رواية زواج بلا قلب الفصل الواحد والخمسون 51 بقلم ادم نارو

رواية زواج بلا قلب الفصل الواحد والخمسون بقلم ادم نارو

(أسية واقفة مع ليلى وفادي قدام المكتب، الجو فيه قلق واضح)

أسية — طيب يا ليلى… إزاي هنقنع ماهر ييجي معانا البيت؟
ليلى — والله ما عارفة… أنا نفسي محتارة.
(أسية تسكت لحظة، تفكر بعصبية، وبعدين ترفع عينيها لليلى)
أسية — إنتي الحل! قولي له ييجي معانا.
ليلى (بتتصدم) — إيه! أنا؟ إزاي هقنعه أنا؟
أسية — بسيطة… قولي له ييجي معانا نتعشى سوا. أنا متأكدة هيوافق.
ليلى (بتتوتر) — مش عارفة… هيوافق ولا لأ.
فادي (بصوت مستعجل) — لازم نسرع، مفيش وقت.
ليلى : تمام انا هحاول.
(ليلى تاخد نفس عميق وتروح على مكتب ماهر تدخل تلاقي ماهر ماسك مستندات وبيكتب فيهم)

ليلى — ماهر.
ماهر — ليلى؟ تفضلي اقعدي.
ليلى — لأ… مفيش وقت.
ماهر — ليه؟
ليلى — تعال معانا البيت نتعشى سوا.
ماهر — بيت مين؟
ليلى — بيتي… يعني بيت آدم.
ماهر (يضحك بسخرية) — آدم؟ مستحيل يوافق إني أدخل بيته.
(يرجع يبص للمستندات قدامه)
ليلى (مستعجلة) — لأ، هو موافق… ده كمان اللي دعاك.
(ماهر يرفع راسه بسرعة ويبصلها باستغراب)
ماهر — إزاي حصل ده؟
ليلى — أنا أقنعته… قولتله إنكم إخوان ولازم تبقوا مع بعض، عشان كده دعاك على العشا.
ماهر (متردد) — معرفش بصراحة…
ليلى (بإصرار وخوف واضح) — لازم تيجي… ما ينفعش ترد دعوة أخوك.
ماهر (بعد تفكير قصير) — تمام… هاجي. بس خليني أخلص شوية شغل وألحقكم.
ليلى (بسرعة) — لأ، مش بعدين… دلوقتي. فادي مجهز العربية.
(ماهر يبص لها لحظة وبعدين يتنهد ويوافق)
ماهر — حاضر… ماشي، هاجي دلوقتي.

(المشهد يقطع، فادي واقف مع أسية في الرسيبشن، فجأة يدخل الحاج التامي)

أسية (بابتسامة مصطنعة) — بابا…
الحاج التامي — خير يا بنتي، وشك مخطوف كده ليه؟
أسية — لا لا… بس آدم عازمنا على العشا.
الحاج التامي (مستغرب) — آدم؟
أسية — أيوه.
الحاج التامي (بهدوء) — ماشي يا بنتي… مفيش مانع.
فادي — طب أنا هروح أجهز العربية.
أسية — تمام.
(ليلى خارجة من مكتب ماهر، تبص لأسية)
ليلى — أسية.
أسية — أيوه… طمنيني، وافق؟
ليلى — أيوه… وافق.
(ماهر يخرج وراها)
ماهر — أسية؟ إنتي كمان مدعوة على العشا ده؟
أسية — أيوه… أنا وبابا كمان.
ماهر (مستغرب) — غريب شوية.
الحاج التامي (بحزم) — إيه الغريب؟ اسمعني كويس يا ماهر، اتحكم في تصرفاتك… وبطّل استفزاز. أخوك الأكبر عازمك في بيته، واحترمه.
ماهر (يتنهد) — ما قلتش حاجة… بس دي من علامات الساعة.
( يصعدوا سوا العربية ويروحوا لبيت أدم يدخلوا وجلسوا فالصالة وماهر بيتأمل ومستغرب من جمال بيت أدم عكس ليلى وأسية الي واقفين عند الشباك،وبيبصوا على مجموعة رجال واقفين بيحرّسوا القصر)

ليلى — أنا خايفة يحصل حاجة لآدم.
أسية — وأنا كمان.
ليلى — الوضع غريب… من يوم ما جيت القصر عمري ما شفت العدد ده من الحراس.
أسية — أيوه… عشان كده بقيت خايفة على ماما، نفسي تيجي هي كمان.
ليلى — خلاص… كلميها إنتي، وأنا هروح أقعد مع عمي الحاج التامي قبل ما يشك في حاجة.
أسية — ماشي.

