رواية الجانب المظلم للبولوجر الفصل الثالث بقلم هاجر نور الدين
_ أنا لازم أحكي اللي حصل معايا، أنا عملت إتفاق مع شيطان.
أنا عارف إني كنت طماع وغلطان ومعمي،
ولكن أنا في وقت من الأوقات كنت عايز كل حاجة تبقى ملكي.
كنت بحقد على إبن عمي الغني اللي معاه كل حاجة،
كنت دايمًا ببص لإني فقير أنا وأبويا ونفسي اللي عندهُ يبقى بتاعي.
لحد ما وقفني شخص في الشارع شكلهُ غني مش فقير خالص يعني وقالي إنهُ عارف اللي ييجول في فكري وأنا عايز إي.
قالي إنهُ هيخليني أغنى بكتير من إبن عمي،
ومكنتش أعرف أصلًا عرف إبن عمي منين.
ولكن قالي إنهُ عندهُ الحل، قالي إن لو سمعت كلامهُ وقولت بس إني موافق على عقد إتفاق من تاني يوم هبقى غني وعندي كل حاجة بتمناها وإبن عمي هو اللي هيبقى فقير.
أنا كنت زي الغريق اللي متعلق في قشاية والطمع ملى قلبي ووافقت من غير ما أعرف إي المقابل حتى.
وفعلًا تاني يوم من حيث لا أدري لقيتني كسبت في رهان كبير كنت داخلهُ وعارف إن الرهانات حرام بس يعني كنت بضيع وقت.
ولكن على غير المتوقع نهائي كسبت ملايين،
بقبت مليونير في يوم وليلة وجبت ڤيلا وعربية.
إبن عمي وعمي اللي كانوا بالنسبالي أغنى ناس بقوا بالنسبالي دلوقتي حشرات عايشين في شقة وحي شعبي على عكسي.
واكن بعد ما كل دا إتحقق جه وقت دفع التمن،
قابلت الراجل العجوز دا تاني وقالي بالحرف:
_ مش حان وقت دفع التمن بقى؟
رديت عليه بإستهزاء وقولت:
= أطلب معاك من جنيه لمليون جنيه وأكتر.
ضحك بسخرية وقال:
_ دمكم خفيف إنتوا يا أبناء آدم، ما لو على الجنيهات أنا اللي مديهالك، التمن هنا مش فلوس خالص.
بصتلهُ بإستغراب وقولت بتساؤل:
= يعني إي، عايز حاجة معينة يعني؟
قرب شوية من وشي وقال بإبتسامة:
_ الولاء والطاعة.
إتكلمت بتساؤل وحيرة أكبر وقولت:
= يعني إي دا؟
إتعدل وبعد وشهُ عني وقال بنفس الإبتسامة:
_ الإجتماعات بتاعتنا الفترة دي في قصر البارون،
لازم تيجي عشان نرحب بيك أنا وباقي المجموعة بتاعتنا ووقتها هنقولك اللي مطلوب منك تعملهُ.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
= مش قصر البارون دا مهجور؟
رد عليا وقال ببساطة:
_ إطلاقًا، بالليل بنبقى موجودين فيه أيام الإجتماعات وبيبقى في غاية النضافة والحيوية، مستنيينك النهاردا الساعة 11 متتأخرش.
إستغربت وهو متكلمش تاني ومِشي،
أنا كمان مشيت بعديه على طول ومهتمتش.
مروحتش الحقيقة اليوم دا ولكن اللي حصل إني بدأت أشوف خيالات وأسمع أصوات كتير حواليا وإزعاج باقي اليوم.
لحد اليوم اللي بعدهُ ولقيتهُ ظهرلي فجأة في أوضتي وقالي بغضب هادي:
_ مش قولتلك إننا مستنيينك، مجيتش ليه؟
بصيتلهُ بخضة وقولت بتساؤل:
= إنت دخلت هنا إزاي؟
قرب مني خطوتين وقال بتحذير:
_ لو مجيتش النهاردا في قصر البارون الساعة 11 كل اللي إنت فيه هيختفي في ثانية وترجع اسوء من الأول.
