رواية أنا لها شمس الجزء الثانى ( اذناب الماضي ) الفصل الاربعون
تلاقت أرواحنا قبل القلوب وجمع بيننا الهوى، وكأن كلانا وجد ضالته بعد صبر وعناء، في الطبيعي يعشق الإنسان يقلبه أو يختار من سيشاركة الحياة بالعقل، لكننا استطعنا كسر تلك. القاعدة وتشارك بالغرام كلاهما ، أعلم أن الألباب لا تحيا بالغرام لكن القلوب تبدأ نبضاتها بإشارات من الألباب، حين تألفت عقولنا تلاحمت القلوب عشقا وولها كبر الغرام واستفحل بالقلوب مع مرور السنوات، واليوم سيتوج ذاك العشق العتيق ولم يقتصر التلاحم فقط على الارواح بل ستتلاحم الاجساد ليشكلا معا سيمفونية رائعة تعزف على أوتار قلوبنا المولعة مع رقصة متناغمة قمرحبا بك ساكنة الروح ورفيقة الدرب كملكة متوجة بعث غرامنا .. «یوسف بیسان»
بقلمي «يوم آمين
من داخل مدينة الإسكندرية "عروس البحر المتوسط" انطلقت سيارة "تويوتا" تلاها وتقدمها عدة سيارات من الحراسة المشددة ليعبروا طريق الإسكندرية القاهرة الصحراوي ، وذلك لحراسة سيادة الفريق الأول بجهاز المخابرات الحربية ياسين المغربي " والذي حصل على الترقية في وقت قياسي وذلك لكفائته الفريدة وسعيه الدائم للتميل تجلس بالكتبة الخلفية تلك العاشقة بجوار مالك القلب والكيان كفيهما متشابكان كعاشقان من يراهما يعتقد أنهما متزوجان حديثا من شدة سحر الغرام الناطق من أعين كلاهما للآخر، بينما تجلس "أيسل " بجوار زوجها الجالس خلف تارة القيادة، حيث طلب منه "ياسين" تولي القيادة بدلاً عنه كي يستغل امتداد الطريق بالتقرب والتودد بالحديث مع تلك الساحرة، نطقت أيسل بنبرة أبدت استيائها: أنا مش فاهمة يا بابي إحنا ليه تروح فرح حد متعرفوش ؟!
أخذ يقلب عينيه بضجر يلعن بسريرته ترترة ابنته ولديها المتواصل منذ أن علمت بموعد ذاك
الزفاف، زهر قبل أن يجيبها مستاءا:
يا بنتي هو أنا يتكلم هيروغليفي ؟. أنا مش قايل لك من أسبوع إنه فرح ظابط مهم جداً في الجهاز وإن الولد اتصل بيا وعزمني، وإن رئيس الجهاز شخصيا طلب مني أحضر بفريقي تقديرا المكانة الولد وما قدمة للجهاز من خدمات ؟
وتابع بنفاذ صبر قد أصابة من وراء تلك التي بالغت بالأمر:
وان لما جوز مامته عرف إني من بين قائمة المدعوين اتصل بيا وعزمني بنفسه أنا والعدام
والأسرة بحالها
هتفت وما زالت على حالها بذات الوجه العبوس:
يا بابي ما طول ناس الوقت بتكلمك وبتحاول تتقرب منك وتزمك على مناسبتها، فيه اللي بطنشه وفيه اللي حضرتك بتروح له لوحدك من غيرنا
وتابعت بنبرة متعجبة:
إشمعنا يعني المرة دي اللي طلبت مني اجي معاك ؟!
قيمها كارم بنظراته المتعجبة من خلف نظارته الشمسية تم استدار يتابع إدارة الطريق دون أن
ينبش بينت شفة، بينما نطق ياسين مفسرا وهو يطالع تلك الجالسة بجواره كأميرة بخستها
وابتسامتها الرقيقة:
علشان مليكة قلبي طلبت تروح معايا
ارسلت إليه أعذب الكلمات الهوى بعينيها ومازاد من لهيب قلبه هي تلك الإبتسامة الساحرة التي
غمرته بها وهي تقول:
ميرسي يا باشا
عمرة سريعة أرسلها لها بعينيه مبقت حديثة اللطيف:
حبيب جوزه يأمر والباشا عليه التنفيذ الفوري
قطع اندماجهما حديث تلك المزعجة بصوتها الإعتراضي:
طب مليكة وعاوزة تروح يا بابي انا ذنبي إيه في إني اسيب شغلي واجي معاكم مكان مش حياه
دخلت مليكة عن صمتها وتحدثت بلوچ شدید
يعني يرضيك اروح لوحدي في وسط ناس لأول مرة يشوفهم يا سيلا ؟!
استدارت واضعة ساعدتها على حافة المقعد وتحدثت بنبرة استفزازية
السؤال الأهم هو ليه تروحي أصلاً يا لوكة عند ناس مفيش بينك وبينهم أي سابق معرفة ؟!
لغت ذراعيها حول خاصة حبيبها لتنطق بنيرة تقطر غيرة على رجلها وسيد قلبها الأوحد
امال اسيب جوزي يروح فرح غريب ومطلوب فيه بالإسم لوحده ؟!
يعلم أن غيرتها عليه تضخمت مؤخرا لكنها كشراب العمل المصفى على قلبه، فدلالها وهدوئها
وحتى غيرتها وعدادها في بعض الاحيان جميعهم يجعلون هاتفا ذائيا في غرام أنثاه، ويجعلون
لحياته مذاها من نوع آخر رمقتها أيسل وتحدثت بملاطفة وهي ترفع حاجبها الأيسر:
دي المدام غيرانة على سيادة الفريق بقى ؟
و مغيرش ليه، جوزي وحبيبي ونور عيوني وقلبي من جوه لو مغيرتش عليه تغير على
مين ...؟! نطقتها تلك العاشق بأعين تنطق بغرام زوجها مما جعلة منتفخة يجلوه كالطاووس
حديثها الساخط الممتع استفذ ذاك الجالس بجوارها وأخرجة عن شعوره لينطق دون إدراك
سلبية" بكلامك
طب اتعلمي منهم بدل ما أنت قاعدة تلومي عليهم ومليتي الجو "طاقة سلبية" "طاقة
اتسعت عينيها قبل أن تهتف لائمة على زوجها:
قصدك ايه يا كارم، قصدك إن أنا تكدية ؟!
لا العفو ... قالها وهو يتابع الطريق مما استفز داخلها وتابع بحدة ظهرت بحديثه:
فرح وعزمنا عليه والباشا وافق وخلاص إحنا في الطريق
وتابع ساخطا بلوم حاد
ايه لزمته كلامك وعتابك ده كه مش قادر تنسي شغلك ولو يوم واحد وتدي نفسك وتديني
فرصة تنبسط فيها زي الناس ؟!
