رواية لغة بلا حروف الفصل الحادي عشر بقلم روزان مصطفي
مكونتش حاسة بحاجة، الدنيا إسودت في عيني.. مش فاكرة فات وقت أد إيه وأنا على الحال دا لكِن.. كُل اللي فكراه إني صحيت لقيت نفسي في سرير أوضة نومنا، رمشت بعيني كذا مرة عشان أفوق وسمعت صوت خبط شديد ناحية البلكونة، قومت من على السرير وأنا بسند على الحيطة بإيديا لإني لسه دايخة، وصلت أوضة النوم لقيت منصور ماسِك مسامير وشاكوش وبيقفل البلكونة بيهُم.
برقت بصدمة وأنا بقول: هو إنت بتعمل إيه؟؟ ليه بتقفلها بالمنظر دا بوظتها.
بص ليا والمُسمار بين شفايفُه وقال: مفيش طريقة أمنع بيها فضولك غير دي.
شال المُسمار مِن بوقه وقرب مني وهو بيقول بقلق: إيه اللي قومك من السرير وإنتِ تعبانة؟
فركت جبيني بصوابعي عشان الصُداع وقولتله بتعب: ولا تعبانة ولا حاجة دا شوية دوخة مِن المنظر اللي شوفتُه بس.
لقيتُه بيقرب مني.. مسك وشي بين إيديه وباس راسي وهو بيحُط راسي عند قلبُه وأنفاسُه الدافية محوطاني، وقال بصوت حنين بقالي مُدة مسمعتهوش: لا إنتِ دايخة عشان حامِل، إحنا لسه راجعين من عند الدكتور بس إنتِ بتصحي وتنامي تصحي وتنامي، أنا إستغربت لما لقيتك فوقتي.. إنتِ مسمعتيش الدكتور وهو بيبلغني ولا إيه؟
بعدت راسي عن صدرُه لإني فعلًا محسيتش بحاجة غير دلوقتي كانت الدوخة شديدة وصوت صفير في وداني وغلوشة في عيني، أنا فاكرة إني شوفت أنوار بيضا وشميت ريحة أدوية وكحول معقم الأرض..
شهقت شهقة بسيطة وأنا بستوعِب راح إبتسم وهو بيحرك عينيه على ملامحي، قولتله بصدمة: بعد كُل الوقت دا حامِل! بعد ما إستنينا مجاش الحمل وحياتنا مُستقِرة! جِه وأنا خايفة وفي كذا حاجة تعباني؟
غمز ليا بعينُه وقال: عشان تعرفي إن يومين فُندق القاهِرة نفعونا.
كشرت أنا، وإتعصبت وقولتله بعصبية: دا مش مجال للهزار الإغتـ| صاب جريمة حتى لو مراتك مش من حقك تجبرني، عُمرك ما هتتخيل كم الألم النفسي والجسدي اللي سببتُه ليا عشان تتكلم بأريحية كِدا وكإنها حاجة عادية.
غمض عينيه بتفهُم وقال وهو بيفتحها: أنا أسِف والله، مقصُدش أتفِه من اللي حصل وعارِف إنُه غلط ولا يُغتفر.. بس كان.. كان نفسي فيكِ، شعور إنك معايا و..
سكِت عشان الحرج فـ حركت أنا عينيا في الأوضة عشان مبُصش لعينيه.
إتنهد وقال بهدوء: ليا عندك طلب بسيط بس، ريحي نفسك خالِص والأكل والتنظيف سيبيهُم عليا عشان الحمل لازم يثبت براحتك في السرير ومتعرضيش نفسك لإجهاد جسدي أو عصبي، يعني متتعصبيش.. وعشان التوتر اللي عندك يهدى خالِص هصارحِك بحاجة..
بصيتلُه بترقُب لقيتُه بص في عيوني وقال بصدق: أنا كُنت شاهِد على الحوار اللي دار بين عادِل وإبن عمُه، كانوا شِبه بيتخانقوا.. فاكرة اليوم اللي جيت فيه بالليل وكُنتِ عاملة عشا وقولتلك ماليش نفس ومنمتش غير الفجر؟
قولتله بقلق: أه!
كمل وقال: كُنت راجِع بالعربية ولقيت شاب مُنفعِل، وشُه أحمر وعرقان وبينهج، وبيتخانق مع عادِل.. عادِل كتم بوقه وهو مبرق وقالُه يتكتُم، الحوار كدا كدا هيتِم برضاه أو غصب عنُه..
لما عادل شال إيدُه عن بوق الشاب، الشاب قال بعصبية لكن بصوت واطي قدرت أسمعُه /
فلاش باك..
الشاب بعصبية: قولتلك لا!! إشمعنى الواد دا، حرام عليك دا أبوه غلبان وأمه بقالهم 10 سنين مبيخلفوش وفين وفين على ما ربنا رزقهُم بيه.
عادِل بإنفعال وهو بيخبط طوبة في الأرض برجليه: ياباا إوزن الكلام ومتتعاملش بأحاسيسك!! مولانا قال الواد دا زوهري وهينفع أحسن من أي عيل غيرُه عشان المقبرة تتفتح، هنقول تور تقول إحلبوه! هو خلاص هسحبُه ببسكوتاية وعصير ونخلص.
إبن عم عادِل بتحدي: هتلاقيني قُدامك، دا عيل غلبان ومش هخليك تعمل فيه كدا.. ومولود على إيدي!
عادِل بمحاول إقناعُه: فكر فيها بس، هنخرُج مِن الغم دا ونركب عربيات ونبقى بشاوات، يعني لو إشتغلت كام سنة هتعمل كام! هتعرف تتجوز؟
إبن عمُه بعصبية: إيه ياعم؟؟ محسسني كُل اللي متجوزين في بلدنا وراكبين عربيات بيخطفوا عيال يقتلوهم عشان يفتحوا مقابِر!
عادل بنفاذ صبر: يعني مفيش فايدة في الكلام معاك؟؟
سمعوا صوت خطوات وكان منصور، رمى عليهُم السلام وعدا..
الوقت الحالي/
بص منصور لـ مريم وكمل وقال: لما روحت الشِغل بعدها عرفت إن عادل عرف إني سمعتهُم، وواجهني فـ قولتله يعيش حياته أنا اعرف ناس كتير بتعمل كدا وماليش دعوة أنا في حالي، مكانش مديني الأمان برضو.. حاولت أعرف بيتكبموا على أنهِ طفل فشلت..
لما ذكروا إسم إبن عمُه في ميكروفون البلد، من قبل ما إنتِ تحكي كُنت عارف إن عادِل إتخلص منه عشان يخطفوا الطفل ويعملوا فيه كدا، فـ قولتلك رايح الشغل ونزلتله إديتُه علقة موت.
*بتفتكر مريم شفايف عادل اللي كانت مزرقة في العزا ومتعورة*
كمل منصور وقال: قولتله إني مش هعديها فـ هددني بيكِ، قالي بلكونة بيتك كانت واقفة واحدة وشافتني وأنا بخلص عليه، وإنتوا البيت الأخير اللي فيه كاميرات بعدكُم مفيش، لو بلغت عنُه بيقول مولاه دا هيعملنا حاجة أوسخ من العمل تسبب موت وخراب و و..
واول حد هيتأثر إنتِ، لما كلمته في الفون وأوهمته بمسح التسجيل بتاع الكاميرات وإني هعرف أتصرف معاكِ، بحاول أسكته مؤقتًا لغاية ما أعرف مولاهم دا فين.. لكِن لما ضايقك وفضل واقِف تحت بلكونة بيتنا، ضربتُه قصاد الناس وقولتله سلملي على إبن عمك، كناية عن إني مش هسكت عليه كتير.. لما شوفت جثة العيل في الشوال.. عرفت إنهم وصلوله وخطفوه وعملوا كل دا.. بس القطة بأمانة ربنا معرفش عملوا فيها كدا ليه، لما سافرتي القاهرة عشان تهربي مني مكونتش عاوزك تروحي لأهلك تطلبي إنفصال على حاجة أنا مظلوم فيها، يمكن سكوتي لغاية دلوقتي مخلياني زي شريك معاهم، بس يعلم ربنا أنا بحاول أوصل للراجل الكبير لإن على حسب كلان عادل مولاهم دا ليه علاقة بالجن.. فـ الوضع أسوأ من إنه يسافِر أو يهرب.
برقت أنا لما إستوعبت حاجة مُهمة، ولأول مرة أحِس نفسي مش غبية وأنا ببلع ريقي وبقوله: لو ليه علاقة بالجن وواصِل، أكيد بيسمعوا كلامنا دلوقتي وبيوصولوه ليه.
منصور كان باصص ليا بنفس الريأكشن، متهزِش وقال: مش فارقلي حاجة في الدنيا غيرك، أنا أضحي بروحي عشانك يا مريم.
وإحنا بنتكلم، سمعنا صوت..
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
