رواية بترت أجنحتها الفصل السادس و العشرون بقلم اسماء ايهاب
استيقظت نورسين في الصباح بحماس فسوف تبدأ اجازة زوجها الحبيب اخيراً و سوف تقضي معه اطول فترة ممكنة جلست علي الفراش و انزلت قدمها علي الارض و لكنها صرخت بألم و هي تشعر بألم في قدمها دلكت قدمها قليلاً ثم وقفت عن الفراش حتي تذهب الي المرحاض لكن ما ان وقفت حتي وقعت علي الارض غير قادرة قدمها علي حمل ثقل جسدها ارتجف جسدها و هي تنظر الي قدمها بصدمة و حاولت القيام عدة مرات و لكن لا يمكنها ذلك ايضاً لـ تصرخ بفزع بأسم هانم عدة مرات بشكل هستيري و هي تزحف بقدمها نحو الباب حتي دلفت الي الداخل هانم و تقدمت بلهفة نحوها تأخذ بيدها و لكن نورسين صرخت بها انها لا تقدر علي التحرك ارتجفت اوصالها و هي تصيح بضياع :
_ انا مش قادرة اتحرك مش قادرة اتحرك ساعديني
حاولت هانم مجدداً و امسكت بها حتي توقفها قائلة :
_ حاولي تقومي معايا يا نورسين هانم
انهارت نورسين باكية و هي تتحدث اليها برجاء شديد :
_ مش قادرة حد يساعدني ابوس ايديكوا
نظرت اليها هانم بفزع مما تقول و اسرعت تنادي بصوت عالي علي العم مجدي الذي ما ان سمع هانم حتي صعد سريعاً نحو الداخل يركض اليها ، دلف العم مجدي الي الغرفة لـ يجد نورسين تجلس علي الارض تمسك بقدمها و تنهار من البكاء اقترب يجلس الي جوارها يسأل ما بها لـ ترد قائلة :
_ عم مجدي انا مش قادرة اتحرك مش عارفة في اية رجلي مش قادرة اقف عليها
التفت العم مجدي الي هانم الواقفة بخوف و تحدث اليها :
_ حد يكلم دكتور يا جماعة
حاول العم مجدي حملها و لكنه لم يقدر لـ يوقفها و يسندها حتي وصلت الي الفراش زحفاً علي قدمها غير قادرة علي السير ، تسطحت علي الفراش و هي تبكي بقهر و لا تعلم ماذا يحدث لها بالاصل لـ تجد فريال تدلف جالسة علي مقعدها المتحرك و يدفعها احد الحراس الذي من المؤكد انه من ساعدها بالصعود اليها رفعت نورسين يدها باستنجاد قائلة بخوف :
_ فريال الحقيني انا مش عارفة امشي
تقدمت منها فريال و هي تكبح دموعها من السقوط و مسدت علي يدها و هي تقول مطمئنة :
_ اهدي يا حبيبتي الدكتور هيجي و هيطمنا عليكي
دلفت ايناس الي الداخل و نظرت اليهم لدقيقة من الصمت سقطت دموع مزيفة من عينها و هي تقول بهدوء :
_ انا جاية اريح ضميري يا هانم و رزقي علي الله
نظرت اليها فريال متسائلة بتعجب من بكاءها :
_ في اية يا ايناس
اخرجت ايناس من جيبها الدواء و تحدثت اليهم :
_ الدوا دا كابتن فريد كان موصيني دايما احطه في العصير بتاع مدام نورسين
هزت نورسين رأسها بنفي و هي تصرخ بغضب شديد :
_ لا مش ممكن دي لعبة جديدة يا بنت الكـ لب
صاحت هانم بانفعال و هي تحاول ان تجعلهم يصدقون ما تقول :
_ و انا اعرف منين مكان الدوا يا هانم البيه سابلي الدوا دا معايا بس مكنتش اعرف هو لاية
اشارت فريال اليها و هي تتحدث بغضب و قد توحشت ملامحها لما تلقي علي شقيقها من اتهام :
_ انتي كدابة امسكوها متخلهاش تطلع من هنا القذرة دي
اخرجت ايناس من جيبها جهاز التسجيل و عبثت به و هي تتحدث بسخرية قائلة :
_ و التسجيل دا يا هانم انا سجلته لما عرفت اللي ناوي عليه فريد بيه
_ ايوة يا عاصم انا خليت الخدامة تديلها الدوا اما نشوف تأثيره عليها اية ... اية لا هيحصل اية يعني كله تحت ايدينا و الدكتور هيتابع معانا الموضوع
كان هذا صوت فريد يخرج من جهاز التسجيل و مع كل كلمة تتسوع عين فريال و نورسين التي بدأت الدموع تأخذ مجراها الي وجنتها تبكي بقهر علي ما تسمع من فريد من كانت تأتمنه علي نفسها و وضعت كل الثقة به اغمضت عينها تهز رأسها بنفي و هي تهمس الي نفسها بضعف و قلة حيلة :
