رواية حكاية عمر الفصل السابع والاربعون
هزت ثراء كتفها واتقنت رسم دور الزينه بينما بداخلها انطلقت افراح لم تتوقعها حينما وجدت عمر امامها
: انا دايما بقول لنفسي بلاش اتعامل بطبيعتي وعفويتي مع الناس بس اعمل ايه ....تنهدت وتابعت وهي ترخي اهدابها :انا لما بحب حد بتعامل معاه بطيبه ومش بفكر الا في مصلحته بس للاسف واضح أن تينا فهمتني غلط او هي اصلا واخده مني موقف
هز عمر رأسه قائلا : لا وهي هتاخد منك موقف ليه بس ....هو جايز سوء تفاهم
ابتسم لها وتابع بعفويه : عموما حصل خير
اومات ثراء وهي ترفع عيناها إليه وتبتسم له قائله بتلك النبره التي تلعب علي وتر غرور من امامها : طبعا حصل خير كفايه اني لتاني مره اعرفك اكتر واعرف اد ايه انت انسان محترم جدا ....انت فعلا نسخه من مستر عاصم
نفس الذوق والاحترام والشخصيه القويه
هز عمر كتفه يوقفها : لا مش اوي كده ....بابا طبعا كل اللي انتي قولتيه إنما أنا اجي ايه فيه
هزت ثراء راسها ورسمت الجديه وهي تمتدحه : لا طبعا انت نسخه منه ويمكن احسن كمان
خفضت عيناها ترسم بها الخجل بينما تتابع بنبره رقيقه : عمر انا عمري ما قابلت انسان زيك بيفكر في اللي حواليه ...ده كفايه موقفك مع بابا ودلوقتي لما جيت ورايا
اوما عمر متجاوزا جرعه المدح الزائده ليقابلها بالمثل قائلا : وانتي بنت طيبه يا ثراء !
.........
عقدت لميا حاجبيها قائله : وانتي عملتي ايه لما قالك كده ؟!
قالت ريم وهي تخفض عيناها : هعمل ايه ولا حاجه ...موقفه واضح وهو من اول يوم قالي مش عاوزني في حياته واهو لقي بنت تانيه
نظرت لميا لها قليلا بتفكير قبل أن تقول : مفتكرش يا ريم....عمل كل ده عشان يتجوزك يبقي ازاي مش عاوزك في حياته
تنهدت ريم وقالت بتفكير هي الأخري : عمل كل ده عشان يغيظ عمر مش عشاني
هزت لميا راسها : لا وبطلي بقي تيجيبي سيرة اللي اسمه عمر ده ...المهم انتي مكانش لازم تسكتي وتتراجعي من اول مره ....حاولي معاه تاني وانا واثقه أن موضوع البنت ده مجرد بس بيستفزك بيه مش اكتر ووقت ما يتأكد انك بتحبيه زي ما بيحبك ومتمسكه بيه هينساها
: تفتكري يا لميا
اومات لها زوجه ابيها : اه بس انتي حاولي
فكرت ريم قائله : هو عيد ميلاده كمان كام يوم ....بفكر اعمل له مفاجاه
اومات لميا قائله : فكره حلوة ..!
.....
.....
التفتت وسيله تجاه عمر الذي دخل الي الغرفه وسرعان ما كان يقترب منها ويميل تجاه عنقها يطبع قبلته التي اعتادتها منه بينما يلامس مشاعرها بتلك القبله التي يستنشق بها رائحه عنقها ويمرر فوقها شفتاه بقبله تحمل حنان ورومانسيه وشغف همس وهو ينهي قبلته : اهو متأخرتش زي ما قولتلك
اومات وسيله وهي تحاول أن تبتسم له ولكن دون إرادتها ظهر الحزن بعيناها ليسالها : طيب زعلانه ليه ؟!
هزت وسيله كتفها وقالت بتلقائيه : زهقانه
نظر إليها والي هذا المنظر الخلاب الممتد أمام شوفه غرفتها بالفندق ليسألها : زهقانه من ايه يا روحي ....ده كفايه الفيو اللي قدامك
زفرت وسيله وهتفت بعصبيه خانتها : زهقانه من القعده لوحدي ياعمر سواء هنا او في البيت ....اه ال view تحفه والبيت في الساحل جنه مش مجرد بيت بس بالنسبه ليا اربع حيطان سواء هنا او هناك ...قاعده بكلم نفسي لما بقيت هتجنن !
اتسعت عيون عمر يتطلع إليها ويستمع الي شكواها وكالعادة اول ما يخطر بباله هو مسكن مؤقت و لا يهتم بحل المشكله من الاساس والتي ستدفعه الي تفكير والتفكير بأي شيء لايجعله يشعر بالراحه لذا يتجنبه
ظل صدر وسيله يعلو ويهبط من فرك انفعالها بعد أن أنهت كلماتها لتجلس علي المقعد مجددا وهي تطرق باصابعها بعصبيه بينما توقعت منه أن يثور أو يتهمها أنها لا تهتم لحالته النفسيه كما اعتادت منه خلصت بعد مرض أبيه ولكنها لم تستطيع السيطرة علي نفسيتها هي وإرادت أن تنفجر وكانت الظروف بصالح عمر أنه تقبل برحابه صدر عصبيتها وشكواها فلم يجعلها تتطرق لانه اناني في حبها ولا يهتم إلا بنفسه واضاف رصيد الي حنانه وهو يميل عليها يمرر يداه برقه علي كتفها قائلا : يلا قومي البسي
نظرت له باستفهام ليبتسم لها برقه : يلا حبيتي البسي وتعالي نخرج وانا وعد مني مش هسيبك لوحدك
مال تجاه وجنتيها يقبلها وهو يتابع : حقك عليا اني زعلتك بس غصب عني يا سيلا مكنش ينفع اسيب بابا وهو تعبان
بصفاء ربتت وسيله علي يده قائله : سوري ياعمر اني اتعصبت بس غصب عني كنت مخنوقه
ابتسم لها برقه قائلا : ولا يهمك يا روحي ...يلا قومي البسي نخرج شويه
تناولا الطعام سويا وتجولا هنا وهناك وبسهوله استطاع عمر كالعاده كسب المزيد من حبها له بينما رأته أنه مظلوم ومجددا تجاهلت اي تفكير عقلاني وسارت خلف مشاعرها دون أن تثبت مشاعرها علي اساس صلب
نظرت له باستفهام بينما يأخذها الي ذلك المحل الذي مجرد دخولها إليه جعل فيضان من المشاعر يجتاح قلبها لرؤيه تلك الملابس والأشياء الصغيرة المبهجه لتجده يتوقف أمام تلك الفساتين الصغيرة يختار أحدها لتسأله : انت بتشتري هدوم بيبي ليه ياعمر
كانت دقات قلبها تتحرك بداخلها فقط لمجرد التفكير بأنه يلمح لرغبته بأن يكون لهم طفل وكم كانت حالمه تلك اللحظه وكافيه بجعلها تكاد تطير من الي السماء لتنزلها اجابته سريعا الي الأرض وهو يردد ببساطه : هجيب شويه حاجات لتينا وجوري عشان البيبيهات بتوعهم
اومات وسيله وحاولت بصعوبه ابتلاع غصه حلقها لتخونها كلماتها المتمنيه : ااه...فكرتك هتجيبهم لينا
ضحك عمر قائلا ببساطه جرحتها : لا لينا ايه يا روحي ... احنا كويسين اوي كده ومش ناقصين عيال ومسؤولية دلوقتي
ازدادت ضحكته ليدمي صقيع كلماته قلبها لتلك البساطه التي يتحدث بها : احنا اصلا عيال ...مش محتاجين نشيل مسؤولية عيال !
تابع اختياره وهو يتحرك من هنا لهناك دون أن يلمح تأثير كلماته عليها بينما بداخلها أرادت أن تسمح لدموعها أن تنزل وهو يتحدث بتلك البساطه عن حلم اي فتاه ورغبتها بأن يكون حبيبها هو الراغب بطفل منها لا أن يخبرها أنه لا يريد مسؤليه بل ويشركها بذات الوصف الذي أرادت أن تصححه له بأنها تريد اطفال ومن قال إنها لا ترحب بتلك المسؤوليه المحببه ...!
...........
....
نقلت شهد خدها الذي تسنده بيدها اليسري الي يدها اليمني بينما جلست في مقابله تلك الاريكه التي جلست عليها زينه بالوسط وعلي جانبها الأيمن تينا وجانبها الأيسر جوري وكل منهما شارده وملامح الحزن والصمت تخيم علي الجميع ...تنهدت بصوت مسموع لتنظر لها زينه ثم تخفض عيناها وهي تفكر بالف شيء واولهم كيف تبعد تلك السحابه القاتمه عن منزلها ...تشعر ان عاصم ليس علي مايرام والسبب الأساسي حزنه علي ابنته مهما أبدت جوري انها بخير إلا أنه يشعر بحزنها وهي ايضا بينما تدرك مقدار حب ابنتها لمراد وهناك أيضا تينا التي تشعر بأن هناك شيء بينها وبين سيف ذلك الذي يتحمل الكثير من أجل الجميع وهناك عمر الذي يماثل الطير المهاجر لايبقي بأي عش ....!
توقف عمر للحظات طويله يتأمل تلك الجلسه الصامته لتكاد تقتله تعبيرات ملامح وجهه شهد حينما سألها بعيناه عما يحدث لتهز كتفها وتقلد ملامح الجميع بكأبه مضحكه
اقترب منهم ووقف أمامهم ليضع يده علي خده بحركه مسرحيه وهو يسألهم : خير مين مات يا ستات السيوفي
زجرته زينه بنظراتها : عمر بطل يخافه
رفع حاجبه : وانا عملت حاجه ...انتوا مش شايفين قعدتكم وكأنكم في عزا
زفرت زينه و اعتدلت واقفه تهتف به : عمر انا مفيش فيا دماغك لهزارك و سيب البنات في حالهم
جلس عمر مكانها بين الفتيات وقال بمرح : ماله حالكم يا بنات
هتفت زينه به : عمر !
نظر لها رافعا حاجبه وقبل أن يقول شيء كان عاصم ينزل الدرج متسائلا : في ايه ؟!
قال عمر بمرح وهو يقفز من مكانه ويتجه الي جوار أبيه : كويس انك جيت ياباشا تعالي شوف الستات عاملين ايه وفي الاخر يقولوا الرجاله نكديه
ضحك بمرح وتابع : ده حتي البت شهد اتعدت منهم وقاعده مبوزه زيهم
قال عاصم وهو يربت علي كتفه : طيب سيبهم في حالهم وتعالي نقعد سوا احنا
هز عمر رأسه قائلا وهو يتجه الي حيث تلك الأشياء التي وضعها جانبا لدي عودته : لا تعالي انت اقعد وشوف عمور هيغير مودهم ازاي
وبالفعل ما أن بدأ بفتح تلك الهدايا التي أحضرها كانت الابتسامه تجد طريقها لوجوه الجميع لتكون أولهم زينه التي احتضنت أحدي الفساتين الصغيرة : الله ياعمر حلو اوي
شاركتها تينا وجوري وكذلك عاصم الذي نسي كل ما يفكر به فقط وأنساب مع تلك الطاقه الايجابيه وهو ينظر لأشياء الاطفال
التفتت زينه تجاه سيف الذي وصل بعد قليل لتشير له : تعالي ياسيفو شوف اخوك جاب ايه للبيبي
ضحكت وتابعت : البيبيهات مش بيبي واحد
اشار عاصم لهم بحزم محبب : عاوز بنات انا بقولكم اهو ....احفادي كلهم أن شاء الله عاوزهم بنات
ضحكت الفتيات لتلوح كلمات تينا بافق عمر ويفكر للحظه بأن يتجاوز هذا الحاجز وعلي الاقل يلمح لأبيه
ليجلس علي يد المقعد بجوار أبيه قائلا بمرح : انا عن نفسي موافق اجيبلك بنات ...ولا مش عاوز حفيد من ابنك عمور
التفت عاصم له وكذلك تأهبت ملامح سيف يستعد لما سيقوله عمر تاليا والذي لاحت بعيناه الشجاعه مقررا بأنه علي الاقل سيخبر أبيه أنه مرتبط بفتاه ويريد الزواج بها ثم يعترف بما حدث
لتتغير ملامحه وكذلك ملامح سيف حينما قال عاصم بمغزي غلفه بالمرح حتي لا يفسد تلك اللحظات
: لا لسه بدري علي عمور ابني لما افكر اجوزه اصلا !
افحمت كلمات عاصم عمر وعلي الفور تبخرت شجاعته ونظر الي سيف بمغزي وكأنه يخبره أنه ليس الجاني بل الضحيه لقرارات أبيه بسابق حكمه عليه بأنه غير مؤهل حاليا للزواج ...!
...........
.....
حركت غرام ساقيها تعاكس وضعهما كلما شعرت بالتعب من تلك الوقفه التي تقفها منذ ساعتين اسفل تلك العمارة التي تبعد بضع عمارات عن المنزل
رفعت عيناها للاعلي ثم نظرت إلي هاتفها وعادت لتقف وهي تحاول تسليه نفسها بمشاهده السيارات التي تعبر امامها لعل الوقت يمر ولكن ما مر امامها بتلك اللحظه لم يكن الوقت بل سياره ايهم الذي للحظه لم يصدق رؤيته لهذا الطيف فكان سريعا ما يدير راسه لتتأكد رؤيته لها فكان بنفس اللحظه يضغط المكابح ويوقف السيارة جانبا وينزل منها وعيناه تكاد تطلق شهب وليس مجرد شرر
وهو يتجه إليها ودون أي مقدمات مدفوعا بنظراتها الخائفه كان يمسك ذراعها بعنف هاتفا من بين أسنانه : بتعملي ايه هنا ....كنتي فين ونازله من البيت ليه اصلا
اسئله لايوجد خلفها الا الشك دفعها ايهم بوجهها واصلا تعلثمها وخوفها الفطري منه لم يساعدها بل جعل نظراته تتوهج بالغضب أكثر بينما لم يفكر بأي أجابه منطقيه ..!
...........
...
فرك سيف جبينه بينما جلس في أحد المقاعد المقابله لأخيه عمر الذي حاول قدر الإمكان عدم اظهار مشاعره بل انتظر بفارغ الصبر مرور العشاء بينهم كأسرة ثم اختلي بنفسه يجلس بالحديقه ولاول مره يفكر في هذا الوضع الذي وضع نفسه به ليغلبه ضيقه من التفكير ويحاول إقناع نفسه كالعاده الا يهتم بشيء ويمضي بطريقه ما دام هو سعيد وبالنهاية سيحدث ماهو مقدر. ...سيعلم أبيه بطريقه ما أن لم يكن الان فربما غدا ...سيأتي الوقت وليس عليه التفكير !
: عمر
نظر عمر لأخيه الذي غلبته مشاعره تجاهه وكالعادة مظلوميته تجعل الجميع يتاثر له ليقول له برفق : متاخدش كلام بابا جد ...هو مش قصده وعاوز بس يضغط عليك انك تتحمل المسؤولية
قام ليجلس بجواره وتابع بتشجيع : انت بس خد القرار وانا في ضهرك وخلينا نقوله ...كده كده هيعرف مفيش حاجه بتستخبي يبقي يعرف منك أنت احسن
نظر عمر إليه بقليل من الاستخفاف : بالبساطه دي ...انت مسمعتش كلامه ...ده رافض المبدأ اصلا عاوزني بقي فجاه أقوله انا اساسا متجوز لا وكمان من وراك
هتف سيف بانفعال بينما شعر بأن أخيه وجد السبب الذي سيختبيء خلفه : وهو مش ده الواقع !
صمت عمر ليزجره أخيه : ياعمر انت فاكر هتفضل مخبي اد ايه ...طيب للحظه مفكرتش أن مراتك تحمل أو حتي تكون حامل دلوقتي
ظن سيف أنه تغلب علي أخيه بهذا السؤال الذي انتظر إجابته بعيون ثاقبه يتطلع بها الي عمر الذي رد بلا تردد أو تفكير علي سؤال أخيه بسؤال : ليه فكرت في الاحتمال ده
نظر له سيف مزمجرا : يعني ايه ليه فكرت ...واحد متجوز بقاله شهور ...ليه مش احتمال مراته تكون حامل
احتدت نبرته بينما يتابع : فكر في الاحتمال ده كويس ياعمر عشان كل يوم الكذبه بتكبر ...فكر لو وسيله حامل هيكون موقفك ايه قدامها وانت لسه اصلا ماخدتش خطوه انك تعلن جوازكم
هز عمر رأسه بثقه : مش هتبقي حامل ..!
عقد سيف حاجبيه باستفهام : جايب الثقه دي منين ...؟!
اشاح عمر بوجهه قائلا : اهو بقي مش حامل وخلاص ياسيف ...
قبل أن يقول سيف شيء كان عمر يعتدل واقفا وهو يقول بضيق واضح
: سيف أنا مخنوق ومش عاوز افكر ولا اتكلم في أي حاجه دلوقتي ...وانت كمان زيي اكيد فلو سمحت كفايه كلام في الموضوع ده !
نظر له سيف باستنكار تجاهله عمر وهو يعتدل واقفا ليمسك سيف بذراع أخيه : لا مش كفايه ياعمر
زفر عمر قائلا بحده : لا كفايه يا سيف ...انا عارف انا بعمل ايه كويس وانا مرتاح كده
عقد سيف حاجبيه باستنكار مرددا : مرتاح
اوما له عمر باقتناع : اه مرتاح
لوي سيف شفتيه ونظر الي اقتناع أخيه الزائف بسخريه ليتجاهله عمر وهويخطو بعيدا عن اخيه وهو يعلم وجهته تماما حينما يشعر بالضيق!
.............
....
رفع ايهم عيناه للاعلي بينما يستوعب ما نطقت به غرام والذي اطفيء كل غضبه بل حوله لخجل رفض الاعتراف به وهو يعقد حاجبيه ناظرا لها يراجع كلماتها : وانتي جيتي معاها
اومات غرام بتعلثم وهي تعيد ما قالته : لما حلا قالت ليا أنه عيد ميلاد صاحبتها وعاوزة تروح واتصلت بيك تليفونك مقفول وحسيت أنها زعلت لما قولتلها لا واكدت انك مش هتمانع أنها تروح وان المشكله أنها مش عارفه تتصل بيك فقولت اجي معاها اوصلها واستناها تحت عشان خوفت عليها !
سخنت انفاس ايهم رافضا أن يعترف بخطأه في حقها بينما هي مازالت تزيد من رصيدها في العنايه ببناته
لينظر لها بضيق واضح جعلها تخفض عيناها بينما تسأل نفسها لماذا تقف أمامه تكاد تغرق خوفا من نظراته بينما هي لم تفعل شيء كما لم تفعل أي شيء في الايام السابقه وكل ما تلقاه منه هو تلك المعامله السيئه
اشاح ايهم بوجهه هاتفا بنبره أمره : يلا ارجعي البيت و...قبل أن يتابع جملته كانت تسأله بأندفاع : وحلا !
هتف بضيق : هرجعها انا
استدرات وتحركت في الجهه الأخري لتسير عائده الي المنزل الذي لم تكد تصل إليه حتي تذكرت ما أرادت شراءه لتتردد ولكن وعدها لهنا جعلها تتابع سيرها وهي تتذكر ذلك الوصف للطريق الذي وصفته لها هنا ...!
.........
....
مدت وسيله يدها تجاه وجنتيها تزيل تلك الدمعه التي انسابت فوقها وعادت لتضع يدها اسفل وجنتها علي الوساده التي لم تفارقها منذ عودتها لغرفه الفندق ...رفعت راسها قليلا حينما استمعت لصوت الكارت الالكتروني الذي يفتح باب الغرفه لتعود سريعا تضع راسها علي الوساده وتغمض عيونها بينما لا توجد لديها أي رغبه بالتحدث معه ...اغلق عمر الباب خلفه وتقدم الي داخل الغرفه ليلمح علي الاضاءه الخافته جسدها المتمدد فوق الفراش .....هو الآخر لم يكن لديه أي رغبه في الحديث فقط يريد الهروب الي رحابه صدرها والغرق في دوامه حبها بلا حديث أو تفكير أو اسئله لذا مد يداه ليخلع التيشيرت الذي يرتديه ويلقيه جانبا ثم يجذب حزامه الجلدي ويحله عن خصره ويخلع بنطاله ويلقيه بإهمال ثم يتجه الي جوارها ...جلس لحظه يخلع بها ساعته ويضعها الي جواره ثم قرب جسده منها لتشعر وسيله بحراره صدره تلامس ظهرها فكتمت تلك التنهيده بداخل صدرها وزادت من اعتصار جفونها المغلقه علي عيونها بينما استمعت لهمسه الحميمي بجوار أذنها يهمس بحرارة : سيلا ...اصحي .....زادت حراره همساته وهو يمرر أنامله برفق علي جانب وجهها يبعد عنه خصلات شعرها الحريريه : وحشتيني !
تمزقت للحظه ما بين التعبير عن عدم رغبتها في القرب منه وما بين صد لأول مره يلقاه منها ليخرج صوتها ضعيفا بينما تتمتم: عاوزة انام ياعمر
لم يترجم عقله اي رفض أو جفاء منها بل كل ما كان يتدفق بعروقه هو رغبته بها للغرق بمتعه الحب والراحه التي لا يجدها الا معها فقرب جسده منها أكثر ودفن رأسه في جانب عنقها يطبع عليه قبله مطوله معبقه بالاشتياق وعاد ليهمس بشغف ملتهب وهو يحرك يداه تجاه جسدها : وانا عاوزك يا سيلا ...!
قبل أن تبعد وسيله جسدها عن حراره جسده كما انتوت كان تيار رغبته بها يجرفها الي الاعماق بينما أدارها تجاهه وسرعان ما تناول شفتيها بشفتيه يلتقمها بقبله حاره تحركت فوق كل انش بشفتيها يتذوقه اولا بقبلات صغيرة سرعان ما تحولت إلي قبلات لاهبه ماثلت لهيب أنفاسه التي داعبت عنقها وهو ينتقل إليه بشفتيه يمررها فوق بشرتها الناعمه التي زادت من رغبته فما كان منه إلا اشتركت أسنانه مع شفتيه في قبلاته التي توالت بحراره عجزت وسيله عن مقاومتها بينما اقتنص تجاوبها معه وهو يتفنن في نوبه حبه لها التي لم يكد ينهيها حتي بدء نوبه أخري خدرت جميع حواسه وجعلته يشعر بالرضي البالغ ليجذبها الي صدره حيث نبض قلبه بقوة بداخله ويغمض عيناه القريرة ويغرق بنوم عميق لم يقترب من وسيله من قريب أو بعيد بينما جافت عيونها النوم وبقيت مستيقظه تضع راسها فوق صدره والتفكير يقتل أي شعور بداخلها بينما تمزقت بين تناقضاته !
..........
....
خرج ايهم من غرفته التي دخلها للتو علي صوت انغلاق باب المنزل ليعقد حاجبيه باستفهام حينما وجد غرام هي من دخلت للتو ...نظر إليها باستفهام عن اين كانت بينما ظنها بالفعل سبقته وعادت الي المنزل ولم يهتم بأن يتأكد لدي عودته مع ابنته ودخل الي غرفته ليتفاجيء بها تعود من الخارج .....اتجه إليها بخطوات غاضبه يسألها : كنتي فين ؟!
ابتلعت غرام بخوف واضح بنظراتها وهي ترفع ذلك الكيس أمامه وتقول بتعلثم : روحت اجيب حاجات ...اصل ...اصل هنا ...هنا كانت عاوزة كنافه بال....قاطعها ايهم بعصبيه بينما كل شيء تفعله يثير غضبه لا يعرف لماذا ...لماذا بكل جمله يسمع اسم ابنتاه...هل تتعمد أن تخبره أنها تهتم بهم ...!
باندفاع لوح بيده تجاه ذلك الكيس ليسقط من يدها أرضا وتتناثر محتوياته مصدره ضجيج لم يكن اعلي من صوته الذي هتف بها بغضب : انتي غبيه مبتفهميش ...انا مش قولتلك ارجعي البيت ولا قاصده تكسري كلامي
خانتها دموعها وهي تركز نظراتها علي الأرض حيث تناثرت الاشياء هنا وهناك لتهتف به برجاء وهي ترفع عيناها تجاه الداخل : وطي صوتك البنات هتسمعك
احتدت نظراته لتختنق بغصه حلقها وهي تتابع برجاء : هما مش متعودين عليك كده ...اتسعت عيون ايهم مما نطقت به بينما تخبره أنها تهتم بصورته أمام ابنتاه ولا تهتم بتوبيخه لها ليزداد اتساع عيناه حينما انحنت
بهوان تجمع الاشياء من علب الأرض وهي تبرر : انا مقصدش اكسر كلامك بس قولت اجيب لهنا الكنافه ...و
...زمجر ايهم بها بغضب يقاطعها وهو يمسك بذراعها يوقفها ويمنعها أن تجثو أمامه بهذا الذل الذي تستحدثه عليها وتتقبل كل ما يفعله مما يثير غضبه أكثر ويحصره بدور الجاني
ليطبق علي ذراعها بقبضته وهو يتابع من بين أسنانه : بعد كده لما تعوزي حاجه تبعتي البواب ...فاهمه !
اومات غرام بصمت ممزوج بدموعها كان وقعه أشد من اي كلمه تقولها ردا علي جبروته وظلمه لها ومن قال إن الرد يجب أن يأتي منها فهاهو ما أن استدار حتي وجد ابنتاه يقفون خلفه وقد خرجوا من غرفتهم لتفاجئهم رؤيته يتحدث مع غرام بتلك العصبيته ....احتقن وجه ايهم وسرعان ما اتجه الي غرفته دون أن يتوقف
أسرعت الفتاتان تجاه غرام التي حاولت أن تكبح دموعها ولكن الأوان قد فات وانسابت المزيد من عبراتها الحاره وهي تلتقي بذراع الفتيات يربتون علي كتفها بحنان وتسالها إحداهما بتأثر : ايه اللي حصل ؟!
تراه دوما اب مثالي لذا لا تريد إفساد تلك الصورة أو العلاقه بينه وبين ابنتاه لتقول وهي تربت علي يدهم وسرعان ما تمسح دموعها : ابدا مفيش
نظرت لها حلا بتأثر : مفيش ازاي ....بابي اتخانق معاكي بسببي مش كده
هزت غرام راسها : لا خالص ... انا بس نسيت أقوله وهو اتضايق بس انا الغلطانه
دفع ايهم باب الغرفه بحنق شديد بينما استمع لها ليركل الارض بعصبيه مكتومه فهي أصبحت ملاك تدافع عنه أمام ابنتاه
ساعدت الفتيات غرام بجمع الاشياء لتتغلب غرام علي جرح قلبها وانكسار كرامتها وهي تتظاهر بأن شيئا لم يحدث أمام الفتيات الذين وقفوا معها يساعدوها لإعداد الحلوي التي ارادتها هنا .....
......
.....
