رواية اه يا ولد الهلالي الفصل السابع 7 بقلم اماني سيد


 رواية اه يا ولد الهلالي الفصل السابع 

ـ ها يا جوز الاتنين… قلبك مال لمين؟
ابتسم قاسم وهو سارح وقال:
ـ مش عارف يا نعمه… هحاول أوصفلك اللى جوايا.

ـ عارفه فُضّه؟ زى الميّه العَذبه اللى تروّى العطشان وتبرد ن*ار قلبه… ريحتها ترد الروح، وكلامها يدخل القلب من غير استئذان، زى حضن دافى فى عزّ الشتا.
إنما نجمه… نجمه نا*ر، نا*ر تح*رق وتدفّى فى نفس الوقت… فيها الشقاوه والأنوثه والهيبه، لو ضحكت تهدّ جبال، ولو غضبت تهزّ الأرض تحت رجليك. زى نسمة صيف تيعدّى على وشك… تِسحرك قبل ما تاخد بالك.

أنا واقف فى النص يا نعمه… قلبى بيجرى ورا الاتنين، وكل واحده ليها طعمها اللى ميشبهوش التانيه.
حاسس إنى واقف على كوبرى بين نهرين… كل نهر بيشدّني ناحيته، وكل ما أقول أختار… الموج يرجع يلفّ بيا.
فضّه فيها الراحه والسكينه… ونجمه زى الخيل الأصيل، اللى يكفى بس تبصّ فى عنيها عشان تسحرك.
وأنا… أنا تايه بين الميّه والن*ار.
يمكن الزمن هو اللى هيجاوب.