_ حسبي الله و نعم الوكيل
نظرت فريال اليها بحزن و هي تربت علي يدها قائلة :
_ نورسين متسمعيش منها الدكتور هيجي دلوقتي و يكشف عليكي و هنطمن يا حبيبتي
نظرت فريال الي العم مجدي نظرة قوية و اشارت بعينها الي ايناس قائلة بحزم :
_ متخليهاش تخرج من هنا يا عم مجدي و اطلب الدكتور من فضلك و قوله يستعجل
اخذ مجدي ايناس التي صرخت به ان يتركها و انها لم تفعل اي شئ و حاولت بأقصي جهدها ان تبتعد عنه و لكنه كان متكمن منها جدا حتي انزلها الي الاسفل و ادخلها الي الغرفة و اغلق الباب جيداً و خرج حتي يأتي هو بالطبيب لـ يعمل ما حصل لـ نورسين و ما يمكنه فعله لانقاذها
***********************************
خرج فريد من المطار سريعاً بعد ان بدأت اجازته يجر خلفه حقيبته السوداء يحاول ان يسرع بخطواته يشعر بالقلق ان نورسين لم ترد عليه منذ البارحة حتي شقيقته لم ترد عليه امسك بالهاتف و هاتف عاصم الذي من المفترض ان يجده امامه بالمطار و لم يأتي هو ايضاً اعاد الاتصال ثلاث مرات حتي فتح عاصم الاتصال اسرع فريد يصرخ به بغضب :
_ انت فين يا عاصم مجتش المطار لية و مبتردش لية
جاء رد عاصم بهدوء قائلاً :
_ معلش يا فريد مكنتش فاضي
تأفف فريد و تحدث متسائلاً بقلق يطغي علي نبرته :
_ المهم تعرف حاجة عن فريال و نورسين محدش فيهم بيرد من امبارح
صمت عاصم لدقيقة حتي تنهد قائلاً :
_ انت فين دلوقتي
اوقف فريد سيارة اجرة و ترك السائق يضع حقيبته بحقيبة السيارة و فتح هو الباب قائلاً :
_ انا خلاص وقفت تاكسي و هروح
ابلغه عاصم قائلاً باختصار :
_ تمام لما تيجي هتعرف
تغيرت ملامح وجهه و تحدث بلهفة صائحاً :
_ في اية يا عاصم فريال حصلها حاجة و لا نورسين في اية
حاول ان يجعله يهدئ قائلاً :
_ متقلقش توصل بالسلامة
اغلق فريد الهاتف و اعاد رأسه الي الخلف و اغمض عينه هامساً :
_ ربنا يستر
كلما اقترب من المنزل كلما زاد توتره صك علي اسنانه و ظل يتنفس بهدوء حتي وصل الي المنزل نزل فوراً من السيارة و اخذ حقيبته و اسرع نحو المنزل نظر الي مكان العم مجدي و لكن لم يجده لـ يدلف الي الداخل ما ان فتح الباب حتي وجد عاصم يجلس علي الاريكة ترك الحقيبة و نظر الي عاصم الذي وقف لـ يتسائل بقلق قائلاً :
_ في اية يا عاصم انت هنا لية
ما كاد ان يرد الا ان خرجت فريال من غرفتها ركض فريد نحوها جلس امامها علي الارض علي ركبتيه كوب وجهها بين راحتي يده متحدثاً اليها بلهفة :
_ فريال مالك يا حبيبتي فيكي حاجة
نفت برأسها و هي تتحدث اليه بهدوء :
_ انا كويسة يا فريد
سأل و هو يدور بعينه عليها بقلق قائلاً :
_ اومال في اية محدش فيكوا بيرد عليا من امبارح
اغمضت فريال عينها لـ ثواني ثم بللت شفتيها بطرف لسانها قائلة بهدوء :
_ نورسين
ترك وجهها و دارت عينه بالمكان و تحدث بصوت مختنق :
_ نورسين مالها في حاجة حصلت منير جيه هنا
نفت فريال ثم اجابت مختنقة بالبكاء :
_ لا ، نورسين اتشلت يا فريد
جلس علي الارض و تنفس بصوت عالي و صدره يعلو و يهبط بضيق ثم نظر اليها صائحاً :
_ انت بتقولي اية يا فريال انتي بتقولي ايـــــة
اكملت فريال بعد ان تنهدت بثقل :
_ جالها انهيار عصبي و الدكتور ادلها حقنة مهدئة عشان تنام
صرخ فريد بشقيقته غير مصدقاً ما تقول :
_ الموضوع دا مفيهوش هزار يا فريال نورسين فين
