رواية عمري الضائع الفصل الخامس 5 بقلم هاجر نور الدين

  

رواية عمري الضائع الفصل الخامس بقلم هاجر نور الدين

_ إدخلي بسرعة مفيش وقت.

سمعت الجملة دي من واحد ورايا بيقولها بصوت واطي، بصيتلهُ بقلق وخوف من التوتر اللي أنا فيه ولكن ظهرت إيد بنت من وراه شدتني دخلتني بسرعة الشقة.

قفلت الباب وهو خرج وقفلهُ وراه والبنت شاورتلي عشان أسكت، سمعت صوت الراجل دا بيتكلم وبيقول:

_ خير في حاجة؟

وقتها سمعت صوت شريف وهو بيثول بتساؤل:

= مشوفتش واحدة طلعت من هنا؟

إتكلم الراجل التاني بإستغراب وقال:

_ واحدة مين دي؟
لأ مشوفتش حد أنا كنت لسة هنزل أشتري طلبات، عن إذنك.

بعدها سمعنا صوتهُ وهو بينزل من على السلم، ولما بصيت من العين السحرية كان شريف عمال يبُص بين السلالم فوق عشان يشوفني.

ولما اتأكد إن ماليش أثر فوق نزل بعدها وهو في كامل غضبهُ.

بصيت للبنت بعدها وأنا حاسة براحة نوعًا ما وقولت بإمتنان:

_ حقيقي شكرًا جدًا على مساعدتكم ليا، بس إنتوا عرفتوا منين...

قاطعتني وقالت بنظرات شفقة كرهتها:

= أنا عارفة كل حاجة أنا وأخويا من ساعة ما جيتوا هنا، يعني زي ما إنتِ شايفة إحنا فوقكم بالظبط وآي حاجة أو كلمة بنسمعها غصب عننا وكنا شاهدين على كل اللي بيحصلك، عمار أخويا كذا مرة كان هيتدخل بس كنت بمنعهُ لإننا منعرفش إي الحياة بينكم.

حطيت وشي في الأرض وإتنهدت بحزن كبير أوي على نفسي واللي عملوه فيا أهلي والجوازة اللي جوزوهالي.

مقدرتش أمسك نفسي من العياط أكتر من كدا ولما هي شافتني بالمنظر دا حضنتني وقالت وهس بتواسيني:

_ خلاص إهدي طيب حقك عليا، طيب شوفي نقدر نساعدك إزاي وهنساعدك.

قبل ما أرد عليها الباب كان بيخبط وأنا إتخضيت، إتكلمت وقالت بإطمئنان:

= متخافيش متخافيش، دا أكيد عمار أخويا.

فتحت بعدها الباب وكان فعلًا عمار، قعدنا بعدها كلنا وأنا مُحرجة جدًا من الموقف اللي عمري ما أتخيل إنهُ كان يحصل معايا دا!

بعد ما هديت والتوتر راح شوية من قعدتي إتكلمت بإحراج وقولت وأنا ماسكة في إيدي الإتنين جامد:

_ أنا بس عايزة شثة إيجار بعيدة عن هنا لحد ما أشوف حل في موضوع السفر وإني أرجع مصر تاني، هكلم حد من أهلي يبعتلي أو آي حاجة هتصرف، بس دلوقتي عايزة أوضة حتى أقعد فيها.

إتكلم عمار وقال بكل ذوق:

= إنتِ ممكن تقعدي هنا مع هالة أختي وأنا هبات مع واحد صاحبي، يعني لحد ما نتصرف في موضوع رجوعك مصر مرة تانية.

بصيتلهُ بإستغراب من تعاملهم معايا وكأننا نعرف بعض من زمان وإزاي في ناس كويسة وطيبة أوي بالشكل دا!

إبتسمت بإمتنان وراحة وقولت برفض ممزوج بالذوق:

_ مش هينفع خالص، وبعدين هخرجك من بيتك إزاي، وكمان عشان شريف مش هينفع خالص أقعد فوقيه مسيرهُ هيعرف، أنا دلوقتي عايزة بس مكان بعيد من هنا عشان على الأقل أبقى مرتاحة في اليومين اللي هبقى فيهم هنا عقبال ما أسافر.

إتكلم عمار من تاني بعد دقيقة تفكير وقال:

= خلاص هشوفلك مكان بكرا إن شاء الله بس النهاردا هنعمل زي ما قولت، وكدا كدا عقد الشغل بتاعي خلص هنا وهنزل مصر كمان إسبوعين ولا حاجة ممكن نبقى ناخدك معانا.

