رواية دلال حرمت علي قلبك الفصل السادس 6 بقلم شيماء سعيد


 رواية دلال حرمت علي قلبك الفصل السادس 


_ أنا حامل..

قالتها بسعادة بعدما أحكمت شرشف الفراش على جسدها العاري أسفله ويديها تحاوط عنقه، تفاجأت من رد فعله، يبدو عليه الغضب، أبعدها عنه وقال بجبروت:

_ من مين ؟!..

تجمد جسدها على أثر سؤاله، ماذا يقول وكيف له الحديث بتلك الطريقة؟!.. حدقت به بضيق مردفة:

_ ايه الكلام اللي أنت بتقوله ده يا ايوب؟!.. بلاش الهزار بالطريقه دي...

أيوب رسلان رجل تربي على قسوة القلب، أبعد نظره عنها وقال:

_ ومين قال لك ان الموضوع زي ده فيه هزار اللي في بطنك ده يبقى ابن مين؟!.. 

_ يعني ايه هي لما مراتك تقف قدامك وتقول لك أنا حامل يبقى الولد إبن مين؟!.. 

رفع كتفه بهدوء وقال:

_ مش لما تبقي مراتي الأول..

اهتزت من جملته، دلف إليها شعور بالرعب يكاد أن يأخذ روحها منها، حدقت به وقالت بنبرة مرتجفة:

_ أمال إحنا بقي لنا ست شهور مع بعض إزاي لما أنا مش مراتك ؟!..

كانت الإجابة أبشع من خيالها:

_ قرشين لعمك الزبالة باعك بيهم وحتة صبي قهوة بألف جنية عمل مأذون...

صدمة ما بعدها صدمة، حركت رأسها برفض لما خرج من بين شفتيه مردفة:

_ مستحيل تكون عملت فيا كدة يا أيوب مستحيل، قول الحقيقة الله يخليك وارحمني...

من من تطلب الرحمة ؟!.. منه هو ؟!.. لو بداخله ذرة واحدة كان رحم بها قلبه المتألم عليها، دفعها بعيداً عنه بجبروت ليسقط جسدها على أرضية الغرفة مردفاً:

_ لحم رخيص زيك خسارة فيه الرحمة..

لو بيدها لخرجت بروحه من بين ضلوعه، مأذون مزيف، عقد قرآن كاذب، حب ملعون وبالنهاية طفل يسكن أحشائها تحت مسمي " إبن حرام" ، رفعت عينيها إليه بقهر وقالت:

_ أنا مش رخيصة أنت إللي واطي..

_ قومي استري نفسك وغوري من ستين داهية من هنا..

انهارت، بكت، رفضت ما تشعر به، علقت يديها بساقه مردفة برجاء:

_ لأ يا أيوب متعملش فيا كدة أنا دلال حبيبتك، مش أنا حبيبتك زي ما كنت دايما بتقول..

أبتعد عنها بنفور ثم قال بسخرية:

_ هي مين دي إللي حبيبتي ده أنتِ لحم عريان ببلاش يا بت..

_ لما أنا كدة قولت لي بحبك ليه ؟!..

_ ليا حق عندك وكان لأزم أخده، حق خالد إللي مات على أيدك وإلا  نسيتيه؟!..

_ بس انا ما قتلتش خالد والله العظيم هو اللي صمم يعلمني السواقة، كان بيختبرني هعرف أمشي في شارع عام ولا لأ، انا روحي كانت متعلقة في خالد ما اقدرش ااذيه وكنت معاه جوا العربية هموت نفسي معاه يعني.. 

_ خرجتي من العربية سليمة إزاي وأنتِ مكان السواق ؟!.. 

تصبب جسدها عرقا، كل جزء منها ينتفض، أطلقت صرخة قوية قبل أن تفتح عينيها، أخيراً انتهت كابوسها البشع، ثقلت أنفاسها بشكل مرعب أجواء الكابوس كانت مرعبة، حدقت بجوارها وجدت الفراش خالي، ذهبت للنوم كيف أو متي لأ تتذكر آخر ما يأتي برأسها مكالمة مجهولة الهوية بعدها كابوس وصل بها لحافة الهاوية..

بدأت عينيها تتجول بمكان حولها وهمست:

_ مش هحبه ولا هخلف منه..

