رواية ساقي الود الفصل الثاني والثلاثون بقلم هاله ال هاشم
وامشي
ودورت عنك
مدينة وبادية وكل شي
وصعد دخان كلبي لغيمة الوهواس
كآظم اسمآعيل الگآطع
_____ود ____
قبل لا اتقرب الهم عرفت الموضوع يخـص بابا و خلال اجزاء من الثانية عقلي رسملي اكثر من سيناريو تخيلت بي فارق الحيـاة و عافني ، مَحسيت الا بأيد تهزني وموجـات صوتية غير مفهومة قادمـه من بعيد تنبهني :
غيـاث :: ود ،، شبيج بويـه ود !
-وگأنه سحبني الى الواقـع ، فتحت عيوني على وسعها وصرخت : شكو شبي بابا ؟
كفـاية :: هسع خابرني خنيجر داخل بنوبة سُكر عمت عيني عليك خويـة
-ودوني الـه ،، گلت و آني اباوع لمهران :
عمـو بداعت بناتك وديني اشوفه
مهران :: عمي دكولن يا الله ، انه راح اخذ هارون واروحن اتطمن عليه و ان شاء الله مامش علي شر
كفاية :: انه اجي ويـاك ، اذا ما اروحن ما يهود گلبي
-عمـو اترجـاك
فجـأة سمعنا طرق عكاز بخطوات واهنـة ، اندارينا چان الشيخ واكف بجسمه الهزيل :
يعقوب :: خَير شمـاله سليمان عسما شر ؟
-اقترب منـه غياث و بخوف سَنده
غياث :: جدي شگومك من فراشك و انت مريض
مهران :: بويه هذا ابو ود داخل بنوبة سكر ومودينه للمستشفى ، السموحة منك رايحين نشوفه
-باوعلي الشيخ بحزن و خاطبني بمواساة :
يعقوب :: على هونج بنيتي ان شاء الله يطلع منها سلامات
-باوع لمهران و تكلم بنبرة وقورة :
يعقوب :: اخذ اخته و بنيته وياك ، گلوبهن موجرة خل يتطمنن عليه
مهران :: صار بويه انت بس ارتاح و لا تعب رويحتك
غيـاث :: تانيني اودي الشيخ لفراشـه و اجي وياكم
مهران :: بويه صوابك بعده حار و اي حركة زايدة تلچم جرحك
غيـاث :: لا انه زين اليـوم
لمعت عيون جده بفخر و هتف :
يعقوب :: بارك الله بيك وليدي
لحظات سريعة تجمعنا بسيارة مهران و تبعنـه غياث الي يتحرك بخطوات حذره بسبب الاصـابة الي بكتفه انطلقنـا للمستشفى و طول الطريق كفاية تنحب بصوت خافت و تندعيله بينما آني ما ذرفت دَمعة وحدة ، گلبي معصور و عقلي يخوض بدوامة اسئلة البارحة حاجيته و وصيته بنفسـه ، چـان زين شنو معقولة صايرله شي اني ما ادري بي ؟
و فجـأة عقلي صار يصورلي مشهد ابويه وهو ينهار اكيد چان لوحده يتألم، و اسأل نفسي بملامة :
هم چان خايف ؟ هم صاح بأسمي گبل لا يوكع ؟
ثگل بگلبي ما ينوصف مثل واحد عاصره بقبضة حديدية
الخوف عصر روحي بس حبست دموعي و ما بينّته ، اندار غيـاث بنص التفاتـه :
غيـاث :: لتخافين ود ابوج گوي و راح يطلع منهـا
-مجاوبته ،باوعت للجامـة اسأل روحي بخوف :
خـاف ما اشوفه بعد ، ما يحاجيني ولا يبتسملي من يحشش عليـه ، حسيت بلمسـة حنونه على كف ايدي التفتت لگيته هو كاعد يمي بوجهه البشوش ، بكشختـه و ريحـة الصندل تفوح من عباته :
ابتسمتله بحنو :
بـابـا هاي انتَ
فجـأة تبددت صورته مثل غيمـة كبيرة تلاشت وظهر وجه عمتي المفزوع :
كفاية :: يمـه اسم الله حبوبة شمالج
مهران :: لا حول و لا قوة الا بالله
-وصلنـا للمستشفى ، نزلنه نركض بخطوات سريعة وقلقة تلكـانه خنجر بالباب ، تسالموا وياه وسلم علينـا عيونه محمرة ، الخوف و القلق مبين على ملامح وجهه ، همس بغصـة :
خنجر :: عمي اخذوه بالعنايـة ، حالته تعبانه
كفاية :: عمت عيني عليك خوية ، خنيجر يمه شلون صار هَيج ؟
خنجر :: شگلج يمـه ، امس بليل سير علينه حمدان
وصار ملاطش بالكلام بيناتهم
مهران :: اهووو رجع يتحيون هالمخسبك ادري شوكت يستعدل
غيـاث :: صوجي انه لو چـاتلة چتلة خوش جان ما عتبت رجليه الحوش هالگ ***
مهران :: خلونـا نشوف الدكتور و نفتهم
-هم يسولفون وآني نص وعيي غايب عنهم وكل تفكيري يم بابا النايم جوه و ما معلوم اذا اشوفه مرة ثانية لو لا ، لحظات انتظار قاتلة منا لمن اجـه الدكتور و سألوه الولد عن حالة بابا بملامح آسفة جاوبنـا :
الدكتور :: والله تعبان مستوى السكر كلش مرتفع بدمـه والكيتونات متراكمة بجسمه لو متأخرين شويه چان ما لحكنه عالمريض .
-شهكت بصوت مخنوك و دموعي خاننّي مكدرت اقاوم هذا الكلام معقولة هاي النهاية ؟
تقرب مني غياث و بصوت ناصي يواسيني
غيـاث :: كولي يا الله ود ، الحمدلله من تلاحكوله وهساع يصير زين
مهران :: دكتور هو ذيج النوبة هم دخل غيبوبه لچن ماطول وكعد منها صار زين
الدكتور :: تحاليله موزينة مستوى الكلوكوز فوك الـ600 لازم يظل اقل شي 48 ساعة تحت المراقبة لان ممكن تتأثر الرئة والقلب ، احنا بلشنا ننطي الانسولين و السوائل بالوريد و ان شاء الله خير .
-لزمت ذراع غياث وبتوسل همست :
اريد اشوفـه ، الله يخليك
الدكتور :: حاليـاً بالعناية و الزيارة ممنوعة
غيـاث :: رحمة لاهلك دكتور بس خليها تشوفه من بعيد
اومأ راسه بتردد
الدكتور :: تمام تدخل لوحدها كم دقيقة
-اخذني غياث و رحنـا للردهة الراقد بيها ، دخلت اشوفه وياريت ما شفته ضعيف ،مُصفر و فاقد بغير عالم ، لزمت كف ايده بقوة و كأني اكوله بابا اني يمك لا تروح و تعوفني
على صوت شهگاتي فوكاه لحدما جرتني الممرضة وطلعتني من الغُرفة تلكاني غياث بوجه مخطوف اخذ بأيدي على صفحة يحاجيني بخفوت :
غيـاث :: له بويه شمسويه بروحج ، كافي حبيبتي ولج والله هسه يگوم ويرجع يشلغم على گلبي وي*** ام عشيرتي !
