رواية وعد ريان الفصل الرابع والخمسون بقلم اسماء حميدة
هرع غفير سيادة النائب صقر الزيدي باتجاه الغرفة التي يقطنها الدكتور منصور، يطرق بابها بقوة انتفض لها هذا الهائم يضرب أخماسا في أسداس بعد أن ورطه موسى نصار في مليون جنيه مؤخر لمسعدة أخت همام بل وقرر الجميع عنه أن الليلة هي عقد قرانه عليها ودخلته غدا.
هب مفزوعا من جلسته، فقد كان منزويا على أريكة عربية من الطراز القديم ولكنها بحالة جيدة، طرق راحتيه معا على نحو شعبي، وهو يتمتم:
-يا دي الليلة الغبرة اللي مش هتعدي!
رفع صوته قليلاً وهو يتسائل:
-مين اللي بيخبط كده؟! أنتوا بتصحوا ميت!!
الغفير على عجالة فحالة عوض غير مطمئنة على الإطلاق، وكذلك امتثالا لما أمره به كبيرهم، إذ قال:
-افتح بسرعة يا ضاكتور، الكابير مشيعني ليك وعاوزك تاچيه دلوك.
منصور متمتما، ويده تدير مقبض الباب بنزق، يقول بهمس حانق:
-تاچيكوا مصيبة متوصي عليها من هيئة الأمم المتحدة زي اللي حطت على العراق بحق جاه النبي يا كفرة.
-هو مفيش غيري تبلوه يا اللي تنشكوا!!
فتح منصور الباب متمهلا وهو يقول بوجه عابس:
-عاوزني في إيه كابيرك تاني، مش كفايا اللي جرالي من تحت راسكوا.
-ولا يكونش أنت كمان ليك أخت بايرة عاوزين تلزقوهالي هي التانية؟!
الغفير بحدة:
-بتجول إيه يا ضاكتور البهايم إنت؟ مين دي اللي بيرة وعوزين نلزجوهالك يا مخبل؟
منصور بتراجع:
-بهزر معاك يا رمضان!!
الغفير مزبهلا :
-مين رمضان ده راخر مخبل شبهك؟!
منصور متمتما بحرج:
-لا كده أنت اتهزقت هنا بما فيه الكفاية يا منص وبزيادة عاد.
-عاد! لا وبهتوا عليك كمان! أحيه!
ومن ثم رفع صوته يقول:
-ياله بينا يا أخ نشوف حضرة النائب عاوزني في إيه بدل ما أنت مبلم كده!
الغفير مشغوفا:
-أيوه صوح شهل يا دكتور، الواد عوض عيروح فيها.
قالها وانطلق يعدو أمام منصور الذي أجبر ساقيه هو الآخر على الإسراع في خطاها؛ فبالأخير واجب المهنة يحتم عليه أن ينحي أية خلافات جانبا ما دام أحدهم يحتاج إلى المساعدة.
زادت حالة عوض سوءا وزحفت الزرقة إلى وجهه وزادت نوبة تشنجه وبدأت الزرقة تنتقل إلى وجه آخر وهو مصطفى الذي يتآكله الذنب على ما آل إليه وضع هذا المسكين وذلك بعد أن أطلعه الصقر على ما به من خلال دماغي، هو مصر أنه يستحق اللكمة على تبجحه ومغازلته لهمس وأمامه ولكن هناك صوت بداخله ينهره قائلاً (إذا كان المولى لا يحاسب من لا عقل له على أفعاله وهو صاحب الحق ولا مخالف له فيما يفعل، فأنت أيها العبد الفقير إلى الله تحمله الإثم على عدم عقلانيته لما يقول!)
دنى منصور حيث مكان احتشاد الجموع وقلبه يدعو إلى الله ألا يناله من تجمهرهم هذا مصيبة جديدة فها هو شيخ المنصر صقر، والذئب الكبير موسى وفتى الكوتشينة مصطفى، ورجال صقر متحلقين حول كبيرهم وضيفيه بالسلاح، وهناك جسد يفترش الأرض وعلى ما يبدو أنه عوض.
