رواية حكاية عمر الفصل الخاتمة بقلم رونا فؤاد


 رواية حكاية عمر الفصل الخاتمة 

 نظرت غرام قائله بتردد : هو ممكن يارا ....قاطعتها هنا وهي تضع اصبعها علي ذقنها وترفع عيناها للاعلي بتفكير قائله : لا قديم .....ممكن تاليا أو تالا 
هزت حلا راسها وتدخلت قائله : لا حور حلو اوي ...ايه رايك يا بابي ...

نظر ايهم الي غرام التي تنظر إلي الفتاتان بحيره بينما انعقد لسانها عن قول رأيها لينهي الجدل : ها ياغرام قررتي ايه ؟!

قالت غرام بتردد : ماهو انا ....تدخلت مجددا الفتاتان : يابابي مااحنا بنقولك اهو الاسماء الجديده 

زفر ايهم قائلا :وانا بسألها هي ....ها ياغرام 

عز علي غرام أن تضايق الفتيات فازدادت نظراتها تشتت وهي تفكر أنها تريد أن تختار اسم ابنتها الأولي وبنفس الوقت لا تريد الفتيات أن يتضايقوا لتجد ايهم يزيد الأمر تعقيدا حينما هتف بابنتاه : انا وانتوا ملناش رأي ...نظر إلي غرام هاتفا بحزم : اختاري انتي ؟!

هتفت حلا بامتعاض : يعني ايه ملناش رأي 

تدخلت هنا هي الأخري بتبرم : أيوة يا بابي ....هي مش اختنا ولازم نختار اسمها واسم يارا قديم ومش حلو 

احمر وجه أيهم ونظر الي ابنته بتحذير لتزجرها اختها بكتفها وسرعان ما تعتذر لغرام : مش قصدي ياروما ...

هزت غرام راسها بسماحه: ولا يهمك ....انتي عندك حق هو اسم قديم ...اختاروا انتوا 

تهلل وجه الفتيات لتخفض غرام عيناها من أمام نظرات ايهم الغير راضيه بينما مازالت لا تعطي لنفسها ادني حقوقها لينهي الامر بلياقه منه قائلا لابنتاه: اختاروا انتوا اسماء ولادكم أن شاء الله لما تتجوزا كمان كام سنه إنما حاليا غرام تختار الاسم اللي تحبه ....يلا من غير جدال قوموا ذاكروا 

خرجت الفتيات يقفزون بضحكات خجوله من أبيهم لينظر ايهم الي غرام بعدم رضي قائلا : انتي مفيش فايده فيكي ! 

فركت غرام يدها ونظرت إليه باستفهام : وهو انا عملت ايه ؟! 

قال ايهم بقليل من الضيق : كالعاده بتجنبي نفسك وبعد كده ترجعي تزعلي وتقولي ماليش مكان 

قالت غرام بتبرير : ماهو انا مكنتش عاوزاهم يزعلوا 

: مش لازم تكون وجه نظرك معناها أنهم يزعلوا وصليها بطريقه تانيه المهم تكوني راضيه 

زمت غرام شفتيها وقالت بسماحه: انا راضيه ومش زعلانه ......نظرت إليه بعيناها وتابعت وهي تضع يدها فوق يده : المهم انت متزعلش 

حيرته بما تفعله والذي اعتاده منها ليتنهد وهو يضع يده الأخري فوق يدها قائلا برفق : انا مش زعلان ...انتي اللي بتزعلي ياغرام 

هزت راسها بابتسامه بينما اختطف قلبها بحنوه عليها لتقول بهيام : مش هزعل خالص طول ما انت بتتعامل معايا حلو كده !

.........

...

احتدمت نظرات نديم بغضب شديد كما كان حال خطواته التي سبقتها النيران الخارجه من أذنيه وهو يتجه ناحيه ريم التي تلاشت الابتسامه من علي وجهها حينما رأته 

اندفع ناحيتها بغضب بينما للتو كانت تبتسم لهذا الشاب ذو القامه المديده الذي القي عليها التحيه وغادر 

ليهتف بغضب ممزوج بغيره واضحه : هو انا مش حذرتك تتكلمي مع اللي اسمه طارق ابو الفتوح ده 

استعادت ريم هدوءها وهي تنظر له قائله بثبات : وانت مين عشان تحذرني 

أغتلت ملامح نديم هاتفا : رييييم بلاش تجننيني 

هتفت ريم بحنق : ولا اجننك ولا تجنني ....انت مالك ومالي اصلا اكلم مين ومكلمش مين ؟!

قبل أن يتابع كانت ريم تلقي بقنبلتها : ولعلمك انا مش بس بكلم طارق لا انا وهو احتمال يكون في مشروع جواز بينا قريب 

تصاعدت الادخنه من رأسه وحجبت عن عقله التفكير ليندفع بغضب يمسك بذراعها صارخا : علي جثتي !

حاولت ريم تخليص ذراعها من قبضته : انت مالك بيا !

هتف نديم بوعيد من بين أسنانه : مالي ومالي ياريم ....انتي بتاعتي انا وبس واي حد يفكر ياخدك مني هنسفه 

ترك ذراعها لتتقهقر الي الخلف وقبل أن يدق قلبها دون إرادتها الي غيرته الهوجاء وتملكه العاشق كانت كلماته المتوعده تقضي عليها بينما يهتف بتهديد متدني : انا هقول للبيه علي غرامياتك مع ابن السيوفي وهقوله اني طلقتك عشان كده وشوفي وقتها هيبص في وشك تاني ولا لا ...!

تجمدت ريم مكانها بينما اكتوي قلبها بنيران الندم أنها أحبت شخص مثله بيوم من الايام لتحاول الا تبدي وجعها بينما ترفع راسها الي الاعلي بكبرياء وهي تنظر إليه باشمئزاز هاتفه بينما تصفق بيدها : برافو .... ونعم الرجوله ...! بتشوه سمعه ام ابنك !

غلت المراجل براسها وهي تغادر من أمامه لا تري امامها الا المزيد من حقارته التي حاولت لميا تبريرها : غيران يا ريم ...مستحيل يعمل كده 

زمت ريم شفتيها بحنق هاتفه : يعمل اكتر من كده يا لميا ....انتي مشوفتيش البني ادم حقيقته عامله ازاي !

كورت قبضتها وتابعت بيقين : كان عندي حق لما بعدت عنه ودلوقتي طالما اتاكدت من قراري هبدا حياتي مع غيره وانا مش ندمانه !



.........



وضعت وسيله الهاتف علي أذنها بينما تعمل يدها بتلك القطعه الكهربائيه التي تزينت بخيوط المكرميه 

لتضعها من يدها بعد قليل وتسحب مفاتيحها وتغلق الباب الزجاجي وتغادر المحل باتجاه المنزل بعد أن أكل القلق قلبها علي جدتها التي لا تجيب علي هاتفها 

فتحت الباب وهي تنادي بصوت لهيف : ...تيته ....تيته !!

بهلع أسرعت تجاه امتثال التي كانت بنفس اللحظه تحاول أن تقوم من فراشها وترسم علي وجهها الواهن ابتسامه ما أن استمعت لصوت حفيدتها الذي أخرجها من نومها الثقيل كما حال جسدها ..... رأت وسيله امتقاع وجه جدتها ما أن دخلت الي غرفتها لتركض ناحيتها بقلق شديد هاتفه : تيته ....مالك ؟! 

قالت امتثال بصوت متحشرج وهي تسعل بقوة : انا كويسه يا حبيتي رجعتي بدري ليه 

انزعجت وسيله من رؤيه وجه جدتها بينما شعرت بدفيء يدها وهي تمسك بها تيته : قلقت عليكي لما مردتيش علي تليفونك ....عقدت حاجبيها بقلق : تيته انتي سخنه 

هزت امتثال راسها : انا كويسه 

رفعت وسيله يدها لجبين امثتال تتلمس حرارته لتقول بقلق : لا انتي سخنه 

أسرعت هاتفه : تعالي ننزل للدكتور أو اتصل اجيب دكتور هنا 

هزت امتثال راسها وامسكت يد وسيله قائله : تعالي يا حبيتي متقلقيش انا كويسه ومفيش داعي للدكتور 

انا بس تلاقي اخدت برد عشان خرجت انشر الغسيل بعد ما اخدت دوش هشرب حاجه سخنه وهبقي زي الفل 

انزلي انتي شغلك 

هزت وسيله راسها برفض : لا شغل ايه انا لازم اخدك الدكتور 

براس يابس رفضت امتثال محاولات وسيله التي جلست بجوارها تطعمها الشوربه الساخنه التي أعدتها لها : 

ايه رايك يا تيته...طبعا مش زي الفراخ بتاعتك بس اهو علي قد ما عرفت ...ها حلوة ؟! 

قبلت امتثال يد صغيرتها قائله : حلوة عشان من ايدك 

بس كفايه انا شبعت خلاص 

قالت وسيله برجاء وهي تقرب الملعقه من فم جدتها مجددا : عشان خاطري ملعقه كمان 

: مش قادره يا نور عيني ....كلي انتي 

هزت وسيله راسها باصرار : مش هاكل الا لما تخلصي انتي اكلك 

حاولت امتثال باقي اليوم أن تقاوم ذلك الالم الذي شعرت به يتغلغل بعظامها ولكن الوهن لم يمكنها من المقاومه لتبقي علي مضض باقي اليوم بالفراش ووسيله بجوارها إلي أن حل منتصف الليل 

قالت امتثال برفق : روحي نامي يا حبيتي 

هزت وسيله راسها : لا انا هفضل جبنك لغايه ما تنامي 

بعد قليل غفت امتثال لتقوم وسيله من جوارها بعد أن قبلت راسها واطمئنت أن الحراره لم تعد موجودة لتتجه الي غرفتها وتضيء الانوار بينما لم تعد تحب الظلام بكل معانيه 

وكان علي الجانب الآخر هناك من غرق في الظلام وكأنها كانت النور الذي يضيء حياته 

فأصبحت مظلمه كئيبه من بعدها ...فهاهو عمر ككل ليله لا يطأ النوم جفونه الا حينما تفقد آخر رمق من وعيها وينهكه السهر مع خيوط الفجر و يغلبه النعاس وبيده هاتفه المفتوح علي صورها التي يتأملها كل ليله بلا كلل أو ملل بل كل يوم يزداد لهيب الاشتياق ويكوي كيانه وهاهو حينما يبلغ اشتياقه مبلغه يجد قدماه تقوده إليها ليقف بعيدا يتأملها ويمليء عيناه برؤيتها ثم يغادر .....وقف طويلا كما اعتاد علي الجانب الآخر من الطريق ليشاهدها من خلف الزجاج تعمل بتلك القطع الفنيه التي يرسل لشراءها ويجمعها بغرفته وكأن فيها روحها يصبر نفسه بها ولكن اليوم لا يراها جالسه كما اعتاد بل الباب الزجاجي مغلق 

اتجه الي أحد المحلات المجاورة يسأل عنها ليهز الرجل رأسه قائلا : مش عارف يااستاذ المحل مقفول من امبارح 

عاوز حاجه 

هز عمر رأسه قائلا وعيناه ترتفع تجاه شرفه منزلها بالجهه المقابله : لا ابدا كنت عاوز شغل 

خطي بتردد تجاه المنزل وهو يفكر هل يصعد ليسأل عنها ام لا ؟!

شهور طويله مرت لم يتحدث أو يظهر امامها بل بقي يشاهدها من علي بعد ... اتجه الي سيارته ونظر تجاه ذلك المغلف الذي به الهدايا التي احضرها من العمره والذي بقي معه في كل مره يأتي لرؤيتها وعاد به دون أن يملك الجرأه لإعطاءها لها أو الاقتراب منها بل كان يأخذها كذريعه في حال رأته ليخبرها أنه فقط اتي لها ولجدتها بهديه ليحفظ ماء وجهه ويكون له سبب لمجيبه 

.....عاد ليطفيء محرك السياره بعد أن كان علي وشك المغادره ليجد ساقه تطاوع مشاعره التي رفضت أن تغادر دون الارتواء من رؤيتها لذا جذب المغلف واتجه الي المنزل وهو يخبر نفسه ببساطه ...سيقدم هديته ويغادر ويكون بهذا ارضي مشاعره المشتاقه لرؤيتها وحتي أن كانت ستقابله بباب مغلق فهو سيتقبل منها ....المهم أنه يكون قد رأها 

......

بوهن شديد فتحت امتثال جفونها الثقيله بينما تشعر بجفاف ضاري يضرب حلقها الذي حاولت اخراج صوتها منه وهي تنادي اسمها : وسيله 

خرج صوتها متحشرج بمقدار الوهن الذي غلف كامل جسدها لتنتبه لاشعه الشمس الضاريه التي غزت الغرفه فتدير عيناها حولها وتتساءل كيف انتصفت الظهيره وهي ماتزال نائمه حتي أنها لم تشعر بوسيله أن كانت قد استيقظت ام لا لتجر جسدها الواهن من الفراش وهي تستند الي الحائط والأثاث تتلمس طريقها لغرفه حفيدتها التي تنادي اسمها بصوت متحشرج كل بضع خطوات 

عقدت حاجبيها وبدأت دقات قلبها تتسارع حينما فتحت الباب ووجدت أن حفيدتها ماتزال بفراشها لتقترب منها وهي تسعل قليلا ..وسيله 

بصعوبه كانت قد وصلت الي فراش وسيله التي تكومت علي نفسها بداخل الغطاء لينقبض قلب امتثال حينما شعرت بتلك الرجفه القويه تنتاب جسد صغيرتها ...ارتمت علي الفراش بجوارها وبقلب لهيف نادت اسمها لتلفح يدها تلك الحراره المنبعثه من وجه وسيله 

مع كل خطوه يخطوها كان يشجع نفسه بأن المكافاه في النهايه هي رؤيه وجهها الجميل لذا تابع صعود الدرجات الواحده تلو الأخري ليتوقف أمام الباب الخشبي يسحب نفس عميق قبل أن يطرق عليه !

التاعت امتثال وبقلب مكلوم كانت تميل علي وسيله تحتضن جسدها الصغير الذي ينتفض بقوة من رجفه الحراره العاليه التي تسري بجسدها بلا مقدمات لتضمها لها بعجز وهي لا تدرك ماذا تفعل حتي هاتفها بعيد عنها لتتصل بأحد لعله ينجدها ..... لتردد اسمها بألم ممزوج بقله حيلتها وهي تدرك كم أن موقف بسيط كمرض حفيدتها لا تقوي علي مواجهته بصحتها الضعيفه 

: وسيله ....وسيله ردي عليا 

كل ما استمعت له هو همهمات وكأن وسيله في عالم آخر تهذي بوهن واعياء شديد وعيناها لا تستطيع رفع جفونها من فوقها لينتفض جسدها مجددا ومعه ينتفض قلب امتثال التي استمعت لصوت الطرقات علي الباب وكل ما فكرت به هو أن أحدا سينجدها لتحاول اخراج صوتها تنادي النجده ولكن صوتها كان خافت كما حال سريان الدم بعروقها وهي لا تستطيع أن تبارح جسده صغيرتها الذي تضمه لها وكأنها تريد امتصاص تلك الرجفه منه وتشعرها بالدفء 

ضم عمر قبضته بعد أن طرق الباب عده مرات بلا جدوي ليعود مجددا يطرق ولكن بقوة أكبر ...لقد أخبره حارس العماره أنهم بالاعلي فلماذا لا يفتحون ؟!

مجددا تعالت طرقاته علي الباب كما تعالي صوت امتثال التي تنادي بيأس اسم حفيدتها وتزيد من احتضان جسدها الذي ضاهي ورقه شجر أمام رياح خريفيه عاصفه تجعله يرتجف بقوة 

عقد حاجبيه وتسارعت دقات قلبه بينما استمع لهذا الصوت الصغيف اتي من الداخل لذا بلا مقدمات كان يسدد كتفه الي الباب بقوة يحاول كسره ....ضربه... اثنان..! وركله اخيره وكان صوت تحطم مفاصل الباب يدوي بالمنزل الذي اقتحمه عمر وهو ينادي بصوت متلهف : وسيله ...حجه امتثال !!

وكأنه طوق نجاه تمسكت امتثال به لتضغط علي احبالها الصوتيه صارخه : الحقني ياابني 

ركض عمر بأقدام هلاميه تجاه مصدر الصوت ليجد امتثال تضم وسيله إليها بمنظر يقشعر له البدن ....اسرع ناحيتها بهلع وخوف شديد بينما يحاول فهم ما يحدث ليضغط علي صوته الذي خرج مبعثر كما حال دقات قلبه القلق : مالها وسيله 

اتفض جسد وسيله ليبعد عمر امتثال عنها ويترجم عقله سريعا أن حرارتها العاليه أدخلتها بمرحله التشنجات فما كان منه إلا أنه حملها بلا تاخير وهو يهتف بامتثال حاولي تقومي معايا ياحجه لازم نحطها تحت الدوش 

عشان حرارتها تنزل .....بالجهد الذي استطاعته حاولت امتثال اللحاق بخطوات عمر الذي خرج بجسدها المحمول بين ذراعيه تجاه الحمام وسرعان ما فتح المياه التي جعلت وسيله تشهق بقوة ماان لامستها بروده المياه ليضمها عمر اليه هاتفا بقلب لهيف : انا جنبك ...معلش يا حبيتي استحملي 

انتفضت مجددا ليحاول عمر تهدئتها ويبقيها اسفل المياه للحظات ....ارتجفت وسيله وصكت اسنانها ببعضها لينظر عمر لها ويمرر يداه برفق علي خصلات شعرها المبتله يبعدها عن وجهها الذي ضربته الحمره بقوة من آثار الحراره .....بعد عده دقائق بدأت تهديء حده الحراره قليلا ....ليلتفت عمر حوله وهو مازال يسند جسدها بذراعه ليجذب المنشفه الكبيرة ويحيطها بها ويحملها الي الخارج .....تبعته امتثال وهي تبكي وتلوم نفسها أن حفيدتها التقطت منها العدوي : اتعدت مني ...انا السبب 

قال عمر برفق وقد بدأت دقات قلبه تهدء حينما وجد الحراره خفتت : متقلقيش هتبقي كويسه .....هنزل اجيب خافض حراره واكلم دكتور وانتي معلش غيري هدومها 

اومات امتثال قائله : في جوه عندي في الأوضه دوا السخونيه مع ادويتي 

خرج عمر من الغرفه ليجذب هاتفه من جيبه ويطلب رقم مشفي قريب ليرسل له أحد الأطباء بينما اسرع الي غرفه امتثال يبحث بين الادويه إلي أن وجد بغيته 

عاد إلي تجاه غرفتها ليتمهل قليلا قبل أن يقول لامتثال : ادخل ياحجه 

كانت امتثال ترتكز بركبتها علي الأرض وهي تسدل الثوب البيتي فوق ساق وسيله لتقول بأنفاس لاهثه : تعالي ياابني 

دخل عمر الي الغرفه ليمد ذراعه سريعا تجاه امتثال يوقفها ثم يجلسها الي الفرش الذي مدد وسيله عليه ثم اتجه ليجذب منشفه يحيط بها خصلات شعرها 

أسند جسدها برفق ورفعة قليلا ليعطيها الدواء بينما مازالت غير واعيه لما حولها ....بكت امثتال مجددا ليقول عمر برفق : متقلقيش انا طلبت دكتور وهو جاي على طول 

وبالفعل لم تمر نصف ساعه وكان الطبيب يحضر ليفحصها 

ثم يقول لعمر : هعمل ليها شويه تحاليل بس مبدئيا عندها pure COVID 

انزعجت امتثال من التشخيص ليطمئنها الطبيب قائلا : متقلقيش يا حجه الكورونا بقت عاديه وليها علاج زي اي دور برد ...هبعت المعمل ياخد عينه التحليل وهتاخد كورس العلاج وترتاح قدر الإمكان وكلها كام يوم هتبقي كويسه ....وانتي كمان يا حجه هتاخدي نفس الكورس وترتاحي خالص 

امتلئت عيون امتثال بالبكاء وهي تتطلع الي وسيله الراقده في فراشها لتهمس لها بأسف : حقك عليا انا السبب 

عاد عمر الي الغرفه بعد أن اوصل الطبيب واشتري الادويه من الصيدليه بالاسفل ليقول برفق : 

اطمني يا حاجه 

قالت امتثال بامتنان : انت ربنا بعتك لينا في الوقت ده 

ابتسم عمر لها ومليء عيناه من رؤيتها قائلا: المهم تبقي كويسه ....تعالي ارتاحي زي ما الدكتور قال

هزت امتثال راسها قائله : مش هسيبها 

قال عمر باصرار وهو يأخذ بيد امتثال الي غرفتها : انا جنبها متقلقيش ...تعالي ارتاحي عشان خاطرها لازم تبقي كويسه

اسندها عمر الي غرفتها ووضعها في الفراش ثم غاب لحظات قبل أن تتفاجيء امتثال به يعود وقد قطع لها بعض قطع الفاكهه 

واعطاها ادويتها قائلا برفق : كلي حاجه عشان الدوا 

نظرت له امتثال بامتنان ليبتسم عمر لها ويربت علي كتفها قائلا : الف سلامه عليكي 

يلا ارتاحي وانا هروح اطمن علي وسيله 

..........

....

فتحت امتثال جفونها المثقله بالمرض ليلا علي ذلك الصوت الآتي من الخارج لتتستند الي الحائط وتخرج من غرفتها لتجد عمر الذي كان يحاول اصلاح باب الشقه الذي حطمه يطرق بهدوء قدر استطاعته علي الباب 

التفت إلي امتثال باعتذار ما أن شعر بخطواتها : اسف لو عملت دوشه بس كنت بصلح الباب ...اسف اني كسرته بس قلقت عليكم لما خبطت ومحدش فتح 

قالت امتلث بابتسامه واهنه : فداك ياابني 

جلست تتطلع إليه بينما يصلح الباب لتبتسم وتهز راسها وهي تري وجوده اليوم أصبح كذلك الباب يشعرها بالأمان وبانها ليست وحيده لا هي ولا حفيدتها التي لأول مره تشعر اليوم بالقلق عليها أن تركتها وحدها بعد مماتها 

غلبت العبرات حلقها لهذا الهاجس لتقوم من علي المقعد قائله لعمر الذي انتهي : هدخل اطمن علي وسيله واعمل ليكم لقمه تاكلوها 

ابتسم عمر قائلا : متتعبيش نفسك انا عملت كل حاجه 

رفعت امتثال حاجبها بعدم تصديق ليقودها عمر الي المطبخ الذي اينعم عمت الفوضى ارجاءه ولكنه في النهايه أخرج الطعام من تلك الفوضي لتبتسم له قائله : 

ليه ياابني تعبت نفسك 

قال عمر بسماحه :متعبتش ولا حاجه

انتي بس ارتاحي وانا هجيب لحضرتك الاكل 

وكمان هاخد لوسيله اكلها عشان تاخد الدوا 

بدء يجهز الاطباق بحماس بينما يتابع : أنا كنت مستني تصحي عشان اجهز الاكل 

تهادي صوت امتثال إلي عقل وسيله وكأنه اتي من واد سحيق ليمتزج نداءها بصوت اخر ونبره أخري مر وقت طويل لم تداعب أذنها وتناديها للاستيقاظ ....

فتحت عيناها وقد ظنت أنها ما تزال تحلم حينما رأت وجه امامها ....

حمد الله علي السلامه قالها بنبرته الاثره 

لتدير وسيله عيناها تجاهه تتأمله ظنا منها أنها مازالت تحلم لولا صوت جدتها التي قالت برفق شديد : سلامتك يا نور عيني 

قالت وسيله بوهن بينما أدركت أنه بالفعل موجود امامها : ايه اللي حصل ؟

قالت امتثال وهي تمسك بيدها : تعبتي شويه ومعرفش عمر ازاي لقيته قدامي الله يكرمه جه في الوقت المناسب 

غلبها الإعياء الشديد لتحاول أن تبتسم ولكن الوهن جعلها تغمض عيناها مجددا بينما تهتف بصوت ضعيف وهي تستسلم لوجع عظامها : انا عاوزة انام 

كان راسها ثقيل للغايه لذا سرعان ما غلبها النعاس بعد أن حاول عمر أن يطعمها بضع لقيمات ويعطيها الدواء 

قال عمر يطمئن جدتها بصوت هامس : متقلقيش 

الدكتور قال إنها محتاجه راحه واكل وهتبقي كويسه 

بمنتصف الليل استجمعت امثال قوتها وهي تغادر فراشها لتتجه الي غرفه صغيرتها التي منعها المرض من البقاء بجوارها فاستجابت لعمر الذي أعادها الي فراشها 

وقفت لدي الباب المفتوح والذي تركه عمر بعد أن ذكر نفسه أنها لم تعد زوجته ...!

ارتسمت ابتسامه راضيه علي شفتيها بينما رأت عمر قد توسد الأرض الصلبه ووضع عليها وساده ونام بجوار فراش وسيله لتتجه إليه وتشعر أنه نضج وتغير ولم يعد ذلك الطائش الذي لا يفكر بعواقب أفعاله وبالفعل فكر كثيرا قبل أن تغلبه مشاعره ويبقي بجوارها بأنها لم تعد زوجته لذا لم يطاوع مشاعره المشتاقه في الاقتراب منها بأي صورة 

فتح عيناه حينما شعر بيد امتثال تضع فوقه الغطاء 

ليعتدل جالسا وهو يهتف بقلق : انت كويسة ياحجه

قالت امتثال وهي تربت علي كتفه بينما عادت معزته تطرق أبواب قلبها : الحمد لله ياابني انت ليه نايم علي الأرض 

قال وهو يفرك عيناه : عشان ابقي جنبها لو صحيت 

نظر في ساعته قائلا : كمان وقت الدوا بتاعها قرب 

قالت امتثال بحنان : طيب كفايه عليك كده و قوم نام في الاوضه التانيه انا منضفاها وانا هقعد جنب سيلا واديها الدوا 

هز عمر رأسه برفض : مش هسيبها... انتي لازم ترتاحي 

قالت امتثال بامتنان : احنا تقلنا عليك 

قال عمر بعتاب : عيب يا حاجه تقولي كده هو انا مش زي سيلا ...الحمد لله اني كنت موجود 

رددت امتثال مثله بنفس الامتنان : فعلا الحمد لله...كنت لوحدي مش عارفه اعمل ليها حاجه 

..........

في الصباح 

بعيون ثقيله وقف عمر يفرك خصلات شعره التي تبعثرت فوق جبينه بينما يبحث عن القهوة التي ستجعله يفيق من إرهاق الليله الماضيه 

لتقع عيناه علي أكوام الاطباق و الادوات التي ملئت الطاوله الرخاميه فشمر اكمامه واتجه إليها ليغسلها ويضعها فوق منشفه كبيرة فردها علي الطاوله الرخاميه ....انتهي اخيرا لينزل اكمامه بعد أن جفف يداه ثم يخرج من المطبخ ويتجه الي باب الشقه يفتحه للبواب الذي أرسله لشراء بعض الطلبات التي رتبها في البراد ثم بدء يجهز الأفطار ......

اسرع يغلق الموقد علي اللبن الذي كاد يفور علي الموقد 

لتسبقه يد امتثال التي لليوم التالي منعها المرض من الاستيقاظ باكرا .... ابتسمت له ليري أن وجهها قد بدء في التحسين كثيرا عن الامس : صباح الخير يا حجه 

: صباح النور يا حبيبي 

.... ايه بابني ليه كده تعبت نفسك انا كنت هعمل كل حاجه بس غصب عني مقدرتش اصحي زي العاده 

قال وهو يسندها ليجسلها علي المقعد : انتي مش هتعملي اي حاجه لغايه ما تخفي خالص ....اعتبريني ايدك اليمين و انا هعمل كل حاجه ....شاوري بس 

ضحكت امتثال قائله بمزاح : بتحرجني يعني بشهامتك دي 

هز رأسه ضاحكا : مقدرش ياحجه انتي عارفه غلاوتك 

قالت بعتاب : بإمارة اني بقت حجه 

قال عمر بمشاكسه : ماهي تيته بتنرفزك 

هزت امتثال راسها وجذبته لحضنها :لا خلاص سماح عشان اللي عملته 

ربت علي كتفها قائلا : وانا علمت ايه بس ياريت اقدر اعمل حاجه تنسيكم عمايلي زمان 

قالت امتثال بصدق : اهو انت قولت زمان ....سيب زمان يروح لحاله 

قبل عمر راسها ثم عاد ليجهز الافطار بينما يقول بمرح : اعملي بقي فيا معروف وقولي ليا القهوة فين ..هتجنن علي فنجان قهوة 

ابتسمت امتثال قائله : طيب خليني بقي اعملك احلي فنجان قهوة 

قال عمر بحماس : مش هقول لا ....بس خليكي مكانك وانا اجيبلك الحاجه لغايه عندك 

أعطاها السكر والقهوة 

لتقلب امتثال مقاديرها وتعطيها له ليضعها علي النار 

نظرت له وطالت نظراتها له قبل أن تتنهد قائله : 

يااه.. عدت سنه 

قال عمر بغصه حلق : سنه و١٤ يوم 

ابتسمت امتثال قائله : انت عديتهم 

اوما لها وعاد يتشاغل بسكب القهوة في الكوب 

لتقول امثال وهي تتنهد مجددا لترتيب القدر : بس شوف شاء ربما تيجي امتي 

حمل صينيه الافطار قائلا : يلا نصحي وسيله تفطر 

قالت امتثال وهي تهز راسها : اسبقني علي ما اصلي الضحي 

مره اخري تستيقظ علي نبرته التي تنادي اسمها بحنين جارف حاول مقاومته وهو يكور يده يمنعها من تلمس خصلات شعرها الذي اشتاق كثيرا لمداعبته وشم رائحته 

فتحت عيناها لتراه بجوارها يميل عليها ويتامل ملامحها ....ابتسم لها برقه ما أن فتحت عيناها : صباح الخير 

لم يري انعقاد جبينها بل رأي وجهها الصبوح يجيب : صباح النور 

حاولت أن تعتدل جالسه ليساعدها ويضع الوساده خلف ظهرها وهو يسألها : حاسه انك احسن 

اومات له وبدأت تسأله مجددا عما حدث ....

وضعت وسيله يدها علي يده التي يطعمها بها قائله : كفايه ياعمر مش قادره 

ضمت يدها سريعا حينما استشعرت لمعه عيناه لمجرد لمسه يدها لتخفض عيناها بارتباك تحاول اخفاء ذلك الحنين الذي لا تعرف كيف عاد يراودها بعد أن حاولت طوال تلك الأشهر اخبار نفسها انها تجاوزته 

مرت لحظه ثقيله من الصمت كل منهم يبحث عن شيء يقوله ليخرج صوت وسيله خافتا بينما تقول : انا عارفه اني جرحتك اخر مره 

قبل أن تكمل تلك الكلمات التي أرادت دوما ان تبرر بها تصرفها القاسي معه وقتها بأنها كانت بحاجه حقا لان تبتعد ولم يكن امامها طريق آخر سوي بناء سد منيع أمامه ..قاطعها عمر قائلا : انسي يا وسيله كل اللي حصل !

لاتعرف لماذا خرج صوتها بتلك البحه وهي تسأله : 

انت نسيت ؟!

ربنا قصدت أنه نسي قسوتها بذلك اليوم وربما قصدت هل نسي كل شيء بينهما ...لاتعرف ولم تفسر أكثر ليكون التفسير من نصيب عمر الذي اجتاح الحنين الجارف نبرته وهو يقول بغموض : مش عارف !!

لايعرف ام يعجز ...وضح معني كلماته بينما نظر إلي عيناها ووجد نفسه يقر بكل شيء : مش عارف انسي لحظه واحده عيشتها معاكي .... 

رمشت وسيله باهدابها وخفضت عيناها ليقول عمر سريعا : انا عارف ان مش من حقي اقولك الكلام ده بعد كل اللي خليتك تعيشيه بس حاسس اني مديون ليكي بكلام كتير .....ينفع أقوله 

لم توافق ولم ترفض بل صمتت وهو تلك المره لا يريد الصمت بل يريد أن يتحدث ....ليس بقشور ولكن بعمق التفاصيل الموجعه ...كل ماكان مدفون عميقا بداخلها ليس عناوين فقط اسفل كلمه السماح بل التفاصيل المؤلمه التي عاشتها وظنت أنه لا يتذكرها 

خرجت نبرته ممزجه بندم شديد : انا مزعلتش منك علي اصرارك اني ابعد عنك ...حقك بعد كل اللي عملته فيكي.....جايز وقتها كرامتي وجعتني وفضلت وقت طويل اضحك علي نفسي واخد كرامتي حجه اني عملت اللي عليا وانتي رفضتي بالرغم اني طلبت تسامحيني لغايه ما واجهت نفسي وقولت كفايه كذب انا استاهل....انتي عملتي اللي المفروض يتعمل وانا لازم اقبل كده لاني اكتر واحد عارف انا عملت ايه فيكي.....نظر إلي عيناها التي داهمها الحزن مجددا وهي تستمع إليه : وسيله انا كل يوم بسال نفسي ازاي كنت كده ؟!

ازاي كنت اناني اوي تحت عنوان كبير ببرر بيه كل تصرفاتي اسمه بحبك وكأن حياتك بقت ملكي عشان بس حبيتك ....!!

كلامي ده مش مجرد تبرير دلوقتي لا دي أسبابي الوحيده اللي معنديش غيرها ...كنت بحبك بجنون و خايف تبعدي عني ....هز رأسه وتابع : انا عارف انه مش مبرر خالص بس انا كنت كده ....كنت اناني مفكرتش الا في نفسي ومشاعري وافترضت انك لازم تحسي بيا انا وبس وانتي مش مهم .... كنت بفكر طول الوقت زي ما اتعودت ازاي ارضي نفسي حتي لو علي حساب غيري .....اذيتك من غير قصد بس دي ميعفنيش من الغلط واكبر غلط عملته هو اني سمحت لنفسي ادفعك تمن اللي حصل الليله دي ....ابويا اتهمني وانا بدل ما ادافع عن نفسي سكتت وروحت عملت نفس اللي هو عمله واتهمتك ظلم مع الفرق اني استاهل يتهمني إنما انتي مكنش ينفع اتهمك بحاجه زي دي ....

كنت غبي مع اني مش كده و بسهوله كنت هكشف سر هدي وأنور بس حملتك ذنوبي وفرغت فيكي كل السواد اللي كان جوايا يومها من غير ذنب

تهدج صوته وغص بحراره العبرات وهو يتذكر تفاصيل تلك الليله البشعه : حتي البيبي ...!

لم يستطع أن يكمل جملته حينما خرج صوت وسيله المتحشرج بالدموع توقفه عند تلك النقطه التي تريد أن تنساها دون عن أي شيء آخر : كفايه ياعمر 

نظر لها لتغزو الدموع مقلتيها وهي تهز راسها : مش عاوزة افتكر ! 

قال عمر بأسي شديد : ياريت بأيدي اعرف اخليكي تنسي!

ازداد الاسي نبرته وهربت عيناه من عيناها بخجل بينما يتابع : بس تنسي ايه ولا ايه ..... 

حتي اللي حصل اليوم ده مكنش اكبر ذنوبي ....انا لفيت ضهري ليكي ومسألتش عنك ولا ايه حصلك وياعالم ايه كان ممكن يحصل ليكي وانتي تحت رحمه الست دي ...! 

انا بكره نفسي كل ما افكر ازاي كنت كده 

نظر لها بندم شديد ووجع أشد وهو يتابع : وانتي ليكي حق تكرهيني !

حقك تبدأي بعيد عن واحد زيي ....كان عندك حق لما قولتي اني اخدتك من حياتك وحطيتك في حياتي اللي كلها سواد ...حقك كل اللي عملتيه يا وسيله 

اهتزت شفتيها وبدأت دموعها تتمرد علي اهدابها التي تحتجزها خلفها وتنساب دمعه حاره علي وجنتيها لم تكن دمعه حزن بل دمعه بمثابه قطره مطر غسلت الكثير من الاوجاع التي كانت بداخلها ...دمعه انتصار بأنها استردت حقها كاملا حينما اعترف الظالم بمظلوميتها .

........

......

وقف مراد أمام المراه يصفف شعره بعنايه وينثر عطره الأثر علي عنقه وكتفيه بغزارة وعيناه من خلال المراه 

تتحرك بخبث تجاه جوري التي كانت جالسه علي الفراش تلاعب طفلها .... اخذ يدندن أحدي الالحان بصوت عالي ليجذب انتباهها وهو ينتظر سؤالها ولكن كالعاده الطفل يشغلها ولم تنتبه من الأساس 

ليزم شفتيه لحظات قبل أن يقول بمكر وهو يتعمد أن تبدو نبرته محمله بالامبالاه : جوجو ... ابقي اتعشي انتي عشان انا هتأخر 

انتبهت جوري إليه واخيرا لتعقد حاجبيها وهي تسأله : هتتأخر لغايه امتي يا حبيبي 

غزت الابتسامه ملامحه وتنهد بينه وبين نفسه متبرطما اخيرا اخدتي بالك 

ولكنه سرعان ما أخفي ابتسامته وهو يهز كتفه قائلا : مش عارف ... عازم الناس بتوع تركيا علي العشا ومش عارف هخلص امتي 

نظرت في ساعتها وهي تفكر قليلا ثم ترفع عيناها تجاه مراد الذي تأهب لرفضها لتقول جوري بقليل من الاستنكار : هتطول اكتر من ساعتين 

ظن نفسه نجح اخيرا ليقول بخبث : جايز ...انتي عارفه ريان دي ممله في التفاصيل اد ايه 

نظر لها بطرف عيناه بخبث وحاول أن يكتم ضحكته علي تغير ملامح جوري وهو يتوقع أن القيامه ستقوم 

لمجرد ذكره وتأكيده أنه سيتناول العشاء برفقه امراه أخري ليزيد من جرعه استفزازها وهو يتجه مجددا يقف أمام المراه ويعيد تصفيف شعره 

ليعقد حاجبيه باستنكار شديد ما أن وجد الوضع كما هو بل وينصدم ببرودها الذي فسره هكذا حينما قالت : طالما كده يبقي مش هتلحق تشوف طنط نور عشان كانت جايه تتعشي معانا النهارده 

لوي شفتيه بغيظ شديد وانفلت لسانه بحنق : هو ده اللي فارق معاكي 

نظرت له باستغراب ليزفر مراد بضيق ويسحب مفاتيحه ويغادر بغضب لم تفسره ! 

تعمد أن يتأخر كثيرا وهو يتوقع مجدد نفس القيامه التي لا تبدو ستقوم ابدا اسفل برودها تجاهه وانشغالها عنه 

بطفلها ليدخل الي الفراش بغضب شديد جعل جوري تشعر بمجيئه وتستيقظ ناظره إليه : مراد 

تبرطم بداخله وهو يجذب الغطاء فوقه لا خياله 

قالت جوري وهي تستدير الي الجهه الأخري : انت اتعشيت يا حبيبي ومفيش داعي اجهزلك العشا صح 

زم شفتيه بغيظ وهتف من بين أسنانه وهو يهمهم باستمتاع مصطنع : العشا كان حلو اوي 

كادت النيران تخرج من رأسه بينما تقول جوري بهدوء شديد : بالهنا والشفا 

كور مراد قبضته ودفع الغطاء من فوقه هاتفا بحنق شديد : لوح تلج !

............

....

شهقت غرام وبسرعه أسرعت تغلق الموقد علي الطعام الذي كاد يحترق بينما تفعل الف مهمه بنفس الوقت وهي تحمل طفلتها الصغيرة علي كتفها 

سحبت نفس عميق تشد به عزيمتها وتبعد الإرهاق عنها وهي تسحب الاطباق وتتجه لتضعهم فوق طاوله الطعام التي نادت الفتيات إليها بعد أن جهزتها ولم تكد تجلس بجوارهم حتي بكت الصغيرة لتقوم وهي تحملها وتتجه الي الغرفه لتستبدل لها ملابسها وترضعها ...الف مهمه تفعلها بنفس الوقت وكأنها بطل خارق فتجد نفسها كل يوم تركض من هنا لهناك ليأتي المساء وترتمي علي فراشها منهكه وليتها تنام ساعتين متوصلتين فهاهي فتحت عيونها التي بالكاد اغلقتها علي صوت بكاء الصغيرة التي حملتها وأخذت تهدهدها ليفتح ايهم عيناه ويستدير ناحيتها 

قالت غرام برفق وهي تتحرك ذهابا وإيابا بالطفله : معلش روح انت كمل نومك في الاوضه التانيه 

كل يوم منذ مجيء الطفله وهي من تعرض عليه نفس العرض بأن يرتاح وينام وتبقي هي تواصل الليل بالنهار

رافضه اي مساعده تطلبها منه أو من الفتيات فأصبحت كل المهام من نصيبها هي ولكن تلك الليله تابعت عيناها تحركه خارج الغرفه برجاء أن يعرض عليها المساعده بينما بلغ الإرهاق بها مبلغه ولكنه لم يفعل فهو اعتاد منها أن تتحمل كل شيء فلماذا يعرض مساعده لن تقبلها ولا يدرك الان حاجتها إليها ...!

وضعت يارا بوسط الفراش بعد أن نامت مع بدايه شروق الشمس لتقف بأمل امام الفراش الذي أرادت أن تحتضنه وتغرق بالنوم في وسطه الدافيء ولكن أملها تبخر وهي تتذكر أن عليها المزيد من المهام التي ادتها كما اعتادت علي اكمل وجه وساعه تجر اخر ومهمه تجر الأخري بلا توقف ولكن ما توقف هو قدرتها علي الاحتمال لتجد نفسها وقت الظهيره تنفجر باكيه مع ابنتها .....بكت بانهاك ليس بسبب إلا أنها مرهقه تريد فقط أن تشكو ارهاقها ...

اجاب ايهم سريعا عليها حينما اتصلت به : ايوه يا غرام ...عامله ايه 

حاولت تنقيه صوتها الباكي وهي تقول : الحمد لله.. انت كويس 

: اه ...مالك ...يارا كويسه 

هزت راسها وسرعان ما اختنق صوتها بالبكاء فهي من لا تشعر نفسها بخير ولكنها لم تعتاد الشكوي لذا قالت وهي تبتلع غصه حلقها : اه كويسه ....ترددت قبل أن تقول : هو ...هو انا بس كنت عاوزة اروح لماما ممكن 

اوما وهو ينظر في ساعته بدهشه : اه طبعا ....هو بس مامتك هتكون موجوده في البيت دلوقتي ولا عاوزاني لما ارجع اخدك عندها 

قالت غرام سريعا : لا ..لا انا كلمتها وهي إجازة هروح دلوقتي وهرجع بدري متقلقش 

قال بقليل من القلق لتلك الزيارة المفاجئه من وجه نظره بينما بالنسبه لها كانت بحاجه لمن يسمع شكواها دون الاستخفاف بها : براحتك لو عاوزة تقضي اليوم معاها ...انتي كويسه ياغرام ؟

هزت راسها وقالت بصوت خافت : اه 

اغلق الهاتف بحيره من أمرها بينما لايعرف ما تعانيه طالما لم تشكي 

نظرت زينب الي ابنتها بشفقه وقالت بعتاب : طبيعي يا بنتي اللي انتي حاسه بيه وانا حذرتك كتير 

ياغرام محدش يا حبيتي هيعمل ليكي تمثال ولا تاخدي وسام كل اللي هتاخديه هو تعبك 

هدهدت الصغيره علي كتفها وتابعت وهي تربت علي كتف ابنتها : روقي يا حبيتي وبطلي عياط 

قالت غرام بصوت باكي : انا مش بعيط عشان زعلانه يا ماما ....انا بس تعبانه ...مرهقه ...عاوزة انام شويه ...عاوزة اشرب كوبايه شاي سخنه ....نفسي استحمي من غير ما اطلع اجري كل دقيقه ...ياماما انا مبقتش الاقي وقت اسرح شعري حتي 

ابتسمت زينب لها بينما تتابع غرام شكواها البسيطه ...شكوي كل ام حديثه تحتاج فقط للمساعده 

تابعت غرام بدموع طفوليه : انا مش زعلانه منه هو مش قصده بس انا تعبانه 

اومات زينب لها قائله : حقك يا حبيتي ومفيهاش حاجه لما تطلبي منه يساعدك 

قالت غرام بتردد : بخاف يتضايق من يارا ويحس هو أو البنات أن حياتهم اتلخبطت 

قالت زينب باستنكار : ويتضايقوا ليه ...هي مش بنته 

اومات غرام وقالت بشفاه مرتجفه : معرفش بقي هو تفكيري كده 

قالت زينب لها برفق : وانا قولت ليكي كتير غيري تفكيرك ....لما تعملي نفسك بطله محدش هيقولك برافو بالعكس هيتعودوا علي كده ولو قصرتي يوم هيشتكوا 

بكت يارا علي كتف جدتها لتمد غرام يدها سريعا تجاهها لتوقفها زينب قائله : سيبيها ليا ويلا قومي نامي ساعه ارتاحي ...نامي لغايه ما تشبعي نوم 

هزت غرام راسها : هتتعبي يا ماما 

قالت زينب ضاحكه : يا بنتي هو انا بقالي ساعه بقولك ايه ....يلا متشغليش بالك ولما تحسي انك تعبانه اشتكي عادي 

........

....

مزيج من المشاعر غلبت عمر الذي وقف يودعها بعد أن بقي يومين لديهم وهاهي أصبحت افضل ولم يعد هناك حاجه لوجوده ليقول بحزن أنه سيبتعد عنها مجددا : خلي بالك من نفسك 

لامست يداه يدها وهو يصافحها لتجتاح مشاعر الحنين قلبها بينما اليوم بعد مرور ذلك الوقت الطويل تري شخص آخر ....شخص كان بداخله ولكنه تواريخ حلف أفعاله الصبيانيه دوما ...تراه نضج وأصبح يهذب من طباعه ويجعلها مسؤوله أكثر ولكن ذلك الخوف بداخلها مازال موجود او بالاحري رفضت الاعتراف بوجوده طالما أنها مازالت بمنطقتها الامنه ولم يطلب منها أي عوده 

: كلميني لو عاوزة اي حاجه 

خالفت ما شعر به قلبها من حاجه لتؤكد بصوت عالي ما توقف به دقات قلبها عن الخفقان بسرعه : طبعا ..احنا صحاب ياعمر 

فهم المغزي من كلماتها واجبر قلبه علي تقبل خزلان اخر بينما لايريد أن يعلق نفسه بأمل زائف .....

.........

....

دخل ايهم الي الغرفه مساء ليفتح الباب بهدوء شديد ويتقدم علي أطراف أصابعه بينما كانت غرام نائمه واخيرا ....برفق شديد انحني تجاه الصغيرة التي تعلقت بحضن والدتها ليمرر يداه علي راسها الرقيق بحنان ثم يحرر ذراع غرام من حولها وينتوي حملها الي فراشها الصغير الذي قلما تنام به ودوما متعلقه بذراع والدتها التي من اقل بكاء لها تركض لتحملها حتي لا ينزعجوا من بكاءها 

فتحت غرام عيناها حينما شعرت بحركته لتنقي حلقها وتهتف به : هقوم اجهز العشا 

هز ايهم رأسه وقال برفق ؛ لا متتعبيش نفسك انا هنام 

اتجه لباب الغرفه لتوقفه غرام بتردد : ايهم 

التفت لها لتنظر له برجاء ممزوج بالتردد : ينفع تنام هنا لو مش هتتضايق من يارا 

ابتسم لها بهدوء متساءلا : وهتضايق منها ليه 

تشجعت غرام من نبرته لتقول وهي تنظر إليه : عشان بتعيط كتير 

قال بتفهم لم تتوقعه : شيء طبيعي كل العيال بتعيط 

اتسعت عيناها وهي تسأله : يعني مش هتضايق منها 

نظر لها ايهم وهز رأسه بقله حيله متنهدا : هتضايق من بنتي يعني ....ياغرام بطلي تفكيرك العجيب ده 

فتحت ذراعه وتوسدت صدره باشتياق بينما تقول بحزن : غصب عني خايفه تتضايقوا منها وتحسوا أنها لخبطت حياتكم 

نظر ايهم لها رافعا حاجبه : يا سلام ..... وهي مش بنتي واخت هنا وحلا وعادي جدا نتحملها 

حركت شفتيها بحركه طفوليه وهي ترفع راسها ناظره إليه : اهو انا فكرت كده

قال ايهم مشاكسا : متفكريش تاني ...!

نظرت إليه ليهز رأسه قائلا : انا مش عاجبني اللي بتعمليه ولا انك مصممه تشيلي كل حاجه لوحدك بس انا قولت اسيبك براحتك ...انتي حتي المذاكرة مش في دماغك 

ابتسمت قريرة العين بحديثه الذي أراح قلبها من حساسيتها الزائده لتقول بحب وهي تضع راسها فوق صدره : انا كل اللي عاوزاه دلوقتي انا اناااام 

ابتسم لها ومرر يداه علي شعرها برفق للحظات قبل أن يصدع صوت الطفله بالارجاء ليجدها تهب من مكانها وتتجه إليها بالرغم من عرضه : خليكي نامي وانا هشوفها 

هزت راسها برضي تام فيكفي كلماته : لا نام انت ...انا خلاص فوقت 

نظر لها ايهم بقله حيله وهز كتفه متبرطما : انتي حره 

نظرت له ولعدم رضاه لتزجر نفسها بصوت خافت : الله بقي ماهو عنده شغل الصبح بدري ولازم يرتاح .

.........

...

اتجهت زينه الي غرفه ابنها لتطرق الباب ...كان عمر مايزال علي جلسته منذ أن عاد ليدير رأسه تجاه الباب حيث دخلت زينه بابتسامه : عامل ايه يا حبيبي 

قال وهو يبتسم لها : الحمد لله 

نظرت له بعتاب لطيف وهي تذكره قبل أن يعود الي ماكان عليه 

: هو انا لو سالتك كنت فين اليومين اللي فاتوا هتقول ولا هترجع تخبي عليا تاني 

نظر عمر لها بوداعه قائلا : هقول 

ابتسمت له ولكن ابتسامتها ازاددت سعه ممزوجه بعدم التصديق حينما قال : كنت عند وسيله 

بحماس شديد قالت وهي تجلس بجواره : لا لا كلمتين كده مينفعش قولي التفاصيل 

نظرت إليه بعد أن أخبرها بكل شيء لتسأله : طيب وليه حاسه انك مش مبسوط مع انك المفروض تبقي طاير من الفرحه 

قال عمر بحزن : ليه المفروض 

قالت زينه ببساطه : عشان كل الي قولته 

قال عمر وهو يقتل اي امل بداخله ؛  

مش معني اللي حصل أن في حاجه اتغيرت 

قالت زينه بجديه : لا طبعا ....حاجات كتير اتغيرت وانت أولها 

اتشجع ياعمر وكلمها تاني واعرض عليها ترجعوا لبعض ...عدي وقت كفايه 

هز عمر رأسه قائلا :  خايف 

نظرت له زينه باستنكار : خايف من ايه ؟

قال عمر بيقين : خايف اعيش رفض تاني منها وانا كل الوقت ده بحاول اأقلم نفسي علي حياتي من غيرها 

قاطعته زينه برفض : ومش عارف تتأقلم وكلنا شايفين ده ...يبقي قولها وحسسها انك لسه عاوزها ترجع لك 

ومتمسك بيها 

هز عمر رأسه قائلا : لا .... وقتها لما رفضت كل محاولاتي انا قولت هي معاها حق بس دلوقتي هحس اني مظلوم وانا مش عاوز اعيش تاني احساس اني مظلوم مع اني ظالم  

......

........

احتضنت زينه وسيله باشتياق قائله : وحشتيني اوي ...اول ماعرفت من عمر انك تعبانه قولت اجي اطمن عليكم 

ابتسمت وسيله لها وقالت باشتياق هي الأخري : وحضرتك كمان وحشتيني اوي 

نظرت زينه الي امتثال قائله : حمد الله علي سلامتكم يا حجه 

ابتسمت لها امتثال قائله : الله يسلمك يا بنتي 

اتجهت لتحضر الحلوي لتلتفت زينه الي وسيله وتمسك يدها قائله : مهما اوصفلك اد ايه انتي وحشتينا كلنا مش هعرف 

ابتسمت وسيله لها لتتابع زينه برجاء : مش أن الاوان يتجمع الشمل تاني يا سيلا 

رمشت وسيله باهدابها لتري زينه حمره وجهها الخجول وكأنها تطلبها لابنها ولا تري نفس الرفض والنفور السابق 

لتتابع متشجعه : يا وسيله كلنا بنغلط واللي بينكم ممكن يتجاوز الغلط ده ...الوقت بيغير وبينسي وافتكر بعد كل الوقت ده قلبك بدء يصفي له 

كانت زينه محقه ولكن وسيله لم تقل شيء لتتابع زينه بتشجيع : تعرفي أنه من وقت ما رجع من عندك وهو واحد تاني ...لو تعرفي هو حاسس بأيه يا وسيله هيصعب عليكي ....خايف يفاتحك تاني في موضوع رجوعكم وفي نفس الوقت مش قادر يقبل انك خلاص بعدتي عنه ....تنهدت زينه بأسي وتابعت : عمر بينام وهو بيتفرج علي صورك ...فكري يا حبيتي وادي نفسك فرصه تعيشي مبسوطه ليه مفترضه الاسوء ....هو اكتر واحد عارف ان جواكي جرح منه وعشان كده هيكون اكتر واحد خايف الجرح ده يتفتح تاني ....جربي مش هتخسري حاجه !

.......

.........

هز مراد ساقه بقليل من العصبيه بينما كل لحظه وآخري يختطف نظره تجاه جوري ليطرق بأصابعه علي هاتفه الذي تعالي رنينه ويجيب عليه ....نظر إليها بطرف عيناه ثم قام من علي طاوله الأفطار واتجه لجانب الغرفه يتابع مكالمته لتضيق جوري عيناها وتتساءل مع من يتحدث واخيرا بدأت حاسه الانثي تعمل وتشعر أن هناك شيء ما 

لمحها مراد تأتي من خلفه تستمع إليه ليقول سريعا وهو يعلي صوته : تمام ....اديها ميعاد الساعه عشره ...انا جاي علي طول 

التفت اليها وتظاهر بالمفاجاه حينما رآها واقفه خلفه : جوري 

ضيقت عيناها وسألته مباشره : مين اللي عندها ميعاد 

ابتسم بخبث داخله وقال بهدوء مصطنع : ريان ...لسه عندها شويه تعليقات علي الشغل 

زمت جوري شفتيها باستفهام : وهي مش كانت معاك امبارح 

اخيرا نطقت هكذا أخبر مراد نفسه وهو يكاد يطير من السعاده ليتابع رسم دور اللامبالاة : اه 

تركها في حيرتها بينما أشعل فتيل التساؤل بداخلها عن سبب تكرار اسم تلك المراه أمامها أكثر من مره .....مجددا اهتمام مبالغ فيه أمام المراه جعل الشكوك تصدع بداخلها لتنظر الي ابنها الذي مال مراد عليه يقبله وهو في حضنها لتخترق رائحه عطره النفاذه أنفها .....طرقت باصابعها علي المقعد بجوارها وهي تفكر ....هل هناك شيء يجب أن تأخذ حذرها منه بينما المؤشرات تخبرها بذلك لتهب من مكانها وسرعان ما ترتدي ملابسها وتأخذ طفلها وتنزل تجاه منزل والدتها تترك الصغير وتتجه رأسا الي عمل زوجها وهي تتوعده ( نهارك اسود يا مراد لو اللي في دماغي صح ) 

..........

....

: طيبه اوي زينه دي يا سيلا ....ارتشفت امتثال القليل من كوب الشاي الذي بيدها ثم تابعت وعيناها تتطلع الي ملامح وسيله : تعرفي اني متمناش حماه غيرها ليكي 

احمر وجه وسيله التي استغربت ود جدتها تجاه عمر وعائلته لتهز امتثال راسها : اه طبعا ....وضعت يدها علي كتف وسيله وقالت بحنان : ارجعي له يا سيلا !

تعلثمت وسيله بمفاجاه لتبتسم امتثال لها برضي قائله : أيوة ارجعي له 

هزت وسيله راسها برفض واهي تلك المره : لا ...لا ارجع ايه خلاص الموضوع انتهي

هزت امتثال راسها وقالت بحنان : اللي انتهي هو المشاكل والحزن إنما اللي المفروض يبدأ هو سعاده انا متاكده انك هتعيشيها معاه ....تنهدت وتابعت بحنان : ارجعي له يا حبيتي انا مش عايشه ليكي العمر كله وكمان انا عاوزة اطمن عليكي 

.........

...



يلعب لعبه اشعال غيرتها ولا يدري عواقب اشعال غيره امراه !

اول ما فعله حينما دخل مكتبه هو أنه أشار بيده لمديره مكتبه : انسي كل اللي قولته عن ميعاد الساعه عشره ....عندي شغل كتير اعتذري بأي حاجه 

اومات الفتاه وغادرت لينكب مراد علي عمله بتركيز قبل أن يتفاجيء بجوري تقتحم مكتبه في تمام العاشره والنصف ....دارت عيناها بارجاء المكتب لتجده جالس مكانه منكب فوق الاوراق وحده لتعقد حاجبيها وتنظر إليه باستفهام : هي فين ؟!

لا تعرف سبب الضحكه البلهاء التي ارتسمت علي شفتيه بينما ارضت غرورة وهي تأتي كأنثي متوحشه تبحث عن غريمه اصطنعها لها حينما شعر باهمالها له ليقول متظاهرا بالبراءه : هي مين ؟!

قالت جوري بحنق : بتاعه تركيا اللي معرفش ايه حكايتك معاها 

أخفي ضحكته الخبيثة وهو يتظاهر بالبراءه : حكايه ايه بس يا حبيتي ...الست جايه في شغل 

نظر في ساعته وتابع : حتي مش عارف اتاخرت ليه 

كادت زفرتها الحاره تحرقه كما حال نظراتها الغيورة 

دخلت إليه مديره مكتبه بنفس اللحظه : مستر مراد البوسته جاهزة 

قال مراد : حطيها هنا 

اوقفتها جوري باستفهام : مدام ريان موصلتش لغايه دلوقتي 

قالت الفتاه بعفويه : لا يافندم ماهو مستر مراد قالي الغي الميعاد 

زفر مراد بغيظ قائلا : روحي يا مروة دلوقتي 

خرجت الفتاه لتنظر له جوري بعيون تتقد شرا وهي تتجه إليه ليتراجع مراد بمقعده بينما تسأله بوعيد : هو انت ايه حكايتك بقي بالضبط ....انت لغيت الميعاد ليه 

ابتلع مراد باستمتاع من غيرتها ليقر قبل أن تصل خطواتها إليه : حكايتي اني غيران !

توقفت جوري أمامه ونظرت له بعدم فهم : غيران ؟!

اوما لها قائلا ببراءه : اه غيران من اياد اللي واخدك مني وعملت كل الحوارات دي عشان تحسي وتهتمي بيا 

تعالت الفرحه بداخلها من تصرفه الصبياني الذي أنعش الحب بقلبها تجاهه لتتظاهر بالجديه وهي تميل عليه وتقرب وجهها من وجهه : يعني كل دي حوارات 

اوما لها مراد ببراءه لترفع حاجبها : يعني انت غيران من اياد 

اوما لها لترتسم علي شفتيها ابتسامه ماكره لم يعرف مراد سبب لها ولكنها جعلته يتوجس وهي تمسك يده وترفعها برفق تجاهها لتحط تماما فوق بطنها بينما تركز عيناها علي عيناه لتري رد فعله : امال هتعمل ايه لما تعرف أن اياد جاي له أخ أو أخت ...!

انتفضت مروة من فوق مقعدها علي ذلك الصوت الذي صدر من مكتب مراد الذي حرفيا قفز من فوق مكانه يهلل من الفرحه ليحمل جوري بين ذراعيه ويدور بها حتي شعرت بالداور ....مراد دوخت 

توقف مراد مكانه وضمها إليه بحب هاتفا : ما انا من اول ما شوفتك وانا دايخ وراكي 

ابتسمت برضي لتحيط عنقه بذراعها وتسأله بدلال : بتحبني 

قال وهو يميل علي شفتيها : بموت فيكي يا ام العيال 

.........



يحمحم عمر للمره العاشره بينما كل مره يحاول فيها نطق شيء يقول شيء آخر وكذلك كانت وسيله التي تتظاهر كما حاله بأنهم اصدقاء وأنه جاء فقط للاطمئنان عليها بينما كل منهم يراوغ حتي لا يصطدم مجددا 

: حلو المشروع وفكرته حلوة 

قالها للمره العاشره وهي مجددا تجيب عليه : نفسي يكبر واشغل معايا بنات اكتر ...انت عارف شغل الهاند ميد ممتع اوي وبيطلع الطاقه السلبيه 

اوما لها بتردد قبل أن يقول سريعا وهو يميل ليجذب شيء من جواره : عندك حق 

اخيرا أخرج العباءه من المغلف ليضعها امامها قائلا : ايه رايك في شغل الهاند ميد ده 

اتسعت عيونها بانبهار بالتطريز الانيق علي أطراف العباءه لتقول له : حلوة اوي. ...تحفه 

ابتسم عمر ولمع الامل علي استحياء بعيناه بينما يقول وهو يمد يداه لها بها : دي عشانك ؟!

عقدت حاجبيها باستفهام ليخفض عيناه وهو يقول بمشاعر : بقالي شهور جايبها من العمره ....ليكي ! 

التقت نظراتهم ليهو رأسه ويقول بابتسامه يشوبها الحزن : لما كنت في العمره ....فكرت ... يعني فكرت وحلمت انك تكوني معايا المره اللي جايه وتلبسيها 

ابتلعت وسيله ببطء بينما رفرفت الفراشات حول قلبها من رؤيتها رجفه يداه وحشرجه صوته وهو يقول دون أن ينظر إليها بتردد كبير : هو حلمي ده ممكن يتحقق !!



.........

....



نظر عاصم بطرف عيناه تجاه زينه التي تابعت بإقناع : هو انت مش بتثق فيا يا حبيبي ....بقولك والله موافقه 

قال عاصم بعدم اقتناع : يعني مش هنروح زي كل مره وتقول لا مش عاوزه 

هزت زينه راسها بسعاده : بقولك موافقه ...موافقه ياعاصم !

طوفان من المشاعر المختلفه اجتاحت وسيله ولاحت في نظراتها وفي ارتجافه شفتيها وفي بروده يدها بينما تلهف عمر لجواب سؤاله ولكنه أجبر نفسه أن يتمهل بانتظار الرد الذي عجزت وسيله عن الوصول إليه بينما تشابكت مشاعرها وأفكارها ككره كبيرة من الخيوط ...حنين ..اشتياق ...لهفه ...خوف من القادم مبرر بما عاشته في الماضي .... الكثير والكثير من المشاعر والذكريات ...حلوة ومريرة. ... حلوة بحلاوة البدايات التي خطف بها قلبها هاهي تتكرر وخوف لا تستطيع تجاوزه بعد أن تلاشت حلاوة البدايات وبقيت مراره النهايات .... تشجيع من داخلها بأن تقتنص البدايه الجديده وتسطر حروفها وبنفس الوقت تردد وجبن شديد من تكرار التجربه ....تشجيع بأنها لن تكرر أخطاءها بالماضي وتري منه أنه لن يكررها هو الآخر وبنفس الوقت خوف من أنه لا توجد ضمانات ....تشجيع بأنها تغيرت وهو تغير وخوف من مجهول عما أصبحوا عليه بعد التغيير ....الكثير والكثير جعلها تعجز عن تقرير ماهي ستكون اجابه سؤاله الذي طرحه بمشاعر لامست قلبها من صدق نبرته ونظراته .... ليست مجرد اجابه بنعم او لا بل عهد سيتعاهد عليه كلاهما ولا تستطيع الان صوغ كلمه منه بينما باغتها بطوفان مشاعره .... كانت تستطيع نطق لا قبل عده اشهر بما غلبه عليها عقلها وقلبها الذي تعكر بكل ما عاشته أما الآن بعد مرور هذا الوقت صفي قلبها ولم يعد عقلها وحده الذي يتولي القرار فهي مثل أي واحده مننا تهفو للسعاده والعيش برفقه من دق إليه قلبها ....لم تخرج اللا من شفتيها ولا من عقلها بينما قلبها يرجوها أن تتمهل ولا تقابل التغيير الذي تراه منه بالرفض بينما قلبها حقا لا يريد الرفض ككل محاوله خطي بها سابقا لتخرج نبرتها مهتزه متردده كما حال نظراتها 
: انا ....انا .....توقفت عن إكمال جملتها التي اكملها عمر عنها وهو ينطق بحراره وصدق : انتي خايفه ....انا عارف انك لسه خايفه 

نظر لها وتابع بنفس الصدق الممزوج بنفس الحيرة والشتات : وانا كمان خايف 

نظرت إليه ليهز رأسه ويتابع شرح مشاعره : خايف مقدرش اوفي بوعودي ليكي ولا اكون اد كل الآمال اللي انتوا كلكم حاطينها عليا 

.....نظر إلي عيناها وتابع : وسيله انا اتعودت اكون ولا حاجه محدش مستني مني حاجه وعشان كده مكنش بيفرق معايا رأي حد ولا نظرته ليا إنما دلوقتي مرعوب عشان مش اي حد عاوز نظرته ليا تتغير ....لا ....

ده انتي الوحيده اللي نفسي نظرتها ليا تتغير ....انتي الوحيده اللي تستاهلي مني تعويض عن كل اللي فات وانا خايف مقدرش اعمل كده ولا اكون اد الفرصه اللي بطلبها 

اخيرا خرج صوت من داخلها بما تريده : انا مش عاوزة تعويض 

اهتزت نظراته بخوف لاح بها وهو يستعد لخزلان تلك المره سيكون قاتل كسقوطه من سابع سماء رفع نفسه  فهل ترفض مجددا وتتركه يسقط بلا قيامه 

لتنظر وسيله له ولخوفه الواضح وتتابع ببحه صوت 

: انا مش عاوزة اندم تاني اني مشيت ورا قلبي  

لمعت عيناه ببريق ليسبقه قلبه قبل لسانه بلهفه : هعمل كل اللي اقدر عليه واللي مقدرش عليه هحاول اعمله 

العزم الذي رأته في نظراته واخبرتها به كلماته أقصي الكثير من ترددها لتقول : كلامك ده هعتبره وعد ولو خلفت وعدك ليا في يوم من الايام هفكرك بكل كلمه قولتها ومش هيكون لينا رجعه تاني ...هبعد عنك للابد 

ابتسم عمر وقال بلهفه ممزوجه بعدم التصديق أنه قارب علي نيل موافقتها  : عمري ما هفرط فيكي تاني ولا هنسي اي وعد وعدتك بيه 

قالت بعتاب : نسيت وعودك 

قال برجاء : انسي اللي فات وافتحي معايا صفحه جديده هخلي كل سطر فيها يستاهل انك متندميش لحظه واحده 

لمعت عيناها وعادت ارض قلبها القاحله ترتوي بقطرات الامل لتحضر وتزدهر لتقول بعيون تريد اقتناص كل وعد تستطيع أخذه منه يطمئن قلبها الخائف : بس احنا اكيد هنتخانق 

اوما بصفاء قائلا : اكيد والاكيد اكتر اننا هنتصالح عشان مهما نتخانق عمري ما هسيب ليكي ذكري وحشه في خناقنا  

قالت بالمزيد مما يتدفق الي داخلها : مش هتخبي عني حاجه تاني 

اوما لها وطالبها بوعد مماثل : وانتي هتقولي ليا كل اللي جواكي ولو حسيتي اني مقصر قولي ليا علي طول 

فتحت فمها ليبتسم عمر ويقول بلهفه بينما تتردد يداه في الزحف تجاه يدها التي يريد احتضانها بين يديه : سيلا انا بوعدك اني هنفذ كل اللي بتفكري فيه واللي لسه مجاش في تفكيرك ....انا زيك بالضبط نفسي اعيش مبسوط مع نصي التاني اللي عمري ما حسيت أنه بيكملني الا معاكي 

تنهد وتابع بينما وصلت يداه الي يدها : سيلا انا كل اللي عملته كان بدافع خوفي انك تبعدي عني أو صورتي اللي كانت في عينك تتغير بس دلوقتي أنا فهمت أن صورتي في عينك اللي هيرسمها هو تصرفاتي مش فكرتك عني 

شعرت بحراره يده فوق يدها التي لم تستطيع سحبها كما لم تستطيع سحب قلبها الذي أراد الغرق في المزيد من ورديه تلك اللحظات ليتابع عمر بمشاعر راجيه : سيلا اديني فرصه مش اني اعوضك عن اللي فات ...لا فرصه اننا نبدا مع بعض من اول وجديد ..!

..............

.....

غالب ايهم نفسه حينما استمع لبكاء صغيرته بينما يقول بصوت عالي وهو يضع يده فوق يد غرام التي هبت من مكانها ليعيدها إليه بنظره حازمه جعلتها تنظر إليه لاتفهم ما ينتويه 

: حلا ...حلا 

ركضت حلا : نعم يا بابي 

قال ايهم ببديهيه: اختك بتعيط يا حبيتي انتي مش سمعاها 

قالت حلا بعفويه وهي تتطلع بدهشه لغرام : اه يا بابي 

بس فكرت روما معاها 

اوما ايهم قائلا : غرام مصدعه شويه معلش شوفيها انتي 

أسرعت الفتاه بلا جدال تجاه الصغيرة لتنظر غرام إليه فيعود ايهم الي التطلع بشاشه هاتفه وكأن ماحدث شيء طبيعي والمفترض أن يحدث ...لتحاول غرام أن تقوم مطاوعه امومتها التي تعلي بداخلها بقلق بالرغم من أن بكاء الصغيرة توقف ليوقفها ايهم : رايحه فين ...خليكي مريحه 

قالت غرام بتردد : انا بقيت كويسه ...هقوم ابص علي يارا 

قال ايهم بجديه : يارا مع اختها الكبيرة ولو في حاجه كانت نادت عليكي 

زمت غرام شفتيها وبقيت جالسه علي مضض ليتمهل ايهم قليلا دون أن يضغط عليها أكثر بالبقاء قلقه ليعتدل واقفا ويترك الهاتف من يده قائلا : هقوم اعمل شاي وهبقي ابص عليهم ...اجيبلك شاي معايا ؟!

هزت راسها وهبت واقفه  : متتعبش نفسك انا هعمل لينا شاي وأشوف البنات 

اشار لها ايهم بعيناه لتعود مكانها وهي تتبرطم في أثره ( هو في ايه ...ماهو برضه حلا مش هتعرف تتعامل معاها ) 

كتم ايهم ضحكته وهو يعود إليها بطرف رأسه قائلا : لا هتعرف 

تركها واتجه الي غرفه ابنته الصغيرة ليجدها فارغه فيتجه بخطوات واثقه تجاه غرفه حلا لتداعب الابتسامه الواثقة شفتيه حينما وجد الفتيات جالسون علي الفراش يلاعبون اختهم الصغيرة ...رفعت هنا عيناها الي ابيها ضاحكه: بابي تعالي بص يويو بتعمل ايه ؟!

جلس ايهم بجوارهم لتجتاح الابتسامه شفتيه علي الصغيرة التي تقلد حركات حلا بشفتيها 

نظر ايهم بطرف عيناه تجاه الباب حيث وقفت غرام التي تهللت ملامحها وابتسمت لتشير لها حلا : تعالي ياروما شوفي يويو بتعمل ايه ؟!

جلست بجوارهم لتتعالي ضحكات الجميع وسرعان ما ترفع هنا هاتفها تلتقط الصور للصغيرة....مال ايهم علي غرام هامسا وهو يتظاهر بالجديه : هو انا مش قولتلك ارتاحي 

اومات له وهي تعض علي شفتيها : ماهو انا قولت اسال البنات يشربوا معانا شاي 

كتم ايهم ضحكته علي ردها الطفولي ليغيظها قائلا : حيث كده بقي اعملي لينا كلنا شاي ..!

هبت غرام بقلب منشرح وهي تقول بحماس: هعملكم احلي شاي من ايدي 

شاكسها ايهم قائلا : شاي من العلبه مش من ايدك 

غمزت له غرام بمرح : ماهو مش العلبه اللي بتظبط الشاي 

رفع ايهم حاجبه قائلا بجديه مصطنعه وهو يلحق بها : حيث كده يبقي اقوم اتعلم منك ازاي اضبط الشاي 

...........

....



تنهد عاصم مجددا وهو ينظر في ساعته ليلتفت الي زينه هاتفا بتبرم : عمر بقاله نص ساعه بيعمل ايه ... كل ده بيشتري علبه شيكولاته 

هزت زينه كتفها ليقول عاصم : هنزل اشوفه 

دخل ليجد ابنه يتحرك في أرجاء المحل الانيق وخلفه أحد الباعه بانتظار قراره ليسأله عاصم بعدم فهم لكل تلك الحيرة بانتقاء علبه شيكولاته : اتاخرت ليه ياعمر 

قال عمر وهو يحك ذقنه بحيره واضحه : بصراحه يا بابا انا اتشائمت من الشيكولاته 

رفع عاصم حاجبه : ومن شويه قولت لما كنت في محل الورد انك اتشائمت من الورد ...ايه هندخل علي الناس بايد فاضيه 

هز عمر راسه ووضع يده علي جيبه التي تحمل علبه قطيفه بها خاتم انتقاه خصيصا لها : لا ما انا جبت الخاتم 

اشار عاصم له قائلا : وهنجيب شيكولاته وورد وبطل الكلام العبيط ده ...مفيش حاجه اسمها بتفائل ولا بتشائم 

......

....

لحظه لا تصفها كلمات كانت لحظه خروج وسيله تجاههم حيث جلس بجوار ابيه في ظله يكبر به وتلك الفتاه الجميله تخرج له ببريق جعل عيناها تلمع ووجنتها تتوهج بالاحمرار الخجول وكأنه يطلبها لأول مره .... تقدمت بخطوات هادئه لتبتسم زينه لها وتمد ذراعها لتحتضنها كما فعل عاصم امام نظرات امتثال التي يدق قلبها عازفا سيمفونيه من السعاده والراحه وهي تضع صغيرتها علي أول الطريق الذي ستطمئن عليها به 

تراجع عمر بامتعاض حينما وضعت امتثال يدها بينه وبين وسيله التي اقترب منها يقبل وجنتيها كما فعل أبويه لتزجره : بعد كتب الكتاب 

اوما عمر لها بمرح : حاضر يا تيته...شوفتي انا بسمع الكلام ازاي 

جلست امتثال وقالت بعنجهيه قاصده : انت لسه مسمعتش كلامي اللي انا مجهزاه ياابن عاصم 

نظر لها عاصم بابتسامه ودوده قائلا : اعتبري كلامك اتنفذ قبل ما تقوليه يا حجه 

قالت امتثال بوجه راضي : مش لما يسمعه الاول 

قال عاصم وهو يربت علي كتف ابنه بثقه : هيسمع وينفذ أن شاء الله 

تنهدت امتثال برضي وبدأت تضع شروطها والتي لم تكن إلا شرط وحيد : انا مش عاوزة غير اني اطمن علي بنت قلبي وبنت ابني واشوفها مبسوطه وراضيه زي ما انتوا اكيد عاوزين تشوفوا ابنكم مبسوط وعشان كده عاوزة من ابنك وعد من راجل أنه لو في يوم من الايام قلبه اتغير عليها أو اختلف معاها وحس أن خلافهم هيأذيها يرجعها ليا !

قال عمر بلهفه وثقه : عمري ما هأذيها 

قالت امتثال وهي تهز راسها : ياعالم بالايام يا عمر ....انا بقولك تفتكر بس وعدك ليا لو القلوب اتغيرت 

اوما عمر لها وهو ينظر إلي وسيله بحب قائلا : اوعدك مع أن قلبي عمره ما هيشيل لوسيله الا الحب 

قالت امتثال بتشديد : الموده و الرحمه والتفاهم والاحترام قبل الحب ياعمر 

قال عمر بمشاعر جياشه : الحب بيخلق الرحمه والود وبيخلي التفاهم يعرف الطريق بين اتنين وطالما في حب هيكون في احترام وانا قلبي معرفش الحب الا معاها وقلبي متكسرش ولا عرف الوجع الا لما بعدت عني واصلا بقيت واحد تاني بعد ما خسرتها 

وانا معنديش اي استعداد اخسرها تاني 

ابتسمت زينه لابنها بينما رمقه عاصم بنظره فخر كما حال نظرات وسيله التي استردت كرامتها كامله وهو يتحدث عنها وكأنها اغلي ما بحياته  

وهنا حان حديث عاصم الذي قال : اعتقد كده يا حجه كلام عمر كفي ووفي وفوق وعد عمر وكلمته في كلمتي ووعدي اللي بديهم ليكي ولوسيله اللي هتعتبرني ابوها واي حاجه تحتاجني فيها متترددش ولو خلص العمر زينه هتوفي بوعودي دي بدالي 

هتف الجميع واولهم عمر بقلب ملتاع : بعد الشر عنك يابابا 

ابتسم عاصم ليتابع : ها أامري ياحجه ...عندك شروط تانيه 

قبل أن تنطق امتثال انفلت لسان وسيله بطلب طفولي ظنت انه سيهديء ضربات قلبها السريعه من السعاده التي مازال يشوبها الخوف : انا عاوزة العصمه تبقي في أيدي !

........

....

اتجه رشدي تجاه نديم الذي جلس يهز ساقه ببهو المنزل 

ليقول بقله لياقه : خير 

قال نديم باحتدام وتحفز : جاي اشوف ابني ولا ممنوع 

قال رشدي وهو يلوي شفتاه بقله ترحيب : لا مش ممنوع بس بعد كده تتصل بيا قبل ما تيجي عشان اقولك مناسب الوقت ولا لا 

احمر وجه نديم بغضب جارف نابع من خسارته للنعمه التي كانت بيده حينما أتت ريم بعد قليل تحمل الطفل وتعطيه له لتتهادي رائحتها الهادئه الي انفه تدغدغ مشاعره ناحيتها فتخونه نظراته وينظر لها بندم شديد يرجو أن تعفو وتصفح عن خطأه ولكن ريم اشاحت بعيناها عنه وقالت لأبيها : انا في اوضتي يا بابي لما يمشي ابقي نادي عليا اخد ساجد

اوما رشدي الذي جلس يضع ساق فوق الأخري متجاهل تماما وجود نديم الذي ضم ابنه إليه باشتياق شديد يلعن سوء أفعاله التي دفع ثمنها غاليا ....حمحم بعد قليل ونظر الي رشدي قائلا : عمي 

نظر له رشدي ببرود ليحاول نديم فتح طريق للحديث : انا ...انا مش حابب اللي حصل بينا ونفسي نرجع تاني زي زمان ....انا ...انا حتي كلمت بابا أنه يرجع الشراكه اللي كانت بينكم و...ظن أن رشدي سيركض كالعاده خلف اطماعه ولكنه تفاجيء برشدي يقاطعه : مفيش داعي ...انا خلاص وقفت علي رجلي ومش محتاج شراكه ابوك لو فاكر أنها هتكون تمن اني اضغط علي بنتي عشان ترجع لك 

احمر وجه وردت الطلقه بصدره والتي صوبها رشدي جيدا بينما كما حال الجميع تغير وراي في محنته معدن زوجته الاصيل والتي أعطته ميراثها ووقفت بجواره في أزمته التي ظنها نهايه المطاف ليجدها أنها مجرد ازمه مرت كما سيمر غيرها من ازمات ....حمحم نديم وقال سريعا بتبرير : مش قصدي اللي حضرتك فهمته انا كان قصدي نرجع اللي كان بيننا 

قال رشدي ببرود : مكنتش محتاج ارجع  حاجه تاني الا كرامه بنتي واهي رجعت لما مقبلتش اهانتك ليها واتهامك القذر ليها مع انك من الاول اللي جريت وراها 

قال نديم وهو يخفض رأسه باذلال : غلطت وندمان وعندي استعداد اصلح اللي عملته 

قال رشدي بجديه : ريم رافضه اي صلح بينكم وقررت تبدأ حياه جديده 

ابتلع نديم قائلا : يعني حضرتك موافق أنها تتجوز تاني مع أن ابو ابنها جاي يحاول يصلح كل حاجه 

قال رشدي وهو يهز كتفه : دي حياتها وهي حره فيها ومش عشان انت ابو ابنها هي مضطره تقبل 

قال نديم برجاء : طيب ارجوك حاول تقنعها...علي الاقل عشان خاطر الولد يتربي بين أمه وأبوه 

قال رشدي بجديه : ونفس الولد ده هيكبر ويشوف أبوه بيعاير أمه ويتهمها في شرفها ...قبل أن يقول نديم شيء آخر كان رشدي يعتدل واقفا وهو يقول : بعد اذنك انا عندي شغل ...اشبع من ابنك واتفضل وبعد كده ابقي اتصل قبل ما تيجي !

........

.......

تركزت جميع الأنظار تجاه وسيله واولهم جدتها التي لاتعرف من اين خرحت تلك الكلمات ليدير عاصم عيناه ببطء تجاه ابنه ليري رده فعله .....وسيله نفسها لا تعرف ما الذي قالته ولكنها رسمت في نظراتها أنها تريد هذا الطلب وبشده .....نظرت امتثال الي عمر الذي اعتدل واقفا لتتسارع دقات قلب زينه من رد فعل ابنها وانتوت أن تتدخل ولكن تفاجيء الجميع بهدوء عمر وهو يمد يداه الي وسيله قائلا : وسيله ينفع نتكلم لوحدنا 

نظرت له وسيله بعدم فهم ليقول عمر باستئذان : بعد اذنكم هنتناقش ونرجع ليكم 

تقدمت وسيله خطوتين امام عمر الذي اسرع خلفها تجاه غرفتها واغلق الباب لتهتز نظراتها وترمش باهدابها الطويله وهي تتطلع إليه بتوجس مما فعله لتجد ابتسامه هادئه غريبه ترتسم علي شفتيه وهو يطمأنها : ايه يا سيلا مالك خايفه ليه ...احنا هنتكلم ونتناقش في طلبك الغريب ده 

افلتت الكلمات من شفاه وسيله : طلبي هو اللي غريب ولا انت اللي غريب ....انت مالك هادي ليه كده 

قال عمر بعقلانيه ممزوجه بابتسامته : واتنرفز ليه ...طلبتي طلب عجيب غريب بس حقك اسمع سببه 

حشرها في الزاويه بهذا الوجه الغريب عنه والذي لم تعتاده منه وهو نفسه يحاول أن يتأقلم عليه وهو يناقش نفسه أنه ما الضير من النقاش 

اقترب عمر منها بقامته المديده لتتراجع وسيله للخلف خطوتين حتي اوقفها الحائط خلفها ليركز عمر نظراته علي شفتيها التي أخذت تعض عليها فازدادت ورديتها أكثر لينظر لها بعيون تكاد تلتهمها وهو يسألها بنبره أثره : ها يا روحي ...قولتي برا انك عاوزة العصمه تبقي فين !

ابتلعت وسيله وقالت وهي تتحلي بالثبات : في أيدي 

امسك عمر يدها ورفعها الي شفتيه يطبع عليها قبله اسكرتها بينما يقول بعذوبه وغزل : والايد الحلوة دي تبقي فيها العصمه ليه 

هزت وسليه كتفها بينما دقات قلبها تدوي بصدرها وذبذبات الحب تجذب كل منهما تجاه الآخر : كده ... يعني قصدي عشان لو اتخانقنا 

لم يستطع عمر منع ضحكته وهو يكمل جملتها : تطلقيني !!

نظرت له وعقدت حاجبيها بغضب طفولي ظنا منها أنه يسخر : انت بتتريق 

هز عمر رأسه وكتم ضحكته : لا والله يا روحي ...انا بتكلم معاكي وبتناقش ....مد أنامله تجاه خصله شعرها يعيدها خلف أذنها ليري ملامحها بوضوح بينما تهيم عيناه بوجهها وهو يتابع : يعني ياروحي ده كلام ناس عاقلين ....نتخانق تطلقيني وارجع بيت ابويا متطلق 

المشهد بروايته كان مضحك ولكن وسيله كتمت ضحكتها وهي تبرر : الستات بتعمل كده في الافلام 

ضحك عمر قائلا : ده في افلام ناديه الجندي ياروحي 

تمهل وهو ينظر لها ويقول برفق شديد وحنان بينما أنامله مازالت تتحرك علي جانب خصلات شعرها : يا سيلا يا حبيتي ربنا له حكمه أن الراجل هو اللي تبقي في ايده عصمه مراته عشان هو المسؤول عن البيت ويقدر يتحكم في نفسه وغضبه إنما انتوا غصب عنكم مع الضغوط جايز متقدروش علي النقطه دي 

مازالت لاتصدق أن من يتحدث هو عمر ولكنه سرعان ما أقنعها بأنه نفس الطفل الصغير المتقمص شخصيه الرجل الجاد وهو يغمز لها بشقاوة ويهمس بجوار أذنها  :  الهرمونات تشتغل في ليله الاقي نفسي متطلق...يرضيكي 

وكزته بكتفه وابعدته عنها ليضحك عمر ويمسك يدها قبل أن تبتعد : تعالي رايحه فين ؟!

قالت بغضب طفولي وهي تتهرب منه بخجل : طالعه 

قال عمر بابتسامه واسعه : يعني خلاص اقتنعتي أن الطلب ده مالوش داعي 

هزت كتفها وقالت بدلال وهي تتقمص الجديه : لا مقتنعتش بس عيب نسيبهم قاعدين برا لوحدهم وانت عمال تهزر وتقولي معرفش ايه 

غمز لها عمر بشقاوة : اقتنعتي بس مش عاوزة تقولي 

هزت راسها ليقول عمر وهو يقترب منها : خلاص يا ستي 

انا هقنعك ...نظرت له ليقول بحنان وهو يكوب وجهها بين يديه : لو ده اللي هيطمنك ....تلهفت لسماع ما يطرب أذنيها ليس بأنه سينفذ طلبها بل بقبوله اي ما كان طلبها ليقول عمر بمراوغه : لو زعلتك في يوم من الايام ابقي اخلعيني 

ارضي غرورها كأنثي بينما يدللها ويخطب رضاها دون أي فرض أو قيود ليمسك يدها وهو يأخذها للخارج ولكنها سرعان ما تركت يدها واسرعت لتجلس بجوار جدتها التي تلهفت كما حال الباقين لمعرفه ما حدث بينهم وهاهو عمر بكل عقلانيه يقول : احنا اتكلمنا وخلاص سيلا تراجعت عن طلبها 

هز عاصم كتفه متنهدا وهو يتابع هذان الطفلان الذي يكاد كل منهم يذوب اشتياق للآخر ولكنه الكبر 

عاد ليتابع حديثه الجاد وهو ينظر تجاه امتثال : مهر وسيله والشبكه مش هقول فيه كلمه ..كل اللي تطلبه أوامر ومؤخرها 

نظر إلي عمر بطرف عيناه وتابع بمكر : هكتب ليها رقم من ست اصفار عشان البيه يراجع نفسه الف مره 

مال تجاه عمر هامسا بمشاكسه : شوف الاربعين الف بتوعك هيعملوا ايه 

ضحك عمر وشاكس أبيه بمرح : انت الخير والبركه ...الأصفار كلها عندك مش بس ست اصفار 

نظر تجاه وسيله وابتسم بزهو : واصلا ده الحاجه الوحيده اللي متاكد اني عمري ما هدفعها لاني عمري ما هبعد عنها 

ابتسم الجميع بينما ألهبت حراره حبهما الأجواء وهاهو عاصم يهمس لابنه : خف شويه رومانسيه ياابن السيوفي 

عاد ليتابع حديثه الجاد : حيث كده ....تفاصيل الفرح وميعاده دي حاجه بتاعتهم وقبلها وسيله تختار الفرش اللي يعجبها لو حبت تعيش معانا ولو مش حابه تختار برضه المكان اللي ترتاح فيه ويتفرش زي ما تطلب 

عادت وسيله لأرض الواقع لتقول وهي تنظر إلي جدتها بلحظه إدراك أنها ستبتعد عنها : انا مش عاوزة ابعد عن تيته 

لحظه إدراك راودت الجميع بهذا الخيار الصعب لتحسمه امتثال : مش هتبعدي يا نور عيني ... انتي هتعيشي مع جوزك وانا كل فتره والتانيه هاجي اطمن عليكي 

رأي عمر نظراتها الخائفه من الابتعاد مجددا عن حضن جدتها ليحاول البحث عن كلمات ووعود تطمأنها 

حتي تتجاوز ما عاشته بعيدا عن جدتها التي مازالت تمثل لها حضن الامان : انا مش هبعدك عن تيته يا سيلا واي وقت تحبي نشوفها هاخدك ونيجي نشوفها وهي تشرفنا في أي وقت وحتي كمان لو تحب تعيش معانا اهلا وسهلا 

اوما عاصم وتدخلت زينه قائله : طبعا يا حجه ...ياريت تيجي تعيشي معانا 

هزت امتثال راسها بود : شكرا يا زينه يا بنتي انا هفضل في بيتي وسيلا هتعيش في بيتها ...نظرت إلي وسيله وقالت بحب وهي تمسك يدها تطمانها : حبيتي انا جنبك علي طول بس دي سنه الحياه ...انا عارفه أنه صعب بس هنتعود والحياه هتاخدك ...انتي لازم تبداي حياتك ومكنتيش هتفضلي طول عمرك جنبي ....جوزك حياته وشغله وعيلته في القاهره 

غص حلق وسيله وقالت بجديه بينما بدأت الدموع تغزو مقلتيها : وانا حياتي وعيلتي هي انتي وانتي هنا في اسكندريه 

ساد الحزن الأجواء ليعتصر عاصم عقله يفكر بحل كما فعلت زينه ليجدوا عمر يقوم مجددا ويشير الي وسيله : تعالي نتكلم 

نظروا إليه ليحاول تلطيف الأجواء بمرح وهو يقول لهم : احنا هنحل الموضوع ده مع بعض 

عكس المره السابقه قبل دقائق سبقته وسيله إلي الغرفه ولكنها وقفت أمامه بتحفز وهي ترفع اصبعها : طلبي المره دي مش هزار ياعمر ....انت حياتك وشغلك وعيلتك في القاهرة وانا كمان حياتي وعيلتي وشغلي هنا وانا معنديش اي استعداد اتخلي عن حاجه تاني وارجع اندم 

نظر عمر لها بعتاب : احنا مش اتفقنا ننسي 

خجلت من حديثها ليس باكمله ولكن اخر جزء منه لتقول بتبرير : مش قصدي افتح في اللي فات بس انا بقولك أن دي مشكله معنديش الحل بتاعها  ....حلها انت عشان أنا مش هبعد عن تيته ولا عن شغلي اللي لقيت فيه نفسي 

تقبل عمر منها ليتمهل لحظات يفكر بها ولكن بتلك اللحظات القصيرة لم يجد حل ولكنه أخذ كلماتها علي محمل الجد ليقول وهو يمد يداه لها : طيب حاضر هحلها بس دلوقتي خلينا منقلبش اليوم ونكمل فرحتنا 

نظرت إليه بعدم فهم ليقول بجديه : انتي قولتي حلها وانا بوعدك هحلها ...متفكريش في الموضوع ده وانا اوعدك بحل يرضيكي ...اقترب منها وهمس بغزل بجوار أذنها : دلوقتي خلينا نطلع البسك الدبله واسمع منهم مبروك ياعمر انك خطبت احلي واحده في الدنيا ...!

وبالفعل دقائق وتعالت زغاريد امتثال بينما اقصت وسيله تفكيرها وهي تنعم بسعاده اللحظه التي وضع بها عمر دبلته مجددا بين أناملها ..! 

........

....

عقد طلعت حاجبيه باستنكار : بتقولي ايه يا نيفين ؟

هتفت الفتاه بقله لياقه وتبرم وهي تنظر في هاتفها : بقولك مش معايا فلوس 

ابتلع طلعت ببطء بينما يسألها : ازاي ممعكيش ...مش احنا اول الشهر وقبضك نزل .

قالت نيفين ببرود : ادي انت قولت قبضي ...يعني فلوسي بتاعتي انا مش المفروض اصرف بيها علي البيت 

قال طلعت بعدم تصديق : ما انا بالعافيه بدفع الايجار بتاع الشقه بعد ما سندس اخدت اللي ورايا و اللي قدامي ...هناكل منين لو مشاركتيش معايا

قالت الفتاه ببرود : مش مشكلتي ...اشتغل واصرف علي البيت 

غص حلق طلعت مرددا: اشتغل بعد العمر ده 

قالت الفتاه بجحود : وايه يعني ولا انا المفروض اصرف عليك 

نظرت له بعيون قويه متبجحه وهي تتابع : روح خد فلوسك من سندس ومتجيش تطلب مني تاني فلوس 

ارتسمت الحسره علي شفاه طلعت بينما قابلت ابنتاه تضحيته بجحود كما فعل مع سندس وكما فعلت سندس مع ابنتها : بقت سندس ....مش دي اللي ضيعت عمرها عشان تربيكم 

قالت الفتاه ببرود وهي تلوي شفتيها : والله محدش ضربها علي ايدها 

هز رأسه بحسره وهو يردد كلمات ابنته ....بالفعل هناك محطه اخيره للتضحيات التي تكون بغير محلها عنوانها ( محدش طلب منك ) !

.......

........



ركضت وسيله تجاه الباب الذي عرفت من خلفه قبل أن تفتحه بينما عمر كما اعتاد يطرق علي الباب وكأنه يطبل بسعاده لتدفع بخصلات شعرها للخلف وهي تركض كطفله صغيرة عادت مراهقه لرؤيه حبيبها بينما يتطاير فستانها ذو النقوشات الورديه حولها لتفتح الباب وسرعان ما تقابلها ملامح وجهه الضاحكه والتي تستطيع اقتناص ضحكتها وسعادتها وكما كان دوما سبب في شقاء الجميع هو وحده أيضا أكثر سبب يجعل الجميع سعداء بقلبه الصافي وملامحه البشوشه 

فتح لها ذراعيه باشتياق بينما غاب عنها اسبوع بمهمه عمل لتنظر له وسيله بعيون مشتاقه ولكنها تهز راسها : بعد كتب الكتاب 

تبرم عمر كطفل صغير يرجو والدته : حضن صغير يا سيلا وحشتيني اوي 

هزت راسها بدلال وهي تستند الي الباب : توء توء ...بعد كتب الكتاب 

اوما لها علي مضض ليرسل قبلات كثيره علي الهواء لها قائلا : طيب خدي دول تصبيره 

تنهد وتابع باشتياق : امتي بقي نكتب الكتاب 

نظرت له وقالت بدلال بينما تذكره بوعده : حليت المشكله 

تظاهر بالتفكير للحظه قبل أن يهز رأسه وابتسامته الواسعه تخبرها أنه وجد الحل لتقول بلهفه : ها قول ...

هز راسه وقال بتمنع ماكر: هاتي بوسه الاول 

زجرته بحنق : بطل قله ادب 

تنهد عمر باحتراق بينما تتلاعب النظرات العابثه بعيناه التي طافت فوق كل انش منها : ده انا مش هبطل قله ادب بس اكتب الكتاب 

اندفعت الحمره الي وجهها الذي إدارته عنها بيننا تحاول السيطره علي دقات قلبها لتلفحها حراره أنفاسه حينما توقف خلفها ووضع رأسه علي كتفها لتتراجع سريعا محذره: هاا 

ضحك عمر وابتعد خطوه لتنظر له بلهفه : بطل هزار بقي وقولي الحل 

تمهل لحظه قبل أن يقول وهو يتظاهر بالجديه : عارفه هشام خال ابويا 

اومات وسيله وقد سمعت عنه بالتأكيد  ليتابع عمر : اتش بقي ده مهندس وسيم وراجل كده سكره 

نظرت له وسيله بضيق من تمطيط الأحداث : اخلص ياعمر ايه علاقته بالموضوع 

قال عمر وهو يكتم ضحكته التي بلغت أذنيه : ماهو ده الموضوع ....انا هجوز تيته لاتش وبكده مش هتكون لوحدها ونطمن عليها !!

اندفعت حمره الغيظ لوجه وسيله التي قبل أن تهجم عليه كانت امتثال تهتف به وهي ترفع الملعقه الخشبيه التي كانت بيدها : سيبهولي انتي يا سيلا 

أمسكت عمر كطفل مذنب تهزه وهي ترفع فوق رأسه الملعقه بوعيد : قول كده كنت بتقول ايه ياابن عاصم ....خساره اني واقفه اعملك القلقاس اللي امك مش بتعرف تعمله وكان نفسك فيه 

قال عمر بمرح : بجد يا تيته عملتي القلقاس 

زمجرت وسيله به بحنق شديد : انت لسه بتهزر ....عمرررر....اعمل فيك ايه 

قال عمر وهو ينظر لها بهيام : اتجوزيني ! 


سألته وسيله بلهفه : ها بقي ياعمر قولي الحل ؟!

قال عمر وهو يرتمي علي الاريكه بارهاق : اخد نفسي بس ياسيلا انا راجع من المأموريه عليكي ...استني اكل القلقاس اللي جاي طول السكه احلم بيه وبعدين اقولك علي كل حاجه 

زمت وسيله شفتيها بغيظ : جاي تحلم بالقلقاس ....هو انت جاي عشاني ولا عشان القلقاس 

حك عمر ذقنه وقال متصنع الجديه : وده سؤال برضه ....طبعا جاي عشان القلقاس اللي تيته عملاه ليا مخصوص 

انتفخت وجنه وسيله بالغيظ ليداعب عمر خدودها المنتفخه بمشاكسه وهو ينظر إلي امتثال قائلا : خلاص ياروحي متتنرفزيش هقولك علي ما تيته تجهز الغدا ...يلا يا تيته انا ميت من الجوع 

اومات امتثال بتحذير : هدخل اجهز الغدا بس اياك تجيب سيرة الكلام الفارغ بتاعك ده بدل ما اجيلك 

ضحك قائلا : حاضر يا تيته ده انا كنت بهزر ...اتش مش بتاع جواز 

تبرطمت امتثال وهي تدخل الي المكتب : العيله كلها كده !! 

تلهفت وسيله لمعرفه الحل أو بالاحري الزهو بشعورها أنه يسعي لارضاءها ليمسك عمر هاتفه ويشير لها : تعالي طيب جنبي مالك قاعده بعيد ليه 

تمسكت وسيله بجلستها علي المقعد المقابل له قائله : لا انا مرتاحه هنا ...قول بقي 

هز كتفه باشتياق لقربها قائلا : لا لما تيجي جنبي 

خفتت نبرته بينما تتلاعب النظرات اللعوب بعيناه وهو يشير إلي الاريكه بجواره : تعالي جنبي ومش هتندمي 

قامت وسيله إلي جواره لتترك مسافه بينهم سرعان ما لاغاها عمر وهو يجلس ملتصق بها ...اشتم رائحه عطرها الاخاذه بانتشاء وهو يميل عليها لتبتعد وسيله محذره : هقوم لو قربت ...ارجع ورا وقول الحل وانت بعيد 

نظر لها بامتعاض مشاكسا : اعوذ بالله ...مالك بقيتي زي الشاويش ليه كده....غمز لها بشقاوة وتابع : كلها كام يوم ونتجوز 

نظرت له بخجل ووكزته : عمر بطل هزار وقول بقي 

عاد ليمسك هاتفه ويحرك أنامله عليه لحظات قبل أن يقربه منها قائلا : شوفي بقي يا سيلا حبيبك عمل عشانك ايه ... ده web site بتاعك ...أخذ يقلب في الصور وهو يتابع بينما عقدت وسيله حاجبيها بمفاجأة : ودي صور الفرع التاني بتاعك في القاهره اللي هتشتغلي منه وتعرضي علي الموقع وطبعا الفرع بتاع هنا شغال برضه وجيبي اي حد تثقي فين يمسكه ومن وقت للتاني تعالي تابعي الشغل

نظرت له وسيله لحظات بعدم استيعاب فهو أقام لها مشروع كامل في ظرف ايام لها لتقول بعدم تصديق : عمر انت بتتكلم جد 

اوما لها بابتسامه : طبعا يا روحي ....الصور قدامك انتي شايفه ده هزار 

قالت وسيله بعدم تصديق : بس ياعمر ده اتكلف فلوس كتير اوي ...حرام اونكل عاصم يتحمل كل ده !

رفع عمر حاجبه باستفهام : وانتي عرفتي منين أن عاصم اللي دافع ؟!

زمت وسيله شفتيها هاتفه بغيظ : باينه ياعمر وهو يعني الاربعين الف بتوعك يعملوا كل ده 

قال عمر بمرح وهو يرفع ياقه قميصه بغرور محبب : اوديكي فين ياشهرة ...! الاربعين الف ثروتي الناس كلها بتتكلم عنها 

ضحكت وسيله بصخب ليغمز لها قائلا : طيب ايه مفيش مكافاه ليا علي اللي عملته ولا مش فرحانه 

هزت كتفها بخجل قائله : لا طبعا فرحانه طبعا ومش مصدقه..!

نظر لها بأستفهام : امال ليه شايفك مش مبسوطه 

قالت وسيله بجديه : عشان معني ترتيباتك دي كلها انك واخد قرار اعيش معاك في القاهره

قال عمر دون مراوغه : قولتلك انك هتعيشي معايا 

قالت وسيله بإصرار لم تفكر ولو للحظه بالتزحزح عنه : 

وانا قولتلك مش هبعد عن تيته ياعمر وانت وعدتني تلاقي حل 

اوما عمر قائلا بهدوء : وانا اهو بعرض عليكي الحل بس انتي مسمعتيش للآخر ومستعجله نتخانق 

عقدت وسيله حاجبيها برفض لالقاءه اللوم عليها : انا مش بتخانق ياعمر ...

هو الآخر تسرع بما قاله ربما من لهفته التي ترهقها التفاصيل ليقول بهدوء : ولا انا يا حبيتي بتخانق ...اسمعيني وفي الاخر قرري 

هدأت حده أنفاسها ونظرت له ليتابع عمر وهو يعود لهدوءه : ده بالنسبه لشغلك ....تاني حاجه انا مش حابب نعيش مع اهلي 

نظرت له بعدم فهم ليقول سريعا : مش اي حاجه في دماغك ....الحمد لله انا واهلي علاقتنا زي الفل 

تزحزح الي جوارها قليلا ومال عليها ليتابع : انا حابب تكون لينا خصوصينا وحياتنا ....اه ماما طيبه وحماه لطيفه بس البيت كله داخل في حياه كله وانا بقي ...

اقترب اكثر ليتابع بنبره لعوب لم تراها وسيله التي كانت تستمع له بانصات جاد : احب اكون براحتي يعني اقولك كلمتين سر بصوت عالي محدش يسمعني 

سرت القشعريرة بجسدها من حراره أنفاسه التي تهمس بجوار أذنها لتنظر اليه وسرعان ما تندفع الدماء التي من نظراته العابثه ليتأملها عمر باشتياق وتلمع رغبته بعيناه وهو يعض علي شفتيه وعيناه تشع بالعبث بينما يتابع : نكون براحتنا .... تلبسي ليا قميص احمر شفاف البس ليكي ....وكزته وسيله بكتفه توقفه عن تخيلاته وسرعان ما أبعدته عنها : عمر بطل قله ادب ....وخلينا نتكلم جد 

زفر هاتفا بامتعاض طفولي : هو كله جد انا محتاج شويه هلس

رفعت حاجبها وهي تخفض ضحكتها عليه وتتظاهر بالجديه : نعم 

اوما عمر بصراحه تناسب شخصيته : اه أنكر يعني ...انا زهقت من الجد ومحتاج ابقي هلاس 

نظرت له وسيله شزرا متبرطمه : طبعا مش قادر تنسي ماضيك 

ضيق عمر عيناه لتلميحها قائلا : يعني بلاش اهلس مع مراتي حبيبتي 

: لما نتجوز ...بطل ويلا قولي المهم 

قال عمر بغمزة شقيه وهو يقترب منها مجددا : ايه اهم من اللي بقوله 

تنهدت وتابعت : لسه اهم مشكله ...تيته !

قال عمر بغرور وثقه : كله محلول ..... مجددا رفع هاتفه لترفع وسيله حاجبها بمشاكسه : ايه عملت لتيته ويب سايت هي كمان 

ضحك عمر قائلا : ياريت كان ينفع ....دي تيته اخدت مني ايام وليالي عشان أحل مشكلتها 

نظرت له بلهفه : طيب ولقيت حل 

اوما لها قائلا بشرح : عارفه طبعا خالك مجدي 

بلحظه تغيرت ملامح وجهه وهو يجز علي أسنانه بينما يتابع بغيظ : خالك مجدي اللي كان جايب ليكي العريس 

اومات له وهي تتهرب من نظرات غيرته ليتابع بوعيد : طبعا اوعي تفكري اني عديتها كده ...لسه مش طايقه ولا طايق تيته علي اللي عملته 

زجرته وسيله بحنق من تمطيطه : خلص ياعمر بقي ...ايه علاقه اونكل مجدي بالموضوع بتاع تيته 

: ده هو الموضوع ...يا ستي هو عايش في القاهره في السيده زينب مضبوط 

نظرت له وسيله بنفاذ صبر ليتابع ضاحكا : افضلي انتي كده اكتمي فيا وانا مش هعرف احكي 

قالت بنفاذ صبر : احكي 

: المهم مجدي عايش في القاهره ووالدته في المنصورة واختها الحجه في اسكندريه ...انا بقي قولت الم شمل العيله دي وجبت شقه في السيده زينب لتيته ..فتحت وسيله فمها بالاعتراض ليتابع عمر دون أن يعطي لها فرصه : شقه من بتوع زمان زي بيتها ده بالضبط 

هتعجبها اوي.... ده انا طلعت عيني انا والسمسار علي ما لقيناها ...واهو اختها تقعد معاها وتبقي جنب ابنها وانتي تبقي جنبي ويتلم شملي بقي 

رمشت وسيله باهدابها تخشي إفساد سعادته بمجهوادته التي لا تنكرها بسؤالها أن كانت جدتها ستقبل : انا عارفه انك تعبت وفكرت وكتر خيرك وانا لو الموضوع بأيدي كنت وافقت بس تفتكر تيته هتوافق

نظر عمر لها لحظه بخوف من هذا الهاجس لتدخل امتثال بتلك اللحظه قائله : موافقه يا سيلا 

تهلل وجه عمر هاتفا : بتتكلمي جد 

اومات امتثال لتبتسم بحنان لوسيله التي خشيت أن تقف عائق في طريق سعادتها : طبعا وانا ليا مين هنا ....انا موافقه ياعمر

ابتسمت وسيله بينما تقترب امتثال منها تحتضنها : موافقه يا نور عيني عشان خاطرك واهو كل فتره ابقي اجي يومين اقعد في بيتي 

توجست نظرات عمر بينما يتساءل منذ متي وامتثال تستمع إليهم ليحك ذقنه بخجل : 

تيته هو انتي هنا من أمتي 

زجرته امتثال بنظراتها هاتفه : من وقت السيده زينب 

خفضت وسيله عيناها بخجل ليقول عمر : متاكده 

زجرته امتثال هاتفه : أيوة ...قوم يلا عشان تأكل القلقاس شاكسته بهمس متابعه : يا بتاع الهلس! 

...........

...

نظرت غرام بغباء مطلق الي تلك الكتب والأوراق المفتوحه امامها لتزفر بملل وضيق وتحاول أن تركز بلا جدوي ..... التفتت بسعاده الي ايهم الذي دخل الي الغرفه : حمد الله علي السلامه يا حبيبي 

ابتسم ايهم لها وهو يلقي مفاتيحه علي الطاوله : الله يسلمك 

قالت سريعا وقد وجدت لها مهرب : هقوم اجهز لك العشا

أوقفها ايهم قائلا : لا خليكي كملي مذاكره لسه بدري علي العشا 

قالت غرام بتهرب وهي تغلق الكتب : لا انا خلصت 

رفع ايهم حاجبه : خلصتي ايه ...ده انا لسه مكلمك من نص ساعه قولتي يارا نامت وهتبدأي مذاكره ...اقعدي يا غرام ذاكري 

لوت شفتيها بامتعاض هاتفه : بصراحه انا مش عاوزة اذاكر ولا فاهمه حاجه ...انا اصلا مكنتش بحب المذاكره وماصدقت خلصت تعليم 

مال ايهم عليها وداعب وجنتيها بتدليل : معلش يا روحي ...ذاكري شويه وانا هاخد دوش واطلع اقعد معاكي نشوف ايه اللي مش فهماه 

كادت قلبها يخرج من موضعه لتلتفت له بعيون عاشقه تكاد تلتهم ملامحه وهي تقول بإعجاب : انت حلو اوي ياايهم 

ضحك ايهم ولا ينكر أن تعبيرها عن حبها له احيانا يخجله ليشاكسها بمرح : وانتي اول مره تشوفيني 

ضحكت بخجل قائله وهي تهز كتفها : مش قصدي حلو شكلك ....مع أن شكلك حلو ...انا قصدي لما بتبقي طيب ورومانسي وبتعاملني حلو كده 

داعب شعرها ومال يقبل طرف شفتيها قائلا : وانتي حلوة كمان وزي القمر ....يلا بقي ذاكري علي ما اخد دوش واطلع 

............

....

نظر طارق الي ريم التي ابتلعت ببطء بينما تنتظر رد فعله علي ما قالته أو بالاحري علي قصتها التي روتها له بكل تفصيله بها بعد أن قررت ألا تكون عرضه لأي تهديد من جانب نديم وبمغامره حسبت أنها ستخرج منها بمكل الأحوال رابحه قررت أن تبدأ بالحقيقه ...أن تفهم وقبل أن ما مضي قد مضي ستكون ربحت رجل حقيقي متفهم تبدأ معه بدايه جديده وان رفض ستتفهم أنه لا يستطيع تجاوز امراه يريد الزواج بها وايضا ستكون رابحه عدم الدخول في تجربه والخروج منها بفشل 

قبل أن يقول كلمه كانت ريم تعفيه من اي حرج وتترك له المساحه كامله : طارق انا مش مستنيه منك اي رد دلوقتي ....انا حبيت أقولك كل اللي عيشته عشان اكون صادقه معاك وأيا يكون قرارك انا قبلاه وعاوزاك تقول بصراحه في الوقت اللي يناسبك 

كل ما استطاع قوله بتلك اللحظه هو أول سؤال بدر لذهنه : ليه ؟!

نظرت له بعدم فهم ليتابع طارق : ليه قولتي ليا كل ده .... عاوزة نهايه الموضوع تكون من عندي 

بالرغم من انكماش قلبها بداخل صدرها لما قاله إلا أنها تحلت بالثبات بينما تقول وهي تهز راسها : لا ...قولتلك عشان حقك تكون عارف وزي ما قولتلك القرار ليك 

خفضت عيناها تجاه يدها التي تفركها وتابعت : مع أن قرارك واضح ! 

هز طارق رأسه متنهدا : لسه مقررتش يا ريم 

نعم ربما لم ينطق بقراره ولكنه لاح علي وجهه لذا بالنسبه لها الأمر محسوم ...لا طريق لها مع طارق كما أن لا هناك عوده لها مع نديم ...أو ربما ...فلا أحد يدري ما يخبئه الزمن ويغيره بلحظه !

....

.........

قامت غرام تجمع تلك الأوراق والكتب بعيدا وقلبها يتغني بأحد الالحان لتتجه الي طاوله الزينه تبحث عن احمر الشفاه الخاص بها لتقع عيناها علي سلسله مفايتح ايهم التي تركها جانبا .....أمسكت بها لتضعها جانبا فوجدت فضول ما يجذبها للنظر الي محتوياتها ....مفتاح المنزل ومفتاح السياره وهناك مفتاح يبدو أنه مفتاح مكتبه وهناك مفتاح هذا وذاك واخيرا هذا المفتاح الذي نظرت له بقليل من الامتعاض وهي تعطي تخمين عن اي مفتاح يكون 

خرج ايهم يجفف خصلات شعره بمنشفه صغيرة وضعها علي كتفه ليتطلع الي غرام : ايه لحقتي تخلصي مذاكره 

قالت غرام بارتباك وهي تلتفت إليه بينما مازالت المفاتيح بيدها : اه ....قصدي قوات هكمل بكره 

نظر لها ايهم وهز كتفه بقله حيله فهي ليست صغيرة ليجبرها لتتردد غرام لحظه قبل أن تندفع خلف غيرتها التي اشتعلت بقلبها وهي تشير الي المفاتيح بيدها : ايهم هو ده مفتاح ايه ؟!

وكأنها ألقت بقنبله كافيه بتغيير ملامح وجهه كليا ليعقد حاجباه بقوة ويتجه إليه يجذب سلسله المفاتيح من يدها ويلقيها علي الطاوله مصدره ضجيج قوي هاتفا : بتسالي ليه ؟!

رد فعله زاد من تحفزها لتخرج نبرتها هجوميه وهي تصيح به بلا وعي : هو مش من حقي اسأل 

نظر لها ايهم باحتدام : ومن امتي نغمه حقي ومش حقي !

زمت غرام شفتيها بغضب بينما تعالت انفاس ايهم بانفعال 

وهي تضعه في موضع المتهم بحكايه لا يريد اي شيء يذكره بها فيشعره بالخجل وهي الوحيده التي تعرف ماضيه المخجل ....رد عليا يا ايهم ده مفتاح ايه 

انفلتت نبرته الغاضبه : انتي عارفه كويس ده مفتاح ايه ...؟!

اختلجت العبرات حلقها ربما من نبرته وانفعاله لتهديء نبرتها بصورة مفاجاه وهي تقول بانكسار : انت عارف ان مش قصدي ده مفتاح ايه وقصدي انت لسه مخلي مفتاح الشقه دي معاك ليه !

زم ايهم شفتاه بضيق من نبرتها وبنفس الوقت بضيق كامل من كل ما حدث بلا داعي ليقول وهو يزفر بضيق : انا حر !

انكسر قلبها بينما عاد يلفظها خارج حياته ليتجه ايهم بضيق شديد تجاه الخزانه يخرج ملابسه ينتوي الخروج حتي لا يطول الشجار بينهم لتوخز قلبه عبراتها التي انسابت علي وجنتيها بحراره فما كان منه إلا أنه عاد خطوتين بعد أن اتحه الي الباب لينظر لها بعتاب غاضب : ممكن افهم بتعيطي ليه. ...مين اللي بدا مشكله من الهوا ....ليه خلتيني اترفز عليكي اصلا وفتحتي في حوارات خلصت ....مالك معايا المفتاح ليه واصلا هرمي المفتاح ليه ...ازدادو نظرته احتدام وهو يتابع باتهام : ايه ياغرام فاكره اني بخونك مثلا !

هزت راسها وهي تمسح دموعها : مقولتش كده 

هتف ايهم بهجوم : امال سالتي ليه ؟!

قالت بصوت متهدج : استغربت أنه لسه معاك

نظر لها بضيق : امال هيكون مع مين ...انتي اصلا مش عارفه بتتكلمي عن ايه. ... فكرتي لحظه اصلا بينك وبين نفسك ايه لازمته تفتحي في مواضيع اتقفلت 

قامت تقف أمامه وهي تهز راسها مبررة بطيبتها المعهوده : لا مفكرتش بس غصب عني غيرت عليك 

تضايقت روحه أكثر ولكنه رفض الاعتراف لأنها من بدأت الشجار بلا داعي لينظر لها باتهام : غيرتي من ايه. .... حصل مني حاجه تخليكي تغيري 

هزت راسها ونظرت له باعتذار : مكنتش اقصد ...كان مجرد سؤال 

نظر لها ايهم بحنق : سؤال عمل بينا مشكله من غير داعي وكانك بتفكريني انا كنت ايه زمان 

هزت راسها سريعا : لا والله 

نظر لها ايهم بعتاب ممزوج بالانفعال : خلصت يا غرام متبرريش وعشان ترتاحي ...دي شقتي وسايبها استثمار للبنات ولو جت ليها بيعه كويسه هبيعها ارتاحتي 

اومات له لتتفاجيء به يتركها ويتجه الي الباب لتسرع خلفه : انت رايح فين 

قال بضيق : في داهيه مش جاوبت عليكي مالكيش دعوه اروح فين 

هتفت وهي تمسك ذراعه : بعد الشر عليك ...انا اسفه مكنش قصدي 

تركها وغادر لتجلس غرام مكانها بكمد تلوم نفسها بالرغم من أنها لم تفعل شيء خاطيء وان انفعاله هو المبالغ فيه لانه من علي رأسه تلك البطحه !



........



نظرت زينه لعمر بإعجاب قائله : بجد انا مبسوطه بيك اوي ياعمر ....بقيت راجل 

رفع عمر حاجبه باستهجان: ايه يا زوزو ما تظبطي كلامك ايه بقيت راجل دي ! 

ضحكت زينه قائله : قصدي راجل يعتمد عليه 

رفع ياقه قميصه بغرور محبب قائلا : اه إذا كان كده ماشي 

التفت الي أخيه قائلا : ايه رايك في اخوك يا سيفو 

هز سيف رأسه قائلا : زي ما ماما قالت بقيت راجل ....

زفر عمر قائلا : انت برضه 

اوما سيف ضاحكا : أيوة ياأخي مش هجاملك ...طبعا اتغيرت وبقيت راجل مش عيل بتاع مشاكل. ....ضرب راس أخيه بإصبعه وهو يتابع : وبعدين ماهو في مخ وتقدر تعمل المستحيل كنت قارفنا ليه بقي 

نظر عمر بجبين مقطب تجاه والدته بينما يشكي بنبره طفوليه : شايفه يا زوز بيحدف دبش ازاي 

قالت زينه بتدليل : معلش ياحبيبي سيف مش قصده 

هز سيف رأسه قائلا : قصدي عشان يتعلم 

تدخلت زينه بحب وهي تربت علي كتف ابنيها : خلاص يا حبيبي كمل 

قال عمر وهو يخرج لسانه لأخيه : اسمع عشان تتعلم 

رفع سيف حاجبه : انا اتعلم منك ؟!!

اوما عمر بمرح : أيوة واسمع نصيحتي وفكك من الجد وخليك هلاس شويه البت تينا اتخنقت 

ضحك سيف متهكما : لا والله 

: أيوة وطول الوقت تشتكي انك مش فاضي ليها ...اعمل ليها عياده تنشغل فيها 

: نعم 

اوما عمر بجديه : اه بدل ما هي قاعده ليك تشتكي انك مشغول اشغلها انت وخليك ذكي ...واهي تفرح انك بتفكر فيها 

داعبت الفكره راس سيف ليقول وهو يضيق عيناه : تصدق عندك حق وهسمع نصيحتك 

اوما عمر قائلا : عشان تعرف دماغ اخوك .....انت بس خلي زوزو تكلم عاصم يمولك زي ما عمل معايا وهي الخير والبركه 

ضحكت زينه ليقبل عمر يدها قائلا : يلا همتك معانا يازوزو واقنعي عاصم بيه وخليه رايق بدل ما كان عصبي طول الوقت 

قال سيف ضاحكا : ماهو كان بسببك ....يلا ماعلينا هقوم اكلم تينا وانتي يا زوزو متكلميش بابا انا معايا فلوس 

قال عمر وهو يضيق عيناه متصنع الحسد : أيوة يا ابن السيوفي عاملهم علي قلبك 

خمس سيف في وجه بمرح : الله اكبر من عنيك 

ضحك الجميع بينما هزت شهد ساقها بعصبيه وهي تنتظر انتهاء الحديث لتتدخل كما اعتادت بمرح : والله برافو ...حليت مشاكل البيت كله ....مشكلتك ومشكله اخوك ومشكله عاصم بيه العصبي وناسي اهم مشكله 

رفع عمر حاجبه والتفت الي والدتها باستفهام: ايه اهم مشكله هي جوري عندها مشكله 

هزت زينه راسها : لا الحمد لله 

اشار الي شهد قائلا : امال البومه دي قصدها ايه 

ضحكت زينه قائله : اسألها 

اشار عمر لها : قصدك ايه يابومه 

قالت شهد بتزمر : مشكلتي طبعا 

رفع عمر حاجبه : وانتي عندك مشاكل ؟!

تهكت شهد وهي تلوي شفتيها : لا خاليه ....طبعا عندي مشكله وانت لازم تحلها ليا 

قال عمر بغيظ : قولي مشكلتك يا زفته من غير رغي 

اومات وقالت بخجل : ماشي بس لوحدنا 

رفع حاجبه : لوحدنا 

قالت وهي تهز راسها : اه يعني بعدك اذنك يا مدام زينه 

هزت زينه كتفها قائله بقله حيله من الفتاه التي تربت علي يدهم وتحبها كابنتها : لما اشوف اخرتها معاكي تعالي قوليلي انا كده كده قايمه اشوف ورايا ايه 

انتظرت شهد ذهاب زينه لتنظر الي عمر وهي تقفز لتجلس في المقعد المقابل له قائله بسرعه : طبعا انت عارف اني حلوة وصغيرة و بكمل تعليمي وكلها شويه واشتغل الفلوس تجري في أيدي 

لوي عمر شفتيه : وبعدين في وصله مدح الذات 

ها عاوزة ايه لما الفلوس تجري في ايدك اشغلهملك

هزت راسها : لا وهو انا لسه بقي معايا مليم ... انا بقول اعتبار ما سيكون 

هتف عمر بنفاذ صبر : اخلصي 

قالت شهد : اهو باينه انت بقي بذكاءك ايه اللي ناقصني

: معرفش 

قالت شهد ببديهيه محببه : طبعا ناقص اني يكون ليا بيت واتحوز 

نظر عمر لها لتتابع وهي تنعي نفسها بصورة مضحكه : وانا بقي حمارة زي ما انت شوفت ومش بعرف اختار 

ال علي رأي احمد سعد اختياراتي مدمره حياتي 

زفر عمر بغيظ : يا اما اخلصي اعمل ايه انا 

: خليني اكمل ومتقاطعنيش

حكت رأسها وتابعت : اه كنت بقول اختياراتي مدمرة حياتي واخترت غلط 

جز عمر علي أسنانه بغيظ : غلط 

اومات وهي تخفض عيناها تتهرب بخجل : اه غلطه واهو كلنا بنغلط وانت نفسك ....هم عمر بالقيام بغيظ : يابت هقوم أكتم نفسك اخلصي عاوزة ايه من غير ندب 

قالت وهي تهز كتفها : باينه انا عاوزة ايه ...افهم انت 

: مفهمتش 

: عاوزة عريس 

رفع حاجبه : نعم يااختي ؟! 

قالت بابتسامه سمجه : اهو انت قولت اختي 

يبقي تشوف لأختك عريس ولا تعنس 

: وده اجيبه منين ؟! 

: من ايه حته هو انت هتغلب 

عندك قسم طويل عريض مفيش فيه امين شرطه ولا حتي ضابط بتجوزني 

تهكم عمر بمرح : ولا حتي ضابط !! لا متواضعه اوي 

: ماعلينا مش مهم ضابط ... المهم انا عاوزة امي تفرح بيا واتحوز وانت لازم تجيب ليا عريس 

......



........



ضحك ايهم بصخب مرددا : عريس ! و ده نجيبه منين ؟

هز عمر كتفه ضاحكا : اهو نشوف اي حد يا ايهم... تعرف حد عاوز عروسه 

ضحك ايهم وهز راسه ليقول عمر : اكيد مدام غرام تعرف 

التفت تجاه غرام التي دخلت للتو يسألها : تعرفي حد عاوز عروسه يامدام غرام 

ضحكت غرام بخجل وهي تضع أمامهم القهوة ليزجره ايهم قائلا : سيبك من مدام غرام اللي هتقوم تجهز لينا الغدا وخليك معايا 

نظر ايهم الي غرام قائلا بلطف : لو سمحتي ياغرام جهزي لينا الغدا 

اومات له وهي تختطف نظره الي ملامح ايهم التي مازالت بنفس الغضب منذ الامس بينما تقول : هات يارا هز ايهم رأسه دون أن ينظر إليها : لا هي نامت انا هدخلها اوضتها 

قام مستأذن من عمر : بعد اذنك ياعمر ثواني احط يارا في سريرها 

اوما عمر وهو يداعب وجنه الصغيرة الناعمه ....

اسرعت غرام تتوقف أمام ايهم بينما يخرج من الغرفه بعد أن وضع ابنته في الفراش ...ايهم انت لسه زعلان مني ؟

قال ايهم باقتضاب وهو يتركها ويعود لجسلته مع عمر : مش وقته ياغرام 

أمسكت به قبل أن يتحرك لتقول بصوت خافت : لا وقته 

...ايهم انا امبارح استنيتك ترجع عشان نتكلم بس انت اتاخرت والصبح نزلت بدري اوي....انا مكنش قصدي 

ربت علي يدها هاتفا باقتضاب : خلاص يا غرام نبقي نتكلم بعدين 

......



رفع سيف البحيري عيناه تجاه مراد ابنه الذي دخل الي مكتبه يولول : سيف الحقني ياسيف 

رفع سيف حاجبه باستنكار : سيف !

قال مراد باستدراك : قصدي يابابا ..الحقني يا بابا ..جوري ! 

هتف سيف بقلق : قول يااخره صبري هببت ايه تاني 

قال مراد بشرح : كان يوم اسود يوم ما قولت تغير عليا 

جننتني .... رايح فين جاي منين اجي معاك بتكلم مين .....كل يوم تحقيق والف سؤال 

ضحك سيف ليتابع مراد وهو يدور حول نفسه متبرطما : ابو غبائي كنت بفكر في ايه ......ده انا اتخنقت 

ضحك سيف قائلا : مش انت اللي طلبت اهو نولت 

دخلت السكرتيرة قائله : مدام جوري في مكتبك يا مراد بيه 

اشار مراد الي أبيه : شوفت اهي جت ورايا ....اعمل ايه يا بابا ...قولي اعمل ايه 

ضحك سيف بشماته : العمل عمل ربنا !

........



خطوة تلو الأخري تقربها من البدايه الجديده التي قررت أن تبدأها بأراده منها ورغبه وتطلع في أن تكون الشافيه...... ولكن كلما تتسارع الخطوات وتمر الساعات وكلما يقترب الوقت كلما يزداد ذلك الشعور بداخلها والذي تمثل في فجوة !

....تشعر أن هناك شيء ما مازال يقف بينها وبين شعور السعاده الكامله ... فجوة ما ! 

تحاول أن تتخطاها وتتجاهلها وهي تسأل نفسها كثيرا ما الذي يمكن لن ينقص سعادتها أو يجعلها ناقصه 

فلا يوجد شيء كهذا وستكون ناكره أن لم تعترف أن ماتعيشه هو اسعد ايام حياتها ...!

كل ما يحدث لها وتعيشه يجعلها تشعر بالسعاده الغامره إذن ماهو سبب تلك الفجوه !

لم تتهرب بل سالت نفسها عن تعريف لهذا الشعور لتجده الخوف الذي سمحت لنفسها أن تتحدث عنه مع نفسها وتسألها مما تخاف ولماذا مازالت تشعر بالخوف حاولت أن تطمئن نفسها كثيرا ولكن ليزداد اطمئنانها وجدت نفسها أمام الطبيبه تسألها سؤال جعل الطبيه تتطلع إليها وبلا شرح تفهم خوفها : هو عمر ممكن يوجع تاني نفس الإنسان اللي آذاني ؟! 

: هو ده الي مخوفك ؟! 

اومات وسيله وتابعت : من اول ما رجعنا لبعض وهو واحد تاني.... كويس في كل حاجه ....بقي عمر اللي كان في خيالي بس مش عارفه ليه جوايا شعور غريب ان في حاجه ناقصه ولما سالت نفسي ايه لقيت اني لسه خايفه 

وعاوزة أتغلب علي شعوري ده واعرف اذا كان طبيعي ولا لا 

قالت الطبيبه بهدوء : طبعا يا وسيله شعور طبيعي ....كلنا طبيعي نخاف من الحاجه الجديده 

وانتي داخله علي حياه جديده احب ان دي تكون فكرتك عنها ...تجربه جديده بكل ما فيها وتحاولي تتجاوزي التجربه اللي قبلها وتكتفي بس باللي اتعلمتيه منها 

عشان شعور الخوف ده لو سيطر عليكي اكتر هيخلي دايما سعادتك منقوصه 

تحركت عضله بجانب وجه وسيله التي لم تشفي كلمات الطبيبه اجابه سؤالها : جاوبي علي سؤالي ....هو عمر ممكن تاني يرجع يكون نفس الشخص اللي آذاني 

قالت الطبيبه بجديه : بصراحه سؤالك مالوش اجابه لانه عن حاجه في المستقبل بس لو عاوزاني اطمنك هقولك اطمني 

تنهدت وتابعت بشرح : عمر مر بحاجات كتير اوي واللي عاشه في التجربه دي معتقدش أنه عاوز يعيشه تاني وعشان كده هيفكر كتير قبل ما يرجع نفس الإنسان اللي كان عليه .....نظرت وسيله إلي الطبيبه بانصات بينما تستفيض : عمر فيه نرجسيه اتكونت جواه لأسباب كتير أو تحديدا استخدمها عشان يحمي نفسه بيها من اللي حواليه .... عاش أنه مكتفي بنفسه وبيوقرها وبيدها اهتمام و اولويه وده عشان ميحسش أنه ناقص لو اللي قدامه قلل من قدراته .....ده خلاه اناني ونفسه سيطرت عليه أنه اتعود ياخد وبس وخصوصا طبعا أنه ابن مدلل متعودش يتحمل المسؤوليه وكان أول اختبار له في تحمل المسؤوليه كان جوازكم وفشل فيه لانه عالجه بطريقته المتعاده ولقي النتيجه كل اللي حصل ....

في اول حكايتكم حب انك الوحيده اللي شايفه عمر الي جواه وفضل يعافر أنه يفضل نفس الشخص في عينك واي حد كان ليحاول يغير نظرتك له كان بيحسسه بالخطر ويحاول يبعده عنك زي اخوه وزي جدتك 

دلوقتي وبعد كل اللي مر عليكم عمر أتأكد أنه فشل باستخدام طريقته وعشان كده لقي طريق جديد وبدأ ينجح فيه وعمر شخص ذكي وهيحب يكمل في المكان اللي نجح فيه كمان عمر لقي الاهتمام ونظره اللي حواليه له بقت افضل كتير.... بالعكس بقي هو محور الاهتمام بالتغيير الجديد في شخصيته واللي هيحافظ عليه لابعد مدي عشان هو حابب يشوف نفسه في عيون اللي حواليه أنه اتغير وبقي مسؤول ده غير طبعا أنه بالفعل وقت موضوع البنت كان حابب جور المسؤوليه ومخافش منها ولا اتهرب 

بدأت الطمأنينه تسري بعروق وسيله التي خرجت نبرتها راجيه : يعني ...ابتسمت لها الطبيبه تكمل جملتها : 

يعني متخافيش عمر وانتي في بدايه جديده كل واحد منكم اتعلم من أخطاءه 

نظرت لها وتابعت بجديه : انا عاوزاكي ياوسيله انتي اللي تحافظي علي شخصيتك و متخليهوش يطغي عليكي زي ما حصل لأن جزء كبير من سيطره عمر عليكي كان لأنك سمحتي له بده 

الاحساس اللي خلاه يحكم سيطرته عليكي أنه حسسك دايمت انك مقصره وده كان مفتاح الباب اللي دخل منه ومسح شخصيتك عشان تفضلي معاه ومتبعديش عنه وانا هنا بقولك انك لازم تعلميه ابجديه جديده وهي أن اللي هيقربك منه أفعاله مش سيطرته عليكي ....عبري عن مشاعرك وخوفك وطموحك وطلباتك وكل اللى انتي حاسه بيه من غير حساب زايد لرد فعله طبعا أنا بتكلم في العموم مش قصدي انك تترجمي ده لانانيه انا بقصد انك توزني الأمور وطالما شيء انتي واثقه أنه حقك يبقي متتردديش انك تعبري عنه ....زي بالضبط موضوع حياتكم مع بعض وشغلك حبيت ازاي اتمسكتي برأيك من غير ضغط عليه فده حسسه أنه مسؤول عن سعادتكم وبالتالي بذل مجهود عشان يلاقي حل ...لو اتصرفتي زي زمان ووافقتي لأقرب حل قدمه وبعد فتره حبيتي حاجه تتغير كان هيلومك ويشوف انك بتخلقي عقبات بعد ما وافقتي ....فهتيني يا وسيله 

اومات وسيله لها بامتنان لتمد يدها تصافحها بحراره وتشكرها أنها بفضلها مرت بتلك التجربه لتبتسم لها الطبيبه قائله : كلنا اوقات كتير بنكون محتاجين طبيب نفسي ولكن مش كلنا بنقدر نوصل ونكون قدام طبيب وهنا احنا ممكن نساعد نفسنا ومنهملهاش ونطلب النصيحه أو نقري ونتعلم ربنا يوفقك ! 

.........

.....



اسبوعين متتالين وعمر يعود الي فراشه يرتمي فوقه بانهاك ولكنه إنهاك لذيذ بينما أخذ علي عاتقه جعلها سعيده بكل تفصيله في تفاصيل التحضير لزفافهم ....يريد أن يحقق لها كل ما تطلبه ليدور كالنحله الطنانه ما بين فرش المنزل وبين كل تفصيله ارادتها في مشروعها وفي حفل الزفاف 

: عمر انت نمت ؟! كان هذا سؤال وسيله التي كانت تتحدث معه بالهاتف ووجدته صمت لوقت طويل 

بالكاد كان يفتح عيناه وهو يقول سريعا بصوت ناعس : معاكي ياروحي 

قالت وسيله بتفكير : طيب شوفت الستاير واتاكدت أنهم اللون اللي انا عاوزاه 

اوما عمر قائلا وهو يتثاءت : أيوة اخضر يا حبيتي 

انزعجت وسيله وهي تهب من جلستها هاتفه بامتعاض : اخضر ....هو ايه اللي اخضر ياعمر 

قال عمر بلسان ثقيل بينما الفراش يناديه ويفتح له ذراعيه : الستاير اخضر يا سيلا زي ما قولتي 

هزت راسها وقالت بجبين مقطب : لا مش اخضر ياعمر 

انا اخترت mint green و ماكده عليك الدرجه وانت قولت مهندس الديكور عرفها 

قال عمر وهو يهز رأسه : أيوة يا حبيتي هو اللون متقلقيش 

رفعت حاجبها هاتفه : ازاي بقي وانت بتقول اخضر

ضحك قائلا : ياروحي الرجاله عندهم الوان اساسيه اخضر ازرق احمر أسود باقي الالوان دي ملهاش اسماء عندنا بس اللون اللي اخترتيه تمام متقلقيش 

ضيقت عيناها وهتفت به بوعيد : عارف ياعمر لو الستاير طلعت مش زي ما انا عاوزة

قال ببساطه : نفكهم ونعمل غيرهم يا روحي ....

وبعدين ياسيلا ما انا قولتلك تعالي شوفي كل حاجه بنفسك 

قالت وهي تهز راسها : اكيد مش هاجي كل يوم من اسكندريه عشان اشوف الفرش يا عمر 

قال عمر بمكر : مين قال كده ...كنتي تفضلي معانا في البيت واهو سريري واسع 

ابتسمت بخجل بينما تهتف به : انت قليل الادب 

قال عمر متنهدا بلوغه : وانتي جننتيني يا سيلا 

خرجت مشاعرها في كلمتها بلا ترتيب ولكنها شعرت بحاجه لأن تقولها : بحبك ياعمر 

توقف عمر مكانه وهتف بلهفه : ايه 

قالت بابتسامه واسعه ومشاعر جياشه يستحقها : بحبك 

واللي بتعمله عشاني مش متخيل مفرحني اد ايه ...كل حاجه صغيرة بالنسبه ليا كبيرة اوي ياعمر ...جايز عمري ما قولتها ليك قبل كده بس بجد ربنا يخليك ليا 

اغمض عيناه يستمع إلي تلك المعزوفه التي اطربت قلبه وعقله ليهمس صوتها بحب : 

تصبح علي خير يا حبيبي 

فتح عيناه وقال برفض سريعا : لا أصبح علي خير ايه بعد اللي قولتيه .....خلينا نتكلم 

هزت راسها بدلال قائله : توء انت لازم تنام دلوقتي عشان انت جاي الصبح تاخد الحاجات اللي تيته مجهزاها وتاخدها الشقه 

هتف عمر من بين أسنانه لتلك التفاصيل : الصبر

: جميل يا حبيبي 

رفع حاجبه : هو ايه ؟! 

ضحكت برقه قائله : الصبر ! 



.... ....

....

كالعاده قطار سريع بلا مكابح كانت شهد تطلق لسانها تعبر عن غضبها وهي تصفق حقيبه السياره الخلفيه بعنف بعد أن انزلت الصندوق الذي كاد يكسر ظهرها متبرطمه : ايه كل ده .....فينك يارجوله ....! قالتها وهي ترمق شافعي بنظرات ساخطه بينما وقف وتركها تحمل الصندوق دون أن تبالي بهذا الهاتف الذي يتحدث به لتكررها بصوت اعلي : فينك يا رجوله 

يأست من أن يلتفت شافعي ناحيتها فهو مشغول كليا بمكالمته مع عاصم لتتبرطم شهد وهي تنحني لتحمل الصندوق الثقيل من علي الأرض : عامل نفسه مشغول اوي ....ال يعني التليفون هيطير....يااخويا قول ثواني وشيل عني ...بس نقول ايه ..عضلات علي الفاضي بدل ما يقولي عنك عامل نفسه مش سامع 

ابتلعت ببطء ورفعت عيناها شيئا فشيئا تجاه تلك الاقدام التي توقفت امامها لتعتدل كليا بينما تقول امامها شاب نزل من السياره ....مؤكد سمع ما تقوله وهذا واضح من ضحكته التي حاول كبحها وهو يقول : عنك يا انسه ...

رمشت شهد باهدابها بينما وقعت عيناها علي هذا الشاب الذي تراه لأول مره لتهتف سريعا بتبرير : انا ....انا يعني بتكلم في الأصول ....تبرطمت وهي تشير بطرف عيناها تجاه شافعي الذي يوليها ظهره ويتابع حديثه : هو يعني يصح راجل طول بعرض زيه يسيب كتكوته زيي تشيل كل ده وعامل نفسه مش واخد باله ...ده انا هقول لعاصم بيه لما يرجع 

حك الشاب أنفه واراد ايقاف ذلك القطار المتمثل بلسانها ليقول : معلش عمي واضح أنه مركز في مكالمته 

اتسعت عيون شهد بمفاجآه لتتحرك يدها باشاره الي شافعي بينما تردد بعدم استيعاب أنها كانت تشتم عم الشاب : هو ...هو عم شافعي عمك عمك ولا عمك بتقوله ياعمي 

ابتسم الشاب علي تعلثمها وهز رأسه : عمي ... عمي 

ابتسامه بلهاء ارتسمت علي شفتيها بينما تحك راسها فتزداد بلاهه جعلت الشاب لا يتمالك ضحكته 

انهي شافعي المكالمه واستدار ناحيتهم ليقول سريعا : ايمن ...خد الصندوق دخله جوه 

اوما الشاب لتقول شهد سريعا : كلك ذوق ياعم شافعي ....هو في حد في البيت كله ذوق زيك يا عم شافعي 

كتم الشاب ضحكته وهو يحمل الصندوق ويسير به وشهد لا تتوقف عن الاشاده بشافعي : انا طول عمري اقول البيت كله مفيش فيه زي عم شافعي ...هو في رجوله زيه ...انا من جوايا قولت اكيد مش واخد باله عشان كده مجريش يشيل عني 

ظلت تتحدث الي أن دخل الشاب ليضع الصندوق علي الطاوله قائلا بتهذيب : اي خدمه تانيه 

نظرت شهد إليه بابتسامه وقالت برقه لم يعد لها مجال بعد ما رأه الشاب منها : شكرا يا ابن اخو عم شافعي الجدع 

ضحك الشاب وهز رأسه وانصرف بينما تلاحقه عيون شهد التي قالت بتوبيخ لنفسها : كان لازم تحدفي دبش ....اهو شاب زي القمر كان يمكن يكون ليكي نصيب فيه ! بومه طول عمرك ياشهد وحظك فقر 

........

....

للمره الخامسه يلتفت شافعي تجاه تلك الطاوله في الحديقه حيث جلست شهد برفقه عمر تتحدث ...المره السادسه لم يكذب نفسه فهي تشير ناحيته  فمؤكد هذا الحديث عنه ...!

تنهد بحيره وهو يفكر هل تلك الصغيرة لمحت شيء عنه وأخبرت عمر به كعادتها ليتبرطم : شهد تعملها طبعا وتفتن عليا !

ما يخفيه مؤكد لمحته شهد وستخبر عمر به ! 

وبالفعل مرت نصف ساعه وتلك القصيره لا تتوقف عن الحديث ولكن ليس عن ما يخشاه شافعي ابدا : اقولك ايه بس ...بومه ولساني فضل يشتم الراجل وفي الاخر يطلع عمه...شوفت بقي حظي انا بقولك اني بومه 

قال عمر بملل : عارف يا بومه  ..المطلوب 

ارتسمت ابتسامه سمجه علي شفاه شهد التي هزت كتفها قائله : افهم انت بقي 

اتسعت عيون عمر وهز رأسه بالرفض : لا ....ايه عاوزاني اروح اخطبلك الواد من شافعي 

اومات وهزت راسها قائله: اهو علي راي المثل ...أخطب لبنتك ...فيها ايه 

كور عمر قبضته هاتفا من بين أسنانه : قومي يا بت 

هزت راسها ودبدت الأرض بقدميها : لا مش هقوم ....بقولك الواد مفيش فيه غلطه ....شغال أمن عندكم في الشركه و أبوه ميت وبيعتبر شافعي زي أبوه وأمه ست طيبه وعنده أختين متجوزين 

اتسعت عيون عمر بندم تصديق : كل ده عرفتيه امتي 

ضحكت شهد بثقه : قررت البيت كله وعرفت عنه كل حاجه ...

تنهدت وتابعت بهيام : اتاري نصيبي كل السنين دي جنبي وانا مكنتش واخده بالي ....اهو الصندوق اللي مدام زينه  طلبته هو اللي وصلني لنصيبي وخلاه يجي عندنا 

تعالي رنين هاتف عمر لينظر الي شهد : يلا قومي هتكلم في التليفون 

هزت راسها : لا مش وقت تليفون ...قولي هتعمل ايه في موضوعي 

قال بتسويف : بعدين ياشهد 

: لا انت بتقول كده عشان تخلص مني 

زم عمر شفتيه : هكلمه واحاول المح له ...امشي بقي خليني ارد علي التليفون 

........

....

اخيرا شراء فستان الزفاف ....تنهد عمر والتقف انفاسه بينما يتحرك منذ يومان معها لتختار فستان هي الوحيده التي تتخيله في رأسها وتريد مثله في الواقع واخيرا وصلت لبغيتها واختارت ثوب بعد مائه ثوب لم يعجبها .... خرجت الفتاه التي كانت تساعد وسيله

بوجه متهلل ليقول عمر بلهفه : اختارت فستان 

اومات الفتاه قائله : أيوة 

اشاره منها أنها استقرت علي اختيارها جعلته يركض تجاه الكاونتر ليدفع ثمنه قبل أن تتراجع 

تفاجيء بامتثال تتجه إليه بوجه غاضب لم يفهم عمر سببه لتزجره : انت بتعمل ايه ؟! 

قال عمر وهو يرفع كارته البنكي : هحاسب علي الفستان قبل ما ترجع في كلامها 

هتفت امتثال بضيق : ما ترجع في كلامها 

قال عمر سريعا : لا ياحجه ابوس ايدك انا ماصدقت لقت فستان يعجبها ... خليني ادفع بسرعه قبل ما ترجع في كلامها 

لوت امتثال شفتيها بامتعاض : وانت زي الاهبل كده بتدفع وخلاص 

رفع عمر حاجبه باستنكار لتلوح امتثال بيدها متابعه : مش تشوف الاول هي اختارت ايه 

هز عمر رأسه قائلا كالطفل المطيع : لا ماما أكدت عليا مينفعش اشوف الفستان عشان فال وحش 

لوت امتثال شفتيها وهتفت بغيظ من بين اسنانها : وانا بقولك شوف الفستان 

قال عمر ببديهيه بينما لا يفهم سبب إصرارها : هشوفه يا تيته.... الفرح كمان يومين 

زفرت امتثال وهتفت به بتوبيخ : انت مش بتسمع الكلام ليه ...بقولك شوف الفستان 

رفع حاجبه بعدم فهم لكل هذا الإصرار : ليه ؟!

قالت امتثال باصرار : حقك تشوف الفستان وتقولها لا عليه 

اتسعت عيون عمر بدهشه : اقولها لا ليه بس 

زمجرت امتثال به بحنق : هو كل حاجه تسأل سؤال ....

قال عمر بنفاذ صبر : ما تتكلمي علي طول يا تيته 

قالت امتثال بسخط : انا معجبنيش الفستان وعاوزاك تقولها لا عليه 

رفع عمر حاجبه بعدم فهم : معجبكيش ازاي 

: مفتوح 

: ايه 

هتفت امتثال بعصبيه بينما عجزت عن اقناع وسيله بان فتحه الفستان مبالغ فيها بينما تمسكت به وسيله لاقصي درجه : اللي سمعته 

عمر رأسه قائلا بتمهل : مش فاهم يا تيته

نظرت له امتثال بغيظ هاتفه : هو ايه اللي مش فاهم ...ايه فجاه حل عليك الغباء بقالي ساعه بفهمك

نظر لها عمر بغيظ هو الآخر هاتفا : قصدي مشفتهوش ومش عارف 

لوت امتثال شفتيها هاتفه : وانا اهو بعرفك وبقولك الفستان مفتوح 

نظر لها عمر بتوجس بينما لا يدري أن كانت تختبره ام ماذا تفعل لتتابع امتثال بغيظ من سكونه : بقولك الفستان مبين صدرها كله وانت واقف زي اللوح ساكت .....

حمحم عمر لتتابع امتثال الضغط علي وريده : بقولك الفستان مبين ....

مرر يداه علي وجهه الذي احمر من الغيره وقاطع امتثال هاتفا : عرفت ياحجه مبين صدرها ....خلاص يا حجه سخنت والله !

نظرت امتثال إليه وهي تلوي شفتيها : ولما سخنت واقف قدامي ليه 

نظر لها عمر بغيظ هاتفا : بفكر يا تيته اعمل ايه ....بلاش افكر واروح اتخانق معاها ...هز رأسه يحاول التمسك بهدوء أعصابه وهو يتذكر كيف عليه التعامل لحظات الغضب من تلك الأسطر الكثيرة التي قرأها ومليء راسه بها ولكنها لا تفلح أمام غيرته التي جعلت الدماء الحاره تغلي بعروقه ليحاول أن يتحدث بصوت عالي : اكتب طيب الكتاب واضمن أنها رجعت ليا وبعدين اشوف موضوع الفستان ....ممكن أقنعها تغيره أو حتي

أسرق الفستان ...أو ابدله ....زمت امتثال شفتيها بغيظ شديد : انت لسه هتسرق وتفكر ....انت بقيت بارد كده ليه ياراجل انت !!

نظر لها عمر رافعا حاجبه : بقي كده يا حجه .....طيب والله لاقول لها انك جايه تسخنيني عليها !!

نظرت له امتثال بحنق لينظر عمر بضيق الي نهايه الممر حيث بقيت وسيله بغرفه القياس الكبيره .....

ابتسمت وسيله وهي تخرج بعد قليل وخلفها تخرج فتاتان يحملان صندوق ضخم بداخله الثوب 

ليتوقف عمر مكانه بملامح ثابته حاول رسم ابتسامه زائفة عليها ليبادلها الابتسامه التي ترسلها له وتجعل وجهها يشع بالسعاده .... يراها تكاد تطير من السعاده وهذا ابسط حق لها بينما لم تشعر بتلك السعاده في زفافهم السابق لذا شق عليه كثيرا إفساد لحظتها وفي

نفس الوقت يغالب غيرته وهو يؤكد لنفسه أن امتثال لن تغضب من فراغ ولابد أن الثوب كما قالت 

نظرت وسيله إلي صمته ووقوفه بجوار جدتها لتسالهم : في ايه مالكم ؟!

قال عمر وهو يهز رأسه بنبره باهته : مفيش 

قالت وسيله بسعاده بالغه وهي تميل عليه بدلال : طيب ليه شكلك مش مبسوط اني اخيرا اشتريت فستان الفرح 

هز رأسه ورأيك ابتسامه يرضيها بها : لا طبعا مبسوط ....

قال بفضول بينما يسيرون الي السياره : مش هتوريني الفستان 

: لا 

نظر لها قائلا : ليه ؟! 

قالت بدلال : هتشوفه في الفرح ....مفاجاه 

وقف يحك ذقنه بينما ينتظر نزول العامل يحمل الثوب ليضعها بمؤخره السياره يحدث نفسه : وبعدين بقي في الحيره دي 

مال تجاه امتثال وهمس لها : انتي متاكده 

اومات امتثال بغيظ : بقولك مبين صدرها كله 

رفع حاجبه بنيران حاره : كله 

وكزته امتثال بغيظ ودخلت الي السياره لتتجه وسيله اليت تقف بجواره وتضع يدها في ذراعه متنهده بحب : 

انا مبسوطه اوي ياعمر 

ابتسم لها وهو يبحث عن مدخل لتقول وسيله : علي ما ينزلوا بالفستان هقعد في العربيه عشان تعبت اوي 

اوما لها بحنان : ماشي يا حبيتي 

جلست بحوار جدتها تراضيها : يا تيته متزعليش الفستان حلو وعاجبني اوي 

اشاحت امتثال بوجهها هاتفه : المفروض كمان يعجب جوزك 

نظرت لها وسيله بتوجس : هو انتي قولتي لعمر حاجه ؟! 

لوت امتثال شفتيها هاتفه : ولا قولت ولا عيدت انا بقول الأصول مش انك تفاجئيه كده 

نظرت وسيله الي عمر الذي ابتسم متصنع الغباء بينما اوقف السياره اسفل المنزل : ايه 

قالت بجديه : ايه يا عمر ....بقولك هات الفستان من شنطه العربيه وطلعه 

قال عمر باستغباء : هو مش هيفضل معايا 

رفعت حاجبها بعدم فهم : يفضل معاك ليه ؟! 

قال وهو يتحرق لرؤيه الثوب : هاخده عشان هتلبسي هناك في الاوتيل 

هزت راسها قائله : لا خليه معايا عشان لسه هظبط الطرحه والتاج 

قال بسماجه : وماله ...اخد الفستان 

رفعت حاجبها : في ايه يا عمر ؟! 

هي تيته قالت لك حاجه 

هز رأسه بتعلثم : لا هتقول ايه ؟!

اومات وهي تنزل من السياره : طيب يلا انزل وهات الفستان علي فوق 

: طيب ما تخليه معايا 

هتفت وسيله بحنق : يوووه ياعمر ...انت ايه حكايتك عليك عفريت اسمه اشوف الفستان ...لا ياعمر مش هتشوفه إلا في الفرح 

........

....

اسرعت شهد بقلب تتراقص دقاته تجاه عمر : عمر عمر ....عن شافعي عاوزك 

عقد حاجبيه باستفهام لتقول بفرحه غامرة : اكيد عاوز يطلبني منك 

رفع عمر حاجبه : يا سلام ....ده فجاه كده 

لوت شفتيها قائله : اه اكيد الواد اعجب بيا وكلم عمه عشان يخطبني ...اهو مش محتاجه ليك 

نظر لها عمر بغيظ : بقي كده

اومات له وهي تتمايل بدلال : اه الحمد لله جمالي لا يقاوم 

ضحك عمر وزجرها هاتفا : ماشي يا جميله ...عموما مش عاوز احبطك بس عادي اوي شافعي يكون عاوزني لاي سبب 

نظرت له شهد شزرا : اعوذ بالله منك ....انت بتفقر في وشي ليه أن شاء الله هيخطبني !

وقفت بلهفه خلف الستائر وعيناها كالصقر تتطلع ناحيه عمر الذي وقف يتحدث مع شافعي والانتظار يقتلها لمعرفه ما يقولونه وقد صدق حدث عمر فلم يكن موضوع شهد ...حمحم شافعي قائلا : انا كنت بفكر في الموضوع بقالي فتره وقولت قبل ما اكلم عاصم بيه أخد رايك 

نظر إليه عمر بحيره ليقول شافعي سريعا : متقلقش هحط عيالها في عينيا ....انا راجل وحداني بعد ما مراتي ماتت بقالي سنين لوحدي والست ساميه 

طيبه وحنينيه وانا محتاج يكون ليا بيت وعيله وعرفت كل ظروفها وانا بخلص مع عاصم بيه في موضوع طلاقها من الراجل اللي إسمه فرج 

قال عمر بترحيب :والله ياشافعي انا عن نفسي مرحب جدا بس انت عارف القرار في أيدها هي 

قال شافعي بلياقه : طبعا بس انا حبيت اخد رايك وأستأذن عاصم بيه بما انها تحت حمايته 

ابتسم عمر قائلا : بابا هيرحب جدا ان ربنا هيعوض الست دي 

نظر إلي شافعي وتابع برجاء : كل اللي هطلبه منك تاخد بالك من دنيا ....دي تعتبر بنتي 

قال شافعي سريعا : وهتعبرها بنتي انا كمان ومش بس هي كل عيال الست ساميه في رقبتي وزي ولادي 

ربت عمر علي كتفه قائلا : رقبتك طول عمرها سداده ياشافعي ...

.......

...

التفت عاصم الي عمر الذي وضع أمامه هاتفه مفتوح علي صوره ما : ايه ده ؟!

اشار عمر الي صوره القلاده الضخمه التي امتلئت بالاحجار قائلا : عقد 

اوما عاصم بعدم فهم : شايف أنه عقد ... خير بتوريهولي ليه ؟!

قال عمر برجاء : محتاجه ضروري 

رفع عاصم حاجبه وهب من مكانه بينما يدرك الرقم الخيالي لعقد كهذا : نعم يااخويا ...محتاجه في ايه 

قال عمر سريعا : وسيله اختارت فستان مفتوح والعقد ده هيداريه .....تغيرت ملامح عاصم وسرعان ما هبت الدماء الحاره بعروقه ليهتف بأبنه بتوبيخ : وانت كنت فين يا ابن السيوفي ....ليه مقولتش لا 

قال عمر بحيره: صعبت عليا أنها فرحانه بالفستان وقعدت افكر ولقيت فكره العقد 

لوي عاصم شفتيه : لا يا راجل .....

جاتك نيله ده اللي قدرت عليه 

: مش عاوز ازعلها ياعصوم ....قلبي مش مطاوعني مع أن اسهل حاجه عليا اقولها لا واقلب وشي وازعق 

قال عاصم بتهكم : بقيت طري 

حك عمر عنقه لينظر عاصم إليه بعدم رضي قائلا : الحاجات دي مفيهاش متزعلهاش ....عاوز الناس كلها تتفرج معاك يبقي تسكت ....بتحبها وبتغير عليها اتكلم ومش لازم ياابن السيوفي تزعق ....خدها بالسياسه 

ابتسم عمر لأبيه الذي تغيرت ملامح وجهه للغيظ بينما قال عمر : طيب هات العقد اصالحها بيه لو زعلت 

هز عاصم رأسه هاتفا: ولا مليم 

قال عمر برجاء وهو يحتضن أبيه : هسدد تمنه بالتقسيط 

زجره عاصم بحنق: ولا مليم ....يلا روح اتصرف 

........

......



نظر عمر الي وسيله قائلا برقه : وسيله 

نظرت له بحب وقالت بنعومه : نعم 

ابتسم عمر قائلا : حلوة نعم دي ....ابتسمت علي رقته الزائده اليوم ليخرج عمر من جيب سترته ورده حمراء جميله ويقدمها لها قائلا : خدي ياقلبي الورده دي عشانك 

ابتسمت وسيله وهي تأخذها من يده قائله : حلوة اوي 

أخرج من الجيب الاخر علبه صغيرة من القطيفه الزرقاء : وخدي ده كمان 

فتحت العلبه هاتفه بلهفه ؛ ايه ده ؟!

ابتسم عمر وهو يشير إلي الخاتم الرقيق الذي انتقاه لها : خاتم بأربعين الف 

ضحكت وسيله بصخب قائله : ثروتك كلها 

بادلها عمر الضحك قائلا : مستخسرتش فيكي حاجه 

وضعت وسيله الخاتم باصبعها قائله بضحك : هاخده عشان افتكر انك ضحست بثروتك عشاني 

ابتسم عمر لها لترفع وسيله إليه عيناها وتضيقها بمكر بينما تسأله : 

رقتك و الورده والخاتم مقدمه لأيه ياموري 

أقصر الطرق هي الصراحه ليقول عمر : من الاخر ؟!

هزت وسيله راسها وقالت بمكر : لا من الاول 

هي تيته اتكلمت معاك في حاجه 

اوما كالطفل : اه 

ضحكت وسيله بينما صدق حدثها :وانت متكلمتش ليه ؟!

قال بإقرار ؛ خوفت ازعلك 

نظرت له وسيله لحظه قبل أن تقول بمشاعر : وانا كمان خوفت ازعلك 

نظر لها بعدم فهم : ايه 

اومات له بوداعه ورقه قائله : انت مش عاوز تزعلني وانا مرضتش اعمل حاجه تزعلنا في يوم زي ده 

قال بعدم تصديق : غيرتي الفستان 

هزت راسها قائله : لا هلبس فوقه قطعه تقفله 

ملئت الابتسامه وجه ليقول بنبره لعوب : حلو اوي ....وانا وانتي لما نروح البسيه مع غير القطعه 

ضيق عيناه التي تلاعبت بها النظرات العابثه بينما يتابع بحراره : ده انا علي وصف تيته هشوف حاجات 

قالت وسيله بعفويه وهي تشير تجاه صدرها : متبالغش 

دي فتحه صغيرة اد كده 

نظر تجاه يدها التي ترسم فتحه الثوب فوق بلوزتها الحريريه والتي حددت منحنيات جسدها لتخفض وسيله عيناها ببطء الي حيث زحفت عيناه تجاه فتحه بلوزتها لتوكزه هاتفه من بين أسنانها وهي تغلق زر البلوزه العلوي : اه يا سافل بتبص علي ايه ....هات الخاتم وامشي يلا 

ضيق عمر عيناه وهي تدفعه خارج الباب : اخدتي ثروتي كلها وطردتيني 

..........

عقدت امتثال حاجبيها حينما فتحت الباب ووجدت سندس أمامها والتي سألت عن تلك الانوار التي تزين المنزل وامام المنزل وتعالت من المنزل أصوات الموسيقى لتبتلع سندس باستنكار : وسيله بتتجوز من غير ما اعرف؟..... كده يا حاجه اكون اخر من يعلم بجواز بنتي

قالت امتثال بسخط : ولما عرفتي قبل كدة عملتي ايه؟ 

كشرت عن انيابها وتابعت بالمزيد من السخط : وافقتي تبيعيها وكنتي السبب في كل اللي حصل لها عشان لو وفقتي معايا يومها مكنش حصل كل ده 

اهتزت نظرات سندس وحاولت المراوغه : انا ماليش ذنب.... هي كانت موافقه 

هتفت امتثال بعصبيه : عيله متفهمش واهو دفعت التمن غالي ومن الآخر يا سندس بلاش تقولي اي عتاب مش من حقك.... انتي متعرفيش حاجه عنها ولا محاولتي تقربي منها بقالك سنه 

هتفت سندس بدفاع عن نفسها : انتي شوفتي عملت ايه ورفضت تسمع مني اي كلمه ولا تسامحني 

اومات امتثال بسخط : وانتي ما صدقتي ورحتي وقولت عدولي اهو بقالك سنه..... كملي بقي جميلك وارجعي مكان ماكنتي 

وايا يكون السبب اللي جابك دلوقتي انا متأكده انه مش عشان وسيله... انتي مزرعتيش يا سندس عشان تحصدي 

اغلقت امتثال الباب وعادت للداخل لتهز سندس راسها باقرار ان كلمات امتثال في محلها فهي عرفت انها مريضه لذا فكرت بالعوده الي ابنتها حتى لا تكون وحدها 

...

ضحكات تعالت بصخب من تلك الغرفه المزينه والتي امتلئت بالفتيات مجتمعين حول وسيله التي تتزين من أجل الزفاف وكم كانت الأجواء مختلفه تماما عن زيجتهم السابقه فهاهي امتثال تتحرك هنا وهناك وابتسامتها لا تفارق وجهها وزينه تكاد تطير من الفرحه.... تعالت ضحكات الفتيات وكانت اعلاهم هي جوري التي تابعت بضحك : جننته..... قاعده له زي الشاويش.... رايح فين جاي منين؟ 

ضحكت وسيله لتغمز لها جوري بشقاوة :امال ايه.... فاكر اني مش فهماه واهو طلب اغير عليه ونالها 

عادت الفتيات لتضحك لترفع جوري باقه الورود قائله لوسيله : خدي ياسيلا الورد وخلينا نستعد عشان تنزلي..... دون قصد منها قالت بلهفه : مين هياخدك ينزلك لعمر 

غص حلق وسيله ولكنها تجاوزت غصه حلقها بينما تقول بحزن واضح : هنزل لوحدي.... كان نفسي بابا الله يرحمه يكون موجود 

ابتسمت جوري لها بحزن واسرعت ناحيتها تقول باسف :سوري يا سيلا بجد مكنش قصدي 

ربتت جوري علي كتفها قائله بسماحه : ولا يهمك 

أشارت زينه للفتيات قائله؛ استنوا يا بنات ثواني وراجعه 

اتجهت زينه لتطرق على باب الغرفه المجاورة والتي كان بها عمر يستعد..... أشارت لعاصم الذي قام ناحيتها : نعم يا زوزو

انحني ناحيتها لتهمس له ببضع كلمات جعلته يهز راسه بابتسامه واسعه : طبعا يا حبيتي 

ابتسمت زينه بسعه لتاخذ بيده وتعود الي غرفه الفتيات 

نظر سيف وايهم الي بعضهم قبل أن يهز ايهم كتفه ويتجه ليطرق على باب الحمام الذي بقي عمر بداخله:ايه يا عمر بقالك ساعه جوه بتعمل ايه كل ده 

فتح عمر الباب ونظر الي ايهم هاتفا : متوتر يا ايهم..... مفيش معاك مهدئات 

ضحك ايهم بقوة حتى دمعت عيناه بينما يقول : اللي اعرفه ان العريس بيبقى عاوز منشطات ولا مقويات انما مهدئات دي جديدة 

وكزة عمر في كتفه هاتفا : مش محتاج ولا منشطات ولا مقويات... انا زي الفل بس محتاج اهدي خايف اتهور او اتجنن من الفرحه 

شاكسه سيف ليخفف من توتره : هي واخده على جنانك... يلا 

اوما عمر وهو ياخذ نفس عميق عده مرات ليقف امامه سيف وأيهم يهندمون من هيئته ليتلفت عمر حوله :بابا فين ؟!

قال سيف بابتسامه : باعك وقرر يكون ابو وسيله النهارده 



...... 

هز عاصم راسه الي وسيلا قائلا وهو يفتح لها ذراعه : ابوكي موجود عشان يسلمك لعريسك

تهلل وجه وسيله ونظرت إليه بعدم تصديق من فرحتها ليقول عاصم بحب : هو انا مش ابوكي ولا ايه ؟!

ابتسمت له وهزت راسها بينما لمعت دموع السعاده بعيونها لتقول زينه سريعا : اوعي تعيطي المكياج يبوظ 

اطلقت شهد زغروده قريه بينما تضع وسيله يدها بذراع عاصم وتتجه لتنزل الدرج برفقته ....توقف عمر اسفل الدرج المزين بالورود علي جانبيه وهو يرفع عيناه للاعلي بترقب لتمر لحظات بعدها تتباطيء أنفاسه التي خلبتها وسيله بجمالها وسحر اللحظه التي لم يتوقع أن تكون بمثل تلك الحلاوة ... مال ايهم برأسه يتطلع الي غرام التي لمعت عيونها وكانت مأخوذة تماما بسحر تلك اللحظه الرومانسيه التي لم تعيش مثلها .... طوال الزفاف وهو يتطلع لها من لحظه الي أخري ويري تلك اللمعه بعيونها وسيكون كاذب إن لم يفهم معني نظراتها مثلها مثل أي فتاه كانت تحلم بأن تعيش نفس اللحظات 

التفتت له غرام لتري نظراته إليها فتبتسم بالرغم من تلك الأفكار التي تشعبت بداخل عقلها متزامنه مع دقات قلبها السريعه لتأخذ بضع دقائق صراحه مع نفسها تعترف انها أخطأت ولم يكن خطأها مجرد خطأ بل خطيئه كبيرة دفعت ثمنها غاليا أن كان هذا فقط الثمن والذي كان يمكن أن يكون أضعاف أن لم يكن ايهم هو ذلك الرجل ليلتاع فكرها وهي تتخيل أن كانت وقعت ضحيه لرجل لم يكن مثله لديه قدر من المسؤوليه فماذا كان سيكون وضعها الان لتشكر ربنا بامتنان كبير أنه كان رؤوف بها ولم يكن عقابها بشيء يذكر أمام خطيئتها ....لقد هيئت نفسها أن تقع في حب ايهم لذا لم تشعر بمراره اي فتاه عاشت ما عاشته ولكن أن تبدلت الظروف وكانت بداخلها لم تتقبله فماذا سيكون حالها لذا هي ممتنه كثيرا ولا تتمني أن تعيد تجربتها اي فتاه لأنها مغامره تساوي حياه ومستقبل تسرعت في أخذ خطواته الخاطئه ....ستحفر باظافرها عميقا داخل عقل ابنتها تحذرها بكل صورة من مجرد الاقتراب من الخطأ وليس الوقوع به من أجلها نفسها وليس من أجل اي شيء اخر فالخاسر الوحيد هو الفتاه ....لتتنهد مجددا بأسي تحاول أن تناجي والدتها بعقلها أن تيامحها وتغفر لها بينما مسؤوليه تربيه الابناء لم تكن بالشيء الهين ووالدتها لم تكن أبدا تستحق منها هذا حتي لو كانت بها شرور العالم لم يكن عليها أن تتخذها مبررا للوقوع بالخطأ .....علي نفس الطاوله كانت جوري جالسه تضع راسها علي كتف مراد وتتطلع الي عمر ووسيله بعيون تشع بالحب ازدادت إشعاعا وهي تتطلع الي والدها ووالدتها ....تحملوا الكثير من أجلهم لذا عادت بنظراتها تجاه عمر وهي تتنهد الا تعيش في يوم ما هي ومراد ماعشه والديها مع طفل مثل عمر ....شاق جدا أن تتخيل مجرد تخيل تربيه ابن مثل عمر بينما الجميع يكتفي بتوجيه اللوم لهم دون وضع نفسهم بنفس موضع الوالدين الذين يتحملوا الكثير من أجل أطفالهم ....التربيه شاقه للغايه وتأتي قبل أي شيء ....لا معني لتعليم أو لسواه دون أن تسبقه التربيه التي علينا اخذها في الحسبان ما أن ننتقل من مساحه الفرديه الي مساحه مسؤوليه العائله ...!

.........

....

تمايلت وسيله التي احتضنت ذراعي عمر خصرها برقه علي انغام تلك الموسيقي الهادئه ليخرج عمر من سحر تلك اللحظه علي نظرات شهد التي اقتربت منهم 

لم تستطيع وسيله اخفاء ضحكتها علي نبره شهد التي وكأنها تدين عمر :ادي انا استنيت اهو وخلاص الفرح بيخلص ...ها بقي هتعمل ايه 

حك عمر أنفه بينما يحيط خصر وسيله بذراعه ويأخذها 

ليعودون الي مقعدهم وشهد خلفهم تهتف بتزمر : هعنس انا كده ....!

قال عمر بمرح : ما تعنسي وانا مالي...النهارده فرحي حلي عني 

عقدت شهد حاجبيها وكادت تبكي من مزاح عمر الثقيل تشتكيه لوسيله : شوفتي بيقول ايه ؟

قالت وسيله برفق : مش قصده ...بيهزر معاكي 

: هزاره تقيل 

قالت وسيله برفق ممزوج بالنصيحه : المفروض انتي اللي تبقي تقيله يا قمر ...اصبري وخليه هو اللي يطلبك ده اللي عمر قصده 

نظرت إلي عمر ليهز رأسه قائلا : أيوة ...انا لمحت لشافعي وهو بطريقته هيكلم ابن اخوه ...اتقلي بقي زي ما سيلا قالت لك 

زفرت شهد علي مضض هاتفه : لما نشوف 

....   .

.......

انتهي حفل الزفاف ولكن السعاده لم تنتهي بل ازدادت وعمر يمسك بيدها البارده بين يديه يحاول أن يطمئنها بلمسته الحنونه ونظراته العاشقه بينما يتجهون الي غرفتهم .....سارت غرام برفقه ايهم لتجدهم لا يغادرون الفندق بل يتجه الي المصعد ...احنا رايحين فين ؟!

لم تتوقع ما نطق به والذي قاله ببساطه : حجزت لينا اوضه نقضي فيها الليله تعويض ليكي عن اني معملتش ليكي فرح

خفق قلبها بقوة ووجدت نفسها تحتضن ذراعه بسعاده سرعان ما تلاشت وهي تتذكر مسؤولياتها : بس يارا والبنات 

قال ايهم برفق وهو يأخذها خارج باب المصعد ويفتح لها الغرفه : متخافيش انا متفق مع حلا وهنا وهما هياخدوا بالهم من اختهم 

فتحت فمها لتقول كلمات يعرفها ايهم جيدا ليوقفها عن سرد مسؤولياتها التي ترحب بحملها دوما : انا عارف كل اللي هتقوليه وعارف انك قلقانه بس انا مش عاوزك تفكري في اي حد او حاجه غير نفسك ...افصلي يا غرام وارتاحي يوم انتي محتاجه لده 

نظرت إليه غرام بعيون عاشقه سرعان ما امتلئت بالدموع لتقول باعتراف : انا ندمانه اوي 

اهتزت نظرات ايهم للحظه وهو يفكر في سبب نطقها لهذا الندم لتتلاشي مخاوفه سريعا ما أن فاضت غرام بكل ما كانت تفكر به طوال وقت الزفاف : انا ندمانه علي غلطتي وهفضل طول عمري ندمانه وبشكر ربنا أنه وقعني فيك واتمني انك تنسي كل اللي فات 

وضع ايهم أصابعه علي شفتيها يوقفها عن قول المزيد : نسيت خلاص ....مد أنامله ليمسح دموعها ويقول برفق شديد : بلاش تعيطي وتنكدي علي نفسك 

قالت غرام بنبره طفوليه وهي تمسح عيناها بكلتا يديها : لا لا مش هنكد ...انا اصلا مش نكديه وفرفوشه ...صح يا ايهم 

نظرت باستفهام الي سبب ضحكته العاليه : انت بتضحك ليه هو انا نكديه وفقريه 

هز رأسه بالرفض ضاحكا : لا ...خالص انا اللي فقري والدليل مكياج عينك اللي كان عاجبني اوي باظ 

اتسعت عيونها وركضت تجاه المراه لتري عيون الباندا التي ارتسمت فوق ملامحها ولكن قبل أن تفعل شيء شعرت بذراعيه تلتف حولها بينما يحتضنها من الخلف ويديرها ناحيته هامسا وهو يميل تجاه شفتيها : انتي حلوة في عنيا علي طول ...!

.........

.....

خفضت وسيله عيناها بخجل أمام نظرات عمر العاشقه لتهرب كل الدماء من عروقها بوجل ما أن أحاط خصرها بذراعه وقربها إليه ...ببطء رفعت كلتا يديها ووضعتهم حول عنقه تتطلع إليه للحظات قبل أن تتنهد قائله بصوت ناعم : عارف ياعمر ايه اكتر حاجه حلوة في الراجل ياعمر 

غمز بشقاوة لتبتسم وسيله وتهز راسها : انا بتكلم جد 

عارف ايه اكتر حاجه حلوة في الراجل 

نظر إليها لتقول وهي تمرر يدها حول عنقه بحب : أنه يكون بيتحمل المسؤوليه ....انا حبيتك من اول وجديد لما اتغيرت وبقي عندك استعداد تتحمل أي مسؤولية ارميها عليك حتي لو صغيره .....احلي حاجه أن الست تقدر تسند ضهرها علي حبيبها وهي مطمنه 

ابتسم عمر بحب وسرعان ما ادار ظهرها إليه وتراجع خطوتين قائلا بتشجيع : ارمي نفسك يا سيلا من غير ما تبصي ولا تخافي 

فتحت ذراعيها وتركت ثبات أقدامها لتتعالي ضحكتها بينما تلقي بنفسها للخلف دون ذره خوف متاكده أنه لن يتركها تقع ......تهاوت بين ذراعيه التي أحاطت بها بقوة ليتراجع للخلف ويسقط علي الفراش الوثير وهي فوقه تضحك من قلبها . .....أدارها ليكون وجهها مقابل لوجهه بينما مازالت فوقه ليتنفس أنفاسها وهو يهتف بحب : انا بحبك اوي يا سيلا !

داعبت أنفه بانفها وهمست بهيام : وانا بموت فيك يا عمر !

..........

....

مرت الايام علي الجميع وكانت لحكايه عمر الصدي بالكثير من الأحاديث فهاهي جوري تتحدث وتروي قصته الي مراد و هدي تقرء بالجرائد خبر زواجهم وتدرك أن الحكايه كان لها بقيه وعاصم يتنهد واخيرا أن حكايه ابنه وصلت إلي نهايتها والان حان وقت روايتها ربنا لاحفاده ...واخيرا عرف الجميع من هي وسيله التي كان عمر قبل عام يطلب منها أن تسامحه والجميع مجددا يتنهد لسماع تلك الحكايه الرومانسيه بينما لم يروا منها إلا القشور ولا يعرفون الي اين وصلت ولا كيف بدات من الاساس ......!

نظرت وسيله إلي عمر الذي كان يهتف باحتدام : انا خلاص زهقت ...بقالي اسبوعين صابر ومتحمل ...ماليش دعوه بأي اعذار انا عاوز حقي الشرعي ودلوقتي !

رفعت وسيله حاجبها بينما نبرته تزداد علوا ومازال يهتف باحتدام لتتهادي ابتسامه الي شفتيها بينما تعود نبرته لتهدا مجددا وهو يتابع بخبث : بس يا ستي اهو بطل الفيلم قعد يزعق ويقول الكلمتين دول طول الفيلم !

ضحكت وسيله بصخب ليس علي ما يرويه والذي هو من نسج خياله ولكن عن نظراته التي كانت نظرات طفل صغير يلمح إلي والدته بطلبه الذي يخشي أن يطلبه حتي لا تغضب منه ....نعم كان لابد أن يتعذب قليلا لينالها ولا تنكر أنها أحبت كثيرا لعبه التشويق التي مارستها معه طوال الاسبوعين الماضيين منذ زفافهم وتلاعبت كثيرا به وبمكر الانثي اشعلت نيران اشتياقه دوما بمحاولته لقربها والتي لم ييأس منها ....اسدل اهدابه كطفل صغير بينما يجلس بجوارها يمرر أطراف أنامله علي جانب ذراعها العاري بينما يقول باشتياق : ايه بقي يا سيلا هفضل متعذب لغايه امتي ...ده انا بقالي سنه وعشر شهور ويومين بعيد عنك  

ابتسمت وسيله بمكر بينما تتلاعب باعصابه وهي تلتفت إليه وتتحدث ببطء بينما تركزت نظراته علي شفتيها ذات اللون الوردي الجميل : استنيت كل ده مفيهاش حاجه لما يبقوا سنه وحداشر شهر 

اتسعت عيون عمر برفض : لا لا....١١ شهر ايه ....ده انا مقدرش استني ولا حتي ١١ ساعه 

نظرت له وسيله بعيونها الاي أتقنت رسمها لتخلب أنفاسه بنظراتها بينما تقول بنعومه : للدرجه دي 

اوما لها برجاء بينما يناجي نظراتها التي تلاعب بها المكر بينما تقول ببطء وهي تمد أناملها تجاه عنقه تداعبه برقه : انا قولت كده برضه ....وعشان كده بفكر النهارده ...قبل أن تكمل جملتها كان عمر يقفز من مكانه ويميل ليحملها ليسير بها تجاه غرفتهم صارخا بلهفه : يافرج الله ...اخيرا 

تعالت ضحكه وسيله الخجوله بينما تدفن رأسها في عنقه تحاول أن تتراجع : عمر استني !

ولم يعد للانتظار مكان ولا محل فقد مضي الكثير وحان وقت السعاده لتلك الحكايه التي مضت كما مضي الوقت وهاهي سعاده أخري ومسؤوليه أخري أضيفت إليه ليحملها بترحيب بينما يزف الي عائلته هذا الخبر الذي كان ككل شيء يأتي من عمر مضعفا .....وسيله حامل في تؤام ياعصوم ....!

وانطلقت السعاده بقلب الجميع كما انطلقت الدعوات من قلب عمر وهو ينتظر أن يخبره الطبيب بنوع الاجنه يتمني ام يكون الله قد استجاب لدعاءه هو ...يارب بنتين 

وعلي الجانب الآخر كان دعاء عاصم : يارب ولدين يطلعوا عينه زي ما طلع عيني ....!

كلاهما يدعوا وهناك وسيله التي كانت تنظر إليه بغيظ بينما بالكاد تأخذ نفسها من هذا الحمل وهو يفكر بنوع المولود 

ادعي ياسيلا .....يارب بنات 

أوقف الطبيب الذي فتح فمه ليقول : استني يادكتور ادعي تاني 

زجرته وسيله بحنق من بين أسنانها : عمر !

صمت علي مضض ولكن ما أن نطق الطبيب حتي تعالي صوته : لا ...لااااااا 

وعلي الجانب الآخر تعالت ضحكه عاصم وهو يزف الي زينه الخبر : ولدين يا زوزو ......ولدين هياخدوا حقي ويعيش حكايه زي اللي عيشتها .....! 

تمت بحمد الله 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1