رواية نبيلة الفصل الثانى والاخير بقلم مصطفى ايمن شحاتة
- لقيتها واقفة عند الغسالة بتخرج منها حاجة بتأكلها و
ما كنتش واخدة بالها من وجودنا
- أيه الشئ اللي طلعته من الغسالة تاكل فيه؟!!!
- دا نفس السؤال اللي سألته لجدك يومها لما لاقيته شهق بصوت عالي بسبب الي الست نبيلة بتاكله المشكلة أنه ملحقش يقولي طلب مني نجري بسرعة قبل ما تكشفنا وفعلا خرجنا من الشقة جري و أنا مفيش على لساني غير كلمة واحدة
- أيه هي ؟!!
ـ أيه هو اللي الست دا بتاكله ، جدك كل اللي قاله انها لحوم نية بس كان عايز يتأكد
- و اتأكد ازاي من حاجة زي دي!!
- دخل لوحده جوا و ياريته ما دخل لأنه مخرجش سليم
- أيه اللي حصله ؟!!
- اليوم اللي دخل فيه اتوفى فيه، يومها بليل سمعت صريخ جامد طلعت جري على الصوت لقيت جدك خارج من بيت الست نبيلة بيزحف و وشه احمر زي ما تقول كدا حد خنقه كل اللي عملته خرجته من الشقة و قفلت الباب بسرعة بس قبل ما اقفل شوفتها واقفة نصها اللي تحت بس اللي باين وكان بينزل جمب رجلها دم قفلت الباب من الخوف وخدت جدك ودخلته شقته حاولت افهم منه شاف أيه لكنه متكلمش كل اللي كتبه في الورقة أن محدش يدخل الشقة دي و من ساعتها مش عارفين اللي بيحصل جوا جدك اتوفى على أيدي وحذرني من دخول شقة الست نبيلة
- هي الست دي عايشة ولا ميتة أنا مش فاهم حاجة؟!!
- على اللي شوفته قدام عيني انها اتوفت و جه ابنها زيارة
ليها و خرج و قال انه شاف امه متوفية جوا وخد الجثة
ودفنها حتى معملش عزا ولا حاجة قفل الشقة ومن ساعتها مشوفناش وشه تاني
- هو الكلام دا حصل بعد وفاة جدي ولا قبل وفاة جدي
- لا بعد وفاة جدك الله يرحمه
- في حاجة غريبة بتحصل في الشقة دي ولازم أعرف
- ارجوك يا أمير بيه ادخل شقتك و بلاش مشاكل عشان متروحش مننا زي جدك
سمعت كلام عبد المنعم و دخلت شقتي بس أنا مش مطمن خالص للشقة دي فيها شئ مش طبيعي ، هل فعلا روحها اللي بتعمل كدا ولا دا كلام وخلاص بيقوله عبد المنعم من أجل انه يخبي شئ تاني مكدبش عليك يومها دخلت غرفة جدي فضلت ادور في كل الاوراق اللي موجودة و قرأت كل الجوابات على أمل أني اعثر على شئ جدي كتبه ومقالش عليه لبعد المنعم لكن بحث بلا فايدة مفيش أي دليل، حاولت أنام بس معرفتش صوت الغسالة مش موجود بس في صوت تاني !!
صوت حد عمال يأكل في شيء لزج صوت مقذذ يخليك تقرف ، خرجت الصالة و أنا بفكر أعمل أيه لدرجة أن اذان الفجر قرب وأنا مش عارف أنام من التفكير وسط كل دا سمعت خطوات رجل في الطرقة اللي بيني وبين شقة نبيلة!!
قمت من مكاني واتجهت ناحية الباب وقبل ما افتح قولت ابص من العين السحرية اشوف مين اللي بيتمشى برا
ولما بصيت لقيت شخص غريب معرفوش لكن لابس هدوم كويسة والغريب انه واقف عند باب شقة الست نبيلة و بيطلع مفتاح من جيبه و حطه في الباب وفتحه ودخل الشقة و هو بيطمن ان مفيش حد شايفه و بعديها قفل بسرعة قبل ما حد يعرف؟!!!!
كنت ببص بيعيني و أنا بوقي مفتوح على أخره من الصدمة ملحقتش حتى اقول للراجل دا ميدخلش جوا هو ميعرفش اللي بيحصل جوا ، فتحت باب الشقة بهدوء تام ومشيت على اطراف صوابع رجلي متجه لتحت عند غرفة عبد المنعم عشان اعرفه اللي حصل ولما وصلت عنده و قولتله رد عليا ببرود تام
- يا أمير بيه دي تهيأت اتفضل اطلع شقتك و نام والصباح رباح
كلامه و طريقته تخليني اشك فيه معرفش ليه دايمًا عايز يبعدني عن الشقة دي!! طلعت و قفلت على نفسي وبعد شوية سمعت صوت باب الشقة اللي قدامي بيفتح كان نفس الشخص اللي داخل من شوية خرج تاني و أيده ملطخة بالدم و بيمسحها بشوية مناديل من أجل يخفي اثار الدم اللي على أيده، معرفش ليه مفتحتش باب الشقة و سألته انت مين ممكن بسبب الخوف اللي عمله عبد المنعم فيا، مفيش ثواني والراجل دا نزل و سمعته و هو بيتكلم مع حد بصوت واطي جداً كأنه خايف حد يسمعه ولما خرجت ونزلت براحة عشان اشوف بيكلم مين لاقيته واقف مع عبد المنعم و بيطلع فلوس كتيرة و بيخدها منه عبد المنعم ، بعديها طبطب على كتفه اشارة بأنه بيشكره و ركب عربيته ومشي و دخل عبد المنعم غرفته تاني يكمل نوم!!