تركت منيرة ما بيدها سريعا ما أن استمعت لصوت رنين جرس الباب لتسرع شهد تسبقها قائله : هفتح انا
اومات منيرة وعادت تتابع عملها بينما أسرعت شهد تفتح الباب لتعقد حاجبيها بتأهب حينما وجدت مراد امامها
لتنظر له بفضول لم يكن مراد بحاله تسمح له برؤيته أو التحدث بأي شيء إلا ما جاء من أجله والذي لم يرتب له كلمات فقط اتي بلا تفكير فقط باندفاع وغضب وحنق شديد ليضغط علي أسنانه ويهتف بها وهو يخطو للداخل خطوتين : فين جوري ؟!
لم تقل شهد شيء بينما تقدمت خلفه سريعا حينما وجدت عاصم يترك الاوراق التي كانت بيده ويتركها علي الطاوله أمامه ويقوم باتجاه مراد يقف أمامه يناظره بنظرات متساءله : خير !
كان آخر شخص يريد مراد رؤيته أو التحدث معه بينما كل ماسيطر علي عقله ان عاصم السبب بما يحدث لهم ليشيح بوجهه ويهتف باحتدام : عاوز اتكلم مع جوري
قابل عاصم احتدام نبرته ببرود قائلا وهو يضع يداه بجيوبه : الكلام اللي عندها قالته وحاليا كلامك معايا
التفت له مراد بحده بينما تابع عاصم بنبره قاطعه: وكلامك هيكون بس في تفاصيل الطلاق !
هز مراد رأسه برفض شديد واندفع خطوه أمام عاصم هاتفا بثبات : مفيش طلاق ولو سمحت متتدخلش بيني وبين مراتي
طالعه عاصم بنظرات مستخفه زادت من حنقه : مراتك دي تبقي بنتي وحقي أتدخل
هز مراد رأسه واندفع بغضب مزمجرا : مش من حقك .....جوري مراتي وهتكلم معاها وهي بس الوحيده اللي من حقها تتكلم مش انت خالص
نفض عاصم بروده عنه ما أن تعالي صوت مراد في أرجاء المنزل ليزمجر بصوت حاد : اسمها حضرتك مش انت .....رفع إصبعه أمام وجهه وتابع بتحذير : اياك صوتك يعلي قدامي أو في بيتي ....انا هعمل حساب لابوك بس لو فكرت تعيدها تاني هطردك برا
تجاهل مراد تحذير عاصم بينما غلبه غضبه ليندفه بخطوات غاضبه ويتعالي صوته في أرجاء المنزل ينادي اسمها بجنون لتصطدم يده بتلك الفازة الكريستاليه الموضوعه علي الطاوله بوسط البهو فتسقط مدويه ضجيج قوي امتزج بصوته الذي ينادي اسمها : جوري
..جوري
فاض الكيل بعاصم الذي حاول قدر الإمكان التحكم في غضبه ليسرع خطوتين ويتوقف أمام مراد يتطلع له بغضب عارم واجهه مراد بانفعال شديد وكأنه علي وشك الجنون وهو يصيح به باتهام : انت السبب في كل اللي وصلنا له ....انت اللي مليت دماغها بكلامك وخليتها تطلب الطلاق ....انا وهي كنا مبسوطين قبل ما تتدخل بينا ...انت اللي دمرت حياتنا وانت اللي هتندم وهي قدامك مقهورة عشان ضغطت عليها وخليتها تطلب الطلاق
عكس ما توقع الجميع الذين خرجوا علي تلك الأصوات
لم ينفجر غضب عاصم بمراد بل بدأ يهدأ فجاه لتنظر تينا الي جوري التي نزلت الدرج واستمعت لصياح مراد بتلك الاتهامات لأبيها لتتقدم زينه بضع خطوات تجاه عاصم ترجوه بنظراتها أن يهدأ ولكنها لم تلبث تنطق اسمه : عاصم !
حتي اشار لها بيده أن تتوقف لتقف زينه مكانها بترقب كما حال الجميع لموقف عاصم امام مراد الذي كان ينظر له بعداء شديد بينما القي كل ذنوبه علي عاصم وحده والذي أخذ لحظه يسأل نفسه هل هو السبب بتعاسه ابنته كما يتهمه ليقول عاصم بتمهل : انت بتفكرني بعمر ابني
بتكسر وتدوس علي كل حاجه قدامك وتدور علي اي حد ترمي عليه غلطاتك من غير ما تبص وراك وتشوف نتيجه عمايلك ......بشفاه ملتويه تابع وهو يشير إلي تلك الفازه التي تناثر زجاجها علي الأرض الرخاميه : زي ما كسرت الفازة دي وحتي مفكرتش تعتذر !
أدار مراد عيناه الي حيث اشار عاصم الذي لخص الموقف بمشهد واقعي لا يقبل الجدل ليختم حديثه بهدوء كما بدأه وهو يتجه الي أحد المقاعد يجلس عليها ويضع ساق فوق الأخري مشيرا إلي مراد الذي بقي واقف مكانه يتطلع الي تلك العيون حوله باستهجان بينما هو المغدور وليس الجاني : جوري قدامك قولها اللي انت عاوز تقوله
بثبات وهدوء جلس عاصم بينما وثق في ترك القرار لابنته
لم تكن جوري بموقف تحسد عليه وهي تراه بتلك الحاله من الانهيار والضعف التي لم تراه بهما سابقا
لتقول زينه برفق وهي تحث ابنتها التي يتمزق قلبها من أجلها : روحي ياجوري اتكلمي مع مراد
حثت زينه مراد بنظراتها علي أن يتحرك خلف جوري التي اتجهت الي غرفه مكتب ابيها تغمض عيناها مع كل خطوه وهي تفكر في القرار الذي أخذته هل تتراجع عنه ام تبقي عليه !
حرك عاصم يداه علي وجهه بانفعال داخلي وأخذ يغمض عيناه وهو يفكر بأنه لايريد شيء إلا سعاده أبناءه
وعليه ان يتقبل قرار ابنته مهما كان
اول ما نطق به مراد ما أن دخل خلف جوري خطوه واحده هو ذلك السؤال الذي خرج من جوفه المحترق : انا عملت ايييه عشان كل ده ؟!
ببطء استدارت جوري إليه تسأل نفسها نفس السؤال لتدور برأسها الف اجابه ولكن ولا واحده منهم خرجت من بين شفتيها التي نطقت ببطء بما تشعر به : ولا حاجه !
عقد مراد حاجبيه بقوة مرددا : ولا حاجه !!
اومأت جوري له وأخذت نفس عميق قبل أن تقول : أيوة يا مراد .....مش فاكره ولا حاجه انت عملتها
اجابتها كانت غريبه وكأنها بلغه لايفهمها لتتابع جوري دون أن تعطيه فرصه لنطق استنكاره : مش فاكره ولا عاوزة افتكر ولا افكر ايه اللي وصلني لاحساسي أن كل اللي انا عاوزاه دلوقتي هو اني ابعد عنك !
ان كان للكلمات نصل فقد كانت كلماتها أشد حده من اي نصل انغرس بصميم قلبه وكرامته التي نزفت بينما رفعت
أمامه رايه الخلاص ....الخلاص وكفي ...بلا اسباب ...بلا عتاب ...بلا كلمات ...فقط الخلاص
خرج بخطوات لايعرف أن كانت غاضبه أو مقهورة
ولكنها خطوات حاده اوقفتها نبره عاصم الذي ظل علي جلسته الهادئه ...مراد !
التفت مراد إليه ببطء ليشير عاصم الي نفس القطع الزجاجيه : برضه ماشي من غير ما تعتذر انك كسرتها !
لم يكن هناك تعبير أشد بلاغه يقوده به الي جثامه خطأه فهو لم يعتذر لابنته ابدا ولا مره عن سوء تصرفه وهاهو المفتاح ولكن انعدام رؤيه مراد جعلته اعمي فلم يفهم مغزي كلمات عاصم ...!
.......
......
تألمت ملامح مديحه وهي تتطلع الي اختها التي تتمتم بكلمات لا تستطيع فهمها لتقول برفق : طيب اهدي يا امتثال ...اهدي يا اختي وبراحه فهميني عاوزة ايه
بثقل حاولت امتثال نطق الاسم الذي ينطق به قلبها فهي لا تفكر بشيء إلا ذلك الالم بقلبها من أجل حفيدتها ....حاولت وحاولت بلا فائده لتتنهد بيأس وهي تنكس راسها وتترك لدموعها العنان بينما لا تستطيع نطق اسمها حتي ..!
.........
....
نظرت سلمي باستخفاف تجاه ريم قبل أن ترفع حاجبها قائله : يا سلام !
بقي انتي عاوزة تعملي لنديم مفاجاه في عيد ميلاده وعاوزاني اساعدك تختاري له هديه بيحبها
قالت ريم بعتاب لصديقتها التي لم تعد كذلك بعد ما حدث بينهم : وفيها ايه يا سلمي
هتفت سلمي بغضب : فيها انك اكيد بتعملي لعبه جديده من الاعيبك
هزت ريم راسها : وانا هعمل كده ليه ؟!
نظرت إلي صديقتها وتابعت : يا سلمي انا مش وحشه اوي كده ....انا اه غلطت بس غلطت في اختياري وكلما بنغلط وانا اهو بحاول اصلح الغلط ده وعاوزة حياتي انا ونديم تتحسن
نظرت لها سلمي للحظه ثم اشاحت بوجهها هاتفه بسخط : وانا مش مصدقاكي ....ماهو مش فجاه كده حبتيه !
خفضت ريم راسها وقالت بصدق : مش فجاه بس لما فوقت وعرفت أن ده الحب اللي بجد
رفعت عيناها تجاه سلمي وتابعت : نديم كان بيحبني بس اذاني برضه ومتنكريش وانا كنت متلخبطه ومش عارفه بعمل ايه بس خلاص عرفت اني عاوزة اكمل حياتي مع نديم ونبدا صفحه جديده .
.......
....
نامت هنا قريره العين بعد أن تناولت الحلوي التي ارادتها والتي علقت رائحتها الشهيه أرجاء المنزل لتمحو غرام الابتسامه التي رسمتها علي وجهها طوال الساعات الماضيه فقط من أجل الفتيات وتعود تلك الملامح الحزينه تكسو وجهها لتتوقف مكانها وتنظر الي باب غرفته المغلق بتمهل وتردد ولكن قبل أن تخونها شجاعتها كانت تفتح الباب وتدخل ..... عقد ايهم حاجباه ورفع رأسه من فوق الوساده بدهشه حينما وجدها تدخل إليه وقبل أن يسأل أو يستفهم كانت غرام تقول وهي تستجمع شجاعتها : علي فكره انا معملتش حاجه عشان تشك فيا !
لم تتطرق الي سوء معاملته أو جفاءه معها ولم تتبرم أو تتذمر فقط ما لم تطيقه هو فعلته التي تنم عن شك خالص !
قبل أن يقول شيء كانت تتابع بانفعال ممزوج بغصه حلقها : انا بنت كويسه ...هفضل اقولك كده عشان أنا بنت كويسه ...غلطت وعارفه اني غلطتي هتفضل قدامي واتحاسب عليها وعشان كده انا ساكته وقابله كل اللي بتعمله بس مش قابله ابدا انك تشك فيا
خرجت إجابته بما لم تتوقعه بينما لا ينكر أنه نفسه استاء من تصرفه ليقول باقتضاب : انا مشكتش فيكي !
رمشت غرام باهدابها لتحاول التمسك بدموعها و لأول مره تلتقي عيناها بعيناه بعتاب مستجد بينما تقول بصوت مختنق : شكيت !
واجهته أكثر بنظراتها وهي تتابع : اتعودت منك تكون صريح وشجاع يبقي متكدبش وقول انك شكيت فيا !
رفع ايهم حاجباه من تلك الكلمات التي خرجت من فمها دفعه واحده ولا تعرف غرام كيف تجرأت ونطقتها لتشعر أنها قالت ما تريد قوله لذا سريعا ما أعطت الأمر لساقيها بالحركه ولكنها لم تلبث ان تحركت خطوتين حتي هتف ايهم بها يوقفها : استني عندك
وقفت مكانها والتفتت إليه لينظر لها باحتدام : قصدك اني جبان مثلا وخايف منك
هزت غرام راسها ولم تسعفها الكلمات ليزم ايهم شفتيه ويزجرها بضيق : طيب بما انك عاوزة الصراحه ...اه شكيت
رفعت إليه عيناها التي لمعت بها الدموع ليتابع بضيق أشد يعنفها كأنها طفله صغيرة : عشان انتي اللي تصرفاتك غلط ....كان هيحصل ايه لو قولتي ليا رايحه فين!
نظرت إليه ليهز رأسه بحنق وهو يضرب ظهر الفراش خلفه بقبضته : انا مش الغول في الحكايه !
ببراءه نظرت إليه بنفس الخوف وهي تردد : امال انت ايه ؟!
سخنت انفاس ايهم ليهتف بها بسخط : انا واحد اجبرتيه يعمل حاجه هو مش عاوزها وده لوحده يخليني كل لحظه ادورلك علي غلطه..فاهمه !
تقابلت عيناه بعيناها لتري بداخله غضب شديد لا تنكر أنه غضب يخيفها ولكن بتلك اللحظه لم تشعر بالخوف بل برغبه بامتصاص هذا الغضب الذي فهمت سببه ....دون أن تتجرأ وتنطق شيء آخر كانت تغادر بصمت !
.........
......
بارهاق ذهني وجسدي صعد سيف الي غرفته لتتقابل عيناه بعيون تينا التي ألقت إليه نظره معاتبه ثم عادت لتنظر في الكتاب الذي بيدها ليتنهد سيف من داخله بثقل وهو يتذكر أن تلك ليست نهايه يومه المشحون ولا الراحه التي ينشدها فهناك جوله أخري عليه خوضها وكم كان يتمني أن ينتهي يومه فقط بالقاء جسده المرهق علي الفراش والغط في نوم عميق ليبدأ غدا نهار اخر من عمل ومسؤولية لا تنتهي .... فكر للحظه أن يتجنب الحديث الذي ربما يتحول لشجار ولكن قلبه لم يطاوعه أن يتركها بتلك النظرات المعاتبه والتي لا مست قلبه قبل عيناه ....فك بضع ازرار من قميصه واتجه ليجلس بجوار زوجته يتطلع إليها للحظات قبل أن يتنهد بتعب واضح في نبرته التي خرجت معاتبه : لو مكنتيش انتي اللي تتحملني يا تينا مين يتحملني ....مرر يداه برفق شديد علي جانب ذراعها بينما يتابع : عارف اني مقصر معاكي واني غرقان وسط الشغل ومشاكل العيله ومشغول عنك بس غصب عني يا روحي ....مينفعش اقصر معاهم والوحيده اللي اقدر اجي عليها وانا عارف انها هتتحملني وتحس بيا هي انتي ...مش كده يا روحي
حسنا تبخر اي غضب أو عتاب بداخلها من رفق وحسن اختيار كلماته وتقديم عذر لائق لتهز تينا راسها وتلتفت إليه بكامل جسدها وتقول برقه : طبعا يا سيف هتحملك ....انا مقدره اللي انت فيه وغصب عني ببقي محتاجه ليك جنبي دايما
ابتسم سيف لها ولمعت عيناه بحب صافي تستحقه ليجذبها الي صدره ويربت علي كتفها قائلا : وانا جنبك دايما ....حتي لو مش معاكي اتاكدي أن قلبي وعقلي معاكي
حلقت فوق السحاب من رومانسيه كلماته لتمد ذراعيها حوله وتتشبث أكثر بحضنه الذي احتواها بداخله ..
.........
...
في الصباح
فتحت وسيله عيناها التي دون إرادتها غلبها النعاس بينما اضناها التفكير طوال الليل
لتجد عمر واقف أمام المرأه يصفف شعره وقد انتهي من ارتداء ملابسه ....التفت عمر ناحيتها حينما سألته بلا مقدمات : انت رايح فين ياعمر ؟
قال بهدوء وهو يهز كتفه بينما استنكر سؤالها : عندي شغل ...مش تقولي صباح الخير يا وسيله
تجاهلت وسيله تأنيبه لها بينما تمسكت برفضها لمرور يوم اخر بنفس الوضع لتقول بعداء واضح : مش هقول غير انك تاني هتسيبني لوحدي
لم يفهم سبب لعداءها وهجومها عليه ليعقد حاجبيه ويهتف باستياء : انتي صاحيه تتخانقي ....ايه هتسيبني تاني ...؟!
بلاش اروح شغلي ياوسيله واقعد جنبك
زفرت وسيله وهتفت بانفعال متجاهله تلميحه أنها بدأت شجار بلا داعي وكأنها تتجني عليه : انا معرفش اصلا انت رايح فين ولا اعرف الا انك سايبني لوحدي وخلاص زي كل يوم
زم عمر شفتيه هاتفا لينهي ذلك الشجار الذي عكر مزاجه : وأدي انتي عرفتي انا رايح فين ...خلصت الخناقه ولا لسه هتخترعي سبب تاني تتخانقي بيه
قبل أن تستجمع كلماتها كان يجذب سترته الجلديه ومفاتيح سيارته ويتجه الي باب الغرفه متبرطما باتهام : مهما اعمل برضه مش عاجب ...مش حاسه بيا اصلا
تركها واندفع خارج باب الغرفه بخطوات غاضبه ليهتز بدن وسيله علي صوت إغلاقه للباب بعنف لتهز راسها وتغطي وجهها بكفيها وهي تتساءل مجددا ماذا فعلت وماذا فعل هو ولم يرضيها ...!
.....
........
جذبت غرام الستائر تفتحها علي الجانبين لتنتشر اشعه الشمس بكامل أرجاء البهو الذي أنهت ترتيبه بعد ذهاب الفتيات الي مدرستهم ....شربت ما تبقي من كوب الشاي الذي أعدته لنفسها ثم دخلت الي المطبخ ليتعالي رنين جرس الباب ....أسرعت تفتحه وهي تلتفت الي غرفته التي لم يخرج منها صباحا ...اليوم لن يذهب الي عمله بينما كان بتلك المأموريه لايام ...بدأت تفهم نظام عمله قليلا هكذا حدثت نفسها وهي تأخذ من الصبي الصغير تلك الملابس التي يوصلها من التنظيف لتشكره وتعود وهي تسأل نفسها لماذا تهتم من الأساس بنظام عمله أو غيره ... لديها الكثير لتفعله ....نظرت إلي الملابس المعلقه علي الشماعات والتي بقيت تمسكها بيدها لتنظر بتردد الي غرفته التي اتجهت إليها بخطوات هادئه ...ستعلق الملابس مكانها وتخرج بهدوء تتابع عملها. .... بالفعل دخلت ووصلت الي الخزانه وبهدوء شديد فتحتها وبدأت تعلق بها ملابسه قطعه تلو الأخري والهدوء يغلف أرجاء الغرفه حولها ....كتمت شهقه الرعب التي انبثقت من صدرها حينما تعالي فجاه رنين هاتفه لتحبس أنفاسها وتتراجع للخلف حتي كادت تدخل الي الخزانه وهي تتطلع إليه بينما تحرك بنومه ومد يداه الي الهاتف لتترك أنفاسها تتحرر من أسر صدرها ما أن اغلقه والقاه الي جواره وتقلب الي الجهه الأخري وأكمل نومه .....ببطء شديد أغلقت الخزانه وتحركت علي أطراف أصابعها تجاه الباب وهي تنظر إلي جسده المتمدد علي الفراش تتأكد أنه مازال غارق في النوم
لكن فجاه توقفت خطواتها وادارت كامل رأسها إليه وهي تدقق النظر فيما جذب انتباهها ودون أي تفكير كانت تندفع ناظره تجاه تلك الملاءه التي غطت منتصف ظهره العاري والتي ارتسمت فوقها تلك البقعة من الدماء والتي زحفت عيناها تجاه مصدرها لتلتاع وهي تمد يدها الي ذلك الجرح الممتد عرضيا اسفل كتفه بوسط دائرة كبيرة تخللتها الألوان الحمراء والزرقاء صارخه : اصحي ...ااانت متعور...!
لايعرف ايهم أن كان انتفض من نومه متألما حينما لمست جرحه ام حينما شعر بملمس يدها ام بسبب صرختها ولكنه بكل الاحوال انتفض من نومه الذي غط فيه بعد أن تناول بضع اقراص مسكنه لينظر لها بملامح منزعجه متمتم بصوت ناعس : في ايه ؟!
ابتلعت غرام وقالت بشفاه مرتعشه وهي تشير. الي ظهره : انت متعور جامد اوي
مرر ايهم يداه علي وجهه يحاول أن يبعد النوم عن عيناه بينما يهتف بها بعدم اكتراث : مفيش حاجه
مجددا أشارت إلي ظهره كالبلهاء ظنا منها أنه لا يعرف : لا في جرح كبير علي ضهرك ...!
يعرف بالتأكيد إصابته التي لم يهتم بها كالعاده ولكن ما لم يعرفه واراد معرفته بتلك اللحظه هو كيف رأت هذا الجرح ليسألها بعبث طرأ علي عقله فجاه ليلهيها وتتوقف ملامحها عن تلك الرجفه ويتجاوز تطرقها لشيء كهذا أمام ابنتاه : وانتي شوفتي ضهري ازاي
اندفعت الدماء الي وجهها بخجل فطري لاحظه لتتراجع خطوتين بارتباك بينما تبرر له بكلمات مبعثره : ماهو ....اصل ..ما الهدوم من التنضيف وانا قولت ...
حركت أصابعها وهي تشير الي الخزانه ثم إليه وتلك الكلمات المبعثره التي تخرج من شفتيها جعلته ينظر إليها ويرفع حاجبه بينما كالعاده لا يفهم منها أي مبرر ليقول باقتضاب : خلاص روحي شوفي بتعملي ايه
اومات وخرجت مسرعه ليبعد ايهم الغطاء من فوقه ويتجه للاستحمام وهو يزيل تلك الضماده التي انتزعت من الأساس ويبعدها عن ظهره ويقف بعيون مغمضه اسفل المياه التي ألهبت وجع جرحه مهما تجاهله
بينما وقفت غرام خارج الغرفه تعقد جبينها وهي تفكر كيف يترك جرح كهذا دون علاجه وكأنه غير موجود ....انهي ايهم استحمامه وخرج ليجذب ملابسه البيتيه يرتديها ثم بما اعتاد عليه كان يجذب ملاءات الفراش يلقيها أرضا ويتجه ليخرج أخري نظيفه .....تألم كتفه من حركته ليقف وهله يغمض عيناه يستجمع نفسه ولكنه سرعان ما فتح عيناه حينما انفتح باب الغرفه ليجدها واقفه علي بابه تحمل صينيه عليها الافطار ....تعد الطعام دوما ولكنها لم تفكر بأن تقدمه له ولكن اليوم استثناء بينما رؤيتها له جريح اشعرتها بالمسؤولية وبما أنها لم تستطيع سؤاله عن سبب جرحه أو تطلب منه الذهاب للطبيب اذن فلتحاول فعل أي شيء ...قالت بسرعه وهي تراه يبدل ملاءات الفراش : سيبهم انا هعملهم
رفض عرضها وتابع للحظه ما يفعله ولكن حينما لامست يدها يداه وهي تجذب منه الملاءه تركها لها ليتراجع الي طاوله الزينه ويجذب من فوقها أحدي علب المسكنات التي تركها عليها ويخرج منها بضع اقراص يلقيها بفمه ويشرب بعدها القهوه التي أعدتها لتتوقف غرام مكانها تتابع ذلك المشهد المرعب بعدم تصديق وهي تشأله بفم مفتوح : انت بتعمل ايه ....ازاي تاخد الدوا بالقهوه واصلا ازاي تاخد دول من غير اكل واصلا
غلط انك تسيب جرح كده من غير ما تروح للدكتور ...اصلا انت لازم تروح مستشفي
استمع ايهم مطولا الي كل ما قالته لتظن غرام أنها أوصلت له شيء من حديثها ليحبطها بالنهايه حينما قال بهدوء : خلصي اللي بتعمليه عشان عاوز انام
نظرت له نظرات حاده وزفرت توبخ نفسها بحنق بينما لا تكتفي من معاملته الجافيه معها : انتي بارده وحشريه
انتهت غرام مما تفعله وغادرت الغرفه وهي مازالت تتبرطم بتلك الكلمات التي وصل بعضها إليه ولكنه تجاهلها كما تجاهل ذلك الشعور بالألم المتزايد بظهره
.........
....
نظرت تينا الي سيف باستفهام : بتتكلم جد ؟!.
اوما سيف ونظر إليها بتشجيع : بتكلم جد ....ها قولتي ايه هتيجي معايا ولا اسافر لوحدي اخلص شغلي
هزت تينا راسها وقفزت من مكانها سريعا وتعلقت بعنقه : لا طبعا جايه معاك
ابتسم لها وشاكسها بمرح وهو يضع يداه فوق بطنها المنتفخه : طيب يلا اجهزي وبطلي تنطيط عشان البيبي ...هروح مشوار وارجع اخدك
اومات له واسرعت تعد حقيبتها الصغيرة لينظر لها سيف بسعاده بينما فكر أن يأخذها معه الي البحر الاحمر حيث سيذهب بضعه ايام لإنهاء بعض الأعمال بدلا من تركها وحدها وهاهي سعيده للغايه وهو سعيد بسعادتها ...!
خرج من غرفته وسرعان ما امسك بهاتفه يتصل بأخيه الذي استغرب عرضه : وده ليه ؟
قال سيف ببساطه يخفي بها مكره : عادي ....هاخد تينا معايا وقولت بما انها تعرف موضوع وسيله فيها ايه لو جبتها وجيت نغير جو كام يوم انا وانت والبنات
شعر عمر بأن هناك شيء خلف دعوة أخيه ولكن للحظه تجاهل هذا الشعور وصدق السبب ليأخذ لحظه يفكر بها وبحسبه بسيطه أدرك أنه حل مثالي ليتلافي ماحدث بينهم هذا الصباح لذا قال : ماشي ياسيف هنيجي !
ابتسم سيف لنفسه بينما يسأل عمر : طيب تمام ...انا وتينا جاهزين هنروح الفندق ناخد وسيله وانت خلص شغلك وقابلنا !
قال عمر سريعا : لا لا متتعبش نفسك أنا هجيب وسيله واقابلكم
........
....
هزت سلمي راسها قائله : لا نديم مش بيحب اللون الاسود
أشارت للبائعه وتابعت : وريني كده البني
اومات البائعه والتفتت الي الواجهه الزجاجيه خلفها تحضر ما أشارت لها سلمي به من ذلك الرف المليء بالساعات الانيقه لتنظر ريم الي سلمي بثقه أنها ستساعدها في احضار هديه تعجبه وتناسب ذوقه الذي تتعرف عليه للتو ولا تنكر سلمي أنها من أجل سعاده أخيها شعرت هي الأخري بالسعاده بينما تشارك ريم بإعداد كل شيء لتلك الحفله المفاجأه .... أمسكت ريم بذراع سلمي التي وضعت مشترياتهم بحقيبه السيارة لتنظر إليها بينما قالت ريم بصدق : سلمي انتي مصدقاني مش كده ؟!
عقدت سلمي حاجبيها باستفهام لتكرر ريم سؤالها : مصدقه اني فعلا عاوزة ابدء صفحه جديده مع نديم
اومات سلمي وهي تهز كتفها : طبعا والا مكنتش ساعدتك
تنهدت ريم وقالت بشجن : طيب هو ليه مش مصدقني ؟!
