رواية اصابك عشق الفصل العاشر
صدفه
هل مررتم يوما بصدفه اللقاء بعد سنوات..
هل شعرتم بأن الدنيا تدور بكم بلحظه لتختلط عليكم ذكريات وذكريات.. .
وهل كرهتم اللقاء.. وتمنيتم الا يحدث يوما
ام كان من اجمل الصدف..
تلك الصدفه التي تخبرك انك مهما ذهبت.. بعدت وتغيرت.. كبرت وشبت.. مازال هناك بالقلب غصه.. ووجع وخذلان
لم ولن يندمل ابدا..
وتصبح تلك صدفتك الجميله من اسوأ الصدف..
اقترب منها كالمغيب وتيبست قدماها هي.. وانتابتها حاله من الجمود.. لا الصدمه ولا الالم
تقدم خطوه من مكان وقفتها.. اهي هنا امامه..
ام يتوهم..
همس باسمها..
سهر
انتي هنا بجد.
فقط شاخصه بنظرها للفراغ.. لا رد..
رجع ببصره لهم ينظر لهم واحد تلو الاخر..
يترجاهم..
بقلب طفل احتله رجل كبير.. الاسم ناضج والصوره حدث ولا حرج..
اقترب منها الي ان اصبح مواجهها لها..
ابتسمت بسخريه ونظرت له..
وغصبا عنها.. رجعت بذاكرتها لخمسة وثلاثين عاما مضت.. لعمر ابنها الأكبر
يشبهه كثيرا
لحظة لن تنساها أبدا..
حين خدعت بكلام من ظنت أنه يحبها.. لكنه جرحها بعمق لا يشفى.
ادعى ما لم يحدث.. وأساء إليها بكذب وحقد.
ما زالت تتذكر تلك الليلة
حين اجتمع الناس حولها.. فصاح مدعيا أنها زوجته.. وأنها هي من بادرت.
كانت صدمتها فيه كبيرة.. أنكرت كل ما قال.. لكن الشائعة انتشرت..
وهو ظل متمسكا بكذبه.
أهانها أمام الجميع
أهذا كان يسمى حبا
وحده شخص واحد في حياتها فهم وجعها
لم تخف عنه شيئا.. أخبرته ذات ليلة وهي تبكي بصوت مكسور..
أراد أن ينتقم لها.. لكنها ترجته ألا يفعل احتراما لعالية.
كان يعرف جيدا أن أهل قريتها لا يرحمون.. ولا يستمعون.
لكنه.. وقتها.. اختار الأسهل
خاف.. وتبرأ منها كأنها هي المذنبة.. وقال ما قاله لينقذ نفسه.
كلماته ما زالت ترن في أذنها
على قدر ما أحبته يوما كرهته.
فماذا سيقول لها الآن
أنه يحبها يعشقها
كانت مجرد فتاة صغيرة.. هاربة من قسوة والدها
هربت إليه.. لكنها وجدت خذلانا أكبر
واهانها.. وسبها وطعنها أمامهم..
لم تجد صدرا حنونا يحتويها..
ذكريات
وذكريات
وذكري شاب مستهتر.. غني.. وقعت بشباكه
واكاد استغلالها..
لم تلومه بقدر لومها علي اهلها التي لم تري منهم يوما حبا..
لو وجدته.. لما بحثت عنه بالخارج
كذبوها وصدقو كلامه.. اخضعوها جبرا للكشف الطبي ولولا اكتشافهم انها كما هي لقتلوها..
وكان هو السبب
لولا شهاده عاليا ان اخيها كاذب لقتلت ودفنت.
انتفضت من مكانها تبحث عنه.. كان خلفها.. اين رحل وتركها..
من تقسم علي يديه تربت لا اب ولا ام الا هو..
كرم..
استدارت تبحث عنه بقلب مفطور..
ليس هنا..
عاد صوته الكريه ليسري باذنها..
سهر.. انا دورت عليكي كتير..
عشان..
تلجلج بكلماته وسال عرقه..
عشان..
تجهم وجهها وهي تستمع لتاتأته..
واستدارت..
بعدما تأكدت انه ليس معها..
تنهدت حينما وصل لانفها عطره التي تضعه له يوميا بنفسها.. حبيبها وسندها مازال هنا..
ولكن..
ابتلعت تلك ال لكن.. وابتسمت بجانب فمها بسخريه لذلك الذي يقف كالطفل الصغير امامها..
دارت بعينها علي وجهه.. وجسده..
اصبح رجلا من الخارج وحط الشيب علي راسه..
فهل نضج من الداخل كما الخارج..
هل نضج عقله
واكتفي من رمي الناس بالباطل..
هل حقا نادم.. ويملك تفسيرا لفعلته الحقيره
كانت تتمني قتله بيديها.. ولكن بعدما ملأ العشق الجميل روحها وقلبها.. نست وتناست..
لا تريد شيئا اخر الا هو
حسبها الله وكفي.
مد يده المرتعشه ليمسك يدها..
سهر.. انتي..
وكأن صاعقه كهربيه اصابتها.. رفعت يدها بسرعه
وبمرار سنين اجاد حبيبها بعشقه
ارتفعت يدها وحطت علي خده بصفعه مدويه
صدي صوتها اقتحم المكان..
وبحده وصوت خرج قويا.. يحمل وجعا اجادت اخفاءه بين طياته..
قذفته بها..
بكرهك..
استدارت مسرعه.. تشعر ببعض من راحه علي غصه بحلقها.. علي انكسار
تبحث بعينيها عنه..
عنه هو..
خطت بقدمها خارج المنزل..
فوجدته واقفا أمامها.. يفتح ذراعيه بابتسامة صادقة
ابتسامة حملت لها كل الأمان.. كأنها تقول "أنا هنا دائما معك."
معها إلى أن يشيخا سويا ويصبحا
كهلين..
إلى أن يواريا الثرى معا.. وتمحى آثارهما من الدنيا
اقتربت منه بخطوات بطيئة.. فاستقبلها بحنان.. وضم يديها بين يديه..
وهمس
"متبكيش أنا بحبك.. وفخور بيكي يا قلب كرم."
مش مهم الدنيا بحالها..
المهم انا مصدقك يا حبيبتي
عاوزه ابكي قووي..
وانا جنبك.
عشان انت جنبي ياكرم..
ملمسنيش ياكرم..
ششش.. مش هسمحلك ترجعينا تاني لورا..
وهو لو كان لمسك كنت سيبته علي وش الدنيا..
خدني من هنا.. ارجوك..
يالا ياقلب كرم..
دارت الدنيا عليه واحس بخنجر بقلبه..
خرج مسرعا خلفها.. ليخبرها الحقيقه.. انه كان مغيبا.. قال ذلك ليمتلكها وتصبح له..
كان شابا عابثا كل يوم مع فتاه.. ولكنه احبها هي
كذب كثيرا.. لكنه صادق بحبها.. وحدها هي من اثرت به
يعلم انه افتري.. وتركها بمفردها تواجه مصيرا مجهولا.. ولكن والده احكم حصاره عليه..
عاشقا وخاف خسارتها فخسر نفسه.. اضاع عمره وخسر روحه بخسارتها..
تراجع إلى الخلف بصدمة.. وهو يراها بين يدي أحدهم
هو.. وهل يخفي عليه..
ولكن.. الم يمت
صدمه وراء صدمه
استمع لصوت زوج شقيقته.. يخبره
دا كرم الانصاري جوزها..
ابعد ياعمران كفايه لحد كدا..
انا معرفش ايه حصل زمان.. بس كرم مش سهل.
انا من سنين حايش عنك اذي كرم بالعافيه..
وخصوصا في حق سهر..
ولولا معزه عاليه عند كرم وسهر..
كان نسفك من زمان..
ابعد.. وابعد ابنك عن جوان..
وضع يده علي قلبه.. يدلكه.. لم يتحمل رؤيتها تختبئ تحت ذراعه..
وجثي علي ركبتيه ممسكا بقلبه..
ااااه
بمنزل عبير..
تسكن بمفردها لا اب ولا ام معها.. توفي والديها وشقيقاتها متزوجات بالقرب منها..
ايوا ياللي بتخبط.. جايه اهوو
فتحت الباب بسرعه وصدمت..
نيره.. يالهوي.. ايه اللي حصل
بتعب سندت علي الباب..
دخليني الاول حاسه اني هقع من طولي.
بسرعه سحبت الحقيبه.. وسحبتها واغلقت الباب..
مالك يانيره.. انتي مال وشك اصفر ليه كده..
انتي تعبانه.. خدتي علاج الانيميا
نيره بتعب.. هزت راسها بلا.
.
ارتمت براسها للخلف وشهقت بالبكاء..
سحبتها عبير نحوها برفق.. ايه اللي حصل بس..
بدموع قصت عليها ماحدث..
عبير بحده.. بنت ال.. وانتي صدقتيها يانيره..
ممكن تكون بتكدب عليكي.. دي مره سو..
نيره بحزن.. انا عاوزه ابعد ياعبير.. انا خلاص تعبت..
لو فضلت معاهم روحي هتروح.. وعمري ماهكون قويه
عاوزه ابعد من هنا
انا جاالي عقد عمل في مجله اسبانيه
ولازم اسافر الاسبوع دا.. امضي العقد..
لازم اسافر.. هما هيتكفلو بسفري.. كله..
عبير بصدمه.. انتي اتجننتي هتسافري ازاي من غير اذن جوزك
نيره بتهكم.. جوازي لسه متوسقش.. انا رفضت اوثقه.. مادام كده كده هننفصل.. فعشان كده عادي اسافر
عبير بصدمه.. انا مش فاهمه يانيره.
مش فاهمه حاجه
نيره بهدوء.. هحكيلك بس دا يفضل سر بينا..
اوعديني
عبير.. اوعدك..
بعد فتره كانت تقفز عبير بفرح هنا وهنا..
يابت الايه يانيره.. ازاي مخدتش بالي من اسمك..
دانا متابعه ليكي.. بقي انتي يطلع منك كل دا..
لالا.. بالله عليكي خديني معاكي.. اشيلك الشنطه بس..
نيره بتعب.. بس انهدي بقي..
وتعالي دخليني انام.. ولما اظبط اموري هبعت اخدك.. بس ادعيلي ياعبير..
اعرف اخرج من ضعفي وقله حيلتي..
عبير بثقه.. هتعدي وهتقوي.. وهتبقي حاجه كبيره اووي.. هيييح بقي..
نيره بابتسامه.. ان شاءالله..
يالا بقي عشان تنامي عشان تروحي شغلك الصبح.. عشان محدش يشك اني عندك..
عبير بفرحه.. دا بيقولو الدور الجديد هيفتح بكره بتاع الجراحه وفي دكاتره جديده هتيجي
يارب اقع في مز منهم قولي امين يابت يانيره..
نيره بضحك.. يخربيتك انتي مبتفكريش غير في كده..
عبير بابتسامه وقفت امام المرأه.. طب بزمتك مش انا حلوه وزي القمر.. طب ايه بقي.. هااا
ولا عشان ممرضه.. الكل يختي بيخافو مننا..
نيره بضحك.. اه كانو بيقولو عندنا في العذبه
كل سيرك التمريض جامدين..
والكل كان بيخاف يخطب ممرضه..
عبير بحزن مصطنع.. خايفه اكمل ال
ابت انيره من غير متجوز.. ويقولو عني عانس..
نيره
بضحكه مجلجله..
اليابنتي اللي من سنك لسه متخرجوش اساسا..
عبير.. اف بقي.. انا زهقت من الوحده دي.. بقي.. والست ام عبده اللي فوقي دي طالعه نازله تحرق في دمي.. عشان ابنها دكتور..
وكنا بنحب بعض
نيره بصدمه.. طب ومتجوزكيش ليه..
بحزن ابتلعت عبير غصتها وطفرت دمعتها..
عشان هو دكتور وانا ممرضه..
هو اكبر مني بسبع سنين..
ولما دخل كليه الطب امه قالت.. الدكتور ياخد دكتوره زيه.. والممرضه تشوفلها تمرجي زيها.. ولا عامل يتجوزها..
نيره بحزن.. طب وهو..
عبير بتهكم.. قالي مقدرش اخالف كلمه امي..
نيره بصدمه.. دا جبان..
عبير بحزن.. اتجوز وخلف يانيره.. وكل ماتشوفني تقعد تقولي الدكتور عبدالرحمن ابني جايبلك عريس تمرجي.. ايه رأيك
وتضحك وتغظني..
نيره بصدمه.. دي مجنونه..
عبير بتهكم.. لا بتكيدني
يالا الله يسهلها..
ربنا يستر.. احسن هتنقل القسم الجديد بكره..
دعواتك الاقي مز قلبي.. هيييبه بقي..
منتصف الليل..
ببيت معتصم..
يزرع الصاله ذهابا وايابا.. لم تأتي للان.. ولا يعلم اين ذهبت.
ذهبت مع تلك اللعبنة زوجه اخيها
زفر بحده.. هو لا يهتم لها.. ولكن ماذا عن سمعته.. وماذا عن وعده لاخيها
فكر مرارا ان يتصل به.. ولكن يعلم ان الليله اسعد لياليه..
صديقه العاشق.. حاكاه واخبره انه تزوجها رسميا..
فراس وااه من فراس.. وتقلباته.. وهوسه..
اغمض عيونه ويبدو ان قراره بالرجوع والموافقه علي طلب حماه المبجل سيكلفه الكثير من اعصابه..
استمع لبوق السياره فوقف بجانب الشرفه ليراها
خرجت مترنحه..
جن جنونه ووقف متأهبا
دخلت تميل يمينا ويسارا الي ان صدمت به
ارتعشت وحاولت الوقوف معتدله..
لا فائده..
وبسكر اخرجت بعض الكلمات.. لا تعي ماذا تقول
معتصم.. الامور.. هئ.. تصدق انك قمور
متفكرش اني اتجوزتك عشان غني لا..
انا اتجوزتك عشان امور واتفشخر بيك قصاد صحباتي.. بس انت قفل.. ومبتفهمش..
زي ما ماما بتقول..
احمرت عيناه.. وحاول كبت غضبه.. الا ان باحت
بما جن جنوننه..
وانا اساسا مبحبكش.. انا اتجوزتك عشان ستايل وخلاص.. واشاحت بيدها.
اقترب منها وصفعها بقوه.. وسحبها من شعرها للاعلي..
مش في وعيك.. يابنت الحسب والنسب واخت الرجاله..
الامور والاستايل دا.. واجهه بس..
انما
انا اساسا متربتش.. وهوريكي يابنت الحسب والنسب.
قذفها بقوه الي ان وقعت علي الارض.
اااه يامتوحش ياحيوان..
انا بكرهك.. اوعي كدا.. انت مش راجل..
معتصم بجنون.. صفعها مره اخري وكلما صفعها زادت بكلامها المسموم..
الا ان اغمي عليها..
وقف صدره يعلو ويهبط.. وراح يسبها بأبشع الألفاظ
لكن فجأة وقعت عينه على بقعة حمراء على ملابسها
بعد فتره..
كان يجلس واضعا وجهه بين يديه..
زوجته اللعينة.. حامل للاسف..
وطفله علي وشك الاجهاض وزوجته المصون علي مايبدو من كشفه المبدأي لها..
متعاطيه
يديها التورمه الزقاء اثر تعاطيها الابر اكدت له انها تتعاطي..
لا يعلم ماذا يفعل..
تهكم مما يحدث له.. وسخر من حاله..
لم يرد يوما الزواج بلا حب..
لطالما رفض عروض والدته.. ولم يستمع لها
هرب منها ورحل بعيدا حتي لا تضغط عليه..
وبالاخر اجبرته.. وها هو يعاني النتيجه..
طفل لاذنب له.. الا ان امه مستهتره حقوده..
تنهد وهو يناجي ربه ان يختار له.. ولا يخيره
استقام مسرعا بعدما استمع لسياره الاسعاف..
ليفتح لهم
دخل المسعفون وحملوها.. وبعربته ذهب خلفها..
بامريكا..
انهدي بقي ياجوان زهقتيني
جوان بخوف وهي تقضم اظافرها..
تفتكر خالتو هتعمل ايه
عمار بضحك.. وهو يتحسس ظهر الدولفين الذي يتحسس قدم جوان التي تغرقها بحوض السباحه..
ماتسيبك من بدر وركزي مع بيبرس احسن..
انتي مدياله الطرشه وهو عمال رايح جاي..
مش متعود منك علي كده..
جوان بابتسامه.. مدت يدها تتحسس ظهره وفمه..
عندك حق.. بيبرس احسن..
يالا يابيبرس.. نلعب شويه..
سبقها الدولفين سابحا وكأنه استمع لهمسها..
ضحكت واستقامت لتقفز بالحوض..
تبعها عمار ضاحكا.. هو دا.
وبالاعلي..
كان يجلس هو وصديقه.. بعيدا لم تره..
اهدي يابدر مش كدا
انت اتجننت عاوز تنزل فين..
بدر بحده.. سيبني يانائل اجيبها من شعرها..
نائل (صديق بدر من ايام الجامعه ويعمل معه بنفس الجامعه)
تصدق انا غلطان يااخي اني اتوسطلك وخليتك شريك هنا.. انت اتجننت دي عيله..
بدر بغيظ.. دي عيله
دي.. لازم اربيها.. وانتقم منها
نائل بضحك.. تربي مين.
بدر انت متاكد ان الموضوع انتقام بس
بدر بحده.. تقصد ايه
بعد اللي حكيتهولك دا..
نائل بهدوء.. الحب احسن من الانتقام يابدر.. واللي شايفه في عينك دا عشق وغيره
مش كره ابدا.. مهو مش معقول هتعمل دا كله
عشان انتقام..
بس عندك حق.. ميمنعش انك تربيها برده..
ماانا لو بحب واحده.. مينفعش اسيبها تلبس كدا..
لو هتربيها علي عمايلها دي.. فانت عندك حق.
بدر بسخط نظر له.. اوام عملته حب وعشق..
نائل بقهقه.. خلاص انت حر.. انا ماشي وهروح لعمار..
وغمز له.. اصل احنا اصحاب.. والباقي عليك بقي..
بدر بانتصار نظر له..
ذهب نائل ليصطحب عمار وبقت هي بمفردها مع دلافينها.. ولم تلحظ غياب عمار..
كانت المدرجات فارغه اليوم اجازه من العروضات
خلع ثيابه وقفز مسرعا..
نظرت خلفها لتري ماهذا..
ولكنها صدمت وشهقت بخوف.. واحد ما يرفعها من قدميها ويرميها بقوه..
عااااااا ياماما..
قهقه عليها.. وهي تجاهد لاخذ انفاسها..
شهقت وهي تبصره امامها..
انت.. ايه اللي جابك هنا
وفين عمار.
عماااار..
اقترب منها مسرعا وامسكها من ذراعها ولواه خلفها..
بدر بحده..
اسمعك بتنطقي اسمه تاني.. هقطع لسانك ياجوان..
جوان بخوف.. انت مجنون.. عاوز مني ايه
وجيت هنا ازايومين سمحلك.
بدر بضحك.. اانا شريك هنا ب ١٪.. واه لو تعرفي دفعت فيهم اد ايه
عشان بس انتقم منك ياجوجو..
ابتلعت ريقها.. وانصدمت من عدم دفاع دلافينها عنها.. والتفافهم حوله وكأنهم يعرفونه..
ضحك عليها وهمس باذنها..
اصل بقالي اسبوعين باجي هنا بالليل وعرفوني..
جوان بحده.. سيب ايدي ياحيوان..
بضحك دفعها واستلقي علي ظهره يسبح بمرح..
والدلافين خلفه..
جوان بغيظ لهم.. اشبعو بيه.. ماشي يابدر..
بدر بقهقه.. وبصوت مرتفع.. اول مره اعرف ان اسمي حلو كده..
جوان بغل.. اقتربت مسرعه منه وقضمت يده..
بدر بصدمه.. ااااه يابت العضاضه..
تركته مسرعه.. واسرعت لتخرج..
بسرعه سبح خلفها.. الي ان امسكها من يدها..
جوان بخوف
ابتلعت ريقها..
بدر بغيظ.. انتي غداره ليه
جوان بصدمه.. انت اللي بتستفزني.. ومش مقدر اني كنت خايفه وضربتك غصب عني
بدر بهدوء اقترب منها ومد يده ابعد شعرها خلف اذنها.. مكنش هيحصل.. واخليهم يجوزوكي
انتي اللي متسرعه
جوان بغيظ.. نطرت يده.. كداب كنت هتسلمني ليهم..
بدر بغيظ.. سحبها من يدها الي ان اقتربا من السلالم واخرجها..
قذف عليها المنشفه..
استري نفسك يامتربيه..
ومن انهارده يااك المحك بالمنظر دا تاني
جوان بصدمه.. نعم ياروح امك.. وانت مالك اصلا..
بدر بحده اقترب منها وامسكها من ذراعها بقوه.. وضغط عليها..
قولتي ايه
جوان بخوف.. هااا.. مقلتش
بدر بانتصار.. انا قلت ايه
جوان.. بسرعه ابتعدت وجرت مسرعه.. هوريك يابدر..
بدر بضحك عليها.. هنشوف ياجوان
مين هيوري مين
بمشفي الرشيد..
بالدور الجديد..
ها يادكتور محمد.. التحاليل فيها ايه
محمد بتنهيده.. زي ماشخصت يامعتصم..
المدام حامل وحصل نزيف.. بس وقفناه..
وللاسف جسمها كل سموم.. ومن فتره مش قليله..
ودا غلط عالجنين.. ولازم تبدأ علاج فورا..
معتصم بتنهيده.. انا مش عاوز حد يعرف بالموضوع دا.. يامحمد المدام هتفضل هنا ونجيبلها طبيب معالج..
انا لا يمكن ادخلها مصحه.. وهي حامل.. انا هخليها هنا تحت عيني
محمد بتفهم.. كنت هقولك كدا.. الدور هنا مجهز باحدث تقنيات
ومتقلقش.. من اي حاجه..
بس في حاجه
معتصم بتهكم.. الجنين مش كدا
محمد بحزن.. احتمال كبير يكون حصله تشوه.. ودا هنحدده لما يكبر شويه.
وساعتها نقرر اذا كان هيكمل ولا نجهضه..
معتصم بتهكم.. كانت بتاخد حبوب منع الحمل
مش عارف حصل ازاي
محمد.. وارد يامعتصم ماانت دكتور وفاهم وخصوصا مع تعاطيها..
معتصم بحزن.. تمام انا في مكتبي لحد ماتفوق..
لو حصل حاجه بلغني..
محمد.. تمام
بشرم..
عصرا..
جالسا علي ذاك الكرسي الهزاز التي اصرت ان يأتي لها به..
وهي معه..
نست من هو
ونسي هو نفسه بين يديها..
اغلق هاتفه لاول مره بحياته.. .. وذهبت مريم باجازه.. وكذلك الحرس..
هو وهي وفقط..
يفعل معها
كل شئ لاول مره.. تسوقا معا..
ومشي معها لاول مره علي قدميه.. تناولا طعامهم معا بلا خوف..
وفعل ما لم يفعله ابدا.. بسنواته جميعها
اصرت علي جلب ذاك المقعد
فحمله جبرا علي يديه.
والان تجلس علي قدميه يحاوط خصرها..
تجرب ذلك العزف علي ذلك العود
الذي اهداه لها منذ سجلت بمعهد الموسيقي وبدأت ان تدرس بها..
تجرب وتفشل ويقهقه عليها..
فراس بضحك.. هااا كلي اذان صاغيه.. غني ياجميلتي..
جميله بغيظ.. شيل ايدك من علي وسطي
خليني اركز..
فراس ببراءه.. الله ودا ماله بدا
متركزي انتي.. وسيبيني اركز..
جميله بحده.. فراس
فراس بتنهيده وخبث.. عيون فراس..
فاذاحته عنها.. فراس.. ابعد بقي..
وبعدين انا عاوزه اقعد لوحدي.. عالكرسي وانتي من ساعه ماجينا وانت احتليته
ماتجيبلك واحد..
فراس بخبث..
بس انا مرتاح كدا.. ملكيش دعوه انتي
عبست بشفتيها..
فانفلتت ضحكه قويه.. رجوليه اشعلت خديها..
جعلتها تمتم..
بارد اوي..
فراس بضحك.. قولت حاجه ياجميله.
جميله بغيظ.. ابدا.. اف منك..
ملكش بيت تاني تروحه
ابتلع غصته وهز رأسه.. لاول مره تذكره به..
وبحزن سألها..
زهقتي مني
احست بحزنه.. سريعا التفت له..
حزنه وشروده يقتلها.. لم تستطع.. هنا بداخل صدرها
ينبض قلبها لاول مره لحزن احدهم .. وضحكته وقربه..
التفت له بعدما اسندت عودها علي الارض..
وبجرأه قبلته..
لا مزهقتش.. متزعلش..
فراس ببسمه هادئه..
صالحيني..
ابتسمت وهي تقول.. اصالحك ازاي
ابتسم وقال
يالا غنيلي..
جميله بمكر.. لو هتعزفلي عالعود.. هغني
فراس بصدمه ابتلع ريقه.. بس انا مبعرفش
جميله بهدوء.. نظرت له.. ومدت يدها جذبت العود وارته نقشه باسمه والتاريخ بجانبه علي العود..
ابتسم وهو ينظر لها.. شوفتيها ازاي دي
رفعت حاجبها له.. انا نظري سته علي سته
فراس بضحك.. حبيت اهديلك اغلي حاجه عندي ياجميله..
لما سمعتك الليله اياها.. حنيت للموسيقي وحسيت انك شبههي.. رجعتيني لسنين ورا..
من زمان بطلت اعزف.. زي مابطلت اعمل حاجات كتير..
جميله بحنان..
فراس.. ليه بطلت تعزف..
بتنهيده اجابها..
ياااه موال قديم.. سيبك منه..
جميله باصرار احكيلي..
تنهد.. وأحكم عليها بيديه..
كنا
ثلاثه اصحاب وطايشين..
كنا بنحب نتجمع.. انا وخالد ومعتصم الطبيب..
طبعا عارفاه..
ابتسمت.. اه عارفاه.. طبعا..
وفي ليله كنا راجعين من حفله.. وخالد اصر اني اعزف.. كنت عازف شاطر..
ومع اصراره بدأت اعزف.. وهو كان سميع..
وانسجم مع عزفي وبدا يغني ومخدش باله من الطريق والعربيه انقلبت بينا
انصبت انا.. ومعتصم وهو راح فيها..
من يومها بطلت اعزف.. وركنت العود.. وبدل ما أقرب من ربنا بعدت اكتر.. عمري ماكنت مبسوط ياجميله..
وعمري ماارتحت وانا في حضن واحده غيرك..
جميله بصدمه.. حتي مراتك..
ابتسم وابتلع غصه حلقه وقبلها..
وبهدوء تتحسس وجهها
يالا غني يا جميله
ابتسمت ومدت يدها تتحسس لحيته.. لو قلتلك عشان خاطري تعزف..
تنهد بابتسامه.. عشان خاطرك
هعزف ياجميله..
ابتسم وجلس واجلسها بجانبه علي الاريكه..
ومد يده جذب العود..
وغمز لها..
وصمت قليلا..
ابتسم بسخريه علي حاله.. وهي ترمقه بفرحه..
سيعود للعزف بعد سنوات..
من الاعتزال..
لا يعلم الي اين ستؤخذه معها.. ولكن..
ليحترق العالم ولتبقي هي وفقط..
اغمض عيونه وبدأ العزف..
ابتسمت وبدأت تغني بصوتها التي ياخذه لسحابه بعيده
بها هي وهو وفقط
مابعرف كيف بنظرة بتعمل هيك
بتاخدنى ليك وبموت عليك
ما بعرف شو اللى عن يسحرنى هيك
لمسة ايديك ضحكة عينيك
حسيت بقربك بالامان
صرت بزمان غير اللى كان
عم اعشق انا عم اخلق من اول وجديد
عاسمك انا عم البس خاتم عمرى بالايد
عم حس بلون الدنيا احلى صار
عم عيش نهار بالف نهار
عم يضحك قلبى متل ولاد صغار
صرت المشوار وعليك بغار
حسيت بقربك بالامان
صرت بزمان غير اللى كان
عم اعشق انا عم اخلق من اول وجديد
عاسمك انا عم البس خاتم عمرى بالايد
صفقت بيديها برقة وهو يضع العود بجانبه..
فمد يده يجذبها بلطف لتجلس قربه.. كأن اللحن لم يكتمل إلا بوجودها.
أسندت رأسها عليه وهمست بنعومة
هتعلمني
رفع وجهها بنظرة هادئة.. وفي عينيه لمعة دفء
إنتي خطر عليا يا جميلة خطر بالحسن وروحك الحلوة.
قالت بصوت بالكاد يسمع
فراس
رد وهو يبتسم
عيون فراس.
تلاقى
حضورهما في نغمة عزفها من قلبه.. وغنت عليها بصوت خفيف..
كأن اللحظة كتبت لهما فقط وكأن الزمن قرر أن يتوقف لهما.
انت بتقول ايه يابدر
بابا جراله ايه
بدر بحده.. بقولك تعب وفي المستشفي تعالاا علي اول طياره.
وشوف فراس فين
باسم بخوف.. طيب طيب.. انا هاجي علي اول طياره..
اغلق معه وتذكر اخيه..
تنهد وهو يعلم انه اخيه غارق لا محاله..
ليتركه يهنأ قليلا..
لن يزيدها عليه..
تنهد وهو يتذكر ماحدث صباحا..
..
بالكافيه..
بعد ليله طويله كلياليه بدونها.. خرج ليتمشي قليلا بعدما انهي عمله بالشركه..
ودخل ليشرب كوبا من القهوه..
لا يعلم اين فراس منذ اتي
جلس واتي النادل بكوب القهوه ورفع نظره..
وصدم باخيه امامه وبجانبه احدي الفتيات..
ينظر لها وكأنها كنزه الثمين.. لاول مره يري اخيه بذلك الشكل
هادئ.. مبتسم
ابتسامته تزين وجهه.. بعالم اخر معها..
الجميع ينظر لعشقهم الفاضح..
ايعقل هذا اخيه
اغمض عيونه وفتحها مرارا.. وتكرارا لربما عينيه تخونه..
رفع اخيه عيونه والتقت بعينه..
وبهدوء.. استقام من جانبها بعدما همس لها بشئ ما..
يعلم ان اخيه ليس قديسا.. فاسد.. ولكن هذه المره..
افاق علي صوت اخيه.
باسم انت هنا من امتي.. مقولتش يعني
باسم بصدمه من بروده..
انت قافل تليفونك هقولك ازاي يعني
حتي فرع الشركه هنا مبتروحوش.. والمشاكل زادت هنا.
اضطريت اجي بنفسي..
صمتت قليلا وسأله
مين دي يافراس
فراس بهدوء.. جميله مراتي.
باسم بتهكم..مراتك زي اللي قبل كده..
فراس ببرود.. لا رسمي.. اتجوزنا امبارح.. معلش خلي بالك من الشغل.. لاني هسافر الاسبوع الجاي مع جميله..
باسم بصدمه.. في ايه يافراس بالظبط.. انت متجوزها بجد رسمي
فراس بهدوء.. اه ياباسم جميله مراتي علي سنه اللع.. إيه المشكله
باسم بصدمه.. احكيلي.. بالتفصيل..
بهدوء حكي له..
باسم بصدمه.. انت حبتها
فراس بتنهيده استقام قائلا بابتسامه وهو ينظر عليها..
معرفش.. بس انا مبسوط.. مش عاوز حد يكلمني ولا اكلم حد.. ياباسم.. ارجوك..
باسم بابتسامه..
حاضر يافراس.. ربنا يهنيك بس مش هتعرفها عليا
فراس بضحك.. لا..
تركه واقترب منها هامسا له..
واستدار مشيرا له بيده ورحلا معا..
.
تنهد.. وهو يتذكرها.. أغمض عيونه.. بحزن..
كان سيعود اليوم.. والان.. لن يستطع العوده لها..
لملم حاجياته ورحل
بمشفي الرشيد..
تركض مسرعه بالطرقه.. لتلحق ورديتها..
لقد تأخرت اليوم..
عبير.. يختاااي ربنا يستر اول يوم ليا في ام الدور دا.. وهنطرد..
كانت تحمل بيدها كوبا من القهوه.. قضت الليله هي ونيره.. يثرثران ولم يناما الا الصباح..
تحتاج ذلك الكوب وبشده..
لا تري امامها من ارهاقها..
الي ان اصطدمت بأحدهم..
عبير بصدمه.. يختاااااي وقعت القهوه الله يخربيتك.. عاااااا
بسرعه كان ينفض ثيابه التي اغرقتها القهوه..
مش تفتحي ياحماره انتي.
عبير بشهقه.. حماره في عينك ياغبي انت.. وقعت القهوه بتاعتي.. هفوق ازاي انا بقي
عاااا..
بصدمه نظر لها.. انتي مش واخده بالك انك حرقتيني
عبير بغل.. لا.. . ياكش تولع.. وانا مالي
وتركته ورحلت
بعد ساعه
كانت تقف تستعد بجانب زميلتها للدخول لغرفه العمليات..
ايمان.. يابنتي صحصحي بقي.. الدكتور الجديد دا مشيبنا.. من الصبح وللان مش عارفين نروح..
عبير بتثاؤب.. انا صاحيه اهووو
ايمان بضحك.. ماهو باين.. يالا يختي.
عبير بقله حيله.. يالا.. يارب اتجوز بقي وارتاح من الهم دا.. ويكون دكتور مز.. كدا..
اييه بقي..
مشت ببطء الي ان اقتربت من غرفه العمليات..
هي فين الممرضه اللي فاضله
ايمان بخوف.. جايه يادكتور ورايا
عبير بخوف.. ربنا يستر.. فتحت الباب ودخلت..
ايمان بابتسامه.. اهي يادكتور عبير جت..
استدار ناظرا لها.. فشهقت بصوتها كله..
يالهوووي انت..
صدفه
صدفه جديده ووعد جديد
مين قال العشق له مواعيد
بنظره.. بكلمه.. ولمسه ايد..
تلقي نفسك رحت بعيد..
ياللي مفكر انك عن العشق بعيد..
راجع نفسك.. وارضي بقدرك
مين فينا ماتمناش يحب جديد..
ياللي حياتك واقفه وتايه..
خايف.. ضايع.. متيأسش..
هيجي عليك الوقت وتلاقي نفسك
جوا
حياتك عشق جديد..
بصدفه حلوه اتمنيتها بقلبك..
وربك عالم ما بتريد..
يرضي عنك ويراضيك..