سمعت صوت رنين هاتفها فأنتفضت تخشي أن تسمع شئ جديد، أخذت نفسها المسلوب وفتحت الخط عندما رأت رقمه فقالت:

_ الو.

_ انزلي شوية شغلك الساعة بقت 11..

أغلق الخط بوجهها فمسحت على خصلاتها بضيق مردفة:

_ إنسان لو وزعه قلة الذوق اللي عنده على الكوكب هيزيد له منها..

أخذت نفسها بتعب وقامت من فوق الفراش، دلفت للمرحاض بخطوات غير متزنة، أغلقت على نفسها الباب ثم حدقت بحوض الإستحمام بتعجب، بها ماء معطرة وورود منعشة، هل فعل ذلك من أجلها ؟!.. أتت إليها الإجابة بسرعة البرق بورقة فوق حوض الاستحمام أخذتها بكف مرتجف رأته قائل:

_ حضرت لك الحمام كشكر مني على مجهودك الجبار معايا ليلة إمبارح..

وقح، نعم أخذ لنفسه من الوقاحة الكوم الكبير، ألقت بالورقة على الأرض وضغطت عليها بقدمها مردفة بغيظ:

_ مستفز..

سحبت القميص من فوق جسدها بتعب ثم تمددت بأعماق المياة، راحة غريبة تسربت إليها ببطء مثير لتغلق عينيها ويا ليتها لم تفعل أخذها عقلها لليلة الحادث..

فلاش باك..

_ أنت مجنون يا خالد عايزني أسوق على طريق سفر زي ده ؟!..

ضحك إليها بخفة مردفاً:

_ وفيها إيه يعني يا بنتي أنتِ تعليم أيدي يعني معلمة يلا تعالي مكاني..

حركت رأسها برفض وقالت:

_ مستحيل أخاف أسوق في مكان كله عربيات بالشكل ده..

_ أخص عليكي يا دودو تخافي وانا جنبك؟!..

أخذت نفسها بتوتر وهمست بنعومة:

_ لأ طبعا يا حبيبي ده أنا ما حسيتش بالامان غير من يوم ما شوفتك يا خالد بس الارواح ما فيهاش لعب..

قرص أنفها وقال بمرح:

_ يا بنتي كفاية خوف بقى انا هبقى قاعد جنبك، وأنت متعلمه كويس يا دلال يلا بقى انزلي..

ردت عليه بقلة حيلة:

_ ماشي ربنا يستر منك وما ننامش في المستشفى النهاردة..

حملها بخفة ليضعها بجزء صغير بجواره ثم قال:

_ يلا  سمي الله واطلعي..

حدقت به بغيظ وقالت:

_ يا سلام حشرني في ربع كرسي وعايزني اسوق؟!.. ما تروح تقعد مكاني هناك.. 

أقترب منها أكثر ورفع أحد أصابعه محرك إياه على سلسلة عمودها الفقري مردفاً:

_ مستحيل هو أنا عبيط عشان افوت فرصة زي دي أنا لازق فيكي..

شعرت بلحظة ضعف لمسته كانت مثيرة لقلبها فهمست:

_ خالد بلاش جو تحرش الميكروباصات ده ولم نفسك..

_ هو في أحلي من تحرش الميكروباصات يلا يا دودو..

له تأثير قوي عليها وهذا ما جعلها تتحرك بالسيارة، حاولت التركيز بالطريق أمامها وهو يكمل لعبه بظهرها، تلفت أعصابها فقالت:

_ خالد شيل أيدك أنا مش عارفة أركز خالص..

_ كل واحد فينا يركز في شغله أنتِ تسوقي العربية وأنا أسوق الفرس إللي قدامي القمر ده..

هذا كثير جدا عليها وبالفعل بعد ثواني كان جسدها اللعين بدأت بالاستجابة للمساته الحنونة وبلحظة لا وعي زادت من سرعة السيارة لتذهب السيارة بطريق إلا عودة، صرخت برعب مردفة:

_ في حاجة غلط يا خالد مش عارفة أسيطر على العربية..

أنتفض على أثر صرختها وقبل أن يحاول فعل شئ بدأت السيارة تستعد للانقلاب لم يفكر كثيرا وفتح الباب وألقي بها بعيداً عنه.. 