ـ طيب افرض قلبك مال لوحده… هتظلم التانيه؟
ابتسم قاسم وقال:
ـ مستحيل يا نعمه… قاسم ولد الهلالي ميظلمش حد، بس القلب ساعات… له كلام غير كلام العقل.
ـ ربنا يقدرك يا ولد الهلالى وتفضل عادل ويخليك لاهلك وخد بالك من مراتاتك الاتنين بيحبوك ويريدولك الخير. .... يمكن نجمه عنيده دماغها صعيديه صُح زى ما بيجوله بس معلش بكره الحجر يلين 
ـ صابر يا عمتى صابر وعمرى ما هاخدها غصب ... المهم انتى هتطولى معانا المره دى مش يومين زى مل مره 
ـ ما تجلجلش يا قاسم المره دى هقعد كتير لحد ما تقولى بكفايه يا عمتى 
ـ عمرى ما هقولك كده لو عشتى معايا  عمرى كله 
ـ تسلم يا غالي بجولك ايه أنا هروح لامك عماله ترن عليا من بدرى وانا مش برد عليها هتكولنى اول ما انزلها ابجى انزل اطمن عليا 
ضحك قاسم على مزحه عمته فهى اخت أبيه الصغرى  دائما ما كانت حنونه عليه  رغم ضعفها إلا أنه دايما بيحس معاها براحه البال 
ذهبت نعمه لغرفه جليله وجدتها تنظر لها بغ*ضب 
ـ كل ده يا نعمه وسيبانى لحالى 
ـ حجك عليا كنت بطمن على قاسم
ـ واطمنتى عليه ؟
ـ أه الحمد لله 
ـ طمّنينى عليكى إنتِ يا نعمه… حالك مش عاجبنى.
ـ مكنتش مصدقه يا جليله… بعد السنين دى كلها، يعضّ إيدي!
ـ يا ما جولتلك زمان من وانتى صغيره… اطلّجي منه، كنتى ترفضى وتقولى بحبّه ومجدرش أسيبه.
ـ عشت معاه سنين من غير خلفه… والعيب كان منه، وياريته قدر! إنما بعد كل اللى عملته عشانه… راح اتجوز عليّا بنت صغيره!
ـ يا حول الله…
ـ مش هجول غير حسبي الله ونعم الوكيل… فوضت أمري لله. مش مضايجني إنه طلقني، مضايجني إنه أول ما قلت له "طلقني"… راح مطلقني فى ساعتها! للدرجه دى كنت تِجيله عليه؟!
ـ معلش يا نعمه… إنتي لسه صغيره وربنا بكره يكرمك بسيد سيده.
ـ صغيره إيه يا جليله… أنا عندي ٣٨ سنه!
ـ يا بت اللى زيك لسه بيتجوزوا… ده إنتي لسه فى عزك.
جليلة مدت إيدها وسندت كف نعمه وقالت بصوت دافى:
ـ اسمعيني يا نعمه… الراجل اللى ميقدرش اللى ضحّت عشانه ما يستاهلش دمعه تنزل من عينك… واللى زيه بكره يبكى إنه خسر جبل مايتعوضش.
نظرت لها نعمه بابتسامه 
ـ ربنا يباركلك يا جليله اللى يشوف شدتك يجول ان مالكيش قلب وانك مفتريه لكن اللى يجرب منك يشوف أد ايه انتى جدعه وطيبه 
ـ مش كل حاجه بالعواطف يا نعمه ربنا ادانا عجل وجلب عشان نفكر مش بس نمشى ورا عواطفنا 
ـ البنات صعبانين عليه يا جليله طيب كنتى خليتى شهر على الاجل بينهم 
ـ لأ يا نعمه وقتها قاسم ممكن يتعلق بواحده منهم ويرفض يتجوز عليها ابنى انا عارفاه زين 
حياته كلها شغل زغفر ورجاله ومصانع تعامله مع الحريم محدود لو كان اتجوز واحده بس كانت ملت عينه ومكنش هيتجوز التانيه 
وبعدين ليه بتقولى انى ظلمت بالعكس 
هو بيحب نجمه وعاجبه منغشتها ليه وتقلها عليه وهى بتحبه يبجى احرمها منه ليه شويه عنادها هيروح وهتتعود 
وفضه اللى كان حبها هيفط من عنيها اللى انا متاكده إنها عايشه احلى ايام حياتها معاه ولا فارقه معاها نجمه مش شايفه غيره يبقى اتظلموا  فى ايه 
بالعكس محدش فيهم هيتظلم يا نعمه مش كل حاجه العواطف 
وبعدين لو اتكلمنا بالعجل افرضى قاسم حصله مكروه تانى وفضه دى اتجوزت حد تانى وقتها هنعمل ايه وانتى عارفه انى مجدرش اتبرعله 
يبقى ايه الوضع وقتها 
عارفه وقتها الاتنين هيخسروه يبجى انا كده فكرت صح ولا لأ 
ـ مش هجدر اجاريكى فى الحديث يا جليله 
المهم زى ما اكدت عليكى بلاش تقولى حاجه لقاسم 
ـ نفسى اعرف ليه 
ـ معلش لجل خاطري يا جليله حاجه في نفسى مش رايده اتحدث فيها 
ـ بشوقك يا نعمه 
اثناء جلوس قاسم فى خلوته اتته مكالمه مهمه 
ـ السلام عليكم 
ـ وعليكم السلام قاسم بيه فى مشكله كبيره فى المصنع ولازم حضرتك تكون موجود
ـ خير يا ناصر 
ـ مكن التعبئه اتعطل ومافيش غير مكنه واحده ولو ضغطنا عليها هتبوظ ووقتها كل اللحوم ممكن تبوظ 
ـ طيب بكره الصبح هكون موجود 
خرج قاسم من خلونه وذهب لغرفه نجمه فكانت تلك الليلة لها 
دخل قاسم الغرفة ويظهر على. وجهه الضيق 
كانت نجمه تتابع دخوله بصمت تريد أن تعرف سبب ضيقة 
قلبها يجبرها أن تسأله وعقلها يخبرها أن تتركه وشأنه 
بدأ قاسم فى وضع بعض الأوراق داخل حقيبه ومراجعتها بضيق 
تغلب قلب نجمه على عقلها واقتربت منه تسأله ما به 
ـ خير يا قاسم حصل حاجه 
ـ فى مشكله في المصنع ولازم اسافر دلوقت عشان الصبح اكون هناك 
ـ خير يا قاسم حصل ايه 
ـ مكن اتعطل بتاع التعبئه ولو اتاخرنا ممكن نتأخر فى التسليم ووقتها هيكون فى شروط جزائيه لازم اروح بنفسى عشان اعمل حصر وغير كده عندى شغل تانى فهتأخر كام يوم لو ماما وفضه سالوا عرفيهم بس بلاش تحكى تفاصيل 
ـ حاضر تروح وتيجى بالسلامة بس انت هتتأخر كتير 
لف قاسم بجده ووضع يده على خصرها وسحبها اليه 
ـ ايه هوحشك 
ـ ها 
ـ ليه بتحيرنى معاكى يا بنت الناس ومعندانى

