رواية حكاية عمر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم رونا فؤاد


رواية حكاية عمر الفصل الثالث والثلاثون  بقلم رونا فؤاد

تجاهل ايهم ذلك الشعور الذي تملك منه طوال الليل بينما قضي ليلته والنوم يجافيه يتقلب من جنب لآخر يريد أن يتوقف عقله عن التفكير ....تلك المصيبه التي حلت فوق رأسه كما يناديها يعترف بأن هذا التعريف لن يغير شيء أو يمحو شيء مما حدث ...اعتدل جالسا في فراشه يفرك خصلات شعره بقليل من العنف وهو يزجر نفسه علي كل تصرفاته السابقه ...كيف كان يفعل شيء كهذا بمنتهي التصالح مع نفسه وكأنه علي صواب حتي لو كان يراه صواب أو علي الاقل الحل الذي يجعله يتابع حياته وحياه ابنتاه كما رسمها إلا أنه يعترف الان بأن كان عليه أن يفكر بعواقب لعبته أو زيجاته السريه 

والتي ظن انه يسيطر علي كامل قواعد اللعبه إلا أن كان عليه أن يضع ولو احتمال بسيط أن ليس كل شيء تحت السيطرة دوما وان كان عليه أن يحسب حساب شيء كهذا ....زفر بضع مرات وهو يهز رأسه يحاول رفع الذنب عن كاهله علي الاقل بخصوص اي امرأه كان قد تزوج بها بتلك الطريقه فهي تعرف واختارت لذا ليس عليه أن يشعر بالذنب تجاه أي واحده منهم ليداهم تفكيره تلك الفتاه !

تلك التي لايستطيع ان يخبر نفسه بنفس الكلام عنها ويرفع ذنبها عن كاهله ....

(لم يكن يعرف انها تعرضت للخداع لذا فليس عليه أن يشعر بالذنب ناحيتها ) 

تلك الأسطر التي يحدثها بها أو يحدث نفسه بها بصوت عالي لا تمحو شيء مما حدث ولا تجعل ما حدث يمر كما مر ما فات ....الان عليه أن يعترف بأن ماحدث عليه أن يتحمل ولو جزء بسيط من ذنبه علي الاقل حتي يسكن ضميره ...هز رأسه لنفسه بضيق وهو يفكر بأن حتي هذا الاعتراف لا يفيد بشيء فالكلام والاعتراف أو حتي النظم ومراجعه النفس لاتغير ماحدث ....شيء واحد فقط يغير ماحدث وهذا الشيء يعترف بأنه لا يستطيع فعله 

فلا يستطيع مواجهه ابنتاه بزواجه أو حتي الزواج منها رسميا بالسر ....!

ضم قبضته بضيق شديد متنهدا ...تلك الورقه التي تطالبه بها لن تغير شيء ابدا بالنسبه لها ففتاه مثلها كيف ستبرر مني تزوجت ومتي تطلقت ومن اين يضمن عدم ظهورها مجددا في حياته أو حياه ابنتاه بعد أن يطلقها ...!

كيف يضمن أن لا شيء قادم في المستقبل سيجعلها تظهر مجددا أو ربما زوج قادم لها أو أحد من عائلتها يسألها عنه ويظهر في حياته مجددا  ....!

هز رأسه يوافق تفكيره بأن الزواج الذي تطلبه يستحيل أن يستجيب له حتي لو كان هو الحل الوحيد ليسكت شعوره بالذنب أو التعاطف ناحيتها ....كل ما يستطيع فعله هو تسكين ذلك الشعور بموافقته بقاءها بمنزله لفتره حتي يجد حل اخر ...ربما يبحث لها عن عمل ومنزل صغير تقيم به أو حتي يتكفل بكل مصاريفها ...سيفعل اي شيء الا الزواج بها !

......

.........

لم يكن يريد ترك اسر شفتيها بينما طالت قبلته للحظات طويله بكل لحظه تمر منهم يغرق أكثر بعشقها وتزداد دماءه الهادره في عروقه سخونه وتطالبه شفتيه بالمزيد من رحيق شفتيها التي كان يعتصرها بين شفتيه يحاول أن يتجاهل حركه يدها تجاه صدره تحاول أبعاده ....بصعوبه بدء يخفف من ضراوة قبلته ويترك اسر شفتيها ببطء شديد حتي تركها ولكنه ظل علي نفس المقرره منها يتنفس أنفاسها المتسارعة 

: سيلا ....نطق عمر حروف اسمها بتمهل بينما عيناه تطوف بملامحها ببطء شديد وتلذذ أشد وهو يتطلع الي انتفاخ شفتيها التي اكتنزت بها الدماء بطريقه جعلته يرغب بالمزيد ولكنه تمهل واكتفي بتأمل ملامحها التي تثير نفس الشعور بالنشوه داخل عروقه وهو يري علي ملامحها عشقها له ...اعتصرت وسيله عيناها بتريث قبل أن تقاوم البقاء بتلك السحابه الورديه التي أخذها لها وتفتح عيونها ببطء لتقابل عيناه فيزداد تدفق الدماء الي وجنتيها ...توالت التعبيرات المختلفه علي ملامحها ..مشتته....عاشقه ...خائفه ...ضائعه ...متردده ... ليتغلب اول شعور شعرت به علي كامل مشاعرها الا وهو الشتات ....نعم لا تنكر إن كل ما يجعلها تعيشه معه يتركها في حاله من التشتت ....مشتته لا تعرف اذا ماكانت قدمها تلامس الأرض أو تحلق في السماء !

رفعت عيناها ببطء تجاه عيناه لتري بهم خوف ....نعم خوف لم يحاول عمر اخفاءه ...خوف من أن تبتعد عنه مجددا بسبب ما فعله الان

فكان يهمس باسمها مجددا محمل بمشاعره : وسيله ...انا ...انا اسف لو ضايقتك بس غصب عني مقدرتش ابعد عنك ...وسيله انا مقدرش اعيش من غيرك ولا ابعد عنك ...خليكي جنبي اوعي تبعدي عني لأي سبب 

ختم كلماته بجذبه لها ليعانقها بقوة اعتصرت جسدها بين ذراعيه وهو يتابع همسه الملتهب بحراره مشاعره بجوار أذنها : انا بحبك يا سيلا ومقدرش ابعد عنك ..!

اعتصرها أكثر بين ذراعيه لتشعر بألم من عناقه الرجولي ولكن لم يكن للألم تأثير أمام فيضان مشاعرها التي جاش بها صدرها بعد كلماته ....تخدرت كل حواسها بفعل كلماته ومشاعره التي ألهبت مشاعرها بينما عجزت عن مواكبة كل ما تشعر به بقربه فقد تضاعف الحب الذي تكنه له بداخلها أضعاف فباتت مشتته أكثر ما بين اي تفكير عقلاني وما بين تلك المشاعر التي تندفع من قلبها بقربه ....ببطء امسك عمر بوجهها ورفع راسها من فوق صدره الذي كانت دقات قلبه بداخله تهدر بقوة ليتطلع الي سكون ملامحها الذي لم يخفي ابدا شتات مشاعرها والتي ماثلت شتات ليس مشاعره ولكن شتات عقله ...!

