رواية العثور والشك الفصل الرابع بقلم هاجر نور الدين
_ حضرتك عارف مين الشخص دا؟
كان سؤال كريم للظابط بعد ما خلصنا تصوير الشات وودينا الموبايلات والتابلت مكان تاني في الأوضة اللي جوا.
إتنهد الظابط وقال بعملية:
= دا شخص مسكناه أكتر من مرة في شكاوي لتهديد البنات،
وكل مرة كنا بنعتقلهُ وبياخد مدتهُ وبيطلع أو بيطلع بكفالة لإن أهلهُ من الناس المرموقة وليهم وسايط.
إتكلم كريم بأمل وقال:
_ يعني حضرتك عارفهُ، نقدر نروحلهُ دلوقتي وننقذ فريدة صح؟
هزّ الظابط راسهُ بالتأييد وقال بعد ما قام وقف:
= أيوا بس محتاجين إذن للقبض عليه طبعًا،
هروح أنا دلوقتي أسرع في الإجراءات وهتابع معاك لو في جديد.
قام كريم عشان يوصلهُ للباب وهو متحمس وقال:
_ متشكر جدًا لحضرتك.
بعد ما الظابط مِشي كانت الساعة بقت 8 الصبح،
محدش فينا نام وقاعدين في قلق وتوتر.
إتكلم كريم وقال بتعب:
_ أنا هرجع البيت دلوقتي وخليكِ على تواصل معايا يا بسملة لو حصل حاجة جديدة.
إتكلمت بأمل وقولت:
= حاضر وإن شاء الله الكابوس دا يخلص النهاردا.
مِشي بعدها كريم رجع للبيت وإتكلمت ماما بتعب وقالت:
_ إدخلي بقى يابنتي نامي ساعتين عشان منمتيش من إمبارح قبل ما يحصل حاجة جديدة.
وافقتها لإني كنت تعبانة فعلًا وبقاوم النوم على قد ما أقدر.
كل واحد فينا دخل ينام وصحيت على بعد الضهر كانت الساعة حوالي 1 وشوية الضهر، كانت ماما لسة نايمة.
قومت وأنا دايخة بسبب السهر والنوم دا،
روحت للمطبخ طلعت إزازة مياه وشربت.
بعدها موبايلي رن برسالة، سيبت كوباية المياه من إيدي وأنا متوترة وخايفة، خايفة يحصل حاجة تانية.
روحت ناحية الموبايل بقلق وخايفة أفتحهُ فعليًا،
ولكن مسكتهُ وكانت من رقم الشخص المريض.
فتحتها وأنا إيدي بتترعش وكان محتواها صورة للبرميل وعليه علامة X بـ لون أحمر يشبه للدم وتحتها كان مكتوب:
"Done"
من رُعبي ورعشة إيدي الموبايل وقع من إيدي،
مسكتهُ تاني بسرعة وأنا باخد نفسي بشكل ملحوظ وكتبت:
_ معناها إي الصورة دي؟
عملي ريأكت ضحك على الرسالة ومردش،
رجعت كتبت من تاني بتساؤل:
= بقولك قولي معناها إي، تقصد إي بيها، فريدة فين؟
كتبلي رسالة محتواها غامض ومختصر وقال:
_ أصل دي حبيتها بصراحة فـ رحمتها بدري.
مكنتش فاهمة، أو مكنتش عايزة أفهم،
رميت الموبايل في مكانهُ وجريت على موبايل ماما.
رنيت على كريم اللي كان صوتهُ تعبان وكأني صحيتهُ،
صرخت وقولت بخوف:
_ كريم، الشخص دا بعتلي رسالة وبيقولي إنهُ رحم فريدة بدري، كريم إستعجل الظابط بالله عليك أنا خايفة.
كريم صوتهُ إتحول للفزع بعد ما سمعني وقال:
= إقفلي دلوقتي.
قفلت معاه وقعدت في الأرض ضامة رجلي لجسمي برعب وأنا بترعش وبعيط، مش متخيلة إن كل دا بيحصل بجد.
صاحبة عمري وأختي يحصل فيها كدا!
واللي بيحصل معانا دا مش مستوعبة إنهُ بيحصل بجد!
*عند كريم*
وصل للظابط وبلغهُ باللي حصل وكان رد الظابط عليه بتوتر وقال:
_ أنا أسف والله متفهم قلقك وخوفك بس الإذن هيطلع بعد حوالي نُص ساعة، هنتحرك بعدها على طول.
إتكلم كريم بزعيق وإنهيار وقال:
= النص ساعة دي ممكن ننقذها فيها لو في أمل،
دي حاجة ضرورية إزاي هنقدر نستنى؟
إتكلم الظابط بأسف واضح وقال بتوتر:
_ أنا أسف بجد مفيش قدامي حل تاني.
قعد كريم في كرسي الإنتظار وهو تعبان ومُجهد وجنبهُ والدهُ اللي وصل دلوقتي ومش فاهم حاجة ولكن كان واقف جنب إبنهُ.
كان الوقت بيعدي بالقطارة والجو كلهُ مشحون بالتوتر،
الوضع كان صعب ومحدش كان فاهم ولا مستوعب.
لحد ما النُص ساعة عدت والإذن طلع وإتحركوا كلهم لـ بيت هادي.
خبط الظابط على باب الشقة ولما الباب إتفتح كان والد هادي اللي بصلهم بإستغراب وقال:
_ في إي؟
رفع الظابط إذن الإعتقال على هادي في وش والدهُ وقال بعملية:
= مطلوب القبض على إبنك هادي، هو فين؟
إتكلم الأب وقال بقلق:
_ ليه أنا إبني معملش حاجة ومتأكد إنهُ مش بيهدد البنات زي الأوا دا ربنا هداه.