لمح ياسين دموع ابنته تتلألأ في مقلتيها فتدخل كي ينهي هذا التراشق بالكلمات قبل أن يتطور
ويتحول إلى مشاجرة
جرى ايه يا کارد انت هتخيب ولا ايه يلا؟
وتابعت لانها بنبرة المتطرفة:
لما يتكلم بنتي كده قدامي، أمال بينك وبينها بتعاملها ازاي يا حبيبي ؟
اختار الصمت بدلاً من أن ينطق بكلمات حادة غاضبة يخسر من يقترح سيد عمله وصديقة
المقرب رغم فارق السن الكبير بينهما، بينما تابع ياسين بالظغط على ابنته كي تنتبه ويحجم من
سخطها وحدتها بالحديث:
وانت كمان فيه ايه ؟ امن وقت ما اتحركنا وانت بوزك ممدود شيرين قدامك ، نازلة جلد في الكل
واسترسل لانها:
محدش قلت من تحت ايدك ايه الدنيا هتتهد علشان يوم أجازة؟
ما تفرحي والنيسطي في الناس على رأي جوزك
تمسکت بیده وهمست لنحته على الصمت بدلاً من أن يجرحهما بحديثه ويفسد اليوم على الجميع
خلاص یا یاسین علشان خاطري كفاية
زفر بحدة كي يخرج حدته التي أصابته داخله بسبب غياء ذلك الثنائي في حين تحدثت مليكة لتهدأ الأجواء التي سرعان ما تتحول إلى ساخنة
وانتوا يا جماعة إهدوا شوية مش كده
تطلعت إلى أيسل وقصدتها بالحديث:
انسي شغلك ومشاكله يا سيلا وخليك في جوزك اللي جنبك ويبال اللي انت مسافرة
معاه الشغل موجود كل يوم مش هيطير، بس الأوفات الحلوة مبتتعوضش، واليوم اللي بيعي مبير جعش تاني
تطلعت إلى كارمواصلت مستطردة
ولا إيه يا سيد المقدم ؟
تنفس بعمق ثم زفر بقوة في محاولة منه لتهدأة حاله ثم تحدث معتذرا بلباقة:
أنا آسف يا جماعة، مضغوط في الشغل اليومين دول علشان كده احتديت شوية في الكلام
نطق ياسين بهدوء محاولاً تلطيف الأجواء
حصل خیر یا کارم حاولوا تهدوا احنا رايحين مناسبة وعيون الناس متكون علينا.
بعد حوالي بضعة دقائق قضاها الجميع بصمت تام شعرت أيسل أنها كانت سخيفة ولم تفكر بمشاعر زوجها بل كرست نجل تفكيرها في العمل التي اعتذرت عنه اليوم، فهي مولعة بمهنة الطب ولديها تطلعات وشغف ولذا فهي غاضبة حد السخط تحمحمت وقربت كلها تضعة على
فخد زوجها بحرص وهي تقول:
سوري يا حبيبي، عارفة إني كنت سخيفة معاك سامحني وارجوك متزعلش مني
لم يكلف حاله عناء النظر إليها بل تابع قيادة السيارة بجمود وعدم اهتمام، فتابعت بدلال تعلمها
حجم خطاها الكبير:
خلاص بقى وحياتي عندك تفك التكشيرة دي
همست مليكة إلى رفيق دربها
ينتك بدأت تفك البوز أهي
مال عليها ونطق هامشا بالحق:
هي مش بنتي، بس والله انا لو مكانه ما اتحمل أسلوبها يوم واحد
وتابع مشيدا:
الواد ده بطل ويستاهل يتكرم
تبسمت وهي تلكره بيدها لتحثة على الصمت، بينما ضل كارم على حاله وتوقفت أيسل عن
وليستعدوا الحفلة الزفاف من داخله، وهو نفس الفندق المقام به الحفل.
محاولات إرضائه بل رحلتها حتى يصلا إلى الفندق الذي حجزه ياسين كي يستريح الجميع به
وصل الجميع إلى الفندق نزل ياسين تحت حراسة مشددة مع عدم الاعلان عن شخصه
ووظيفته لضمان أمانه، فقد أبلغت ادارة الفندق بأنه أحد الشخصيات الهامة بالدولة وفقط، وصل
إلى غرفته هو ومليكة ومن خلفهما بعض العاملات يحملن توب مليكة التي سترتديه في المساء وبعض الثياب التي تكفي لقضاء الليلة بالقاهرة، وما أن وطأت أقدامهم الغرفة حتى ارتفع ولين هاتفه، تبسم وهو يخبر تلك التي تباشر العاملات وهن يضعن الملابس بالخزانة:
ده عز واكيد مسك معاه
رد سريعا وهو يتابع بنظراته الصقرية هؤلاء الفتيات اللواتي انتشرن في الجناح، منهن من تقوم
على تجهيز الحمام ومنهن من تقوم بوضع الثياب وأخرى للأحذية:
ايه يا حبيبي، بابا لحق يوحشك
بصوته المميز والمحبب إلى قلب أبيه نطق يلومة:
عزو زعلان منك قوي يا بابي، وكمان مسك مش هتكلمك انت ومامي ناني
نطق الآخر بملاطفة لذاك القريب من القلب:
يا حبيبي مش أنا فهمتك أن الفرح للكبار وممنوع حضور الأطفال فيه، وكمان أصحاب الفرح
مش فرابيتا
نطق معترضا على وصف ابيه بالطفل:
يس أنا مش صغير يا بابي أنا راجل وكنت محضر الحفلة أنا وساندرا طارق وليزا عمر ومش
هنعمل أي دوشة
وأنا يا عزو .... قالتها الصغيرة وهي تشير على حالها بوجه عابس وتابعت لائمة.
مش قولت لي قبل امبارح كلمي بابي وخليه يوافق علشان أخدك معانا ؟!
وهو انت كنتي خلتيه يوافق با مسك علشان تزعلي هما سافروا خلاص ؟!
كان يستمع إلى نقاش صغيراه يقلب سعيد وفاه متسع من شدة حبوره فكلا الصغيران يمتلكا
نصيب الأسد من قلبه ويستحوذا على كامل كيانه ، لم يكن يتخيل حياته بدون قطعتي
الشكر نطق وهو يحاول كظم ضحكاته:
خلاص منك ليها اهدوا أنا هلاقيها منكم ولا من اختكم الكبيرة وجوزها
انتهت العاملات وأغلقن الباب ورائين اقتربت مليكة من حبيبها فالتصق بظهرها ولف ساعدة
حول خصرها وتحدث بعدما دفن الله داخل ثنايا عنقها يقبلة:
متزعلوش وأنا لما أرجع اسكندرية ان شاء الله، هاخدكم ونروح كيدز اريا" (Kids Area) اذا
وانتم ومامي
هل الصغيران ونطق سريعا عز
وكمان هناخد ساندرا طارق وليزا عمر يا بابي
ماشي يا عم الدنجوان بادتها مثنى بدري انت .... وتابع وهو يتطلع يعيني من ملكت الفؤاد حتى ارتوی
يلاده أبوك معملهاش غير لما العشق دوب قلبه ويهدله
خلوا بالكم من نفسكم كويس يا عزو واسمعوا كلام مروان
وضع قبلة بجانب شفتيها لتنطق وهي تتملص منه حتى تستطيع التحدث لطفليها:
اول يا مامي .... قالها الصغير قبل أن ينطق الأبيه
جدو عاوز يكلمك يا بابي
تناول عز المغربي الهاتف لينطق بمرحه المعتاد عليه:
بتلوم على الولا ليه يا باشا ما ابوه عملها قبل منه
ضحك بشدة وهو يجيب على صديق الروح
معاليك أنا عملتها بعد ما طبيت وحبيت، إنما الباشا مقرر ومختارهم من الوقت.