مسحت فريال وجهها بكلتا يديها و سألته بضيق منه و غضب دفين :
_ لية يا فريد لية عملت فيها كدا لية خليتها ضحيتي انا هبص في وشها ازاي دلوقتي طالما مبتحبهاش عملت كدا لية
اشار علي رأسه قائلاً بصوت غاضب مرتفع :
_ انتي مجنونة يا فريال انا هعمل كدا في مين في نورسين
صاحت فريال هذه المرة بغضب :
_ لية حططلها من الدوا بتاعي يا فريد
اشار الي نفسه و هو يسألها بعدم تصديق :
_ انا !!! انا مدتلهاش الدوا دا نهائياً انا كنت هرجعه للدكتور
وقف فريد عن الارض و هم بالصعود الي نورسين لـ يتأكد من صحة حديث شقيقته لا يستوعب ما يحدث لا يستوعب ابداً لكن صوت شقيقته كان قاسي و هي تحذره بجدية :
_ متطلعش يا فريد خليها نايمة
التفت اليها و تحدث و هو يشعر بصدمة تحتل رأسه :
_ انا لازم اشوفها انا مش فاهم اية اللي حصل
نظرت اليه فريال قائلة :
_ هتقولها اية يا فريد
لم يرد عليها فريد انما اتجه سريعاً نحو الدرج يصعد إليها حتي وصل امام الغرفة وقف يتنفس بهدوء و هو يحاول ان يجمع شتات نفسه حتي يواجه مع حدث لها بهدوء
***********************************
دلف فريد و قلبه يرتجف بين ضلوعه وجدها تجلس علي الفراش تسند ظهرها عليه نظرت اليه بهدوء و هو يتقدم منها حتي وقف امام الفراش ينظر اليها بحزن علي حالها و وجهها الاحمر و عينها الحمراء التي ذبلت من كثرة البكاء لـ تتحدث اليه قائلة : _ انا مش همشي علي رجلي تاني
همست بها بارتجاف و تلعثم لـ ثقلها علي قلبها قبل لسانها و علي الفور احتلت غيمة من الدموع عينها لـ تشوش رؤيتها ، رفعت بصرها نحوه غير مصدقة ما قاله الطبيب لها او تريد الا تصدق حاولت ابتلاع ريقها رغم جفاف حلقها اهتزت صورته بعينها و اصبحت لا تراه بشكل سليم و سقطت اولي عبراتها تتسلل نحو وجنتها كـ جمر من نار تشعل صدرها تحرك نحوها ببطئ و جلس الي جوارها علي الفراش وضع يده علي رأسها يمسد عليها بحنان هامساً :
_ نورسين انتي هتخفي
نظرت نحو الفراغ و تساقطت عبراتها بغزارة بلا وعي منها أو انها بالاصل لم تعد تشعر بشئ لقد صدمها واقعها و اوقعها من فوق السماء العالية و هي تحلق كـ طير حُر الي سابع ارض و بُترت اجنحتها للمرة الثانية علي التوالي لم تشعر باقترابه منها و اعتداله بجلسته حتي ضم كتفيها بذراعه و يده الاخري يمسد بيدها يضم كفها الصغير بين انامله و لكنها فاقت مرة اخري علي نفسها حين تحدث من جديد :
_ انا هدفع عمري كله عشان تخفي يا نور
ارتجفت شفتيها و الحزن داخلها ينهش احشاءها تشعر بجمرات من نار تبتلعها مع ريقها و تستقر بأسفل معدتها تشعل داخلها اكثر فـ اكثر ثم جاء الي ذهنها كلماته التي سمعتها خلسة دون ان يعلم كلماته الآن تتردد مرة اخري بصوت اعلي تخترق اذنها و كأنها اشارات الي عقلها الصغير ان يفيق من غفوته و الا يتأمل فهو من كان السبب بما هي عليه الآن ، ازدادت عينها سواداً و اصبحت لامعة بوميض لاول مرة يشهده هو لا يقدر تحدد ما هو هل هو غضب ام حزن لا يعلم لكن نظراتها له تقتله الآن بدماً بادر و دون ان يرمش لها جفن تبدلت ملامحها الي الجمود و هي تنظر اليه قائلة بنبرة تبدو متسائلة الا انها مبطنة بحقد خلق اتجاهه للتو :
_ نفذت عليا مش كدا يا كابتن فريد ؟
عقد فريد حاجبيه باستغراب لما تقول و لكنه اجفل حين ازاحت ذراعه عنها و جذبت يدها من بين يده ثم تحولت الي غضب ظهر بوضوح علي ملامحها التي لطالما كانت هادئة ثم نظرت اليه باشمئزاز قائلة بقهر واضح بنبرتها المهتزة :
_ كنت انا فار التجارب عشان اختك تخف مش كدا !