أنتهي الفلاش باك..

أنتفضت برعب من بين المياة مردفة بصرخة مؤلمة:

_ خالد..

أين خالد ؟!.. ترك الحياة بلحظة طيش منها وتركها فريسة سهلة بين وحوش لا تعلم إلي أين ستصل نهايتها معهم، مسحت دموعها المختلطة بقطرات المياة مردفة:

_ سامحني يا خالد صدقني مكنتش أقصد والله ما كنت أقصد..

مع من تحدث وأين خالد ؟!.. إبتسمت على حالها بسخرية ثم قامت من حوض الاستحمام بتعب، سحبت روب الإستحمام ووضعته على جسدها وخرجت، فتحت غرفة الملابس لتجد بها ملابس أنيقة لجميع الأوقات رفعت حاجبها بتعجب وقالت:

_ هدوم مين دول وفين هدومي؟!.. 

عادت للخارج وأخذت هاتفها من فوق الطاولة وقامت بالاتصال عليه ليصل إليها صوته الجاد:

_ أنتِ فين كل ده ؟!.

_ هدوم مين إللي جوا دي وفين هدومي ؟!..

_ بتوع مراتي..

_ وانا ألبس لبس مراتك الله يرحمها ليه ؟!..

_ دول بتوع مراتي العايشة يا دكتورة اخلصي معاكي ربع ساعة قبل ما أرفدك..

_____ شيما سعيد _____

بمكتب أيوب.. 

دقت على الباب مرة والثانية حتى وصل صوته يأذن إليها بالدخول، دلفت بخطوات مترددة ثم وقفت أمامه مردفة :

_ أنا جيت.. 

عينيه كانت متعلقة بأحد الأوراق الموضوعة أمامه، ترك القلم من يده ورفع نظره إليها بهدوء، جميلة جداً والطقم زاد جمال على جسدها، رسم إبتسامة على وجهه برضاء على اختياره لو تعلم أنه أختار لها تلك الملابس قطعة قطعة كأنه يراها بيهم أمام عينيه، ظل يقيم بها لعدة ثواني ثم حمحم بقوة مردفا بنبرة خشنة :

_ مخصوم منك اليوم يا دكتورة دلال.. 

أتسعت عينيها بذهول مردفة :

_ نعم؟!.. 

رفع حاجبه بهدوء ثم قال :

_ معاد شغلك من تسعة الصبح حالياً إحنا الساعة 11 لو حد غيرك عملها كان اترفد.. 

جبروت هذا الرجل منزوعة الرحمة من قلبه، عضت على شفتيها بحنق ثم قالت :

_ هو أنا لحقت أشتغل لما يتخصم مني؟!.. 

معالم وجهه مختلفة عن ليلة أمس مئة وثمانون درجة، يتعامل معها بالفعل مثل موظفة تحت التدريب لديه، تحدث بجدية :

_ كلمة زيادة وهيتخصم منك الشهر كله.. 

صمتت بعجز لحظات ثم قالت :

_ تمام يا فندم أقول لحضرتك جدولك النهاردة؟!. 

لفتت منه ضحكة ساخرة قبل أن يقول :

_ حضرت بدل الإجتماع اتنين وحضرتك مش موجودة جدول إيه اللي هتقوليه؟!.. 

اليوم من بدايته ثقيل عليها لم تشعر بنفسها وانفجرت بالبكاء مردفة :

_ يعني حضرتك عايز مني ايه دلوقتي؟!.. 

رفع حاجبه بتعجب شهقاتها المتتالية، قام من محله وذهب إليها سحبا جسدها إليه برقة مردفا :

_ بتعيطي عشان المرتب؟!.. خلاص مفيش خصم أهدي.. 

هل من دمعة واحدة منها تخلي عن عقابه؟!.. هل لديها تأثير بالفعل عليه أم هذا مجرد وهم منها؟!.. رفعت عينيها إليه بعتاب حزين وقالت:

_ بلاش تتعامل معايا وحش كدة..

طلب عجيب جعله لأكثر من دقيقة عاجز، رفع أحد أصابعه وازال عنها دمعتها بنعومة مردفاً:

_ عايزني أتعامل معاكي إزاي ؟!..