نظرت لها سلمي وقالت بقليل من التهكم الجارح : يمكن عشان صدقك كتير وكل مره يكتشف انك كنتي بتخدعيه
فهمت ريم مغزي كلمات سلمي لتهز راسها باصرار : بس المره دي انا فعلا نفسي يصدقني
قالت سلمي وهي تتجه الي باب السيارة : لو فعلا نفسك في كده هيحس بيكي
تأملت ريم لتركب بجوار سلمي التي انطلقت بهم الي منزل عائله نديم بعد أن قررا اقامه الحفل به بعد أن خشيت ريم أن يخذلها ويردها خائبه كما فعل المرة السابقه .
.........
....
كالعاده بقيت وسيله وحدها في الفراش الذي يشهد نوبات حبه في المساء ويشهد دموعها في الصباح بينما تفيق من دوامه حبه التي تجرفها الي داخلها كل يوم أكثر ...ساعات تمضي عليها تفكر باشياء كثيرة تفعلها وتقولها وكلها تنتهي كما يريد هو ....!
رفعت جسدها من الفراش حينما استمعت لصوت قفل الباب الالكتروني لتتفاجيء بعودته باكرا ...اغمض عمر عيناه للحظه وجذب نفس عميق حينما قابلت عيناه عيونها الباكيه ليزفر بخفوت وهو لا يدري متي تتوقف عن مقابلته بهذا الحزن كلما رأته
توقعت وسيله المزيد من الجفاء ليباغتها بذراعه تمتد إليها يجذبها من فوق الفراش يقربها إليه يحتضنها ويدفن رأسه بعنقها هامسا : الدنيا كلها بتخاصمني لما تبقي مخصماني
رفعت وسيله عيناها إليه بعتاب وسرعان ماشقت دموع قله حيلتها في فهمه حلقها بينما تقول بصوت مختنق : انت اللي خاصمتني
امسك عمر وجهها بين يديه ونظر بأعماق عيونها قائلا بنبره أثره : مقدرش بدليل انك مهونتيش عليا ورجعتلك علي طول
رسم ابتسامه ساحره علي طرف شفتيه بينما يتابع بحماس : ومش بس كده ...لا هاخدك نقضي كام يوم في البحر الاحمر مع سيف وتينا
عقدت حاجبيها باستفهام أن كان ما سمعته صحيحا ليهز رأسه : اه ...انتي اتعرفتي علي سيف قبل كده واهو النهارده هتتعرفي علي مراته
تركها في شتاتها واسئلتها بينما هاهو جزء من عائلته يظهر بالصورة لتطرأ علي راسها تلك الفكره بأنه مؤكد سيعلم بقيه عائلته وربما تكون مفاجأه أعدها لها لتتطاير فراشات الترقب بمعدتها ويخطفها كالعاده بوعوده
داعب عمر شعر قائلا : يلا يا سيلا اجهزي وانا هنزل تحت اشتري لينا شويه حاجات
سيطرت عليها فكره المفاجاه فهزت راسها بحماس وبسرعه اتجهت لتستعد وهي تتخيل للمره الالف كيف سيكون تقبل عائلته لها ...!
...........
....
تقلب ايهم بانزعاج والم بينما شعر بتلك الحراره الشديده تنبعث من كامل جسده المتعرق ليفتح عيناه بأنين خافت بينما ظن أن دوش بارد سيحل الأمر ولكنه شعر وكأن النيران تخرج من هذا الجرح الذي استدار ونظر الي التهابه من خلال المرأه ليعقد حاجباه بضيق وهو يحاول جاهدا مد يداه إليه ليتلمس اثاره الخشنه المؤلمه ....علي الجانب الآخر كانت غرام تلهي نفسها بإعداد الطعام وكل برهه تنظر إلي هاتفها بتردد لتتراجع عن تلك الخطوه وتذكر نفسها برفضه لمجرد الحديث معها ناهيك عن مساعدتها ....ركزت كامل نظراتها علي الإناء الذي تقلبه حينما شعرت بخطواته تتجه الي المطبخ وكالعاده كانها غير موجوده دخل وجذب زجاجه مياه وأخذها وخرج .....التفتت غرام خلفها ما أن شعرت بمغادرته لتتحرك علي أطراف أصابعها خلفه وتمد راسها بحذر تتطلع الي اين ذهب لتجده يجلس علي الاريكه بغرفه المعيشه ....تحركت لتعود الي المطبخ ولكن فضولها دفعها للبقاء واقفه بينما تستمع الي محادثته بالهاتف والتي قرر اخيرا أن يجريها بعد أن أصبح الالم لا يحتمل
: أيوة ياضياء ....اه تمام
حمحم وتابع : بقولك .... ابعتلي اسم مسكن اقوي عشان ده مش جايب معايا مفعول
قضمت غرام أظافرها بينما كما توقعت يكابر حتي في المرض ...!
: لا ...لا مفيش داعي ...انا بس عاوز مسكن
استمعت لزفره حاده منه بينما ينهي المكالمه : طيب يا ضياء اقفل وانا هصورلك الجرح وابعتلك الصورة
اشرأبت برأسها لتراه يرفع التيشيرت الذي يرتديه وبجهد يحاول مد يداه بالهاتف في أكثر من محاوله فاشله لالتقاط تلك الصورة ....انفلتت زفره من بين شفتيها غيظا من عناد هذا الرجل لينتبه ايهم إليها فسرعان ما تتراجع خطوة للخلف في محاوله فاشله منها للاختباء ولكنه بكل الاحوال رأها لذا بجرأه استجمعتها تقدمت منه قائله : هات انا ....مدت يدها الي الهاتف دون أن تتابع جملتها لتجده يعطيها الهاتف ويستدير بعد أن أخذ لحظه في التردد .....وقفت خلفه وقربت الهاتف من هذا الجرح وبتلقائيه مدت يدها الأخري ترفع التيشيرت اكثر من فوق كتفه ليلتفت لها ايهم لفته ثم يعود الي جلسته مره اخري بضيق هاتفا : خلاص
عقدت حاجبيها بانزعاج واضح بينما لا يفوت لحظه دون التذمر منها لتعطيه الهاتف هاتفه : اه خلاص
اندفعت بخطواتها الحانقه منه تجاه باب الغرفه ليحاول ايهم تجاهل مقته لقله لياقته معها بينما هو من أراد منها المساعده ....تعالي رنين هاتفه ليجيب سريعا علي مكالمه الفيديو من صديقه الطبيب : ها اخد ايه ؟!
تعالي صوت الطبيب مازحا بغيظ : تاخد رصاصه تانيه يمكن تحس ان في حاجه غلط
التفتت غرام إليه بنظراتها الشامته بينما يتابع صديقه توبيخه : هو دور برد تاخد ايه ...!
وريني الجرح تاني الصورة مش باينه اوي
نظر ايهم إليها بحنق بينما اكتفي باعطاءها الهاتف لتركز الكاميرا علي ظهره ببطء لتدع الطبيب يتفحصه والذي سرعان ما قال : طبعا جرحك متلوث وزي الزفت ...اصلا انت متحمل ازاي ...اسمع انا قدامي عمليه هخلصها واعدي عليك بس دلوقتي هبعت ليك حد من المستشفى يبص عليك
قال ايهم برفض وهو ياخذ الهاتف من يدها بينما بقيت واقفه خلفه : لا يا ضياء مفيش داعي عشان البنات متقلقش ...قولي بس اخد ايه وانا بكره هعدي عليك في المستشفى
رفض صديقه قائلا : مش هينفع كده ياايهم...الجرح لازم يتعالج صح عشان ميكونش له مضاعفات
هتف ايهم بضيق : خلص ياضياء والا هقفل
رفعت غرام حاجبيها باستنكار من عناده ليزفر صديقه قائلا : طيب هبعتلك شويه ادويه وحقنه لازم تاخدها وخلي حد ينضف ليك الجرح كويس وكده كده هخلص العمليه واعدي عليك من غير جدال
اغلق ايهم وتجاهل غرام التي بقيت واقفه بينما لا تنكر أنها مهتمه و لا تنكر أيضا أنها شعرت بالشفقه عليه وهو يتظاهر بالقوة فقط لان ليس لديه من يهتم به ...!
.......
.......
بابتسامه رقيقه ماثلت رقه فستانها الذي لاق كثيرا بحملها
استقبلت تينا وسيله التي شعرت بدقات قلبها تتسارع والحمره تندفع الي وجهها بخجل وارتباك إزالته تينا وهي تحتضنها بود قائله : سيف كلمني عنك ....ابتسمت وتابعت : قالي احسن حاجه عمر عملها في حياته أنه اختارك
تهادت ابتسامه لشفاه وسيله التي احمرت وجنتيها يخجل محبب قائله : شكرا
ابتسمت لها تينا وكذلك فعل سيف الذي صافحها بود : عامله ايه
اومات له : كويسه
نظر عمر الي سيف يحاول تبين ما ينتويه بينما مجددا يشعر أن هناك شيء بالأمر وايضا مجددا تجاهله مقررا الاستمتاع بوقتهم ....قال سيف بود : ما تاخد تينا جنبك ورا ياعمر عشان مش بتحب تقعد قدام وانا هاخد وسيله جنبي
ضحك عمر بمكر بينما فهم أنه يريد أن يتحدث مع وسيله بعيدا عنه ليقول وهو يشير إليه : لا اتفضل انت جنب مراتك ورا ولو عاوز تقول حاجه لسيلا قولها وانا هعمل نفسي مش سامع
تقابلت عيون سيف بعيون وسيله ليقول وهو يوكز أخيه بكتفه: نبيه اوي سيادتك يعني ...عموما انت الخسران انا كنت هقولها نصيحتين عشانك
ضحك الجميع بينما فهم عمر نيه أخيه من تلك الرحله ...!
........
....
فتحت غرام الباب لتأخذ الادويه التي طلبها ايهم وتدخل لتضعهم بجواره علي الكمود وتخرج بصمت ومجددا تحاول أن تلهي نفسها بتكلمه الطعام الذي ما أن انهته حتي أخذته حجه لتدخل إليه بينما أرادت أن تطمئن كيف اصبح وصدق حدثها بأنه اكتفي بأحد المسكنات وترك باقي العلاج بجواره وهرب بالنوم من المه ....تنهدت وهي تمسك هاتفها وتطلب والدتها التي أجابت علي الفور
: مالك يا غرام
همست غرام بخفوت وهي تتلفت حولها : ماما هو انتي فين ؟!
قالت زينب بقلق : في الشغل .. مالك ؟!
قالت غرام سريعا تطمئنها : مفيش ...بس ...بس يعني هتفت بها زينب بقلق : بس ايه يا غرام اتكلمي
قالت غرام بشرح تخبر والدتها بإصابته لتقول زينب بقلق : وهو كويس
قالت غرام وهي تهز راسها : لا بس مش عاوز يروح للدكتور وفي حقنه لازم ياخدها ...ترددت لحظه قبل أن تطلب من والدتها : ممكن ياماما تيجي تديهاله وتغيري له علي الجرح
قالت زينب بلا تفكير : طبعا ...انا هاخد إذن وجايه علي طول ...!
أغلقت غرام وهي تشعر بالخوف من رده فعله ولكنها فعلت ما يجب بكل الاحوال لتنظر في ساعتها بينما بقيت ساعتين علي عوده الفتيات ..!
.......
........
تطايرت خصلات شعر وسيله حول وجهها الذي كانت تينا تتأمله بابتسامه وهي تري فتاه رقيقه وقعت بشباك عمر الذي لا تراه سيء كما الجميع ولكنها تراه فقط رجل بطباع مختلفه لتتساءل كيف تتقبل وسيله كل هذا منه بهذا الصمت ....ومن قال إنها صامته بينما ظاهريا وجهها هاديء ولكن بداخلها طاحونه لا تتوقف من الأفكار والمشاعر ...بقيت الفتاتان علي رصيف المرفأ بانتظار سيف وعمر الذين ذهبوا بضع خطوات باتجاه سلالم ذلك اليخت الفاخر يعدونه للاقلاع .... رفعت وسيله يدها فوق عيناها تحميها من اشعه الشمس وهي تنحني تجاه حقيبتها تفتحها وتبحث عن نظارتها الشمسيه ...
: يلا يا سيلا
رفعت وجهها سريعا تجاه صوت عمر لتترك البحث عن نظارتها وتتجه إليه وهي تعلق حقيبتها التي لم تغلقها علي ذراعها ....ساعد سيف زوجته للصعود علي متن اليخت كما فعل عمر الذي اتجه سريعا الي الخلف ليحل العقده الكبيرة المعلقه بالرصيف ..... هتف عمر بحماس وهو يتجه الي قمره القياده ؛ جاهزين
وضعت تينا يدها علي قبعتها وهتفت بحماس : جاهزين
أمسكت وسيله بالسور الحديدي بينما بدأ اليخت يتهادي يمينا ويسارا للحظه قبل أن يندفع بالمياه التي تطاير رذاذها حولهم .....!
استغل سيف انشغال عمر بالقياده ليشير الي وسيله بعد أن أخذ زوجته لغرفتهم : تعالي اخدك اوضتكم
اومات وسيله قائله لعمر الذي أدار رأسه تجاهها : انا هروح مع سيف
اوما عمر وهو يتابع ما يفعله ليتحرك سيف حاملا حقيبتها الصغيرة ويدخل الي الغرفه قبلها يضع الحقيبه علي الأرض ثم يلفت الي وسيله قائلا : وسيله الوضع اللي انتوا فيه ده مينفعش يطول اكتر من كده
نطق بما هو صحيح لتتعلثم وسيله بينما ظنته يتهمها لتحاول أن تقول بتبرير قاطعه سيف الذي تابع بتفهم : عارف أن مالكيش ذنب وان عمر هو اللي بيتهرب من إعلانه جوازكم
تغيرت ملامح سيلا للحزن ليتابع سيف برفق : انا اسف يا وسيله اني بقول كده بس ده من خوفي عليكم انتوا الاتنين ....انا عارف عمر كويس وعارف إن طول ما الوضع كده مستقر هيفضل مكبر دماغه ...عمر جزاه طفل صغير طول ما معاه اللي هو عاوزه مش بيفكر في أي عواقب ...
نظر إلي حقيبتها المفتوحه وتهادت تلك النظره الي عيناه بينما رأي سبب ثقه عمر بأنها لن تحمل ولن يحدث شيء يجبره علي اعلان هذا الزواج إلا حينما يريد ليرفع عيناه الي وسيله ويتابع بحزم :
لازم تضغطي عليه وترفضي الوضع ده مهما يزعل متهتميش ....انا ممكن أتدخل واقول لبابا بس انا عاوزها تيجي من عمر نفسه عشان يحس بالمسؤولية ويتحمل نتيجه تصرفاته مهما تكون وعشان بابا نفسه يحس منه بكده مش مجرد أنه يكتشف اللي عمر عمله لا لازم عمر نفسه اللي يقول لبابا أنه اخد القرار ده بكل تبعاته
نظرت وسيله إلي سيف الذي مقدار حزم كلماته مقدار انعكاسها لاهتمامه ورفقه الشديد بها وكأنها اخت له ليشدد علي باقي كلماته : اسمعي كلامي يا وسيله .....اوعي تنفذي لعمر كل اللي هو عاوزه ...!
تقابلت نظراتهم ليختم حديثه بتلك النظره الي حيث أراد تماما حيث علبه الدواء بحقيبتها
لتفهم مغزي كلماته التي انهاها واتجه الي باب الغرفه الذي لم يكد يفتحه حتي كان عمر يفتحه من الجهه الأخري ...عقد عمر حاجبيه باستفهام سرعان ما عبر عنه بنظراته ليقول سيف له : كنت بحط لوسيله شنطتها في الاوضه
اوما عمر الذي سرعان ما سأل وسيله بعد انصراف أخيه بعيون ملئها التوجس : كان بيقولك ايه سيف ؟!
حاولت وسيله اخفاء ارتباكها : ابدا
نظر لها عمر نظره ثاقبه وهو يعيد صياغة سؤاله : قالك حاجه عني ...؟!
هزت وسيله كتفها بارتباك : لا خالص
اوما عمر قائلا : طيب انا خمس دقائق وراجعلك
هزت راسها بشتات وهي تراجع كلمات سيف بينما ترتب محتويات الحقيبه ....انهي عمر ما يفعله علي ظهر اليخت الذي أوقفه بمنتصف المياه ثم اتجه الي غرفتهم
حيث جلست وسيله علي طرف الفراش وهي تفكر بكلمات سيف التي كان محق بها وكانت الدفعه التي تحتاج إليها لتفكر بالتمرد عليه واول تمردها كان علي تلك الظروف التي هيئها لتظل هكذا زوجه له في الخفاء ليداعب التفكير راسها ماذا أن حدث شيء شجعه وجعله يري زواجهم بنظره أخري ....
فتحت وسيله أحد ادراج الكمود ببطء ومدت يدها لتسحب تلك العلبه وترفعها أمام عيناها التي تتطلع الي تتابع الايام المنقوش بظهر تلك الحبات الصغيرة
وتتجه عيناها الي القرص المنشود ومازالت تفكر بهذا التغيير الذي قد يطرأ عليهم ...تغيير محبب تتمناه اي امراه ولا يفارقها منذ أن كانوا سويا في محل مستلزمات الاطفال ...وببطء وتردد تضغط عليه لتخرجه وترفعه الي فمها وهذا القرار يداعب عقلها بقوة لتقدم تاره يدها تجاه شفتيها وتاره أخري تبعدها
تنفست بضع مرات قبل أن ترتبك أنفاسها فجأه ما أن استمعت الي صوت خطواته تقترب من الغرفه لتلقي القرص من يدها بعيدا وسريعا ما تعيد علبه اقراص منع الحمل الي الدرج وتغلقه وتلتفت الي باب الغرفه الذي انفتح ودخل منه عمر بابتسامته ....اتجه ناحيتها مباشرة وسرعان ما طوق خصرها من الخلف وداعب خصلات شعرها متسائلا : بتعملي ايه ؟!
هزت كتفها وهي تحاول اخفاء ارتباكها: ابدا
اوما ودفن رأسه في عنقها يلثمه وهو يهمس بهيام : وحشتيني يا سيلا
ابتسمت له بزيف ليديرها إليه وسرعان ما تلتقط شفتيه شفتيها ويميل فوقها ويبدء معها تلك علاقه صاخبه كما اعتاد انتهت بجسدها يكتنفه بجسده ويغمض عيناه القريرة بينما تتجمد علي الأرض الرخاميه حيث ألقت تلك الحبه !
............
.....
رحبت غرام بوالدتها التي وقفت لدي باب الشقه بوجل لدقائق قبل أن تستجيب لترحيب ابنتها التي أدخلتها
أتقنت غرام رسم السعاده علي وجهها وهي تقول لوالدتها : تعالي ياماما دي اول مره تيجي عندنا
اومات زينب وهي تضع أرضا ما تحمله من أكياس لتسألها غرام : ليه بس ياماما تعبتي نفسك
قالت زينب بعزه نفس : ميصحش ادخل بيتك وأيدي فاضيه
ابتسمت غرام لها وحملت الاكياس واخذتها الي المطبخ قائله وهي تضايف والدتها في الصالون الأنيق بالحلوي: اتفضلي ياماما ...هقوله ...قصدي هقول لايهم انك هنا
اومات زينب التي جلست تضم ركبتها الي بعضهم وتنظر الي الأرض تشعر بأنها ضئيله علي هذا المكان ....بخفوت همست غرام وهي توقظه : لو سمحت اصحي
فتح ايهم عيناه ناظرا إليها بجبين مقطب : في ايه ؟!
ابتلعت بوجل وازداد همسها خفوت وهي تخبره بأن والدتها بالخارج لتبرر وهي تختم حديثها : انا والله عشان هنا وحلا ميزعلوش لما يعرفوا انك تعبان والدكتور قال لازم تاخد الحقنه وماما شاطره اوي والله مش هتحس بحاجه ...يعني ...يعني لو سمحت متضا.....بترت باقي جملتها التي كانت سترجوه بها إلا يضايق والدتها لتجده يقوم من فراشه ويسرع بخطواته للخارج غير مبالي بما ستقوله لتسرع خلفه بخطوات مرعوبه من خطواته المسرعه بينما ظنته سيسيء لوالدتها لتتفاجيء بصوته المرحب بتهذيب : اهلا ...اهلا يا ست زينب
تعبتي نفسك ليه بس
التفت الي غرام وتظاهر باللياقه تجاهها وهو يقول : ليه بس تتعبيها
تعلثمت غرام وهي ترسم ابتسامه بلهاء علي شفتيها من هذا التغيير الذي أتقن رسمه أمام والدتها التي قالت بتهذيب : وانا هتعب لاعز منك يا اابني ...مفيش تعب ...الف سلامه عليك
..........
....
بسرعه انحنت وسيله تأخذ تلك الحبه من علي الأرض وتلقيها بسله المهملات بجانب الغرفه وتعود سريعا الي طرف الفراش ترتدي ملابسها ليخرج عمر من الاستحمام بنفس اللحظه ...مال عليها يقبل عنقها ويحتضن ظهرها قائلا بهمس مثير: انا بموت فيكي
التفتت له وهي تقول بارتباك بينما مازال قلبها يهدر بجنون خائفه أن يكتشف فعلتها : وانا كمان ..!
..........
...
انتهت زينب من تضميد جرح ايهم الذي مد ذراعه لها لتحقنه بالحقنه ثم تمسد مكانها قائله : بالشفا
اوما لها ايهم بامتنان : شكرا يا ست زينب تعبتك
تركزت نظرات غرام عليه بينما تتساءل عن اين يذهب كل هذا التهذيب الذي يستحضره أمام والدتها امامها ....حاولت إقناع والدتها بالبقاء ولكنها رفضت وشكرتهم وانصرفت لترفع غرام عيناها ببطء تجاه ذلك الليث الذي اتجه إليها ما أن انصرفت والدتها وكطفله صغيرة خائفه كانت تقول سريعا وهي ترفع يدها بشرح : والله انا كان قصدي تخف و...وعشان كده فكرت وقولت
كالعاده كلمات مبعثره وخوف منه يستفزه ليهتف بها من بين أسنانه بينما اتي ليشكرها ولكنها استفزته بتبريرها : بعد كده متعمليش حاجه من ورايا تاني ...فاهمه
أمر آخر ألقاه كأوامره التي لا تنتهي وكأنها بثكنه عسكريه لتهز راسها بلا جدال وتسرع الي الباب تفتحه حينما أنقذتها عوده الفتيات ...!
.........
....
بابتسامه حالمه تابعت وسيله ذلك المشهد حيث استندت تينا بظهرها الي صدر سيف الذي كان يداعب
وجنتها بورده ناعمه كبشرتها ويهمس بأذنها ببعض الكلمات التي تجعلها تبتسم بين الحين والآخر ...نظر عمر الي ما يجتذب نظرات وسيله ليضحك ويميل ناحيتها هامسا : روميو وجولييت
بادلته وسيله الابتسامه قائله بتنهيده : واضح أنه بيحبها
اوما عمر قائلا وهو يهز كتفه بينما تمدد بجوارها : طبعا ....سيفو ده بتاع الحب الافلاطوني اول بنت عرفها وحبها هي الاخت تهاني
وكزته وسيله بجنبه : بطل غلاسه ياعمر ...وفيها ايه لما يحب اول بنت ولا لازم يكون بتاع بنات زيك
نظر لها عمر ببراءه : انا !
اومات وسيله لتتحرك انامل عمر تتحرك خلف ظهرها من اسفل ملابسها وهو يهمس لها كعادته بغزله الجريء حد الوقاحه ليختم حديثه بجمله رومانسيه أرضتها : انا محبتش الا انتي حتي لو عرفت الف
مال يقبل طرف شفتيها لتبعده وسيله سريعا بخجل : عمر مش هينفع
غمز لها بعبث واخذها من يدها ودخل بها الي غرفتهم
وهو يشير إلي سيف : تصبحوا علي خير
وكالعادة بلا مقدمات يأخذها الي علاقه صاخبه نضجت و أصبحت تدرك أنها تشبعها جسديا ولكنها تترك روحها خاويه وهو لا يشاركها بشيء إلا علاقه جسديه ممتعه
انتبهت لها وهي تري نوع اخر من الحب وتتساءل ماذا يجعله حتي الآن لا يكون مثل اخيه ويعترف بزواجهم وتعيش معه في النور مثلما تعيش تينا مع أخيه !
...........
.....
حاولت غرام التلميح الي ايهم أنه لا يستطيع الذهاب برفقه ابنته الي درس البيانو ليصر ايهم متجاهل تلميحها فهو يشعر نفسه بخير ولا يريد أن يقصر بحق ابنته أو يشعرها بشيء ...اوصل حلا الي مكان درس البيانو واتجه ليجلس بهذا الكافيه الذي اعتاد الجلوس به وانتظارها لتلمع تلك النظرات بهذه العيون التي ارتسمت خطوطها بكحل اسود فاحم متقن بينما أملت نفسها بهذا اللقاء طويلا وكل مره تنتظر بلا جدوي حتي كان اليوم ....رفع ايهم عيناه التي تلك التي اقتربت من طاولته بخطوات هادئه كما حال ابتسامتها وهي تمد له يدها : ازيك يا ايهم !
نظر ايهم إليها ثم الي يدها الممدودة للحظه قبل أن يكتفي بلمسها وهو يقول باقتضاب : ازيك يا ناديه
قالت بلا مقدمات : انا شوفتك بتقعد هنا كذا مره ومتاكده انك بتقعد لوحدك عشان كده هعزم نفسي اقعد معاك !
نظر ايهم إليها بينما تجلس علي المقعد المقابل له تتطلع إليه بعيون مشتاقه سرعان ما عبرت عنها : وحشتني يا ايهم
ابتلع ايهم ونظر إليها بحده حاولت بكلماتها التاليه اطفاءها ؛ متبصش ليا كده....انت فعلا وحشتني وانا مقدرتش اكمل مع حد غيرك ...حاولت بس معرفتش وكل ما كنت بكون معاه كنت بفكر فيك
مدت اطراف أناملها ذات الاظافر الطويله التي اكتست بطلاء وردي ساحر لتضعها فوق يده وتتابع بحراره : وحشتني اوي ياايهم ....نظرت له بنظرات مشتاقه وتابعت دون أن تعطيه اي فرصه لنطق شيء : انا وانت كما مرتاحين مع بعض خلينا نرجع تاني لبعض وانا اوعدك مش هفكر ولا اتكلم في اي موضوع يضايقك ....!
.....
.......