ما أنا قولتها لك زمان التلميذ تفوق على أستاذه، وشكله كده إبنك هيتفوق على الأستاذ هو کمان
نطق ياسين باحترام وتفاخر بأبيه
لسه ما اتخلقش اللي يتفوق ويتخطى جنابك يا معالي الباشا
أغلق الهاتف مع أبيه تم شدد من احتضان تلك الحبيبة وهمس بجانب أذنها:
نفسي أفهم أنا ليه بيزيد جنوني بيك لما يتكون في الاوثيلات
علشان حبيبي تفكيره منحرف .... نطقتها وهي تداعب أنفه فنطق بمداعبة:
طب تعالي بقى لما أتيت لك الإنحراف رسمي
ضحكت وسحبها من يده ليدفعها على ذاك الفراش الوثير
داخل الجناح الخاص بـ كارم و ایسل تحركت لتقف أمامة ثم لغت ذراعيها حول عنقه وتحدثت
بدلال كادت أن تتناساه في زحمة شغفها بالعمل:
انت لسه زعلان مني؟
حاول فك وتاق ساعديها وهو يقول:
عاوز أغير هدومي علشان ألحق أرتاح شوية قبل ميعاد الفرح
تلاعبت بأصابع يدها على صدره ثم نطقت بدلال:
ما انا مريحك جوه حضني، ولا أنا مش وحشاك
توحشت ملامحه وكأنه تحول لآخر وهو يقول بحدة ولكنة تهديدية:
سيلا، آخر مرة تتكلمي معايا بالطريقة دي قدام أي حد وخصوصا ياسين باشا
نطقت مبررة باستغراب:
وانا كلمتك ولا جيت جنبك يا حبيبي أنا كنت بتكلم مع مليكة
إنت فعلاً كنتي بتتكلمي مع مدام مليكة، بس راجعي اسلوبك كان عامل ازاي يا هانم ؟، دي
الست اللي ابنها بقى طولها قاعدة تدلع في جوزها ومحسساه انه ملك غارت عليه لما عرفت أن
رد با نزعاج تجلى بنبراته الفرح هيضم شخصيات عامة كتير وبنات وستات الطبقة الراقية هيبقوا ماليين الفرح، أول ما عرفت إن الدعوة جاية له عائلية أصرت تروح معاه، وطول الطريق ضحكتها ما فارقتش وشها ثم صرخ بوجهها منفعلاً:
وفي المقابل بوز سيادتك ممدود شيرين على رأي سيادة الفريق، طب احترمي وجودي واعملي حساب الشكلي قدامهم اللي بقى زي الزفت
از دردت لعابها وتحدثت في محاولة لتهدأة ورعه:
طلب ممكن تهدى يا حبيبي علشان صحتك
صاح بحدة بالغة:
خايفة عليا قوي وتهمك صحتي ؟، ده أنت قاعدة جنبي ومش شيفاني أصلاً، محروقة قوي على الأجازة اللي أخدتيها وإن العملية المهمة اللي ليك إسبوعين مستنباها راحت لدكتور غيرك ؟! طب وبالنسبة لرجل الكرسي اللي سيادتك متجوزاه، ايه نظامه ؟!
احتوته داخل أحضانها وبانت تريث على ظهره وهي تقول :
أنا آسفة، والله يا حبيبي ما قصدت اي حاجه من اللي جت في بالك، أرجوك يا حبيبي السامحني
ظلت تعتذر منه وتطلب السماح تارة وتارة أخرى تتدلل عليه حتى خارت قواد الواهية ووقع بشرك غرامها.
بنفس التوقيت
يجاور والدته نزول الدرج في طريقهما إلى قصر علام باشا لتناول وجبة الفطار قبل تجهيز حاله لاستقبال حفل زفافه الذي طال انتظاره لسنوات طوال، استمع إلى رنين هاتفه فتحدث سريعا بعدما وجد نقش اسم السائق الذي بعثه لاستقبال شقيقاه يصحبة لائلة التي أحضرتهما لحضور الصغيران حفل زفاف شقيقيهما:
ابوا يا حامد
على الطرف الآخر يتحدث السائق عبر سماعة الأذن وهو يتطلع على الأطفال والسيدة نائلة
والعربية المسؤلة عن مساعدة الأخيرة بالإعتناء بالصغير:
الهائم والاولاد وصلم با افندم واحدا في طريقنا القصر الباشا
اشتدت سعادته وظهر الحبور على ملامحه وخاصة عندما استمع لصياح الصغيرة:
لحن وصلنا يا يوسف التيتا جايت لتلي فستان كثير جلو، رح صير مثلها للعروسة "بيسان"
نطق بسعادة تجلت بنبراته
يا روح قلبي حمد الله على السلامة، أنا كمان جبت لك فستان حلو قوي، متأكد إنه
هيعجبك البسي كل فستان منهم شوية.
توسعت ابتسامة إيثار أما الصغيرة فتعالت صيحاتها وهي تقول بسعادة:
یا سلااام تؤبرني شو حنون یا چو
نطق يستعلم عن شقيقه:
سليم كويس
اي بس نايم من ونت ما كنا بالطيارة لهلا ما فتح عيونه
طب اديني نانا يا حبيبتي
ناولت الصغيرة الهاتف لجدتها التي تحدث
اي يوسف
نطق باحترام و تولد يعود إلى تقديرة الذي زاد لتلك المرأة بعد اهتمامها الرائع بالأطفال والذي
يراه بأم عينه في كل مرة يزور بها الاطفال بدولة فرنسا، فقد كرست المرأة حياتها الرعاية
الصفارة
حمد الله على السلامة يا اقتدم، مصر تورت
بابتسامة مشرقة شكرته
مصر منورة بناسها يا يوسف
نطق بحميمية تعود الشعورة بأنها أصبحت جزءا من العائلة.
السواق هيجيب حضرتك على قصر الباشا ترتاحي انت والاولاد وهتتحرك كلنا من هنا على
القاعة ان شاء الله، وهترجعي من القاعة على القيلا مع زينة
وتابع معندرا
واسف بالنيابة عن زينة علشان ما استقبلتكون في الفيلا، هي هنا هي وجوزها فمكنش يدفع.