كان هو عكسها فهو لا يدع تفكيره يتحكم به بل يندفع خلف ما يشعر به لذا كان بنفس اللحظه التي اختطف بها نظرات عيونها يختطف شفتيها مجددا ويحلق بها باقصي سرعه الي تلك السماء الورديه التي لايري بها سواها .... مجددا عقلها يحاول الدفع بشتات أفكاره ما بين العشق والتردد والخوف ولكن نوبه قبلاته  الحاره عصفت بأي تفكير ليشعر عمر بها علي استحياء لاتبادله جنون قبلاته ولكنها تستجيب لها ....!

.......

........

التفتت جوري تجاه الباب الذي فتحه مراد ودخل منه واخيرا بعد منتصف الليل .... يشعر بالغضب الشديد منها أو مما فعلته ولم يحاول إخفاء ذلك الغضب من فوق ملامحه التي اختطفت جوري لها نظره سريعه قبل أن تتظاهر بأنها منهمكه بالنظر الي الكتاب الذي بيدها ....أن كان غاضب قيراط لدي دخوله فتجاهلها له الان جعله غاضب اربعه وعشرون ....حاول أن يتخطي أنها تتجاهله ويخبر نفسه أنها تتدلل وحقها لذا باقتضاب كان يقول وهو يتجه ناحيتها : السلام عليكم

لم ترفع عيناها إليه ولكنها أجابت بصوت خافت : وعليكم السلام

اغتاظ بشده فهو لم يعتاد منها التجاهل وهي كان لها نصيبها من الغيظ منه بينما لم تعتاد منه الاهتمام بما تشعر به وقد حان الوقت لتغيير كل هذا ...!

سابقا كانت مشاعره وراحته من أولوياتها والان بداخلها ما يزال من أولوياتها ولكن ظاهريا يجب أن يعترف أن لها الحق هي الأخري في ان يهتم بما تشعر به ..!

رسم الغضب علي ملامحه ظنا منه أنها ستتراجع ...هكذا حدثت جوري نفسها ساخره علي غرورة الذي ازداد حتي تأصل به طوال سنوات زواجهم ...يعتبر محاولته كافيه بل وأكثر من كافيه لتزجر جوري نفسها بحنق أن كانت من أوصلته لتلك الحاله ليعتبر محاولته تعطف منه حسنا فليري من سيحاول ويحاول حتي يتغير ويعترف بخطاه دون غرور ..!

تفهمه وتقرء أفكاره كالكتاب الذي بيدها لذا تعرف خطوته التاليه بالهجوم وهاهي تسرق خطوته وتبادر بها بينما أصبحت تلميذته النجيبه والتي ستتفوق علي استاذها ومعلمها لذا أغلقت الكتاب الذي بيدها بصوت مسموع ورفعت عيناها تجاهه تشحنها بالحده وهي تسأله بكلمات مباشرة : كنت فين ؟!

لا ينكر أن سؤالها اصابه بالصدمه بينما بالرغم من أنه تكون من كلمتان إلا أنه لم يفهم منه شيء وهذا هو ما إرادته جوري أن تفقده صوابه وتصدمه بتصرفاتها التي ظن انه يتوقعها دائما وكأنها جهاز ألي حتي نسي أنها امراه ....أن كان يتنقد كونها أصبحت كالاله فلماذا إذن لا يرحب بتغييرها الان 

:افندم 

قامت من مكانها ووقفت أمامه تكرر سؤالها ولكنها سربت له جزء بسيط من الاجابه بتعريفها عن مغزي سؤالها : بسألك كنت فين .....طنط نور كلمتني وعرفت انك مكنتش عندهم في البيت ...يبقي كنت فين من امبارح !

بالطبع الرجل يظن نفسه الاذكي ليفكر بغرور أنها هاهي تفتح له الطريق بينما ظنت أنها تحاصره بسؤالها 

ليرفع حاجبه ويتطلع اليها بلوم : والله في حدود علمي سيادتك قولتي امشي من بيتي وانا جنتل مان ونفذت رغبتك ...فارق معاكي كنت فين في ايه !

رفعت جوري حاجبها ونظرت له لحظه قبل أن تهز راسها وتقول بهدوء : حيث كده يبقي ارجع مكان ما كنت !

قالت كلماتها التي قصدت بها استفزازه واولته ظهرها لتغادر ولكن قبضه يده علي ذراعها اوقفتها كما أوقفته نبرته الغاضبه : جورررري !

التفتت جوري إليه وهدرت الدماء الساخنه بعروقها بينما لاحت أمام عيناها طريقته الغاضبه التي ترهبها لتحاول نزع ذراعها من قبضته ولكنه لم يتركها لتنظر اليه بتحذير : سيب ايدي يا مراد

انتبه مراد الي غضبه ليخفف من قبضته علي ذراعها ثم يتركها ويزفر بصوت مسموع هاتفا : جوري انتي ايه اللي جرالك ...بتستفزيني ليه !

نظرت له جوري بصمت ولكن عيناها قالت الكثير ليشعر مراد برعونه واندفاع غضبه ويحاول اداره الدفه لصالحه بينما يتابع : انا بحاول ارضيكي وانتي مش عاجبك حاجه ....عاوزاني اعمل ايه تاني !

صمتها شجعه ليقترب منها خطوه متابعا بينما يمسك كتفها برقه : جوري حبيتي انتي اكيد الحمل مأثر عليكي ومخليكي عصبيه وانا مقدر ده ...بس اهدي عشان ....ابتلع باقي كلماته حينما أبعدت جوري يده عن كتفها ونظرت له بحنق قبل أن تندفع الي غرفتها بصمت ....بداخلها الكثير من الكلمات ولكن لسانها الذي اعتاد الصمت خانها ولكنها لم تتخلي عن موقفها لذا أثرت الابتعاد وطالما لا يتوقف عن إلقاء اللوم عليها إذن فهو ما يزال نفس الشخص .

...........

..

رفع عمر يداه تجاه شفاه وسيله يضع لقمه أخري بفمها وتلك الابتسامه الاثره لا تفارق شفتيه كما لم تفارق نظراته العاشقه عيناه لتغرق وسيله أكثر واكثر ببحر عشقه دون أن تتساءل عن البر ..!

التقطت وسيله اللقمه بشفتيها وبدأت تحركها بين اسنانها للحظه قبل أن تتوقف حينما مال عمر يقبل طرف شفتيها ويداعب وجنتيها ثم يعود ليكمل طعامه معلقا بشهيه : تسلم ايدك يا سيلا 

ابتسمت له وتوقفت يدها الممسكه بالشوكه حينما التقت عيناها بعيناه وخلبت نظراته العاشقه كيانها

لم يصمد عمر أمام نظراتها ولا فتنتها مطولا وسرعان ما كان يستجيب لانفاسه الراغبه ليميل تجاه شفتيها خامسا بغزل : عملتي فيا ايه ....مش قادر ابعد عنك 

انتهت كلماته بين شفتيها لتسقط الشوكه من يدها التي ارتجفت كما ارتجفت أوصالها من تدفق تلك المشاعر إليها ....تراجعت وسيله سريعا تسلخ شفتيها من بين شفتاه وتخفي عيونها الخجوله عن عيناه بارتباك وهي تحاول تنظيف قميصها القطني   ..... انحني عمر ليرفع الشوكه من علي الأرض ثم أمسك ببعض المناديل وبعفويه لم يقصدها في البدايه كان يمد يداه يحاول تنظيف ملابسها ....لامست يداه الممسكه بالمنديل جسدها لتتراجع وسيله للخلف سريعا بوجل وهي تبعد يداه ....تراقصت نظرات العبث في عيون عمر وبدأت الدماء تهدر بعروقه منتشيا برؤيه خجلها ليقرب يداه مجددا تجاهها متظاهرا بالبراءه ولكن وسيله أبعدت يده بخجل واعتدلت واقفه تقول بارتباك جم : انا هنضفه 

قال بمكر وعيناه تتطلع تجاه فتحه قميصها : خليني اساعدك يا روحي ...انا جوزك 

هزت وسيله راسها وأسرعت تتجه الي الممر المؤدي للغرف تسأله بصوت مرتجف : فين الحمام 

اشار عمر لها : ادخلي الأوضه يا سيلا خدي اي تيشرت من بتوعي وهاتي القميص ابعته يتنضف ويرجع على طول 

دخلت وسيله الي الغرفه حيث أشار لها لتغلق الباب وتستند إليه تضع يدها فوق صدرها الذي يدق قلبها بداخله بجنون ....ماذا يحدث لها ...؟!