 نجمة إنها تفلت منه ، لكنه ضمها أكتر بشوق وصوته مليان حرارة:
ـ ليه يا نجمة... كلّ ما أقربلك تخلّيني عطشان أكتر؟
نظر لعينيها وهو يقرّب وشه منها:
ـ ليه ماتكونيش صريحة معايا 
نظره عينك ولهفتك ماكدالى انك بتحبينى انما رفضك محيرنى 
أنا لو متأكد أن نافره منى من هقرب خالص لكن أنا متأكد انك حابه قربى وفى نفس الوقت حاجه منعاكى 
خليكى صريحة معايا يا نجمه وقوليلى ليه بتبعدى عنى
نظرت له نجمة بحيرة، شفتيها بتتحرك كأنها عايزة تقول حاجة لكن الكلمات وقفت في حلقها.
قاسم شدها  أقرب، وصوته بدأ يهدى لكن فيه رجفة شوق:
ـ نجمة... أنا مش عيل صغير تلعبي بيه. أنا راجل، وأعرف لما العين تفضح القلب.
سكت لحظة وهو يمرر يده على خدها برفق:
ـ قولِيلي... خايفة مني؟ ولا خايفة تجربى ليه ؟

بصت في الأرض تحاول تهرب من نظرته، لكنه رفع وجهها بإيده وخلاها تبص له غصب عنها:
ـ خليكي صريحة معايا... أنا محتار فيك. يوم تبيني لي شوقك... ويوم تكسري بخاطري.

هي فضلت ساكتة، وعينيها فيها دمعة خفيفة من كتر الحيرة، وقاسم حس إن قلبها بيتصارع زي قلبه.
قرب منها أكتر وهمس:
ـ لو في حد مانعك... أو خوف جوّه قلبك... أنا أول واحد يطمنك.

لمّا شافها ما بتردش، هزّ راسه بإبتسامة فيها وجع وقال:
ـ خلاص يا نجمة... ما تعصريش على روحك الكلام. أنا كفايه عليّا نظرتك دي.

مسح على خدها بكفّه بحنان وهو يبعد عنها شويه:
ـ يمكن غلطت لمّا لحّيت عليك... بس أنا غصب عنّي، ما بعرفش أشوفك قدامي وأسكت.

وقف وهو ياخد نفسه العميق، وكأنه بيحاول يلم نفسه:
ـ نامي يا نجمة... بكره عندي سفر بدري. وأنا مش عايزك تزعلى مني.

ابتسمت له بخجل وهي تهز راسها، وقاسم قبل جبينها بسرعة ومشي من الغرفة وهو لسه شايل ريحة وجودها في قلبه. ولما خرج، فضل واقف ثواني قدام بابها كأنه بيسترجع كل اللحظة اللي فاتت.
ظلت نجمه تدور فى الغرفه لا تعلم ماذا بها 
هل تذهب وتخبره بما في قلبها وتعترف له أم تتركه يذهب وتتحدث معه بعد عودته 


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1