجيه .. فسقط مغشيا عليه ..
ذهول تام من حيدر وثريا جمدت الدماء فى عروقهم .. بعد قليلا ركض حيدر نحو الباب الموارب لبتأكد من غلقه ثم عاد اليها مره اخري صارخا
- هنعمل ايه ياثرياااا فى المصيبه دى ؟؟!!
تلفظ سالم وهو يتأوهه بتعب : اطلب الاسعاف ياخوى انا بموت ؟؟!
صرخت ثريا معارضه : لا ياحيدر هنروحوا فى داهيه وهنتحبس ..
اردفت ثريا بعد تفكير : انا هقولك نعمل ايه ؟؟!!
#باااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك
واصل حيدر حديثه وهو يتمايل بحركات جنونيه
- عارفين امكم قالت ايه ؟؟! قالت اننا ندفن ناصرر فى مكان محدش يقدر يوصله ونرمي سالم فى اي مكان بعد ما يكون طلع فى الروح .. ودفنا ناصر وهو بيتنفس قدام اخويا سالم .. فى نفس الاوضه اللي شافنا فيها .. وبعربيتى خدت سالم للمكان اللي بيعقد فيه دايما هو وناصر وسبته ومشيت ...
اختل اتزان عفاف فلم تتحمل ساقيها اكثر فجثت على الارض وهى تندب على رأسها .. تحركت ماجده بتثاقل لتقف امامه مستنده على عكاز فضولها
- مين فينا بنتك ؟!
دار حيدر لثريا ضاحكا بسخريه
- انت كمان ماقولتلهمش دي ؟؟! طبعا خايفه على صورتك قدام بناتك ؟!
صرخت ماجده بجزع توالى خلفه قنبله موقوته من الدموع انفجرت
- مين فينا بتك .... انطق ..
اقتربت نورا منها بهدوء لتربت على كتفها
- اهدى ياماجده .. اكيد بيقول ايه كلام .. كلنا بنات ناصر الهواري .. انا واثقه ..
مسكت يسر بكم حيدر وهى تديره امامها صارخه
- اوعى اكون انا ؟! انا لو بتك هقتل نفسي ولا ان الدم اللي فى عروقى ده يكون دمك ؟؟!!
صف من السيارات اقتحم قصر الهواري .. فادلف سليم من سيارته بدون انتظار توقفها جاهرا
- يادى النور يادى النور .. وانا اقول البيت منور ليه ؟؟! بقي حيدر الهواري عندنا !! يامرحب ياااامرحبببب ..
تابعت وجد خطاوي سليم التى تبدل لون جهها واصبح اكثر شحوبا مناديه عليه
- سليم .. سليم انت هتعمل ايه ؟؟!
هتف عماد من الخلف جاهرا : هو الواحد مننا كل مايكبر كل ماعقله يخف ؟! حد يجي لقضاه برجليه يااخى ..
نحرت ماجده بنفاذ صبر
- قولتلك مين فينا بتك .. رد ...
ثم دارت برأسها نحو امها : طيب ردى انت .. قولى ان كل كلامه ده مش صح ..
احتل الذهول ملامح الجميع فاردف محمد وهو يقترب منهم : فى ايه مالكم ..
اجابت عفاف بعويل نساء
- تعالى شوف النصيبه التقيله اللي حطت فوق راسنا ياولدى ..
التفتوا جميعم الي حديث عفاف .. فأطرق سليم قائلا
- فى اي ياما .. طيب ردى انت ياماجده الزفت ده عمل ايه ؟!!
اقترب محمد من امه الجالسه فوق السلم بفضول : انت قاعده كده ليه ياعفاف ؟؟!
استندت عفاف على ساعد ابنها بتثاقل حتى نصبت عودها بصعوبه
- عمكم ناصر وابوكى ياوجد .. اتقتلوا على يد عمك اللي واقف جارك ؟؟!!
حاله من الصمت التام خيمت عليهم قليلا مع تبدل ملامح وجههم وشحوبها المفاجئ .. تحركت وجد ببطئ لتقف امام عمها بعيون اضعف من انها تحتبس دموعها
- انا كنت حاسه !! بس ليه ؟؟! تعمل كده فى اخوك وفيا انا لييه ؟؟!
فواصلت عفاف حديثها وهى تشير على ثريا الجالسه ارضا والتى فقط كل اسلحه تمردها
- وكمان فى بت من بنات ثريا تبقي بته
تدخل سليم سريعا ليبعد وجد من امامه قائلا باعتراض
- متصدقوش كلامه ده قاصد يوقعنا فى الغلط .. الكلام ده محصلش .. هو بيقول اي حاجه وخلاص عشان يشفى غليله من اللي عملته فيه .. مافيش الجنان ده طبعا ..