حضرتك تروحي الفيلا ومتلقيهاش في استقبالك
احتفظ الاشقاء بمنزل عمرو الذي كان يسكن به سابقا مع عائلته ونائلة، وكان يوسف قد ابلغ
المحامي أن يقتسم المنزل بالتساوي بين زينة ونور وسليم كي لا يشعرا الصغيران ونائلة عند زيارتهم إلى مصر بالحرج وبأنهم يسببون الإزعاج للبعض، واليوم لم تكن زينة بالمنزل فاقترحعلام باستقبال الضيفة والصغار إلى منزلهم كي لا تشعر المرأة بالوحدة وايضا لاندماج الصغار مع
شقيقهم واطفال المنزل.
شكرته نائلة واغلقت فتحدث الشاب إلى والدته:
أنا خايف لـ بابا يتضايق من وجود نائلة واخواتي في قصر الباشا
نطقت على عجلة كي تنفي ذاك الشعور الخاطئ:
بالعكس يا حبيبي ده رحب جدا بالفكرة، ومهما كان دي ضيفة على بلدنا ولازم تكرمها ونحسن استقبالها
بنبرة خجلة تحدث:
أنا مش عاوز يكون فيه حساسية بسبب أخواتي، يعنى علشان عمرو البنهاوي
فؤاد مبيفكرش بالطريقة دي يا يوسف، وبعدين عمرو أصبح ماضي وانتهينا منه بمجرد موته انتهت من حديثها لتستمع إلى طرقات متتالية فوق الباب تلاها صوت المشاغب الصغير وهو يقول:
یا مامي افتحي لي الباب
أسرع يوسف وفتح ليستقبل شقيقه الأصغر حيث كان يرافقة أحد رجال الحراسة، صاح الطفل بسعادة:
يلا يا عريس علشان ناخد يوسي وتروح القاعة، كده هنداخر
مال بجزعه ورفعه ليضع قبلة شغوفة وهو يقول :
لا يا أمضى مش هتأخر جدو في الجنينة ولا في اوضته ؟
كلهم في الجنينة مستنيينك.
خرج يوسف حاملاً الصغير وخلفة إيثار التي كانت تستعد لان توصد باب المنزل إلى أن رأت عزة
تقبل عليهم:
كويس إنك جيني يا زوزة حدي المفتاح واطلعي على فوق على ما أبعت لك بنتين من القصر خليهم يوضبوا أوضة العرسان ويجهزوها كويس، ويشيكوا على باقي الفيلا.
عيني ... وتابعت:
انا جاية مخصوص علشان كده و فؤاد باشا كلم الفكهاني وهيبعت فاكهة على هنا، قال لي
عنا العرسان
استناد واستلمها منه انا مغسلها وهرصها له في الثلاجة وبعدها هقفل وأجي لكم علشان تجهز
تأففت إيدار وهي تقول:
عشا ايه بس يا عزة اللي هتعمليه هو انت بتخلقي التعب لنفسك وخلاص، الولاد هيتعشوا معانا في الاوتيل، ويوسف طالب ساليزونات هتوصل هنا بعد ما الفرح يخلص ، وبكرة تعمل لهم اللي عاوزينه
نطقت باعتراض حاد
أبدا إبني ما يدخلش من غير حمام وبط ورمي ومحشي زي باقي العرسان ده انا روحت
للفرارجي بنفسي ونقيت له الحمام حماماية حماماية وجبت الفريك وحبشته وجهزته بالسمنة البلدي وبهرته بجوزة الطيب
وتابعت مسترسلة.
بقى عزة تبقى موجودة ويوسف يقضى ليلة دخلته على صباعين فينو محشيين لانشون وجبنة
وزيتون، ده على جثتي
اشاحت بكفها وهي تتحرك خلف نجليها:
إعملي اللي انت عوزاه ، ما انا عارفة، مفضل أوجع في قلبي وأقول لك الولاد هما اللي قالوا متجهزوش حاجة پس ازاي لازم تمشي اللي في دماغك يا ست عزة.
تحرك يوسف داخل الشارع الداخلي حاملاً شقيقه بطريقهم إلى قصر علام زين الدين، رفع رأسة يتطلع على شرفة حبيبة القلب والروح، ترى ما الذي تفعلة الآن، هل تفكر به مثلما يفعل هو الآن. تنهد باشتياق ورجفة قوية اقتحمت قليه حين تذكر أن الليلة هي موعد اللقاء المنتظر، سيتحد معها اليوم ويشكلا شخصا واحدا ، رویا داخل جسدين نعم تلاحمت ارواحهما منذ الصغر لكن علاقتهما ستقوى بذاك الرباط المقدس، كان هاتما خطواته بطينة رأسة معلقا للاعلى وكأنه مسحورا، أخرجه من تلك الحالة يد والدته التي ربتت على كتفه وهي تقول بممازحة:
يص قدامك يا حضرة الظابط لتتكعيل وتقع
و تابعت بحني ظهر بعينيها:
كلها ساعات وتبقى في خضتك لآخر العمر
لمعت عيناه بوميض العشق المجرد التخيل بأنه اليوم سيمتلك كيانها بالكامل وسيحيا معها حتى آخر العمر.
ولج ثلاثتهم إلى حديقة القصر وما أن خطى يوسف حتى تهللت وجوه الجميع واعتلتها
المسرة، تبسم وجه علام الذي كان يتحرك بين زهوره يرويها بمساعدة زين الممسك بمرش المياة أفلت مالك حالة ليسرع إلى جده بغيرة بعدما رأه يستعين بشقيقه في الري، بينما نطقت.