إبتسمت بفرحة حقيقية وقولت بشكر ودموع في عيوني:

_ حقيقي أنا متشكرة جدًا والله أنا بجد معرفكوش بس أعتقد لو كان عندي إخوات مكانش هيعملوا معايا اللي إنتوا بتعملوه دا.

إبتسمت هالة وقالت وهي بتطبطب عليا:

= ما إنتِ أختنا فعلًا.

إبتسمتلهم بشكر شديد، بعد شوية كان عمار نزل يبات مع صاحبهُ في العمارة اللي جنبنا وأنا نمت مع هالة في الشقة.

كنت متوترة الصراحة برضوا يعني من إعتاد القلق،
مكنتش قادرة ولا عارفة أنام ولا عارفة أدي الآمان الكامل.

كنت طول الليل بفكر في حاجة واحدة بس،
ياترى لما أرجع مصر هتخلص من شريف إزاي،

يعني الطلاق بيننا هيتتم إزاي وهل هو هيوافق أصلًا إنهُ يسيبني في حالي، الحقيقة ملقيتش آي إجابات غير القلق.

غلبني النوم من كتر التعب والتفكير وصحيت على صوت هالة وهي بتصحيني، كنت تعبانة أوي بسبب السهر والتفكير الكتير.

قومت وهي كانت محضرة فطار كتر خيرها وقعدنا فطرنا وخدت شاور وغيرت هدومي وبعدها عمار إتأكد إن شريف مش موجود في العمارة ونزلت.

روحنا بعدها أنا وعمار وهالة عشان نشوف الشقة اللي أجرهالي عمار، كانت صغيرة هي يادوب أوضة وصالة صغيرة وتواليت.

مش فارقلي كتير أنا مش هتجوز، هي بس مناسبة للإسبوعين اللي هقعدهم هنا قبل ما أمشي وخلاص.

لما سألت عمار عن الإيجار إتكلم وقال:

_ إحنا ولاد بلد، مينفعش في الغربة آخد منك حاجة.

إتكلمت بإصرار ورفض وقولت:

= بس أنا كدا فعلًا مش هبقى مرتاحة، 
مهلش من فضلك قولي الإيجار كام وخدهُ لإني كدا مش هاخد الشقة.

سكت دقيقة وبعدين قال بعتاب:

_ هعمل نفسي مسمعتش الجملة الأخيرة بس عشان ترتاحي ياستي لما ننزل مصر إبقي إديني حق الإيجار لكن غير كدا مش هاخد منك فلوس في الغربة.

بعد شوية وقت على نفس المنوال ملقتش حل غير إني وافقت، مِشي بعدها عمار وأنا بدأت أروق الشقة وأطلع هدومي من الشنطة.

فكرت في إني أكلم أهلي أقولهم إني خلاص هاجي ولكن مرضتش، مش دلوقتي، ممكن وأكيد إن شريف كلمهم وبلغهم.

وأنا بعد كل اللي هما عملوه معايا مبقيتش مدياهم الآمان برضوا وممكن في مرة يقعوا بالكلام مع شريف ويعرفوه.

قررت إني هبلغهم لما أوصل مصر.

عدا بعد اليوم دا 10 أيام وأنا في الشقة دي مش بخرج غير للضرورة بس عشان خايفة أقابل شريف قدامي.

كان عمار وهالة بييجوا يتطمنوا عليا كل يومين تلاتة،
الحقيقة أنا حبتهم جدًا وحسيت فيهم حنان وخوف ومساندة الأهل اللي معيشتهومش.

ولكن في اليوم دا كنت بموت حرفيًا وبطني بتتقطع،
كنت تعبانة بشكل فظيع ومريع مش فاهمة السبب.

الباب خبط وبصعوبة قدرت أروح أفتحهُ وكان عمار وهالة وأول ما شوفتهم وكأني إتطمنت ووقعت بعدها فاقدة الوعيّ.

بعد ما فوقت لقيت نفسي في أوضة في المستشفى وكانت هالة قاعدة جنبي وواضح على ملامحها القلق وكان في دكتور بيكتب روشتة واقف جنبي الناحية التانية.

إتكلمت بصعوبة وقولت:

_ هو في إي يا هالة؟

إتكلم وقتها الدكتور بعملية وقال:

= متقلقيش الجنين بخير الحمدلله.

فتحت عيني بصدمة وقولت بإنفعال طفيف بسبب التعب:

_ جنين إي!
أنا حامل؟!


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1