رواية رد الاذى الفصل الثاني
خليكِ كده ياختي لحد ما يروح يتجوزها اللي لفت عليه وبرمت دماغه.
-يبقى اخر يوم في عمرها لو ده حصل..
رددتها بجدية واضحة, وكأنها بتدافع عن حق مكتسب.
وهو "مصطفى النعماني" كان خلص شغله في المزرعة الخاصة بوالده وعمه بعد ما وكلوا له الشغل وادارة شؤونهم, فهو مهندس زراعي خريج قسم انتاج اللحوم, وشاطر في شغله ومجتهد, وناس كتير بتثق في امانته, والمزرعة في تقدم من وقت ما مسكها, بعد ما خلص شغله قرر يمر على الحجر الصحي للمزرعة, وهناك لاقاها واقفة بره بتتكلم في التليفون والهوا بيطير شعرها في منظر جميل.
قرب منها بيقولها بهزار:
_ قفشتك بتكلمي مين يا هانم.
شاورت له انه يسكت وبرقت بعنيها بتمنعه من أي كلام وبسرعة قفلت المكالمة, ولما خلصت بصتله وقالت مضايقه:
_إيه ده يا مصطفى بجد يعني بتكلمني وبابا معايا على الخط!
بصلها باستغراب وقال:
_ وفيها إيه مش انتِ معرفاه بعلاقتنا!
هزت رأسها بتوتر وهي بتقول:
_ اه اه.. طبعا بس يعني برضو لازم نحترمه مش هنتكلم في وجوده.
-نحترم مين يا بنتي.. ماهو عارف اني مستني تحددولي ميعاد واجي اتقدملك.
_ سيبك من كل ده وقولي عملت إيه في الي طلبته منك.
والحقيقة هي بتتهرب من الكلام في الموضوع, كانت لسه مكلمتش أهلها لأنها مش واثقة من قرارها بأنه الشخص الصح, كانت متردده وقلقانه فمخدتش قرار لسه, لكن طبعا مقدرتش تقوله كده عشان ميحسش انها معندهاش ثقة فيه, لكنها على أي حال ناوية تاخد قرارها النهائي خلال الأيام دي.
هز راسه لها وقال:
_ يا ستي حاضر الورقة اخر الشهر هتكون عندك مكتوب فيها إنك قضيتي معانا ست شهور تدريب وقيمتك فيها امتياز كمان رغم إنك مكملتيش شهرين ونص.
_ حبيبي انا مش محتاجه اطول عشان اثبت جدارتي ده انا وقعتك في حبي في شهرين مش هعرف اثبت جدارتي فيهم في الشغل! وبعدين بابا صاحب باباك والواسطة بتحكم بقى.
_والله معاكِ حق, ما شاء الله اثبتِ جدارتك من أول يوم, انا همشي بقى عشان الحق الغدا, المهم كلمي باباكِ تاني عشان تاخدي ميعاد منه مش معقول اسبوعين مش فاضي يديني ميعاد.
_حاضر يلا سلام.
فضل باصص عليها لحد ما دخلت الحجر فابتسم واتحرك عشان يرجع البيت.
-------------
وبليل في نفس اليوم..
اتجمع الكل على العشاء, من اكبر فرد في العيلة وهو حسن ابو مصطفى لأصغر فرد فيها وهو احمد ابن عمه, تنحنح "حسن" وبعدين قال بصوت خشن:
_ عامل إيه في المزرعة يابشمهندس؟.
ابتسم "مصطفى" ورد:
_ عال يا بابا الأمور ماشية تمام متقلقش.
_ نقلق إيه بقى واحنا معانا مهندس شاطر زيك.
قالها عمه "علي" فابتسم له مصطفى ورد:
_ والله يا عمي انا نفسي كنت قلقان من المسؤولية, بس يعني مادام حضرتك شايف
كده يبقى انا مش هقلق تاني خلاص.
-واخبار الدكتورة إيه يا بن عمي.؟
قالتها سارة وهي تبتسم ابتسامة صفرا, فاتوتر "مصطفى" وهو بيسألها:
_ دكتورة إيه؟
ابتسمت بغيظ وجاوبته:
_ الدكتورة اللي شوفتك معاها من كذا يوم لما كانت تعبانه ورايح بيها المستوصف؟
تنحنح بتوتر وهو بيحاول يقول كلام ميوقعوش في ورطة:
_اه لا بقت كويسه.
- إيه الحكاية يا مصطفى؟
سأله "علي" فاجاب بهدوء:
-ابدًا دي دكتورة عندنا في المزرعة, جايه تدريب وتبقى بنت صاحب بابا, كانت تعبت فجأة فخدتها للمستوصف, بس بقت كويسة.
_ مكانش حد غيرك في المزرعة ياخدها!
قالتها "سارة" بغيظ, فرد عليها متضايق من طريقتها وتدخلها:
_ لا يا سارة مكانش فيه, خلاص!
_ بتكلمها كده ليه يا مصطفى كلم بنت عمك عدل.
قالها "حسن" بعد ما حس بحدة "مصطفى" عليها قدام الكل, فرد عليه بشوية هدوء:
_ مقصدش يابابا مقولتش حاجه.
ومرت الأيام والكل عرف إن "مصطفى" عاوز يخطب "ندى" وفعلاً اتخطبوا, وطول فترة الخطوبة كانت "سارة" بتحاول توقع بينهم, وتقرب مصطفى منها, لكن كل محاولتها منفعتش.
وعشان كده قررت تمشي في أخر طريق أمل لها...
قعدت جنب أمها وهي بترتعش, المنظر قدامها مخيف, والدخان اللي مالي المكان مع الصوت العالي وشكل الناس الأغرب كان بيخوفها, جه دورها تدخل, فدخلت وهي ماسكة في أمها لأوضة غريبة, مليانة دخان وواحد قاعد في نص الأوضة ولابس لبس غريب.
_ جايين عشان مصطفى ابن حسن النعماني مش كده.
انتفضت لما سمعت صوت الدجال بيتكلم وبتلقائية سألت أمها:
_ هو عرف منين؟
لكن اتخضت مرة تانية لما هو رد بصوت عالي:
_ بتسألي! انتِ متعرفنيش ولا إيه!؟
_ سامحها يا سيدنا الشيخ متقصدش عارفينك ياخويا وعارفين قدرتك.
قالتها أمها بخوف وهي بتخبطها في دراعها بمعنى تسكت, فسألها:
_ جايين عاوزين إيه منه؟
كانت لسه أمها هترد, لكن أتكلم وقال:
_ هي اللي ترد..
بلعت "سارة" ريقها وقالتله بخوف:
_ مصطفى.. انا عوزاه يتجوزني وهو في بنت بيحبها عوزاها تبعد عني واحلو في عينه.
هز رأسه وقالها:
_ يبقى تنفذي كل طلباتنا.. وبعدها يكونلك المراد
_ قول يا شيخنا واحنا هننفذ.
قالتها سهير فرد عليها:
_ اول حاجة هعوز حاجه من اترها وعليها د مها.
شهقت "سارة" بصوت عالي وهي بتردد كلمته بصدمة:
_ ډمها!!