استيقظت وسيله علي قبلات عمر التي أخذ يوزعها بشغف علي كل انش بظهرها العاري بينما فتنته وهي نائمه وخصلات شعرها تفترش الوساده أسفلها فلم يستطيع إلا أن يعبر بحراره قبلاته عن افتتانه بها ...استدارت إليه تحاول فتح عيناها الناعسه ليهمس لها عمر وهو لا يتوقف عن تقبيل عنقها ...اصحي ياسيلا عشان عاوز ننزل البحر سوا قبل ما سيف وتينا يصحوا
كما تستجيب له دوما استجابت لما اراده لترتدي لباس البحر الذي اشتراه لها خصيصا وكان أكثر من راغب برؤيته عليها بينما امتزج جماله بتفاصيل جسدها الذي يعشقه ليبتسم وتلمع عيناه بالنظرات العابثه وهو يراها تخرج من الغرفه
ليهمس بغزل جريء وهو يطلق صفيرا من بين شفتيه : زي ما اتخيلته عليكي
ابتسمت له بخجل ليسحب عمر يدها ويجذبها إليه مررا يداه علي كتفها العاري بينما عيناه تمسح كل انش بجسدها بدايه من عنقها المرمري الي مقدمه صدرها الظاهره من فتحه الثوب الذي حدد منحنيات جسدها الفاتن لتهدر رغبته بها بعروقه بينما حاول كبحها لتذوقها بعض قليل كما أراد وتمني ....سبحت قليلا برفقته لتتفاجيء به يجذبها بين ذراعيه ويتراجع بظهرها الي ظهر جسد اليخت الممتد اسفل المياه ويميل تجاه شفتيها بقبلات ملتهبه اربكتها وجعلت الخجل يتدفق في عروقها بينما أخيه وزوجته بالاعلي
: عمر ....وضعت يدها فوق يده توقفه وهي تهمس من بين اسنانها
نظر لها بتحذير أن تتوقف يداها عن أبعاده عنها ولكنها صممت علي الرفض ولكن اصبح همسها رجاء أن يتوقف عما يفعله والذي لا مكان ولا وقت له الان !
: ...عمر عشان خاطري بلاش ... مش هينفع هنا
وكعادته لا يقبل بالرفض ولا يتوقف إلا حينما يصل الي ما يريد ...ليلقي كل رفضها بعيدا ولا يريد شيء إلا رغبته بها التي تمناها واستيقظ خصيصا ليتذوق تلك المتعه.....ليهمس لها بحراره : هشش..عاوزك يا سيلا
أغمضت عيونها باستسلام بينما اغمض هو عيناه غارقا في اقتناص متعته من تلك الفاتنة كما أراد وتمني
.....تطلع لها بعيون حملت نشوه فائقه وهو ينهي ما بدأه بقبله علي جانب شفتيها .... سحبت جسدها من بين ذراعيه وسبحت تجاه سلم القارب الذي تسلقته واسرعت تجذب المنشفه الكبيرة من فوق ظهر المقعد الطويل تحيط بها جسدها المرتجف وتركض الي تلك الغرفه الصغيرة المخصصه لهم وهي تشعر لأول مرة بالنفور منه .... !
لتقف أسفل المياه التي انهمرت فوق راسها كما انهمرت الأفكار بداخله جعلها تستعيد مشهد أخيه و زوجته يتبادلون الكلام والهمس والنظرات والذي مازال محفور في عقلها والذي جعلها تتساءل لأول مره أن كان عمر يحبها فعلا أم أنها تلك العلاقه الصاخبه فقط هي ما تجمعهم ....
انتبهت علي يداه تحيط بخصرها الذي ما زالت قطرات المياه عالقه به وكم أشعلت أثارته مجددا وهي بتلك الهيئه بينما لم يري في عيناها تلك المشاعر النافره وهو يتجرأ ويحيط جسدها بذراعيه .... نعم استجابت لذراعيه بينما كانت ماتزال مأخوذه بتفكيرها وهي ترفع عيناها
وتنظر اليه وكأنها تراه لأول مرة ...ربما كانت لاول مره تفكر في علاقتهم وزواجهم لذا بدأت تراه بصورة مختلفه
تحركت يداه علي جسدها بجرأه محببه ليجذبها اليه بخشونه وينهال محطم شفتيها بقبلاته قبل أن تنطق باعتراض استغربه منها ....فهي دوما محبه لقربه بل ومجرد لمسه منه تؤجج إثارتها فماذا تغير ؟!
ليرفع رأسه من عنقها عاقدا حاجبيه بانزعاج بينما استشعر رفضها لاقترابه لأول مره ...!
تبادل كلاهما النظرات للحظه رددت وسيله لنفسها كل ما قاله سيف ...عليها أن تتوقف عن منحه كل ما يريد وقتما وكيفما يريد ...عليه أن يدرك أن رغبته ليست كل شيء ...!
نظرت وسيله بوجل الي عضلات ظهر عمر التي أوضحت مدي تشنجها بعد أن قام من فوقها وأخذ لحظه جالسا علي طرف الفراش يوليها ظهره ليستجمع نفسه وساعده هذا الغضب الشديد من شعوره برفضها لاقترابه علي نفض تلك الرغبه التي تشعشعت بعروقه تجاهها ...فتحت فمها لتقول شيء ولكن خانتها الكلمات لتزم شفتيها وتبقي مكانها تنظر إلي ظهره ودون إرادتها يندلع ذلك الصوت المؤنب لها أن تسببت في جرح له لتفرك يدها لعلها تخفف من وطأه تأنيب نفسها وتخبرها أنها لم تفعل شيء إلا أنها انصاعت لما شعرت به بتلك اللحظه فلا يجب أن تكون دوما شاعره بما يشعر بها لتعيد كلمات سيف بداخل عقلها وتفكر أنه محق فلا يجب أن تأتي رغبات عمر في المقدمه وليتها المقدمه فقط فرغباته هي كل شيء ودوما عليها الطاعه وبتلك اللحظات لم تشعر بداخلها بأي رغبه في الطاعه فقط أرادت أن تعبر عن رفض شعرت به فلماذا لا يشعر هو مره برغبتها ؟!
..... رفعت عيناها تجاهه بينما اخذ ملابسه يرتديها ومازال لا ينظر إليها ليخرج من الغرفه بغضون دقيقه ويتركها وحدها في هذا الشتات ....شعرت أنها اغضبته وجرحته وكان هذا أول شعور نجح صمته ومغادرته في توليده بداخلها ولكن تلك المره امتزج معه شعور اخر بأنها لم تفعل شيء ....أنها فقط كانت تشعر بالغضب منه ولم تشعر بالرغبة في مبادلته حبه وهي غاضبه منه فلماذا لا يفهم هذا ...ربما لأنها لم تقول ...؟!
سحبت نفس عميق وهي تخرج من الغرفه بعد أن ارتدت ملابسها لتبحث عنه بعيناها ....كان واقف لدي السور الحديدي بمقدمه اليخت يتطلع الي امواج البحر الغاضبه بينما تتلاطم خلف بعضها بصورة جعلته يراها غاضبه مثله تماما من هذا الرفض الذي استشعره منها لاول مره !
نادت اسمه وهي تتجه ناحيته : عمر
لم يلتفت إليها بل ظل علي وقفته وصمته
الذي انهي الجوله لصالحه بجداره ليتركها مكانها كالعاده في مهب رياح تنقضاته الغير منطقيه
التفت علي صوت سيف الذي قال بهدوء : صباح الخير
: صباح النور
نظر إلي ملامح وجهها ليسألها برفق : مالك يا وسيله
هزت كتفها وخفضت عيناها قائله : ابدا
لم يصر عليها ليسألها : هو عمر نايم لسه ...؟!
لم تقل شيء ليقول برفق : طيب يلا صحيه تينا جهزت الفطار
تعالي صوت تينا بتلك اللحظه من خلفهم بينما وضعو بعض الأطباق علي تلك الطاوله الممتده علي ظهر اليخت : مش هتساعدني يا سيفو
قال سيف بمرح وهو يتجه خلفها : هساعدك طبعا ياقلب سيفو
أبعدت عيناها وزجرت نفسها من تلك المقارنه التي عقدتها بين علاقتها بعمر وعلاقه اخيه بزوجته
لاتغار من تلك العلاقه الجميله بين أخيه وزوجته ولكنها أصبحت تري أن هناك أشياء مفقوده في علاقتها بعمر
لم تري أنه لائق بها المقارنه لذا توقفت حتي عن التفكير فيما ينقص علاقتهم وكالعاده يجد دوما ما يشغلها فهاهي مشغوله بهذا الجفاء بينهم والذي كالعاده أقنعها أنها السبب فيه بينما بقي في صمته وتجنبه لها طوال طريق عودتهم بعد ان انهي تلك الرحله بعد تناولهم الأفطار ولم تفلح محاولات سيف بأثناءه عن الرحيل ..!
لتظل طوال ذلك الطريق الطويل لا تتوقف عن التنفس بتوتر وهي بجواره تشعر بأنه كبئر عميق لا يكشف عن داخله بصمته الذي وجهه له كعقاب أصبحت تألفه ...!
بنفس الصمت كان يشير لها أن تنتظره في السيارة بينما انهي حجزهم بالفندق وعاد لينطلق بها في طريق آخر طويل زاده طولا ذلك التوتر الذي شحن الأجواء بينهم والذي ضاقت به لتحاول أن تتحدث ولكن صمته لم يجعل لحديثها صدي وهو يخرج بتلك النبره التي كانت أقرب الي اعتذار من مناقشه بينهم بما حدث كان من المفترض أن تكون الصواب وليس اعتذار منها بينما لم تفعل شيء
لتقول بخفوت واعتذار : عمر أنا مكنش قصدي اضايقك انا بس غصب عني كنت متضايقه من اللي حصل
التفت لها بحده وضيق عيناه بتساؤل خدعها : وهو ايه الي حصل ؟!
فكرت يدها وهي تحاول استجماع كلماتها وهو يحصرها بثبات افتقرت له : يعني اللي حصل بينا الصبح و...
هز كتفه ببرود يقاطعها : وايه....؟! ايه اللي حصل ... ايه اللي حصل ضايقك زي ما بتقولي ...مراتي وحبيت نعيش مع بعض حاجه برا الروتين ...زجرها وهو ينهي استنكاره بينما ساعدته نبرتها الخافته علي الشعور بأنه محق : ده اللي ضايقك !
ابتلعت ونظرت إليه بتعلثم بينما حينما يصوغ الأمر بتلك الطريقه تشعرها أنها المخطاه
: يعني مش عارفه بس حسيت اني ...اني
هتف بها عمر باحتدام : حسيتي انك مش عاوزاني
هزت راسها مبرره : لا مش قصدي
هتف بحده : امال ايه قصدك باللي عملتيه ...واضح اصلا انك مكنتيش عاوزاني اقرب منك من غير ماتقولي
بيأس حاولت أن تفهمه أنها لم تتقبل أن يرضي رغبته بها دون اختيار وقت أو مكان مناسب :
ياعمر افهمني
هتف بها بحزم : مش محتاج افهم حاجه ....كل حاجه فهمتها خلاص !
...........
....
نظرت ناديه الي ايهم بترقب بينما لا تتوقف أناملها عن تلك اللمسات الرقيقه فوق يده لتحرك مشاعره ليبقي ايهم يتطلع إليها لحظات قبل أن يسحب يده من أسفل يدها ويشيح بوجهه تجاه النافذه هاتفا باقتضاب : قومي من هنا !
ابتلعت ناديه ونظرت له هامسه برقه : ايهم
لم يدعها تنطق شيء آخر ليلتفت إليها بنفس ملامحه الصارمه التي اعتادتها وكان الجديد هو ذلك الهدوء الذي استقبلها به وشجعها لتجده مجرد هدوء زائف لحظي أو ربما فضول منه لا ينكر أنه أراد به اختبار نفسه أن كانت ستميل لنفس طريقه السابق ام أن قراره بأن ماحدث انتهي ولن يعود إليه قرار لا يقبل الجدل ليجد أنه بالفعل لايريد اي شيء يذكره بذلك الماضي السري المليء بالخطايا
: قومي من هنا ومتنسيش تحذيري اللي قولته قبل كده ..مش عاوز اشوفك في أي مكان انا فيه !
..........
....
أسندت وسيله راسها الي النافذه بجوارها بينما جعل الغروب احساسها بالضيق يزداد بينما مر الطريق بثقل شديد في هذا الصمت الذي عاد ليخيم عليهم
رفعت راسها ونظرت الي رنين هذا الهاتف لينظر عمر بطرف عيناه الي حقيبتها التي فتحتها وأخرجت منها هاتفها الذي يرن وكأن نظرته كافيه لتخبره دون أن يسأل عمن يتصل ...مررت وسيله طرف لسانها علي شفتيها وهي تنظر إليه قائله بخفوت : ده سيف !
اخفي عمر ذلك الغضب الذي تدفق بعروقه بينما لم يكن حاضرا وهي تعطي رقم هاتفها لأخيه لتتراجع وسيله للخلف بوجل حينما جذب عمر الهاتف من يدها ووضعه أمامه علي تابلوه السيارة واجاب وهو يفتح مكبر الصوت
: وسيله عامله ايه ؟!
قالت وسيله من بين أنفاسها التي بدأت تتسارع بإحساس خفي انها فعلت شيء آخر يغضبه : الحمد لله
قال سيف ببساطه : لما لقيتك مبعتيش اللي سألتك عنه بخصوص موضوع جدتك قولت اتصل افكرك....نسيتي ولا ايه
توترت انفاس وسيله أكثر بسبب ذلك التوتر الذي بدي واضحا علي قبضه عمر التي اعتصر بها المقود وهو يكتشف شيء بينها وبين أخيه تخفيه عنه
ليخرج صوت وسيله محمل بالتوتر وهي تقول : لا منستش بس ..بس قولت لما ارجع هبعتلك
اوما سيف باستفهام وهو ينظر في ساعته فقد ظن أنهم عادوا للفندق منذ ساعات : انتوا لسه مرجعتوش
هزت وسيله راسها : لا ...احنا في الطريق
اوما سيف قائلا : يعني عمر معاكي ؟!
نظرت وسيله إلي جانب وجه عمر بوجل قائله : اه
خفتت نبره سيف الذي لم يتوقع استماع أخيه لتلك المكالمه : طيب تمام فهمت ...اسمعي اللي هقوله ليكي ومترديش ...ابتلعت وسيله بينما ارتسمت ابتسامه ساخره علي جانب شفاه عمر يخفي بها إحساسه أنه مغدور وان هناك شيء يدور من خلف ظهره : فكري في اللي قولتلك عليه وافتكري أن ده الصح ليكي وله هو قبلك .... وافتكري انك انتي مش بتضايقيه انتي بتعملي الصح لحياتكم وده دور الست .....عمر لازم يتغير وانتي اللي تغيريه مش هو اللي يغيرك ويخليكي تنفذي اللي هو عاوزه !
ضغطت وسيله علي شفتيها وتهدجت أنفاسها بينما القي عمر إليها نظره ساخره حملت الكثير من الغضب
ليتابع الاستماع لسيف الذي تابع : خلي بالك من نفسك ولو اي حاجه حصلت كلميني وانا معاكي في أي لحظه. .....لما ترجعي البيت متنسيش تبعتي ليا كل حاجه تفتكريها عن قرايب جدتك وعنوان البيت بتاعها وأسم الراجل اللي قالك أنها باعت له الشقه ..!
انتظر منها رد لم يخرج علي الفور من شفتيها التي ارتجفت قليلا وهي تقول : ماشي
كور عمر قبضه يده الشمال ووضعها أمام شفتيه مستندا الي زجاج النافذه بجواره يحاول إفراغ ذلك الغضب بداخله باعتصار قبضته التي اشتهت تحطيم شيء بتلك اللحظه ....تأهبت كل حواسها بانتظار تعقيب منه علي ما استمع إليه والذي بقاموسه لا تفسير له إلا مؤامره لاعاده تقويمه قادها أخيه ضده وفسرت له ذلك الرفض المستحدث عليها ...!
...........
......
ركضت حلا الي المطبخ بعد أن القت حقيبتها بإهمال علي أحد المقاعد : ايه الريحه التحفه دي
التفتت هنا تجاه اختها وهي تختطف بعض قطع الطعام وتضعها بفمها وهي تنفخ بها لسخونتها : ده انا النهارده كنت هتجنن واكل كبده من الشارع بس غرام قالت ليا هتعملها احلي من بتاع الشارع ... اختطفت لقمه أخري هاتفه بتلذذ : وفعلا طلعت احلي
لتقول غرام بتحذير : خدي بالك يا هنون لسه سخنه
اومات هنا ضاحكه وهي تلقي بقطعه تجاه فم اختها : تحفه يا روما تسلم ايدك
ابتسمت غرام لهم وتابعت تجهيز الخبز بأحد الاطباق الكبيرة قائله : بالهنا والشفا...يلا يا حلا غيري هدومك وتعالي بسرعه انا جهزت كل حاجه
اومات حلا وركضت لتكاد تصطدم بابيها الذي امسك بها سريعا وهو يقول برفق محذرا ؛ خدي بالك يا لولو هتقعي
قالت حلا بحماس : معلش يا بابي اصل انا جوعت من الريحه بتاعه الاكل وقولت اجري اغير هدومي
اوما لها لتشير له هنا وهي تخرج من المطبخ : يلا يا بابي تعالي نأكل سوا
هز ايهم رأسه قائلا باقتضاب : لا مش جعان
قالت هنا باصرار وهي تجذب يداه : لا عشان خاطري ...دي كبده احلي من بتاعه الشارع
عقد ايهم حاجبيه متسائلا : كبده دلوقتي ؟!
اومات هنا قائله بمرح : وفيها ايه ....انا كان نفسي فيها وروما قالت هتعملها ليا وعملتها تحفه ...تغيير يا بابي
اوما لها قائلا : بالهنا والشفا
أصرت هنا عليه وجذبت يده لتجلسه علي الاريكه بغرفه المعيشه بينما اخذت غرام تنظم الاطباق علي الطاوله الصغيرة أمامهم .....وضعت اخر طبق واتجهت لتعطي كل فتاه طبق به بعض الساندويتشات التي حضرتها ومعها المقبلات اللذيذه لتمد هنا يدها تجاه فم ابيها بأحد الساندويتشات ولكن بسرعه كانت غرام تقول : لا لا ...بلاش يا هنا عشان فيه توم ....ابتلعت باقي حديثها بأن والدتها حذرتها أن يتناول شيء به ثوم يضر بجرحه لتكمل جملتها وهي تتنجنب نظراتهم المتسائله بينما تمد يدها تجاهه بطبق اخر قائله : اتفضل انا عملتلك انت لوحدك من غير توم عشان متتعبش
التقت نظراته بنظراتها التي سرعان ما خفضتها بتوتر وخوف من رد فعله علي فعلتها التي خرجت بتلقائية تعبر عن اهتمام بأي تفصيل كان قد نساه وهاهي الفتيات تتضاحك سرا وهما يتبادلان النظرات لابيهم لتغمز حلا بجرأه : شيف عشره علي عشره يا ايهوم شوف واخده بالها من التفاصيل ازاي
لم يستجيب ايهم لمزاح ابنته ولم ينزع عن وجهه صرامه ملامحه بينما يقول باقتضاب : كلي انتي مش كنتي جعانه
ضحكت الفتاه والتهمت الطعام هي واختها بشهيه بينما يشاهدون التلفاز لينظر ايهم إليها وهي تتحرك من هنا وهناك تقدم لبناته المزيد وتضع أمامهم المشروبات وتعطي لآخري المناديل ليحك عنقه ويطيل نظرته إليها باستفهام عن هذا الاهتمام الذي لا يصل إليه بأنه مصطنع ابدا بل نابع من داخلها .... عقدت هنا حاجبيها وسألت غرام حينما انتبهت لها تتجه الي خارج الغرفه : انتي مش بتاكلي ليه ؟!
قالت غرام بحرج : مش جعانه ....اكلت ساندويتش وانا في المطبخ بالهنا والشفا
أنهت كلماتها وخرجت لتدعه يأكل براحه لتتجه الي المطبخ توضب الأغراض التي انتهت من غسلها وتمسك بمنشفه تمسح بها المكان ثم تتجه الي الخارج لتكاد تصطدم به وهو يخرج من غرفه المعيشه ....تجاوزها وسار بضع خطوات قبل أن يتعالي صوته : حلا
قالت الفتاه من داخل الغرفه : نعم يا بابي
قال ايهم : تعالي شيلي شنطتك ودخليها مكانها
قبل أن تستجيب حلا لأمر ابيها كانت بالفعل غرام قد اتجهت الي تلك الحقيبه التي القتها حلا بإهمال فوق أحد مقاعد البهو لتأخذها الي غرفه الفتاه قائله بصوت خافت وهي تمر من جواره : خليها انا كده كده هرتب المكان
لم تفهم سبب زفرته الا حينما خرجت حلا مستجيبه له ليقول لها بحزم : بعد كده مترميش حاجاتك في أي مكان
اومات الفتاه دون جدال لتتابع غرام طريقها الي غرفه الفتاه وتقوم بوضع الحقيبه مكانها ثم تستدير الي باقي الغرفه ترتبها اسفل أنظار ايهم الذي كان يمر من امام الباب المفتوح ويتجه الي غرفته ...اعتاد التنظيم ويريد من بناته أن يكونوا هكذا دون الاعتماد عليها ولكن كيف يحدث هذا وهي لا تترك شيء لهم فهاهي تدخل الي غرفه المعيشه حيث تمددت الفتيات بعد إنهاء طعامهم أمام التلفاز يتابعون أحد الأفلام بينما تولت غرام جمع الاطباق بعدهم ليعقد ايهم حاجبيه باستنكار ما أن دخل وراي هذا المشهد هاتفا بابنتاه بتوبيخ : مكسلين تنضفوا مكانكم بعد ما اكلتوا ...قومي انتي وهي
أسرعت الفتيات تتحرك من مكانهم ولكن بنفس اللحظه انفلت الكلمات من شفاه غرام بدفاع : انا خلاص شيلت كل حاجه
رمقها ايهم بنظرات غاضبه جعلت يدها الممسكه بالاطباق ترتجف وسرعان ما حركت خطواتها حينما وجدته يتجه ناحيتها بحنق لتتراجع خطوتين للخلف .... تفاجات به يجذب الاطباق من يدها ويضعها بحنق فوق الطاوله لتصدر ضجيج تعالي فوق ضجيج ضربات قلبها وهو يوجه نبرته الامره الي ابنتاه: قوموا !
بسرعه قامت الفتيات وكل منهما أمسكت ببعض الاطباق واتجهوا سريعا الي المطبخ
بدت مباغتته لها جليه علي ملامح غرام الخائفه لتقول بتوتر : انا عملت حاجه ضايقتك ؟!
زفر ايهم بضيق من تلك الملامح الخائفه التي ترسمها أمامه ليهتف بها بهجوم : ايه اللي اصلا بتعمليه ...؟!
هتفت بتوتر مجددا وهي تتراجع للخلف : انا عملت ايه ؟!
صاح ايهم بضيق بما يريد قوله مباشرة دون أي تجميل أو ترتيب : كل اللي بتعمليه يضايق ... هما يوسخوا الدنيا وانتي وراهم تلمي وتنضفي
مهتمه بزياده ليه....طول الوقت مهتمه بالبنات بزياده وكأنك بتقوليلي انا مهمته بيهم اكتر منك ....
هزت راسها بدفاع عن نفسها بينما لا تتفهم سبب غضبه والذي لايدرك ايهم ماهيه سببه خاصه وأنها لايراها مصطنعه في اهتمامها بل تفعله بتلقائيه تستفزه : لا طبعا انا بس ...بس يعني بحبهم ومش بتضايق وانا بعمل حاجه تسعدهم زي ما اتعودت اعمل مع اخواتي
رفع حاجبه وزفر بضع مرات وماتت اي كلمات أو بالاحري لم يجد شيء آخر ليقوله ليرمقها بنظره منفعله هاتفا بقليل من اللين مع التوجيه : برضه مش سبب ولا مبرر ...كده هيطلعوا مهملين ...لازم يتعودا ينضفوا ويرتبوا مكانهم
ابتلعت بوجل وهي تتفهم وجه نظره لينظر لها بحزم متابعا : اللي حصل ميتكررش ..فاهمه
رمقها بنظره غاضبه واندفع الي غرفته دون قول شيء آخر .... !
..........
....
انتظرت لحظات علي أعصابها وهاهو الانفجار الذي لم تتوقع صداه يبدأ شيئا فشيئا مع كلمات عمر المنفعله والتي يقولها وهو مازال يعتصر المقود بقبضته ويتحدث وكأنه يحدث نفسه ولكن بصوت عالي منفعل : بتتفقوا عليا ....فاكرين انكم بتربوني .....بيستخدمك ضدي وانتي زي اللعبه في أيده بتقولي حاضر ....غبيييييه!!!
هدرت دقات قلبها بقوة بين جنبات صدرها من علو نبرته مع اخر كلمه نطق بها والتي أعادها بصوت غاضب قوي : غبيه وهو اغبي منك .....كلكم اغبيااااا !!
فاكرين هتقدروا تمشوني علي مزاجكم
تراجعت وسيله بظهرها للخلف ما أن التفت ناحيتها وعيناه تطلق شهب حارقه بينما يسألها : اتفقتوا علي ايه من ورايا ...قالك ايييه عني ؟
قالت وسيله بصوت مرتجف خائف من نوبه عصبيته : مقالش ...متفقناش ...اسمعني ياعمر
صاح عمر بانفعال شديد : اسمع ايه ما انا سمعت خلاص
هزت راسها وقالت بتبرير : أيوة بس افهم اللي سمعته
التفت لها بحده صارخا : هتستغبيني وتقولي ليا اييه!
قالت وسيله بوجل بينما بدأت الدموع تلمع بعيونها: هو بس كان عاوز يساعدني ادور علي تيته
ظنت أنه سيهدا ويفهم ولكنه ازداد غضبا ليزمجر بها بصوت ازداد علو نبرته مع تزايد سرعه السيارة التي ضغط أكثر علي دواسه الوقود بها : ويساعدك لييه.....مش مالي عينك انا ....هو يقدر وانا عاجز
هزت وسيله راسها مرارا وتكرارا بينما تندفع الكلمات والاتهامات الغاضبه من بين شفتيه : اتكلمتوا واتفقتوا واشتكيتي مني ماهو انا المستهتر وهو العاقل .....انا اللي لازم يتغير وانتي اللي تلعبي بيه وتغيريه .....انا الاهبل في الحكايه كلها وانتوا بتلعبوا بيا
ازدادت سخونه العبرات بعيونها كما ازدادت نبرته غضبا افرغه في ازدياد سرعه السيارة أكثر لدرجه اهتزازها من فوق الطريق وكأنها ستطير لتشعر وسيله بالخوف الشديد وتتمسك بالمقعد وتهتف به : هدي العربيه ياعمر !
لم يلتفت إليها ولم يستمع من الأساس بل تابع صياحه الغاضب : فاكره انك تقدري تلعبي بيا لما تبعديني عنك ....لا فوقي انا عمر السيوفي اللي يعرف غيرك الف وكل واحده تتمني بس اقرب منها ...!
أغمضت وسيله عيناها وهي تتنفس بسرعه ومازالت يدها تتمسك بالمقعد بخوف شديد لتفتحها منتفضه علي صوته الجهوري الغاضب : بتستغفلوني انتوا الاتنين ....!
هزت وسيله راسها مرارا وتكرارا وعيناها مشتته بينه وبين الطريق الذي يتحرك بجوارها بسرعه رهيبه مخيفه لتخرج منها صرخه قويه : وقف العربيه .....اااقف ياعمر .....وقف العربيه !
لا يستمع ولا يري شيء إلا تلك الطعنه التي رأها هكذا من وجهه نظره ليمتزج صراخه الغاضب بصراخها المرعوب لعله يفيق : وقف العربيه ياعمرررر!
