رواية زوجتي المنبوذه الفصل الرابع عشر 14 بقلم ساره علي


  رواية زوجتي المنبوذه الفصل الرابع عشر 

وقفت تطالعهم بثبات تام لا تعرف من اين اتاها قبل أن ترسم ابتسامة باردة على شفتيها وتقول

بتهكم :

" مساء الخير .... يبدو أنني قطعت عليكم جمعتكم الجميلة ....

نهض عمها من مكانه وقال بسرعة :

" نوران ابنتي .."

الا ان توران لم تسمح لها بالتكملة بل قاطعته بسخرية :

كنت على الاقل دعوتنا يا عمي لتشارككم جمعتكم الجميلة هذه .....

نوران ابنتي دعيني اشرح لك ...

قاطعته مرة اخرى بنبرة عالية وقد فشلت هذه المرة في الحفاظ على ثباتها :

" ماذا ستشرح لي ...؟ أن ابنك المصون قد عاد إلى الوطن اخيرا لتستقبله انت بين احضانك ....

" نوران من فضلك دعي والذي يشرح لك ...

كانت المتحدثه هذه المرة هي ليلى التي رمتها نوران للحظة بنظرة معاتبة سرعان ما تحولت الى

أخرى غاضبة :

" انت اخر من يتحدث ... لقد عددتك اختا لي .... ولكن يا للاسف .....

لم يتحمل نزار سماع كلمات أكثر فقال بسرعة :

دعي حديثك معي انا يا نوران .... انا المذنب .... هم لا علاقة لهم بأي شيء ..."

كانت نغم تجهل ما يحدث فهي لا علم لها بأي شيء .....

لم تعرف سبب هذا الجدال ولا توجد كلمة واحدة توضح ما يجري .....

اياد الاخر التزم الصمت فما حدث كان مشكلة عائلية بحته وهو لا يريد التدخل بها ....

اختلطت في نظراتها .....

التفتت لوران لاحية نزار بنظرات يملؤها الكره والحقد والالم والعتاب .... جميع هذه المشاعر

تحدثت أخيرا بنبرة كارهة غاضبة :

" انت اخر من يتحدث هنا .... يا ابن عمي المصون .......

" ها انا امامك .... افعلي بي ما تشائين ......

تقدم نزار ناحيتها ووقف امامها قائلا :

فجاة اخذت توران تقیانه .... تضحك عاليا وكأنها أصيبت بالجنون .... ظلت تضحك للحظات

تحت انظارهم المندهشة قبل أن تتوقف عن الضحك اخيرا وتقول بعينين مدمعتين وملامح

منكسرة :

" افعل .... ماذا سأفعل ...؟ هل اقتلك ....؟! حتى قتلك لن يشفي غليلي ...

اخفض نزار عينيه يخجل فهو لم يستطع النظر في وجهها أكثر بينما اردفت نوران :

" انت حتى لا تملك ضميرا قد يؤنبك حينما تتذكر ما فعلته .. لكن هذا المتوقع .... فماذا سأرجو

من شخص حقير و نذل مثلك ...؟!"

نقلت نعم عينيها بين نزار المخفض رأسه ارضا ونوران التي ترميه بنظرات مليئة بالكره

واشمئزاز .....

ادارت توران يصرها في ارجاء المكان تطالع جميع الموجودين بنظرات محتقرة قبل أن تقول :

" هذه آخر مرة اراكم فيها .... فأنا لن يشرفني الانتماء إلى عائلة مثلكم ....

ثم تحركت خارج المكان بينما وضع العم يده على قلبه بعدما شعر بنغزات قوية في صدره .

اقتربت منه ليلى وسألته بقلق :

بابا .... هل انت بخير ..؟!

الا انه لم يستطع جوابها حيث البطح ارضا وفقد وعيه .....

بعد مرور اسبوع

كان تميم في غرفة مكتبه يتابع اعماله كالعادة حينما ذلف اياد اليه ......

رماه تميم بنظرات جامدة قبل أن يقول بنبر بنبرة هازلة :

" واخيرا تذكرت أن لديك صديق يجب زيارته والسؤال عنه ......

تحدث اياد يخجل :

" اعذرني يا تميم لقد كنت منشغلا للغاية ..

قال تمیم بس تميم بسخرية :

" نعم افهمك .... بالطبع انت مشغول مع عائلة خطيبتك الغالية .."

آباد انفاسه ضيقا وتقدم منه وجلس امامه متسائلا : زفرآباد

"

ما اخبار دينا ...؟ كيف اصبحت الآن ...؟!

اجابه تميم :

" وضعها الصحي بخير .... لكن وضعها النفسي سيء للغاية ..."

هل جلبت لها طبيب نفسي ..؟!"

رد تميم بجدية :

" بالطبع .... وقد بدأ أولى جلساته معها منذ يومين ......

اردف تميم بتساؤل :

" ولكن مالذي جلبك لي اليوم ..... اشعر ان هناك امر ما جنت لاجلك ....

اوما آباد رأسه مؤكدا ما قاله تميم ثم قال :

" وضع والدل الدك الصحي سيء للغاية ... يبدو ان ايامه اصبحت معدودة ...
تنهد تميم بضيق وقال :

" وما المطلوب مني ١٢٠٠٠"

اجابه آباد :

" يريد أن يراك ..... انه مصر على رؤيتك .."

" انت تعرف انني لا ارغب برؤيته ."

" ارجوك يا تميم .... ان الرجل بين الحياة والموت ... هو لا يريد شيء سوى رؤيتك ... يقول ان

هناك كلام مهم يجب أن تسمعه ......

لا يعلم لماذا شعر تميم برغبة في رؤيته .... سماع ما يريد قوله .... هل هو فضوله لمعرفة ماذا

يريد ان يخبره ٢٠٠٠ أم رغبة في رؤيته لاخر مرة ...15

نهض تميم من مكانه وقال ببساطة فاجئت أياد :

".. حسنا ... سأراه "

ثم انطلق خارج مكتبه وشركته باكملها متجها إلى المشفى الذي يقطن بها والده .....

وقف تمیم امام غرفة العناية المركزة حيث يرقد والده هناك .... كان يقدم خطوة ويؤخر اخرى .....

بشعر برغبتين متناقضتين .... الأولى ان يرى والده ويسمعه والثانية أن يهرب من هذا المكان با كمله ......

شعر بكف اياد يربت على ظهره محاولا تقديم القليل من الدعم له .... تقدم إلى داخل العناية

المركزة وهو يرتدي ملابس التعقيم .....

تقدم ناحية والده الذي فتح عينيه ما ان شعر بوجوده ليبتسم ببهوت قبل أن يقول بصوت بالكاد يسمع :

" كنت واثق من أنك ستأتي وتراني ...

" ماذا تريد مني ..!"

ساله تمیم ببرود و ازدراء قتله .... ابنه يراه على فراش الموت دون أن تهتز شعرة منه .....

تحدث الاب بصوته الضعيف الواهن :

قاطعه تمیم :

" انا ظلمتك يا بني .... اعترف بهذا ....

انت ظلمت والدتي .... قتلتها ......

ابتله الاب ريقه وقال بألم وقد بدأت الذكريات تعود اليه :

" نعم انا قتلتها ... وحملت ذلبها طوال عمري ......

" لماذا ...؟ لماذا فعلت بها هذا ...؟!"

قالها تميم وهو يتحنى ناحيته بملامح كارهة نافرة ليرد الاب بالكسار:

" جدك .... جدك من اجبرني على هذا ... هددني اذا لم اتركها فانه سوف يجعلني اخسر جميع

اموالي ...."

" تخليت عنها من أجل أموالك .....

صرخ تمیم به لتتسارع نبضات الاب قبل أن يكمل :

" جدك يده طائلة ... كان سيفعل الكثير من الاشياء لو لم اتركها ..... اقسم لك بأنه هددني و ..."

الحد الأقصى المحدد :

" هذا كله لا يبرر ما فعلته .... انت تخليت عنها .... ولم تكتف بهذا .... بل تزوجت اخرى غيرها .....

حطمتها تماما .... "

اغمض الاب عينيه بألم وصدى كلمات تمیم تتردد داخله .....

ابتسم تميم بألم وقال :

تمنيت لو اجد مبرر واحد لما فعلته .... مبرر يجعلني الغفر لك .... "

انسابت دموع الاب بغزارة على وجنتيه .... الشعور بالذنب يزداد عليه ويخلقه .....

مديده محاولا الامساك بيد تميم الا ان تميم أبعد يده بنفور عنه .....

" تميم لحظة .... هناك شيء لم اقله ....

توقف تميم في مكانه بعد ان كان يهم بالرحيل ليسمع والده يقول :

" نوران .... نوران امانة لديك .."

تقدمت نوران ناحية الغرفة التي يقطن بها عمها بعدما طلب رؤيتها لتجد العائلة جميعها هناك .....

نهضت ليلى من مكانها وصاحت بها :

" انت ماذا تفعلين هنا ...؟ ألا يكفيك ما حدث بسببك ....؟!"

الا ان صوت تميم الصارم اسكنها فورا :

" اخرسي ولا تتحدثي معها بهذا الشكل .."

" انا لا اسمح لك بالتحدث مع اختي هكذا ....

قالها نزار موجها حديثه إلى تميم الذي رد ببرود :

" هي من بدات ورفعت صوتها على زوجتي .....

نقل نزار انظاره بین نوران و تميم وقال بسحرية

" رائع ... انت تمثل دور الزوج الصالح المثالي على اكمل وجه ."

" ماذا تقصد ...15

قالها تميم وهو ينوي الانقضاض عليه ليقف اياد حائلا بينهما :

" اهدا يا تميم من فضلك .... اهدا ارجوك.."
كادت توران ان تبكي بسبب ما يحدث .... فانكمشت في مكانها خوفا من هذا العراك المؤلم

بالنسبة لها .....

شعر نزار بذلك فاقترب منها متسائلا بلهفة :

"نوران ... هل انت بخير ...؟!"

صرح به تميم محذرا قبل ان يدفع اياد بعيد عنه ويتقدم ناحيته ممسكا به من يافة قميصه قائلًا

"اتركها .."

"اياك ان تقترب منها أو تحدث معها .......

کاد نزار أن يرد عليه الا انه توقف عن هذا حينما تقدمت احدى الممرضات بسرعة على جانب العناية

المركزة بعد أن من صوت صفير الجهاز الخاص بنبض والده .....

تعليقات