ما كاد ان ينفي ما تقول تلك المعتوهة عن اي فأر تجارب تتحدث و هل له ان يجعلها تصاب بأذي تعتقد انه فرح بما هي عليه فهو اكثر من يتمزق من الداخل و لكن ما بيده حيلة لقد وقع ما وقع و لكنه صُدم حين القت عليه جملتها التالية و الاحتقار ظاهر بملامحها و نبرتها المختنقة :
_ انت طلعت متفرقش عن منير اي حاجة انت طلعت احقر منه بكتير
قلبه سـ يخرج من بين اضلاعه هل تراه هكذا الآن هل تراه بكل هذا السوء !
مررت يدها علي وجهها الذي غرق بالدموع و قلبها يشتعل يحرق كل ما داخلها من حب له يحرق ما تشعر به اتجاهه يحرقها هي الأخري ازاحت دموعها بقوة حتي ازدادت حُمرة وجهها ثم وضعت يدها علي قلبها و هي تتحدث بصوت ضعيف كـ عصفور اصيب بطلق ناري و يحتضر :
_ مش انت اللي هتدفع عمرك عشاني انت خلتني ادفع عمري عشان خاطر اختك
حاول أمساك يدها و هو يتحدث بنفي و صوت متألم من اتهامها له بتلك الجريمة :
_ لا يا نور مش انا السبب صدقيني
سحبت يدها بقوة قبل ان يمسها يده و ارتجف جسدها بقوة لـ كبحها للبكاء و اخراج شهقاتها العالية المتألمة من صدرها و لكن خرج نشيج خافت من بين شفتيها بألم ساحق بقلبها و ظهرت دمعة واضحة بمقلتيها تهدد بالسقوط لم تفكر حتي بأسوء كوابيسها انه سيكون السبب بدمار حياتها و خسارتها لكل شئ و ما كانت تبنيه من جديد بعد ان انهدم امامها سابقاً ، ما ألمه هو نظراتها له تبدو نظرات محتقرة و حزينة مع لمحة من الغضب و العتاب بأن واحد ضغطت علي شفتيها بقوة لـ ثواني تتحكم بنفسها قبل ان تشير الي الباب قائلة مصطنعة الجمود و لكن لم تخفي عليه نبرتها الداخلية التي تبدو محطمة :
_ اطلع برا يا فريد .. خلاص نتيجة الدوا طلعت و بقيت مشلولة
ثبتت عينها السمراء الباكية داخل عينه الخضراء بقوة و هو تنظر اليه بكره وضح الآن داخل مقلتيها و هو رأه جيداً و ما زاد تألمه تلك الجملة الصغيرة التي نحرت قلبه و هي تنطقها بمنتهي القسوة له و لـ قلبه :
_ بقيت مشلولة بسببك انت و مش هتقدر تتخيل كم الكره اللي قلبي ليك دلوقتي
و كأنها غرزت بقلبه خنجر مسموم و كان سريع الانتشار لـ يشعر بالبرودة التي تغزو اطرافه من اثر جملتها و نبرتها التي يملئها الحقد اتجاهه نظر نحوها و قد غامت عينه الخضراء بحزن و اتسعت حدقتها لـ يسود السواد عينه و يغطي علي لونهم العشبي اقترب منها اكثر و وضع يده علي كتفها و همس بروح نازفة :
_ بلاش يا نورسين بلاش
نفضت يده عن كتفها و هي تنظر اليه بغضب و قد لوحت بيدها امام وجهه و كأنها تريد تمزيق لحم وجهه باظافرها حتي تهدئ تلك النيران المستعرة داخلها و لكن هذا سيكون غير كافي لما تشعر به و صرخت به بعنف :