منصور لحاله:
-ما تجمد يا منص هو بعد جوازك من مسعد فيه مصيبة ممكن تكون أكبر من كده.
رفع منصور بصره إلى السماء يناجي ربه :
-لله الأمر من قبل ومن بعد.
منصور بعد أن رأى عوض، أشاح بوجهه ناحية الغفير الذي قام باستدعائه، يقول بحدة:
-أنت يا عم بدل ما كنت عمال تبرطم بكلام مالوش لازمة مش كنت تقولي على المصيبة دي.
-اجري بسرعة هات شنطتي من الأوضة.
هرول الغفير باتجاه غرفة احتجاز منصور يجلب له الحقيبة، ومنصور يشق طريقه بين الحشود يصرخ بهم:
-وسعوا كده هو مولد! واقفين تتفرجوا على إيه!
-اتنين منكم يساعدوني نثبت نصه الفوقاني وواحد يرفع رجله لفوق عشان الدم يوصل للمخ يا بني آاااادمييييييين الراجل بيموت.
لم يتحرك أيا منهم إلى بإشارة من سبابة الكبير، فأسرع اثنين من بين رجال صقر يحاولون بجهد مضني تثبيت جسد عوض يضمون يديه إلى صدره وقوة ارتجافة جسده تعادل هزة زلزال بقوة ١٠ ريختر في بؤرة وقوعه.
بينما رفع الثالث ساقيه، ومنصور يتسائل بهلع:
-إيه اللي وصله للحالة دي؟!
قالها منصور وهو راكعا إلى جوار عوض يقول بينما يفحص قاع عينيه وتدفق الدم بعرقه النابض إلى جانب عنقه ويديه تميل رأس عوض إلى اليمين مثبتة إياه على هذا الاتجاه حتى لا ترتد افرازته اللعابية التي تتدفق من فمه على هيئة رغاوي غزيرة إلى المريء ومنها إلى القصبة الهوائية.
ووقتها سيكون قد فقد المريض جراء اختناقه فعدم تحكم الجسد في حالة مماثلة بوظائفه قد تودي به إلى الموت.
أجابه بضجر مصطفى الذي يساعد الرجال بالتحكم في هذا الجسد الثائر:
-هو ده وقت تحقيق يا زفت أنت ما تنجز وشوف هاتعمل إيه؟!
لمعت عينا منصور ببارقة أمل، فبالرغم من تجاوزات مصطفى معه بالحديث، إلا انه مشكوراً لفت نظره إلى نقطة هامة ألا وهي (شوف هاتعمل إيه؟!) إذا فقرار البت في حالة عوض بيده هو؛ لذا أردف منصور معقبا بالرغم أن الأمر لا يستدعي ما سيلقيه عليهم الآن ولكن قد جائته الفرصة ولن يضيعها من بين يديه :
-بغض النظر عن الإهانة دي يا أخ مصطفى، فالمفروض إنه ياخد حقنة مهدئة وننقله الوحدة الصحية عشان أحطه على جهاز التنفس الصناعي وأعمله اللازم هناك.
رد عليه الصقر داحرا كل آماله:
-وماله شهل أنت واديله الحجنة وآني عشيع إمعاك همام ومسعدة كمان عشان إتساعدك.
منصور باحتجاج : - أحيه🙆♀️.
اقترب الغفير يناوله حقيبته الطبية ليتناولها منصور عنه وهو يكاد أن يبكي من القهر فقد ظن أنه سيتمكن من الهرب ما إن يبعد عن دوار الصقر وتخف من عليه أعين هذا الجيش من أتباع الصقر المخلصين.
عبثت يد منصور بحقيبته وهو لا يرى شيئاً مما أمامه، ولكنه استدعى كل انتباهه لإسعاف هذا المسكين الذي لا حول له ولا قوة وبالرغم من قلق الصقر على عوض إلا إنه ظل يناظر الدكتور منصور بتسلية، وما إن بدأ جسد الملقى أرضا في الإستكانة حتى وجه الصقر خطابه إلى همام، يقول:
-روح يا همام ابعت لمسعدة تاچي جوام.