بدأت الشكوك تدخل قلبي اكتر عبد المنعم كان بيحاول فعلا يبعدني عن كشف حاجة بتحصل جوا!! عشان كدا لازم أنا ادخل بنفسي اعرف اللي شافه جدي جوا ، مرت أيام و عبد المنعم مجبش سيرة عن اللي أنا شوفته و الغريب كمان أني في خلال اليومين دول شوفته مرة بيدخل الشقة وفي ايده كرتونة كبيرة ولما خرج ماكنش في أيده حاجة و طريقته مخيفة و بالذات لما قرب من شقتي وحط ودنه على الباب عشان يتأكد من أني براقبه، اللي في دماغي ساعتها اني بحاول اثبت لعبد المنعم أني نسيت موضوع الشقة و أني نازل كام يوم للنزهة و هرجع تاني عشان شغلي لكن أنا بفكر عكس كدا و خلاص النهاردة التنفيذ
على قرب الساعة 12 بليل بعد ما الهدوء عم على العمارة كلها قررت ادخل شقة بس مش من الباب لاء من الغرفة بتاعت جدي!!!
اللي اكتشفته في اليومين دول هي فتحة يدخل منها انسان بالغ موجودة خلف السرير معرفش مين اللي عملها و عملها ازاي بس هو مفيش غيره جدي حسنين اكيد اللي عمل كدا، جهزت نفسي بكشاف صغير و دخلت من الفتحة لاقيت نفسي داخل غرفة صغيرة بس من التفاصيل دي مش غرفة للنوم دي متبهدلة اخر بهدلة ، على الأرض و الحيطان اثار دم متجلط بشكل مقذذ ريحة مقرفة جداً مش قادر اتحملها من ساعة ما دخلت ، الغرفة كمان فيها سلاسل حديد في الحيطة بس مفكوكة زي ما تقول كدا كان في حد مربوط هنا! ، وكان في الغسالة اللي بتشتغل وتعملي ازعاج، لما قربت منها وبصيت فيها لاقيت بركة دم جواها و معرفش لي ممكن حد يحط دم بالكمية دي في غسالة!!
كملت في طريقي و خرجت من الغرفة على صالة كبيرة كانت فاضية من أي اثاث و في الأرض في علامات رجل شخص متجهة ناحية غرفة تانية، لما مشيت مع اثار الاقدام دي ودخلت الغرفة لاقيت فيها اتنين ديب فريزر كبار قدامي على طول و برضو كان عليهم اثار دم كل الخيالات اللي في دماغي اني لو فتحت الديب فريزر دا هيخرج منه جثث مجمدة تهجم عليا بس اللي قطع حبل افكاري وخيالي المريض دا هو صوت تكة باب الشقة اللي جاي من ضهري جريت بسرعة داخل الغرفة ببحث عن مكان استخبى فيه مش لاقي وبالعافية عرفت استخبى في برميل ازرق كبير كان موجود في زاويا الغرفة بين شوية كراكيب قديمة كان الدخول فيه صعب لكن أي شئ يسعني من أجل محدش يكشفني
بعد دقايق في الحبسة اللي أنا فيها دي لاقيت شخص دخل الغرفة و من الاصوات اللي أنا سمعها دي سمعته بيفتح ثلاجة من الاتنين اللي موجودين لما حاولت ابص بطرف عيني على اللي بيطلعه اكتشتف انها لحمة بس متقطعة حتت و بيطلع ويحط في جردل جمبه لما بصيت على وشه اكتشفت انه الشخص اللي دخل وخرج الشقة من يومين و نفس الشخص اللي كان واقف مع عبد المنعم، وبعد شوية دخل عليه عبد المنعم ياخد منه الجردل اللي حط فيه اللحمة وقال:
- حلوين دول كدا يا عبد المنعم ولا احط شوية كمان
- حلوين يا فايز بيه يدوب يكفوا
- طب يلا بينا
خرجوا الاتنين على برا معرفش ناوين يعملوا أي بالجردل دا بس بعديها خرجت من البرميل و اتجهت ناحية الثلاجة وفتحتها و أول شئ شوفته قدام عيني كان كفيل أنه يخليني اصرخ بس من الخوف كتمت بوقي، شوفت راس بني ادم موجودة وجمبها قطع لحم شكلها غريب و بدون تفكير اكيد دا مش لحم محلل أنه يتاكل، طفيت كشافي وقفلت الثلاجة و خرجت وراهم و اتجهت على صدى صوتهم اللي جاي من الغرفة تانية أنا مدخلتهاش لسة لاقيتهم قاعدين قدام واحدة لابسة ملابس سودة متبهدلة و رجليها رفيعة جداً وبارز من العضم كانت نفس الرجل اللي شوفتها في الضلمة من يومين و لما بصيت على وشها شوفت منظرها البشع و سننها الغريبة و هي بتاكل في اللحمة اللي خدها عبد المنعم وصاحبه من الثلاجة كانت بتاكل فيها زي المحرومة بتنهش بشكل مقذذ ملامح وشها غريبة تحت عينها اسود وعينها نفسها واسعة وكبيرة و شكلها مرعب
- هنعمل أيه في اللي أسمه أمير دا يا عبد المنعم
- متقلقش يا فيز بيه هو خلاص مبقاش يجيب سيرة الشقة وكلها كام يوم ويرجع مطرح ما جه
- طيب أنا عندي فكرة أحسن
- أيه هي يا بيه؟!