_ بلاش اية ؟ بلاش كلامي ! كلامي بيوجعك دا اقل حاجة ممكن اقولهالك اللي في قلبي اتجاهك دلوقتي اكتر بكتير من مجرد كلامي دا
تنفست بقوة و صدرها يعلو و يهبط بجنون من شدة انفعالها قائلة بهستيريا :
_ اطلع برا اطلع برا مش عايزة اشوفك
نظر الي حالتها الهستيرية و زادت خفقات قلبه و لها كل الحق بذلك لقد اضحت عاجزة و من المتسبب بهذا هو ! هو ذلك العاشق لها حتي النخاع اغمض عينه بقوة يتنفس بهدوء و قد بدأت هي بلكمه بيديها بكل ما لديه من قوة و طاقة صراخها يألم روحه و يجعله يريد عودة الزمن من جديد لـ يصلح أي شئ ادي الي جعلها بهذه الحالة زفر بضيق و هو يمسك بيدها بسرعة التي تلكمه بها ضغط عليها بقوة حين حاولت افلاتها منه لـ يمسك بيدها الأخري حين ارتفعت شهقات بكاءها تنم علي كم القهر القابع بصدرها و كلمتها الخافتة بكرهها له و حين زادت حالتها و لاحظ ارتجاف جسدها بشكل واضح و ازدادت وتيرة انفاسها بقوة لـ ينظر اليها بقلق و بلحظة كان فوقها يسطح جسدها علي الفراش و يحاوط جسدها بين قدميه واضعاً يدها فوق رأسها يحاول تثبيت حركة جسدها و هو يهمس لها بحنو :
_ اهدي يا نورسين
صرخت صرخة مكتومة و هي تحاول الإفلات من بين يديه لـ يمسك بيديها الاثنين بيد واحدة و الاخري نزلت الي وجهها يتحسس بشرتها الناعمة بابهامه قائلاً بنبرة امر اكثر منها رجاء :
_ نورسين بصيلي
هزت نورسين رأسها بنفي و هي لا تريد رؤيته لا تريد سماع صوته لا تريد اقترابه منها بعد الآن لا تريد اي شئ منه كرر كلمته مرة أخري و لكنها هذه المرة أغمضت عينها بقوة صارخة به :
_ مش عايزة اشوفك مش عايزة اسمع صوتك
امسك بذقنها يثبت رأسها التي تهتز يميناً و يساراً بعنف في رغبة منها لـ عدم رؤيته ثم تحدث بصرامة :
_ افتحي عينك يا نورسين و بصيلي
شددت علي جفنيها و هي تبكي بقوة من جديد و دموعها تتساقط علي الوسادة المرحبة بتلك الدموع لـ يهبط هو يستند بجبهته اعلي جبهتها يهمس بصوت مختنق :
_ انا عمري ما اعمل حاجة تأذيكي يا نور
خرج منها نشيج متألم من صدرها و كأنه بهذه الجملة ما زاد بها الا الألم و المعاناه سلط أنظاره علي وجهها الباكي و شفتيها المرتجفة تهمس بشئ لم يقدر علي سامعه و لكنها شهقت بصوت مرتفع و فتحت عينها سريعاً عندما شعرت بأنفاسه الحارة تقترب من شفتيها حاولت ابعاده و لكنه يقيد حركتها تماماً و لم تقدر الا ان تصرخ به ان يبتعد عنها ارتفعت عينه الي عينها السمراء اللامعة بدموع يناجيها بأن تفهمه انه لا يمكن ان يأذيها بأي شكل كان و لكن تصلب جسده و رغماً عنه اشتددت قبضته فوق يدها و ازدادت وتيرة انفاسه حين تحدثت بصوت ضعيف جاهدت علي ان تخرجه :
_ طلقني .. طلقني يا فريد