خلص كلامهُ وإختفى فجأة رفي نفس الثانية دي صحيت أنا من النوم مخضوض وأنا مش فاهم دا كان حلم ولا حقيقة.
ولكن أنا حاسس إنهُ حقيقة وعشان أنا طماع وخايف كل حاجة تروح مني قررت أروح لقصر البارون النهاردا.
الساعة 11 إلا خمس دقايق كنت واقف قدام القصر ومش عارف المفروض أعمل إي.
القصر من برا باين مهجور جدًا، كئيب، مُقبض،
ولكن مقداميش حل تاني وإتسللت لحد ما دخلت.
أول ما دخلت القصر كان حاجة تانية خالص،
شتان بين برا وجوا، في ناس بتتحرك.
إضاءة عالية شغالة، ناس كتير وحياة،
القصر فخم جدًا وكأني دخلتهُ في عصر ملوكي.
حسيت إني في حضرة ملك من ملوك مصر،
مكنتش فاهم إي اللي بيحصل ولا أروح فين وآجي منين.
لحد ما لقيت الراجل العجوز دا اللي لحد دلوقتي معرفش إسمهُ ولا فمرت اسألهُ عليه قرب مِني بإبتسامة وقال:
_ كنت متأكد إنك ناصح وهتيجي،
تعالى يا عادل من هنا غرفة الإجتماعات.
مِشي وأنا مشيت وراه وأنا لسة في حالة ذهول وعدم تصديق،
إتكلمت بتساؤل وقولت:
= هو إزاي اللي أنا شايفهُ دا، هو إزاي في حياة في القص والألوان الزاهية والناس والـ…
قاطعني وقال بهدوء من غير ما يلتفت ناحيتي:
_ قولتلك إننا بنبقى موجودين في أيام الإجتماعات ودايمًا هتلاقي الحياة في وجودنا.
وقف قدام باب قاعة كبير والباب في نفس اللحظة إتفتح،
بصلي وقال بإبتسامة:
_ إتفضل أدخل يا عادل.
دخلت فعلًا وكان مجلس بمعنى كلمة مجلس،
قاعة كبيرة جدًا وواسعة، ملبانة زخارف كتير مدياها فخامة ورهبة.
كراسي كتير محاوطة طرابيزة بيضاوية سيراميك بطول القاعة كلها.
كان قاعد على الكراسي دي ناس كتير،
في منهم ناس مشاهير كتير كمان من اللي بيطلعوا في التليفزيون والسوشيال ميديا.
ناس كتير أشكال وألوان أنا كنت مصدوم حرفيًا ومندهش،
خرجني من الحالة اللي أنا فيها صوت العجوز وهو بيقول:
_ أهلًا بيك يا عادل، نورت المجلس بتاعنا،
المجلس اللي مش آي حد بيدخلهُ.
بصيتلهُ بإنتباه وقولت:
= في مشاهير كتير أوي هنا!
ضحك وقال:
_ أيوا ما هو كل واحد هنا هتلاقيه مهم في البلد، والمليونير زي حالاتك والملياردير واللي واللي، على حسب بقى كل شخص كانت إي أمنيتهُ ولكن في النهاية حصل عليها وبقى رجل أعمال غني ومعروف والمشهور ولاعيب الكورة وخلافهُ.
إتكلمت بتساؤل وحيرة وقولت:
= هو إنتوا مين بالظبط، أو إنت مين؟
ضحك ورد السؤال بسؤال خبيث:
_ وإنت مش شايف إنك اتأخرت بالسؤال شوية يا عادل،
كان المفروض تسأل قبل الإتفاق، دلوقتي معتقدش هيفيدك بحاجة.