-بوسط دموعي خلاني اضحك ، اجت عيني على تشيرته لگيت نقاط دم ، بعبوس تساءلت : دتنزف ؟
نزل نظره بمستوى كتفـه و تكلم بسخرية :
غيـاث :: من وره ابو السماسم نسيت انه مصوب
باوع لعيوني بأسف و استرسل :
غيـاث:: ولچ كافي تمطرين لا تخليني اروح اسحل حمدان واطلع حتى **** بالشـارع
-حَموت كافي الله عليك
غيـاث :: انه الراح اموتن بسبتج و بسبة ابوج
-اجونا مهران وكفاية ،
مهران :: بشروا شلونه ؟
غيـاث :: نايم المدلول چم سويعة و يكعد يوغف على گلبي
اشتكت عمتي لمهران :
كفاية :: شوف ، شوف ابن اخوك شلون يحجي على اخوي
-خزره مهران بعبوس بس على طرف شفته ابتسامة كوه كاتمها
غيـاث :: عليمن تخوزر بيـه مرتاح و شكو عليك خما مثل حظي
-انفجر مهران و كفاية بنوبة ضحك عرفت ديسوي هيج ، يريد يطلعني من مود القلق و التوتر حتى لا يتخربط ضغطي ،
لحد وقت متأخر ماكو تطّور بحالة بابا تعبنا كلش ولاسيما ماكو مكان مريح ننتظر بي ، باوعت لغياث بدأ يظهر عليه التعب و عنده دوه لحد الان مماخذه
مهران و خنجر وكفاية ماخذين ركن يسولفون بي
التفت مهران النـه و لاحظ التعب بوجه غياث رأسا اجانه :
مهران :: بويه غويث امش للبيت ارتاح ، ترى صوابك بعدة حار و لهساع مماخذ دواك
-صحيح غياث ترى وجهك صار اصفر و عندك علاج روح للبيت ارتاح اني حبقى هنـا ويا عمو و كفاية
رفعلي تك حاجب ما مقتنع بكلامي ، خاطبني عمه بخفوت :
مهران :: بويه انتِ وعمتج امشن وياه ، انه وخنجر نتاني هنا اي شي يصير نخابركم
-بس ..
مهران :: من غير بس عمي ، ترى وكفتجن هنا ما منها فايدة
تقربت كفاية همستلي :
كفاية :: امشينا ود ، هم زلمتج مصوب مازين عليه الوكفة چثير و انت هم غديتي فدنوب
هزيت راسي بتردد ، ناوش مهران سويچ السيارة لغياث وتساءل :
مهران :: تگدر تسوق لو اخلي خنجر يوصلكم ؟
-اني اسوق عمـو
تساءل بتعجب
مهران :: تعرفين تسوقين ؟
-من زمان اسوق عمـو
ناوشني السويچ و هتف :
مهران :: كفو يبعد عمج جا خوش انتِ وصلي الجماعة
-گال و تسلطت على شفته ابتسامة خبيثة، اقترب غياث بسرعة انتزع السويچ من ايدي :
غيـاث :: يمنتي تصوبت بس يسرتي سالمة
-هزيت راسي ببطء ،، بكيفك
رجعنـا لبيتهم كلش مبين علينـا التعب ، حسيت بدوخة فضيعة سندتني عمتي :
كفاية :: طبعاً تطيحين چـا ظاله على لحم بطنج
غيـاث :: من امس لليوم ما عافتني وهسه جتها صكعة ابوها
تهاويت على الكُرسي الواحد كمت اشوفه ثنين ، تهافتوا عليه كلهم زينب و فاطمة وكفاية تقرب مني غيـاث يباوعلي بخوف
غياث :: عاينيلي زين ، ترى ميصير تسوين بروحج هيج
مالومج تنقهرين عبن النايم بالمستشفى ابوج موش غريب لچن استسلامج هذا ما راح يفيده بشي
زينب :: ذكري الله حبوبة ، والله هساع يصير زين و يرد لبيته سالم
-اومأت براسي و تشكرتهم ،
انقضت ساعات اليوم و حل عليَّ الليل احس روحي بدوامة تايهة جسمي يمهم بس عقلي و فكري يم بابا كفاية تحاول تكون متماسكة بس عيونها تحاورني بخوف ثنينه خايفين من مواجهة المصير و خيانة الدنيا ، ابد ما مستعدين لاي خسـارة
بس هاي المواقف لابد ان تنولد حتى تعلمك درس وتراويك منو الك و منو العليك وشفت بهذا الموقف حب غيـاث و خوفه عليه اهتمامه بيه بعز محنته نسى جرحة و نسى مرضـة و صَب جام اهتمامه بيه بحيث منين ما التفت الكه عيونه محاوطتني بحنية وكأنه يكلي اني يمج ابد لا تخافين ، قاطع صفنتي
صوت كفاية وهي تنده لسمرة حتى تودي العشا لغرفـة الشيخ ، مدري ليش تولدت عندي رغبة بأن اني الاوديه ، يمكن ردت آخذ شويه من قوة حضوره او لأن صوته الخشن المليـان وقار يذكرني بأبويه ماعرف السبب بس المهم اريد اشوفه
نهضت تناوشت منها الصينية ،، اني اوديها
كفاية :: بارك الله بيج حبوبه هو هم حسبة جدج
-هزيت راسي و مشيت بأتجاه غُرفته ، طرقت عالباب مستئذنة دَخلت والقيت تحية السلام
بصوت سميك مُرهق:
يعقوب :: عليكـم السلام هلا بويه هلا بجوهرة داوود
-انحنيت بأبتسـامة واني اخلي گدامـة صينية العشـا، باوعت چـان كاعد مرتجي بظهره على السرير رجليه ممدودة جوه الغطـا يجاهد حتى يعدل كعدته ويفتر گدام الصينية ، همست بخفوت :
ارتـاح شيخنا اني راح اعشيك
تجعدت ملامح وجهه بأبتسامة خَجولة :
يعقوب :: بويه لا تعبين نفسـج و انتَ منا مشلوشه تفكرين بأبوج
-ارتجفن شفايفي وآني احاول احبس دموعي گدامـه :
ابدًا ماكو تعب شيخ انت بمثابة جدو
يعقوب :: الله يرحمـه ، چـان العزيز
-اخذت كسرة خُبز بللتها بالمرق و قربتها بأيدي ناحية فمه اطعمـه مثل طفل صغير ، سـألته:
لا تگولي جـدو مات وانت زعلان عليـه ؟
توقف عن المضغ لثواني ، و عيونه حدقتْ بالفراغ
يعقوب :: چنت حالف ما احاجيـه للموت ، بس من صارت صدك لكيتني اول النـاس يمه ، باوعلي بعيون فاضت بالدمع وأسترسل :
يعقوب :: جدج سلم الروح لباريها و ايده بأيدي .
-تبسم بألم و بغصـة أسترسل :
يعقوب :: مرة صابتني حمى طحت بالقاضية كلش والدختور گال مرض معدي لا تدنون من يمـه بس ايد جدج ما عافتني يبچي يمي و يصيح :
داوود :: ديربالك تموت ولك يعكوب لا تعوفني .
و جنت اكلـه شمالك كض روحك انتَ زلمة علايمك تبچي اتطمن ما اموتن و حتينه لون متت ايدك اخر ايد اكضنها
-شهكت بـصوت مكتوم و دموعي انحدرن عالخد
يعقوب :: الله يرحمـه مات چدامي بس ايدي ماعافت ايده
-مسحت وجهي بظهر اديـه و شلت كاسـة السوب بديت اوكـله بهدوء و بأيدي الثانية امسح بقايا الاكل العالقة بفمـه والغريب لا اني و لا هو اتحرجنـا من هذه التجربة حسيته كلش قريب مثل ما حسني داوود بهذه اللحظة،
شال كف ايده بمعنى اكتفيت ، هسهس بأمتنان
يعقوب :: بارك الله بيچ بنيتي
-بالعافية شيخ ، اكوم اجيبلك الچـاي
يعقوب :: ظلي يمي شويه اريدن احاجيج
-وخرت طاولة الاكل و تقربت من حافة سريره استمع گُلي فضول.