أسرعت وسيله بيد مازالت ترتجف من فرط تأثير تلك المشاعر عليها تفك ازرار قميصها الواحد يلو الآخر بصعوبه بينما يدها لا تسعفها .....خفضت عيناها تجاه يدها وهي تعض علي شفتيها وتحاول التركيز عبثا بينما مازالت تشعر بأنفاسه تداعب بشرتها ورائحه عطره تخدر حواسها ....داعبت الابتسامه الحالمه شفتيها وهي تتذكر قبلته أو بالأحرى قبلاته التي جعلت تلك المشاعر تدق بابها لأول مره ....أمسكت بالقميص بين يدها تتطلع الي البقعه فوقه ومجددا اخذها عقلها لما حدث قبل لحظات بينهم فتمر دقيقه اثنان وهي ماتزال ممسكه بالقميص تحدق به بلا تركيز ....شهقت وأسرعت تحاول أن تخفي جسدها ما أن انفتح الباب فجاه ودخل منه عمر الذي تسمرت أقدامه للحظه يتطلع إليها وهي بتلك الهيئه قبل أن ينقاد تجاهها مدفوعا بحراره الدماء التي سرت في عروقه .....غرقت وسيله بخجلها وتوترت كل أوصالها بينما لم تعرف ماذا تفعل وبحركه تلقائيه كانت تحيط جسدها بذراعيها تحاول ستره عن نظراته التي غامت بإعجاب حار فلم يزيح نظره عن التطلع إليها وتأمل كل انش بها ......تراجعت خطوه للخلف وهي تهمس اسمه : عمر !

ابتلع باقي حروفها بين شفتيه بينما بلحظه شعرت بيداه تحيط خصرها بخشونه محببه ويجذبها إليه وبصبر معدوم ينساق الي رغبته التي هدرت بكل عروقه ....كان لقبلته طعم جديد ممزوج بتلك المشاعر الراغبه الجديده التي تولدت بداخله بينما طاقت إليها نفسه بشده 

تحركت يداه علي خصرها العاري يضمها إليه أكثر وشفتاه لا تترك اسر شفتيها ....حاولت وسيله أبعاده باراده ضعيفه ولكنه أمسك بيدها وثبتها فوق صدره وتابع ما يفعله لتتحرك أحدي يداه برقه علي طول ظهرها وتأخذ قبلاته منحني أخر فتصبح أشد ضراوه قبل ان تغمض وسيله عيناها بوجل حينما تحركت شفتاه تجاه عنقها يضع عليه اول قبله واه من حلاوة اول قبله لتلك البشره ذات الرائحه المسكره...غاب عمر وترك رغبته بها تحركه بينما لاول مره يشعر بكل ما يشعر به الآن معها وهي بين ذراعيه ....ببطء تراجع بها الي الفراش خلفها لترتطم خصلات شعرها بالفراش خلفها ترسم صورة خلابه خلبت ما بقي من تعقله لينحني فوقها يحطم شفتيها بقبلاته اللاهبه التي انتقلت إليها حرارتها فعجزت عن إيقافه أو أبعاده ....شلال جارف من المشاعر اغدقه عمر عليها بحبه وهمسه وغزله فكلما أرادت التوقف أو أبعاده اعجزها عن ذلك وهو يغرقها بالمزيد .... !

........

...........

جلس ايهم علي الأريكة بالبهو بعد انتهاء الغداء مع ابنتاه يتناول قهوته بصمت رافضا الاعتراف بأن نظراته كل حين وآخر تتطلع الي باب غرفتها المغلق والتي لم تغادرها منذ الأمس امتثالا لأوامره ....رفع عيناه تجاه ام حسن التي سألته : انا خلصت كل حاجه وجهزت العشاء في التلاجه والانسه حلا والانسه هنا راحوا الدرس 

تأمر بحاجه يا ايهم باشا 

هز رأسه دون قول شيء لتتجه المراه لارتداء ملابسها وتهم بالمغادرة .... خرجت بعد قليل تحمل أحدي الاكياس بيدها لتقول له : دي بواقي الاكل بعد اذنك هاخدها للولاد بدل ما تترمي

نظر ايهم لها وعقد حاجبيه قبل أن يعتدل واقفا ويمد يداه الي جيبه يخرج بضع أوراق ماليه قائلا : خدي هاتي ليهم اكل جديد وبلاش ياكلوا البواقي 

قالت المراه بامتنان : شكرا يا بيه ...اهو كله اكل 

اوما لها قائلا : لو عاوزة حاجه قوليلي 

ابتسمت له بامتنان واتجهت لتغادر ......!



رفعت غرام راسها بخوف حينما انفتح باب غرفتها لتقوم من جلستها سريعا وتعتدل واقفه ما أن رأته امامها 

وقف ايهم لدي باب الغرفه للحظه قبل أن يقول بصوت حاد : مستنيه اجيبلك الاكل لغايه عندك ...ازدادت حده نبرته بينما يتابع : مش كفايه انك مصيبه وحلت فوق دماغي كمان هستني يجرالك حاجه من قله الاكل وتجيبيلي مصيبه اكبر 

هزت غرام راسها وقالت بصوت مختنق بدموعها التي لا تفارق عيونها : مش جعانه 

زفر ايهم بغضب واتجه إليها ليمسك بذراعها يجذبها الي الخارج ليدفعها بقوة لينه الي المطبخ ويقول بنبره أمره : هتأكلي .

اندفعت الدموع من عيون غرام ليزفر ايهم بضيق مزمجرا : هو انا كل ما اكلمك هتعيطي ...!

قالت غرام بخوف من نبرته وهي تنكمش علي نفسها  : اعمل ايه ؟

زفر ايهم بضيق وضرب طرف الطاوله الرخاميه بيده هاتفا : خلاص اللي حصل حصل ...بطلي عياط بقي !

فرك وجهه بعصبيه نابعه من تلك الشفقه التي يشعر بها تجاهها ليقول : العياط مش هيفيد بحاجه ...خلاص اللي حصل حصل وانتهي ....دلوقتي انتي هتاكلي وبعد ما تاكلي خدي حاجه من هدوم حلا البسيها وغيري هدومك .... 

........

...........

وقف عمر اسفل المياه الساخنه يخلل أنامله بين خصلات شعره يدندن باحدي الالحان وهو مغمض عيناه يتذكر تلك اللحظات الحالمه التي قضاها برفقتها 

فتحت وسيله عيونها ببطء للحظه قبل أن تفتحها علي وسعها وترفعها الي سقف تلك الغرفه ....لحظه اثنان وكانت تهب من مكانها جالسه بملامح مصدومه ....لم يكن حلم ابدا !