انطلق همام باتجاه باب الدوار الخلفي الذي يفضي إلى غرفة الطعام وهو يطرق رأسه بخفارة متحمحما يرفع صوته بالنداء:
-خالة صابحة، يا خالة صابحة.
صابحة بنزق وهي تهرول من أعلى الدرج بعد أن قطع نداء همام خلوتها مع الفتيات، وهي تجيبه بصوت عال نسبياً كي يكف عن العوي بصوته الغليظ هذا وهي تقول:
-چاية أهه بزيادك جعير يا تور إنت؟!
رفعت صابحة راحتها تحط بها على صدرها تهدأ من اضطراب أنفاسها جراء المجهود الذي بذلته وهي تهبط الدرج بهذه السرعة، تقول متشدقة:
-إيه فيه؟! هي صابحة ما بدهاش ترتاح كيف مخليج ربنا!!
همام بطيبة:
-إيه فيه يا خالة!! ما كلنا عبد المأمور، الكبير عاوز مسعدة تحصل الضاكتور ع الوحدة لاچل ما يسعفوا عوض ألا چاته نوبة شديدة المرة دي وجالي اشيعك ليها.
صابحة بعجالة:
-طالعالها أهه عجولها تنزل وايا أخت الست وعد، حكم آني خابرة غلاوة عوض حدا الكابير.
همام وهو يستدير معاودا أدراجه من حيث أتى، يقول:
-بالعچل يا خالة سايج عليكي النبي، على ما أروح انجله مع الرچالة تكون هي حصلتتا على إهناك.
قالها وانصرف دون انتظار رد وكذلك فعلت صابحة لتعتلي الدرج كي تخبر مسعدة بما أمر به الصقر، وهي تأمل ألا يكون قد فاتها الكثير من جلسة النميمة.
وعد لمسعدة :
-يعني أنت بتفهمي في الموضوع ده؟!
مسعدة بتأكيد :
-ألا بفهم ده! آني اشتغلت سنة بحالها مساعدة لضاكتورة في التخصص ديه.
وعد وهي تشمر عن ساعديها، قائلة بحماس:
-إذا فليكن، يله بينا.
مسعدة بتساؤل :
-على فين يا ست وعد؟!
وعد بسخرية:
-ست وعد! إيه جو هوانم جاردن ستي ده؟!
ومن ثم علقت يدها بذراع مسعدة وهي تقودها إلى خارج الغرفة، مستكملة :
-تعالي معايا وأنا هافهمك.
وأثناء خروجهما اصطدما بصابحة التي أتت مسرعة، تقول بتلهف:
-ست مسعدة! الحجي الكابير شيعلك عشان تلحجي همام والضاكتور ع الوحدة ألا عوض حالته صعبة جوي وچاته النوبة.
وعد بفضول:
-نوبة إيه يا صبوحة هو عنده السكر ولا تكونش نوبة كلى؟
صابحة بنفي :
-لاه صرع كفانا الشر.
أمنت وعد على دعاء صابحة بينما أردفت مسعدة تقول :
-طب هروح آني دلوك أشوف إيه فيه، ولمن أعاود نوبجى نشوف الجصة اللي كتي عاوزاني فيها.
وعد بإصرار:
-هو أنا هيجيني صبر لغاية لما تروحي وتيجي؟! الحكاية كلها عشر دقايق، فوتي قدامي.
قالتها وهي تدفعها بخفة باتجاه القاعة الخاصة بسارة ووالدتها فتحية وتشاركهما بها تحية والدة محمد وهناء أخته.
أجفلت الثلاثة نساء بينما لم يصدر عن تلك التي تعتلي الفراش وهي سارة أي ردة فعل فهي غافية بعالم آخر، وذلك عندما أقتحمت وعد الغرفة دون سابق إنذار وتجاورها مسعدة، تحية من بين شهقاتها:
-فيه إيه؟! إيه اللي حصل؟!
وعد بدون سابق إنذار :
-اطلعي برة يا توحة أنت وهناء، عاوزين فتحتح في كلمتين.