يعقوب :: صـار مُدة يجيني زلمـة بالمنام طول و هيبه بس شكله ما مبين و من اسئلة انت ياهو يگلي انه علي
-علي ؟
يعقوب :: اظنّها منيتي جربت ، ابو الحسن علي يريدني ومچاني بوادي السلام صار جاهز
-شهكت وايدي على گلبي و بخفوت تمتمت :عليـه السلام
يعقوب :: ويمكن تأخرت منيتي بسبتج
-آني ؟
انتحب بألم:
يعقوب :: ماظالم بشّر بحياتي بس انتِ ظلمتج
-هزيت راسي برفض :
ارجوك لا تحجي هيج الموضوع هذا تخطيناه
يعقوب :: بس ما بريتيني الذمم و مازالت الكسرة تسبح بعيونچ
-بوسط دموعي ابتسمت و طبطبت على چف ايده
مبري الذمـة شيخ عالفات و الصار منا ليوم الدين
تهللت اساريره و تنهد بأرتياح مثل واحد ازاح طوق مقيد رقبته من سنين ، ردت أگوم من يمه استوقفني مرة لخ
يعقوب :: غيـاث !
بأستغراب تساءلت : شبي غيـاث
يعقوب :: جـاب عمره شگيان و تعبان عينه عالصغير والچبير وما اذكر نوبه كلالي لا ، كل جواباته آمر و تم تمنيت اجازيه على صبره و تذكرت الله اليجازي العبد الصبور لچني راح احطن المشيخة بأمانته و غيـاث بأمانتج بويه !
-فتحت عيوني بدهشـة المشيخة لغياث لعد و ولده الكبار ومهران الي دائمًاً وياه ؟
قاطع شرودي وأسترسل :
يعقوب :: لا تعيفينه بويه ، موتي راح يچسم ظهره نصين ظلي يمـه وشدي ظهره منا الما يوكف على رجليه
-بلعت ريكي احاول استوعب كلامـه ، دموعي تهل بصمت وخفت من ساعة الوداع لا تكون حانت !
يعقوب :: اعرف شايله بگلبج منه بس صدگيني محد يسندج ويحميج غيره ، ابوج مريض و عمج جليل أصل
-صفنت ماعرف شنو ارد
يعقوب :: اكعدي خليني اسولفلج سويلفه صغيرة من سواليف اهلنـا
-لمعن عيوني بفضول ، اكثر شي احبه هو قصص الناس الكبار بالعمر مدري لانه انحرمت من هذا الشعور على وكت ، تربعت على الارض بمحاذات السرير و بدأ يسرد بصوت مُتعب متقطع سالفته :
يعقوب :: چـان اكو شيخ الله مفضل عليه بالحكمة والمعرفة ، الكاصي و الداني يتعناله خاطر يحل مشكلته عنده بنية وحيدة و حزمة ولد وهالبنية زوجاها لخوش زلمة لچنها يوميا تجي زعيلانه لاهلها و تصيح طلگوني منه ،الاب حاجـى زلمتها ومالكـه علّة بزواجهم بس الفرخة بزر دلال وحيدة على ست زلم و چانت تآمر و تنهي بكيفها فجأة تزوجت وتنوعت لحياتها يم زلمتها موش مثل حياتها يم اهلها ،
شافت الزواج مسؤولية و تفاهم و تنازلات ضاجت بيها الوسيعة واحتارت مابين تريد زلمتها و تريد اهلها لچن الواحد بينا ما يحوي كلشي يريده و الحياة اخذ وعطـا
-بفضول مبالغ تساءلت و تالي شلون نحلت قضيتهم
يعقوب :: اهاا انه اكلج شلون ، بيوم من الايـام طرش الشيخ لزلمتها و كلاله تعال العصرية تعلل يمنـا و كلف ولده كلهم ما يطلعون من الحوش و طلب من بنتـه تلبس ثوب خفيف و تحط بس عباة على راسـها و گبل كلشي سألها بويه زلمتج جاي ترديله يو تطلكين ؟
كالتله الا اطلك بويه انه اريدنكم ، ماحجة ابوها كاللها يجرالج ، لهناك و اجـه زلمتها كعدوه بالديوانية وكعدوا اخوتها ستتهم بين سؤال و جواب عن الاحوال ، سأله بويه انت رايد حرمتك كاله رايدها و شاريها
-ااي
يعقوب :: گام الشيخ وناده لبنته خاطر تدخل ، دخلت البت مدنجة راسها ، ظلت موجفة بمچانها ، كاللها بويه زلمتج رايدج و شاريج ترديله يو لا ، شالت راسها و تنوعت اله بحيرة ماتعرف ترد گوم يالاب و بحركة فجائية جر عباتها من راسـهه وكشفها ، هي لا اردياً ركضي و لبدي ورا رجلج
ضحك الاب و صاح : تصيحين ما اريده وطلگوني منه بس اول ما جريت عباتج دورتي الستر منه ، لا من ابوج ولا اخوتج شو ولمي رويحتج وامشي ويا زلمتج
-ابتسمت ،، السالوفة حلوة
يعقوب :: و كل سالوفة بيها رباط و رباط سالفتنا يبنيتي
هو غيـاث ، بالج عليه بنيتي يتييم و ماعنده حظ
صيريله اهل و عزوة و جيبيله ولد يشيل اسمه ويخاويه
نهضت من مكاني و گلبي يرفرف ويا حجاياته ، همست اطمنه : كون مرتـاح شيخ ، غيـاث بعيوني
يعقوب :: بارك الله بيج بنيتي
طلعت من يمـه نوعـًا ما مرتاحة و بنفس الوقت قلقه من كلامـه بخصوص المشيخة ياترى عمامه راح يتقبلون الوضع طبيعي ؟
تلاكيت ويا اواب الي رمقني بنظرة ازدراء وحتى لا سلم عليه ولا اخذ من خاطري ، عافني ومشى بس بطبعي ماضم شيء بگلبي استوقفته بسُؤال :
العفو صاير شي ، سامع شيء ؟
اواب:: لا ! ليش ؟
-لان حضرتك كلمـا تشوفني تباوعلي بنظرة استقراف
اواب:: لا بس انه اتنوع لكل واحد حسب مستواه
-اشتعل بيـه الغضب ، صحت بأنفعال
احترم نفسك ، نسيت آني منو ؟
باوعلي رافع حاجبـه
اواب :: لا شـلون انسى ، انتِ الحضرية الشردت ويه صا****
-سكت ما كمل بس اني حجيت بأصبع تهديد :
لو رجـال چـان كملت حجايتك بس تعرف نفسك مو رجال و لو حجيتها يجي الارجل منك ويكص لسانك
اتسعن عيونـه بغضب لاهب :
اواب :: انحشمي يامرة ترى واصلة لهنـا منج ، وساكت لخاطر اخوي المدولب بسحرج
-سحري ؟
اواب :: چـا مدكليلي اخوي شلون ساكت على عمايلج
شردتج ويا عزيزان و حركج لبيته و جثير سوالف
ضحكت .. عرفت سمرة خوش ناحشه براسه كلام