ببراءة طفلة صغيرة ضائعة قالت:

_ أتعامل معايا حلو أنا ما عملتش حاجة غلط اتاخرت شويه غصب عني، وبعدين بتخصم من المرتب ليه حرام عليك مش أنت قولت لي هعيشك ملكة يا دلال..

أتسعت عينيه من حلاوة ما يشعر به من حديثها ثم قهقة بخفة مردفاً:

_ امممم مع إني مش فاكر إني قولت لك هعيشك ملكة يا دلال بس وماله غالي والطلب مش أغلى منه، قوليلي بقى جيتي متأخر غصب عنك ليه؟!.. 

ماذا تقول أو كيف تقول ؟!.. أبتلعت ريقها بتوتر وقالت:

_ على فكره بقى كان ممكن تصحيني قبل ما تمشي وأروح قبلك  كمان.. 

مسح على خصلاتها بهدوء وقال:

_ كتر خيرك تعبتي إمبارح جامد فقولت اسيبك ترتاحي كدة أبقى غلطت؟!..

_ أنت قليل الأدب..

_ تؤ أنا معدم الأدب يا حلو أنت..

_ هاااا ؟!..

قهقه بمرح ثم أبتعد عنها وعاد ليجلس على مقعده مردفاً بقوة:

_ على شغلك يلا..

يبدو أنه يعاني من انفصام حاد بالشخصية هذا واضح مثل الشمس، إلا أنها تشعر بوقوفها على أرض ثابتة فرمشت بعينيها بدلال وقالت:

_ طيب والخصم يا باشا..

أتت إجابته الجادة إليها وعينيه متعلقة بالاوراق:

_ أيوب رسلان مش بيرجع في كلامه يا دلال اليوم مخصوم منك..

زفرت بضيق وقالت:

_ تمام يا فندم عن أذنك..

_ قبل ما تخرجي عايزك تجمعي كل مديرين الفنادق بتوعنا في اجتماع على الساعة 3:00..

_ ماشي..

وقبل أن تخطو خطوة للخارج قال:

_ حضري نفسك على الساعة أربعة..

_ ليه ؟!..

_ من غير ليه قولي حاضر بس..

_اف حاضر بس، حضرتك تؤمر بحاجة تانية ؟!..

_ لأ يا دلال على شغلك..

خرجت من عنده بغضب، لا تعلم كيف تتعامل معه أو ما هي الخطة الصحيحة حتي يسقط بغرامها، جلست على مكتبها وقلبها تأكله النيران فأتت إليها رسالة من رقمه مكتوب بها " شغلك في الفندق حاجة وشغلك في جناحي حاجة تانية إللي اتخصم منك هنا هيتعوض هنا ما تقلقيش"..

ألقت بهاتف بعيداً عنها فنظرت إليها ليلي بغضب مردفة:

_ إيه اللي أنتِ بتعمليه ده المكان هنا له نظام واحترام مش كفاية انك جايه متأخر.. 

_ بتتكلمي معايا كده ليه؟!. أنا كنت عند صاحب المكان وما اتكلمش معايا بالطريقة اللي أنتِ بتكلمي بيها دي، أنتِ موظفة زيك زيي بالظبط يا ليلى فيا ريت نحترم بعض.. 

_ لأ إحنا مش موظفين زي بعض انا بقى لي سنين قاعدة على الكرسي ده ولأول مرة هقوم منه، يعني عارفة شغلي كويس أوي وعارفة ايه الصح وايه الغلط، الباشا بطلب مني اعلمك يعني أي حاجة هتعملها غلط هتبقى في وشي...

أومأت إليها دلال بهدوء مردفة:

_ امممم يعني أنتِ مش طايقاني لانك قاعدة على الكرسي ده من سنين وايوب باشا نقلك عشاني، طيب بصي يا ليلى خديها نصيحة مني وبلاش تشتري عدوتي، عشان انا اللي بشتري عدوتي بيخسر كتير فالاحسن ليكي انك تشيليني من دماغك خالص بدل ما احطك أنا في دماغي وقتها هتخسري الوظيفه كلها.. 

ردت عليها ليلي بغضب:

_ وده ليه بقى ان شاء الله؟!..