ضاع صدي كلماتها وسط انطلاق ذلك البوق القوي الآتي من خلفهم لتلك الشاحنه الكبيرة التي لم يتوقف سائقها عن إطلاق أنوارها القويه في مرأه سياره عمر المسرعه وانتهت بصوت بوق قوي يحذره بهذا الاصطدام القريب لتدوي صرخه وسيله مدويه وتضع يدها علي وجهها الباكي وتغمض عيناها برعب بينما أدركت أنهم سيسحقون اسفل عجلات الشاحنه بلحظه ...!
لحظه واحده كادت دقات قلبها تصم أذنها كما أصابها الصمم من صوت ذلك البوق لتنتهي تلك اللحظه بارتدادها للخلف بفعل ذراع عمر اليمني التي مدها امامها بحمايه يحيل بين اصطدامها بزجاج السيارة الأمامي بينما بيده اليسري كان يدير مقود السيارة ويكسره الي أقصي اليمين داعسا علي المكابح لتتوقف السيارة التي أصدرت اطاراتها صرير قوي وهي تحتك بالطريق !
كان جسد وسيله بأكمله يرتجف لتبقي لحظات طويله علي وضعها تخفي وجهها بكلتا يديها وتبكي بشهيق عالي بينما تشعر بذراعه مازالت أمام جسدها وقد أخذ هو الآخر لحظات يستوعب تلك النهايه التي تجسدت أمامه بتلك اللحظه ليبقي متسمرا بنفس وضعيته ...!
استجمع نفسه ظاهريا بينما ماحدث قد وضع نهايه لذلك اليوم ولكنه لم يحسب أن ليست كل نهايه يجب أن تسير كما أراد ....ببطء سحب ذراعه من امامها لتبدأ وسيله هي الأخري ببطء تبعد يدها من امام وجهها الذي تحول الي جمره ملتهبه من الاحمرار وتحولت عيناها التي رفعتها تجاهه الي كاسات من الدماء....تواجهت نظراتهم للحظات بقيت وسيله بهم تهز راسها لا إراديا وهي تتطلع إليه والي تلك اللوحه المرعبه التي رأتها به وعاشت تفاصيلها معه قبل لحظات ...وحش لايري في غضبه شيء آخر !
وحش يجب أن تبتعد عنه فلم يبقي اذي لم يعرضها له ...!
ليتفاجيء عمر بها تفتح باب السيارة بجوارها وتندفع منها خارجا بعد أن تحاملت علي أقدامها التي تحولت إلي هلام من فرط رعبها وخوفها منه أكثر من ذلك الحادث الذي كادوا يتعرضون له ...!.
ركضت بلا هدي ودون النظر خلفها بأقدام زنتها تساعدها وهي تتحامل عليها لتسرع بينما بالواقع هي بالكاد تسير في ذلك الطريق الذي تتطاير فوقه السيارات العابرة ....وسيله !!
استمعت الي نداءه ولكنها لم تلتفت وتابعت ركضها دون أي رؤيه بينما حجبت رؤيتها دموعها ...وسيله !
مع كل خطوه تحاول الابتعاد بها كان يقترب منها نداءه عليها ....وسيله !
يزداد الخوف في قلبها مع ازدياد نداءه وهي فقط تركض كما ظنت ...خطوات بالكاد تحملتها ساقيها تحاول بهم الابتعاد والنداء يقترب أكثر فأكثر حتي تحول الي صراخ لهيف بتلك اللحظه التي تكرر بها نفس المشهد ...اضواء عاليه وابواق صاخبه وصرخه قويه لم تكن لها بل له وهو ينادي بأسمها بينما مجددا كان الاصطدام وشيك ولكن تلك المره لم تكن السيارة المسحوقه اسفل اطارات الشاحنه بل جسدها ....!
..........
....
نظرت جوري بعدم تصديق بينما تأكدت ظنونها من أنه هو من يتبعها وهو يمر بسيارته بجوارها مسرعا لتضغط المكابح بسرعه ما أن رأته علي بعد بضع أمتار يتوقف أمام سيارتها بما يسمح لها بالتوقف ولكن ليس العبور
اتسعت عيناها بعدم تصديق حينما اندفع مراد ناحيتها بوجه يحمل غضب شديد لتهتف به بغضب أشد : ايه اللي بتعمله ده يا مراد ...انت اتجننت !
لم يعقب ولم يقل شيء إلا ذلك الأمر الذي أصدره لها : انزلي !
هتفت به بغضب : مش هنزل وبلاش جنان
اتسعت عيناها حينما ركل مراد جانب السيارة بقدمه بحنق شديد وعاد أمره مزمجرا : هتنزلي يا جوري !
واجهته عيناها بينما تمالكت نفسها ولم تدع خوفها من عصبيته يجعلها تتراجع : ولو منزلتش هتعمل ايه !؟
انتفضت من مكانها واتسعت عيناها حينما تعالي صوته الجهوري بينما غاب عنه كل تعقل وهو يصيح بها :لو منزلتيش هتشوفي الجنان اللي علي حق ....انا فعلا اتجننت يا جوري وعندي استعداد احرق الدنيا كلها دلوقتي فأقصري الشر وانزلي معايا
تواجهت نظراتهم لتري كم هو جاد ولا يطلق مجرد تهديد فارغ لتنتفض مجددا حينما ضرب مقدمه السياره بيده بقوة صارخا : بقولك انزلي معايا ومتجننيش !
خائفه لا تنكر ولكن نظراتها ابدا لم تهتز كما لم تهتز نظراته وهو يشرح لها بغضب اهوج الي اين وصل : الشيطان مخليني افكر في الف فكره في اللحظه ...فكرت اعمل مصيبه لعاصم ....حتي فكرت اني اجيبلك تاريخه عشان هو مش احسن مني .....فكرت اصاحب غيرك واقهرك ....فكرت اطلبك في الطاعه ....كل لحظه بفكر في فكره متخلنيش اطلع من الحرب دي خسران وكل ده بايدك انتي ....طاوعيني بدل ما اطاوع انا شيطاني !
لم تنصاع الي تهديده بل انصاعت الي صوت العقل الذي غاب عنه تماما بينما مازال بداخلها
لترفع راسها أمامه بكبرياء وتعلن أنه مازال خاسرا وهي تقول : انا اهو طاوعتك يا مراد بس خد بالك انك مش خسرت الحرب لا انت خسرتني !
....... ...
.......
اخر ما استمعت له وسيله هو نداءه اللهيف بأسمها ينطقه بأعلي صوته قبل أن تستمع وسيله لصوت طرقعه عظامها من أثر قوة تلك الجذبه التي جذب بها عمر جسدها باكمله بقوة من ذراعها لتشعر بألم شديد لا يحتمل في كتفها الذي تحرك من موضعه تلاه الم أشد بكامل أنحاء جسدها الذي فقد اتزانه وسقط بقوة فوق الارض الحجريه وبالرغم من محاوله عمر اللهيفه للامساك بها إلا أن قوه جذبته أفقدته هو الآخر توازنه ليسقط بجوارها ومازال ممسك بيدها بقوة بعد أن كادت تلك السيارة تدهسها ...!
..........
.....
وقفت ريم بعيون متأهبه تتطلع الي رد فعل نديم علي تلك المفاجأه لتلتقي نظراته بنظراتها للحظه قبل أن يرسم تلك الابتسامه مضطر أمام وجوه الحاضرين ..اقتربت منه والدته تحتضنه : كل سنه وانت طيب يا حبيبي
احتضن والدته وبادلها التهنئه وكذلك فعل مع أبيه واخته وبعض أصدقاءه الذين دعتهم للحفل ...لم يتوقع ابدا خطوتها لذا رسم تلك الابتسامه أمام الجميع طوال الوقت
اختلي بها اخيرا مع انصراف المدعوين الذين وقف لدي الباب يودعهم ثم سرعان ما اغلق الباب واتجه ناحيتها ليجدها منحنيه تجمع الاطباق الفارغه وبلا مقدمات هتف بها بسخط : ممكن افهم ايه اللي بتعمليه ؟!
رفعت ريم عيناها إليه وقالت ببراءه : بنضف
هتف بحنق وهو يتجه إليها جاذبا يدها بقوة : مش بتكلم عن ده ...انا بتكلم عن الحفله والناس ..ايه لازمتهم
سقط أحد الاطباق من يدها متحطما علي الأرض الرخاميه ليتجاهل نديم صدي التحطيم حوله وينظر لها بغضب نابع من رفضه انسياق قلبه خلفها مجددا بينما قالت بخفوت : انا قولت اعملك مفاجاه في عيد ميلادك
هتف نديم بغضب واندفاع : ومين قال إني مستني حاجه منك !
نكست ريم عيناها بأسي وغص حلقها بانكسار لتكتفي بهز راسها وتنحني تجمع شظايا الزجاج وهي تحاول منع دموعها من مفارقه اهدابها وهي تخبر نفسها انها فعلت ما بوسعها وواضح أنه بالفعل لم يعد يريدها بحياته فلم تنتبه الي أحدي الشظايا التي انغرست بيدها لتطلق انين خافت وترفع يدها بألم تنظر إلي خط الدماء الذي ارتسم فوقها ....وقف نديم لحظه مكانه ينازع نفسه ما بين قلبه الذي لا يحتمل رؤيتها متألمه وما بين كرامته التي تريد الثأر ليتغلب عليه قلبه وسرعان ما ينحني ناحيتها ويمسك بيدها يبعد منها قطعه الزجاج ويتفحصها
تركت ريم لدموعها العنان ليس الما لهذا الجرح البسيط بل الما من قلبها المنكسر اخذها نديم الي غرفتها و جلس بجوارها يضمد جرح يدها محاولا تجنب النظر إلي دموعها التي تؤلم قلبه ولكنه لم يصمد طويلا وخانته يداه لترتفع تجاه وجهها يمسح دموعها بيده وتخونه نبرته وتخرج حنونه وهو يقول برفق : بتعيطي ليه ؟!
نظرت له ريم بعتاب : انت بتسأل ....مش حاسس كل مره بتجرحني اد ايه برفضك لأي محاوله مني نقرب من بعض !
قابل عتابها استنكار شديد في عيناه امتزج دون إرادته به عتابه وهو يقول : غريبه ..! ده انتي كل مره تجرحيني نفس الجرح دلوقتي حسيتي اد ايه بيوجع ؟!
خفضت ريم عيناها بأسي للحظه كاد نديم أن يقوم من جوارها بعدها بينما وجد أن عتابهم ليس بمحله فهو قد اتخذ قراره ليجدها تمسك بيده توقفه : نديم !
التفت اليها ليخفق قلبه من نظراتها ونبرتها التي نطقت بها اسمه بتلك الرقه....قامت ريم لتتوقف أمامه وتتطلع الي عيناه باعتذار للحظه قبل أن تقترب منه أكثر لتمحي اي مسافه بينهم وبجرأه ترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتضع شفتيها فوق شفتيه ....تسارعت دقات قلبه وازدادت سخونه أنفاسه وعجز عن المقاومه بينما لم يحلم يوم بأن يتحقق حلمه لتمر لحظه ...اثنان وهو يحاول أن يقاوم قبلتها الجاهله ولكن مع لحظه أخري كانت تنهار كل مقاومته وتتحرك يداه تجاه خصرها يحيط بها ويلصق جسدها بصدره ويتولي هو قياده تلك القبله بقبله عاصفه استسلمت لها ريم برضي تام وتركت له شفتيها ينهل من رحيقها .
.............
.....
بكمد راقب مراد جوري بينما لم تتحرك من جلستها لما يقارب الساعتين بعد أن أعادها قسرا الي منزلهم بظن واهي منه أنها ستتجاوز مما كانت تفعل معه دوما وبتعمد منه تجاهل اخر ما نطقت به وتفسيرة أنه مجرد عنفوان وتمرد نابع من حديث ابيها وأنها ابدا لم تعني شيئا من كلماتها لتمر ساعه تلو الأخري ولا شيء يتغير فهي بارعه في الصمت ولكن تلك المره صمتها كان يوخزه كالاشواك
سحب نفس عميق استمعت جوري له وهو يزفره خارج صدره بينما يتجه إليها هاتفا بنفاذ صبر : واخرتها ؟!
التفتت له جوري باستفهام : آخره ايه ؟!
هتف بنفس العنفوان : آخره اللي بتعمليه !
قالت جوري بهدوء : انا معملتش اي حاجه ....بالعكس أنا طاوعتك زي ما طلبت
اندفع مراد بحنق ناحيتها ليجثو علي ركبته أمام مقعدها ويمسك كتفها بقليل من القوة صارخا : انتي ايه اللي جرالك ....انتي مكنتيش كده
ازدادت قبضته قوه بينما لآخر رمق يتمسك بها بيأس يعميه عن رؤيه الحقيقه : انتي بتحبيني ....بتحبيني وبتقبلي مني اي حاجه اعملها ....بتحبيني ومتقدريش تبعدي عني
لم تبعد قبضته عن كتفها بل نظرت إليه بيأس تملك منها هي الأخري ليحاول مراد التعبير عما يفهمه واعتاده : ابعدي عاصم عن حياتنا ... قدمي تنازل وانا قصاده هقدم الف تنازل ....انا كمان بحبك ياجوري ...بحبك ومقدرش ابعد عنك
ارجعيلي وانا هعمل كل اللي انتي عاوزاه ....أفضلي معايا
وانا اوعدك أن تنازل واحد منك هيكون قصاده الف تنازل مني
وعد لاتعرف أن كان سيفذه أو لا ولكنها تدرك أنها سيحاول ولكن تلك المحاوله أن قبلت بها الآن فهي ستكون محاوله فاشله لتنظر له بأسي هاتفه : لسه شايف انك في حرب بينك وبين بابا وعاوز تكسبها ....ارجع ليك عشان تنتصر وبعدها تنفذ اي وعد
اهتزت نظراته لتهز جوري راسها بيأس : انت مصمم متصدقش اني انا اللي اتغيرت أو بمعني اصح راجعون نفسي وشوفت اد ايه كنت غلط وانا بدي من غير حساب لغايه ما بقيت اناني مش شايف غير نفسك
كل اللي عاوزه دلوقتي بس انك تكسب حربك مع عاصم السيوفي
تقابلت نظراتهم قبل أن تعتدل جوري واقفه وتبعده برفق من امامها وتتجه الي الباب ....بسرعه نفض مراد عنه أي تراجع واسرع ليقف امامها يمنعها من المغادره هاتفا برفض : مش هسيبك تخرجي
نظرت له جوري بانفعال : حتي لو عملت كده انا قراري مش هيتغير لو فضلت قاعده معاك الف سنه
نظر لها باستهجان : للدرجه دي
اومات جوري بثبات ؛ طول ما انت مش شايف غلطاتك في حقي اه يا مراد هبعد عنك
زم شفتيه هاتفا بتحدي : مش هتقدري
نظرت له بثبات مماثل : هحاول
اغتلت كل ملامحه من تحديها له ليهتف بها بوعيد : لو خرجتي هتخسري كل حاجه بينا .....احتدت نظراته وتابع تهديده ليضغط عليها باقصي قوته لعلها تتراجع : انا حاولت وانتي رفضتي وعشان كده مش هحاول تاني ....مش هطلقك لو رفعتي الف قضيه
نظر في عمق عيناها ليري رده فعلها علي اخر ما في جعبته : هخونك واعرف غيرك
ابتلعت جوري غصه حلقها ورفعت راسها بشموخ ناظره الي عيناه : يبقي وقتها ميتزعلش عليك ....هزت كتفها وتابعت بينما بيده وحده اجهز علي كل ما بينهما فقط عنادا وتكبرا : اعمل اللي انت عاوزه ....اصلا اعتبرني مش موجوده في حياتك زي ما دايما كنت بس بتشوف نفسك ....انا بس مش عاوزاك تنسي اي كلمه من اللي قولتها دلوقتي عشان كل ما تفكر أن في امل ارجعلك تنساه لاني بعد كلامك ده مستحيل ارجعلك
لون شفتيها وتابعت بأسي : انت بني ادم بياع ...بعت كل اللي بينا ومفتكرتش ليا اي ذكري حلوه ....عايش بس علي ثقتك اني بحبك ومقدرش ابعد عنك من غير ما تفكر انت عملت ايه اصلا عشان احبك ....حبي ليك دايما كان من غير مقابل لانه كان لواحد اناني مغرور شايف أنه أكبر من أنه يغلط ...انت الوحيد اللي دمرت اللي بينا مش بابا بس طالما اعتبرت الموضوع حرب بينك وبين عاصم السيوفي يبقي هنشوف يا مراد مين هيكسب الحرب ومين هيخسرها !
ألقت إليه نظره اخيره بينما تتابع باستخفاف : اصلا من دلوقتي انا الكسبانه عشان خسارتك مكسب ..!
...........
.....
بعيون متفحصه راقبت عفاف كل تحركات غرام التي وضعتها اسفل عيناها منذ أن أتت قبل ساعات ورحبت بها غرام ولم تتوقف علي تقديم الضيافه إليها وهاهي تتحرك من هنا لهناك تحضر الغداء وترتب ملابس الفتيات وتجيب كل طلباتهم ....قالت غرام بابتسامه هادئه : انا حطيت شنطه حضرتك في اوضه هنا وفرشت لحضرتك سجاده الصلاه زي ما طلبتي
اومات عفاف بابتسامه بارده دون تقديم أي كلمه شكر في الاساس لم تنتظرها غرام التي ما أن استدارت لتخرج من الغرفه حتي وجدت ايهم امامها ....ابتلعت بتوتر بسبب نظراته وتساءلت ماذا فعلت لتتفاجيء بيده تربت علي كتفها بينما يقول بعذوبه لها وبمغزي لعفاف : شكرا يا غرام تعبتي مع الحاجه عفاف اكيد هتدعيلك وهي بتصلي
احتقن وجه عفاف من احراجه لها لتقول وهي تقوم من مكانها : طبعا هدعيلها ....نظرت إلي ايهم بكيد وتابعت : ماهي زي احفادي !
اندفعت الدماء الي وجه غرام من تلميح حماه زوجها الذي ابتلع تلميحها ظاهريا بينما ضغط علي قبضته وهو يبتسم لها بزيف قائلا : متكبريش نفسك اوي كده يا حاجه
تجاوزته عفاف واتجهت الي غرفه حفيدتها لتصلي بينما وجدت غرام أن أسلم شيء لها هو أن تختفي من أمامه ولكن هيهات فهاهو امامها بوجهه الغاضب لتتراجع خطوتين تجاه الطاوله الرخاميه ما أن هتف من بين أسنانه بتوبيخ : انا قولتلك ايه امبارح ...مش قولت سيبي البنات يعتمدوا علي نفسهم
ابتلعت غرام وهزت راسها قائله : اه بس انا قولت يعني اسيبهم يرتاحوا كانوا لسه راجعين من المدرسه
كور ايهم قبضته ومال ناحيتها لتتراجع غرام برأسها سريعا ما أن شعت بانفاسه تلامس وجهها وهو يهتف بها بحزم : متقوليش بعد كده ...اللي انا أقوله يتنفذ
.............الفصل التالي
.....
لليوم التالي كانت عفاف بنفس العيون تراقب غرام التي لا تتدخر جهدا لإرضاء الفتيات بينما تتدلل كل منهم عليها بطلب لم تتواني غرام عن تنفيذه بحب ...ابتسمت لها هنا وقبلتها ثم لوحت لها وهي تغادر مع اختها الي المدرسه لتتجه غرام سريعا الي المطبخ وتعد قهوته وتدخل بها الي غرفته التي لم يفوت علي عفاف رؤيه أنها بالأمس لم تنام بها ....!وفي نهايه اليوم بخبث امرأه في عمرها فهمت سبب تلك الزيجه بينما ارتاح داخلها بأن تلك الفتاه لا تشكل اي تهديد في حياه حفيداتها فهي مجرد خادمه لهم تحت اسم زوجه لم تفسر لماذا اضطر لها إلا كيدا بها بعد كثره جدالهم ....
حملت غرام تلك الصينيه التي وضعت فوقها الحلوي والشاي بعد أن تناولوا العشاء ودخلت الفتيات الي غرفتهم وكذلك فعل ايهم لتتجه الي غرفه المعيشه حيث جلست عفاف لتتباطيء خطواتها وهي تستمع الي صوت عفاف بينما تقول : ابقي عدي عليا بكره الصبح روحيني يا ساره
سألتها ابنتها باستفهام : انتي هتروحي خلاص يا ماما ولا عندك مشوار
: لا خلاص هروح.... اللي جيت عشانه خلص ...!
سألتها ابنتها بفضول من خلال الهاتف : يعني ايه ياماما مش قولتي هتفضلي كام يوم مع البنات
اومات عفاف : وكنت عاوزة اشوف البنت اللي اتجوزها
قالت ساره بلهفه : اوعي تكوني عملتي مشكله يا ماما
قالت عفاف بثقه : واعمل مشكله ليه ....ايهم طلع عارف هو بيعمل ايه ....انا في الاول مكنتش مصدقه البنات لما كنت بوقعهم في الكلام عشان اعرف هي بتتعامل معاهم ازاي ويقولولي كل اللي بتعمله بس لما قعدت اليومين شوفت أنه فعلا طلع شاطر ...جاب خدامه لبناته !
انزعجت ملامح غرام لتقترب أكثر وتستمع الي ضحكه عفاف الشامته وهي تتابع : البنت مكفيه طول اليوم من المطبخ للتنضيف لطلبات البنات ولا هو حتي بيقولها انتي فين ...خارج داخل وهو عارف أن بناته في حد مهتم بيهم وانا هعوز ايه اكتر من كده ...كان كل خوفي تكون بنت واخده بالها من نفسها وتشوف نفسها علي حساب احفادي إنما دي حتي مش بتلحق تغسل وشها ....ناصح ياايهم...!
ابتلعت غرام انكسار خاطرها كما ابتلعت الكثير لتدخل بخطوات كسيرة تضع الصينيه أمام تلك المرأه التي كرهتها كثيرا بتلك اللحظه لأنها ألقت في وجهها الحقيقه التي كانت تتجاهلها بأنها مجرد خادمه وستظل هكذا ....!
نظرت عفاف الي غرام وقالت بنبره بارده خبيثه : شكرا
اومات غرام واتجهت لتغادر الغرفه بعدم انتباه لمغزي نظرات أو كلمات المرأه التي أرادت أن تجعلها تفهم أنها فهمت مكانها في منزل حفيداتها لتتوقف غرام مكانها
حينما تابعت عفاف وهي تلوي شفتيها بمكر : اهو قولت شكرا عشان ايهم ميزعلش عشانك
غص حلق غرام واختنق بالعبرات بينما تقول دون أن تنظر إلي عفاف : متقلقيش زعلي مش بيفرق مع حد !
حتي في ردها كانت فتاه صغيرة ساذجه أكدت لعفاف ظنونها ...!
وليت كان لدي عفاف القليل من الرأفه لتتابع جلد الفتاه بسياط لسانها : وحياتك يا غرام هاتي ليا ابره وخيط اسود عشان اخيط زرار العبايه بتاعتي لاحسن اتقطع
اومات غرام بصمت واسرعت تغادر الغرفه وهي تمسك دموعها
ضيق ايهم عيناه ووقف لدي باب غرفته التي كان يخرج منها للتو ولمح غرام تخرج من غرفه المعيشه بخطوات مسرعه تجاه غرفتها لتتقابل عيناه بعيناها التي املتئت بالدموع .....أوقفها باستفهام وهو يشير بعيناه تجاه الغرفه حيث جلست حماته السابقه : في ايه ؟!
حاولت غرام تنقيه صوتها وهي تقول متهربه من نظرات عيناه المتفحصه : مفيش
قبل أن يسأل مجددا تعالت نبره عفاف : فين يا غرام الابره ؟!
ازدادت عقده جبين ايهم بينما تحركت غرام كالانسان الالي سريعا الي الغرفه تحضر منها شيء وتخرج تجاه صوت عفاف المتعجل
ليندفع بخطوات حانقه خلف غرام التي مدت يدها تجاه عفاف قائله : هاتي اخيطها انا !
وقف ايهم لدي باب الغرفه لحظه ليري نظرات عفاف المتعالية تجاه غرام التي لم تكد تمد يدها حتي وجدت يدها بيد ايهم الذي سحبها هاتفا : الصبح يا حاجه ..مش وقت خياطه
قال كلمته واندفع خارج الغرفه ومازالت يده ممسكه بيد غرام التي سحبها خلفه ليدخل الي غرفته ويدفعها برفق إليها ويغلق الباب يتطلع إليها بغضب ...!
اهتزت نظرات غرام بخوف لتتقابل عيناها بعيناه التي كانت تنظر لها بتفحص .... ابتلعت رمقها ببطء بينما طالت نظراته لها دون قول شيء وقد احتار ايهم تلك المره هل يعنفها ام يسأل عن صدق ظنونه بأن المراه أساءت إليها لتخرجه نبرتها المرتجفه من حيرته وهي تسأله ببراءه : انا عملت حاجه ضايقتك ؟!
اغمض ايهم عيناه وسحب نفس عميق ثم زفره وهو يفتح عيناه مجددا وينظر إليها محاولا الهدوء : انتي مش بتفذي كلامي ليه ؟!
قالت ببراءه : ماهو .....ماتت الكلمات علي شفتيها حينما شعرت بانفاسه تلامس وجهها وهو يقاطعها هاتفا بحزم : انتي مش خدامه عندها ....انتي مراتي !
........
......
بعيون ملئها الندم اتجه عمر الي جوار وسيله التي كانت الدموع تندفع من عيونها بصمت بينما جلست بفراش المشفي حيث اخذها ....مال برأسه ناحيتها يتطلع الي اثار غضبه التي خلفت ذراعها المكسور وتلك الجروح التي ارتسمت علي جبينها من أثر ارتطام راسها بالأرض وليته كان يستطيع أن يري بوضوح جرح قلبها المنكسر .....اقترب منها ليمسك بوجهها ويرفعه إليه متطلعا الي دموعها التي أحرقت قلبه بينما تنهمر بحراره من عيونها الجميله ...هل ينطق بأسف واعتذار وهل يمحو اي اسف أو اعتذار ما رأته منه ...هل ينطق بتبرير عن عقدته بأنه دوما أقل من الآخرين وخاصه أخيه ...هل ينطق بتلك الغيره التي يتجاهلها دوما من كون أخيه الافضل دوما ....هل يتحدث ام يصمت وينتظر منها هي الحديث ...ينتظر منها نفس الكلمات التي يسمعها من الجميع أنه اسوء انسان ...أنه من يجلب لهم الحزن والتعاسه .... لم تنطق شفتيه ولكن نطقت عيناه تناجيها أن تصفح وتغفر تلك الذله !
وكما نطقت عيناه برجاءه نطقت عيناها بعتابها ولكن عتابها لم يكن أبدا كما توقع بل كان مجرد كلمتين : انا عاوزة تيته ؟!
............
....
بخطوات مسرعه دخلت ريهام الي ذلك المكتب أثر تلك الأصوات التي تعالت بصخب جعل الجميع يغادر مكاتبهم ويتجهون لرؤيه مايحدث .....
صاحت روضه بانفعال شديد تهاجم ثراء : كدااابه ...دي فكرتي وشغلي
دارت حول نفسها بهياج شديد وتابعت : الاعلانات دي كانت فكرتي وانتي سرقتيها مني .....
ازاي تنسبي شغلي لنفسك .....!