وسوتني آني جنت على علاقة بعزيز
وبدل ما يستفزني رحت استفزة :
شسوي الحب اعمى مثل ما انعميت انت بحب سمرة وهي ما تريدك
عفتـه مصدوم بكلامي و صعدت لغرفتنـا ، فتحت الباب رأسـاً لكيته يخابر و يهادد بالتلفون من شافني رأسـًا سده
عكدت جبيني بأستغراب : شبيك ؟ ويامن چنت تحجي
بأرتباك واضح :
غيـاث :: مابيه ، واحد من عُمال المحطة
-يامحطة
غيـاث :: شنهي نسيتي ،، محطة الماي
-همم ،، شلونك ؟
غيـاث :: اخذتلي غفوة ما حسيت على روحي هساع احسن تعشيتي ؟
-ما اشتهي والله ، بلكي تخابر عمو مهران تشوف شلون صار بابا
غياث :: خابرته مساع ، يكول مامش شي جديد متانين رحمة الله
-كعدت بيأس افرك براسي ، وكف ورايـة وخر الشال مني وجر مشبك الشعر ، مرر اصابيعـه بلطف يفركلي راسي واكتافي :
غيـاث :: ابوج سبع هساع يكوم منها بس گولي يا الله
-ماعدنـا غير الله ربي يتولاه برحمته
غيـاث :: ونعم بالله ، شو بطيتي جوه جنتي يم البنوات
-چنت يم جدك
غيـاث :: ههمم يعگوب صار مرتين ياخذج مني
-ههه سوالفه حلوة ما تنمل
غيـاث :: وانه سوالفي شمالها موش حلوة يعني ؟
-اووي غياث لا تگلي تغار حتى من جدك
اندار وكف بمواجهتي :
غيـاث :: اغارن من الهوا لو يمر على وجهج
رفعت راسي اباوع لوجهه مثل جبل شامخ وخيمت بظله
نصى لمستواية و باس جبيني رنّ تلفونه و قطع اللحظة ، صاح وهو يفتح خط :
غيـاث :: هذا عمي مهران بلچن يبشرنه بأبوج
-بس گال الو و بثواني تهللّت ملامحـه و صاح :
غيـاث :: الحمدلله ، اااي خلي للصبح شعنده هم نتأكد من سلامته ، خوش تعال انت و انه اجي بمچانك ، تمام براحتك عمي الله يسلمك يوصـل
-بي طبع من يخابر يفتر و واني صرت افتر وراه ، اريد افتهم منـه سد الخط و صاح :
غيـاث :: ابوج كعد و وضعة مستقر
-بلا وعي مني ركضت حضنته ، و احتوى حضني بتك ايد رفعني من الارض ، ابجي على صدره من فرحتي و اجـه صوته بمكر يداهرني :
غيـاث :: شلون راح تخليني اندعي ربي يچثر من نوبات سليمـان خاطر تحضنيني هيج
-عبست بوجهه و انزلقت من ايديه ،، لا تفاول عليه
غيـاث :: اتمازح وياج شمالج شو تعالي نطيني البشـارة
-شنطيك
-غمزلي و همس : هاليطلع من ايدج انعم الله
-شكد سرسري اني بيـا حال ، وديني اشوفه
غيـاث :: الوكت فات و بس الاطباء الخفر يفترون باچر من غبشة الله اوديج
-وهو يسولف حسيته سوه حركه غلط بكتفه و انكمشت ملامحـه بألم
تقربتله و بلهفة سألته : شبيك كتفك يوجعك ؟
باوعلي بعيون تلمع بخبث:
غيـاث :: لا مو چتفي غير شي
-گال و هو يبتسم بمكر ،، نشغت جوه ايده و صرخت :
-سـافل !
فتح عينـه بدهشة وراح يخربط شعري بأيده ويصيح :
غيـاث :: معدتيييي يالمهطورة جوعان ليش دماغج وسخ
-ديله اسم الله على تفكيرك النظيف ، مشيت بإتجاه الباب وصاح ورايه :
غيـاث :: وين رايحة
-موو تريد عشاا
غياث :: لك هلا بمريتي الحلوة ، اي عشيني بروح ابوج
خل استغل هاي اللحظـات گبل لا يطلع شريچي من المستشفى
هزيت راسي ،، مجنون ..
خلصنـا العشا مداهر و سوالف وطبعًا اسم بابا ما نزل من حلكه ، رمينـا بثقل اجسادنا على فراش واحد اندار على جنبـه الايسر صار گبالي :
غيـاث :: باچر راح ترجعين مـو ؟
-همم
غيـاث :: اووف شدعي عليك ابن داوود ربيتلي علّة بگلبي
-صافنه اضحك عليه شلون الطفل من يتدلل ويزعّل چـان يحجي بصيغة مزح بس لمعة عيونـه تگلي نص الحجاه يعنيه ، ما حجيت ، ما نبست بحرف ، ساكتة اتمعن بي واعدّ تفاصيلة بشهية لذة .. لذة
و احفظهم على ظهر گلبي مثل ترنيمة سلام ، ترتيلة عشك ، دا احبـه و احبـه و اريد بعد احبه اكثر استفاقيت من غفوتي بيـه على كلمـة "احبچ "
-هااه ؟
غيـاث :: احبچ حنطاويتي
-دَسيت راسي بجسمـه ، همست بتعب :
ضمني بيك ،، حبني اكثر و كأن هاي آخر ليلة النـا
رفع حنجي الـه ، اخذ شفايفي بشوك ، ذوب صقيع روحي يتوقف ثانيـة يهمسلي بخدر أحبج ترتوي جذور گلبي منها يرجع ياخذهن بشغف أكبر يهتز جسمي بنشوة بين ايديه يتفرع مني الف غصن كل غصن شايلّه وردة
فقد نفسه و تمادى ، دفعتـه بخفـة اهمس :
چتفك يمعوود
بصوت تعبـان :
خرب چتفي ،، اريدج
-غيـاااث
غياث :: خرب بعمـه ، صوووتج مال آكل
فتحت عيني على جرحـه گام يذب دم ، صحت:
جرحك !
باوعلي بنظرة مُعاتبه و انقلب على ظهرة بيأس
غيـاث :: عساها بحظك سليمان
ضربته بخفة :: بابا شعليييه !
-حط ذراعـه على عيونه و نام زعلان ، واني دحست روحي بسده بس ما نمت چنت احسب ساعة ساعة يطل الصبح حتى اروح اشوف بابا لحدما طرّ الفجر وكلش قفلت نمت بلا شعور وصحيت على حرشته و بوساته النثرهن على وجهي على وجهي .. ابتسمت مُرحبة بهذه المشاعر الحلوة .
غيـاث :: صباح الخير
تمغطت بتعب ، باوعلي بأبتسـامه و دس ذراعـه جوه خصري رفعني اله ، سندت حنچي على كتفه و صار يفركلي ظهري بلطف ، لا ارديـا بست خده
باوعلي بدهشـة رحت ابوس النونه المضمومة جوه لحيته ، انبهت لونه ، ضحكت بخبث ، ختمتها ببوسه على نحره ذبلن ملامحـه، همست :
صباح الخير أُيها السـاقي !