_ عشان أنا دلال وده كفاية يا لولو يلا علميني باقي الحاجات..

_____ شيما سعيد_____

بمنزل ناصر..

زفرت بضيق من وجودها بين جدران الغرفة، لا تعلم ما الفرق بين تلك الغرفة وبين السجن الهاربة منه، قامت من فوق الفراش وفتحت الباب بكف متردد، رأت المنزل بعينيها يبدو أنيق وعصري ذهبت لباب المنزل ووقفت أمامه لعدة لحظات مترددة ثم قالت:

_ مش هيحصل حاجه لو نزلت 10 دقايق بالكتير وارجع تاني..

حسمت أمرها ونفذت ما تريده، فتحت باب المنزل وخرجت بعد دقيقة كانت بالشارع فأخذت نفس عميق براحة وقالت:

_ يااا أخيراً كنت فاكرة إني هفضل محبوسة الباقي من عمري..

بدأت تتجول بالمكان بأعين فضولية، تحفة فنية عجيبة الحارة تشبة المتاحف القديمة العريقة، وضعت يدها على الحائط بتعجب مردفة:

_ هو عامل بويا للشوارع ازاي؟!.. غريب أوي الحاج ده..

أخذتها قدميها إلي عربة صغيرة بها تين شوكي، أتسعت عينيها بذهول وركضت إليه بحماس طفلة صغيرة، وقفت أمام العربة وأشارت للرجل مردفة:

_ بكام يا عمو ؟!..

رد عليها بإبتسامة طيبة:

_ الخمسة بعشرة..

أتسعت عينيها بذهول وقالت:

_ إزاي ده يا عمو إحنا بنأخد العشرة ب٥٠٠ جنية..

رفع الرجل حاجبه بتعجب:

_ عندكم فين يا بنتي؟!.. دي العربيه كلها ما تجيش ب 500 جنية..

_ في التجمع يا عمو..

قالتها ببراءة فحدق بها الرجل بتعجب ثم قال:

_ ولما أنتِ ما شاءالله عليكي كدة بتعملي إيه في دولة أبو الخير ؟!..

حركت رأسها بقلة حيلة وقالت:

_ نصيبي يا عمو، هاتي ليا عشرة..

بدأ يعطي لها وهي تأكل حتى شعرت بالثقل بمعدتها وضعت يدها على بطنها مردفة بتعب:

_ خلاص كفاية كدة يا عمو حسابك كام ؟!..

_ خمسين جنية يا بنتي أنتِ أكلتي 100 واحدة..

تخطي حدودها بالطعام اليوم ولكن يكفي عليها متعة المذاق، أخرجت من جيبها فيزا وقالت:

_ اتفضل يا عمو خد إللي حضرتك عايزه..

_ أعمل إيه بحتة البلاستيكاية دي يا بنتي مش فاهم..

_ دي كريدت كارد جواها فلوس خد حسابك..

_ مينفعش أنا بأخد فلوس معرفش اللي أنتِ بتقوله عليه ده..

نظرت إليه بعجز وقالت بنبرة خجولة:

_ بس أنا مش معايا فلوس خالص...

_ قوليلي أنتِ ضيفة مين هنا ؟!..

رعب هي الآن بحالة من الرعب، لو علم بخروجها سيأكلها مثلما يفعل مع نسائه، ترقرقت بعينيها الدموع وخلعت خاتمها الالماظ مردفة بقلة حيلة:

_ مش مهم ساكنة عند مين، بص يا عمو ده خاتم تمنه أكتر من 250 ألف دولار خدوا وكل يوم هبقي أجي أكل شوية تين اتفقنا..

سؤال واحد فقط كان يدور برأس الرجل هل هذه الفتاة حمقاء ؟!.. مد يده ليأخذ منها الخاتم رغم عدم معرفته لقيمة الخاتم وقال:

_ ماشي يا بنتي..

قبل أن تصل بيدها ليده لتعطيه الخاتم وضع الحاج يده بيد الرجل بحسابه مردفاً بقوة:

_ خد حسابك وهات الباقي يا عرفة ..

أخذ منه عرفة المال وقال بتوتر:

_ مفيش باقي يا حاج هي أكلت ب50 جنية..