تاج وهي تسرع على شقيقها لتحتضنه بحفاوة:
مبروك يا جو
الله يبارك فيك يا قلبي، عقبالك يا "تاجي"
ميرسي يا حبيبي... قالتها على استحياء لتجذبها إيثار وتدخلها بأحضانها وهي تقول :
و تابعت بسؤال نجلتها وهي تضع قبلة حنون فوق جبهتها:
لسه بدري، بنوتي متتعلم كويس وتختار طريقها في سكة النجاح وبعدها تفكر في الخطوبة
مش كده يا تاجي
اومات الفتاة بموافقة، أما زينة فاتجهت بخطوات واسعة نحو شقيقها الذي فتح لها ذراعيه
يستقبلها بحنو وحفاوة:
ألف مبروك يا حبيبي، ربنا يتمم لك على خير يا نور عيني
ابتسم وهو يستشعر لمسات كلها الحنون وهي تتحرك على ظهره:
تسلمي لي يا حبيبتي
نطقت بابتسامة سعيدة
انا كنت هاجي لك من بدري أشوف لو محتاج حاجه في البيت اجهزها لك بس قولت لما تصحى براحتك
ردت عليها إيدار
يا حبيبتي ما انت كنتي معانا امبارح ومروحتيش غير متأخر لما فرضنا القيلا وظبطناها
ده بيت أخويا وحبيبي.... وتابعت يصدق وهي تتحسس وجنة ذاك الحنون
يوسف من أخويا وبس ده أبويا وسندي اللي ربنا يعتة لي علشان يحسسني بالأمان ويعلمني
يعنى إيه عيلة واحتواء
حاوط كتفها بذراعه ليقربها من صدره وهو يقول بنبرة تقطر حنانا
حبيبة قلب خود يا زينة ربنا يخليك ليا يا حبيبتي
ويخليك ليا يا حبيبي .... قالتها وهي تشدد من احتوائها له ليقطع تلك اللحظة صوت رامي الذي تحرك تجاههم وهو يقول بحدة مفتعلة:
الله الله یا ست هانم است مکملناش اسبوعین جواز وسيباني قاعد على جنب وقاعدة تحضني
وتحبي في حضرة الظابط
عندك مانع ولا ايه يا حبيبي ؟ نطق بها يوسف ليرفع الآخر كفاه للأعلى بملاطفة: وأنا أقدر أتكلم
ابتعدت زينة كي تترك لزوجها المساحة ، فاقترب وتعانق هو ويوسف وتحدث مرينا على ظهره بقوة:
الف مبروك يا عريس
تحرك الجميع خلف يوسف حيث اتجه نحو علام الذي نطق والحبور قد كنا ملامحة:
أهلاً بالعريس
احتضنة يوسف وتحدث علام بنيرة تقطر حدانا:
مبروك يا حبيبي، ألف مبروك يا بطلي، أخيرا هشوفك عريس إنت وحفيدتي الغالية
ربنا يبارك لنا في عمرك يا باشا، وتجوز مالك بنفسك وتشوف أولاده
یاه یا یوسف إنت عاوزني أعيش لحد ما أجوز مالك ؟!
.... قالها بأعين لامعة من شدة تأثرها لينطق الصغير:
ابوا يا جدو، أنا عاوزك تجوزني بنت شبه بوسي، وتعملي بيت و فرح زي بنوع جو بالظبط
أطلق الجميع ضحكاتهم بينما نطقت عصمت بمداعبة:
ده انت مركز مع يوسف بقى
ضحك الجميع على دعايتها واحتضنت يوسف وهي تقول:
عروستك في القمر يا حبيبي الله أكبر ربنا زادها جمال فوق جمالها، أنا لسه جاية من عندها حالاً
سالها مثلهما بعدما أثارة حديثها:
هي لبست فستانها يا تينا؟
لسه يا حبيبي البنات خلصوا معاها الحمام المغربي وكام خطوة كده
قطع حديثهم دخول نائلة بصحبة الصغار حيث هتفت الصغيرة وهي تهرول على شقيقها:
جود كثير اشتقت لك أنا
احتضنها بقوة وبات يلف بها وهو يقول:
يا حبيبة قلبي جو انت كمان وحشتيني جدا
التقتطها زينة واسكنتها بأحضانها وهي تقول:
وحشتینى بنور
قبلتها الفتاة بشغف وتحدثت
وانت كثير يا زينة، وينو عريسك الحلو ؟!
ضحكت ليقترب منها رامي وهو يقول:
انا اهو يا أستاذة تور مش انا قولت لك يوم الفرح إن إسمي رامي
اجابته ببراءة
نسبته لاسمك، دخيلك ما تزعل مني
فيه حد يقدر يزعل من التوتيلا... تبسمت لوصفه لها بينما استقبل الجميع نائلة وتحدث يوسف مرحبا
حمد الله على السلامة يا مدام نائلة
الله يسلمك يا حضرة الضابط كثير اشتقت الكن أنا واللصغار
احتضن يوسف الصغير وبدأ بنتر قبلاته الحارة عليه، بينما رحبت إيثار بالسيدة وعلى وجهها
ابتسامة لطيفة:
نورتي البيت وثورتي مصر كلها يا افندم
القصر منور بناسه يا مدام إيتار ألف مبروك ليوسف... وتابعت بمجاملة:
كثير حليانة ما شا الله عليك يؤبرني جمالك
ميرسي أو افندم من بعضنا عندكم.
ردت بابتسامة جذابة
اقبلت عليها عصمت ورحبت بالسيدة قائلة:
تورتينا أو افندم، اتفضلي
أشارت الداخل فتحركت نحو علام الذي نطق مرحبا بحفاوة:
حمد الله على السلامة يا مداد نورتونا
ميرسي كثير لتلك يا سيادة المستشار كثير غمرتوني بلطفكن، والله مبعرف شو بدي فلكن
خرج فؤاد من الداخل ورحب هو الآخر بها:
حمد الله على السلامة يا مدام نائلة، نورتوا مصر
مصر منورة بناسها يا فؤاد بيك.... قالتها بجدية فلن تنسى أنه كان سببا رئيسيا فيما آلت إليه
ابنتها من مصيرا مظلم بفضله حتى لو لم يكن يعلم ما سيحدث لكنه كان سببا رئيسيا حسب ما
قصت عليها ابنتها.
جلس الجميع حول مائدة الفطار الطويلة وبدأوا يتناولون الطعام وسط أحاديثهم الشيقة كان
يوسف يجلس الصغير فوق قدميه ويطعمه بيده قبل وجنته وهو يقول بسعادة:
إنت عارفني يا سليم
نطق يتلعثم فمازال يتعلم الكلام فعمرة الآن يقترب من الأربع سنوات:
أي إنت يوسف أخي نور كثير بتحكي ليلي عنك
نطقت نائلة مفسرة
سليم كثير ذكي اسم الله عليه ما بينسى شي وإنت ما بتقصر معهن يا يوسف اجيت لعنا
عفر نسا مرتين بالسنة الماضية ونحن إجينا مرة عفرح زينة، وما تنسى حديثك معهن انت وزينة
ع الفيديو كول كثير مهم وبيقوي العلاقة بيناتكن
بعد انتهاء الطعام طلب فؤاد من نائلة الحديث على انفراد، تحركت بجواره داخل الحديقة
فتحدث معتذرا
أنا عارف إنك زعلانة مني ومحملاني ذنب اللي حصل لبنتك بس أقسم لك إني ما كان في بالي
أي حاجة من اللي حصلت وقت ما قدرت إلى أبعت لـ رولا الفيديوهات والمستندات اللي يتكشف لها حقيقة عمرو كل اللي قصدته إلى أبعت مراتي من التهم الباطلة اللي أفترى بيها عمرو عليها.