بصوت ذابل :
غيـاث :: هااه
-گوم هم ياله نروح ، نزلت رجلي من السرير ونهضت رأسـاً خطف خصري مرجعني لحضـنه ، يهمس خلف شعري وصوته يدغدغ حواسي :
غيـاث :: هيج اريدنج ،، جننيني فوگ ما انه مجنون بيچ
-كف خصلات شعري على جهـة و ترك بصمة قوية على نحري ومن شاف نفسـه غرك دفعني بلطف بعيد عنه
غيـاث :: روووحي من يمي
-ضحكت بخبث :
رايحـه اغسل وجهي اجي الكـاك مبدل
لم اصابيعـه يسويلي علامة مسبه
بدلنـا و طلعنا للمستشفى ، الطريق كله اني وكفاية نحمد الله ونشكره على سلامة بابا وكفاية ناذرة عشا لام البنين على سلامته الا غيـاث وجهه مغيم و يجر حسرات
فاهمـة وضعه وحقه مالومـه شمايحجي وشيسوي شاب ما تهنى بزواج و لا بطفل و عمره يمشي بس تعب بس اني هم حايرة و فجأة خطرتلي كلمات اغنية قديمة لأمل خضير :
أنا يا طير ضيعني نصيبي
دادا يا طير ضيعني نصيبي
حرت لا اني لهلي ولا اني لحبيبي
يمة لا أني لأهلي ولا أني لحبيبي
تنهدت و عيوني صدت بعيونـه بالمراية ،يعاتبني وابررلـه ، يلومني و افسرلّة وهيج خلصناها الن وصلنا للمستشفى ، نزلنـا اني وكفاية و خطواتنـا تصفع الارض بلهفة الن دخلنا لغرفته ردت روحنـا بشوفته سالم ، انكفينا اني وياها نحضن بي ، اختلطن دموعنا و دموعـه ، صحت :
حمدلله عالسلامـه بابا ، خوفتنا عليك
كفاية :: سوده بوجه العدو ، ذبلان وجهك يبعد عيني
-اقترب غياث و بلهجة ممازحة صاح :
حمدلله عالسلامة عمي ، قطع الاعنـاق و لا قطع الارزاق
صفك ايده بابا وهتف :
سليمـان :: شمالك ولك حاط گورك من گوري
مُهران :: عيفـه حجي ، مريض و خلگه ضيج
غياث :: اي والله ضايج بلچن عمي يعرس و يونسنا
سليمـان :: جويعد على گلبك يبن جويبر
من جوه اسنانه همس :
غياث :: بزوونة بسبعة ارواح
خزرته و ابتسملي ، اهتز تلفونـه بنغمة رسائل اول ما فتحها عبس وجهه و طلع رأسـاً ظليت اتسائل ويه نفسي يا ترى شعنده بالتلفون من البارحة لليوم
كملنا اجراءات خروجـه من المستشفى و انطلقنا للبيت بسيارتين طبعاً غياث ما قبل اصعد وياخنجر صعدنا اني وبابا وياه و كفاية و مهران ويه خنجر
وصلنـا لبيتنا و نزلناه و الصراحة احس اشتاقيت لبيتنا
و حديقتنا و فراشي تحديدًا بس گلبي مقبوض من اتذكر راح اعوف غياث ، هو هم كل شوية يرمقني بنظرة عتب تخليني انقهر عليه ، جلال ذبح لوجه الله و كفاية شمرت عن سواعدها وطبخت الغدا ويه ام غايب تغدوا و شربوا جايهم و استلمت المطبخ اني و ام غايب بهالاثنـاء لمحت غياث نازل من الطابق الفوك دخل للمطبخ يشرب مي سألته بفضول شنو چنت تسوي فوك ؟
غيـاث :: چنت اتأكد من البيبان مقفلة كلشي يصير الدنيا مو امـان
-هممم هسه عرفت شلون دخلت
غيـاث :: ما يمنعني عنج باب لون ردت اجيج
-سكتنا شويه و استرسل بسؤال :
غيـاث :: و تالي نظل هيج ، اظل انه اتنوع و اتحسّر عليچ
-شسوي گلي مدا تشوف صحته شلون تدهورت المن ابقيه ؟
غيـاث :: عمي زوجيييه و انه ادفع تكاليف عرسـة بس خل اخلص
-صوووتك منا المره عيب
غياث :: ما تاخذه هاي المرة و تكسب بينا ثواب
-ششش وينها وين الزواج
غيـاث :: خلص بويه انه اتزوجـه امري لله
-هههه انعل بليسك
غيـاث :: چـا شسوي كليلي ، هسه لو ظال بالغيبوبه فد سنة
-ضربته بخفه على صدره ،، اسم الله عليه
غيـاث :: جديات احجي ، سويلج حل اذا مامش يجوز اجتلة واخلص
-ولك كااافي
بعدما اخذله شوط مداهرة دفعته للديوانية ، عمو مهران چان مبين عليه التعب لذلك ترخص يريد يروح اني وكفاية استسمحت منه تبقى بس بابا مقبل كونها عروس و ميصير تبقى ، طبطبت على كتفها وطمنتها اني موجودة
غيـاث :: اي شي يصير خابريني و هذا حمدان اذا جرب صوبكم هالمرة اچسر ظهره
مهران :: انه راح اوصي الولد برا ما يخلونه يدخـل
كفاية :: شلون وكت اغبر ، صرنـا نخاف من اخونه
مهران :: الحمدلله على كل حال ، يله بويه تظل يمك العافية
جرتني كفاية على صفحة و شاورتني :
كفاية :: لازم نشوف حل لبوج خما تظلين هيج عايني رجلج وجهه دلغم من هساع
-الله كريم لا تشغلين بالج ماكو شي يبقى بلا حل
بوستها و طلعت ويا مهران ، و غيـاث صاحني على صفحة
مد ايده بجيبه و طلعلي فلوس ، هزيت راسي برفض
-صارن هواي والله وين اصرفهم
غيـاث :: هذا مصرفج و غصباً عليه ، خابريني اذا صـار شي
-دَمعن عيوني ، شعور يجنن من تشوف الانسـان الي تحبه شلون واكف بظهرك وساندك ويحاميلك وبنفس الوقت أكو فد غصة ما تنشرح ولا تُترجم لانك متريد تفاركة دقيقة بس راح تفاركـه ، افتهم رقرقت عيوني نصى باس خدي و جبيني ، همست :
-تحبني ؟
غيـاث :: عشگ المجانين والله
-اخذ ايدي عصرها و باسـها ، تركها و راح بأبتسـامة
واني بس راح انفجرت بچي ، اجتي خالة ام غايب وحضنتني ما سـألت شبيج لان واضح عليه الضياع بس كلش خففت عني بحضنها.
مرت ايام قليلة ، بابا تحسن وضعه الصحي بس النفسي مو هلكد كفاية تتصل كل يوم تطمن على احوالنه عرفت منها راح يسوون خطوبة سمره مستعجلين علمود مرض الشيخ ، غياث يتصل يبدي المكالمة بحب و غزل و تنتهي بمشكلة بسبب وضعنا ، حمدان سكت و ما منه خبر ،
عصرية و اشتهيت اسوي تمتوعـة و ترمز شـاي اخذتهم و رحت يم بابا ، جـان صافن بغير عالم ومبين حسبة تجيبه وحسبة تودي ، قاطع شروده بصوتي :
مسـاء الخير حجي سليمـان ؟
سليمـان :: هلا بنيتي ،، تعالي
-نصيت خليت الغراض گدامـه و بلشت اصب الچاي بالاستكاين و بسببه حتى اني كمت ما اخلي شكر ، ناوشته استكانـه اخذه و طكله صفنه لخ بالفراغ ، تساءلت :
-و آني اكول عليمن طالعة صفنة تجيبني وصفنة توديني ؟
ضحك من گلبه و رد :
سليمـان :: چنت افكر بيچ ؟
-بيـه ؟
سليمـان :: اي والله بيچ ، شايل همج بنيتي وضعج مخربط بسبتي لا تظنين عاجبني حالج هيج
-دنكت راسي افرك بكفوف ايديه بحيرة
سليمـان :: بويه انه ما دايملچ ، و زلمتج زين منه حامل هالوضع رجال غيرة چـا طگت حوصلته وراح شاف دربه وتزوج ، هالولد يذكرني بأصرار جابر الله يرحمه بس بالاخير لابد يرضخ للامر الواقع ، الزلمة موش صغير عمره بالثلاثين شوكت يلحك يخلف و يكبر بزرته
-باوعتله بحزن ،، و أنت ؟ شلون تظل لوحدك ؟
عفتك يومين استفرد بيك حمدان و اجيت تموت بسببه
سليمـان :: حمدان دباره يمي انه اعرفن شيريد وليش يدك عالجيه لهنـا
-بفضول تسائلت : ليش ؟
سليمـان :: دكه و مدكوكة عالخزنه بلچن يحظى بيها وانه نايم و انه متخربط متهمة الوسيلة المهم يفچها وياخذ البيها
-معقولة نفسه دنيئة لهدرجـة هذا وهو ابن خير شحال لو مو شايف !
ضحك بسخرية و استرسل :
سليمـان :: چـا انت عبالج يريد فلوس هو موش بحاجة للچم فلس العندي !
