رواية زواج بلا قلب الفصل التاسع والعشرون بقلم ادم نارو
(◕ᴗ◕✿) :
(الصوت لسه موجود… بيقرب… كل حاجة حوالين آدم وليلى واقفة، حتى الهوا كأنه بيهمس بإن في خطر… وليلى ماسكة في طرف الجاكيت بإيد وعنيها مش شايفة غير ضهر آدم)
آدم (بصوت واطي، مشدود): ركزي في صوت الخطوات…
ليلى (بهمس متقطع): أنا… أنا حاسة قلبي هيوقف.
آدم (يده ثابتة على الزناد): متخافيش… أي حاجة هتحصلك، هتعدّي من فوق جثتي.
(ثانية واحدة… الصوت بيقرب… واضح أكتر… خطوة… وبعديها خطوة… حاجة بتتحرك بين الشجر)
(آدم فجأة بيرفع السلاح، عينه على نقطة معينة في الضلمة… إصبعه بيقرب من الزناد… وليلى بتكتم أنفاسها)
(فرع شجرة بيتكسر… حاجة خرجت بسرعة من بين الشجر…)
صوت "طَقطَقة" فجأة… عيون بتلمع وسط الضلمة…
(آدم ضغط نفسه أكتر، جاهز يضرب… بس في اللحظة الأخيرة…)
(ضوء النار بان على شكل رشيق بيجري… مش بني آدم…)
ليلى (بهمس): آدم… ده…
آدم (ينزل السلاح ببطء، وعينه لسه مش مصدقة): غزال.
(الغزال بيبص لهم لحظة، وبيقف على مسافة، أنفه بيشم الهوا… وبعدين بيجري واختفى في الضلمة)
(آدم أخد نفس طويل، رجع سلاح لجيبوا ، ولفّ وشه ناحية ليلى)
آدم (بنبرة شبه مبتسمة): خوّفنا على الفاضي.
(ليلى ضحكت ضحكة خفيفة، لكنها لسه بتترعش)
ليلى: مش قادرة أصدق… كان قلبي هيقف…
آدم (بهدوء): الأحسن إن قلبك يفضل يدق… لأننا لسه في الغابة… ولسه مخرجناش من الخطر الحقيقي.
ليلى (بصوت واطي، وهي بتلف الجاكيت على نفسها أكتر): حتى الغزال في الغابة بيخوف… بس أنت… خلتني أحس بأمان.
(آدم بص لها، بس ساب كلامها يعدي من غير رد… وساب نظرته تهرب ناحية النار)
(لحظة صمت، وبعدها ليلى اتكأت على الحيطة الخشبية البسيطة اللي وراها، عنيها مابتبعدش عنه، وأدم قاعد قدام النار، ماسك فرع صغير، وبيحرّك فيه الجمرات)
ليلى (بصوت ناعم): آدم؟
آدم (من غير ما يبص): نعم؟
ليلى: أنت دايمًا مستعد… لأي خطر .
آدم (ابتسم إبتسامة جانبية ): عشان الخطر عمره ما بينام لازم يواجه أدم .
(سكت لحظة، وقال بنبرة واطية): حتى لو كان في شكل صوت بسيط… أو خطوات غزال.
(ليلى ابتسمت، بس بعين فيها ألف سؤال… كأنها فهمت حاجة، أو على الأقل بدأت)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
(◕ᴗ◕✿) : عند سمية :
(قاعة الاجتماعات الكبيرة، الحضور مكتمِل تقريبًا، موظفين ومديرين كبار. سمية داخلة وهي لابسة بدلة رسمية، شعرها مرفوع، ونظرتها نارية. الكل قام واقف بمجرد دخولها، وجلست على رأس الطاولة.)
سمية (بحزم): صباح الخير جميعًا…
(نظرة سريعة للكل، ثم رفعت ملف قدامها)
سمية: الموضوع اللي هنتكلم فيه النهاردة مش بسيط… غياب الأستاذ آدم لأكتر من ٣ أيام من غير أي إخطار أو سبب واضح، وده يعتبر مخالفة صريحة للوائح الشركة.
(الناس بدأت تبص لبعضها، همس خفيف بين الموظفين)
مدير الموارد البشرية (بتوتر): مدام سمية… ممكن ندي الأستاذ آدم فرصة يشرح؟
سمية: أي فرصة؟! هو اختفى من غير أثر… لا اتصال، لا بريد، لا حتى رسالة! ده غير مهني تمامًا.