يقف حيدر فى المنتصف وهو مغيبٌ عن وعيه تماما وخلفه عماد وورد واقصي شمال صفوة ومجدى .. وعلى يمينه وجد وسليم وماجده .. ونورا ويسر وعفاف يقفن امامه اما عن محمد فاقترب من حماته بعدم تصديق ليردف
- انت ساكته ليه ؟؟! ماتقومى تنكرى كل كلامه ده .. انت مالك مستسلمه ليه .. قولى ان كل الكلام ده كدب والهوارة راسهم هتفضل طول العمر مرفوعه .. مالك ساكته ليييه ..
جميعهم التفتوا لحديث محمد مع ثريا الذي اجهشت له العيون حزنا وتأكل له القلب الما .. فتراجع حيدر خطوه للخلف بحذر وهو يراقبهم بتمعن فأدخل كفه بسترته واخرج سلاحه وفى نفس اللحظه زاح وجد بكل قوته جنبا وبدون تردد انفجرت رصاصته فى جوف هدفه صارخا
- هاخد حقى منك ياسلييييم ...
فى لمح البصر انقض عليه عماد ليكبل ذراعيه صارخا بقوة : ماجــــــــــــــــــــــده !!!
صرخت ثريا بعدم استيعاب وهى تندب على وجنتيها بحركات هستيريه
- قتلت بتك يااااحيدرررررررررر !!!!
وقف من كان جالسا وركضت من كان واقفا وجثى من وصل لمرمي رصاصة حيدر .. حاله من الذهول والدهشه .. كل منهما يلهث يصرخ يبكى ويتجمد غير قادرا على استيعاب ماحدث ..
جثت نورا على ركبيتها فتابعتها يسر صااارخه باسم اختهم : مااااجده !! متهزريش !! قوومى ..
تحركت وجد ومحمد فى آنٍ واحد ليلفتوا حول تلك التى لقيت حدفها بين ذراعي حبيبها الاول والاخيرة ..
دمعه فرت من طرف عينيها حجبت الرؤية عن الجميع الا هو .. رفعت عيناها بتثاقل اليه وعلى ثغرها ابتسامه رضا وهى تسعل بضعف
- بت الزنا ماينفعش تعيش ياسليم ..
زالت وجد "اشراب" رأسها بلهفه لتكتم به منفذ الدم .. فجهر محمد : يلا ناخدوها المستشفى انتوا هتتفرجوا ..
رمقت محمد بنظرة توسل وهى تلتقط انفاسها بصعوبه ثم عادت النظر بمقلتيها لسليم مع اخر دقيقه تلفظ فيها انفاسها
- امنيتى اتحققت وهموت بين يدك وقصاد عينيك انا مش عاوزه حاجه تانى .. لسه بردو مصدق انى مش عشقاك يابن عمى !!!
كانت اخر جملة اردفتها ماجده قبل ما تغيب روحها عن عالمهم .. ضربها سليم بكفه الذي لطخ بدمائها ذاهلا فوق وجنتيها
- ماجده !! فوقى ياماجده .. فوقى ماينفعش تموتى .. الرصاصه دى قصدانى انا مش انت !!
فزع الجميع على صوت رصاصه طائشه ممزوجه بصرخه قويه نابعه من جوف حيدر ومن الناحيه الاخرى تلقى ثريا السلاح من يدها الذى وجدته فى سيارة سليم لتنفجر ضاحكه
- قتلته ؟؟!! كان لازم يتقتل زى ماقتل بتى .. قتلته وريحت الناس من شره ..........
حاله من العجز والذهول خيمت على جميع اهل البيت كل منهما ينظر للاخر بعيون ثابته ودماء متجمده فى العروق .. حاله من كأن الموت ذاته آت اليهم على اقادمه ليقتنص ضحاياه ببراعه .. بدا عليهم الحزن المصحوب بالذهول حتى انفجرت اصوات النساء صارخه ولاول مره يضم سليم ماجده الي صدره قائلا بتوسل
- سامحينى !!
ضمه قويه طرقعت فيها عظام جسدها كأنها تود ان تخبره بعتاب " ليتك فعلتها ولو لمرة واحده وانا اقف امام عينيك .. فجميعنا نحيا بلمس حبه وبضمة شوق .. فعلتها بعدما فرت روحى من طيله انتظارك جازعه !! فعلتها وانا بين ذراعيك جثه هامده لاحول لها ولا قوه .. جسدى الهالك بين يديك كان ينتظر لمسه حب منك .. ولكننا جميعا لا نعرف الندم الا بعد ضياع الفرصه .. فلو فعلنا كل شيء بوقته لِمَ لم يكن للندم بيننا ظلٌ ........