(أسية تمسك الموبايل وتتصل على أمها "سمية")

سمية (من التليفون) — ألو.
أسية — ماما…
سمية — أسية! إيه اللي بيحصل؟ ليه أبوك وماهر مش في الشركة ولا في البيت؟
أسية — ماما… آدم عازمنا نتعشى سوا.
سمية (بصدمة) — إيه؟ آدم؟! مستحيل يكون لدرجة دي إنساني ويدعو ماهر!
أسية — ماما حرام عليكي… لحد إمتى هتفضلي تظلمي في آدم؟ هو مجروح، مش سيّئ.
سمية (بحدة) — مش عايزة محاضرة عن آدم! قولي لماهر يكلمني، أنا بحاول أتصل عليه ومش بيرد.
أسية — طب تعالي معانا البيت… نتعشى سوا كعيلة.
سمية (بعصبية) — لأ! عمري ما هدخل بيت آدم. أنا بكرهه! وأنا متأكدة إنه دعاكم البيت عشان يتخلص منكم.
أسية (بتترجاه) — ماما… بترجاكي.
سمية (بصرامة) — قلتلك لأ… وبرجع أقولك: إنتي وأبوك وأخوك ترجعوا بيتكم حالًا!

(تقطع الخط من غير ما تستنى رد أسية. أسية تبص في الموبايل بصدمة وعينيها تتملي دموع. فجأة ليلى تدخل بهدوء.)

ليلى — ها… وافقت تيجي؟
أسية (بحزن وعينيها مغرّقة دموع) — لأ.
(ليلى تضم أسية في حضنها عشان تهديها)
ليلى — خلاص… هدي نفسك. إن شاء الله ما يحصلش حاجة.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
(مستودع واسع، الأرض متسخة بالزيت والديزل، رائحة البنزين مالية الجو.
آدم قاعد على كرسي معدني قديم، ماسك سيجارة مشتعلة، بيبص حوالية برجاله اللي شايلين براميل بنزين بيفرغوها في كل ركن.)

آدم — عايز المكان ده كله يبقى رماد.
أحد الرجال — حاضر يا سيدي.

(الرجال يفتحوا البراميل ويبدأوا يسكبوا البنزين، صوت سائل بينتشر على الأرض. فجأة يدخل "أشرف" بسرعة ووشه مرعوب.)

أشرف — إنتو بتعملوا إيه؟! وقفوا حالًا!
(يقرب ناحية آدم)
أشرف — سيد آدم، دي بضاعة الرئيس "الجرّار"!

(آدم ينفخ دخان السيجارة، من غير ما يبص له.)
آدم — وليه يا أشرف؟ مش النار منظرها جميل؟ اللون الأحمر… ريحة الحريق… تعال اقعد جنبي نتفرج سوا.

أشرف (مرتبك) — سيد آدم! دي مش لعبة… دي بضاعة!
آدم (بهدوء قاتل) — والبضاعة اللي انفجرت الصبح؟ كانت إيه؟… عربية تفاح مثلًا؟

(أشرف يتجمد مكانه، وبعدين يقع على ركبته قدام آدم.)
أشرف — أقسم بالله يا سيد آدم مش إحنا! مستحيل نخونك… ولا نقطع علاقتنا بيك.
آدم (ببرود) — يبقى مين؟
أشرف — حتى إحنا مش عارفين…

(فجأة صوت أبواب المستودع يتفتح بعنف. مجموعة رجال مسلحين يقتحموا المكان. في المقدمة "الجرّار"، رجل ضخم مشهور بدمويته. أسلحته مصوّبة على آدم. رجالة آدم يرفعوا سلاحهم، الجو يتوتر، كل طرف مستعد يولع الدنيا.)

الجرّار — آدم… يا آدم! تتجرأ تيجي تولع في بضاعتي؟
آدم (ضحكة جانبية وهو يرمي السيجارة على الأرض) — تفتكر … حد قال مرة: "العين بالعين… والسن بالسن… والكلب اللي يخون سيده لازم يموت".

الجرّار (غاضب) — أنا ما خنتش حد! والتفجير ده مش أنا اللي وراه.
آدم (بحدة) — محدش كان يعرف بالعربية غير رجالي ورجالك.
الجرّار — وليه ما تشكش في رجالك؟
آدم (باحتقار) — تقارن رجالي… بكلابك؟


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

تعليقات