حدق بها ناصر بذهول وقال:

_ عايز تفهمني إن دي أكلت 100 واحدة ؟!..

_ أيوة والله العظيم يا باشا مش بكذب..

جذبها ناصر من كفها، تحركت معه برعب بكل خطوة تقترب بها من بيته تشعر بأخذ روحها من بين ضلوعها، وصل بها لباب المنزل ودلف، جلس على الأريكة الكبيرة الموضوعة بمنتصف الصالة ثم أشار إليها بالاقتراب..

أين عمها يأخذها من هذا المكان ؟!.. نفذت أمره بخوف وقفت أمامه فقال بهدوء:

_ إللي حصل من شوية ده اسمه إيه ؟!.. 

ردت عليه بتوتر:

_ والله أنا ما كنتش أقصد أعمل أي حاجة غلط، انا بس زهقت من قاعدة البيت فخرجت شويه كنت هرجع تاني.. 

سحبت تمهيدية طويل ثم جذبها لتجلس على بعد مسافة قريبة منه وقال بهدوء:

_ بصي يا حنين أنا عارف أنك عيلة صغيرة واللي بتعشيه ده جديد وصعب عليكي لكن اللي حصل من شويه ده غلط، عملتي بدل الغلطة اتنين أول حاجة لما خرجتي من بيت أبو الخير من غير ما كبيره يعرف وانا هنا ما فيش نمله بتتحرك الا لما اكون عارف بيها، تاني حاجة عرضتي نفسك للخطر مع انك عارفه كويس أوي ان خروجك في المصيبه اللي أنتِ فيها دي ما ينفعش... 

بكت من كم توترها، حدق بها وهو يري كم هي صغيرة رقيقة حائرة تائهة ببحر من الخوف، زفر بضيق وقال:

_ أنا مش بقول لك كده عشان تعيطي انا بقول لك كده عشان تعملي حسابك وتعرفي حياتك هتبقى عاملة إزاي الفترة الجاية لحد ما مشكلتك تتحل وترجعي بيتك سليمة.. 

أومات إليه مردفة:

_ أنا آسفة..

لأول مرة يسمع كلمة آسفة بتلك الروعة، شعر بلذة غريبة من نبرة صوتها، ملامحها رقيقة وصوتها ناعم وهو رجل يقدر الجمال، بلحظة تغلبت عليه رغبته فجذبها لتلتصق به، تعلقت عينيه بشفتيها وقلبه يطلب منه أعطاء قبلة صغيرة لها، الاسوء أنه وجد جسدها مستعد وربما مرحب، أغلقت عينيها بأستسلام ليمد شفتيه إليها وقبل أن يضمها إليه أبتعد عنها بذهول، لا يعلم كيف وصل لهنا، هل بعده عن النساء جعل رغبته مشتعلة ؟!.. أعطي ظهره لها ثم قال:

_ ادخلي اوضك يا حنين..

أين حنين ؟!.. كانت بعالم أخر، الآن فقط اكتشفت كم هي ضعيفة أمام أي لمسة ذكورية، أرتفعت دقات قلبها لتضع يديها على صدرها لعلها تتحكم به، همست بضياع:

_ أنا..

قطعها بنبرة خشنة:

_ أدخلي اوضك واياكي تطلعي منها لحد ما أمي ترجع من البلد..

فرت لغرفة نومها ليضرب هو أحد المقاعد بقدمه مردفاً:

_ إيه الجنان ده يا ناصر عيلة صغيرة تعمل فيك كده لو كنت قربت منها كنت هتحط وشك في وش أيوب ازاي تاني بقيت بالوساخه دي من امتى؟!.. الأحسن ليا أسيب لها البيت كله...

_____ شيما سعيد _____

بالساعة الرابعة عصراً..

وقفت سيارة أيوب رسلان أمام أحد المولات الشهيرة، فتح له السائق باب السيارة ونزلت دلال من المقعد الأمامي، ضم كفها بكفه وتحرك بها للداخل فقالت بتعجب:

_ إحنا بنعمل إيه هنا ؟!..

_ هنجيب لك هدوم..

_ بس انا عندي هدوم كتير مش عارفه حضرتك وديتها فين ده غير الهدوم اللي لقيتها في الجناح وقولتلي إنها بتاعتي.. 