لقد استسلمت له ...!

حقيقه مرعبه واجهتها لتندفع الدموع الي عيونها وتهز رأسها وهي تتذكر استسلامها له ولمشاعرها تجاهه واه من خيبه أملها بنفسها بتلك اللحظه ...!

جذبت الغطاء حول جسدها الذي كان يرتجف من فرط البكاء ووضعت وجهها بين يديها تبكي بنشيج عالي فلم تنتبه الي صوت انفتاح الباب ودخول عمر بعد أن انهي استحمامه ....توقف عمر مكانه لحظه بينما مازال يرتدي ثوب الاستحمام ليعقد حاجبيه وهو يراها بتلك الحاله ....باللحظه التاليه كان يقفز الي جوارها وبهلع يحاول رفع وجهها الباكي من بين يديها يسألها بقلق شديد : سيلا مالك يا حبيتي ....سيلا مالك 

لم يحصل الا علي المزيد من البكاء لتبعد يداه عن وجهها وتخفيه بين يديها تبكي ....قال عمر بقلق وهو يضمها إليه : مالك يا سيلا ..كلميني ...انا ضايقتك في حاجه ...حاجه بتوجعك ....انتي كويسه ؟!.

اسئله كثيرة يطرحها بقلب ينتفض بين ضلوعه قلقا عليها وهي لا تجيبه الا بالمزيد من الدموع ...!

Back 

(غامت عيون وسيله بتلك الذكري لتعقد حاجبيها بشده وهي تتذكر تلك اللحظه ....كانت أولي اخطأها وليتها تعلمت ) مجددا مع تدفق تلك الذكري إليها اخذت تحك جسدها بعنف بينما تلك المراره غلفت حلقها الجاف 

لترفع عيناها تجاه تلك المراه التي دخلت الي الغرفه بينما مازالت يدها تتحرك بصورة لا اراديه تحك جسدها بعنف 

انزعجت ملامح تلك المراه لتسرع اليها تحاول امساك يدها وأبعادها عن جسدها الذي ادمته من فرط حكها له : وسيله كفايه عورتي نفسك !

أسرعت المراه تجذب أحدي الكريمات الطبيه وتضعه فوق جروح بشره وسيله التي دفعت بحبتان من حبوب الدواء بحلقها لعلها تهديء لتعود مجددا الي الفراش تتكوم فوقه وتغمض عيونها ومجددا تتدفق الذكريات الي عقلها 

Flash back 

بحنان جم ضمها عمر إليه يحاول أن يهديء من بكاءها 

وهو يهمس لها : اوعي تخافي وانا جنبك !

انا بحبك وعمري ما هسيبك ابدا !


امسك عمر بوجهها بين كفيه وتطلع بتأثر الي وجهها الذي احمر من فرط البكاء ليمرر أصابعه بحنان فوق وجنتيها يمسح دموعها ثم يجذب راسها ويضعها فوق صدره هامسا بحنان : بتعيطي ليه يا حبيبتي ؟!

غص حلق وسيله واختنق صوتها بالدموع فلم تقل شيء ليمرر عمر أنامله بين خصلات شعرها بحنان شديد للحظات قبل أن يسألها بصوت متحشرج بينما عجز عن فهم سبب كل ذلك البكاء: سيلا هو انا وحش اوي كده عشان تعيطي بالطريقه دي لأننا اتجوزنا !

ازدادت غصه حلقه وسيله التي رفعت راسها من فوق صدره ونظرت إليه بحب وهي تهز راسها دون قول شيء ليبتسم عمر لها برفق ويبعد بعض خصلات شعرها من فوق وجهها ويسألها بحنان : طيب بتعيطي ليه ؟

همسات وسيله بصوت متحشرج وهي تخفض عيونها بخزي : خايفه وحاسه اني عملت حاجه غلط !

تنهد عمر بصوت مسموع وعاد ليجذب راسها ويضعها فوق صدره لتستكين بينما يهمس بحنان : اولا احنا معملناش حاجه غلط ...احنا متجوزين ..ثانيا انا  

مش عاوزك تخافي من اي حاجه وكل اللي انتي عاوزاه انا هعمله 

رفع ذقنها برفق ليجعلها تنظر إليه بينما يسألها : عاوزة ايه يا حبيتي عشان احساس الخوف ده يروح من جواكي وتبقي مبسوطه 

نظرت إلي عيناه بينما تردد لنفسها كلماته لعل وطأه ذلك الكمد الذي يغلف روحها تقل لتبحث حقا عما تريده والذي لا يحتاج الي شرح وهو يعرفه جيدا لتحاول أن تصيغ كلماتها بصوتها الباكي : عاوزة تيته متزعلش مني و ...وزي ما قالت يكون باباك موجود 

خانته ملامحه للحظه بينما عجز عن اخفاء الحقيقه أكثر والتي اغرقه اخفاءها بوسط بحر من الأكاذيب فهاهو ان أخبر أباه سيقع من نظره وان أخبر جدتها سيقع من نظرها دون أن يسأل أحدهم عن سبب سيصدرون الحكم عليه لتتطلع عيناه إليها بنظرات راجيه أن تكون هي الوحيده التي تتفهمه وكم شقت نظراته قلب وسيله الذي انكمش بقوة داخل صدرها وهي تسأل بلسان ثقيل ذلك السؤال الذي خشيت مطولا سماع إجابته : عمر ....هو باباك عارف مش كده ...؟!

تأخرت إجابته بينما يبحث عنها بداخله لتسبقه كلمات وسيله المبعثرة بينما ترفع رأسها ببطء من فوق صدره وتتطلع إليه بعتاب قبل أن تسأله : عمر ... هو شك تيته في محله واهلك ميعرفوش انك اتجوزت !

........

...........

بعد ساعه من الحركه والأصوات في الصباح الباكر لايهم وابنتاه الذين غادروا جميعا كان الهدوء يعم أرجاء المنزل خارج الغرفه التي بقيت بها غرام لتدير راسها تجاه النافذه الزجاجيه وتتطلع الي الفراغ امامها بينما بقيت علي جلستها تضم ركبتيها بذراعيها وتستند برأسها إليها.....تنهدت بوجوم وهي تراجع كلماته أن البكاء لا يفيد وهو محق فهي بكت حتي جفت دموعها ....!

راجعت نفسها كثيرا وعرفت خطأها وندمت عليه والان عليها أن تصفي ذهنها وتفكر بكيفيه إصلاحه !

