رواية همسات الشياطين الفصل الثالث 3 والاخير بقلم كريم محمد

 

رواية همسات الشياطين الفصل الثالث والاخير بقلم كريم محمد

حسيت الجو في الأوضة بقي صعب، كأن في حاجة خفية فعلاً دخلت بينا
رفعت عيني للكاميرا، وللحظة حسيت إن العدسة نفسها بتتحرك كأنها مش مجرد آلة، كأنها عين حية بتراقب.

سامي بصلي بابتسامة غريبة 
= عارف إيه أحلى حاجة في الموضوع؟ 
حتى لو شنقوني الشيطان مش هيموت معايا، هو حر ومستني ضحيته الجاية.

مكنش في فـ صوته أي ندم ولا حتى ذرة إحساس ممكن تديني أمل إنه يتوب، كنت ببص في وشه أدور على أي ملامح إنسانية لكن كل اللي شوفته كان برودة تموتك.

قال وهو بيبتسم ابتسامة بسيطة 
= فاكر إن دي النهاية؟ 
الشياطين مبتموتش بالشنق هي بس بتغير الجسم اللي بتسكنه.

حسيت إن جسمي كله بيقشعر والدم جري في ضهري، والجو في أوضة التحقيق حسيت إنه اتغير كأن لسه فيه وجود خفي وشرير دخل معانا.

سألته وأنا بحاول ألقط أي لمحة ندم
– عمرك حاولت توقف نفسك عن اللي بتعمله..؟

رد بسرعة وببرود
= أوقف نفسي؟ 
إزاي توقف حاجة مش منك أصلاً؟ 
الصوت كان بيجيلي كل ليلة يقولي إن أرواح العيال دول أكله، وإن عذابهم بيقويه، في الأول حاولت أقاوم، لكن صوته كان زي مخلب النسر بيقطع إرادتي حتة حتة.

سكت لحظة وبعدين مال لقدام، الضوء الخافت خلى ملامحه أغمق وأكتر رعب
= وعايز تعرف حاجة غريبة..؟ هاا
  العيال دول  مكانوش بيعيطو، كانوا بيبصوا ليا كأنهم عارفين إن نهايتهم اتحسمت، كأنهم هما كمان سمعوا الصوت.

أنا غصبت نفسي أبص في اتجاه تاني عشان ما أتخيلش المنظر، لكن الصور كانت بتفرض نفسها على دماغي، عيال مرعوبة في إيدين واحد بيصدق إنه مسكون.

سألته:
– وجلال بيه كان بيسمع الصوت هو كمان..؟

ضحك ضحكة قصيرة وقال
= جلال بيه مكنش محتاج يسمعه كان عنده شياطينه الخاصة بيه أنا كنت الأداة اللي بتسهله يتخلص من الغنايم.

أنا عارف إنه مش أداة وبس هو اختار الطريق ده خطوة خطوة.

المحاكمة كانت مشهد مرعب البلد كلها كانت مستنية تشوفه متعلق على حبل المشنقة، لكن هو كان واثق إن ده مش هيخلص الحكاية.

قال وهو بيقرب وشه مني
= لما مسكوني، خدوني الفيلا تاني ووريتهم فين خبيت الجثث وفين قطعتها وفين رميتها
تعرف حسيت بإيه؟ .. ولا حاجة، بس ضحكت.

عينه السودة كانت شبه حفرة مالهاش نهاية
= فيه غيري ناس كتير بتسمع نفس الصوت.

سألته
– بتحس إنك مختار..؟

= مش بحس .. أنا متأكد.

صوته مكنش هلاوس كان يقين بارد بيخليني اخاف واترعش.

غيرت الموضوع وقولت
– طب قولي أسامي الضحايا لو فاكر

لأول مرة شوفته متوتر، بص للترابيزة وقال
= مش فاكر الأسامي بس فاكر الوشوش، الصريخ، الدم.

– مبتحسش بندم عليهم..؟

ضحك ضحكة صعبة شوية وقال
= الندم نصيب اللي عايشين وأنا بطلت أكون بني آدم من زمان.

الكلمات كانت تقيلة عليا كإنها لكمات في معدتي، البرود اللي بيحكي بيه كان أفظع من تفاصيل الجرايم نفسها.

وقرب مني أكتر وقال بصوت واطي كأنه بيقول سر
= الشيطان مش جوايا أنا بس .. الشيطان جوا كل حد بيتجاهل صرخة إنسان، جوا كل صاحب سلطة بيغمض عينه عن الغلط، تعرف كام طفل بيختفي كل سنة؟ 
آلاف  
وتعرف كام واحد بيكون مصيره زيهم؟ 
أكتر مما تتخيل.

كنت حاسس نفسه البارد بيخترق جسمي قال
= متصدقش إن أنا الوحيد، أنا بس البداية.

قومت وقفت من على الكرسي، وقلبت جهاز التسجيل وقفلت المقابلة مكنتش قادر أتحمل ثانية زيادة.

بعد أيام من المقابلة اتعدم سامي الجبالي، والناس خرجت تحتفل في الشوارع، لكن أنا كنت عارف أن كلامه حقيقي ودي مش النهاية.

وأنا بسمع التسجيل آخر مرة، لاحظت حاجة في لحظات السكوت بين كلامه، فيه صوت واطي مش صوته، ومش صوتي.

صوت بيكرر
"سامي .. سامي"
لحد ما اختفى

غمضت عيني وحاولت أقنع نفسي إنه خيال لكن كنت متأكد الشيطان اللي كان في سامي لسه حر ومستني.

---النهاية
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1