رواية علي ناصيه الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم حبيبه محمد


رواية علي ناصيه الحب الفصل الثالث عشر  بقلم حبيبه محمد


-أنا بطلب مِنك تتجوز ياقوت يا عّمران .


ساعات الحاجات اللي كُنت بتتمناها فِي يوم مَا لو جّات لحد عّندك إنت اللي بترفضها !.


مكالمة والد ياقوت ليا هّزت حاجه جوايا ، مكنتش اعرف اهلها بصفه قّريبه ، مره او اتنين اللي شوفتهم فيها وكانت واحده في حفلة تّخرجها ، عرفتني عليهم إني صاحبها وزميلها ، كانت نظرات والدتها ليا مُربكه لكن والدها إبتسم ليا وقرّب مِني وحضني.


من وقتها مقدرتش أنسى حّضنه ده ليا كإن كان فيه إمتنان أو شّكر خّفي ليا على حاجه أنا مّعرفهاش ! كإني عملت حاجه ليه ساعدته أو أنقذته لكن مكنش عندي الجراءه إني اسأله إيه سّر الحضن دّه !.


مِن بعدها بدأت ياقوت تخوفني مِنه قّد إيه هو راجل إستقراطي صّعب ، مش مهتم غير بشغله وبس ، بيبص لفوق ، بيكره اللي أقّل مِنه ، حكيت ليا مواقف غريبه هو عملها مع شركاء ليه في البيزنس وغير كده علاقتها الوحشه بيه واللي دايما كلها مشاكل وخناق .


حسيت لوهله إن والدها هيتحول فِي آي لحظه لدراكولا وهيتغذى عليا !.

مفهمتش وقتها ليه ممكن إنسانه تحاول تكره شخص في أبوها ؟ ليه تتكلم عنه بالشكل ده وكأنه معندوش قلب ! حسيت وقتها إن فيه حاجه هيا مخبياها عني لكني سمعت كلامها وسّكِت .


المره الاخيره اللي شوفت والدها فيّها كانت ياقوت مختفيه ، قفلت تلفونها ، اتجننت عليها ، قلبت الدنيا وانا بحاول أوصل ليها ! لحد ما كلمني رقم غريب وعرفني إنها موجوده في مستشفى .


جريت زي الملهوف على المستشفى ، سألت عنها كل اللي اقابله من اصطف التمريض او الدكاتره لحد ما وصلت ليها دخلت الاوضه عليها بسرعه وهناك لقيت ابوها وامها موجودين .


إتحرجت إني إتسرعت وجيت لكن اللي لفت نظري لما والدها سحب والدتها وقرر يخرج مِن الاوضه ويسيبنا لوحدنا لكن قبل ما يخرج خمس ليا بكلمه وترتني أكتر .


-خلي بالك منها .


راقبته وهو بيخرج وانا جوايا فضول أعرف الراجل ده وراه إيه ؟ بيحب بنته ولا بيكرهها ؟ لكني نسيت ده كله وقربت منها كانت ملامحها باهته عكس كل مره بشوفها فيها ، كانت تعبانه ، تعبانه تعب غريب معرفتش عنه حاجه لحد النهارده لكن الدكتور قال إرهاق .


فوقت مِن ذكرياتي وانا سايق العربيه ورايح للمكان اللي قالي عليه كان قريب من النيل ، قررت وإني راجع في الطريق بعد ما اقابله إني هجيب معايا هديه اصالح بيها مِسك واطلب منها بس فرصه .


فرصه تفوق فيها لنفسي وارتب فيها مشاعري حسب الأولويه وأوعدها إنها هتكون ليا في الاخر بس ارجع لنفسي !

هيا تستاهل شخص مرتب ، تفكيره ليها لوحدها ، قلبه ليها لوحدها ، مش شخص متكركب بين الذكريات وبين الحاضر !.


وصلت للمكان الي بعت ليا اللوكيشن بتاعه ، كان بسيط جداً مش معقوله راجل أعمال كبير ممكن يتنازل ويقعد فيه ولاسيما لو كان زي ما ياقوت كانت بتحكي ليا ؟.


مهتمتش ؛ الصراحه كان عدني فرصه إني ارفض مقابلته لكن كان جوايا فضول غريب أتعرف على الراجل ده من قريب اعرف هو طيب ولا شرير!.


ساعات كتير حتى الشرير في الروايه بيكون ليه اسباب أكبر دفعته إنه يكون شرير بالشكل ده وبتتعاطف معاه في النهايه .


ركنت العربيه ونزلت بصيت حواليا ادور عليه لحد ما لقيته قاعد على طربيزه بسيطه جنب سور النيل ، بياكل ذره مشوي ، قاعد ببدلة سوده غاليه تنافي تماماً المكان اللي هو قاعد فيه .


 باين عليه الإنسجام وهو بيدندن مع صوت أم كلثوم الطالع من عربية الدره اللي واقفه على اول الرصيف.


|| لسه فاكر قلبي يديك الأمان 

ولا فاكر كلمه هتعيد اللي كان 

ولا نظره توصل الشوق والحنان ||.


-أستاذ نَصرت ؟.

-المهندس عمران أقعد يا ابني واقف ليه .

-شكرا يا ستاذ نصرت بّس أعذرني يعني مستغرب سِر إصرارك على مقابلتك ليا في حاجه حصلت ؟.

-سيبت ياقوت ليه يا عمران ! أنا مكنتش مآمن على حد غيرك طول ما هيا معاك .

-سيبتها ؟ الحقيقه هِي الي سابتني يا استاذ نصرت وجرحتني في كرامتي ورجولتي فلو حضرتك جاي وعاوز ترجع بِحار الحب ما بينا فأسف اللي بيني وبين بنت حضرتك خِلص .

-كانت وحشه في حقك صح ؟ سامحني يا أبني أنا السبب .

-حضرتك السبب إزاي ؟ إنت ملكش ذنب هيا اللي رفضتني عشان الفلوس والمكانه الماديه اللي أنا فيها فـ حضرتك بريئ من الموضوع ده .


-الحقيقه إني أنا فعلا السبب يا عمران في اللي بنتي وصلت ليه ، أهمالي ليها في وقت من الأوقات خلاها تِبعد عني ، خلى في بينا حدود وفوارق ، خلاها تخرج عن طوعي وتعمل كل حاجه نفسها إنها تعملها حتى لو غلط ، حتى لو على حساب نفسها المهم إنها تِعند معايا وتثبت ليا إني فعلا مليش اي دور في حياتها .

-وإيه اللي وصلكم للمرحله دي ! المفروض إنت تكون اقرب شخص ليها !.

-للأسف كُنت فاكر إن الفلوس ممكن تربي ، والشغل ممكن يبني ، والبعد عنها ممكن يقويها ، هو فعلا قواها بس قواها عليا ، أنا اتجوزت في سن صغير يا عمران ، والدي تعب جِداً فجأه والشركه بتاعته تراكم عليها ديون وقروض ومشاكل مقدرش إنه يسددها ، مكنش ليه غيري ، وكِل ليا كل حاجه وانا لسه طالب في الجامعه طلب مني أساعده واحافظ على تعبه وشقاه رشح ليا اتجوز بنت شريك لينا ومقابل الجواز ده شريكه هيشتري نص الأسهم مننا ويساعدنا على إعادة توازن الشركه وافقت ، كنت شاب لسه في اول العشرين اتحط في موقف صعب مفيش فيه مجال للرفض إتجوزت ناهد كانت بنت جميله ، موهوبه ، شاطره ملفته ، كان فيها كل حاجه تنفع آي راجل وتمنع إن يكون في اسباب للرفض واتجوزتها ، جواز بيزنس مفيهوش حب .


-وبعدين إيه اللي حصل ؟.

-الدنيا مشيت بينا عادي ، اتجوزنا زي آي اتنين في الدنيا ، انشغلت في الشركه وهيا انشغلت في شغلها البراندات بتاعتها والندوات وصحابها ، كنا بنتقابل على سفره الاكل بس ، فجأه عرفت إنها حامل ، حسيت إن كل لا يوم عن الي قبله المسؤليات بتكبر عليا ، بقيت أب وانا لسه عندي بس خمسه وعشرين سنه ! عمري ما أتعاملت مع أطفال معرفش يعني إيه تكون اب ؟ الشغل زاد ، قررت بتتفتح في كل مكان ، حبت ليها مربيات ، دخلتها احسن مدارس ، وفرت ليها كل حاجه وكإني كنت بعوض إهمالي عنها بالشغل لكني مكنتش واخد بالي إن كل اللي بعلمه ده بيساعدها تبعد اكتر ، ياقوت حست إن ملهاش مكان بيني أنا ووالدتها اللي دايما مشغولين عنها فبدأت تدور على ده بره ، كانت دايما بتلمح ليا إنها محتاجه ليا بالمشاكل اللي بتعملها عشان اظهر في حياتها لكني مفهمتش ! قابلت ده بخناق وعصبيه وزعيق ، بعدت بنتي عني بإيدي فطلعت نسخه مشوهه ، شافت الفلوس اهم حاجه ، الحب مش موجود ، لإنها شافت إني معرفتش احبها والفلوس هيا اللي عوّضتها عن وجودي!.


عرفت وقتها إيه السبب إلي خلى ياقوت تبعد عني فعلا .

ياقوت محبتنيش في الفتره الاخيره لما لقيتني بقيت نسخه من والدها في إنشغالي عنها بالشغل وفي كل مره كنت بنشغل عنها كنت برجع وأصالحها بهديه ، بخروجه ، بكلمتين ، ياقوت حست إنها هتدخل في نفس متاهة والدها من تاني !.


كبريائها رفض إنها تعترف ليا إنها حاسه إن كل الحب والاهتمام اللي كنت بقدمه ليها بدأ يشاركها فيه حاجه تانيه ، حاجه بتبعدني عنها وهو الشغل ، مهتمتش بالهدايا لإن مكانش ناقصها هدايا !.


الفلوس مكانتش المشكله بالنسبه ليها ، الحاله الماديه كانت آخر حاجه بتفكر فيها ، يمكن اشترطت في الاول على شروط عاديه ممكن آي ست تحطها زي شقه ليها في منطقه ترتاح فيها ! 

اختيارها إن ليلتها تكون احسن ليله ! كل أنسان بيكون مميز في حاجه بيومه .


لكن أنا مفهمتش ده ؛ كنت عاوز أوصل لياقوت بآي شكل ، بآي طريقه ، مش مهم هوصل ازاي بس المهم هي تكون ليا ! 

وهي مكانتش عاوزه حاجه غير إني اكون موجود ، موجود فعلا ، مش مشغول عنها .


ياقوت كانت عاوزه شخص يقدم ليها حب ، حنان ، إهتمام ، مشاعر صادقه ، هيا زهقت من الفلوس والمقدمات الماديه .

فين الحضن ؟ فين الامان ؟ فين الحب !.


-عشان كِده اختارت عمر عليا لإنه كان موفر ليها كل حاجه ، حبها بجد ، مكنش مشغول عنها ! عمر قدم ليها الحب والاهتمام اللي احنا معرفناش نقدمه ليها عشان كده هِي اختارته !.

-عمر شخص كويس ، بس مينفعش ياقوت ، حبه ليها عاميه ، بيخليه يغلط ، بيغرقه اكتر هو بيقدم وبس ! مبياخدش حاجه ، ياقوت موهومه إنها بتحبه لكنها ما صدقت حد يكون ليها لوحدها ، تحركه زي ما هيا عاوزه وفي المقبل يديها كل اللي هي عاوزه ، أنا كنت مطمن عليها وهي معاك ، كانت اتغيرت في كل حاجه وابسطها ، لبسها ، شكلها ، طبعها بقى أهدى ، كانت شخص مختلف معاك لكن مع عمر رجعت زي ما كانت الاول ؛ أنا بطلب منك تتجوز بنتي ولو حتى بالغصب !.

-نعم ! أنا مقدرش اعمل حاجه زي دي طبعا اول حاجه مقدرش اجبر واحده تعيش معايا غصب عنها وفوق ده اكسر قلب صاحبي اللي بيحبها ؟ اللي اختارها ! .


-ده خانك ! حبها وفضلها عليك !.

-مفيش سلطان على القلوب ، وعمر مختارش يحبها بمزاجه قلبه اللي اختارها ، عمر ورغم كل علاقاته مع البنات محبش ولا واحده فيهم لكن قدر يحب ياقوت والاهم قدر يعوض بنتك عن اللي حضرتك معرفتش تقدمه ليها ، يمكن أه خسرني ، بس دلوقت عرفت إن ربنا مبيقدمش للبني أدم حاجه وحشه ! يمكن لو كنا كملنا انا وياقوت سوا كنا خلفنا ياقوت تانيه زي حضرتك ، تايهه ، مشتته بين اب وأم مقدرتش يفهموا بعض ! وانا اكتشفت ان بعد السنين دي كلها مقدرتش افهم ياقوت واعرف ناقصها إيه لكن عمر عرف ، عمر اختارها هِي لنفسها ولذاتها !.

-وإنت كنت مختارها ليه كنت طمعان فيها ؟ ده اللي عاوز تبرره ليا !.

-عمري ما طمعت في ياقوت ، عمري ما شوفتها غير حبيبه وزوجه ورفيقة عمر ، لكن منكرش إن كان في جزء جوايا كان بيقولي إن جوازي منها هيكون طاقة قدر ليا ، كان ممكن حضرتك تساعدني ؟ تكبرني ، عارف ياقوت حاولت تبعدني عنك بكل الطرق بتخوفيها ليا منك عشان مبقاش نسخه منك وانا مقدرتش افهم ده ! مقدرتش افهم ان ياقوت مش محتاجه فلوس ياقوت محتاجه حب!.


-أنا بطلب مساعدتك يا عمران بنتي بضيع مني !

-عمر الوحيد اللي يعرف يساعدك يا استاذ نصرت ، عمر مش وحش ، عمر بس ضعف قصاد حبها لكن عمر راجل ، راجل يعتمد عليه ، ده كان صاحب سنين عمري ومشوفتش منه حاجه وحشه يمكن دلوقت بس مقدرش ألوم عليها إنه حبها ؛ الحب مِش بإيدينا ساعات ربنا بيبعت لينا ناس تتعلق بيهم ويبعدهم عننا عشان نعرف قيمة الحب الحقيقي ! وفوق ده كله اثبت وجودك في حياتها ، عرفها إنك موجود ، وريها حبك !.

-طب إزاي ؟ ابدأ منين؟.


-بُص يا أستاذ نصرت، أهم حاجة إنك تفرض وجودك في حياتها من غير ما تخنقها يعني تفضي يوم كامل ليها، يوم يكون ملكها هي بس، وتطلب منها تخرجوا سوا مش كأب بيحاسب بنته، لكن كصاحب عايز يقرب منها.

-تفتكر ترضى؟

-هترفض في الأول، يمكن تبصلك باستغراب، بس صدقني جواها هتفرح هي محتاجة تشوف إنك بتسعى.

-طب ووالدتها؟.

-قول لوالدتها إن دورها لازم تقوم بيه ، تحضنها ، تكون صاحبه ليها ، ياقوت مكنش ليها صحاب بنات في العاده لأنهم كانوا بيغيروا منها عشان كده هتلاقيها مفتقده المشاعر دي ، لازم تقربوا منها انتم الاتنين لازم تحس إنكم فريق واحد بيحبها، بيحافظ عليها.

-وأنا أقول لها إيه؟

-قول لها ببساطة إنك بتحبها، إنك فخور بيها، وإنك مش ناوي تسيبها تضيع ما تستخسرش الكلمة دي قبل ما ييجي يوم تقولها وهي مش سامعة.


غريبه الدنيا صح ؟

إمبارح نمت زعلان ومخنوق وانا براقب عمر وهو بيوعد ياقوت إنه هيفضل جنبها دايما ، يحبها ، يساعدها ، يشجعها ، حسيت بالضيق منه إنه حبها وخدها مني !.


لكن انهارده إكتشفت ربنا مكانش قاسمها ليا أصلا ! 

ربنا حطها في طريقي ، قربها مني ، خلاها معايا ، عشان تكون سبب ان عمر يشوفها ويحبها بجد ويقدر يفهمها ، قد إيه الأقدار والنصيب حاجات محدش فينا بيقدر يفهمها !.


تزعل الست لو أطلقت لكن ترجع تحمد ربنا بعدها بسنين لما تقابل راجل عوضها وسعدها !.

سيدنا الخضر قتل الطفل الصغير ولما سيدنا موسى اتهمه إنه عمل شيء منكر ! عرفه إن الطفل ده ربنا كان عارف إنه لما يكبر هيكون سبب في شقى اهله فأراد إنه يبدلهم بخيراً مِنه .


تفتكر إحنا ممكن يجي علينا وقت ونرضى بسهوله ؟.

نرضى إن كيس العصير الي اشتريته وانت عطشان اوي وقع منك واتفجر وانت اتعصبت وزعقت مكانش من نصيبك وبعدين تتفاجئ ان ربنا أنقذك منه لإنه كان منتهي الصلاحيه ؟


إمته الإنسان هيجي عليه الوقت إنه يحسب كل حاجه كده !.


-شكرا يا عمران ، صدقني من اول يوم شوفتك جنب بنتي وانا ارتحت ليك حاولت اساعدك دايما ، حاولت ارمي ليك فرص شغل في طريقك لكن مقدرتش اقرب اكتر احسن ياقوت تحس وتبعد سامحني لو كان في ايدي اساعدك في يوم ومعرفتش .

-ربنا ساعدني يا استاذ نصرت ، وبيعوضني ، المهم إنت ركز في اللي معاك وفي إيدك تقدمه لياقوت قبل ما تضيع منك .

-تفتكر لسه في وقت وفيه أمل ؟.

-ياقوت عمرها ما فقدت الامل في حاجه ومتأكد إنها لسه مستنياك ومستنيه حضنك .


ربنا رماني في طريق ياقوت عشان اتعرف على والدها واساعده ازاي اقرب من بنته .

لفه صعبه صح ؟


سلمت عليه وودعته ، حسيت إن في حمل جوايا خف ، كنت فرحان لكن في نفس الوقت مقدرتش أتقبل إن عمر ممكن يخوني عشانها !.


كنت زعلانه منه ، جوايا عتاب كبير ليه ، وحشني ، وحشتين قعدتنا سوا ، خروجنا ، لعبنا وضحكنا وهزارنا ، معقوله ممكن الدنيا تفرق بينا بالشكل ده ؟.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••


-إبقي كلميني لما تطلعي سلام يا حبيبتي .


وصلتها لحد البيت بعد ما خرجنا ، سمعنا فيلم -أنا لحبيبي- لكريم فهمي وياسمين الرئيس ، فيلم ورغم كل مشاعر الحب والرومانسيه اللي فيه إلا وإن في النهايه البطل مات ! 

مات وسابت حبيبته تتعالج .


لما بصيت ناحية ياقوت لقيتها بتعيط غصب عنها ، كانت دي اول مره اشوفها بتعيط ،أنا نفسي اتأثرت بالفيلم ، كل المشاعر اللي فيها حسيت بيها ، تخيل تبقى عارف إن حبيبك رايح يشتري ورد ليك عشان يصالحك وفجأه ميرجعش !.


بعد ما الفيلم خلص خدتها وخرجنا بسرعه ، حاولت اهديها لكن وكأنها ما صدقت لقيت حاجه تعيط عليها قعدنا على الرصيف ولاول مره اشوف ياقوت بتتنازل وبتقعد بالشكل ده وكإنها تعبت مِن إنها ترسم دور البنت القويه .


حاولت افهمها أن ده فيلم عادي مش مستاهل كل ده لكن فجأه لقيتها حضنتني ، ياقوت كانت خايفه ، دي اول مره كنت أشوفها خايفه بالشكل ده !.


حضنتها ، طبطبت عليها ، مسحت على شعرها القصير اللي بقى يجنن ، همست ليها إنها تهدا وفعلا شويه وبدأت تهدا ، لكنها مبعدتش عن حضني !

كانت دي اول مره احس إن ياقوت واخده خطوه ناحيتي !.


-خلاص هديتي ؟.

-على فكره أنا مكنتش بعيط عشان شادي مات .

-يا شيخه ؟.

-انا كنت بعيط عشان خوفت اكون في يوم مكان ليلى ، قاعده لوحدها مستنيه حبيبها بتسمع فيروز ، خوفت أخسرك يا عمر ! أنا بخاف اكون لوحدي ، بخاف ..بخاف إن حد بحبه يبعد عني ! عمر أنا بحبك !.

-ششش أهدي خايفه مِن إيه يا حبيبي وانا معاكي اهو ؟ هبعد عنك ليه ! يعني عن اتخانق معاها وبعدين هو مخدش باله وهو بيسوق وعمل حادثه إنما أنا سواق شاطر ، ومش بتخانق معاكي وفوق ده بحبك !.

-عارفه ، عارفه إنك بتحبني يا عمر هتصدقني لو قولتلك إني ولا مره حسيت إني بحب زي ما بحبك دلوقت !.

-حتى عمران !.


-أنا..أنا كنت حاسه بمشاعر ناحية عمران بس ولا مره حسيت إنها حب ، تعرف ، هو كان اول راجل اسمح ليه يقرب مني ، يحبني ، طول عمري كنت بدور على الاهتمام ، كل المشاكل اللي كنت بعملها في الجامعه كنت بعملها بس عشان الفت الإنتباه ليا ، كنت ..كنت بحب اكون محط انظار الجميع ، كنت بطلب الاهتمام من اللي حواليا يا عمر ، عمران كان كويس ، لفت نظره وحبني ، بس مع الايام حسيت ..حسيت إن معاه ده مش مكاني !.

-رغم إنه كان بيقدم ليكي كل حاجه ؟.

-كان بعيد ، مقدرش يفهمني يا عمر ، كان فاكر إني بس مهتمه بالماديات ، بالفلوس ، طب ما أنا معايا فلوس تعيش البلد دي كلها بس لا ، هو انشغل عني ، فجأه حسيت إني بقيت لوحدي ، تعالى نخرج أنا نازل شيفت ، تعالى نسافر أنا بوفر عشان الشقه ، تعالى نتمشى أنا تعبان ومش قادر من الشغل ، حسيته بقى نسخه من بابا كل اللي همه الشغل وبس كان بيصالحني بهديه ، بخروجه ، شوفته نسخه من بابا بيعوض مكانه بالفلوس والهدايا .


كانت دي أول مره أشوف ياقوت بالشكل ده ، كانت دي اول مره ياقوت تفتح قلبها ليا من سنه !.

أنا كمان مكنتش قادر افهمها كويس غير لما اتكلمت دلوقت ، ياقوت مش قويه ، ياقوت لسه طفله صغيره بدور على الحب .


-انت حبتني ، اهتميت بيا ، بقيت اول واهم حاجه في حياتك ، إنت..إنت حبتني بجد يا عمر أنا ، أنا مش عاوزاك تمشي ، أنا مخترتكش عشان انت أغنى من عمران ، عشان انت معاك فلوس وهو لا ، أنا اختارتك عشان إنت حبتني بجد ! سمعتني لما كنت بشكي ليك منه ، حاولت تساعدني اني اتكلم معاه ونتفق ، بس ..بس انت حبتني صح !.

-لو مكنتش حبيتك مكنتش زماني قاعد معاكي على الرصيف دلوقت وبحضنك بالشكل ده والناس كلها بتتفرج علينا ، ياقوت افتحي قلبك ليا دايما ، وصدقيني أنا ولا مره هسيبك .

-عمرك !.

-عمري كله ليكي .


وقفت وشديتها مِن إيديها وقفت ، رفعت كف ايدي ومسحت دموعها ، عرفت وقتها إن ورا قشرة ياقوت الصلبه بنوته صغيره مش عاوزه حاجه غير انها تكون أولويه وبس !.


قربت منها وبوست دماغها وهيا ابتسمت .


-عمري قولتلك إني بحب الشعر القصير ؟.

-ولا مره قولتلي .

-من انهارده أنا مبحبش غير الشعر القصير وبحبه بيكي انتي وبس .


صدق الي قال إن قلب البنت ودنها .

رغم كل اللي مع ياقوت لكنها معرفتش تشتري الحب ! 

ولا تشتري كلمه تفرحها ، او نظره تخصها هيا لوحدها ، ياقوت كانت فعلا ياقوت ، تستحمل قسوة ملمسه عشان تعرف تمنه.


ركبنا العربيه وقررت أوصلها ، مديت إيدي للكاست وفتحته وهنا إشتغلت نفس الاغنيه اللي كانت في الفيلم والمره دي بدل ما كانت نهايه لفيلم حزين .

كانت بدايه لقصه جميله .


|| أنا لحبيبي وحبيبي إلي

يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي

لا يعتب حدا ولا يزعل حدا

أنا لحبيبي وحبيبي إلي ||.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••


-حضرتك معاك كلية إيه ؟.


وإزاي !.

ازاي القعده اللي كنت بحلم بيها اقعدها معاه دلوقت اقعدها مع شخص غريب ! .


كنت مضطره إن لازم اثبت لعمران إن مكنتش مجرد شخص ساعده يخرج مِن أزمته وبس ! أنا شخص لازم يكون ليه مكانه ووضع في حياته وهو اللي لازم يختاره ويحدده .


قعدت مع العريس اللي كان اسمه رياض ، شاب محترم ، ملامحه جميله بشكل مقبول ، طول وعضلات وحاجه تجذب آي بنت ،بابا ووالده سابونا وقاموا عشان نتعرف ، كان بيتكلم بهدوء خلى التوتر اللي عندي خف .


-معايا كلية علاج طبيعي فاتح مركز تأهيل في السيده زينب وبحب شغلي جدا ، عندي شقه في المعادي مناسبه لو حصل نصيب ممكن والدك ووالدتك يشوفوها وانتي طبعا ، وحضرتك معاكي كلية إيه ؟.

-كلية ألسن قسم ألماني .

-معقوله ؟ طب ليه مشتغلتيش بيها ! معظم الشركات بتوظف فورا اللي معاه تلات لغات منهم الألماني .

-يعني أنا ست بيتوتيه بشكل اقرب مش بحب الشغل والفرهده وبابا دايما يقولي البنات اتخلقت تتدلع مش تتبهدل .

-عنده حق بنت جميله زيك البهدله ليها حرام تفكيرك عجبني .


إتكملنا كتير ، كان راجل لطيف ، كويس ، مفيهوش غلطه !.

بس..بس قلبي مكنش معاه .


خلصت القعده بينا ووالدي ووالده دخلوا رياض عرفهم إنه مرتاح وإنه موافق على آي حاجه بابا يطلبها لكن الأهم من ده كله موافقتي !.

بابا عرفه إنه يومين وهيرد عليه وإني محتاجه أفكر شويه وخلصت القعده ومشيوا وفضلت لوحدي .


تايهه.

محتاره .

وبحب .


-رأيك إيه !.

-بابا إنت عارف اللي فيها .

-ومجاش ! عمال يلف ويدور ومش راسي على بر ، طول عمري اقول عمران ده ماشي بمشاعره مش بعقله وده متوهه فأسمعي مني لو هو فعلا بيحبك لازم يحس إنه بيخسرك عشان يتحرك !.

-يعني أعمل إيه ! .

-وافقي على العريس ، اتخطبي ، افرحي ، الواد ما شاء الله ميترفضش نغلط لو ضيعناه .

-وعمران !.

-سيبي ليا ابن ناصر ده وانا هربيه لحد ما يعرف قيمتك معرفهاش ، رياض اولى بيكي واهو يعمل ليا جلسات علاج على ضهري اللي قافش بقاله اسبوع ده من غير فلوس ما أنا هبقى حماه برضو .


الباب خبط وهنا ماما فتحت ،دخل عمران واول ما شوفته كنت هبتسم لكن افتكرت كلامه فلفيت وشي بعيد عنه وهو لاحظ ده .


-إبن حلال كنت لسه هكلمك .

-خير يا عم نعيم ؟ 

-خير يا حبيبي مسك جالها عريس واحنا وافقنا عليه بارك لإختك .


إحنا هنعرف قيمة اللي في إيدينا وقدام عيونا إمتى؟


الإنسان بطبعه غريب دايمًا عينه على اللي ناقص، واللي بينقصه بيبقى في خياله أثمن وأغلى من أي حاجة معاه. 


بنعيش نِجري ورا اللي بعيد، وننسى اللي واقف قدامنا بيقدم روحه في صمت. 


يمكن علشان كده ساعات بنصحى متأخر، بعد ما الحاجة تضيع، وبعد ما الوشوش تختفي، فنفتكر إن كان عندنا كنز ما حافظناش عليه.


إمتى هنعرف القيمة؟ 

يمكن ساعة الفقد، يمكن ساعة الوحدة، يمكن لما نلاقي نفسنا بندوّر في الوجوه على ملامح اللي ضيّعناه. 


ساعتها بس بنفهم إن أبسط حاجة كانت قدامنا، كانت أعظم حاجة لينا .

الفصل الرابع عشر من هنا


تعليقات