-لعد شيريد والله مجاي افهم ؟
سند روحـه و نهض من مكانه
سليمـان :: گومي وياي اراويج شيريد حمدان
-مشى گدامي و تبعتـه بخطوات حائرة و دماغي يتخبط بالاسئلة ، وداني لغرفـة مقفولة و متروكة كفاية گالت عنها مخزن للغراض القديمة ، فتحتها و انبعثت منها ريحة تراب وتبغ كأنها مسدودة من سنين ، دخلنـا والصدمـة جانت الغرفة فارغة تقريباً فقط ارفف خشب وكتب شبعانه تراب و بيوت عنكبوت لكن بألجهة المقابلة هم اكو باب خشب منقوش بزخارف غريبة
تقدمت وراه بفضول و انصدمت لمن ازاح الباب الخشب على جهة طلع مو باب مجرد لوحة خشبية جواها باب فولاذي ثكيل بي قفل الكتروني ينفتح ببصمة ابويه انفتح الباب و سقط نظري بذهول للاشياء الموجودة جوه ، رفوف و دكسنات حديد ماليـه الغرفة و مصفط عليهن مجموعة من الاسلحة بنادق قنص طويلة ومسدسات متنوعة و حتى قاذفات صواريخ صغيرة محطوطة بحذر بزاوية معزولة ، كل سلاح محطوط على قاعدة مبطنة باللباد الأسود عليه ملصقات صغيرة تحمل أرقام وتواريخ عبالك سجل لكل قطعة.
باحد زوايا الغرفة لوكر حديد ضخم عليه شاشة رقمية وقفل الكتروني ، التفتت لبابا بسؤال :
لا تگلي هاي الخزنة الي تقصدها ؟
سليمـان :: جا عبالج الخزنه الي بغرفتي هه
-فهمني بابا شنو هذا المكان وشنو هاي الاسلحة وشنو موضوع الخزنة ؟
سليمـان :: هاي مقتنيات خاصة بيه تكدرين تكولين هواية شكو سلاح انتيكة لو اصدار محدود اخذه لنفسي اما هاي الخزنة ....
-اااي ؟
سليمان :: هاي بيها شكو وثائق و اوراق تخص عملائنا من التجار ارقامهم عناوينهم شغلهم مثل منكول ركابهم بيدي و اذا تسربت معلومة وحدة تطير ركابهم و يرحون سته باسود ، حميدان دخل هالدرب من تالي وكت و جاي يزوبل مايعرف شيسوي
ضحك و استرسل :
سليمان :: اول ما شطح نطح عودين يريد يحظى بيهن مثل ورقه الضغط يبتزهم بيها ما يدري چتلته عدهم اسهل من شربة الماي .
-كلش خفت عليك بابا ليش رميت روحك بالتهلكة ؟
سليمان :: غلطة و طيش شباب و نصهم ما متعامل وياهم بس اكضن عليهم دليل خاطر ما يجربون صوبي .
صفن عليـه بنظرة خوف و همس :
سليمـان :: ردي لزلمتج بويه اذا صدك تحسبيلي حسـاب لان لا سامح الله متت اول شغله يدورونها هي هاي الاوراق و اول شخص يلحكونه هو انتِ دام انج وياي بنفس البيت
-بچيت بضعف و احتاريت شنو اسوي ، همس بصوت جاد :
سليمـان :: افهميني بويه انه من جاي اكلج ارجعي موش لان رجلج ويحبج ويريدج انه جاي احذرج لا تصيرين هدف خصـة و اعداي چثرو حمدان و ولده و عَزيز ؟
بصدمة تسائلت :
عزيز ؟
ضحك و هز ايده بسخرية :
سليمـان :: چـا غير عزيز رجع لشغيلته وياهم و صايرالجندي المجهول الهم
-معقولة و شغله ؟!
سليمـان :: هاي شبيج شو تحجين سته بالشهر المنصب والرتبة هاي لثام جواهن مجرم چبير شي اكيد هم ضاملي ضمـه چيف خبرت عليه و زوجتج لغياث
-متحملت احبس دموعي أكثر ، جثيت على ركبي ابچي بضعف : شسويييت بنفسك بابا ؟
نصى و حاوط اكتافي و رفعني لمستواه :
سليمـان :: انه استاهل جزات اعمالي بس انتِ مالج غرض بهالمصايب ، بنتي بنتي لا تصيرين ورقة ضغط عليه والله الموت ارحم من اذية شعرة منج
-هسه عرفت ليش بعدتني عنك كل هاي السنين
دنك راسـه بحزن
سليمـان :: ياريت تعود السنين ، جان اخذتج و هَجيت من العراق بكبره
-الله كريم بابا ، طلعني منـا لان اختنكت والله
طلعنـا و قفلنه الغرفه و احسّ بثكل جاثم على گلبي خنكني وامتدت اذرع القلق وطَوقت كل محطات الامان بروحي ، هذا مو بيت هذا قنبلة موقوته بأي لحظة تنفجر و نصير اشلاء جواها
مشت الايام واني باقية بمكاني اكعد ساعات صـافنة وايدي على خَدي مكتئبة وضايجة واحس حياتي بلا هدف ، الى ان فاتحني بابا بموضوع رجوعي للدوام ضحكت و گلتله :
لهسّه ببالك نصائح دكتوري النفسي ؟
سليمـان :: چا شعبالج ، هساع كليلي ترجعين حتى اروحن بنفسي احاجي المُديرة
-قصدك نفس مدرسة بنونة ؟
-اي شني رايج لان ما باقي شي للدوام
-مااكدر اداوم بنفس المدرسة بعد بابا صعبة
سليمـان :: چـا خليني اشوفن الج مدرسـة **** المختلطة هاي تابعه لرفيجي
-تمام شوفلياها و خير ان شاء الله
سليمـان :: اليوم ملچة حماتج مو ؟
-اي بابا سمرة و أَواب
سليمـان :: چـا شو ما رحتي ؟
-ما عزمتني ليش دا اروح
سليمـان :: يطبهم حريشي لا تضوجين عبنج حلوة ما عزمتج خاطر لاتغطين عليها
-هههه والله عليك سوالف بابا
سليمـان :: چا مجذب
-كزكزت عليه ، گَمت بسته بخده : الله يخليك اليـه .