انتشلتها تلك الطرقات من تفكيرها لترفع وجهها الي ام حسن التي دخلت إليها تسألها : عاوزة حاجه يا بنتي ؟

هزت غرام راسها وقالت بصوت خافت : شكرا 

أشارت لها : انا مجهزه الفطار من بدري تحبي اجيبلك تفطري قبل ما أبدء انضف 

هزت غرام راسها : شكرا 

لا تشعر بالجوع وحينما أجبرها الليله الماضيه علي تناول الطعام أفرغت كل ما في معدتها بنفس اللحظه وكأن معدتها تعاقبها هي الأخري ....مرت ساعه أخري وغرام علي جلستها لتدخل إليها ام حسن مجددا قائله : انا نضفت اوض البنات معلش اقعدي برا شويه لغايه ما انضف الأوضاع بتاعتك 

قامت غرام من فوق الفراش قائله : مفيش داعي انا هنضفها 

هزت ام حسن راسها : لا ميصحش ....انا هنضفها 

قالت غرام برجاء : معلش سيبني براحتي ...شوفي لو وراكي حاجه تانيه 

قالت المراه بابتسامه هادئه : حيث كده هنزل السوق اجيب شويه حاجات وارجع اجهز الغدا 

أومات غرام لتبدء بتضييع الوقت الذي لا يمر بتنظيف الغرفه ....انتهت بعد فتره لتستمع الي رنين جرس الهاتف بالخارج ....ترددت في مغادره غرفتها ولكن الرنين باصرار جعلها تخرج تبحث عن مصدره ....!

رفعت الهاتف اللاسلكي وضغطت زر الاجابه بصوت خافت : الو

كور ايهم قبضته حينما أتاه صوتها قبل أن تسمع تنهيدته فترتجف يدها الممسكه بالهاتف وسرعان ما كانت تقول بتبرير : انا خرجت من الأوضه عشان ارد علي التليفون ...ام حسن نزلت السوق وانا .....قاطعها ايهم بنبره حازمه : بقالها اد ايه برا البيت 

قالت غرام بتعلثم وهي لا تتذكر النظر في الساعه : ساعه ...مش عارفه بس زمانها راجعه 

لم يتمهل لسماع المزيد بل اغلق الهاتف لتظل غرام واقفه مكانها والدموع تلمع بعيونها من احساسها بالاحتقار من جانبه والذي لا يتواني عن إظهاره لها .

......

.........

طرق مراد علي الطاوله بحركه متوترة بينما أخذه العناد ولم يذهب خلفها بينما يخبر نفسه بعنجهيه أنه فعل ما عليه فعله ....نظر في ساعته ليجدها تجاوزت السابعه صباحا فقام واتجه الي الغرفه ليأخذ ملابسه ويبدء بارتداءها بالخارج حتي لا يزعجها بينما كانت ما تزال نائمه ....وقف أمام أحدي المرايا في البهو يهندم من ملابسه ودون إرادته خانته عيناه ليتطلع خلفه بافتقاد لصباحها الذي كان دوما معبق بابتسامتها الهادئه 

زفر وهو يعيد عقد ربطه عنقه مجددا بعد أن فشل بها وتلك الذكريات تداهمه بقوة ....لقد كان يستيقظ علي صباح هاديء بابتسامته هادئه ...تعد ملابسه وأفطاره وكل شيء يكون معد بدقه لم تتغير يوما حتي ما حدث بينهم وانقلب كل شيء ليتنهد بقليل من التحسر والافتقاد لتلك الأيام ....بضيق شديد جذب ربطه عنقه والقاها أرضا بعد أن فشل في عقدها بعقله المشتت ليتجه الي الخارج ولكن قبل أن يخرج كان يختطف نظره الي باب غرفتها ....!

بعد أن تحرك بسيارته بضعه أمتار عاد مجددا ليجد نفسه يعيد الكره فيحضر اختبار للحمل ويتراجع عن إحضار باقه ورورد ويصعد الي المنزل مجددا .....وضع الاختبار بجوارها علي الكمود وغادر بينما يفتح الباب بينهم مجددا ...يريد عوده الود والصفاء ولكنه لا يعرف السبيل ومن وجهه نظره قد حاول وهي من صدت محاولته .

........

..........

انتهي عمر من أخبار سيلا بكل ما حدث ليختم حديثه باقتناع ظنه الصواب وقتها : انا اخدت قراري اني مش محتاج لاي حد الا انتي ومش عاوز حد في حياتي غيرك وعشان كده اخدت الخطوه دي ....تنهد وهو يتابع دون أن يحاول النظر إلي وجهها الذي كان صفحه من التعبيرات ....صدمه ...عتاب ...خوف ... عدم استيعاب واخيرا شفقه لا تعرف كيف شعرت بها تجاهه أو بالاحري تجاه تشتته واتخاذه قرارات حياته بناء علي ما يعتقده دون لحظه تفكير  ....: مش معني اني مقولتش له اني خايف أو مخبي لا خالص بالعكس وقتها كان نفسي يعرف عشان يتأكد اني اعرف اعيش حياتي من غيره واني اقدر اكون لنفسي حياه بس لما عرفت بتعبه كل حاجه فيا اتغيرت ....حسيت اني غدرت بيه واني اتسرعت ....!

توقفت كلماته ليزداد انكماش قلب وسيله بصدرها من سماع اخر كلمه ( اتسرعت ) 

ليرفع عمر اخيرا عيناه الي عيونها وبصدق شديد أو لم يكن بصدق سابق عن ماهو بصدق حالي لما يشعر به تجاهها : مش اتسرعت في قرار جوازنا ولكن اتسرعت في تجاهل وجود ابويا في حياتي ...!

امسك بيدها بين يديه وتابع بنفس الصدق : انا لو في قرار اخدته صح هو اني اخترت وجودك في حياتي !

تنهد وتابع : وسيله انا لولا وجودك في حياتي عمري ما كنت هفكر تراجع نفسي او تصرفاتي ....عادي جدا كنت بعمل اكتر من كده من غير ما اهتم ...معاكي انتي وبس عرفت يعني ايه اندم علي اي تصرف واراجع نفسي !

انتي غيرتيني وخليتي جوايا دافع افضل بنفس الصورة اللي انتي شايفاها فيا !

ازدادت قبضته امساكا بيدها بينما يتابع : انا عارف اني غلطت في حقك لما خبيت عنك وكمان غلطت في حق ابويا لما خبيت عنه بس هصلح كل الغلط ده 

نظر في عيونها برجاء صعب عليها أن تخذله : انتي بس خليكي جنبي اوعي تبعدي عني ....خليكي في حياتي وافضلي شوفيني بنفس الصورة وانا اوعدك اني هكون زي الصورة دي ...سامحيني يا سيلا واوعي تزعلي مني ....لو كل اللي حواليا زعلوا مني مش فارق معايا الا انتي ....!

........

..........

نظرت ام مياده الي ايهم بنظرات مشتته قبل أن تقول بتعلثم : اروح لعزه !

اوما ايهم وهو يستند بظهره الي مقعده ويقلب القلم بين أصابعه بينما يقول بهدوء : تروحي وتعملي اللي قولت عليه !

نظرت له المراه بخوف : بس يا باشا انا. ...انا اخاف تعمل فيا أو في بنتي اي حاجه 

قال ايهم بثقه : متخافيش ...انا هحميكي !

......

.........

نظر نديم تجاه حماه الذي قال باقتضاب : نديم عاوزك في مكتبي !

اتجه نديم خلف رشدي الذي ماان دخل واغلق الباب حتي هتف به بحده : انت ايه اللي عملته ده !!

عقد نديم حاجبيه باستفهام ؛  عملت ايه ؟!

هتف به رشدي بحده: انت عارف كويس ....زفر وتابع بحنق : اللي عملته مع عمر السيوفي ! 

عقدت ريم حاجبيها بينما وقفت تسترق السمع من خلف الباب لتسمع نديم يقول بهدوء : ماله عمر السيوفي !