هتفت ثراء بغضب مماثل وبصوت اعلي لتغطي علي صوت الحق : شغلك ايه ....ده شغلي ومشروعي وانا اللي قدمته لمستر عاصم
هزت روضه راسها بعصبيه : شغلي انا وفكرتي انا وانتي نسبتيه لنفسك
واجهتها ثراء بثبات : اثبتي
كادت تجن روضه وفتحت فمها بصياح غاضب لتتدخل ريهام بصوت غاضب بالفتاتان : ايه اللي بيحصل هنا ؟!
كل منهما تحدثت بعصبيه بنفس الوقت : مسز ريهام دي مش اول مره ثراء تاخد فكره او شغل غيرها وتنسبه لنفسها ....صدقيني دي فكرتي ومشروعي وكان علي الجهاز لما باظ .
: لا يا مسز ريهام محصلش دي بس بتقول كده عشان غيرانه أن مشروعي اتنفذ
مجددا اشتبكت الفتاتان بشجار وازداد تعالي أصواتهم كما ازداد عدد المتجمهرين لدي باب المكتب وفي الرواق الذي اتجه إليه عاصم بوجه متجهم وهو يري تلك الفوضي التي جذبت نظره بالكاميرات ......تراجع الجميع علي جانبي الممر حينما رأوا عاصم يتقدم منهم
وبلحظه كان صوته الجهوري يتعالي بنقد : ايه اللي بيحصل هنا ؟!
لم ينتظر اجابه أو يدع اي منهما يقول شيء ليرمق ريهام بنظره مستفهمه وكانت علي الفور تقول بتبرير : مشكله بين روضه وثراء وانا كنت هحلها فورا ...و ....لم يدعها تنطق المزيد ليهتف بحزم : لسه هتحليها ....ايه واقفين في سوق مش في شركه
فتحت روضه فمها : مستر عاصم ممكن تسمعني
تجاهلها عاصم والقي أوامره لريهام : خصم شهر ليهم هنا الاتنين ولو اتكرر تاني يبقي اخر يوم ليهم في الشركه وانتي خصم ليكي اربع ايام عشان مش قادرا تسيطري علي القسم بتاعك ...!
رفع ايهم أصبعه إمام وجه غرام هاتفا بسخط : اياك مره تانيه تسمحي لحد يقلل من كرامتك ....كانت غرام ما تزال مصدومه مما نطق به لترفع عيناها إليه ببطء وتشتبك مع نظرات عيناه الساخطه بينما يتابع : كرامتك من كرامتي وانا مسمحش ابدا حد يقلل من كرامتي بسببك فاهمه
اومات بخوف فطري بداخلها منه ليضيق ايهم بتلك النظرات الخائفه التي يراها بعيناها دوما والتي تجعلها تتقبل اي اهانه لتنتفض بخوف علي نبرته المعنفه وهو يصيح بها مجددا : انطقي فاهمه
ارتجفت شفتيها وحاولت نطق شيء ليزم ايهم شفتيه
بضيق شديد من كونه يرهبها بالرغم أن كلماته لا تعني ذلك ولكنه غفل عن طريقته وأسلوبه الدائم معها بالتعنيف لتسدل غرام اهدابها فوق عيونها التي امتلئت بالدموع
بينما تقول بغصه حلق : هي عارفه اني ولا حاجه عندك ....عقد ايهم حاجبيه ونظر لها ليأخذ باقي الحديث من بين شفتيها المرتجفه وهو يزجرها بسخط : عارفه ايه ؟!
أخبرته غرام بما قالته عفاف لتتراجع خطوه للخلف بخوف ما أن انطلق ذلك السباب الخافت من بين شفتيه لتتمني لو تنشق الأرض وتبلعها ولا تكون أمام ملامح وجهه المرعبه بتلك اللحظه بينما دار حول نفسه مرتين قبل أن يندفع ناحيتها بعداء جعلها تتراجع سريعا الي الخلف حتي التصقت بالحائط خلفها ولم يعد أمامها إلا الوقوف أمامه ...مال ايهم ناحيتها وهتف بهجوم : طبعا لازم تقول كده عشان انتي بتصرفاتك الساذجه المتخلفه خلتها تشوفك خدامه
مزيد من الإهانات والتعنيف ألقت بالمزيد من المراره بحلقها لتنساب الدموع بصمت من عيونها كما صمتت شفتيها دون تقديم أي دفاع عن نفسها بينما هي لم تفعل شيء سوي أنها تعاملت مع المراه بسماحه وحسن ضيافه وتهذيب لم يكن في محله مع امراه مثلها
دموعها اوقفت الغضب الذي احتقنت به عروقه لينظر إليها ويرفق قلبه بها بينما بات يعرف جانبها البريء في التعامل مع الاخرين ... مرر يداه علي وجهه بضع مرات لتهديء نبرته وهو يخاطبها مجددا : مقولتليش ليه ؟!.
قالت غرام بصوت مختنق بدموعها : خوفت اعمل مشكله ....
هتف ايهم بسخط : تقومي تقبلي أنها تخليكي خدامه عندها
نكست غرام راسها بانكسار جلب المزيد من الرفق الي قلبه لتزداد نبرته هدوءا بينما يتابع تأنيبها :
انتي ليه مش بتتعلمي من غلطاتك ...ليه بتتعاملي مع اي حد غريب أنه قريب اوي ....تعرفيها منين عشان تخدميها وتبلعي ليها اي اهانه
قالت غرام بوهن من كثرة التخبط : هي جده هنا وحلا ولازم اتعامل معاها باحترام
زفر ايهم بضيق وكأن لا يكفيه توجيهه ابنتاه طوال الوقت فهاهي الأخري انضمت لهم ليقول باحتدام : في فرق بين انك تحترمي اللي قدامك وانك تبجليه وتحسسيه أنه احسن منك وأن حقه يقلل منك
رفعت عيناها إليه بينما بدأت تنتبه أن حديثه أخذ منحني اخر غير التوبيخ ليتابع ايهم برفق يعاتبها: انتي لما كنتي بتعملي كده مع بناتي انا لفتت نظرك تقومي
تعملي كده مع واحده غريبه
ضاعت غرام في رفق نبرته وهذا الإحساس الجديد بأن هناك من يهندم منها ويوجهها لتقول بتعلثم : اسفه
التقت عيناه بعيناها لينظر لها لاول مره برفق بينما يقول : متتأسفيش .... متكرريش غلطك ده اهم
اومات غرام وعيناها مازالت معلقه بعيناه دون إرادتها ليضرب الارتباك أوصالها ما أن لمحت طيف تلك الابتسامه علي جانب شفتيه وهو يهز رأسه لها قائلا برفق : يلا روحي اغسلي وشك وبطلي عياط
ظلت واقفه مكانها بينما ضاعت مجددا مع اول رفق ولين قدمه لها بافتقاد فطري بداخلها سرعان ما جعلها تستعذب هذا الشعور .... انتبهت الي نظراته لأنها ماتزال واقفه فدفعت بخطواتها لتتحرك من أمامه بأقدام مرتجفه
أوقفها ما أن وجدها تتجه الي باب الغرفه : رايحه فين ؟
قالت بارتباك : هغسل ...هروح اغسل وشي
اشار لها تجاه الحمام الملحق بغرفته لتتجه إليه غرام بأليه تحت أنظاره التي تتابعها ....حك ذقنه واتجه خطوتين للباب مقررا مواجهه حماته السابقه ولكنه تراجع قبل أن يفتح الباب وقرر الا يفتعل معها اي مشكله تؤثر علي ابنتاه لذا عادت خطواته الي جانب الغرفه ليتوقف أمام الخزانه يخرج ملابسه ....جففت غرام وجهها الذي تدفقت به الدماء وهي تسأل نفسها لماذا هذا الشعور يراودها تجاهه بأنه فارس همام ...!
التفت ايهم إليها حينما خرجت بينما كان يخلع قميصه ويستبدله بتيشرت قطني لتخفض غرام عيناها سريعا بخجل وتتعلثم وهي تقول بحرج : انا ...انا هروح انام
أولاها ايهم ظهره وتابع ارتداء ملابسه بينما يقول بحزم : نامي هنا ..!
انفرجت شفتيها وتسمرت عيناها علي ظهره المكدس العضلات تتساءل عما قاله ....خفضت عيناها سريعا بارتباك حينما استدار ايهم إليها لينظر الي وقفتها باستنكار ..واقفه مكانك ليه ... نامي
تحركت شفتيها بضع مرات تبحث عن كلمه بينما خفضت عيناها تجاه يدها التي تفركها ببعضها بخجل لا تدري ماذا يقصد الان ..... يعرف ايهم مقصده أو يخبر نفسه أنه يعرفه حتي لا يأخذه تفكيره لشيء آخر وهو ضرورة تغيير العلاقه بينهم فهي لن تظل خادمه لابنتاه طوال العمر ولها حقوق حتي إن لم تطلبها وأبسط حقوقها هو أن يعاملها كزوجته ولا تكون منبوذه بغرفه الخادمه فيتجنب لوم نفسه أنه كان الأول بإيصال هذا الإحساس لها
ليتعامل مع الأمر ببساطه أنها زوجته وستنام في غرفته حتي يسكت لسان حماته..!
بهدوء اتجه الي جانب الفراش وفتح الغطاء ودخل إليه بينما بقيت غرام واقفه بوسط الغرفه بارتباك رحمها منه وهو يستدير الي الجهه الأخري ويغلق النور الخافت من جواره قائلا : نامي مش هقرب منك .
.........
.....
بضيق سأل عمر أخيه : انت بتسال ليه ؟
قال سيف بهدوء : مش شايف انها حاجه غريبه.... فجاه الست تبيع بيتها وتختفي .....ازاي حاجه زي دي انت متستغربهاش ؟
مش جايز حصل ليها حاجه ؟
قال عمر ببرود ظاهري بينما بداخله حريق وقد تكالب الضيق علي قلبه وعقله وقد تركها قبل ساعتين بالمشفي وجاء للمنزل ليأخذ ملابسه مقررا العوده اليها
: وده يخليني اعرضها لكده
عقد سيف حاجبيه بانزعاج مستنكرا معني كلمات أخيه :
يعني انت قصدك انك خايف علي وسيله ومش بتدور علي جدتها عشان متتصدمش لو عرفت أن في حاجه حصلت لجدتها
اوما عمر وهو يشيح بنظراته عن أخيه ليقول سيف باستخفاف : عمر الكلام ده تضحك بيه علي حد غيري ...في حاجه كبيرة هي اللي مخلياك عاوز وسيله متعرفش حاجه عن جدتها
التفت عمر الي أخيه بانفعال : ولا حاجه كبيرة ولا صغيرة ...
نظر إلي اخيه بثبات ظاهري وتابع : وانا مش محتاج لا اضحك عليك ولا علي غيرك
الست باعت البيت ومشيت جايز راحت لحد من قرايبها
هتف سيف بحنق بينما برود أخيه مستفز للغايه : ادي انت قولت جايز..... لازم نتأكد
نظر له عمر باحتدام : ليه ...؟!
اشاح بوجهه وتابع بيقين : انا مش فارق معايا غير مراتي وهي معايا
هب سيف واقفا : ايه اللي بتقوله ده
لو امك مكانها كنت هتحب تسمع الكلام ده من وسيله .
قال عمر ببرود : انا بسمعك انت الكلام ده مش وسيله
قبل أن يقول سيف شيء وقف عمر أمامه وقال بسخط :
سيف انت شاغل بالك بالموضوع ده ليه ...اصلا شاغل نفسك ليه بحاجه انا قولتلك اني عارف كويس اوي اتصرف فيها
تواجهت نظرات كلاهما ليكشف عمر عن احتدام ملامحه وهو يقول : بتدور ورايا ليه .... بتكلم وسيله ليه ...بتدور ورايا ليه
ابتلع سيف وقال بهدوء بينما أيقن أن أخيه كشف ما يحاول فعله : وهدور وراك ليه ...انا كنت بسألها علي العنوان بتاع جدتها لما لقيتها مكلمتنيش
نظر عمر لاخيه باستخفاف قائلا : يعني مكنتش عامل فيها الاخ الحنين وعمال تديها نصايح
التقت نظرات سيف بنظرات عمر التي نفض عنها البرود وهو يتابع باحتدام : وسيله بتحبني وراضيه بحياتها معايا ايا أن تكون وجت حكت ليا علي كل اللي انت قولته ليها
تحركت اهداب سيف ليصل عمر الي هدفه بوأد تلك العلاقه بين أخيه وزوجته والتي كانت السبب بإفساد هدوء حياته معها ليتابع ببرود : ياريت متتدخلش تاني في حياتي يا سيف .....مال ناحيته وهمس بجوار أذنه من بين أسنانه : انت مش ابويا
كور سيف قبضته بحنق وهم بالرد علي ذلك المتبجح لولا أنه خطي بعيدا عنه بصوت متعالي : شهد ...بت يا شهد فين شنطتي ؟!
.............
......
فرك مراد وجهه بعصبية شديده وهو يتحرك من هنا لهناك يحاول استيعاب أنه فقدها .....ليهز رأسه رافضا تصديق هذا بالرغم من أنها قالته ليقف مكانه وتتسع عيناه بصدمه حينما دخل أبيه إليه قائلا : جوري اتصلت بيا وقالت انكم اتفقتم علي الطلاق ...مفيش داعي للمحاكم لو اتفقتوا خلينا ننهي الموضوع بهدوء
عقد مراد حاجبيه بضياع وتحدث وكأنه يحدث نفسه : انا متفقتش علي حاجه
نظر له سيف باستخفاف : امال هي قالت كده ليه ؟
تواجهت نظرات مراد بنظرات أبيه ليري لاول مره الضياع بهم وهو يقول : معرفش
رفع سيف حاجبه متساءلا : متعرفش ولا لسه مصمم انك متشوفش
تراجع مراد الي المقعد خلفه بانهزام بينما يقر لأول مره : مش عارف حاجه ....رفع نظراته الي ابيه : ازاي اصدق انها فعلا عاوزة تبعد عني ..!
...........
.....
نظر عاصم الي عمر الذي تابع : كلها اسبوعين تلاته اخلص ماموريه شغلي وارجع أن شاء الله
اوما عاصم لتركض زينه اليه تحتضنه بدموع : خلي بالك من نفسك يا حبيبي
اوما عمر لها وربت علي كتفها ليقوم عاصم الي جوار ابنه يربت علي كتفه قائلا : خد بالك من نفسك ومتوقعش نفسك في مشاكل ياعمر
ابتسم عمر له بزيف بينما حاول كما يفعل دائما أن يتقبل كون صورته لن تتغير ابدا بعيون أبيه ولكن علي الاقل تلك المره يقولها أبيه بمزاح
......
.........
بجفاء أبعدت وسيله ذراعه من حولها حينما اقترب ليساعدها علي الوقوف لينظر الي عيناها بعتاب لم تتمهل وسيله لرؤيته بل اشاحت بوجهها واستندت الي طرف الفراش تحاول أن تسير باتزان متحامله علي ساقيها
وفر عمر وتقبل ما تفعله ليسير خلفها بتأهب لمساعدتها ما أن تطلبها ....اوقف السيارة أمام المنزل لتغلي المراجل بقلبها أنها اضطرت للعوده معه ولكنها صبرت نفسها بأن عودتها مؤقته فهي ستعود الي جدتها ولولا عدم وجودها أو وجود مكان آخر لها بعد أن كان ذهابها لوالدتها أمر مستبعد لما بقيت معه لحظه واحده بينما تلك المره لا يمحي اي اعتذار ما رأته منه ..!
نظر عمر الي جلستها التي لم تتحرك منها منذ عودتهم قبل ساعات ليتجه إليها دون يأس يحاول خطب ودها وهو يقول بحنان : حبيتي انا عارف انك زعلانه مني بس انا قولتلك مكانش قصدي ....انا ليا حق اتضايق لما اعرف انك واخويا اتفقتوا عليا من ورايا وانتي عارفه اني مش بعرف اسيطر علي نفسي لما بتعصب بس انا عمري ما اقصد أاذيكي !
استخفاف ممزوج بالكمد غلف نظراتها بينما وكأنها أفاقت سألت نفسها أن كان هذا الاذي لم يقصده إذن فحينما يقصده كيف سيكون اذاها منه ....جثي علي ركبته أمام مقعدها ونظر الي ذبول عيونها برجاء : قوليلي اعمل ايه عشان اصالحك
نظرت وسيله إليه لحظات تغلف بهم قلبها بألف قيد حتي لا يدق إليه ويتولي عقلها الاجابه : هات ليا جدتي زي ما كنت السبب أنها تبعد عني !
لأول مره تنطقها وتواجهه بأنه السبب ولاول مره يستشعر عمر خطر بعدها عنه حقيقه وليس مجرد ظن ..!
..........
....
اتسعت عيون ايهم حينما آفاق علي ما كان يفعله قبل لحظات بينما اكتنف جسدها بجسده ليخفض عيناها تجاه براءه ملامحها التي يري بها جمال جاذب لاول مره ليبتلع بوجل ويسحب ذراعه من أسفل راسها ويبعد جسده عنها مغادرا الفراش سريعا وهو يوبخ نفسه بينما استغل وجودها قربه وجذبها الي ذراعيه منصاع الي ذلك الشعور باستعذاب وجود جسدها بين ذراعيه ...ايه اللي بتعمله ده ؟!
زجر نفسه رافضا سماع ذلك التبرير أنها زوجته بينما يتعقل ويذكر نفسه بخطأه المره السابقه فهل يعيده ويستغل براءتها ... لن ترفض اقترابه ولكنها أيضا تجهل ماذا تريد وهي تنساق خلف خوفها منه ...لا يريدها أن تكون فقط منفذه لرغباته ولا طائعه بلا تفكير فهي صغيرة بريئه بالرغم من خطأها السابق ..!
فتحت غرام عيناها لتستدير الي جوارها بخجل جعل وجنتها تتورد بينما لا تصدق شعورها بأنه كان يحتضنها ...!
مازالت بمشاعر وتفكير غير ناضج لذا طبيعي للغايه شعورها الذي تملك منها طوال اليوم بالسعاده والرضي الفائق لمجرد كلمتين برفق استمعت لهم منه بالرغم من سيل التأنيب والإهانة السابقين ....غر قلبها ليدق له مجددا وساذجه حتي تنصاع لتلك الخفقات
...........
.....
ارتاح داخل سيف البحيري لسماع تأكيدات المحامي ولكنه خشي أن يدب الارتياح الي قلب ابنه
الذي سأل المحامي مجددا : يعني مش هتكسب القضيه
قال المحامي بثقه : قانونا مفيش سبب قوي للطلاق ولو مش برغبه الطرفين هتفضل الإجراءات والتأجيل فتره طويله
تلك المره تحدث مراد عنها بأنها من ستربح أو تخسر القضيه وليس عن ابيها لينظر سيف الي ابنه بتوجس بينما غزي الارتياح ملامحه وهو يؤكد علي محاميه: متاكد ان الانفصال مستحيل ؟!
اوما المحامي للحظه قبل أن يعدل حديثه : متاكد من قضيه الطلاق بس لو المدام فعلا عاوزة تنفصل وقدمت قضيه خلع الوضع هيختلف !
هب مراد من مقعده وكأن لدغته حيه: خلع !
اوما المحامي بشرح : انا لازم اقول لسيادتك كده لان المحامي بتاعها اكيد عارف أن الطلاق مش هيكون سهل وجايز جدا يقترح عليها قضيه الخلع وقضيه الخلع طالما هي فعلا عاوزة تنفصل هتتنازل عن حقوقها ويتم الانفصال ...!
قبل أن يقول مراد شيء كان سيف يشير إلي محاميه قائلا : متشكر يا متر ...اتفضل
خرج المحامي ليلتفت سيف الي ابنه محاولا اخفاء نظرات التشفي التي لمعت بعيناه بينما اختفت راحه مراد بعد سماع تهديد جديد
اتجه سيف الي مراد ليشير له أن يجلس قائلا : اقعد يا مراد
هز مراد رأسه وظل يتحرك بتوتر ليشفق سيف عليه وتغلبه عاطفته فيقول برفق : مراد انت ابني في كل الأحوال حتي لو تصرفاتك مش عجباني من واجبي اني انصحك ....بيتك خلاص هيتخرب وللاسف بايدك ده حصل ....ليه يا ابني توصل الموضوع بينكم لطلاق وخلع ومحاكم ...راضيها ياابني ...شوف قصرت في ايه معاها وصلح غلطك ...مش عيب ابدا لما تعترف انك غلطان
البنت شارياك لآخر وقت وانت الغرور والعند راكبك
نظر مراد الي ابيه ليتابع سيف : اقعد مع نفسك فكر في حياتكم وشوف تستاهل انك تتنازل عن غرورك ولا لا
مفيش مستحيل وانت تقدر ترجعها ليك بس ده مش هيحصل الا لما انت وهي من جواكم تحاولوا تصبحوا حياتكم ....روح لها واطلب منها مهله ابعدوا عن بعض فيها لغايه ما كل واحد يهدي ويشوف عاوز ايه .
.......
.........
بحماس دخل طلعت الي سيارة عمر التي أوقفها بالاسفل بانتظاره ليقول فورا بلا مقدمات بينما مازال مبهورا برؤيه تلك الوحده السكنيه التي تدخل عمر لتسليمها لزوج ابنته علي الفور : حاجه عظمه اوي ياعمر يا اابني ....انا مش عارف اشكرك ازاي
اوما عمر وهو يتحامل علي نفسه بتحمل ذلك الرجل السخيف الذي اضطر للتعامل معه بعد أن عجز عن التعامل مع وسيله التي منذ الحادث وهي تجافيه لدرجه جعلته ينصاع لتنفيذ طلبها بالبحث عن جدتها
: مفيش داعي ...احنا اهل
تهلل وجه طلعت وهو يهز رأسه : طبعا أهل ...امال
تحامل عمر علي نفسه وهو يرسم تلك الابتسامه قبل أن يقول بخبث : مفيش اخبار عن الحاجه امتثال
عقد طلعت حاجبيه: لا منعرفش عنها حاجه
التفت عمر إليه يحاول الا يبدو يائسا وهو يسأله : تفتكر تكون راحت فين ...مين قرايبها أو فين ممكن تروح لو باعت بيتها
حك طلعت ذقنه في محاوله جاهده منه لتذكر اي شيء يقدمه لعمر ليقول اخيرا : انا مش عارف بس جايز سندس تفتكر حد من قرايبها ... ربت علي يده قائلا : عموما متقلقش ...انا مش هسكت واول ما اروح هسأل سندس وارد عليك ...!
وقف عمر بالحديقه يحرق سيجاره تلو الأخري وهو تاره ينظر إلي هاتفه بانتظار مكالمه طلعت وتاره ينظر إلي داخل المنزل الذي خيم عليه الظلام وقد بقيت في غرفتها لا تخرج منها ولا تدعه يدخل إليها ...تنهد مطولا وهو لا يحتمل بقاءه ليله أخري بعيدا عنها يفصله عنها باب الغرفه الذي لو ترك العنان لغضبه سيحطمه ويجبرها علي قربه بينما ابتعادها عنه كالنار تحرق كيانه ولا يحتمله ....
..........
....
وضعت مديحه تلك الملعقه من يدها ومسحت فم اختها بابتسامه قائله : بالهنا والشفا يا امتثال
اراحت راسها علي الوساده خلفها وربتت علي كتفها ثم اتجهت للخارج تحمل الصينيه بعد أن جعلت اختها تتناول القليل ....وضعت الصينيه من يدها جانبا واتجهت لتجيب علي الهاتف الارضي لتعقد حاجبيها باستفهام لهذا السؤال عن اختها : سندس مين ؟!.
هتفت سندس وهي تزفر بصوت مسموع : والده وسيله
تهلل وجه مديحه لوهله لسماع اسم وسيله لتسرع بخطواتها تجاه غرفه اختها وهي تقول بلهفه : اهلا اهلا يا حبيتي ...وسيله عامله ايه ..جدتها هتتجنن عليها
انتبهت كل حواس امتثال لسماع اسم وسيله لتحاول نطق شيء وهي تشير بوهن الي اختها أن تعطيها الهاتف ....برفق نظرت مديحه الي اختها وفتحت فمها لتشرح لسندس الوضع ولكن ماتت الكلمات علي شفتيها حينما استمعت لما قالته سندس والذي جعل ملامح وجهها تبهت
: عيب اوي الحاجه تبيع البيت وتمشي من غير ماتقول لحد عشان متديش لبنتي نصيبها في ورث ابوها من شقه تساوي ملايين ....اييه فاكره أنها تقدر تاخد ورثها وان بنتي مش هتطلبه ..!
نظرت امتثال الي ملامح وجه اختها بقلق لتندم مديحه أنها دخلت بالهاتف الي غرفه اختها وتتمني لو كانت بالخارج لترد علي تلك المراه كما يجب ....نظرت امتثال باستفهام الي اختها حينما أغلقت الخط لتبتلع مديحه وتقول بابتسامه مزيفه : دي سندس ام وسيله كانت بتسال عنك وبتقولك أنهم كويسين
ربتت علي يد اختها حينما سألتها عيناها عن وسيله التي كرهتها مديحه بتلك اللحظه ورأتها ناكره للجميل حتي تفعل هذا مع من تولت رعايتها وتربيتها وارتمت الان في احضان والدتها التي نبذتها فقط من أجل الميراث
أخفت الحقيقه رفقا باختها لتقول لها بابتسامه هادئه : وسيله كويسه بس انا مرضتش اقولها انك تعبانه عشان متتخضش ....انتي بس خدي بالك من علاجك وان شاء الله تخفي وتبقي زي الفل وتقفي علي رجلك وترجعي بيتك بالسلامه .
..........
...
نظر طلعت بثقه الي سندس التي مليء عقلها بحديثه وسرعان ما افرغته في مديحه دون تفكير به
: قولتلك أنها اخدت تمن الشقه عشان تطلع بنتك من المولد بلا حمص
حك ذقنه وتابع : ده انا سألت علي المتر بكام في المنطقه والشقه تعدي المليون ونص ...وليه ناصحه قالت البنت اتجوزت راجل غني ومش هتسأل عن نصيبها
اشاح بوجهه وتابع باهتمام زائف : بس احنا مش لازم نسكت ...انا هقول لعمر وهو يتصرف في حق مراته
بزيف خيل نفسه أنه غير طامع بينما هو قبض ثمن خدمته مقدما بما فعله عمر له ليقول : وانا داخل ليا ايه الا اني خايف عليها ...اهو جوزها يجيب حقها من جدتها ووسيله تعرفها علي حقيقتها ..!
........
....
أبعدت وسيله يده بجفاء ما أن اقترب منها يحاول مساعدتها وهي ترتدي ملابسها لينظر لها بعتاب قاسي ....فهي صممت علي الذهاب لجدتها ما أن عرفت طريقها غير مباليه بأنهم بنصف الليل
: انا عاوزة اروح لها
اوما عمر برفق : حاضر هاخدك بس الصبح يا وسيله
هتفت باصرار : دلوقتي
وقبل أن تستمع الي رده كانت تقوم وتجذب ملابسها تحاول ارتداءها بذراع واحد حيث بقي ذراعها الآخر معلق بكتفها بتلك الاربطه
ليترجم عمر عتابه لكلمات : عاوزة تبعدي عني يا سيلا ..!