عفتـه و مشيت ، صاح ورايـة :
سليمـان :: وين رايحـة ؟
-احضرلك العشـا حجي
سليمـان :: بعد وكت للعشا ، چـا ام غايب وين ؟
-مالها خلك راحت لبيتها
واكفـة بالمطبخ اقطع الخضـروات و رن جهازي بأسمـه المنور الشاشة :
-هلو
غيـاث :: هلا بيچ ،، شلونج
-زوينـه ، شلونك انت شخبار الاجواء
غيـاث :: تمت على خير و ملچنالهم
-اااي داسمـع صوت الدبج لهنا واصل
غيـاث :: والدبج البگلبي ما جاي تسمعينه
-كلاوجي خوش تفرّها
غيـاث :: و علي مشتاكلج اهيس روحي مقبوضه يمكن اجيج
-صاير شي؟
غيـاث :: مامش شي يسوى بس گتلج اهيس گلبي مقبوض يمكن يهوجس عليج
-تعال
غيـاث :: جايج
كملت شغلي عالسريع و نطيت خبر لبابا ، سبحت وجهزت نفسي بلهفة مثل وحدة مخطوبة منتظرة خطيبها شعور لطيف اول مرة اختبره وياه ، اقل السـاعة و اجاني بابا گال ينتظرج بالديوانية ، قبل لا ادخـل همست : وين رايح بابا
سليمـان :: عدي شغيله ويا الولد اخذو راحتكم
-ابتسمتله مُحرجـه اعرف ما يريد يضايقنـا ، دخلت واول ما شافني نهض من مكـانه و تقرب بخطوه سريعة اخذني لصدره ، بادلته الحضن بشوك ، دفن راسـه بركبتي يجر انفاسه ، كال بصوت مخنوك :
غيـاث :: مشتاكلج ،، محتاجج و اريدج يمي
-همست بكلامـه : اني يمك ،، دوم يمك
ابتعدت شويه منـه و لفتتني اناقتـه عبالك عريس ، رفعت حاجبي و صحت :
اي عيني دشداشه سوده و شماغ و عطرك يمشي گدامك شنو ناوي تجلط الحلوات ؟
اخذ وجهي بين ايديـه ،
غيـاث :: ماعندي غير حلوة وحدة
دفعته بخفـة مزعوجة :
وشدعوة هالعطر و الاناقة كلها ، شنو بس لا انت العريس وما ادري
يباوعلي بمكر ويتكلم بهمس :
غيـاث :: لا موش انه العريس بس اصيرن عريس لون ردتي
-غمز و كرص خصري ، ضربت ايده حيل :
ولك لا يدخل بابا و يشوفك تتسوفل
غيـاث :: ابن امه اليدخل غير احطن چيلة براسـه
-يااا عزاا
حاوط خصري و عيونـه غمرتني :
غيـاث :: تغارين عليـه
-طبعـًا اغار ليش انتَ مو رجلي
غيـاث :: يبووو تعال ليه بويه جابر
-مشتاقتلك
اختفت ابتسامته و ذبلن عيونـه على شفتي ، امتدت ايده واصابعـه اخذن مسـارهن داخل خصلات شعري ، غركت بنظراته و ثنينا رفعنـا رايات اللهفة ثبت راسي بأيده و شفافه ترجمت كل احساس مكبوت عنده ، اندمجت وياه وانسجمت مشاعرنـا ، افترقت شفاهنا بكلمة احبج من عنده ، ضمني حيل راسي على صدره يسمع ضرباته العاليـة ، همست :
دا اسمـع دگات گلبك
غيـاث :: كل دگه تصيح احبنج
شلت راسي بغنج اباوعلـه ،، فديتهن دگه .. دگه
اخذ بأيدي و تمشى للقنفـه ، گعد و كعدني بحضنه باعد خصلات شعري الي تبعثرن على وَجهي همس :
غيـاث :: جايبلج فدشي ؟
-همم شنـو ؟
مد ايده لجيب دشداشـته ، طلع منها علبه مجوهرات صغير خفق گلبي و الفراشات تلاطمن بمعدتي معقولة الافكر بي صحيح ؟
فتحها و طلع حلقـتين وحدة ذَهب و الثـانية فضة منقوش بداخلهن حروفنـا
اخـذ بنصري الايسـر و لبسني الحلقة ، تهافتن دموعي على وجنتي بس گلبي يركص فرح ، اخذ الحلقة الفضـة ولبسته ، عيونـه تلمع بفرح باس جبيني و نزل على كل مكان بوجهي حطيت جبيني على جبينـه ، صحت :
احبك غيـاث ،،انتَ حبي الاول و الاخير
-من فرحتـه بكلامي شالني بتك ايد وظل يبوس بركبتي ولحيته تدغدغني ، فرطت من الضحك :
-ولك اغااار ،، نزلنييي بروح اهلك
نزلني يهمس :
غياث :: جبـانه ! لا تخليني هسه اشيلنج جدام ابوج واخلي يكمز
-لا انت حباب متسويها
اخذ ايدي و باس الحلقة بيها ، صاح :
غيـاث :: حتى لو متت لا تنزعينها
حطيت ايدي على شفته : ششش اسم الله عليك
تنهد و حسيته ضام شي من عيونـه ، جريته كعدته وكعدت بصفة ، همست :
-احجيلي شنـو مضوجك
غيـاث :: هيج والله احس مختنك
-صاير شي وياك
باوعلي و همس :
غيـاث :: شيريد يصير خلّه يصير دام انتِ وياي
هزيت راسي بعتب :
هممم كتوم
غيـاث :: مامش شي يسوى لا تخلين ابالج
-ما زعلت لان متحجيلي
ديحجي و رنّ جهازة ، جان هارون المتـصل اول مافتح خط صرخ :
غيـاث :: شبي ليش تخربط ، اي بيا مستشفى ، جايكم للمستشفى ...
باوعلي بفزع :
غيـاث :: جدي ،، الشيخ متخربط
انخبص ميدري شيسوي اخذ تلفونه و ركض لبست شال على راسي بسرعة تبعته لكيته واكف ويا بابا ، اشرلي بابا
راح اروح وياه ، راحو و بقيت لوحدي اتخيلت شكل الشيخ بجيت و من گل كلبي اندعيتله يطلع من هاي الشدة سلامـات
لكن الي صـار بعد ساعة تلقيت خبر وفاته من كفاية الي جانت منهارة و صوتها مجرح ، سديت التلفون منها و انهاريت لوحدي ، يمكن عندي موقف وياه بالسـابق الكلام الي سمعته والظروف حكمت بفترة من فترات حياتي اكرهه لكن لمن صرت ببيتهم شفت العكس ، انسان حكيم صبور على ابتلاءاته كريم و معطاء ويه الناس لا يرد سائل ولا محروم القاصي و الداني يجيه طالب المعونة و ما يرد بشر و اهمها مواقفة وياي كان انسان قبل اي مُسمى اخر لهسه اتذكر من كاللهم ود مو فصلية و لمن بطل البدوية من شغلها و لمن قصدني اكثر من مرة طالب المغفرة والسماح رغم مكانته و هيبته و حضورة ، صرت اتذكر احاديثنا الصغيرة بآخر ايام من أكلته بأيدي من ضحكني وضحكته من اسقاني كم حكمة و انطاني درس بالحياة
كل المواقف تظافرت بهذه اللحظة و خلتني احزن عليه
و دموعي تنزل بحرقة ، قريتله الفاتحـة و دخلت بدلت ثوبي بثوب اسود و ازلت المساحيق من وجهي الحزين
لميت احتياجاتي بجنطة و شَديت الرحال حتى اروح اساندهم بهذا المصاب ، فبالرغم من الخصومة الي بيناتنا و الگلوب المُتخالفة ، يوحدنا الفقد و يآلفنا الحزن والمرأة من عدنـا لازم تتآزر ويه نسوان الفقيد وتهون عليها مصابها
طلعت لخنجر الي لكيته متلقي الخير گبلي وعيونه مورمات من البچي ، ما استغربت حُزنه هو منو الما يحزن على شيخ يعكوب ابو الملكى و العشرة الطيبة
اخذني خنجر لبيتهم الي يعج و يغص بالنسوان والزلم متجمهرين بالبـاب منتظرين الجنازة ، دخلت وصوت الصراخ والعويل يخرمش الگلب قبل المسامع افترت عيوني على النسوان و صابني دوار ما متعودة اشوف هلكد بشر ولا هيج حزن عميق ، باوعت للبدوية ملخت روحها و تلطم بحرارة حسيتها فقدت أب مو مجرد ابو زوجها المرحوم
زينب ، سمرة احلام نسوان عمام غياث و نسوان اول مرة اشوفهن يلطمن و يبچن ، صورة حزن داميـة عجزت استوعبها ، انقهرت على سمرة الي تحولت فرحة خطوبتها لحزن بغضون ساعات
فجأة نجريت من ذراعي چانت كفاية بس جان وجهها مو هو مدمى من اللطم ، اخذت بأيدي و حضنتني
كفاية :: راحت البركة من البيت يمه
-ذكري الله كفاية ، الموت حق الله يرحمه
كفاية :: لاحول ولا قوة الا بالله ، ابوج اجـه ؟
-بابا راح ويه غياث ساعة الي الخابروه
شهكت بصوت مسموع :
كفاية :: يمه هالوليد شحاله هسه ، تيتم مرتين سوده بوجهي
ابجي على حال غياث من هسه و اتخيل شكلة من تلقى خبر وفاة جده يارب اربط على گلبه و صبره بهذا المصاب
ساعات من البچي والنعي بحيث حتى الاطفال تبچي عليـه كالو وصلت الجنـازة مثل فتيل نار و اشتعل انخبص الكل والعياط وصل حَده ، دخلوا الجنـازة شايليها الشباب غياث وولد عمـه اما هارون و هيثم وخنجر وكفوا بالباب حتى لا يدخل احد غَريب و حتى يحظون عائلته بخصوصيتهم ويودعوه ،
حطـو النعش بوسط الديوانيـه و انكفن عليه النسوان يصرخن بفجيعـة البدوية و سمره كلش اتأذن ، زينب لازمة سعدية الي انهكها الحُزن و صارت تئن بصوت خفيض ، كلنـا تسالمنـا وياه و بارينـاه الذمم بدموع و گلوب مامستعدة لرحيـله.