فتحية بجبين مقتطبة بدهشة:
-إيه يا وعد اللي بتقوليه ده ولا عشان إحنا عندكم هتتعملوا معانا بالطريقة دي؟!
-لو على كده، إحن........
وعد بتعجل:
-بقولك إيه مش وقت هتش خالص، عندنا فين إحنا كمان عندهم، الحال من بعضه!.
-انجزوا البت دي لو مامشتش حالا صقر قريش هايبلعها.
قالتها وهي تشير إلى مسعدة، ومن ثم استكملت تقول:
-خلصي يا توحة وهافهمك بعدين وخدي هناء في إيدك وأنا كمان جاية وراكوا.
لبت تحية وهناء الأمر، بينما أغلقت وعد خلفهما الباب بإحكام، تهمس قائلة:
-فتحية البت دي واعية ولا في دنيا تانية؟
أجابت عنها مسعدة، وهي الآخرى مازالت لا تفقه شيئاً :
-لا مش إهنه دي في ملكوت تاني واخدة مهدئ إينيم فيل، كبدي عليها.
-جولي يا وعد بالله عليكي ما هاتسمعش حاچة، خليني أروح أشوف اللي ما تشندل في الوحدة إهنكة.
وعد بنظرة تآمر:
-أنا مش هاقول، إحنا هانعمل.
-فتحتح! مسعدة هاتكشف على سارة، ولو أنا متأكدة ومش محتاجة أعرف إن ابن أخوكي الأهطل كداب ولزق لنفسه مصيبة ابن الهبلة.
-أحمم، سوري!
مسعدة بعدم إدراك:
-آني ما فهماش حاچة واصل، ما آني لساتني متابعها وعطيتها حجنة مهدئة!
وكزتها وعد بخفة في مرفقها تقول :
-ما تفوقي أنت كمان، هي سارة اللي واخدة الحقنة ولا أنت؟!
-أنت مش قولتي قعدتي مساعد دكتورة أمراض نسا سنة، وعندك خبرة في المجال ده؟!
مسعدة بتأكيد : - حوصل.
وعد بحث:
-يبقى تنجزي وتشوفي لنا البت دي بت ولا ما بتش؟!
"أحيه!! أوعي يا دودتها تكوني تقصددددددي...🤦♀️"
فتحية بتلهف:
-بجد يا بتي أنت بتفهمي في الموضوع ده؟!
"أنت كمان يا فتحتح 🤔، طب نزود واحدة أحيه هنا كمان🤝😂"
مسعدة بعد أن اكتملت الصورة:
-أيوه يا أمي، ما تجلجيش بإذن الله خير.
فتحية بكسرة:
-يا رب يا بتي، قربي ربنا يستر عرضك، ولو إن بعد اللي قاله خايفة يطلع كلامه صح بعد الأمل ده.
-لو ما طلعتش بت هاتكسر أكتر من الأول لأني شاكة زيك يا وعد، وعندي إحساس إن محمد ما يعملهاش.
اقتربت مسعدة واستقامت فتحية من جلستها تعاون الأخرى في نزع الثياب الداخلية لسارة الأشبه بالأموات عن كونها بعالم الأحياء، في حين استدارت وعد تهم بالخروج تشيح بيدها قائلة:
-أنتوا عالم مجانين، محمد اللي زي القطة المغمضة هايعمل كده، لو بالوساخة دي مكنش اعترف على نفسه هناك ولا قبل يكتب لها مهر مليون جنيه يا عالم يا هبلة.
خرجت وعد من الغرفة فوجدت هناء وفتحية ينتظرناها أمام الباب ولا تعلمان أي مكان آخر يمكنهما الذهاب إليه بينما أطرقت وعد رأسها تقترب منهما تستند إلى الحائط خلفها وهي تمتم بشكل هزلي:
-يا رب ولد! لاء يا رب بت!
جحظت عينا كلا من تحية وهناء، بينما تسائلت هناء بذهول:
-ولد إيه وبت إيه؟ هي سارة حامل؟ يعني أنا هبقى عمتو؟!