واقصى شيء جه في بالي إن بنتك هتطلق وتنتقم من عمرو في شغله
تنفست نشاط ثم تحدثت والألم يملؤ صوتها:
يعرف ان ما إلك ذنب كل بلي حصل من غبائها لبنتي يلي بلا عقل، هي اللي غلطت من لما
تعرفت على هاديك المجرم وأجبرتني على تقبله بيناتنا كثير اتعلقت فيه وضحت منشانه
وبالأخير طلع واحد كتاب حقيقى بس أنا كنت كاشفته من أول يوم، لاحظتها لرولا وسليم
بس ما كانوا بيردوا علي
تنهد بأسي وتحدث:
ده نصیب ومكتوب يا مدام
وتابع يشكرها:
أنا متشكر جدا إنك حافظتي على وعدك ليا ومكتيش اللي حصل لأي حد.
ما فيني قابل معروفك بشر يا سيد المستشان برغم كل يلي صار يضلك انت يلي فتحتهم
العيونها لينتي عحقيقة هالواطي.
انتهى من الحديث معها وانضمت هي إلى طاولة لجلسة بصحبة عصمت والسيد علام وزينة وزوجها الذي همس وهو يتحسس كفها:
وحشتيني
زاد احمرار وجهها خجلاً
بينما تحركت ايثار لتسأل زوجها بفضول وشك:
كنت بتتكلم مع الست دي في إيه، وإيه الحوار المشترك اللي بينك وبينها يخليكم تتكلموا
الوقت ده كله وبالتاثر اللي انا شوفته ده؟!
عمل بعينيه وسألها بمشاكسة:
ده انت مركز بقى ومراقبنا يا جنابو
بحدة ونفاذ صبر تحدثت:
فؤاد، أنا مبهزرش
طب اهدى يا وحش النهاردة فرح ابننا ومحتاجين صحتك يا باشا
زمجرت وقبل أن تنطق بحرف تحدث كي يعيد إليها الهدوء:
كنت بسألها عن وضع بنتها القانوني واخر المستجدات وسألتها لو محتاجة أي حاجة علشانها
تغيرت نظراتها من شرسة ساخطة إلى منبهرة حنون وهي تقول بفخر:
حبيبي يا فؤاد، قد إيه إنت حنين وقلبك كبير
لا والله .... قالها مستنكرا تحولها وتحدث بمداعبة
بتقلبي في لحظة
تبسمت بدلال:
وانت زعلان علشان بغير عليك يا حبيبي
نطق بصدق:
لا طبعا يا بابا، أنا عمري ما ازعل منك
وقف يوسف بجانب السور مستغلا الشغال الجميع وطلب رقم بيسان وانتظر الرد وعينيه
معلقة بشرقتها الخاصة، كانت تتمدد فوق الشزلونج الخاص بالمساج مستسلمة لكفي القناة التي تقوم بتدليك جسدها بالزيوت العطرية تجاورها فريال الجالسة بمقعد مجاور لابنتها، حلت
الهاتف إحدى الفنيات المسؤلات عن تجهيز العروس وتحدثت
تليفونك بيرن يا عروسة
سألتها بصوت مرتخي كجسدها المستسلم للتدليك
مين اللي طالبني
رفعت الهاتف ليقابل عينيها وهي تقول:
"حبي" مكتوب
اعتدت سريعا واختطفت الهاتف متلهفة وقبل أن تجيب جذبته فريال من بين يديها:
مش وقت دلعك إنت وحضرة الظابط يا بوسي لسه قدامنا شغل كثير خلي البنات تشوف شغلها
نطقت متوسلة:
بليز يا مامي تديني التليفون، هما خمس دقاق پس هشوف جو عاوز ايه وهقفل بسرعة
انطلقت الأخرى مفسرة
يا حبيبة قلبي الوقت بيجري اتمدد خلي البنت تكمل شغلها
علشان خاطري... وتابعت بتذمر:
يا مامي هاتي الفون ليكون عاوزني في حاجته مهمة ويرفع مني
نطقت بابتسامة وهي تقول بثقة:
متخافيش النهاردة بالذات ميقدرش يزعل منك مهما عملتي
ضحكت الفتيات بعدما فهمن مقصد السيدة بينما نطقت هي باستعطاف
هاتي يا مامي بقى علشان خاطري
بالكاد اقنعتها واخذت الهاتف وانسحبت بعيدا ، طلبت رقم ذاك الذي يأس وكان بطريقه للانضمام
للجمع لولا قطعت عليه باتصالها رد سريعا
اي يا حبيبي
وحشتني ... قالتها بنعومة فأجابها:
وانت كمان وحشتيني قوي يا بوسي من قبل الحنة وعمتو منعاني أشوفك معرفش ليه
ضحكت وهي تجيبة:
بتقول علشان أو حشك وتتفاجيء بالميكب بتاعي
سألها والشوق والحنين إلى الحبيب يغلبة:
يقول لك إيه يا حبيبي رسمتي التاتو مكان ما قولت لك؟
ابتسمت تجيبة بخجل:
اه البنات رسموه
سألها للتأكيد:
على صدرك من الناحية الشمال يا بوسي ؟!
و على رجلك من تحت ؟!
امممم .... هكذا كان ردها الخجل ليتابع اسألته من جديد:
جديت من يدها الهاتف وتحدثت إلى ذاك العاشق المجنون
بطل لحنحة وسبب البنت خليها تكمل التجهيزات یا یوسف متستعجلش يا حبيبي، كلها كام
ساعة وتبقى في بيتك وساعتها ابقى استكشف براحتك مكان التاتو
أغلقت تحت حزن القناة التي تحركت بأمر من والدتها إلى فريق العمل المسؤل عن تجهيزها
بينما طار قلب يوسف وسعد المجرد تخيلة أنه سيمتلك حبيبته اليوم وللأبد
داخل قرية ناصف بالأمس جمع السيد محمد رجال العائلة وتحدث إليهم واتفق أن يجتمعوا ويذهبوا للوقوف بجانب يوسف حفيد السيدة إجلال التي انتقلت إلى رحمة الله منذ ما يقرب من السبعة أشهر بعد تعرضها لجلطة دماغية شلت جميع جسدها ظلت مرافقة للفراش في بينها التي احتلته نوجا وأهلها بناءا على أوامر من السيد محمد شخصيا مما جن جنون السيدة إجلال. وكلما رأتها تتجول براحتها هي وعائلتها الصغيرة داخل المنزل الذي جمعها بحبيبها نصر البنهاوي وابنائها واحفادها وها هو المنزل بذاته يسكنه الآن رعاء القرية كما كانت تصفهم دوما، كلما رأتهم بتحركون أمامها استشاط داخلها، ومازاد من حقدها وغليان قلبها هو علمها بأن يوسف تنازل عن حقه بالميراث لابنة سمية الذكرة التي عاشت منبوذة من الجميع، هذا الخبر تحديدا نزل عليها كصاعقة كهربائية شديدة مما سهل من سرعة موتها وذلك بعدما تمكن مرض نقص المناعة" "الإيدز" من جسدها الضعيف، توقت وبعد أقل من شهرا لحقت بها أزهار التطوي صفحة كلتاهما للأبد، وتذهب كلاً منهما لربها لتنال جزاء ما فعلت بدنياها.