زفر رشدي بغضب واتجه ليقف أمامه هاتفا بانفعال شديد : لا عملت يا نديم ...انا متاكد انك اللي عملتها وبلاش تلف وتدور عليا احسنلك 

رفع نديم حاجبه مرددا: احسنلي 

اوما رشدي باحتدام : اه احسنلك يا نديم ....رفع إصبعه في وجهه وتابع بسخط : انا حذرتك قبل كده تعمل اي حاجه وتعرض بيها حياه بنتي معاك للخطر 

هب نديم واقفا وهتف بانفعال هو الآخر : ريم ملهاش دعوه بحاجه محدش يقدر يقرب لها 

نظر له رشدي بغضب : عاصم مش هيقف يتفرج عليك وانت بتأذي ابنه 

انفعل نديم بغضب : وانا مالي ...واحد واتقبض عليه ...انا دخلي ايه !

التقت عيون رشدي بعيون نديم الذي زفر بحنق بينما انفلت لسانه ليواجهه رشدي بغضب : كنت متاكد انك اللي ورا اللي حصله ...زم شفتيه بغضب وتابع بتهديد : وعشان كده من دلوقتي ملكش اي علاقه ببنتي !

اتسعت عيون نديم : يعني ايه !

اشاح رشدي بوجهه عن نديم وكرر كلماته.  : يعني اللي سمعته ....اتفضل دلوقتي !

تراجعت ريم بخطوات مسرعه لتتعثر وتكاد تسقط حينما ارتطمت بزوجه ابيها التي عقدت حاجبيها باستفهام عن سبب وقوف ريم خلف باب مكتب ابيها تسترق السمع : في ايه يا ريم واقفه كده ليه ؟!

همست ريم وهي تمسك بيد لميا تبتعد بها عن الباب : هقولك بس تعالي معايا ...!

قطبت لميا جبينها وهي تستمع الي تلك السعاده التي تتحدث بها ريم بناء علي قرار ابيها لتسألها باستنكار : انتي فرحانه ؟!

أومات ريم متنهده : اه ...جدا ....خلاص انا خلصت من نديم

اتسعت عيون لميا بعدم استيعاب : خلصتي منه ....هو مش كنتي من كام يوم خلاص بدأتي معاه من اول وجديد 

هزت ريم كتفها قائله بحماس : ورجعت في كلامي ...اصلا قولتلك قبل كده عمري ما حبيته !

ازدادت قطبه جبين لميا حد الصاعقه حينما تابعت ريم وهي تمسك بهاتفها : انا بحب عمر ! 

نظرت لها بعدم استيعاب : انتي اكيد اتجننتي ....ياريم احنا مش اتكلمنا كتير في الموضوع ده 

أومات ريم وهي تهز كتفها : اه ...بس انا مكنتش مقتنعه 

لوت لميا شفتيها : ودلوقتي مقتنعه ؟!

أومات ريم : اه ....هخلص من نديم وجايز انا وعمر نرجع لبعض عشان عمر يرد لنديم اللي هو عمله فيه 

نظرت لها لميا ساخره بينما مازالت تعيش في اوهام عمر السيوفي لتهز راسها باستسلام وتقوم متجهه الي باب الغرفه 

اوقفتها ريم : رايحه فين ...احنا لسه بنتكلم 

قالت لميا بنبره قاطعه : معنديش كلام أقوله ...اعملي اللي انتي عايزاه واجري ورا اوهام وانسي كل اللي حصلك بسببه ..

نظرت لها بتقييم وتابعت وهي تغادر : اصل في ناس كده ... تعشق اللي بيأذيها !

.....

.......

كل ما حدث وكل ما استمعت له من عمر اغرقها أكثر في ذلك البحر الذي لا نهايه له فعجزت عن استيعاب كل تلك الأحداث أو أخذ قرار أو خطوة خاصه بعد ما حدث فهي شائت أو ابت قد غرست أقدامها بتلك الرمال الناعمه التي تسحبها للاسفل فلم تعد تملك رفاهيه الخروج منها ....هربت من كل ما تفكر به بالنوم ليجدها عمر ساكنه صامته بعد كل ما قاله وأجابت : وانا كمان مش فارق معايا غيرك ياعمر .... انا بحبك وواثقه فيك اوعي تخزلني !

لم يكن ينتوي ابدا أن يخذلها بالعكس فهاهو الحماس انطلق بداخله حتي أنه بدء يرتب لتلك المواجهه بينه وبين أبيه ولكنه أجلها قليلا ليبقي معاها ولا يتركها بعد ما حدث فتسيء الفهم .....رمشت وسيله باهدابها بقليل من الانزعاج قبل أن تفتح عيونها تحاول استيعاب اين هي أو ما يحدث بينما صدعت تلك الموسيقي العاليه حولها .....ما أن فتحت عيونها واصطدمت بهذا السقف الغريب حتي تدفقت لها الذكريات ولكن قبل أن تتحكم بها تلك الذكري كانت تعتدل جالسه ما أن فتح عمر باب الغرفه ودخل بصوت عالي يدندن مع تلك الأنغام وهو يتجه إليها ليميل فوقها بابتسامه واسعه ومازالت شفتاه تردد تلك الاغنيه (  كل مره اشوفك برج عقلي بيطيير ) 

تابع غناء تلك الاغنيه لها ليقتنص منها ابتسامه واسعه تحولت إلي ضحكه جميله وهي تري ملامحه وهو منسجم في الغناء لها فتاره يلامس وجنتيها وتاره يلمس شعرها يستنشق رائحته بعشق جارف ..!

انتهت الاغنيه وبدأت أخري لينظر عمر إليها بهيام ويميل تجاه طرف شفتيها يقبلها برقه : صحي النوم ياقمر ...ايه النوم ده كله !

ابتسمت له للحظه قبل أن تتحول نظراتها الي الحزن دون إرادتها بينما تمنت أن يحدث كل ما يحدث ولكن ليس بنفس البدايه ....كانت تريد أن تستيقظ علي رومانسيه وتبادله إياها دون أي شعور بالخوف أو الخزي وكانهما سارقان سرقوا لحظات لم يحين أوانها بعد ...بدء يشعر بشيء آخر سوي مشاعره ويقرء ملامح أخري غير ملامحه بينما اعتاد أن لا يري ولا يسمع ولا يقرء الا مشاعره وتفكيره هو فقط والان يجد الأمر مختلف معها فهاهو يشعر بالحزن في نظراتها حتي وإن لم تقول ....بدء يتغير ولكن ليس معني أنه قرء حزنها أنه سيسألها فيعودان لحديث سعد كثيرا أنه مضي وقد انزاح أحد الاحمال عن ظهره ليظهر طريقته في معالجه ذلك الحزن بعيونها ....مد ذراعه اسفل ركبتها وأحاط كتفها لتجده وسيله يحملها فجاه ...شهقت وسرعان ما مدت ذراعيها حول عنقه ؛ عمر بتعمل ايه ؟

سار بها الي المطبخ ليضعها فوق الكاونتر قائلا وهو يداعب وجنتها : انتي اكيد جعانه ....هعملك اكل !

بخفه علي انغام الموسيقي بدء يتحرك وهو يحاول أن يصنع شيء ليتناولوه سويا لتداعب الفراشات قلبها لتلك اللحظات ...وضع عمر بفمها قطعه من الطماطم التي يقطعها ثم تقاسم بقيتها بين شفتيه ليمضي الوقت وهو يحاول اغراقها بتلك المشاعر الجياشه التي ملئت قلبه ويعكس عليها تلك السعاده التي يشعر بها ...!!