أغمضت وسيله عيناها وسحبت نفس عميق رافضه أن يؤثر عليها مجددا ليري عمر هذا الإصرار بعيونها ليفكر الف مره بشيء يفعله ويوقفه عن متابعه ذلك الطريق الذي يعرف أن به النهايه ....يلوم نفسه أنه وجد طريق جدتها وخالف قراره بأبعادها عنه ...عرف منذ البدايه أن وجود جدتها يعني بعدها عنه لذا أبعدها عنه والان بيده يعيدها إليها ...ليته لم يفعل ..!
بكمد نظر إليها وهو يتوقف اسفل ذلك المنزل بالمنصورة الذي وصفه طلعت علي وصف سندس
: وسيله ....انتي هتبعدي عني
حقا بتلك اللحظه لم تكن تعرف أو تشعر بشيء الا رغبتها بالارتماء بين احضان جدتها ...لا تريد أخذ قرار وحدها تريد أن تلقي بكل همومها وأفكارها داخل حضن جدتها التي سترشدها الي الصواب كما فعلت دوما ...لم تصل إلي كراهيته ولكنها وصلت الي تلك النقطه بأنها لن تستمر ....تريد أن تتوقف وتراجع كل ما مر بهم لتعرف أن كانت ستتابع طريقها ام لا ...!
رفض تركها أن تصعد وحدها لتشعر وسيله بخطواته تواكب خطواتها وهو يصعد بجوارها ذلك السلم الرخامي الضيق ...
توقف عمر بجوارها حينما ضغطت زر الجرس
بضع لحظات بعدها فتحت مديحه الباب ونظرت إليهم باستفهام ...بلهفه اخترقت عيون وسيله الداخل من فتحه الباب تبحث عن جدتها وهي تنطق : تيته...تيته فين ؟!
تعرفت مديحه الي ملامح وسيله التي لم تراها منذ سنوات لتتفاجيء وسيله بها تضع يدها أمامها لدي الباب ما أن همت بالدخول تسبقها لهفتها ليعقد عمر حاجباه عن تصرف المراه التي تحولت ملامحها ونظرت بعداء شديد إليهم نابع من حفاظها علي سلامه اختها وعدم تعريضها لشيء يضايقها ظنا منها أن وسيله جاءت للحديث عن الميراث كما تحدثت والدتها
نقلت وسيله عيناها بين ملامح مديحه وبين يدها التي تحول بينها وبين الدخول
لتشق الدموع طريقها الي حلقها ما أن هتفت مديحه بغل : جايه ليه .... مش كفايه اللي عملتوه
امتثال مش عاوزة تقابل حد فيكم ...برا
.........
...
لم تكن الفتيات وحدهم من لاحظوا هذا التغيير بل كانت عيون ايهم التي زحفت إليها أيضا من تلاحظ تلك البيجامه الحريريه التي ارتدتها غرام من جهازها وهي تخبر نفسها انها لم تتعمد فقط ارتدت شيء من تلم الملابس التي احضرتها لها والدتها من قبل ...فقط من باب التغيير ليس أكثر تركت خصلات شعرها علي كتفيها دون أن تعقده كما اعتادت وفقط وضعو القليل من أحمر الشفاه ...كل هذا فعلته وهي تخبر نفسها انها لم تتعمد أو لم تنصاع لتلك الفراشات التي تحلق بمعدتها وترغبها أن تبدو جميله بعيناه ليراها ....لا ...لا أنها فقط فعلت شيء للتغيير هكذا خدعت نفسها وركضت خلف احلام فتاه بريئه
خفضت غرام عيناها بخجل وقد لمحت نظراته لها لتتابع تقديم طعام العشاء لهم وتجلس كما اعتادت بجوار حلا تحاول فتح اي حديث معها : لقيت ليكي الجاكيت الازرق
ابتسمت حلا لها بمزاح: ليه يا روما ده انا كنت هطلب من بابي واحد جديد
ابتسمت غرام لها لتتفاجيء بايهم يشارك ابنته المزاح : وبابي من أمتي بيتأخر ولا لازم جاكيت يضيع عشان تجيبي غيره
هزت الفتاه راسها بابتسامه : لا طبعا يا حبيبي ....بس قولت اغلس عليك
اوما ايهم وتابع تناول طعامه لتخونه عيناه ويتطلع إليها مجددا للحظات قبل أن تتغير ملامح وجهه ويفيق علي ما يفعله فهو ليس مراهق ليختطف نظره الي فتاه ...نعم تلك المشكله ...أنه رجل ولديه رغبات وهي فتاه بريئه لا تدري اي نار تلعب بها ..!
........
....
هزت نهال كتفها قائله باعتذار : سوري يا ريهام مش هقدر ادخلك لمستر عاصم دلوقتي
نظرت لها ريهام برجاء : بليز يا نهال خليني اشرحله اللي حصل ..حرام روضه مظلومه
اومات نهال قائله بثقه : عارفه يا ريهام وانا مش هدخلك عشان مصلحتك ومصلحه روضه ...مستر عاصم شايط ولو اتكلمتي في أي حاجه معاه دلوقتي مش هتعدي علي خير ... اسمعي كلامي وانا وعد مني لما الاقي الوقت يسمح هخليكي تتكلمي معاه بس دلوقتي لا
نظرت لها ريهام بشك لتتابع نهال : انا مش برتاح للي اسمها ثراء دي بس هي ذكيه اوي وبتعرف تستغل الفرص ولازم تبقي انتي و روضه زيها ...نفذي الخصم وخلي روضه تشوف شغلها لأن عنين مستر عاصم عليها وانا متاكده أن ثراء دي هتقع
اومات ريهام لتعتدل واقفه وتشكر نهال : مرسي يا نهال
ابتسمت نهال لها قائله : علي ايه
خرجت ريهام لتتواري ثراء سريعا خلف أحد الاعمده حتي تأكدت من مغادره ريهام لمكتب عاصم الذي توجهت إليه علي الفور
بتأفأف رفعت نهال عيناها لها : افندم
قالت ثراء بثقه وهي تبادل نهال التأفاڤ : عاوزة اقابل مستر عاصم
قالت نهال بحزم وهي تنظر في شاشه حاسوبها : مشغول ومانع حد يدخل له
هتفت ثراء بحنق : بلغيه وانا متاكده أنه هيدخلني
هزت نهال راسها : لا
نظرت لها ثراء باحتدام : يعني ايه لا
قالت نهال ببرود : يعني اللي سمعتيه واتفضلي علي مكتبك
هزت ثراء راسها : انتي مين عشان تديني أوامر
رفعت نهال حاجبها ونظرت لها باستخفاف : انا مين ؟!
اومات ورفعت سماعه الهاتف من فوق مكتبها هاتفه بوعيد : انا هقولك حالا انا مين !
بنفس اللحظه كانت تتحدث بحزم مع أحد مسؤولي شئون الأفراد : مستر علي عندي الانسه ثراء في مكتبي وبتتكلم معايا بأسلوب مش مهذب ده غير أنها مش في مكتبها في مواعيد العمل خد إجراء ضدها وحالا ابعت ليا الجزاء المناسب عشان اعرضه علي عاصم بيه !
.........
....
بضيق القي ايهم هاتفه أمامه علي مكتبه بعد أن حظر ذلك الرقم بالاضافه لرقمين آخرين لم تتوقف ناديه عن ارسال الرسائل له وكل رساله بها كلمات حب وغزل واشتياق ناهيك عن تلك الصور التي فتح بعضها بفضول ثم عاد ليمسحها سريعا ....هز رأسه ورفض الاحساس بتلك الوساوس واعاد قراره بأن لا عوده لطريق قد قرر الا يسير به مجددا ...!
........
...
هاهو المساء قد حل ومعه عاد عمر بابتسامته الاثره وملامحه التي تشع بالاشتياق لها وتخبرها أنه ياتي إليها هربا من الجميع مشتاق إليها وهي من تخذل مشاعره ولا يجد منها إلا الجفاء ....اسبوع مضي وهو لا ييأس من المحاوله التي أيقن أنها ستثمر بعد أن انقلبت كل الظروف واتت بصالحه بعد ما حدث في لقاء جدتها ....لم يعد لديها سواه لذا ستلين ولكنه عليه بأن ينتظر !
تلك المره لم تبعد يداه وهو يساعدها علي النزول من السيارة بعد أن اخذها للطبيب لرؤيه ذراعها لترتسم ابتسامه امل علي شفتيه ويبقي ذراعه حول خصرها وهو يدخلها الي المنزل .... ايضا تقبلت مساعدته حينما مد يداه ليخلع عنها سترتها لتخفق دقات قلبه بأمل اخر فهاهي نيران اشتياقه ستخمد ولكنه لم يكن يدري انها ستزداد ضراوة حينما سمحت له بأن يعود لفراشهما ولكنها لم تسمح له بالاقتراب منها ....الوقت يجعل الجروح تلتئم وهو لا يدخر جهد في طلب سماحها ....ليس لديها سواه لتخبره بشتات عقلها وقلبها المتنازعين وقد حالفته الظروف وخذلتها لتعود مجددا اليه دون أن تري أنها تخطو الي اسره الذي احكمه حولها ....سيلا !
همس اسمها بجوار أذنها بحراره وهو يقترب منها ويحيط ظهرها بجسده بينما اشتاق لرائحتها كثيرا واشتاق أكثر لقربها ...وحشتيني يا سيلا
استدارت له بعيون مليئه بالعتاب وشفاه مليئه أكثر بالكلمات ولكن كان مصير كلماتها بين شفتيه التي أطبقت علي شفتيها رادعا كل محاولاتها لابعاده ...!
.........
....
قضمت غرام اضافرها وهزت راسها برفض بينما نظرت إلي انعكاس صورتها علي مراه الغرفه التي عادت إليها باليوم التالي لمغادره عفاف بينما لم يطلب منها البقاء بغرفته وتركها لراحتها...تلك المره ليس مجرد تغيير بل ركض خلف احلام ورديه ماثلت لون القميص الحريري الذي ارتدته...!
هز عاصم رأسه سريعا بينما يقول بجديه : لاطبعا يا عبد الحميد ...رفع إصبعه أمام وجه محاميه وتابع : اياك تجيب سيره الموضوع ده قدام جوري
نظر الرجل إليه وتابع بتبرير : انا قولت اعرض علي حضرتك كل الحلول قدامنا و قضيه الخلع اسرع واضمن من قضيه الطلاق
هز عاصم رأسه وقال بنبره قاطعه : لا لا ...انا مش عاوز حاجه زي دي
نظر عبد الحميد الي عاصم بتمعن ليفهم ما يريد عاصم قوله : يعني ....
قاطعه عاصم وهو يبادل محاميه النظرات : أيوة يا عبد الحميد اللي فهمته
اوما الرجل ليقول بفطنه : يعني سيادتك مش عاوز الطلاق يتم بس من غير ما يبان انك تراجعت
اوما عاصم لتتسع عيون زينه وتلمع بالسعاده بعد أن كان الكمد يمليء نظراتها بينما جلست في أحد المقاعد بجانب الغرفه تتابع لقاء عاصم بمحاميه
هز عبد الحميد رأسه وقال بتفكير: يبقي نأجل الجلسه احنا مره ومحامي سيف بيه مره
حك عاصم عنقه ليتابع عبد الحميد : القصد خير للجميع وانا هعرض علي محامي سيف بيه البحيري الفكره وكأنها مني انا وطبعا هيرحب ومتقلقش عصام محامي صديق ليا وانا بثق فيه وهيقدر يوصل الكلام اللي احنا عاوزينه لسيف بيه بالضبط
هز عاصم رأسه وابتسم ابتسامه خفيفه لمحاميه الذي لم يطيل في الأمر ليقوم وهو ينظر إلي عاصم باحترام زائد بينما في النهايه هو اب لايريد لابنته الا السعاده
صافحه قائلا بتهذيب : هبلغ سيادتك بكل جديد
اوما عاصم له واعتدل واقفا لينصرف الرجل وعلي الفور كانت زينه تقوم من مكانها وتركض تجاه عاصم بفرحه طفله صغيره وهي تهتف بينما تمسك بذراعي زوجها : بجد يا عاصم ....بجد يا حبيبي اللي سمعته
اوما عاصم لها بابتسامه متردده بينما مازال لا يستعذب رجوعه في قراره ولكنه سار خلف قلبه أن كان الأمر يتعلق بسعاده ابنته : طبعا يا زينه هو انا عاوز ايه إلا أن بنتنا تكون مبسوطه وكل لما بشوفها دبلانه قلبي بيوجعني اوي
تنهد وتابع باعتراف : انا كل اللي كنت عاوزة بموضوع قضيه الطلاق أن الحمار ده يتحرك
زم شفتيه بغيظ وتابع : بس اقول ايه الواد جبله مش بيتحرك
هز رأسه وتابع بمزيد من الغيظ : الغبي ده يقدر يخلص الموضوع ببوكيه ورد بس اقول ايه يارب حماااار
ضحكت زينه قائله : عيب يا عاصم تشتمه كده
هتف عاصم بغيظ : ده انا لو اطول اخنقه مش هتأخر ....بقي الجبله ده مش مقدر بنتي انا
هزت زينه راسها وقالت بتبرير: لا طبعا يا حبيبي مش كده .....هو بس اللي حصل بينهم لخبطه وخصوصا صدامك معاه خلاه يحس أن الموضوع تحدي
جلس عاصم الي مقعده قائلا : واهو انا خرجت منها لما اشوف هيعمل ايه ...
قالت زينه بثقه : هيصالحها انا متاكده
هز عاصم رأسه قائلا : موت يا حمار ....بطريقته دي مش هيعملها
نظر إلي زينه بتفكير وتابع : لازم نتدخل عشان كل يوم بيعدي جوري بتحس ان زعلها مش فارق معاه
رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : المهم متحسش لا هي ولا هو أننا بنتدخل
اوما وتابع : لازم يحس اننا لسه علي موقفنا وهو اللي يصالحها
نظرت له زينه بغباء مطلق : ازاي بقي نتدخل وازاي هو اللي يصالحها
..انا فكرت هتكلم سيف ونقعد كلنا نتكلم ونشوف حل
هز عاصم رأسه : لا طبعا كده هيتمادي في غروره
حك ذقنه وتابع بخبث : احنا نزقه من غير ما يحس
اومات زينه قائله : انا معاك في أي حاجه تسعد بنتنا بس قولي نعمل ايه
استند عاصم بمرفقه الي المكتب وقال بتفكير : عاوزين طريقه نخلي الجبله ده يتحرك
ضحكت زينه قائله : بطل بقي يا عاصم تقول عليه كده
شاركها عاصم الضحك قائلا : امال اقول عنه ايه غير كده ...ده مفيش احساس ...ثور هايج زي ابنك عمر
ضحكت زينه من قلبها لتقول بحنين : وحشني عمر اوي
بادلها عاصم الحنين قائلا : وانا كمان
نظرت زينه إليه قائله بعتاب : طيب انت مش نفسك هو كمان يتجوز ويبقي عنده بيت ويستقر
قال عاصم بلهفه واضحه : طبعا يا زينه ..متاخديش علي الكلام اللي بقوله قدامه ...انا بس عاوزه يكبر ويعقل
تنهد وتابع : بطريقته واستهتاره دي هيتعب البنت اللي هيتجوزها معاه
وافقته زينه قائله : عندك حق
اشار لها قائلا : سيبك من عمر وخلينا نفكر نعمل ايه عشان ابن البحيري يتحرك
قالت زينه سريعا : نخليه يغيير طبعا .... انا احاول اوصل لنور أن في عريس متقدم لجوري وطبعا هو مش هيسكت
دي اكتر حاجه تخليه يتحرك
هز عاصم رأسه بتفكير : لا لا يا زينه بلاش ....ده جحش وجايز يلخبط الدنيا اكتر
داعب القلم بين اصابعه وتابع بغيظ : اينعم انا مش طايقه بس كده احنا نبقي بنولع فيه زياده ...
نظرت له زينه بابتسامه : ده ايه العقل ده يا حبيبي
غمز لها بشقاوة : طول عمري
ضحكت برقه ليقوم عاصم من مكانه ويتجه إليها يأخذها اسفل ذراعه يحيط كتفها بينما يسير برفقتها للخارج : تعالي نتمشي ونفكر
شاكسها بمرح وتابع : كان لازم يعني تجيبي ليا بنوته رقيقه كده ....كنتي جبتيها زي عمر
ضحكت زينه وشاكسته : دلوقتي بقيت عاوز زي عمر
رفع عاصم حاجبه وتنهد باعتراف : طيب اقولك علي سر يا زوزو ....عمر ده حته من قلبي بالرغم من كل مصايبه
ابتسمت زينه بسعه ليتابع عاصم : كأني واقف قدام نفسي في المرايه....فاكره لما كان بيقلدني في كل حاجه زمان
اومات زينه بحنين لتغزو تلك الذكريات مخيلتهم وتنطلق ضحكه من زينه وهي تقول : كنت بقلق لما مسمعش له صوت واقول اكيد عمل مصيبه
توقفت خطوات كلاهما بعد قالت تلك الجمله ليقول عاصم بتوجس : تفتكري هدوءه الفتره دي يكون عامل مصيبه ...!
هزت زينه راسها وضحكت قائله : لا يا عاصم مصيبه ايه بعد الشر ....ده حتي اتغير وهدي جدا
اوما عاصم متنهدا بأمل : ياريت يكون كلامك صح
....
.........
رمشت وسيله باهدابها بضع مرات دون إرادتها وهي تنظر إلي جانب وجهه بينما قبضت بيدها علي طرف الغطاء تتساءل عن رد فعله وليس عن فعلها الذي فعلته بإرادته حقيقيه منها ....فهي لاتريد علاقه بينهم بل تريد أن تأخذ وقتها حتي يصفو قلبها من ناحيته ...ابسط حق من حقوقها
تراقصت الشياطين بعقله وأمام عيناه التي تركزت بها نظرات استنكار بعد أن استشعر منها النفور للمره الثانيه وكم كان ثقيلا هذا الشعور عليه
اهتز بداخله وشعر بغضب شديد يغزو كيانه ... غضب يدفعه لتحطيم كل شيء أمامه ولكن بما أن قلبها هو ما سيكون بالوسط لأول مرة يحاول أن يسيطر علي غضبه بينما لا يريد كسر قلبها ...قام من جوارها سريعا وكأنه يهرب من تلك الشياطين التي تتراقص أمامه حتي لا يقدم علي شيء يندم عليه ليزداد شعور اخر بداخله وهو الخوف من الندم ....مشاعر كثيره امتزجت بداخله ولكن اي منهم لم يسيطر علي ذلك الشعور بالغضب الذي تملك منه وكما تشابكت مشاعره وأفكاره تشابكت مشاعر وافكار وسيله التي أخذ صدرها يعلو ويهبط بانفعال نابع من اليأس الذي أصابها بتلك اللحظه بينما لم تعد تدري شيء في علاقتها به ....تبحث عن سعاده واستقرار او علي الاقل لتعريف مكانتها عنده فلم تجد اجابه فقط حزن شديد ويأس لذا سحبت أقدامها للخارج واتجهت ناحيته لتجده جالس في أحد أركان البهو تحيط به هاله من دخان سيجارته التي لم تكد تنطفيء حتي يشعل غيرها ....جذبت أقدامها تجاهه لتتوقف علي بعد بضع خطوات منه ودون أي مقدمات يخرج صوتها متحشرج بينما تقول : عمر طلقني !
...............
.....
وكأنها ألقت قنبله لتتراجع بوجل دون إرادتها حينما التفت اليها عمر بنظرات حاده
طالت كثيرا واخترقت أوصالها حتي شعرت بجفاف حلقها للمره الثانيه يحاول أن يسيطر علي غضبه
وينفثه بتلك الكلمه : ليه ؟!!!
وقفت وسيله مكانها وتحشرجت الكلمات والأسباب في فمها ليكون السبق لعمر الذي أعاد كلمته باحتدام أكثر وقد نفض عنه كل تمسكه باعصابه وهو يهتف بعنفوان : بسألك لييييه ردي عليا ؟!
مجددا نوبه غضب من نوباته لاحت أمام عيناها لتخونها أقدامها وتتحرك خطوتين للخلف بخوف لا ارادي تمكن منها ليقوم عمر من مكانه ويشجعه خوفها بأنه علي صواب في عصبيته ليتابع بعيون تطلق الشرر : ردي ليه ....ليه نطقتي كلمه زي دي ....ليه اكتر حاجه قولتلك بخاف منها عاوزة تعمليها ....لييييه عاوزة تبعدي عني ؟!
اهتزت نظراتها حينما أطبقت قبضته علي ذراعيها
وهزها بعصبية مفرطه : عملت ايه .... عملت ايه غير اني اتضايقت لما عرفت أن مراتي واخويا بيخططوا من ورايا ...مراتي اللي اكيد اشتكت مني وهو حب يبقي الراجل الهمام الشهم قدامها فقالها ربيه من اول وجديد وهي زي الغبيه نفذت بالحرف من غير ما تسأل نفسها انا استاهل كده ولا لا .....عملت ايييه ردي عليا اي راجل مكاني مش هيعمله لما يكتشف أن مراته شيفاه عاجز ولجأت لأخوه عشان هو يقدر يلاقي جدتها وجوزها لا ....انتفضت بوجل حينما صرخ باحتدام متابعا : عملت ايييه ردي ...؟!
ترك ذراعيها لتتراجع للخلف خطوه من أثر دفعته بينما يدور حول نفسه بانفعال : غلطت اني اتضايقت ولا اتعصبت عليكي ....كان لازم اكون بدم بارد واقولك برافو ولا اركع تحت رجلك اقولك موافق تلعبوا بيا
استدار ناحيتها مجددا ونظر في عمق عيونها بشماته بينما يتابع : بلاش تقولي انا عملت ايه قوليلي هو عمل ليكي ايه ....؟!
هز كتفه وتابع باستخفاف : سيف عمل ليكي ايه ولا هو فين اصلا ....سيف كمل رحلته مع مراته وآخره عمل مكالمه تليفون يقولك انا جنبك لو البعبع عمر ضايقك .....صحححح ولا لا
توالت التعبيرات علي وجهه وسيله التي وقفت أمامه بلا حراك لا يساعدها عقلها علي استحضار اي كلمه وكأن قاموس الكلمات اختفي من عقلها أمام اتهاماته والتي نجح في صوغها وتلاعب بعقلها ليكون هو المغدور وهي وحدها الجانيه...!
مجددا ارتسمت ابتسامه مستخفه علي شفتيه ولكن تلك المره امتزج بها القليل من المراره مهما حاول أن يخفيها بينما يتابع : زيك زيهم بقيتي تشوفي عمر ولا حاجه وسيف احسن منه في كل حاجه ....سيف يقدر عمر لا .. سيف عاقل عمر مستهتر ...سيف ...سيف ...سيف ...سيييف !!
هنا اخيرا نطقت شفتيها لتوقفه عن عقد تلك المقارنه التي تجرحه بقوة شعورها بنزيف قلبه : انت بتكره اخوك !!
توقفت شفاه عمر الذي كان مازال يهذي باسم أخيه ونظر إليها لتطول نظراته الي عيونها قبل أن يقول باعتراف وهو يهز رأسه : عمري ما كرهته ولا فكرت أكرهه أو اغير منه إلا دلوقتي !
اتسعت عيون وسيله حينما اندفع ناحيتها وعاد ليمسك ذراعها بقوة مزمجرا وهو يتابع اعترافه : عارفه ليه ؟!
نظرت إليه بخوف من هيئته وعصبيته ولكنها ارادت أن يكمل حديثه لتعرف شيء مما يدور بأعماقه المجهوله : عشان نظرتك ليا اتغيرت بسببه ....عشان الوحيده اللي حبيتها في حياتي وارتحت اني اكون جنبها بسببه عاوزة تبعد عني .....هكرهه بسببك يا وسيله
هزت راسها وبدأت الدموع تشق طريقها عبر حلقها الجاف : هو معملش ....انتفض جسدها بين قبضته حينما صرخ بقوة رافض ان تكمل جملتها : متدافعيش عنه ......هزها بقوة وعاد كلماته بقوة اكبر : متدافعيش عنه ولا تشوفيه احسن مني ....انا اللي حبيتك وخوفت عليكي مش هو ....انا اللي جبت ليكي جدتك اللي برضه اتهمتيني اني السبب في بعدها عنك !
ترك ذراعها ونظر لها بعتاب قاسي وتابع : انا السبب عشان مسكت ايدك ومرضتش اسيبك واكون ندل لما عرفت باللي حصل بينا .... ....انا السبب عشان هي عاقبتك انك مسمعتيش كلامها ..
التوت شفتاه بسخريه مريرة : انا السبب عشان نفذت وعدي ليكي واتجوزتك غصب عن الكل ...انا السبب عشان اختارتيني زي ما انا اختارتك وسبت الدنيا عشانك
واجهت عيناه عيونها الباكيه بينما يتابع بنفس العتاب القاسي : بسبب كلامه شوفتي كل حاجه عملتها عيوب
....حتي جدتك اللي رفضت تقابلك حملتيني انا الذنب
ختم حديثه بنظره عتاب اخيره بينما يتابع : ماشي يا سيلا لو عاوزة تبعدي عني انا مش هتمسك بيكي اكتر من كده ....
التقت عيونهم لتنظر له برجاء أن يتوقف عن سلخها كما تترجي قلبها أن يتوقف هو الآخر عن سلخ عقلها الضائع بهذا التشتت وقد ضاعت كل ثوابتها أمام قوه حجته مهما كانت واهيه في الواقع إلا أنه احسن تصديرها إليها ليكون الضحيه وهي الجلاد : انا معنديش مانع نتطلق بس عشان خاطر اللي بينا لازم افكر هتعملي ايه طالما جدتك مش قابله وجودك معاها ووالدتك كمان !
غرس خنجر كلماته بقوة في قلبها يذكرها بالاثبات أنه الوحيد الباقي لها وكما توجعت هي توجع هو لأيلامها ولكنه مضطر حتي لا تبتعد عنه ...!
.....