اتفق الجميع على حضور حفل الزفاف تلبية لرغبة فؤاد الذي دعاهم في محاولة منه لرفعة شأن الفنى أمام الجميع بحضور عائلته المشرفة
داخل السجن، نطق أحد الموقوفين على ذمة قضية وهو ينظر إلى طلعت بشمالة :
سیحانه المعز المذل اللي يشوفكم زمان ما يشوف الخراب اللي نزل عليكم من كثر ظلمكم للناس، مين كان يقول أن بيت نصر البنهاوي اللي مكنش حد من أهل البلد يتجرأ يعدي من جنب سور جنينته الوقت ساكنه أفقر عيلة في البلد وعايشين يتمتعوا ويرتعوا في فلوسكم اللي المتوها من الحرام
لم يصدر منه أي تعقيب فقد أصيب بصدمة جعلته يقبل على صمت دائم اختارة بعدما استمع إليه من أحداث تعرضت إليها جميع عائك، لم يهتم بما حدث إلى عمرو من حادث مؤلم وشنيع ولم يحزن عليه بقدر ما حزن على ثروته الضخمة التي قام بتوزيعها على أبنائه وابنة سمية. تحديدا ولم يترك له شيئا يعيش من ربعه بعد قضائه مدة العقوبة وخروجه من السجن بعدما تم غلق المطعم للأبد، وبما أنه ممنوع من نزول القرية بأمر من عائلة ناصف وعلى رأسهم السيد محمد شقيق والدته، فكان يرسم أمالاً ويبني طموحات بشأن ثروة عمرو الهدمت جميعها على راسة بعد الاحداث الأخيرة.
أتي المساء ليهل بنسماته العطرة ينثرها على الكون الجميع تجهز وتأهب لبدأ ذاك الحقل الضخم حضر مجموعة كبيرة من صفوة المجتمع ورجال المال والأعمال والدولة، بإحدى الغرف بالأعلى، يقف يوسف بعدما ارتدى بذلة عرسة المختارة بعناية فائقة منه ومن بيسان، الغرفة مزدحمة بالحضور، إيدار فواد عزة زينة والصغيرة تاج الجميع يتطلعون عليه بنظرات مليئة بالفخر والحنان، وقف فؤاد يقابله وتحدث وهو يساعدة بربط ربطة عنقه لتخرج بشكل لائق:
وكدة ربطة الكرافات مظبوطة يا باشا
احتوى كتفيه وهو يتطلع عليه بعيني مملؤة بحنين الذكريات، فحياته مع ذاك الرائع مرت من
أمامه كشريط سينمائي، منذ أن ولج إلى القصر وهو بالسادسة من عمرة، إلى تلك اللحظة وهو
يربط له ربطة عنقه لحضور أروع لياليه وأميزها، نطق متأثرا
مبروك يا حبيبي، مش مصدق نفسي ابني كبر وبقى عريس قد الدنيا
أنا عاوز أقول لك إنت أعظم وأروع أب في الدنيا كلها ... تنطق بكلماته متأثرا لتلمع عينيه بلمعة الدموع التي تأبى النزول إمتثالاً لكبرياء ذاك الشامخ تابع مسترسلاً وهو يحتضن كف يده ويقبله احتراقا وتقديرا تحت تأثر الآخر:
أنا عمري ما هنسى اللي حضرتك عمله معايا، وقوفك جنباً ودعمك ليا اللي كان بيزيد ويكبر
مع مرور السنين
مال فؤاد براسه متأثرا، ليتابع يوسف باستر سال
ربنا يخليك ليا ، أنا بحبك قوي
نطق فؤاد بمشاعر أبوية متأثرة:
وأنا كمان بحبك قوي، وشايفك أعظم إبن في الدنيا
جذبه واسكنه باحضانه في لحظة تأثر بها الجميع وبكى، أما إيثار فتحدثت وقد انهمرت الدموع
من بين عينيها من شده تأثرها حاوطت وجنتيه بكفيها وتحدثت
مبروك يا حبيبي، مبروك يا نور عيني، أخيرا يا يوسف شوفتك بعيوني أجمل عريس
وتابعت بتمني:
ربنا يتمم لك على خير يا نور عيوني
نطق بصوت يقطر صدقا ممتزجا بمشاعر مختلطة:
كنني لي أعظم أم وأهم سند بعد ربنا سبحانه وتعالى، شيلتيني على ظهرك وجريتي بيا
وحاريتي الكون كله علشان يخطئ لي مستقبل أفضل
وتابع مسترسلاً بتأثر:
جميلك على راسي يا ماما، وعمري ما هنساه مهما طال بيا الزمن
نطقت بنبرة محتقنة من شدة التأثر:
جميل إيه بس يا حبيبي، هو فيه جمايل بين الأم وأولادها ؟!
قبل كفيها ثم جاء دور عزة التي بكت وهي تحتضنه بقوة:
عیشت وشوفتك يعنيا أحلى عريس يا يوسف
حبيبتي يا عزة. ربنا يخليك ليا
قلت بكفها ودموعها تسبقها:
يكون في معلومك زي ما ربيتك انت ومالك هربي عيالك، وإياك اللي اسمه بيسان تخرج بقها
بكلمة، أنا قولت لك أهو
ضحك وتحدث
حاضر يا زوزة محدش هيربي العبال غيرك، بس هما ييجوا
تسلم عينك يا قلب زوزه
قال يعني تربيتها تشرف قوي وعاوزة تكمل المسيرة .... قالها فؤاد هامنا لزوجته وتابع ساخرا:
ده مالك بسم الله ماشاء الله بقى يطجي العيلة على اديها
تبسمت ايثار و حاولت كظم ضحكاتها، ووقفت زينة لتنطق وحدها هي الأخرى بكثير من التأثر الصادق :
مبروك يا حبيبي، أنا يتمنى لك من كل قلبي تعيش حياتك بسعادة مع يوسي، انت حد كويس
قوي وتستاهل خير الدنيا كلها
احتضنها وبات يلمس على غطاء رأسها بحنو، أما تاج فوقفت أمامه وهي تقول:
انت جميل قوي يا جو، وأنا بحبك قوي
حبيبتي... احتضنها وقبل وجنتيها ثم تحرك الجميع للأسفل كي يقوموا باستقبال المعازيم.