إتكلم الظابط وقال بسخرية وغضب:
= فعلًا مبقاش بيهدد، بقى بيقـ *تل على طول، فين هو؟
خلص كلامهُ بزعيق وسط صدمة الأب اللي قال:
_ هو مش هنا، هو في بيت جدتهُ، وبعدين قتل إي؟
مسك الظابط في إيد الأب وقال:
= يبقى حضرتك هتيجي معانا تودينا لمكان إبنك اللي هو فيه حاليًا.
مشي معاهم الأب وهو مش فاهم حاجة وخايف،
خايف يكون دا صح وخايف على إبنهُ.
بعد شوية وصلوا لـ بيت جدة هادي ولما طلعوا للبيت اللي مكانش في حد لإنهُ بيت عيلة قديم طلعوا للشقة الوحيدة اللي جاهزة للعيش فيها وملقوش حد.
طلعوا لـ باقي الشُقق ولقوا في أخر شقة على المحارة هادي،
كان قاعد بيسمع مزيكا وجنبهُ كوباية القهوة ومش مركز مع حاجة تانية.
وكان قدامهُ البرميل وحواليه د *م كتير،
جريوا الظباط عليه وكلبشوه وسط صدمتهُ لما إنتبه.
ولكن حتى بعد ما إستوعب بص لوالدهُ وهو بيضحك بهستيرية زي المجانين.
جري كريم ناحية البرميل ولكن الظابط منعهُ عشان دا يعتبر مسرح جريمة وراح ناحيتهُ ولما فتح البرميل بعد وشهُ بصعوبة.
كانت جواه جثة فعلًا غرقانة في دمها.
قعد كريم يصرخ وأبوه بيبكي وطلبوا الإسعاف بسرعة،
وبعد ما الإسعاف جات وودوها للمستشفى تم الإعتقال لهادي.
القسم الجنائي كان مكمل بحث في مسرح الجريمة،
كان المنظر والريحة والأفعال اللي عملها لا تحتمل.
أثناء التحقيق معاه كان بيضحك بهستيرية وهو مش ندمان،
إتكلم الظابط وقال بغضب وتساؤل:
_ إنت بتضحك على إي، إنت عارف إي اللي مستنيك؟
إتكلم هادي ببساطة وقال:
= أيوا عارف، فين المشكلة، إنت اللي مش عارف إي اللي مستنيك.
بصلهُ الظابط بإستفهام وقال بتساؤل:
_ إي اللي مستنيني، أحب أعرف منك؟
إتكلم هادي وهو بيشاورلهُ يقرب منهُ:
= قرب بس شوية، إنت عارف أنا قتـ *لت كام واحدة؟
بصلهُ الظابط بصدمة وقال بتساؤل وإستدراج:
_ كام؟
ضحك هادي ورجع سند ضهرهُ على الكرسي وشاور بإيديه علامة النصر وبعدين رفع إيديه التانية بـ رقم 4.
إتكلم الظابط بمعالم وش غير مدركة وقال:
= 6 بنات؟
إتكلم هادي وهو مبتسم وقال:
_ لأ، 4 بس، دي مش رقم، دي علامتي اللي لازم هتلاقيها على كا جثة عشان كنت بثبت بيها ملكيتي للبنت دي.
كان الظابط سامعهُ ومشمئز وغاضب منهُ، ولكن تحكم في أعصابهُ وقال بتساؤل:
= وفين بقى البنات التانيين دول؟
إتكلم هادي وعينيه رايحة جاية في المكتب وقال بطريقة مستفزة:
_ إممم، في نفس المكان اللي كنت قاعد فيه، في الأرض اللي ورا البيت، كانوا بيحبوني فـ مرضيتش أبعدهم عني وخليتهم قريبين مني.
قام الظابط بسرعة وسابهُ في غرفة التحقيق وراح لمسرح الجريمة من تاني مع قوة.
ولما راح هناك بالفعل لقوا الـ 4 جثث لبنات كانوا مفقودين ومظهرلهومش أثر،
بعد التحقيق تبين أقدم واحدة فيهم كانت من 7 شهور بالظبط.
بلغوا بعدها أهالي البنات اللي جم عشان يتعرفوا على بناتهم وهما منهارين ومش مصدقين اللي حصل لبناتهم.
بالنسبة لـ فريدة، فـ هي لسة عايشة ولكن حالتها صعبة جدًا بسبب الدم اللي فقدتهُ بسبب إنهُ فتحلها إيديها وكأنها إنتحـ *رت وسابها تتصفى بالبطيء.
وكمان أسنانها وصُبعها اللي فقدتهم،
ولكن الحمدلله إنها لسة عايشة وبخير.
الدكاترة قالوا إنها هتفوق وهتتحسن ولكن لازم تتابع بعد ما تفوق مع دكتور نفسي لإن اللي مرت بيه واللي خسرتهُ من جسمها مش سهل تتقبلهُ وتتعايش بعدهُ عادي.
وإنها كمان هتكون في حالة صدمة صعبة وعدم ثقة لآي شخص فيما بعد.
كنا كلنا منهارين وزعلانين عشانها،
ولكن كل يوم بنحمد ربنا إنها بخير وإننا لحقناها قبل مل تبقى جنب الـ 4 التانيين.
وكلنا جنبها وهنحاول على قد ما نقدر نرجعها لحياتها من تاني،
الأهم إن كلنا إتعلمنا من المحنة دي وإن كل البنات دول خسروا حياتهم بسبب شخص مريض نفسي وعدهم بالحب.
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم