رواية اصابك عشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم اسما السيد


 رواية اصابك عشق الفصل الثالث عشر 

 
ولكن
امريكا  
ابتلعت ريقها ونظرت حولها بصدمه  
احنا فين 
نزل بهدوء من سيارته واستدار وفتح الباب لها 
وبهدوء وبنبره جليديه  
انزلي  
نظرت حولها وابتلعت ريقها بخوف  
انت جايبني فين 
انا عاوزه اروح عاوز مني ايه
بدر بحده وصوت مرتفع قولت انزلي انتي مبتفهميش  
نزلت بسرعه وجرت امامه تنظر يمينا ويسارا
الحديقه خلابه ومنسقه بطريقه تجذب القلب والخاطر
ابتلعت ريقها وهو يكمش علي يديها بقوه  
وبهمس تمتمت  
يارب استر عااا
فتح باب منزله وسحبها خلفه
واغلق الباب مره اخري بحده  
سحبها للاعلي وهي تصيح به  
انت اتجننت واخدني علي فين
انااا  
بلعت صرختها بجوفها وهو يلقيها  
جحظت عيونها وهو يغلق الباب خلفه بالمفتاح  
وملامح وجهه لا تفسر ابدا  
عادت بظهرها للخلف بصدمه وهي تراه ينظر لها بتلك النظرة  
انت بتعمل ايه 
انت اتجننت يابدر  
بدر بابتسامه سمجه  
الله هعمل اللي انتي عاوزاه  
هو مش عشان كده لبستي كده
جوان بشهقه 
لالا انت اتجننت خلاص  
بدر الله يخليك ابعد عني 
بدر بسخريه  
وابعد ليه 
ماانا اولي من الغريب بردو  
ولا ايه
ثم اكمل بدر بصوت قاس وسخرية
مفيش بنت محترمة تلبس اللبس ده وتتصرف كده إلا لو كانت ناوية على حاجة!
هزت جوان رأسها بقهر وبغصة
لا والله ما كان قصدي حاجة ابعد عني يا بدر!
نهضت من السرير بسرعة تحاول الابتعاد لكنه أوقفها بإمساكة قوية 
قال ببرود وبصوت خافت يخفي تهديدا
اهدي كده اللي ما ييجي بالرضا ممكن ييجي بالغصب 
نظرت إليه بعينين مليئتين بالغضب والخوف ثم بصقت في وجهه بجرأة
إنت إنسان حقير إزاي تعمل كده!


فاشتعل غضبه وصفعها بقسوة جعلت الدموع تتجمع في عينيها 
صرخت بألم
إنت مش طبيعي إنت مريض!
صرخ هو الآخر
إنت اللي وصلتيني لكده!
بصي إحنا واقفين دلوقتي قدام طريقين يا نكمل ده بالحلال ونخلي كل حاجة ترضي ربنا يا 
قاطعته وهي ترتجف
إنت مجنون! ابعد عني مش بطيقك!
اقترب منها بنبرة مختلطة بين الجنون والتهديد
فاكرة يعني إني بموت عليكي
بس أنا ما بهزرش ولو ما جاوبتيش دلوقتي هتندمي 
نظرت إليه جوان بذهول غير مصدقة ما تسمع
إنت بتقول كده ليه إيه اللي جرالك
ابعد عني!
حاولت بكل قوتها أن تفلت من بين يديه لكن جسدها الصغير لم يقو على مقاومته 
صرخت بخوف
انت مش هتجبرني مش هتقدر تجبرني أكون ليك!
ولا هتاخد مني حاجة غصب!
قال بشماتة ونظرة مريبة
يبقى إنت اللي اخترت 
شهقت جوان بصدمة بينما تصاعد صوتها برجاء وخوف
لاااا أرجوك يا بدر
أنا آسفة بس ابعد عني 
ضحك بخبث واقترب منها أكثر
قولتي إيه
جوان بصوت منفطر من كثره البكاء وجسد يرتعش  
قولت اسفه مش هلبس كدا تاني 
بدر بانتصار لا مش دا اللي عاوز اسمعه  
جوان ببكاء اومال عاوز تسمع ايه
بدر بابتسامه موافقه اتجوزك يابدر  
بكت كالاطفال وعلا صوتها  
وهو يبتعد عنها ويستقيم بها 
بس انا مش عاوزه اتجوزك 
بدر بضحك بس مقدمكيش خيار تاني 
جوان ببكاء اكتر 
حرام عليك  
بدر بقهقه  
اه حرام عليا انا عارف وهروح النار
اخلصي ياجوان  
عاوز قرار نهائي  
جوان ببكاء اكتر  
عااااا
بحده مد يده لينظر اليها وصاح بها  
جوااان هتخلصي ولااااا 
جوان بخوف 
خلاااص موافقه موافقه  
سيبني بقي اروح ونبقي نتفق  
بدر بقهقه  
ليه فاكراني عيل ولا ايه 
جوان بصدمه  
يعني ايه
بدر بابتسامه نظر لساعته  
يعني لسه بدري يدوب  
نلحق السفاره وانتي تتصلي بخالتك وجوز خالتك
جوان
بصدمه  
نعم ازاي
بدر بمكر وهو يلبسها جاكيته  
ازاي دي متشغليش دماغك الصغير دي بيها
انا هقولك تعملي ايه 
بالمشفي  
القاهره  
فتحت عيونها ببطئ وتعب  
ااه  
وضعت يدها علي راسها  
فاقترب منها مسرعا  
انتي كويسه
شهقت حينما وجدته امامها  
انت
انا ايه اللي جابني هنا 
معتصم بهدوء انا اللي جبتك  
فتحت عيونها مصدومه بعدما تذكرت اخر شئ حدث وما رأته 
انت
انت ايه اللي جابك عندنا اصلا  
معتصم بتنهيده وتهكم  
حظك لاني مظنش لو مكنتش جيت محدش كان هيلحقك اصلا  
عبير بحزن شكلك سمعت صح  
معتصم بتنهيده ااه سمعت للاسف  
بس مكنش قصدي انا كنت كدا كدا جاي ليكي
ويمكن اللي حصل دا رحمك مني
عبير بحزن نعم
وانت عاوز مني ايه
شيل البتاع دا من ايدي
انا عاوزه اخرج من هنا  
معتصم بتهكم وهتروحي فين بقي  
عبير بحده واعصاب متعبه  
صرخت بصوتها كله  
ملكش دعوه بيا انت مالك بيا  
شمتان فيااا زيهم صح
عاوز ايه
ابعد عني ابعدو عني كلكم بقي  
معتصم بصدمه انفلع من مكانه
من انهيارها وامسكها من يدها سريعا
اهدي اهدي انا مش قصدي  
انهارت بالبكاء اكتر  
وصرخت به  
ابعد عني بقي ابعد  
معتصم بحنان  
شششش انا اسف انا طول اليوم بتصل عليكي عشان اعتذرلك والله  
انا اسف اهدي بقي  
انفلتت اعصابها ووضعت وجهها بين يديها وانهارت بالبكاء  
تنهد واستقام يمسح علي وجهه  
وجلب حقنه المهدأ وحقنها بالمحلول  
ارتخي جسدها فتلقفها بيديه  
وهو يهمس لها  
اهدي ياعبير اهدي  
رمقته بنظره حزينه وراحت بثبات عميق  
بقي بجانبها قليلا يتأمل هيئتها ويقارنها بأول مره التقي بها  
الحزن يبدلنا يقتل روحنا ويطفئ لمعه عيوننا
ويشحب وجوهنا 
فتموت البسمه من علي شفاهنا
ويتسرب الالم والندم لقلوبنا  
نصبح بين شقي الرحي  
العقل يقول الم اخبرك
والقلب يتمتم اتركني بحالي فقد جري ما جري
هناك اناس قادرون علي دفنك بالحياه وجعل منك مسخا لا روح ولا عقل
يسيرونك كأنك عبدا لهم ولمتطلباتهم  
وخوفا من خسارتهم وخوفا من الوحده تخضع لهم  
تخشي الوحده فتفقد روحك وهيكلك امامهم وااه لو نصدق ونقتنع ان تلك الوحده افضل من جمعتهم 
تنهد واستقام من مكانه للخارج  
فصدم بهم  
عبدالرحمن بقلق ظاهر علي وجهه
هي كويسه انا عاوز ادخلها انااا
معتصم بحده مش عاوز اعرف انت مين 
وفر كلامك لنفسك  
انا كلامي مع دول واشار لشقيقاتها  
اللي سمعته انكو عاوزين تبيعو الشقه مش كدا
شيرين بتأتاه ااه بس يعني
معتصم بتهكم مبسش  
سؤال وجاوبي
ب اه يا لا  
امجد زوجها بسماجه ااه يادكتور وفيها حاجه دي
معتصم بقرف منه لا مفيهاش ياسيدي  
بس قولولي الدكتور عبدالرحمن هيدفع كام
امجد بسرعه مليون يابيه الشقه واسعه وفي منطقه راقيه اااه
معتصم بتهكم هديكو مليون ونص وتمضوا تنازل عن حقكم فيها لعبير
شيرين بصدمه مليون ونص 
عبدالرحمن بحده وانفعال وانت بتعمل كدا ليه ومالك انت بعبير
معتصم بحده اكبر محاولا بلع غيظه منه  
وانت مالك واحد وبيهادي مراته اش دخلك انت
شهق الجميع بصمت الا هي علت شهقتها  
ام عبدالرحمن مراته ايه ياعنيا وانت ياسي الدكتور هتربط نفسك بحتت ممرضه 
دا انا مرضتش اجوزها للداكتور عبدالرحمن ابني
عبدالرحمن بصدمه ماما انتي بتقولي ايه
ام عبدالرحمن بلويه فم بقول الحقيقه يا حبيبي وانا قولت حاجه غلط 
معتصم بتهكم نظر لها ولاابنها بقرف  
فعلا مش من مقامك لان عبير مقامها اعلي من انها تاخد واحد شبيه رجال زيك  
خلص الكلام  
انتو بعتو وانا اشتريت موافقين  
امجد بسرعه طبعا يابيه موافقين ودا مبلغ يترفض  
بس
يعني يادكتور عبير مجبتلناش سيرتك  
معتصم بتهكم ماانا كنت جاي عشان كدا
ان شاءالله الجمعه الجايه نكتب العقد ونكتب الكتاب سوا  
ودلوقت مش عاوز اشوف حد فيكم هنا  
ولا عاوز حد فيكم يجي
 

يزورها  
وعاوز مفتاح الشقه
لان من بكره هبدأ اشتغل في الشقه لاننا هنتجوز فيها  
ياريت بقي تتفضلو من غير مطرود  
تركهم ودخل مره اخري واغلق الباب بوجوههم  
تنهد وهو يقترب منها  
وينظر لها  
ربنا يستر من رده فعلك وتقتنعي بكلامي
بامريكا  
امام السفاره  
سهر بانفعال  
ايه التهريج اللي بيحصل دا
حد يفهمني في ايه
كرم بهدوء اهدي بس ياسهر مش كدا  
سهر اهدي ايه وزفت ايه
انتي ياجوان الزفت انتي هتتجوزي الاراجوز دا  
بدر بغيظ الله يكرمك ياطنط 
سهر بغيظ طنط في عينك دا انا اصغر منك  
عاليه بضحك اهدي بس ياسهر انتي مالك متحامله عليه كدا ماقالولك بيحبو بعض
ايه المشكله
سهر بحده حب ايه ونيله ايه  
انتي بتصدقي الكلام دا
دي كانت بتشتم فيها امبارح معايا  
تلاقيه غصبها علي الجواز  
انتي يازفته انتي مش حصل  
جوان بقهر وهي ترمقه بخوف  
ماحب الا بعد عداوه ياخالتو  
سهر بصدمه نظرت لكرم طب بذمتك مش شتماه الصبح واحنا بنفطر  
كرم بضحك ااه 
مراد زوج عاليا ياجماعه اهدو مش كدا وتعالو نقعد  
مينفعش كدا  
جلسو جميعا بالاستراحه  
مراد بهدوء قولي يابدر انت فعلا بتحب جوان
جوان بضحكه مكبوته ااه بعشقها ياعمي انا جيت مخصوص وراها من مصر واتخليت عن كل حاجه حتي عن ابويا وفلوسه
ونظر لسهر واكمل  
ابويا خيرني واخترت جوان 
جوان بهمس وهي تختبئ من خالتها بظهره  
ااه ياكداب ان ماوريتك  
كتم ضحكته علي همسها واكمل  
فانا بطلب ايدها منك دلوقت ايه رايك
سهر بتنهيده نظرت لكرم المبتسم ايه رايك
كرم بابتسامه الرأي رأي جوان مع اني هموت واخلص منها  
جوان بصدمه ماشي ياكرمله عاوز تخلص مني
كرم بصدمه وانفعال شايفه طوله لسانها انا علي فكره
موافق  
سهر بغيظ منها نظرت لها بنظره توعد  
ماشي بس عاوز اكلم جوان علي جمب  
بدر بقلق وهو يمسك يدها بقوه لا بعد كتب الكتاب  
جوان ببكاء لا والنبي دلوقت كلميني ياخالتو  
بدر بحده وهو ينظر لها يتوعدها لا  
مراد ياجماعه خير البر عاجله يالا بقي قبل مالسفاره تقفل
بدر بامتنان له اه والنبي قولهم فاضل نص ساعه  
واحنا لسه هنطلع عالجامع نكتب هناك  
جوان بصدمه جامع كمان
بدر بغمزه لها ااه طبعا كله بالحلال ياقمر
يالا بقي
حاولت ان تحدث خالتها بالاشاره  
وخالتها تنظر لها ولم تفهم شئ  
رآها بدر  
بدر بهمس بأذنها انعدلي ياجوان بدل اقسم بالله انتي عارفه  
ولو نطقتي بكلمه هقطع لسانك  
ابتلعت ريقها وهزت راسها بخوف  
حاضر حاضر  
منك لله يااخي عااااا
بعد اسبوع  
بالقاهره  
جميله بحزن  
انت جبتني هنا ليه يافراس
فراس بشوق لها لم يهدأ ابدا  
جذبها بحنان الى جواره  
عشان تبقي جنبي ياجميله  
انا شغلي كله هنا وحياتي هنا  
وكمان عشان المعهد هنا احسن من هناك  
جميله بحزن لم تعد تستطع ان تخفيه  
منذ تركت طفلاها وكأنها تركت روحها  
لا طعم ولا لون للحياه  
هبطت دموعها وهي تشعر ان الجميع يشير اليها
بانها ملعونه  
لاحق لها بالحياه سارقه  
خسرت كل شئ تملكه روحها ونفسها واولادها
حتي ابويها من الاساس طردوها ونبذوها  
حينما تسير بين الناس
تشعر وان الجميع يشير عليها
بانها سارقه  
سرقته من زوجته وبيته وانها لم تتخير عن طليقها شئ
حرب دائره بين عقلها وقلبها  
عقلها يهمس لها لو أردت لرفضت 
وقلبها يجيبها لماذا لا نقتطف بعض اللحظات الجميلة من هذا العمر
نحتفظ بها فربما لا تأتي مثلها أبدا 
همست بصوت مرتجف
ولا
عشان مراتك
لم ير دموعها كان مستلقيا بصمت وعيناه مغمضتان كأنهما تخفيان شيئا أثقل من النوم 
وكأن الحزن وحده هو من تمدد بينهما في تلك اللحظة 
كان يسمع همسها زوجته بل مرارته وعلقم أيامه 
لم يكره امرأة كما كرهها 
لكنه 
ابتلع غصته وأكمل بجمود وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها 
وبنبرة مخنوقة قال
دا كان اتفاقنا من الأول يا جميلة 
لازم عشان محدش ياخد باله وخصوصا هي  
ودا وضع مؤقت بس  
جميله بمراره وغيره  
قاطعته  
طبعا عارفه لحد ما ترجعلي ولادي وتنفذ الوعد صح
نزلت الحسره علي قلبه وهي تذكره بوعده الملعون  
وكانها طعنته بخنجر مسموم استقام كالملسوع
وابعدها بهدوء  
وهو يبتعد بوجهه عنها حتي لا تقرأ ضعفه بحضرتها
وتأثير كلماتها التي تشبه السهام الحارقه علي وجهه وقلبه 
وبصوت اجاد اخفاء ما به  
ااه ياجميله هنفذه انا عمري وعدتك وخلفت بوعدي  
لملم ثيابه التي تفترش الارض وارتداها سريعا  
انا اتأخرت  
لازم امشي دلوقت  
جميله بصدمه ودموع اغرقت وجهها ولم يراها هو  
دلوقت دلوقت
فراس بحزن  
ااه دلوقت معاكي مريم  
لو احتجتي حاجه رني عليا  
وتحت عربيه بسواق مكان ماتحبي تروحي هتلاقيه موجود  
طفرت دمعه من جانب عينه مسحها سريعا بيده التي مسحت وجهه بحده  
ولملم متعلقاته وخرج  
دفنت وجهها بالوساده تكتم دموعها  
تشعر بأن روحها تسحب منها تريده ان يبقي
تشعر وكان قلبها انقسم لنصفين  
وقف علي باب الغرفه قلبه لم يطاوعه ليرحل دون توديعها  
لم يعتد ذلك منذ التقاها  
استدار لها  
وصدم بمنظرها كان يتوقع غير ذلك 
وجدها دافنه وجهها بالوساده وصدرها يعلو ويهبط بصوره ملحوظه  
همس جميله  
سمعت همسه باسمها
 
رفعت رأسها تنظر إليه واستقامت من مكانها بسرعة كأن قلبها يقودها رغما عنها 
كل ما أرادته في تلك اللحظة أن يبقى أن يكون لها وبجانبها فقط 
داخلها شعوران يعتصرانها لأول مرة  
الوحدة والغيرة 
بدونه تشعر بأنها عالقة في فراغ بارد  
والغيرة تنهش قلبها من مجرد خيال وجوده بقرب أخرى 
رغما عنها تسللت المقارنات إلى ذهنها  
هل يضحك معها كما يضحك معها
هل يقول لها كلمات الحب التي همس بها يوما
هل يشاركها تفاصيله الصغيرة كما اعتادت أن تكون جزءا منها
هي لا تريده أن يكون لأحد سواها  
هو بالنسبة لها ليس مجرد رجل بل وطن وراحة ودفء لا يتكرر 
تفاجأ بملامحها المتعبة وبعينيها الممتلئتين دمعا  
همس بقلق
جميلة  
اقتربت منه في لحظة ضعف وكأنها تستنجد به من ألمها  
تعلقت بذراعه وبكت بصوت مخنوق
ما تسيبنيش أنا خايفة خليك جنبي 
سقط من يده كل ما كان يحمله وكأن كل شيء لم يعد يهم  
همس بحزن عميق
جميلة  
قالت بتوسل
خليك معايا أرجوك مش عاوزاك تمشي 
نظر في عينيها ولم يحتمل صوتها المرتجف  
لكنه لم يجب فقط أغلق عينيه وكأنه يحاول أن يوقف الوقت  
أن يجمد هذه اللحظة التي اجتمع فيها ضعفه مع حنينها 
ومن بين مشاعره المحمومه معها التي لم تنطفئ ابدا  
كان يطمئنها  
انه هنا بجانبها لن يبتعد ابدا فقط لتطلب منه ان يأتيها
وسيأتي مهرولا ملبيا نداءها وهل يجرؤ  
تعود لتخبره انها خائفه  
فيطمأنها بذراعيه ان تشبثي بي فأنا السند 
بالمشفي  
انت بتقول ايه ياعمران
كرم اخويا عايش
ازاي دا
انا متأكد انه مات 
عمران بحده مماتش لسه عايش شوفته بنفسي في امريكا  
متجوز سهر  
مختار بصدمه جلس مكانه 
يعني كرم عايش معقول  
وضحك علينا كلنا
 
عمران بحده عشان يهرب بسهر وابويا اللي ساعده هو وفواز تصور  
مختار تفتكر عارف ان انا واخواته كنا عاوزين نخلص منه عشان الورث 
عمران بتهكم اومال رسم الخطه


دي ليه 
اللعب بقي عالمكشوف يامختار  
لازم نخلص منه  
مختار بخوف لا ياعم انا مش قده  
كرم المره دي مش هيرحمنا وبعدين مادام معملناش حاجه هنخلص منه ليه
لو كان عاوز يأذينا كان اذانا من زمان  
عمران بحده لازم انتقم منه واحرق قلبه سهر ليا انا
مختار بتوتر دا تارك انت مليش فيه ياعمران  
عمران بتهكم وانت فاكر انه مبينخورش وراك بقي
مراد جوز عاليا قالي انه عارف عننا بلاوي وساكت  
وفي اي لحظه ممكن يطيرنا  
واحنا مش عاوزين العين تفتح علينا يامختار  
لوحد شم خبر هنروح فيها  
مختار بصدمه تقصد  
عمران بهدوء ااه اللي فهمته لازم نتغدي بيه قبل ما يتعشي بينا  
مختار بتفكير طب ودا هنخلص منه ازاي
عمران بابتسامه خبيثه مش احنا اللي هنخلص
هما اللي هيخلصو  
مختار بصدمه انت دماغك دي ايه سم  
طب وهنقولهم ايه
عمران بخبث بيهدد شغلنا  
ابتعد معتصم مسرعا كالملسوع وهو يجفف عرقه  
كان آتيا ليخبر حماه المبجل ان ابنته بالمصحه
ابنته التي لم يهتم احد لغيابها
وقبل ان يدق الباب صدم بما سمعه
معتصم بصدمه معقول مش ممكن
بأسبانيا  
مالك يانيره في ايه 
نيره بتعب وهي تجفف وجهها بعدما تقيأت
اااه بطني ياسولاف بتتقطع مش عارفه مالي
سولاف بخوف طب دا انتي حتي مكلتيش حاجه  
تعالي اقعدي  
نيره بتعب مش عارفه في ايه
سولاف بهدوء نيره لتكوني حامل هي جتلك بعد اللي حصل
نيره بصدمه وعيون جاحظه  
لاا مجتش يالهووي
سولاف بهدوء حتي لا تفزعها  
شش اهدي اتصرفي طبيعي لحد مانروح لان داوود بيخبط 
وهيتجنن عليكي  
نيره بتنهيده سولاف داوود محاصرني وانا خايفه اجرحه  
سولاف بإبتسامه وحزن متخيبيش خيبتي يانيره
ياريت معتز كان فضل عايش وانا عشت عمري كله اقوله بحبك  
نصيحه متجريش ورا
اللي تحبيه انتي
خدي اللي يحبك  
خديني مثال الحب عملي ايه
حبيت شخص فضل يوجعني ويكسرني عشان ميشاركنيش وجعه  
نيره بتساؤل كنت هتقبلي بيه كدا
سولاف بتهكم كنت هقبل بيه لو عضم في قفه بس مكنش يبعد عني ويبعدني كده  
كان ممكن يبعدني باحترام مش بالاهانه  
مش بالساهل يانيره  
نيره بتهكم عندك حق كله الا الاهانه  
سولاف بحنان طب يالا بقي  
وخليكي واثقه ان ربنا شايلك الاحسن  
نيره بتعب وهي تتحسس بطنها  
يارب  
فتحت سولاف الباب  
داوود بلهفه انتي بخير
تركتهم سولاف وغمزت لها  
نيره بتوتر انا بخير لا تقلق فقط بعض الالم بمعدتي  
داوود بحركه اعتادها حرك يديه بعلامه الصليب
كما اعتاد
وهو يشكر الله  
الشكر لله
جحظت عيناها وسألته بصدمه  
انت مسلم ام مسيحي
داوود بانتباه وبخجل انا مسلم نيره
مسلم
اذا لما تفعل ذلك المسلمون لا يفعلون ذلك  
داوود بخجل ما رايك ان نتمشي قليلا بالخارج
اوقات العمل انتهت لنتمشي للمنزل  
نيره بجمود هزت رأسها هيا
بعد قليل  
يمشي بجانبها صامتا واضعا يديه بمعطفه  
وهي ايضا صامته  
الا ان قطع الصمت  
داوود بخجل اعلم ما تفكرين به اني ملحد
ولكن  
نيره بلهفه وصدمه اخبرني الحقيقه انت ملحد حقا
داوود بتنهيده وهدوء وان يكن
صدمت وتيبست قدماها  
فاكمل بخجل وتوتر هلا اخذتي بيدي للطريق الصحيح
ابتلعت ريقها وهو يأخذ نفسا ليكمل  
كنت طفلا ذو العامين حينما انفصل والدي الصعيدي عن والدتي اجبرته العادات ان يترك والدتي
كانت تعشقه بشده حتي ان والدها عاقبها ونبذها انها تزوجت اجنبي  
تزوجت والدي وعاشا معا سعداء وولدت انا  
ولكن والدي كان يخفي الامر عن عائلته
وبعدما علم والده اقام الدنيا وخيره بين والدتي وعائلته وأموالها  
فاختار
العائله  
وتركنا  
لم اجد من يعلمني حرفا في الدين الاسلامي ولم تكن امي علي درايه كافيه بها  
كانت تجتهد لتعلمني بضع اشياء ولكن دوما ما كانت تفشل  
بعد انفصالهم كانت نفسيتها صفر وأثر ذلك علي نطقي وكلامي فعادت لعائلتها
وحينما رآني جدي سامحها سريعا  
أتعلمين الا الان تعيش علي ذكري الحب الملعون منطويه هادئه  
تخيلي ان تعيشي عمرك باكمله وسط اناس يعبدون دين غير دينك
اعيش معهم افراحهم واحزانهم نسيت ديني وتعلمت دينهم
اشعر بالخزي ولكن لست وحدي المسؤل  
نيره بهمس ووالدك الم يسأل عنك يوما  
لا اعلم  
لقد كنا نعيش بفرنسا حيث تقابلا والداي  
وبعد ابتعاده ورحيله انتقلنا لهنا حيث العائلة  
ولما لا تبحث انت عنه
داوود بسخريه لا اريده  
تنهد وابتسم بألم  
هل ستساعديني
نيره بإبتسامه ان اردت  
داوود بلهفه اريد وبشده أريدك انتي ان تعلميني  
ولكن بشرط  
ماذا
تعلمني الاسبانيه
سمعا وطاعه  
ابتسما وعاودا السير معا  
الي ان شعرت بالداور يداهمها ولم تعد تسيطر علي توازنها  
ابتلعت ريقها ونظرت له  
ما بك نيره  
مدت يدها تستند عليه  
وبصوت خرج ضعيفا  
انا  
انا متعبه جدا  
صاح بخوف وهو يلتقطها بيديه  
نيره 
ببيت الرشيد  
بمكتب العائله
ياباسم بيه قلبنا الدنيا والبلد كلها مش لقينها  
باسم بغضب عاوزكو تقلبو عليها برا وجوا  
عاوزها حيه قدامي انتو فاهمين
ابتلع المحقق ريقه  
ياباسم بيه انت منفعل ليه
احنا شغالين متقلقش وان شاءالله هنلاقيها  
باسم بغضب انا عاوزك تسرع فلوس وبتاخد ايه بقي حجتك مش فاهم  
البت دي تكون عندي في اقرب وقت  
مش باسم اللي حتت بت زي دي تغلبه  
عاوز فلوس اديلك بس بالمقابل عاوز
شغل ونتيجه  
ابتلع ريقه  
حاضر ياباسم بيه عن اذنك  
بعد ثواني
باسم بحده وهو ينظر للفراغ  
ان ما رجعتك زاحفه وتقولي حقي برقبتي مبقاش انا باسم بعد كل اللي عملته ده بتعملي فيا كده اصبري عليا
قذف ما علي المكتب بعنف 
انا هوريكي يا نيره  
خرج مسرعا  
حينما تذكر المشفي وزملاءها  
بحث عن سيارته بالجراج ولم يجدها  
عثمان ياعثمان 
عثمان بلهفه ايوا ياباسم بيه
فين عربيتي
عثمان بخوف دكتور عمران اخدها يابيه لان حضرتك كنت موقفها قدام عربيته  
وحضرتك كنت نايم محبش يصحيك  
باسم بحده طب فين مفتاح عربيه بابا  
اخرج الرجل المفتاح من جيبه  
اهي ياباسم بيه  
باسم بغضب اخذه منه  
هاات 
بعد نصف ساعه  
عالطريق  
باسم بصدمه وهو يضغط علي فرامل السياره  
في ايه اشتغلي
حاول مرارا وتكرار ولا فائده  
جحظت عيناه وهو يري سياره نقل كبيره قادمه بسرعه وتذمر له ان يبتعد  
حاول تفاديها  
ولكن  
في ثواني كان انتهي الامر 
بأسبانيا  
خرج الطبيب  
فاستقبله داوود مسرعا  
مابها دكتور
الطبيب بإبتسامه مبارك سيأتيك طفلا  
نزلت الجمله كالصاعقه علي قلبه
وارتد للخلف  
والطبيب يكمل  
المدام حامل  
حامل 
ولكن  
ااه من تلك ال لكن  
تفرقنا الدنيا وتجمعنا ولكن  
تبقي بالقلب غصه مهما ابتعدت الاماكن  
يحكمنا الشوق وتغلق الستائر
تلك المشاعر المختلطه التي لم يعد لها ساتر
تحرقني تجلدني تعريني وتسترني
اخافك واطمأن لك  
كلمات متفرقه لا معني لها ولا أفهمها
ولكن  
تلك ال لكن تقربنا مهما ابتعدت الاماكن  
احبك حبا غريبا عجيبا يشبه تلك ال لكن
فهل تفهمت انت يارجل تلك ال لكن  
هل فهمت اضطراب الكلمات
والمشاعر
لا اعلم فحواها ولكني  
احبك احبك احبك مهما اختلفت البلدان و الاماكن 

تعليقات