سيرهم داخل الممر قاصدين الدرج، نطق يوسف يهمس لوالدته المجاورة
ما تتصلي كده يا ماما على طنط فريال شوفيهم وصلوا لحد فين؟
اجابته باستفاضة:
يا حبيبي ما أنا لسه مكلماها قدامك من نص ساعة وقالت لي انهم اتحركوا من الفيلا وفي
طريقهم للأوتيل
نطق بحدة ناتجة من توتر:
انا مش عارف ليه عمتي مسمعتش الكلام وكنت حجزت لهم جناح هنا في الأوتيل وارتاحنا من التوتر ده
ردت مفرزة باستفاضة
هي شافت إن البيت أفضل واريح ابنتها، وهتبقى على حريتها وكمان فيه خصوصية أكثر من هنا
احتوى فؤاد كتفه وتحدث مرينا
إهدى يا ابني عمك ماجد لسه مكلتي وهما خلاص على وشك يوصلم، خد نفس و حاول تهدي على ما ننزل ونرحب بالناس هتلاقيهم جم
وتابع هامشاً وهو يقيم تلك الرائعة:
هو أنا مش قولت مفيش نبيتي ينليس ثاني برة أوضة النوم الكلام مبقاش يتسمع ليه ؟
ده أنا ليساه علشانك يا حبيبي
اجابها ساخرا:
وهو اللي في أوضتنا بتلبسيه علشان عزة ولا ايه مش فاهم ؟!
وتابع بنبرة متوعدة بافتعال:
على العموم حسابدا لما تروح في البيت
تبسمت بدلال نال استحسانه فهدأت نار الغيرة
بعد قليل كان يصطف بجوار فؤاد وإيثار وعمه حسين ونجله أحمد يستقبل المعازيم، حضر باسين تحت حراسة مشددة الكل يتسائل عن شخصيته ولا أحد يعلم سوى ما تم إخبارهم به وهو انه رجل دولة ذو أهمية كبيرة، كانت تتابط دراعة ملكة حياته، لفتت أنظار الجميع بثوبها الرائع ورقة طلعتها وزينتها الهادئة، نطقت إيثار تسأل زوجها وهي ترى تلك الجميلة وذاك الرجل صاحب
الهيبة يقبلان عليهم.
ضيق العينين يطالع ياسين المغربي وطلته الجذابة وهيئته التي تجبر الآخرين على الاحترام
مين اللي جاي علينا ده یا فواد؟!
مش عارف يا حبيبي بس من خلال خبرتي أقدر أقول لك إنه تبع شغل يوسف، وتحديدا هيطلع الشخصية المهمة في جهاز المخابرات اللي يوسف دعاه علشان يحضر الفرح، إسمه ياسين
المغربي، يوسف خلاني أنا كمان أكلمه ودعيته هو وعيلته
بالفعل أقبل يوسف يستقبل الرجل وهو يقول مرحبا بحفاوة:
ياسين باشا، حضرتك نورت فرحي وشرفتني بحضورك الكريم يا افندم
نطق ياسين بفخر بالشاب:
إنت التي شرفتنا وشرفت بلدك كلها يا حضرة الظابط
وتابع وهو يشير إليه لزوجته:
يوسف ده يبقى الظابط اللي كلمتك عنه من فترة يا هائم
اومات بابتسامة لطيفة وتحدثت:
فكراه طبقا، ألف مبروك يا حضرة الظابط
تعرف فؤاد على ياسين وتحدث بتوفيزا
شرفتنا یا یاسین باشا
رد ياسين قوة الشخص فؤاد وعلام
الشرف ليا انا يا سيدي المستشار تاريخك وتاريخ المحترم والدك معروفين للكل
العفو يا أفندم.... وتقدم بتعريف زوجته
أستاذة إينار الجوهري المدام وأم اولادي ووالدة العريس ورئيس مجلس إدارة شركات الزين
أهلاً وسهلاً يا مداد، وألف مبروك الحضرة الظابط .... شكرته للغاية:
ميرسي يا افندم
انطلق ياسين وأشار إلى زوجته ليعرف الجميع عليها:
مليكة هائم المغربي، المدام وأم أولادي
نورتينا مدام مليكة .... قالتها إيثار لترد عليها الأخرى:
ده نورك أستاذة إيثار، اسمك جميل ومميز
ميرسي يا افندم، ده من ذوقك
أشار ياسين على كارم وأيسِل وتم التعريف على الثنائي واندمجا سريعًا على الحفلات، تحرك فؤاد
وإيثار وزينة مصطحبين الضيوف إلى الطاولات المحجوزة لهم. اطمئن أيضًا على نائلة والطفلين وعلام وعصمت وزين الدين ومالك، ثم عادوا من جديد للوقوف بجوار يوسف، هرول
مالك ليقف بجوار يوسف ويخيرة
أنا هقف جنبك أستنى بوسي يا حضرة الظابط، وهرقص معاكم
ده ايه الأدب اللي نزل عليك مرة واحدة ده يا مالك
اجابة
مامي هي اللي قالت لي أقول لك يا حضرة الظابط علشان الناس
نطقت أيسل وهي تتطلع على الأجواء:
المكان فخم قوي والترتيب هايل، الناس دي شكلها تقيل
نطق كارم مفسرا لزوجته
جوز مامت العريس فؤاد علام يبقى مستشار كبير في النيابة العامة، وباباه ترتيبه الثاني بعد
النائب العام مباشرة
أبلغت فريال فؤاد عن طريق الهاتف أنهم سيحضرون بالخارج يستعدون للدخول للعروس، بشدة.
يوسف من انتصاب ظهره وأخذ نفسا عميقا ملي به رشتیه کیحافظ بتوازنه، صوب بصره على المدخل الرئيسي يترقب ظهور أميرته الحسناء، إشتغلت الموسيقى الهادئة لدخول العروس وبلحظه تسمر بوقفته واتسعت عيناه بذهول والبهار حين وجدها تطل من الباب كحورية هبطت عليه من الجنان أخذ نفنا عاليا لينتقض داخل بشدة وتسارع دقات قلبه
جوز مامت العريس فؤاد علام يبقى مستشار كبير في النيابة العامة، وبباه ترتيبه الثاني بعد
النائب العام مباشرة
أبلغت فريال فؤاد عن طريق الهاتف أنهم يقفون بالخارج يستعدون لدخول العروس، شدد
يوسف من انتصاب ظهره وأخذ نفسا عميقا ملی به رئتيه كي يحتفظ بتوازنه، صوب بصره علي
المدخل الرئيسي يترقب ظهور أميرته الحسناء، إشتغلت الموسيقي الهادئة المعدة لدخول
العروس وبلحظه تسمر بوقفته واتسعت عيناه بذهول وانبهار حين وجدها تطل من الباب
كحورية هبطت عليه من الجنان أخذ نفسا عاليا لينتفض داخلة بشدة وتسارعت دقات قليه
بوتيرة سريعة, قلبة يطالبة بالإسراع عليها وضمها وليختفي بها عن أعين الجميع.
أما تلك الجميلة الراقية كانت تتأبط ذراع والدها، تتحرك بجانبه عيناها تسبح المكان باحثة عن مالك القلب والهوى تطلعت أمامها وجدت عاشق عيناها يقف بانتظارها بهيئة جذابة تخطف الايطان يرتدي حلة سوداء جعلت منه وسيقا للغاية.