موظف 1 (بهمس لزميله): بس هو مش اللي كان بيشتغل ليل نهار؟
موظف 2: ده كان شايل الشركة على كفه!
سمية (سمعت الهمس): آه… شايل الشركة؟! طب فين هو دلوقتي؟ شايل نفسه حتى مش قادر!
(بصت لسليمان)
سمية: سليمان… اقرأ نص المخالفة.
سليمان (بصوت واضح): "طبقًا للائحة الشركة، يُعد الموظف متغيبًا تغيبًا غير مبرر إذا تجاوز يومي عمل دون إخطار مباشر أو مبرر رسمي. ويحق للإدارة في الحالة دي اتخاذ إجراء تأديبي يصل للفصل."
مديرة الحسابات (بتحاول تهدي الموقف): بس إحنا مش متأكدين إنه متغيب عمدًا… ممكن يكون حصل له حاجة؟
سمية (بحسم): كلام مش مقبول! وإحنا مش هنفضل واقفين نتفرج على حد بيختفي فجأة، واحتمال يكون ضيع علينا صفقات وشغل بسبب غيابه!
(الكل ساكت… الجو مشحون)
سمية (بحدة): بناءً على كل ده… بطلب تصويت مبدئي على قرار إيقاف آدم عن العمل لحين التحقيق.
(الناس تبص لبعضها مترددة)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
(◕ᴗ◕✿) : عند الحاج التامي:
(الحاج التامي قاعد على كنبة في صالون بيته، باين عليه القلق، بيشرب شاي بس إيده بتترعش، قدامه فادي، مساعد آدم، لابس بدلة خفيفة ومسك تابلت صغير)
الحاج التامي (بصوت مهزوز): فادي… أنت متأكد إنك دورتوا عليه في كل مكان؟
فادي (بهدوء): دورت في بيته، في مكتبه، في المستشفى اللي كان بيتابع فيها، حتى أصحابه… كأن الأرض اتشقّت وبلعته.
الحاج التامي (تنهد): قلبي مش مرتاح… آدم مش من النوع اللي يهرب أو يختفي، هو مسؤول…
(سكت لحظة)
الحاج التامي: وليلى… هي كمان مختفية معاه.
فادي (بتردد): يعني… ممكن يكونوا سافروا؟
الحاج التامي (بهمس): لا… في حاجة أكبر من كده... شو راح أقول للحاج التامي هو كل شوية يتصل عليا.
(بص له)
الحاج التامي: لو بتهتم لأمر إبني آدم بجد، لازم تلاقيه قبل ما الناس تنقلب عليه.
فادي (بحزم): حاضر… هعمل كل اللي أقدر عليه، أوعد .
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
(◕ᴗ◕✿) : عند أدم وليلى :
(الشمس بتبدأ تطلع، الضباب لسه خفيف، آدم واقف قدام النار اللي خلاص بدأت تطفي، بيبص للغابة بعينين حذرة. ليلى قاعدة بتربط رباط جزمتها القديمة.)
ليلى (بتنهّد): ما نمتش خالص.
آدم: الغابة مبتسمحش بالنوم الحقيقي.
ليلى (بتبتسم): إنت دايمًا بتتكلم كأنك عشت ألف سنة.
آدم: وأنا فعلاً حاسس كده…
(سكت لحظة وهو بيطفي النار برجله)
آدم: لازم نتحرك… ندور على بيت، أو حتى كوخ… أي مكان فيه ناس نطلب منهم مساعدة.
ليلى (وهي بتمشي وراه): لو حد شافنا كده هنفتكر هربانين من حاجة!
آدم (بص لها بابتسامة خفيفة): ما يمكن نكون فعلًا كده…
(بدأوا يمشوا وسط الشجر، الأرض لسه رطبة، والطيور بدأت تغني… خطواتهم هادية)
ليلى: بتحس إنك بتتغير هنا؟
آدم: لأ… أنا هنا بس راجع لنفسي…
ليلى: طيب… وأنا؟
آدم (بص لها، نبرة صادقة): إنتي بتقوليلي حاجات عن نفسي أنا مكنتش شايفها.
(سكتوا شوية… وبعدين سمعوا صوت نقيق ضفادع من بعيد)
: ◉‿◉