رفعـوا النعش الشباب و ماان طلعوا للطارمـة انهارن النسوان ومزقن ملابسهن ، ركضت كفاية تستر بيهن وتحاول ترجعهن لوعيهن :
كفاية :: كضن روحجن و ذكرن الله اذا يشوفون زياكچن مشككة ما ياخذوجن للدفنـه .
- اخذتهن هي و فاطمة و بدلت الهن ملابسهن بسرعـة بس سمعن حس السيارات طلعن يتراكضن لحد الباب الرئيسي لزمنهن نساء الأقارب وهن ينطنهن علم بأن يتريثن بالوقوف لأجل مراسيم التشييع تقربت للباب حالي حال الموجودات ارعبني المشهد مجرد ما حطو على السيارة اسطفت الرجال على الجانبين والمهاويل توسطو الساحة مشهد يقشعر له البدن شيء غريب ابد محاضرة هيج مراسيم كل عشيرة تعرض بيرغها ( علم او رايـة تحتوي على اسم العشيرة او القبيلة )
وهنا المهوال يبدي يرثي الشيخ بكلام يهد الحيل ويختمة برباط بعدين يرفع صوته ويقفز ويضرب على الأرض بقدمه بقوة و الناس الي حواليه تكرر نفس الفعل وبعدين يدورون بحركة دائرية مرددين الاهزوجة بحيث تحس الارض تهتز جواهم بمشهد عظيم و كلما تنحت عشيرة توسطت الساحة العشيرة الاخرى و حامل البيرغ يهز بيه و خرخشة رمانة البيرغ تهز المسامع منها عرفت انه كل عشيرة ثبتت حضورها و أكثر ربـاط حسيته يمثل الشيخ :
اسد يبن الاسد يالماتهاب الموت
حيف عليك تنشال انت بالتابوت
يظل الكلب لجلك ذايب و مفتوت
انته الينگال عليك معزب بيتك مامله الخطار
وبعدهـا تحركت السيارة و العراضـات وراها و اشتغل الرمي بمنظر يبث الرعب بالنفوس ، مشت السيارة الي تحمل النعش و تبعتها العراضـات متجهين للدفنـه ومنعوا النسـاء من الصعود بأستثناء النسوان الكبار سعدية و البدوية و نسوان العمـام ، اما سمرة انهارت وظلت تلطم بس مخلوها تروح ،
***
مرت ايـام الفاتحة و الحزن خيمّ على الديرة كلها موبس على بيتنا ، الكبير و الصغير يبچون فقده ويرثونه الملالي ما سكتت نعاوي و نحيب مستمر الزلم ما دخلت للبيت الا ثالث يوم سبحوا و رجعوا للمضيف لاستقبال المعزيين ، الحزن بالجنوب ماله وصف غير انه حزن سرمدي ماله علاج ممكن يخف بمرور الوقت لكن ما يطيب و منها اكتشفت سبب هشاشتنا و انهيارنا العاطفي احنا مجتمع ما يتشافى بسهولة من احزانه و لا اكو شيء يبرد لوعة الفراق
سـابع يوم و بوقت متأخر من الليل وبعدما كفت الناس رجلها ، شفناهم اخيراً و شفنا الحزن شكد ماخذ من ملامحهم و أَكثر ثنين متشظين هم مهران و غَياث وجوههم ما تنشاف من الشعر ، و عيونهم ذبلّها الدمع ، اكتافهم مهدوله و حيلهم رايح السواد مو بس مغطي ملابسهم ، لا تحسـه متجانس ويا مسام جلدهم حتى بشرتهم لونها طاعن و اليتيم يسبح بمقلة عيونهم و كأنهم اولا صغار فقدوا اهلهم للتو
هسـه عرفت شوكت يشيخ الانسـان و يهرم بالعُمر مو بعدد السنوات العاشها لا ، يهرم الانسـان باللحظة الي يفقد بيها اهله و يغدو مثل غريب متيه وجهة وطنه
سلمنـا عليهم و جددنـا العزاء و ردهم كان عبارة عن ايماءة مكسوة بالحزن و مخضبه بالعذاب ، ما اقبح اليتم و ما ابشع الفراق
دخـل مهران لغُرفتـه و انزوى غيـاث بمشتمله قافل على نفسه الباب و ميرضى يستقبل احد و لا حتى يطلع ياكل واذا دخلناله الاكل ما يتناول غير كسرة خبز و شوية مي شيء يخليه عايش حتى يعيش حزنه بشكل لائق
بابا رجـع لبيته و اني ما گدرت ارجع مـو قبل ما اطمئن على حالته ، انطوائه على نفسـه خوفني و خلاني بقلق دائم عليه ،
باليوم العاشر ما بيها مجـال اقنعته افوت يمـه واشاركه حزنه ووحدتـه و سمحلي بهالشي ، الليل كله يصلي و يتعبد ولسانه يلهج بالدعـاء لجده بالرحمة ولنفسـه بالصبر ، و هيج على هذا المنـوال ،
الى ان انقضت اول اسبوعين ، حسيت بي دا ينهـار مديتقبل فكرة الوداع ، يطلع مرات بالليل بس على گد يشوف غرفة جده ومرات يستلقي على فراشـه ويبجي بصوت مكتوم ، انصدمت بحزن غيـاث ابد ما يشبه حزن آخر هذا الجبل الشامخ الي شاف كل اهوال الحياة شلون هيج انكسّر و مو گادر يتخطى ويطلع من هذه التجربة ،
تجرأت اجرب حظي وياه و انتشله من قاع الحزن ، اقتحمت خلوته بغرفة جدة و جذبت ايده و سحبته لحضني قيدته بقوة بحنيـة أُم ، اجهش بحضني بصوت مجروح :
غيـاث :: هذا مو بس جدي ود هذا هلي كلهم ، وكل اهلي راحو بموته
-ششش و آني وين رحت ، اصيرلك اهل و عزوة و سند بس لا تسوي بنفسك هيج
هدأ و سكن شويـه ، و استرسلت بكلامي :
-هسـه نكوم نتوضى و نصلي وندعيله شنو رأيك
هز راسـه بأيجـاب
اخذت بأيده و توضينا و صلينا و قرأنا بعض من آيات القرآن واهدينا ثوابها لارواح المسلمين و المسلمات ولروحـه الطاهرة النقية ، بعدها اخذتـه لفراشـه اطبق جفونـه و ايده ممسكة بأيدي ، شويه استقرت انفـاسه گلت نام
سحبت ايدي بهدوء منـه لكنه شدد قبضته حيل على معصمي ، يتكلم بنعاس :
غيـاث :: هم راح تعوفيني ؟
باوعتلـه و انسلّت دمعـة صغيرة على خَدي ، جليت صوتي وهمست بخفوت :
ما اعوفك للموت ....
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم