رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثاني والعشرون
المعاناه
من قال لك انني اعاني فقل له
هل تركت باب الجليل
مناديا وخزلك
ام اتخذت الشكوي سبباً.
الحياة ليست طويلة كي نُجَرّب كُلَّ شيء، ولا تُعتبر قصيرةً لنتذكّر كُلَّ شيء، ولكنها جميلة إذا ما أيقَنّا أنها لا تساوي شيئاً. الحياة ما هيَ إلا قصةٌ صغيرة يجب أن نتعلم منها كي نعيشَ سعيدين على الرّغمِ من قسوَتِها.
/////////////
يقف في الشرفه المطلة علي الطريق الخلفي الموصل لمصنعه ينظر في أثر رحيل مبروكه التي تتعثر في مشيتها شارد بكلام رجب له عن ذاك الطبيب ، يتسأل ماذا حدث جعل الطبيب يزورها يضغط علي أنيابه بغيظ ليقطع ذالك الصوت شرودة يلتف خلفه.
مالك ياعمده من وقت ما كلمت رجب الغفير ووشك قلب حصل حاجه .
شفيق وهو يلتف للخلف طول عمرك فضولي يا مسعود لا مافيش حاجه انا بس شردت في ال حصل وقلقان شويه من مبروكة تغلط ولا حاجه تحصل.
مسعود / قلتلك قبل كدة حط في بطنك بطيخه صيفي دلوقت بقولك حط شادر بطيخ انا حاسب كل حاجه بال ملي المهم تبات في الدوار النهاردة
تحسبا لاي كلمة تقال كدة ولا كدة.
شفيق / بسيطه رجب يجي ويخلصنا من البلوة ال جوه وبعدها هروح علي طول اصلا انا محتاج أريح من إمبارح.
أنهي كلامه واتجه إلي باب الشقةيفتحه.
رجب / السلام عليكم يا حضرة العمدة إتفضل جنابك الشوالين ال طلبتهم.
شفيق / خطي الي الداخل واشار له بالدخول
تعال ورايا.
دخل رجب خلف شفيق بإستغراب لاول مرة شفيق يطلب منه الدخول ليقف بزهول وهو يري مسعود المحامي يجلس، ليمر.عليه دون ان يتوقف ويخطوا وراء شفيق حتي دخل الي غرفة النوم.
شفيق / واقف كده ليه شيل البلوة دي في الشوال وتطلع علي التر عه ومن النخيه التانيه ترميها مش نخيه البلد لا الناحيه التانيه والشوال التاني حط فيه الفرشه كلها واحراقهم في اي مكان وانت راجع في سكتك تجبلي الدكتور على علي الدوار .
رجب / دون أن يسال او يعرف من هي الفتاة اويكشف وجهها قام بوضعها في الشوال واغلقة
ورفعها ووضعها علي الارض وقام بلف المفرش والاغطيه ووضعهم بالأخر دون ان ينبث ببنت كلمه ووضعهم فوق كتفه وخرج من الغرفه خلف شفيق
الذي كرر عليه ألأمر مرة إخري.
شفيق / هتنزل تحطها في عربيه مسعود بيه وهيوريك المكان بالضبط هو هيطلع علي بيته وانت ترجع من الزراعات تروح تجيب على وتحصلني علي الدوار.
رجب واخيرا نطق / تحت امرك ياعمدة.
هبطوا جميعا اتجة العمدة لسيارته ومسعود فتح لسيارته بعد وضع رحب ما يحمله بالسياره من الخلف.
وصعد رجب جواره وإنطلقا الي وجهتهم وشفيق عاد إلي الدوار.
/////////////////
فاقت زهور واخبر الطبيب عبد الرحيم عن حالتها وعدم قدرتهم علي الحركه والنطق بسبب حالتها النفسيه ليصدم عبد الرحيم ويدخل لغرفه العناية
يقف بجوار زوجته ينظر لها يقترب منها يهبط حاثيا علي ركبتيه يمسك بيدها بيز يديه يرفعها امام وجهه دموعه تهبط ينادي عليها بصوت متجشرج.
زهوووور فاتحي عنيكي بوصلي كلميني سمعني صوتك بلاش تعقبني العقاب الصعب ده .
زهور دموعها تسيل علي جانبي وجنتيها فتحت عينها دون الالتفاف له حاولت سحب يدها من بين يديه
رفع وجهه ليقابل وجهها ليقف سريعا ويجلس بجوارها.
عبدالرحيم / بزيح دموعه زهرتي فقتي حمدالله علي سلامتك ياعمري كله.
زهور/ تبعد عيناها عنه للجهه الاخري.
عبدالرحيم / لا يا زهرتي بلاش بلاش تبعديهم عني عقبيني اي عقاب الا إنك تحرمني منك مهما حصل
بلاش العقاب الصعب ده عارف انك زعلانة مني سامحني زي كل مرة اغلط فيها طول عمرك قلبك حنين وبتسامحي كتير حصلت مشاكل ما بنا عمرك ما بعتي عني ولا حرمتني منك.