نظرت جوري إلي كل تلك التجهيزات التي قام بها والديها من أجل الاحتفال بعيد مولدها لتقول لوالدتها بصوت حزين : مامي انا قولتلك مش عاوزة احتفل
ابتسمت زينه لها قائله برفق : ليه بس يا جوجو ....افرحي يا حبيتي وغيري جو شويه
تنهدت جوري وقالت بما يخالف مشاعرها : انا كويسه يا مامي
ابتسم عاصم لها بحنان وقال بوعد : وهتبقي كويسه اكتر يا حبيتي
اشار الي جيبه وقال بحماس : مش عاوزة تشوفي هديتك
رسمت ابتسامه فوق شفتيها حتي لا تضايق والدها وهي تهز راسها : جبت لي ايه ؟
قال عاصم بغمزه شقيه وهو يرفع لها ذلك المفتاح : احلي عربيه لاحلي جوجو
احتضنت ابيها بحماس زائف بينما فقد كل شيء طعمه وتحول لمراره وهي تتذكر نفس الكلمه التي قالها مراد بعيد مولدها السابق وهو يقدم لها نفس الهديه
نظرت زينه الي عاصم الذي لم يحرك عيناه عن الباب بينما ينتظر بكل لحظه نجاح خطته فهاهو فتح الباب لمراد بسبب أن يأتي إليها بود يوصل به ما انقطع بينهم ولكن يبدو أن مراد لم يفهم المغزي من ذلك الخبر الذي تعمد عاصم نشره مع صوره ابنته برفقته احتفالا بعيد مولدها
: شكله مش هيجي ياعاصم
أحاط عاصم كتفها بذراعه وقال بمرح يخفي به ضيقه : قولتلك جبله مصدقتنيش
هزت راسها بقله حيله وهي تري الحزن بعيون ابنتها
ليقول لها برفق : مش مشكله هنشوف حاجه تانيه ...تعالي نشوف جوري
علي الجانب الآخر مقارنه شرسه القت حده مرارتها بحلق مراد الذي كان يمسك هاتفه بيده يتطلع الي تلك الصورة ويقارن بينها وبين ذكري موعدها الفائت لتثور ثائرته ويسأل نفسه ماذا فعل وكالعاده لا يتمهل ليجيب بل يلقي عليها هي عبء الاجابه ....تهادت الابتسامه الي وجه عاصم بينما يقف خلف زجاج شرفه مكتبه يري تقدم سياره مراد الي الداخل بينما قبل لحظه ركضت زينه إليه مهلله تزف نجاح خطته في فتح باب جديد للوصال
لم تلبث ملامح عاصم في راحتها كثيرا لتتغير باللحظه التي رأي بها اندفاع مراد بتلك الخطوات والتي حاول تكذيب نفسه وهو يراها خطوات غاضبه ....وقفت جوري مكانها حينما تفاجأت به يدخل من الباب حاملا ذلك الصندوق بيده ....!
عتاب ام لوم ام اتهام لأول وهله لم تستطيع جوري تفسير نبرته بينما يتوقف امامها مباشرة قائلا : كل سنه وانتي طيبه
مسح هيئتها بعيناه ليري شعرها مصفف بتمويجاته التي يعشقها ويري وجهها الجميل مزين بخفه بتلك المساحيق كما اعتاد ويري ثوبها الأنيق وكعب حذاءها العالي كما اعتاد رؤيتها دوما جميله تخلب الأنفاس وكم كانت هئيتها لعنه عليها بتلك اللحظه حينما فسرها بأنها تجاوزته وكأنه لم يكن وهاهي كما اعتادها...لم تبكي ولم يفقد وجهها اشراقته سهدا علي ابتعاده لم تكن مثله وقد حلقت عيناه بآثار السهر وطالت ذقنه وبهتت ملامحه ... لم تتأثر ولو قيد انمله بغيابه وكم كان مخطأ حينما نظر إلي الصورة الخارجيه ولكن هاهو يحكم بنظرته السطحيه بينما يلقي بهذا الصندوق اسفل قدمها وتحتد نبرته وهو يقول بعنفوان : جبتلك هديتك
نظرت جوري ببطء الي ذلك الصندوق المفتوح والذي انحني مراد يفرغ محتوياته كما يفرغ جوفه المحترق بوجع البعاد : جيتي ورجعتي ليا كل حاجه بس نسيتي الحاجات دي
نظرت إلي البومات الصور والاطارات التي تحمل بداخلها صور ذكرياتهم بينما امسكها بين يديه ورفعها امامها صارخا بوجع أخفاه خلف سخريته : سبتي ليا الحاجات دي ليه .... مش دي حياتك معايا في كل صورة ...مش دي ضحكتك وذكرياتنا مع بعض اللي كنت غبي وفاكرهم لحظات حلوة واكتشفت اني ماليش اي ذكري حلوة وان كل ده كذب وانتي شيفاني واحد اناني مغرور .....القي ما بيده ليصدر صوت تحطم اسفل قدمها .....أمسكت زينه بذراع عاصم الذي وقف بجوارها يتابع ما يحدث وهو يتمني عتاب بينهم ينهي ما حدث ولكن يبدو أن مراد كالعاده لا يحسن عتاب المحبين طالما مازال لا يري أنه اخطيء ولو بشيء واحد
جذب المزيد والقي المزيد وهو لا يتوقف عن لومها: دي صور عيد ميلادك ...كنتي فرحانه زي دلوقتي وانا فكرتك فرحانه عشان احنا مع بعض بس اهو انتي برضه فرحانه وانتي بعيد عني ..... رفع جسده ووقف امامها بعد أن أفرغ كل محتويات الصندوق اسفل قدمها لتتحرك عيون جوري التي لمعت بالدموع فوق كل صورة تسترجع ذكرياتهم ولا تري شيء إلا مراره دمار حياتها وعكس مراد لا تفكر من منهم مخطيء فلا يهم شيء امام أن حياتهم سويا انتهت ...!
: انا اناني ومش بحس بيكي طيب ومين اللي عمل كده ....مين محسسنيش اني بغلط...مييين جاي بعد سنين يقولي اني كنت غلط في كل اللي فات ...مين فاقت فجاه وبتدفعني انا لوحدي الفاتورة .... احتدت نبرته ونظراته بينما يتابع بانفعال شديد : انتي اللي انانيه وبعتيني عشان فجاه اتغيرتي ومطلوب مني اقبل التغير ده ....انتي ياجوري السبب مش انااااا
لم يعد يحتمل عاصم الوقوف أكثر ليندفع تجاههم
وخلفه زينه بينما خالف عاصم توقعات الجميع وهم يتابعون الموقف واولهم جوري التي رفعت عيناها الباكيه إلي ابيها بوجل لتجد عاصم يمسك برفق بذراع مراد الذي كان صدره يعلو ويهبط بانفعال شديد يعبر عن انهياره الداخلي حتي ولو أخفق في التعبير عنه ظاهريا
: تعالي معايا يا مراد وكفايه كده
هز مراد رأسه وأشار إلي عاصم ظنا منه أنه سيهاجمه ويدافع عن ابنته : سيبني اقولها ....قاطعه عاصم بحزم و اشار الي زينه قائلا : خدي جوري اوضتها يا زينه دلوقتي
تابع إمساكه بذراع مراد وقال وهو يقوده الي غرفه مكتبه : تعالي معايا
انقاد مراد الي يد عاصم بينما شعر بكل شيء حوله قد انهار بقوة فلم يعد حديث بعد ما قاله ....
ادخله عاصم الي غرفه مكتبه وقال لشهد : هاتي كوبايه ميه بسرعه
أسرعت شهد تحضر كوب الماء وعلي وجهها لاحت علامات الاستفهام فقد ظنت ان عاصم سيثور ولن ينتهي الأمر علي خير والان تراه هاديء ...وضعت كوب الماء أمام مراد وانصرفت بسرعه ليظل عاصم واقف يتطلع الي مراد الذي وضع وجهه بين يديه يحاول تمالك نفسه ولكن لم يكن من الصعب علي عاصم رؤيه انهياره الواضح والذي أخذ منه ميزاته وترك عيوب فعلته ليري أنه رجل يتمسك بابنته حد فقدان عقله
استمع مراد الي تنهيده عاصم ليمرر يداه فوق وجهه بانفعال وهو يحاول اعداد نفسه لمواجهه عاصم الذي يجهل أن موقفه منه قد تغير ....
نظر مراد الي عاصم الذي سأله باقتضاب : هديت ؟!
نظر له مراد باحتدام : انا هادي
لاحت ابتسامه علي طرف شفاه عاصم بينما يقول : واضح انك هادي فعلا
ضيق مراد عيناه يتطلع الي عاصم الذي رأي هدوءه سخريه بينما يقول عاصم بجديه : ايه ياابني اللي بتعمله ده ....انت بتصلح ولا بتكسر زياده
هز عاصم كتفه وضرب كفيه ببعضهما متابعا : انا بجد مش فاهم تفكيرك ....انت في ماتش لازم تجيب جون وخلاص عشان متبقاش خسرت
تحركت يد مراد بعصبيه لتصطدم بكوب الماء ليطير من مكانه ويقع علي الأرض الرخاميه مصدر ضجيج قوي متبوع بتناثر شظايا الزجاج
تجاهل مراد انكسار الكوب ونظر الي عاصم باتهام وهو يعتدل واقفا : اهو الماتش اتحسب لصالحك وانت كسبت ياريت تكون مبسوط
اندفع تجاه الباب بعد انهي جملته التي تركت عاصم واقف مكانه متسمرا لايستوعب انغلاق عقل ذلك الشاب بتلك الطريقه ...فهو حتي يجهل قراءه ما بين السطور ليتوقف مراد ما أن قال عاصم : استني !
التفت مراد إليه لينظر له عاصم بغيظ هاتفا : انت مش بتفهم ليييه....اشار الي الكوب المكسور : برضه غبي بتكسر وتدوس علي الي كسرته وتمشي من غير ما تقول اسف !
مجددا بلا تفكير اندفع مراد تجاه الزجاج المكسور وبلا رؤيه كان يمسك بالزجاج بيده يجمعه ليضرب عاصم جبينه بيده من فرط غباء تصرفات زوج ابنته الذي ينفذ المعني الحرفي للحديث ....بغيظ انحني عاصم ناحيته وامسك بيده ونفض عنها شظايا الزجاج التي جرحت راحه يده مزمجرا بغيظ شديد : يارب صبرني ..انا بقول ايه وانت بتعمل ايه
لأول مره يري عاصم طفل صغير بعيون مراد الذي قال بعنفوان يخفي به ضعفه : بلم اللي كسرته ومتقلقش هجيب غيرها
كور عاصم قبضته بغيظ وكان علي وشك الانقضاض علي مراد ليهتف به من بين أسنانه : قوم ياابن البحيري ...قوم ومتعليش ضغطي اكتر من كده
شهد .....شهد
أسرعت شهد تجاه عاصم ليهتف بها : هاتي حاجه اربط بيها ايد مراد بسرعه وتعالي نضفي الازاز ده
نظر مراد الي عاصم بغباء مطلق بينما انحني أمامه يضمد جرح يده برفق وازدادت نظراته غباءا حينما اشار له عاصم : هات مفاتيح عربيتك
نظر له مراد بعدم فهم ليتقدمه عاصم للخارج قائلا : هروحك لابوك مش هينفع تسوق وانت كده مش ناقصين مصيبه !
نظر عاصم بطرف عيناه تجاه مراد الذي لم يتوقف عن النظر إليه طوال الطريق ليساله : بتبص ليا كده ليه ؟!
قال مراد وهو يهز رأسه : انت بتعمل كده ليه ....صعبت عليك !
لا ينكر عاصم أنه أشفق عليه ولكنه لم يقل ذلك ليقول بمرح وقد ضاق كثيرا بهذا الحزن الذي مليء حياه ابنته بلا داعي : وهتصعب عليا ليه ياابن البحيري
التفت له وتابع : اوعي تفكر أن موقفي ناحيتك اتغير عشان ايدك اتعورت ولا عشان اخدتك اوصلك ...لا انت هتفضل قدامي الراجل اللي زعل بنتي
رفع عاصم حاجبه وتابع بمكر بينما يذكره بما يربطه بابنته : وانت قريب اوي هيجيلك ابن وهتعرف وقتها يعني ايه حد يزعله
زاغت عيون مراد قليلا بينما تابع عاصم بنفس المكر : ياسلام بقي لو جت ليك بنت وتقف وقفتي بعد سنين وتشوف واحد بيجرجرها من دراعها قدامك ومش بس كده ده طلقها واكيد عمل حاجات كتير وبنتي خبتها عني عشان هبله وبتحبك
التفت الي مراد وواجهه متابعا : لما اشوف وقتها هتعمل ايه فيه ....هتبقي جنتل مان زيي وتاخده توصله ولا هتخنقه
هتف مراد لا إراديا : هخنقه
ارتسمت ابتسامه بعيون عاصم بينما لاول مره يفهم زوج ابنته شيء ليتمهل بالسيارة وهو يدلف بها الي فناء منزل سيف البحيري وينظر الي مراد بمغزي : طيب كويس انك قولت ....انا هستني لما تهدي وهبقي اخنقك عشان زعلت بنتي
رمش مراد بعيناه بقليل من الخجل لاظهار عاصم تلك الرأفه به بعد رؤيته انهياره ليهز عاصم رأسه قائلا : كان نفسي تفهم قصدي لما قولتلك كسرت ومشيت ....يا مراد انت وعمر ابني بتختاروا الطريق الصعب مع أن السهل قدامكم بس عشان متعترفوش بغلطكم ...!
نظر له وتابع بجديه : الحب ابسط من كده .... لو بس طيبت خاطرها وشوفت بجد انت زعلتها في ايه حتي لو جيت علي نفسك كان الوقت هيعدي وهي هتيجي علي نفسها عشانك ...!
......
...
حاولت غرام أن تسيطر علي دقات قلبها وهي تستمع لصوت حلا التي قالت بصوت عالي : نونو بابي بيسألك عاوزة حاجه
هزت هنا راسها لتعود حلا لحديثها مع ابيها علي الهاتف : لا يابابي ترجع بالسلامه
أغلقت حلا الهاتف ونظرت الي غرام قائله : بابي راجع بكرة الصبح أن شاء الله
اومات غرام وتظاهرت أنها مشغوله بطي الثياب بينما للتو انشغل عقلها باشياء اخري تزاحمت برأسها ...تعيد تنظيف المنزل ...تعد طعام شهي ...تفعل وتفعل ...اشياء كثيرة دفعت غرام لتتساءل عن سبب كل تلك الخطط والتجهيزات لعودته من أحدي سفريات عمله والتي دامت بضع ايام فقط وعلاقه غيابه بتلك الخفقات المتخبطه بداخل صدرها ...ماذا يعنيها بغيابه أو الاحري ماذا تغيير بعد أن كانت تخاف من وجوده فلماذا الان تفتقده ....احمرت وجنتيها وهي تترك الاجابه جانبا وتتجه لتفكر في ماذا سيكون رأيه بتلك الاطعمه التي أعدتها بعد أن سألت الفتيات عما يحبه لتمر الساعات بعد منتصف الليل وهي مازالت واقفه بالمطبخ تتحرك من هنا وهناك لتضع اخيرا تلك الصينيه بالفرن وتضبط المؤقت ثم تتجه الي غرفتها ....
...
.......
هز الطبيب رأسه والتفت الي مديحه قائلا : لا طبعا ....لو ضغطت الحاجه امتثال علي نفسها النتيجه هتكون عكسيه
نظرت مديحه بتأثر لأختها التي لا تنفك تحاول الضغط علي نفسها تقاوم شلل جسدها ليتابع الطبيب برفق وهو ينظر لامتثال: اهدي يا حاجه والشفا هيجي في وقته ....احنا هنكمل جلسات العلاج الطبيعي وانا متاكد أنه هيجيب نتيجه بس ياريت متضغطيش علي نفسك
......
..........
نظر عمر الي وسيله وتساءل هل استسلمت له أم أنها استسلمت لهذا النعاس الذي غلبها بعد تلك الليله التي ابتلعتها همومها ...موحشه تلك الكلمات التي جرحها بها ولكن وحشه قلبه بدونها أكثر لذا أخبر نفسه أنه اضطر لجرحها حتي لا ينجرح هو وبمنطق اناني بحت استحل هذا معللا أنه يحبها وسعادتها معه هو وحده ....مال برفق تجاهها ليطبع قبله طويله علي جبينها ويهمس لها : انتي الوحيده اللي نفسي اتغير عشانها !
تمني أن يغلب سوء طبعه وليت كل الجروح تنتهي بالتمني فهاهو لا يكتفي ....اعتدل واقفا ومليء عيناه بالنظر إليها للحظات قبل أن تنتقل عيناه ببطء الي هاتفها الموضوع بجوارها ليطيل النظر إليه وإليها ثم يعتذر بداخله مره اخري أنه مضطر أن يزيد من خناقه حولها وهو يدفع بطرف يداه كوب الماء الموضوع بجوار الهاتف الذي بنفس الحركه كان يطيح به أرضا ليسقط بجوار قدمه وفوقه يسقط كوب الماء مصدرا ضجيج قوي جعل وسيله تنتفض من نومها ....دعس عمر علي الهاتف بحذاءه وهو يقترب منها ويقول برفق خرج من قلبه حينما وجدها تهب منتفضه بخوف : متخافيش يا سيلا ...
نظرت وسيله حولها للحظات تحاول استيعاب ماحدث لينحني عمر معتذرا وهو يمسك بالهاتف الذي انكسر وسقط فوقه الماء قائلا : من غير ما اقصد وقع ....وضعه بجوارها وتابع : هجيبلك غيره !
لم تستوعب أو تفكر وقتها بشيء فماذا أن انكسر الهاتف فليكفيها كسر قلبها لترفع عيناها تجاه عمر بثقل تتساءل كيف تغلب علي ما حدث بينهم بالأمس ويحدثها الان بهذا الرفق ....التقت نظراتها بنظراته ليستعيد عمر جموده بينما يتجه الي طاوله الزينه يلتقط من فوقها ساعته ويضعها بمعصمه بينما يقول دون أن ينظر إليها : انا عندي شغل ...جايز مرجعش النهارده
تركها وغادر فقط ببساطه ...هكذا !
..........
....
قضمت غرام اضافرها وهزت راسها برفض بينما نظرت إلي انعكاس صورتها علي مراه الغرفه التي عادت إليها باليوم التالي لمغادره عفاف بينما لم يطلب منها البقاء بغرفته وتركها لراحتها...تلك المره ليس مجرد تغيير بل ركض خلف احلام ورديه ماثلت لون القميص الحريري الذي ارتدته ووقفت تتأمل جمالها لتمتد يدها تلقائيا الي شعرها تفك عقدته وتمرر بين خصلاته أناملها وعيناها تطوف بانعكاس صورتها تتساءل ماذا سيكون رد فعله .....وهنا هزت راسها برفض فقد شعرت أن أحلامها قد شطحت بعيدا لتضم فوق جسدها روبها الحريري سريعا وتتجه الي الخزانه تنتوي أن تبدل ثيابها وهي تنهر نفسها : ايه اللي بتفكري فيه ده يا غرام ....؟!
أسرعت تفتح الخزانه بايدي مرتعشه وهي ترفض مطاوعه خيالها لحياه ورديه فقط لأن معاملته معها بدأت تتغير ...رنين مؤقت الفرن أوقفها لتركض خارج الغرفه تجاه المطبخ وتسرع باطفاء الفرن ثم تخرج منه تلك الصينيه التي عبقت رائحتها المكان ....ابتسمت وهي تتطلع لنتاج عملها ولكن بنفس اللحظه انمحت ابتسامتها وتحولت الي صرخه مرعوبه حينما استدارت ووجدت ذلك الشيء الضخم خلفها....بخفه كان ايهم يسرع بوضع يداه علي فمها هامسا من بين أسنانه : هششش البنات هتصحي !
تهدجت انفاس غرام وتساءلت اين هي أو ماذا حدث أو من أين ظهر لتتوالي التعبيرات علي وجهها بينما تهز راسها وهي تنظر إليه بعيون مازالت مرعوبه ليرفع ايهم ببطء يداه من فوق شفتيها التي اكتست باحمر شفاه وردي ماثل ذلك القميص الحريري الذي أدركت بعد فوات الاوان أنها مازالت ترتديه حينما زحفت عيون ايهم إليها يتأملها ببطء وعيناه تصرخ بالتساوءل لتتعلثم غرام بينما تحول وجهها الي جمره ملتهبه بالخجل وهي تضم بايدي مرتعشه الروب حول خصرها النحيل : انا ...انا ...انا كنت ...كنت بجربه و..و...و الكفته ...الكفته والفرن
كعادتها تقول كلمات كثيرة يربطها هو ليفهم مقصدها لتظل عيناه تتحرك فوقها من أعلي لاسفل لتكاد غرام تغرق خجلا من هذا الموقف الذي وضعت نفسها فيه فها هي كطفله صغيرة ترفع يدها تجاه تلك الماركه التي مازالت معلقه بظهر قماش القميص الحريري وكأنها تثبت براءه نيتها : كنت بجربه ... اصل ماما ..ماما كانت جايباه ليا وانا ..وانا قولت اجربه .....ماتت باقي الكلمات علي شفتيها التي بقيت مفتوحه قليلا حينما قال ايهم : حلو !
ظنت ان أذنها تخيلت تلك الكلمه ولكن ماذا عن نظرات عيناه التي عبرت عن نفس المعني ومازالت تخزن كل إرادته وتتجه الي تلك الهيئه الجذابه بعد إرهاق عمل طويل .....تعلثمت غرام بخجل شديد وحاولت أن تهرب من أمامه وهي تقول بشفاه مرتجفه : انت ...انت رجعت !
رفع ايهم حاجبه وارتسمت ابتسامه ماكره علي جانب شفتيه بينما استعذب رؤيه خجلها وارتباكها: لا لسه
ابتلعت غرام وقبضت أكثر علي الروب بينما تقول بصدر يعلو ويهبط : قصدي ....قصدي حلا قالت بكره
اوما قائلا : اه كنت راجع بكرة بس خلصت بدري
هزت غرام راسها وهي تسأل نفسها لماذا لا تتحرك من مكانها وتركض الي غرفتها لتستدير بارتباك قائله وهي تتجه الي باب المطبخ : انا ...انا
توقف ايهم امامها يمنع تقدمها تجاه الباب متساءلا بمكر : انتي ايه ؟!
قالت وهي مازالت تنظر إلي الأرض : هنام ....هروح انام
هل يتركها ام يتابع تلك اللعبه التي نفضت عنه كل الإرهاق الذي كان يشعر به واستعذبها بينما لاشيء يقف بينه وبين تلك الخطوة التي قربتها كثيرا
ليقول بتمهل وهو ينظر إلي رد فعلها : مش هتجهزي ليا العشا
رفعت غرام عيناها تجاهه ومجددا تتساءل هل خانتها اذناها ام أنه طلب منها شيء لتنفلت موافقتها من بين شفتيها التي ارتسمت فوقها تلك الابتسامه وكأنها حققت نصر ؛ اه ....اه هجهزه
هز ايهم رأسه بابتسامه مماثله قائلا : هغير هدومي
اومات له وهي تستدير تجاه الثلاجه تخرج منها الطعام لتتوقف يدها مكانها حينما اتتها نبرته العذبه : غرام
رفعت عيناها إليه ليتابع ومازالت عيناه تتأملها : هاتيلي الاكل جوه لو سمحتي .
.........
....
تهلل وجه هدي بعد أن نال القلق منه وهي تتلفت حولها يمنيا ويسارا وتنظر في ساعتها حتي ظهر ذلك الخيال لتتهادي السعاده الي وجهها وسرعان ما تركض تجاه ذلك الخيال الذي بدأ يظهر شيئا فشيئا لهذا الشاب الذي ما أن وقعت عيناه عليها حتي تهادت الابتسامه الي وجهه هو الآخر ليسرع بخطواته تجاهها كما فعلت هي وهي تفتح له ذراعيها وتضمه لها بلهفه : اسر حبيبي ...وحشتني اوي !
.........
....
حاولت غرام موازنه خطواتها وهي تحمل صينيه الطعام وتتجه بها الي غرفته بينما تشعر بأن ساقيها أصبحت كالهلام وتلك الابتسامه الحالمه لاتفارق شفتيها وهي تتذكر نطقه لأسمها ونظراته إليها .... لمعت سماء أحلامها بالنجوم وهاهي مجددا تركض خلف هذا البريق وهي تصطدم بعضلات جسده السداسية بينما خرج لتوه من الاستحمام وارتدي شورت باللون الاسود وقف أمام المراه يجفف شعره
خفضت عيناها بخجل وهي تزجر قلبها الغر الذي افتتن بهذا الرجل وكم كان محقا بينما لم تري رجال قبله أو بعده لتقول برقه وهي تخفض عيناها : العشا
ترك ايهم المنشفه التي كان يجفف بها شعره من يده واتجه إلي الطاوله الزجاجيه الصغيرة حيث وضعت الطعام قائلا : شكرا
اومات له واتجهت لتنصرف ليوقفها : رايحه فين ...مش هتاكلي معايا
تدفقت الحراره بكامل جسدها بينما حديثه معها بتلك العذوبه لم تعد تحتمله لتغرق اكثر بارتباكها ويغرق ايهم أكثر بنوبه عدم استدعاؤه لعقله وانسياقه خلف هروب منشود من ضغط يومه متجسد أمامه بفتاه تحل له
لم تقل شيء بل انقادت أقدامها تجاهه حينما اشار لها بأن تجلس بجواره ليزداد تدفق الدماء بعروقها وتتطلع إليه وكأنه بطل يخرج من أحدي الروايات الرومانسيه متناسيه تماما اي ماضي مر بينهم سواء قريب أو بعيد
........
....
ضمت وسيله ذلك الوشاح الثقيل حول جسدها الذي ارتجف بفعل نسمات الهواء البارده حولها لتحرك كلتا يديها ببعضهما تستشعر الدفء وقد بقيت مكانها منذ مغادرته شارده تتذكر كل كلمه نطق بها ليضيق صدرها أكثر واكثر ....شعور جارف بالوحده والخواء غلف روحها ....شعور ثقيل لم تشعر به من قبل وهي في كنف حضن جدتها ....شعور موحش وهي وحدها والساعات تمر عليها وتتعاقب الأوقات ....أنها لاشيء بالنسبه لأحد
لم تعد جدتها تريدها وقبلها والدتها نبذتها وهاهو عمر يعلنها لها أنه لايريدها ولكنه فقط يبقي عليها لأنها وحدها ليتملك اليأس بضراوة منها كما تملك الظلام من الكون حولها قبل أن تبدأ الشمس بنشر أشعتها علي استحياء تبعد ذلك الظلام شيئاً فشيئا ومعه يبتعد هذا الشاب عن ذراعي هدي التي كانت تضمه إليها لينظر لها بحب بينما تودعه نظراتها وقد اشتاقت له من آلان قبل أن يلوح لها ويغادر سريعا وهو يتلفت حوله ....ضمت هدي سترتها الثقيله حول جسدها وهي تغلق باب الحديقه الخلفي وتعود الي الداخل لتلمح ذلك الطيف وسرعان ما كانت تنطق
: وسيله
التفتت وسيله إلي جارتها هدي وبدأت ملامحها تتحرك قليلا وهي تقول : هدي
مدت هدي يدها تجاه الاشجار تبعدها عن ذلك الممر بين الحديقتين وتتجه الي وسيله التي كانت بأمس الحاجه لحضن كالذي احتوتها به جارتها اللطيفه
: عامله ايه يا وسيله ....انا كنت قلقانه عليكي
نظرت إلي عيون وسيله الباكيه بقلق واهتز داخلها برفق الي تلك الفتاه التي دخلت قلبها منذ أول لقاء بينهم
حاولت وسيله أن تتحدث أو تفرغ مكنونات صدرها ولكن غلبتها العبرات وخنقت الكلمات بداخلها لتربت هدي علي يدها بحنان وتحاول أن تهديء من نوبه بكاءها لبضع دقائق قبل أن يتعالي رنين هاتفها ....: تمام ...تعالي انا جاهزه
أغلقت الهاتف ثم نظرت إلي وسيله وقالت لها برفق وهي تتأسف بشده : نفسي اقعد معاكي ونتكلم بس لازم ارجع القاهره
اومات وسيله وهي تشعر بالانكسار أكثر بينما وحدتها
جعلتها تحتاج لأي حضن يضمها ولو كان تلك الغريبه
وضعت هدي بيد وسيله تلك العلبه قائله وهي تودعها علي استعجال : خدي الدوا ده هيخليكي تهدي ..!