........

....

للمره الثالثه علي التوالي كان مصير الاختبار هو سله المهملات لتحتقن كل ملامح مراد ما أن دخل الي الغرفه ووجدها قد ألقته بالقمامه ...زفر بانزعاج واتجه ناحيتها حيث جلست بالمطبخ تتناول طبق من الحلوي التي اشتهتها ....رفعت راسها من فوق الطبق حينما دخل مراد بخطوات غاضبه ودون مقدمات كان يهتف بها : ممكن اعرف معملتيش الاختبار ليه ؟

هزت جوري كتفها دون قول شيء

ليزفر مراد بغضب ويتجه بضع خطوات اليهل أكثر يميل ناحيتها  مزمجرا بغضب : وبعدين معاكي ياجوري ....بطلي تستفزيني بسكوتك  !

رفعت عيناها إليه ولم تخشي عصبيته وهي تقول بتحدي : وهو مش كلامي كان بيستفزك امبارح ....اهو سكتت ....نظرت لها بمغزي وتابعت : مش انت بتحب سكوتي  !

اتسعت عيناه وانزعجت ملامحه بشده ليزمجر بها : سكوت عن سكوت يفرق 

واجهتها عيناه وهو يتابع بانفعال : سكوتك دلوقتي وراه الف كلمه باينه في عينك وفي تصرفاتك !

بدء اخيرا يفهم ويقرء لتبقي جوري عيناها في مرمي نظرات عيناه وتسأله دون مراوغه : يعني فاهم انا عاوزة اقول ايه ؟

بعناد هتف مراد : دلوقتي كل اللي عاوز اعرفه ...انتي معملتيش الاختبار ليه ؟!

صفعه قويه تلقتها من كلماته التي افتقرت لأي طريق للوصال لتندفع الكلمات المهاجمه الي حلقها ولكنها لم تنطق بها كما لم ينطق هو ليجدها مراد تضع الشوكه من يدها بجوار الطبق و تنظر إليه بهدوء تجيبه : مش عاوزة اعمله ؟ 

تركته ياكل نفسه في موجه غضبه الذي لا تريد مواجهته وتريد أن تتركه يتعامل معه وحده فهي ليست اداه ليفرغ بها عصبيته بل هي انسانه تريد حقها في أن يتحكم في غضبه ويتحدث معها بهدوء ليصلوا الي اسباب خلافهم ويحلوها سويا .

.........

............

دفن عمر رأسه في عنق وسيله وهو يحتضنها من الخلف ليهمس بجوار أذنها : تيته راجعه امتي !

انتبهت وسيله له من شرودها : ليه ؟

قال بابتسامه حنونه وهو يديرها إليه ويتطلع اليها : عشان اجيب بابا وماما يتعرفوا عليها و أشيل نظره الحزن الي في عينيكي دي 

قفز قلبها بداخل صدرها : بجد ياعمر 

اوما لها وهو يضمها إليه ويقبل راسها : بجد ياقلب عمر ! 

عندك شك 

هزت راسها ليسالها : امال ليه ساكته وزعلانه 

نظرت وسيله إليه بتردد أن تعيد نفس الحديث ولكن نظراته شجعتها بينما جذبها إليه بحنان قائلا : قوليلي يا حبيتي كل اللي في قلبك 

مررت وسيله أناملها فوق ازارا قميصه بتلقائيه بينما تقول : حاسه اني مينفعش ابقي مبسوطه وحاسه أن سعادتنا دي مش من حقنا الا لما نحل المشكله 

اوما عمر ومرر يداه علي ظهرها بحنان : هحل كل حاجه متقلقيش ....السعاده دي حقنا ...احنا معملناش اي حاجه غلط او حرام...انا وانتي متجوزين 

أومات وسيله وهتفت بتشتت بينما كلماته تدفعها للتصديق ولكن كل ما بداخلها يستنكر لتقول بقليل من الضياع  : جايز مش حرام بس غلط طالما اهلك وتيته ميعرفوش 

شعر مجددا بالحمل يثقل فوق ظهره وهو ليس من متحملي الأثقال ليقول متجاوزا البقاء بنفس الحديث : قولتلك متقلقيش يا سيلا ....انا هرجع بكرة وهتكلم مع بابا ونحل الموضوع !  

رفع راسها برفق من فوق صدره وتطلع إليها للحظه قبل أن يميل تجاه شفتيها هامسا: انا مستعد اعمل اي حاجه عشان تكوني مبسوطه 

كان ينتوي أن تنتهي كلماته بين شفتيها ولكنه شعر بيدها تضعها فوق صدره توقفه لينظر لها بقليل من الانزعاج من أبعادها له لتتهرب وسيله وتفتح الحديث الذي يطمئن قلبها مجددا : طيب ياعمر هتقول ايه لباباك 

انزعجت ملامحه من أبعادها له وازدادت انزعاجا بينما حصرته بهذا السؤال ليقول بقليل من الانفعال وهو يفرك خصلات شعره : هقوله وخلاص يا وسيله ...! قولتلك هتصرف 

لم تفكر في نفسها وأنه حدثها بانفعال بل فكرت بشفقه تجاهه لتقول بحنان جارف : عمر انا مش قصدي اضايقك ...انا بس بشارك معاك تفكيرك !

شعر بالخجل من كلماتها ونظراتها الحنونه ليجذبها إليه يحتضنها ويقول باعتذار : انا اللي مش قصدي اتنرفز ...متزعليش 

هزت راسها بابتسامه سمحه: مش زعلانه منك

رفعت راسها ونظرت إليه قائله : انا بس قلقانه عليك تحصلك مشكله مع باباك 

قال بعدم اكتراث : عادي متعود 

كانت نبرته تبدي عدم الاكتراث ولكن عقله كان يعمل كطاحونه بينما صحه أبيه علي المحك ومؤكد شيء كهذا سيؤثر علي صحته لتقرء وسيله ما يجول بخاطره وتقول برفق وهي تضع يدها علي كتفه : عمر هو احنا ممكن نلاقي حل للموضوع ده من غير ما باباك يعرف اننا خلاص اتجوزنا 

نظر إليها لتقول بتفكير : نقول لتيته كل حاجه وهي هتفهم واهو تيته انا هقدر اصالحها بس المهم علاقتك بباباك تفضل كويسه عشان ميتعبش تاني 

ابتسم عمر بحنان لطيبتها وبرائتها بينما فضلته علي نفسها ليرفع يداه يمررها فوق خصلات شعرها بحنان قائلا : حبيتي انتي مستعده تعملي كده عشاني 

أومات له بلا تفكير ليبتسم لها ويهز رأسه : لا يا حبيتي ...انا هتصرف ...المهم بس تكوني جنبي 

احتضنت ذراعه ووضعت راسها فوقه قائله : انا جنبك علي طول يا حبيبي .

......

.........



نظر ايهم بطرف عيناه الي حلا التي هتفت باختها : دوري تاني !

هزت هنا راسها : انا متاكده اني سبت الخاتم علي التسريحه ...! 

قالت حلا باحتدام : زي السلسله اللي قولتي سبتيها برضه وطلعت مع صاحبتك 

انزعجت هنا من هجوم اختها عليها لتقول بعصبيه : قصدك ايه !