زهور/ تسمع لكلماتهه تتحدث دون ان تلتف له بصوت متحشرج ضعيف وتهته هبطتت دموعها وهي تشعر بالفعل بثقل لسانها لتنطق أخيرا عا اااوزة أاخرج من هنا
وديني بيت أختي صمتت واغلقت عينها اهتز جسدها بيت زياد وديني بيته اعيش الايام ال بقيالي فيه بعيد عن الحقد والغيرة والطمع ال بيتك
متطلبش مني السماح زمان كنت بسامح في ال يخصني دلوقتي هسامح في إيه في موت إبني
لو انا سمحتك هو هيسامحك هتقدر تعيش وتغمض عينك وعيونه بصه لعنيك هتكمل عادي وبنته أخر ذكرة منه مش عارف مكنها خلاص ال بيني وبينك آنتهي بدفن إبني وحرماني منه.
عبدالرحيم / لا يقوي علي نطق كلمه يستمع الي كلماتها التي تنطفها بثقل بصدمه ظل ينظر اليها
دون ان يتحدث او يحيد بعينه بعيد عنه
ليقف تارك يدها وينحني مقبل جبهتها، همس في اذنها اليوم ال هتبعدي فيه عني ده اخر يوم بعمري
واوعدك طول ما فيا نفس استحاله تبعدي عن حضني وحفيدتي هدور عليها ويحرم عليا الفرح والراحه لحد ما القيها وارجعها لحضنك
والبيت ال هعيش فيه هو ال هتعيشي فيه
مش هسمح إنك تبعدي عني ولو للحظه واحده.
انا هخرج اسال الدكتور نقدر نخرج امته ولحد ما يسمح بخروجك هكون جهزت البيت ال هنعيش فيه
انا وإنتي.
ليخرج متوجها الي الطبيب ويشير الي حفيدة ان يدخل لجدته.
عبدالرحيم / أدخل لجدتك خاليك جنبها، انا شويه وراجع.
///////////////
سلسبيل حاولت النهوض من علي الفراش بعد رحيل الطبيب علي. تتحدث برعب.
سلسبيل / هاتي البنت اشوفها كده يا خالتي.
احلام / خاليكي مكانك انتي مش قادره تقفي علي رجلك انا هجبها شفيها أهو لتحمل الصغيرة وتعطيها لسلسبيل التي شهقت فور رؤيتها لوجه الصغيرة
لتقربها لاحضانها تبكي.
سلسبيل / يالهوي البنت وشها اصفر اوي ازاي ما اخدناش بالنا البنت هتروح مني.
احلام / لا حول ولاقوة الابالله ، متخفيش يا بنتي
البنت هتكون كويسه وزي الدكتور ما قال هعمل لحد ما تخف المشكله دلوقتي هنعمل إيه في التطعيمات وشهادة الميلاد.
سلسبيل / مش عارفه مش عارفه انا معرفش أي حاجة أنا اخدت البنت وخرجت ملحقتش اعرف اي حاجه حتي الرضعه الاولي ملحقتش ار ضعهلها.
احلام / طب والعمل هنعمل إيه لازم نعرف ونجيب شهادة الميلاد عشان باقي تطعيماتها.
سلسبيل / مش عارفه اعمل ايه واصرف ازاي
اتصل عليه اساله اخاف ميرودش عليا ولا عروسته ترد وممكن يعرف مكانا وياخد البنت مني.
احلام /مافيش غير حل واحد انا هروحله واعرف ليه عمل كدة واجيب منه شهادة الميلاد واساله علي التطعيمات ال اخدتها البنت وارجع علي طول من غير ما اعرفه طريقنا.
لتصمت احلام بعد سماعهم لصوت خبطات علي باب المنزل.
احلام / ياتري مين ال جاينا الساعادي.
لتتجه الي الباب وتقف خلفه تسال من الطارق.
احلام /تبتعد عن الباب قليلا بعد ان علمت هوية من بالباب.
لتأخذ نفس عميق وتفتح الباب وتتنح جانبا ليدخل من يقف بالخارج.
////////////////////////////
روحيه اغلقت الهاتف ووقفت تخطوا مبتعدة عن
مكان ذكرياتها تمسح وجهها من اثر الدموع لتبتسم
وهي تري سيارة تقترب من مكان وقوفها لتقف امامها ويهبط منها شاب شارف علي العشرين من عمرة.
روحيه فتحت زراعيها ليرمي نفسه بداخلهم.
الشاب / وحشتني يا غاليه.
روحيه / انت اكتر يا نور عنايا.
الشاب/ إيه اى جابك المكان المقطوع ده يا ماما وايه سر حبك ليه من وانا صغير وانتي بتحبي تجي المكان ده.
روحيه / ده المكان الوحيد ال برتاح فيه عشت فيه اجمل ايام حياتي فيه ذكرياتي ال عايشه عليهم.
الشاب/ بس الوقت إتاخر أوي المغرب أذن من بدري والدنيا قربت تعتم تعالي اركبي العربيه ونكمل كلامنا بالبيت علي رحتنا وتحكيلي الذكريات الجميله دي.
روحيه /قبل ما اروح عوزاك تجي معايا.