رد عليها وهو مستمر بالسير دون أن ينظر لها:

_ هدومك القديمه ما تلاقيش عليكي دلوقتي والهدوم اللي في الجناح خاصه بالشغل بس، إحنا هنا عشان نجيب لك هدوم بيتي وللجعه وهدوم تدلعيني بيها.. 

يغرقها ببحر من المال وهو مرحبة بذلك، من يرفض الدلال يكون شخص أحمق وهي بقمة الذكاء، دلف بها لمحل شهير وجدته خالي فقالت:

_ هو مافيش زباين ؟!..

_ تؤ في دلال وده كفاية مش دي جملتك ؟!.

إبتسمت بنعومة وقالت:

_ امممم جملتي..

_ طيب يلا نختار سوا..

بدأت تختار بحماس، لتكون صراحة هي تحاول أخذ ما تستطيع أخذه من أيوب رسلان، لم تبخل عن حالها بشئ وهو الآخر كان يأتي إليها بكل ما تريده أسفل قدميها، اختارت فستان قصير من اللون الأحمر مفتوح من الظهر وقالت بحماس:

_ هيبقى حلو عشان حفلة الافتتاح بعد يومين صح؟!.

أخذ الفستان من بين يديها وتأمل لعدة لحظات قبل أن يقول ببرود:

_ هدومك القديمة اترمت لأنها ما تلقش على مرات أيوب رسلان اما ده بقى لما أبقى اركبهم ابقي البسيه... 

زفرت بضيق وقالت:

_ الفستان شكله حلو وما تقلقش يا باشا كده كده ما حدش يعرف اني مراتك اصلا..

أخذ نفسه بهدوء ثم قسم الفستان نصفين مردفاً ببساطة:

_ للأسف زي ما أنتِ شايفة اتقطع شوفي غيره بقى خلينا نخلص..

وضعت يدها على فمها بذهول وقالت:

_ ايه اللي انت عملته ده!!.. قطعت الفستان حرام عليك..

بيد واحدة سحبها من خسرها لتبقى بين أحضانه وهمس بخشونة:

_ أوعى عقلك الصغير ده يقولك ان عشان ما حدش يعرف انك مراتي يبقى تقلعي هدومك براحتك، طول ما أنتِ شايلة أسمي نفسك اللي بيخرج من صدرك ما يطلعش غير لما يعدي عليا الأول وأعرف يليق بيا وباسمي ولا لأ.. 

وضعت يدها على صدره بنعومة وقالت بغرور واضح:

_ أنا اليق بأي حد يا باشا تقدر تعتبر كده إني لوحدي علامه وبراند، اي حد جنبي بينور ووجودي جنبك فرصه ذهبيه ليك حاول تستغلها على قد ما تقدر.. 

تأملها بتعجب ثم قهقة بخفة مردفاً:

_ واثقة في نفسك أنتِ زيادة عن اللزوم يا دلال..

_ امممم واثقة وعارفة قيمتي كويس، لو ربنا بيحبك يخليني ليك يا أيوب..

قالت إسمه بنعومة جعلته يتمني أن يبارك الله له بها مثلما قالت، هذه الفتاة لعنة سقطت على رأسه وهو معجب ومستمتع بها لأقصى درجة، أبتعد عنها على صوت من خلفه، رأي أحد رجال الأعمال " كمال منصور" رجل بأول الخمسينات ومع ذلك يملك قدر عالي من الوسامة والحضور، أقترب من أيوب ومعه زوجته الأنيقة " إلهام عمران" قال بإبتسامة واسعة:

_ قالولي المحل محجوز بالكامل لايوب باشا رسلان قولت لأزم ادخل اسلم عليك.. 

ابتسم إليه أيوب بهدوء ومد يده للسلام مردفاً:

_ عامل ايه يا كمال باشا ليك وحشه والله يا راجل..

أجابه كمال:

_ انا موجود لكن أنت اللي مختفي..

مدت الهام يدها للسلام على أيوب مردفة:

_ ازيك يا باشا..

_ الحمد لله يا الهام هانم..

قال كمال بابتسامة مشيرا بعينه على دلال:

_ مش تعرفنا بالكتكوته يا باشا..

_  عشيقتي..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1