قالت هناء الأخيرة بابتسامة بلهاء، بينما عقبت تحية:
-يا نهار أسود! يا دي الفضايح اللي ما تعرفش غير طريقنا!
وعد بتهكم وهي تهز رأسها بيأس:
-طب وربنا أنا قولت العيلة دي هبلة، وكلكم مجانين.
ومن ثم وجهت حديثها إلى تحية تقول:
-فضايح إيه يا حجة؟! ابنك ما يعملهاش ما يعملهاااااش، عتشلوني!!
تحية بخزي مطأطأة رأسها:
-أمال هيتبلى على نفسه؟!
وعد بتأكيد:
-أيوه البعيد حمار وغشيم، بس مش ندل، ومش عارفة أنتوا إزاي شاكيتوا لحظة فيه!!
-وأنت يا توحة! ده رباية إيدك!
تحية بشتات:
-ما هوه ده اللي هايجنني!
وعد وهي تمسح على وجهها بنزق:
-هاا..! أنت مجنونة بالفعل يا توحة، وابنك يستحق مية قلم ع وشه بس لما مسعدة تخرج.
تحية باستدراك:
-ألا صحيح هي بتعمل إيه جوه؟! وليه خرجتينا؟!
وعد بحماسة يشوبها المؤامرة:
-بتكشف على العبيطة اللي جوه.
تحية بجبين مقطب:
-إزاي يعني؟!
وعد بتململ قالبة عينيها بضجر:
-طب أقولها إيه دي يا ربي!!
-ما تفتحي مخك أتوحة، البت واقفة!
قالتها وهي تؤشر بعينيها على هناء، فعقبت تحية تقول:
-والله بحاول أفهم......
قطمت عبارتها فجأة، تستكمل باستدراك:
-ألا هو أنت تقصد.....
وعد بلوية ثغر تحول دون استكمال تحية لما استنتجته :
-ألا هو فعلاً، الله يحرق ويلعن، حطي لسانك في بؤك يا توحة عتعصب عليكي.
"اهدي يا دودتها وترتيني معاكي 🤝😂"
بينما في الداخل بعد معاناة قد تفوهت تلك التي تسدل على سارة عبائتها وهي تقول:
-البت حوضها مجفول مكنتش عارفة أشوف حاچة من ضيجته فين وفين لمن العضلة رخت واللي بتوبجى إكده ما بيوبجاش اتلمست، بس عشان حج ربنا إني استنيت لما الحوض فتح.
-البت مختومة بختم ربها ومطلتهاش يد ولا مسها چنس راچل.
-بتك بت بنوت يا حچة واللي يجول غير إكده يوبجى كداب في أصل وشه ويستحج الموت.
فتحية بتفاجئ:
-يا ابن الجزمة يا محمد!!
وكأن نصرة العفة دبت لها الحياة بداخل فتحية، لتهب من جلستها ممسكة بمعصم مسعدة تجرها خلفها، ومن فرحتها نسيت أن تشكر مسعدة على مساعدتها لها وإخماد نار العار التي كانت تنهش بقلبها وعقلها كل شيء حي حتى عشش شبح الموت بداخلها.
وهناك محرك آخر جعل الدماء تندفع بعروق هذه الأم المكلومة فأصبحت في حالة هياج ألا وهو غضبها الشديد لما لطخ به محمد سمعة ابنتها فاستحالت إلى وحش كاسر يريد أن يفتك بمن أمامه أكان له علاقة بالموضوع أم لا.
بخطى أشبه بالركض اندفعت تحية كالعاصفة الهوجاء خارجة من باب الغرفة وقبضتها استمامتت على رسغ مسعدة، تتوعد محمد بينها وبين نفسها مقسمة بكل يمين معظم أن ما أدعاه لن يمر هكذا مرور الكرام.
"حقك أشبح وربنا بس اتكى ع الصبر عتغفلجيها ع الكل كليلة 🙆♀️🤝😂".
ترى اندفاع تحية سيفسد الأمر على محمد ويهدم مخططته؟!
وهل سيتمكن منصور من الهرب من بين براثن همام؟!