- احنا ناخده لينا انت شايف الثلاجة.. اللحمة اللي فيها قربت تخلص و أمي بتعمل ازعاج لما مش بتاكل ؟!
- بس أمير دا صعب يا بيه لو اختفى فجأة كدا الشكوك هتزيد علينا دا احنا خبينا جثة جده بالعافية و ضحكنا عليهم ودفناه مانيكان بداله عشان محدش كان مهتم بالجثة اللي احنا خدناها
الصدمة كانت هتخليني اطب ساكت مكاني معقولة خدوا جثمان جدي عشان أمه تاكله
- طيب هنعمل أيه؟! في خلال يومين لازم نشوف جثة جديدة يا عبد المنعم أمي هتبهدل الدنيا بالصريخ بتاعها والكل هيعرف انها عايشة
- متقلقش يا بيه أنا هتصرف ولو ملقناش حد ناخد أمير
فجأة الاتنين ضحكوا ولا كأنهم بيوزعوا الميراث بتاع ابوهم رجعت مكان ما دخلت بسرعة ، صداع من كتر الخوف اللي دخل قلبي بسبب اللي شوفته وسمعته في شقة الدكتورة نبيلة، مترددتش لحظة و طلعت موبايلي و بلغت الشرطة في الاول ما كنش في حد مصدقني بس بعد محايلة كتير البلاغ تم و قالوا انهم جاين بعد ما قفلت معاهم قربت من السرير عشان ارجعه مكانه و يسد الفاتحة وقبل ما أعمل كدا لاقيت الباب بتاعي بيخبط، خرجت برا و بصيت من العين السحرية لاقيت فايز اللي المفروض ولا يعرفني ولا اعرفه، كنت خايف افتح الباب بس فتحته، اتحكمت في اعصابي اللي بتترعش و قلت مين؟!!
- أنا جارك هنا كنت محتاج مساعدة
فتحت الباب و أنا ببص برقبتي و قولت
- جاري منين؟!
- جارك ساكن قدامك هنا كنت بستأذنك تساعدني في رفع حاجة في الشقة جوا
- بس الشقة دي مقفولة و محدش بيأجرها ان........!!!!
ملحقتش اكمل الجملة ولاقيت اللي بيحط أيده على بوقي وبيسحبني لورا معرفش الشخص دا ظهر من ضهري ازاي او دخل شقتي ازاي؟!!!
حاولت اصرخ عشان حد يلحقني بس صوتي مش طالع ، عبد المنعم اللي حط ايده على بوقي كان ضغط جامد عشان معرفش اتنفس، اثناء ما هو كان حاطط ايده على بوقي سمعنا اصوات اقدام كتيرة طالعة على السلم دخلوا شقتي و قفلوا الباب و من سوء حظهم سابوا باب الشقة بتاعت نبيلة مفتوح!!!!!
حصلهم رعب نفس اللي حصلي بعد ما شافوا اللي طلعوا على السلم اكتشفوا انهم ظباط ، و أول حاجة عملتها الشرطة دخلوا شقة نبيلة و طبعًا مش محتاج اقولك شافوا أي جوا!!
كل دا عبد المنعم كان حاطط ايده على بوقي بس سرح شوية لما فايز قاله:
- مصيبة يا عبد المنعم وصلوا لأمي و عرفوا اللي بيحصل جوا
فايز مقدرش يستحمل يشوف أمه وهي بيتقبض عليها ويسكت فتح الباب و سلم نفسه واعترف على عبد المنعم واعترف على كل اللي كان بيحصل جوا وعلى أن أمه عندها مرض و مش بتاكل غير لحم البني أدمين ولو مكلتش بتفضل تصرخ طول اليوم، اعترف على كل البلاوي اللي عملوها هو و عبد المنعم و قالوا على جثة جدي اللي خدوها، بعد تفتيش مكثف لشقة الدكتورة نبيلة اكتشفوا أن في عظام جثث كتير جوا و الناس دي بقالها كتير اوي بتأكل الدكتورة نبيلة لحم بني أدمين و اتحكم عليهم بالاعدام وفضلت الدكتورة نبيلة عايشة بيتعمل عليها بعض التجارب.
تمت