هتفت حلا بانفعال : قصدي انك مش مركزه وبتتخانقي وخلاص ....فتحت هنا شفتيها لتجيب ليوقفها ايهم بغضب : وبعدين انتوا الاتنين ...هتتخانقوا قدامي 

قالت هنا بتبرير : حضرتك شايف بتكلمني ازاي يا بابي 

تدخلت حلا : وبابي شايف انك مستهتره 

: لما انا مستهتره امال انتي ايه 

انتفضت الفتاتان علي صوت ايهم الجهوري يوقفهم : بسس !

نظر عليهم بغضب وتابع بتوبيخ :  انتوا الاتنين مستهترين ...! 

اشار اليهم وتابع : دي اخر مره هسمح انكم تتخانقوا مع بعض شواء قدامي أو من ورايا فاهمين 

هزت الفتاتان رأسهم ليشير لهم بسخط : يلا علي اوضتكم !

تراجعت غرام سريعا الي داخل الغرفه بعد أن اجتذبتها تلك الأصوات ....جلست علي طرف الفراش تحاول أن تفكر بخوف بسبب فقدان ابنته شيء من مشغولاتها الذهبيه ...هل ممكن أن يتهمها ...هزت راسها سريعا وقلبها ينبض بجنون داخل صدرها : أنها لم تفعل شيء ...حتي أنها لم تخرج من الغرفه ...!

اتسعت عيناها بصدمه وهي تهز راسها : لا لقد خرجت بل ودخلت الي غرفه ابنته قبل يوم حينما أخبرها أن تأخذ شيء تستبدل به ملابسها من ملابس ابنته !

دق قلبها بعنف وقامت من مكانها تتطلع الي المراه وتهز رأسها فلا يمكن أن تضاف إليها تهمه أخري فيكفي تلك الصورة التي يأخذها عنها 

أنها لم تفعل شيء ولم تمد يدها يوما علي شيء لا يخصها حتي أنها دخلت غرفه حلا وليست هنا ولكن هل سيفكر بشيء كهذا أن وجهه لها الاتهام ؟! 

.....

........

حك ايهم ذقنه وهو يحاول أن يهديء من توتر أعصابه التي وصلت إلي الذروة ...ظهور تلك الفتاه وجودها في منزله ..شجار ابنتاه ...كل شيء يتكالب عليه ليفقد أعصابه وهو بحاجه أن يهديء قليلا ليتذكر ماذا كان يفعل حينما يصل لتلك الحاله ...كان يلجأ لاحدي زوجاته بالسر ...ولكن هل يفعلها الان ؟!.

.....

.......

ابتسمت وسيله إلي عمر الذي اوصلها إلي منزلها بعد أن رفضت البقاء معه تلك الليله ليتوقف خلفها بينما تفتح الباب وقبل أن تدخل كان يجذبها اليه ويجتاح شفتيها بشفتاه بقبله شغوفه استجابت لها وسيله لبضع لحظات قبل أن توقفه وتنزع شفتيها من بين شفتاه هامسه بخجل : عمر احنا اتفقنا علي ايه 

نظر لها عمر بهيام : متفقناش تعذبيني

ابتسمت له بدلال : انا بعذبك 

اوما لها قائلا : لما تبعديني عنك يبقي بتعذبيني ....كفايه اني رضيت ترجعي البيت وتسبيني 

مال ناحيتها وقال برجاء طفولي : طيب ابات انا معاكي طالما مش عاوزة تباتي معايا ....اهو اونسك عشان متبقيش لوحدك 

ضحكت وسيله علي رجاءه الطفولي لتهز راسها : لا مش هينفع ياعمر 

قطب جبينه ولوي شفتيه كالاطفال : قلبك قاسي ...اهون عليكي امشي زعلان 

هزت راسها وقالت بعيون لمع بها الحب : لا طبعا متهونش عليا 

تهللت ملامحه وهم بالدخول لتوقفه : رايح فين ....مش هينفع يا عمر 

لا يقبل بالرفض لذا سدد نظراته إليها وأمسك بيدها يرفعها الي شفتيه : بليز يا سيلا ....مش قادر ابعد عنك ومش هعرف انام لوحدي 

ضحكت وسيله بخجل : ماهو انت طول عمرنا بتنام لوحدك !

رفع حاجبه بمكر وهو يتطلع الي حمره وجهها : اه بس الوضع اتغير ...نظر لها بنبره لعوب وتابع : وحاليا عاوز انام جنب مراتي حبيتي 

اكتسي وجهها بالحمره وخفضت عيونها عن نظراته العابثه للحظات قبل أن يرفع عمر وجهها إليه برقه ويغمز لها بشقاوة : طيب خليني معاكي شويه ...نتعشي وبعدين هبقي امشي لما تحسي انك عاوزة تنامي 

بالطبع طفل لا تستطيع الاصرار علي الرفض أمامه خاصه وهو بتلك الطاقه التي تشع سعاده وكأن العالم ملك له وحده فلايوجد شيء يزعجه مهما كان ....

......

......

وبينما هو هاديء سعيد كانت زينه وعاصم بالعكس تماما بينما اكلهم القلق عليه وهو اكتفي برساله أنه بخير وبرفقه أصدقاءه ولن يعود الليله ...هتف عاصم بانفعال : مش هيتغير ابدا !

......

.......

Back 

دخلت تلك المرأه بهدوء الي الغرفه حيث تركت وسيله تنام قبل بضع ساعات لتمد يدها الي الضوء الخافت تشعله ولكنها وجدت يد وسيله تمتد إليه وتشعله قبلها 

قالت هدي بدهشه : انتي صاحيه يا وسيله ؟ فكرتك لسه نايمه 

أومات وسيله بصوت متحشرج : معرفتش انام 

هزت هدي راسها وقالت بحنان وهي تمسك بيديها تفردهم امامها وتتطلع الي تلك الآثار علي ذراعيها : حاسه انك احسن 

ابتلعت وسيله غصه حلقها وهزت راسها : الحمد لله

تطلعت هدي الي وسيله بنظرات معذبه قبل أن تقول بحنان وهي تربت علي يدها : انسيه يا وسيله ....انسيه زي ماهو نساكي ...انسيه وعيشي حياتك زي ماهو عاش 

ترقرقت الدموع بعيون وسيله التي هتفت بصوت مرتجف : بالبساطه دي !

أومات هدي بعقلانيه : ماهو قدر بنفس البساطه !

ابتلعت وسيله غصه حلقها وهزت راسها بوعيد نشب في أوصالها : مش قبل ما يحس بكل اللي حسيت بيه !

أغمضت عيناها وكررت نفس الوعد لنفسها بأنه سيشعر بكل ما شعرت به وإن تلك السعاده التي اغرقها بها وظنتها حقيقيه ستجعله يعيش وهم مثلها ثم سيصحو علي نفس الكابوس الذي استيقظت هي عليه لتعود مجددا الذكريات تندفع الي ذاكرتها 

Flash back



يوم اثنان وهو لا يتركها فريسه أفكارها بل يمليء كل ثانيه من وقتها بوجوده لذا اليوم الذي غادر فيه الي القاهره شعرت بفقد شديد له ولكنها صبرت نفسها أنه بقي القليل وسوف يجتمعان بالعلن أمام الجميع وهذا ما انتواه عمر في طريق عودته لولا تلك المكالمه التي أتت له ولم يتوقعها ....( عمر انا سبت نديم بعد ما عرفت اللي عمله فيك ..!)

كان يشك ولكن بعد كلمات ريم تأكدت شكوكه !

تعليقات