عدت سؤالي من تاني وقولت بعدم فيهم حقيقي:
= لأ بجد إنتوا مين، ودلوقتي عايزين مني إي؟
إتكلم بشرح وقال وهو بيشاورلي على الكرسي عشان أقعد وقعدت فعلًا:
_ إقعد بس الأول يا عادل، إحنا القوة الحقيقية المتحكمة في العالم ونجاح العالم، أنا زي ما تقول كدا الأب الروحي لكل الأبناء الشاطرين والطموحين اللي زيكم، بشوف مين الشخص اللي فيه صفات معينة هيفيدني ويفيد العالم الجديد اللي عايزين نبنيه مع بعض فيها وابدأ أستثمر فيه لحد ما يبقى قوة هامة في البلد.
إتكلمت بتساؤل وقولت بسخرية:
= الصفات دي زي الطمع؟
إبتسم إبتسامة جانبية وقال ببساطة:
_ مش هغلطك، الطمع دا صفة مهمة جدًا، صفة لازم تكون موجودة عشان تعرف تتقدم.
إتكلمت بتساؤل وإستفسار وقولت:
= وأنا إي المطلوب مني دلوقتي، يعني جايبني هنا ليه؟
إبتسم وقال بمُكر:
_ عايزك تقدم الولاء والطاعة عشان نبدأ كلنا نساعدك ونفتحلك بيبان العالم كلها وميبقاش في آي حاجة تُقف في وشك بعد كدا.
رجعت سألت من تاني وقولت:
= ودي هعملها إزاي يعني؟
قال بكل بساطة برغم عدم البساطة في اللي قالهُ:
_ تقديم أضـ *حية بشر *ية.
عيوني وسعت من الصدمة وقولت بإستنكار وخضة:
= إي اللي بتقولهُ دا، إنت سامع نفسك بتقول إي؟
رد عليا بمنتهى الهدوء وقال:
_ غير كدا فـ أنت هتُعاقب عقاب شديد جدًا.
قومت بغضب وقولت بزعيق وأنا باصص لكل الحاضرين:
= إنتوا شكلكم مجانين، إنتوا بجد مجانين.
طلعت بسرعة برا القاعة أجري من الناس المختلة دي،
كنت طول ما أنا بجري ومن أول ما خرجت من باب القاعة شاظف الناس كاها واقفة وثابتة مكانها وبصالي.
ولما بدأت أقرب من باب الخروج بدأ القصر ينهار فوقي،
الدنيا جوا القصر بقت ضلمة.
سامع صوت صريخ وإستنجادات وأصوات كتير متداخلة ومرعبة،
خايف ومش عايز أوقف جري.
لحد ما أخيرًا خرجت من القصر وأنا شايفهُ مم جوا بقى مهجور وضلمة، يعني اللي أنا كنت فيه دا مش حقيقي ووهم.
كملت باقي الكومنت المكتوب وأنا عيني رايحة جاية بقلق وباخد نفسي بصوت مسموع ودقات قلبي عالية من الخوف.
كان بيكمل عادل وقال:
_ من ساعة اليوم دا عدا 3 أيام، كانوا اسوأ 3 أيام في حياتي، أنا لحد دلوقتي في معاناة وبشوف حاجات كتير مرعبة وأنا صاحي ووأنا نايم.
أنا بقيت بخاف أنزل من البيت وبخسر كل حاجة بشكل تدريجي،
بقبت بخاف من الضلمة وبخاف أبقى لوحدي عشان بيطلعولي ومتوعدنلي بالقـ *تل، أرجوكم اللي يعرف حل بتواصل معايا ضروري قبل ما يحصل فيا حاجة.
خلصت الكومنت وأنا بترعش،
دخلت بعتتلهُ في رسايل الأكونت اللي على الموقع وكتبت:
_ ممكن تتواصل معايا، أنا بمر بنفس المشكلة بتاعتك والإتفاق، ودا رقمي هستناك تكلمني ضروري.
وبعتتلهُ الرسالة، ووقتها قررت إني لازم أروح قصر البارون، لازم أروح عشان مفضلش أتعذب ويمكن لما أطلب منهم يلغوا كل حاجة ومهربش زي ما هو هرب يمكن وقتها أعرف أعيش عادي ويسيبوني في حالي آيًا كان هما مين!
قطع تفكيري صوت رسالة جات على موبايلي وكانت من عادل.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم