رواية علي ناصيه الحب الفصل الرابع عشر 14 بقلم حبيبه محمد



 رواية علي ناصيه الحب الفصل الرابع عشر بقلم حبيبه محمد



-قولتلي بّقى إنك عّاوز تاخد قَرض ؟ يا ترا إيه نوع المشروع اللي انت عاوز تعمله .


الإرتياح مِش مجرد مشاعر عاديه الواحد ممكن يِحس بيها ، الإرتياح ده نّبض ، فّعل ، نظّره ، وانا مِن أول مره شوفت فيها الإنسان دّه وانا قلبي اتقبض من ناحيته !. 


بعد إلحاح وزن طويل مِنّ ياقوت مقدرتش أرفض ليها طلب ووافقت أقابل جّو بِتاعها ، رغم إني كنت مدرك إن جّو ده مِش هيجي من تحت راسه غِير المصايب لكن لأجل ضحكه مِنها تكرم ألف عّين .


عّدا يوم واحد على وقت ما حضنتني وكشفت قشرتها قدامي ، حَسيت إني فعلا بالنسبه ليها شخص مختلف ، مختلف لدرجة إن قدرت أوصل لقلبها واخليها تحكي ليا كل الي هيا خايفه مِنه بدون خوف او تردد .


ماما دايماً كانت تقولي تعرف إنك في علاقه صح طول ما الست اللي معاك بتتكلم ، تعرفك نفسها في إيه ، بتخاف مِن إيه ، بتحب إيه ، والأكبر لما تعاتبك وقت الزعل والخصام ، الست مِننا لو سكتت أعرف إن علاوتك في قلبها خِلصت .


كنت مبسوط إني وصلت لنقطه في ياقوت محدش قدر يوصل ليها غِيري ، لكِن ومع كّل التقدم اللي كنت بعمله ده بقربي مِنها كُنت حاسس إني مِش أنا !.

المره دي مش الحب اللي طافيني لا ..في حاجه جوايا تانيه غريبه بتحصل ليا بتطفيني أكتر .


رغاي .

كانت دي أول مره اشوف في حياتي راجل رغاي بالشكل ده ، زود الصداع عليا أكتر ما كان عندي ، خدت شريط بنادول كامل لكن بدون فايده ، شربت قهوه ، عملت زنجبيل ، كل المهدئات العصبيه اللي الواحد ممكن يشربها أنا خدتها ورغم كِده الصداع كان لسه زي ما هو بيزيد .


صداع ملوش سبب او مبرر .

دوخه ملهاش عِلاج ، زغلله في العين لدرجة إني شايف جّو اربعه ارخم مِن بعض قاعدين قّدامي ، مكنتش قادر استحمل ، كنت بكابر إني مش لازم أكشف شوية إرهاق او تعب وهيروحوا لحالهم لكن للأسف .

التعب إتمكن مِني وانا مش عارف السبب !.


غمضت عيني وسندت راسي على المكتب وانا بتمنى إنه يبطل كلام ، كلام ملوش معنى بالنسبه ليا .


-إنت كويس !.

-كويس شوية صداع بس كمل وقولي عندك ضمانات زي عقار او ارض او وديعه ، أي حاجه من دي عشان البنك يوافق على المبلغ اللي انت طالبه .

-مش انت المدير؟.

-ايوا .

-يبقى انت البنك وفي ايدك توافق وترفض عادي !.

-يعني إيه معندكش ضمانات !.

-مفيش غير الشقه اللي أنا قاعد فيها ودي إيجار ماي داد اعلن إفلاسه من سنه بعد ما الشركه خسرت كل حاجه .

-يا روح ماما وانا هديك بقى القرض ده عشان خاطر إيه ماسك عليا ذِله ؟.

-تؤ عشان خاطر ياقوت ، على فكره أنا معايا برشام كويس اوي للصداع ممكن تاخد مِنه .


مستناش يسمع مِني إذا كنت هقبل ولا ارفض بل فتح شنطته الكروس الترتر اللي لابسها وطلع مِنها نفس الشريط الازرق الغريب اللي ياقوت طلعته واديتني منه قبل كده ومد إيده ليا عشان أخد مِنه .


جّو بالنسبه ليا كان مريب ، مش محل ثقه ، رغم إن شكله يبين ليك إنه ممكن يكون مجرد عيل عبيط من الزمالك لكني مكنتش مرتاح ليه ، بالنسبه ليا كان شبه العيال البلطجيه اللي بتقعد تحت كوبري شبرا .


إترددت اخد منه الحبايه لكني افتكرت إني مرتحتش غير عليها لما أخدتها من ياقوت ، عصرت على نفسي لمونه وخدتها مِنه ، بلعتها وشربت مايه وفي ثواني نفس الإحساس اللي بيحصل ليا كل مره بيتكرر .

خوفت .

إيه سر الحبايه الغريبه دي !.


-اسم البرشام ده إيه عشان ابقى اشتري مِنه وانا مروح.

-لو وافقت على القرض هقولك .

-يا سلام بتلوي دراعي ؟ عارف لو مكنتش من طرف ياقوت كنت عملت فيك إيه ؟.

-واي ؟.

-كنت ناديت الامن جرجرك بره لكن لأجل الورد يكرم الشوك بص يا…


مقدرتش اكمل كلامي ، نوبة غثيان غريبه حسيت بيها لأول مره ، حاولت أتمالك نفسي لكِني مقدرتش وبدون مقدمات سيبت المكتب وقومت بسرعه جريت ناحية الحمام وانا حاسس إن بطني بتتقطع .


راقب جّو دخولي الحمام بعيون حسيت إن فيهم لمعة إنتصار رهيبه !. 

إنتصار مّقدرتش أفهم سببه إيه ؟.


طلع جّو تلفونه بعد إختفاء عمر مِن قدامه بسرعه ، بص حواليه بترقب وكإنه مستني حاجه تحصل ، كتب حاجه على التلفون وكإنها رساله بعتها إستنى دقيقه ، التانيه ، وبعدها جاله الرد اللي خلاه يقوم أخيراً مِن مكانه وينفذ الي عاوزه .


قرب مِن مكتب عمر وقعد على الكرسي بتاعه ، طلع مِن جيبه فِلاشه صغيره جِداً تكاد تكون مقاربه لشريحة التلفون ، فتح الكومبيوتر الموجود قدامه وفي المكان المخصص ليها حطها .


راقب باب الحمام اللي عمر إختفى وراه بتوتر ظهر اخيرا على ملامح وشه ، لكن بص تاني للشاشه بسرعه لما ظهر قدامه أكواد غريبه بدأ يتعامل معاها ، دقيقه ، التانيه ، وابتسم بنصر وهو بيقوم يقف بسرعه ويشيل الفلاشه ويحطها في جِيبه .


قرب بخفه من باب الحمام الي عمر اتأخر فيه خبط خبطه والتانيه وهنا سمع صوت عمر المرهق واللي بدأت تظهر عليه أعراض التعب أكتر واكتر .


-امشي انهارده يا جّو وبكره تعالى نكمل كلامنا .

-إنت كويس ؟.

-كنت كويس من قبل ما أشوفك لكن من بعد ما شوفتك لعنه واتحطت على دماغي امشي يا جّو .

-إنت محتاج تتعلم الأسلوب كويس بس وت إيفر هسامحك عشان خاطر ياقوت جود لك .

-جود زفت على دماغك .


رجلي مكانتش قادره تشيلني .

حسيت إن اعصاب إيدي كلها بترتجف ، خوفت ، كان المرض شيء نادر ما بيحصل ليا ، دور البرد عمره ما جِه ليا في السنه اكتر من مرتين ، عمران دايماً كان يقولي إن عندي مناعه تِهد جبل !.


طب إيه اللي حصل ؟ 

أنا مالي ؟ فيا إيه ؟ إيه اللي غيرني بالشكل ده ! ليه شكلي غريب في المرايا ! ليه تعبان ؟ ليه مش قادر انام من غير صداع ! ليه لازم اخد حبايه من شريط ازرق عشان الصداع يروح !.


طب لو ده كان بسبب اللي شميته في الرحله طب ما ياقوت كويسه ! مفيش حاجه واضحه عليها ؟ إشّمعنا أنا !.


أنا خايف .

أنا متوتر .

أنا تايهه .

أنا مِين ؟.


قدرت اقف اخيراً على رجلي ، فتحت المايه وغسلت وشي بإرهاق شديد ، خرجت مِن المكتب وانا بقدم رجل وبأخر التانيه لحد ما قدرت أقعد على اقرب كنبه كانت قريبه مِن باب الحمام ، الباب خبط وبعدها دخل سكرتير المكتب بتاعي .


-استاذ عمر فِيه واحده بره بتقول إنها والدتك أخليها تتفضل ؟.

-طبعا دخلها .


ماما ؛ ساعات كتير في حياتنا بيكون وجود اهلنا جنبنا أكبر داعم لينا إننا نكمل ونعيش !.

بابا مات من سنتين كنت متعلق بيه جدا وماما كانت بتحبه أوي لدرجة إن جالها السكر من الزعل عليه ، لكن لما شافتني بدأت انطفي وانعزل مع نفسي خرجت من دايرة حزنها وشجعتني .


وقفت جنبي ورجعتني لشغلي .

غيرت الأسود عشاني وعشان محسش بإكتئاب ، لكنها مقدرتش تعيش في البيت اللي مليان ذكريات مع جوزها كتير وقررت بعد سنه مِن موته إنها تسافر لأخوها اللي عايش في إسكندريه تقعد معاه وانا مقدرتش ارفض طول ما هِي هتكون مرتاحه .


كل اسبوع او شهر كانت بتيجي تطمن عليا وكإني لسه بالنسبه ليها عيل عنده عشر سنين ،خدت نفس طويل ، حاولت ارجع توازني ، ظبطت هدومي عشان متقلقش ودقيقه ولقيتها دخلت .


-ميمو حبيب ماما عامل إيه يا روحي !.

-وحشتيني يا فوفا كل دي غيبه ؟ اخوكي خطفك مني .

-ولا الدنيا دي كلها تقدر تخطفني منك طمني عليك عامل إيه ؟ كويس ؟ مال وشك مخطوف كِده ليه !.

-شوية برد يا حبيبتي اقعدي هطلب ليكي حاجه تشربيها .

-لا لا مش عاوزه أنا جايه اطمن عليك اصل حلمت ليك حلم وحش إمبارح وقلبي مرتاحش غير لما جيت وشوفتك كويس.

-حلم إيه ؟.

-لا مش هقول عشان ميتحققش خالك مستنيني بره هيوصلني البيت هسبقك احضر ليك أكله حلوه لحد تيجي اوعى تتأخر عليا !.

-يا سلام ده أنا هبات في حضنك انهارده .


كنت شايف قلق في عيون ماما مش قادر افهم سببه ؟

هل هيا شايفه حاجه أنا مش قادر اشوفها ؟ 

طب يا ترا إيه هيا ؟ معقوله تقطع المسافه دي كلها وتيجي تطمن عليا عشان حلم !.


خرجت وودعتني وهيا بتأكد عليا إني مش لازم اتأخر وانسى انها رجعتك زي ما عملت قبل كده وسهرت بره مع عمران ونسيت إنها لوحدها في البيت .


تلفوني رن فبصيت بسرعه على المكتب ادور عليه لحد ما لقيته ، ابتسمت وانا شايف ياقوت بترن عليا ، فجأه حسيت إن كل التعب اللي كنت حاسس بيه راح !.


قّد إيه الراجل بيكون زي العيل الصغير لما يقع في الحب !.


-حبيبي صباح الخير .

-صباح النور إنت في الشغل ؟.

-اه مالك صوتك ماله ؟.

-عمر تعالى خدّني مِن هنا .

-ياقوت فِيه إيه ؟.

-بابا ، ماما ، قاعدين بيتكلموا معايا بيحاولوا ..بيحاولوا يبعدوني عنك !.


مكنتش فاهم حاجه !.

مكنتش فاهم ليه ممكن أهلها يحاولوا يبعدوها عني ؟ 

طب عرفوني إمته ؟ عرفوا علاقتي بياقوت إمته ؟ ليه نبعد ! إيه اللي حصل وصل ياقوت إنها تكلمني وهيا بتعيط !.

ولا ياقوت هيا اللي بقيت دمعتها قريبه في الفتره الاخيره !.


مكنش قدامي وقت أفكر كتير قفلت معاها ، خطفت مفاتيح العربيه وخرجت من المكتب بسرعه وانا بحاول اني استبق الوقت والزمان عشان اوصل ليها .


الحب ساعات بيبقى نعمة، وساعات بيبقى لعنه.

لما الواحد يسيب قلبه يسيطر على عقله، بيتحول من أقوى إنسان لأضعف مخلوق.


تلاقيه يخسر نفسه، يخسر سمعته، يخسر مستقبله كل ده علشان كلمة أو لمسة قلب.

الحب لو زاد عن حدّه، يقلب من دفّة أمان لحتة هلاك، ويضيع صاحبه قبل ما يضيع اللي حواليه.


•••••••••••••••••••••••••••••••••


-جهز نفسك يا مهندس عمران في حّفله على شرفك آخر الأسبوع مسموح ليك تعزم اللي إنت عاوزه .


ليه الواحد بيكون تّعيس لما يعترف لنفسه إنه مش محتاج حاجه وفجأه يكتشف إنه مِحتاج الحاجه دي !

قلبه متعلق بيها !.


البيت اللي كان مصدر هروب وأمان ليا فجأه بقى حاجه بتخنقني وتضيق على قلبي معرفش ليه مره واحده حسيت إن ده مبقاش مّكاني ؟ ليه مبقاش بيتي ! 

يمكن عشان خطوبة مِسك ؟!.


رميت القلم اللي في إيدي ، اتعصبت ، اتنرفزت ، يعني إيه تتخطب ؟ وتتخبط ليه ؟ دي لسه صغيره مكملتش خمسه وعشرين سنه ليه تتخطب !.


بتحبه ؟ اكيد لا 

طب طالما مش بتحبه وانا متأكد هيا بتحب مين ليه خدت الخطوه دي ؟ عاوزه تثبت لنفسها وليا إيه ؟.


حاولت أتكلم معاها لكنها قفلت كل الطرق ، حاولت افهم مِنها ليه عملت كده ؟ كل ده عشان آخر حوار بينا ! طب ما أنا طلبت منها تديني فرصه ! تستحملني حبه ! كنت راجع ومقرر أصالحها لكنها ضربتني على دماغي جامد اوي .


اروح فين واجي منين وهيا كانت المكان الاخير اللي كنت بلجئ ليه !.


-استاذ عمران حضرتك كويس؟.

-نصرت ! انت دخلت امته معلش مخدتش بالي.

-بقالي حبه كنت بحكي ليك نظام الحفله والدنيا هتمشي ازاي بس حضرتك مكنتش مركز معايا في مشكله معاك اقدر اساعدك فيها !.

-لو حاجه بضيع مِنك والحاجه دي غاليه عليك اوي لكنها مره واحده إختارت تكون لحد تاني يبقى المشكله فين؟.

-يبقى إنت اللي مقدرتش الحاجه دي فأختارت تروح لحد تاني يقدرها وخصوصا بقى لو الحاجه دي واحده ست .

-طب والعمل ؟ المفروض اعمل إيه ؟.

-تحسس الحاجه دي إنك لسه عاوزها ، متمسك بيها ، محتاجها ، هتوهه من غيرها ، تتكلم معاها وتفهمها اسباب ليه قبل كده مكنتش عارف قيمتها ووقتها ؛ هتفهمك.

-تفتكر ؟.

-اعتقد هيا عملت كل ده عشان انت تتحرك وتتكلم وتقرب ولو معملتش كده ؛هضيع منك للأبد ، اهم حاجه عند الست كرامتها ولو حست إنك بتهينها بعدم تقديرك ليها هدوس على نفسها وقلبها حتى لو عشانك .


-شكلك خبره يا نصرت .

-مش حكاية خبره ، حكاية جواز وعشره وقصة حب سبع سنين خلتني قدرت افهم شوية حاجات عن الستات ، عواطفهم اللي بتحركهم اكتر من عقلهم ، لو زعلانين زعل الملكين بيتراضوا بكلمه وبورده صغيره ، هما مش وحشين زي ما حد فينا بيكون فاكر كده ، عامه مفيش ست وحشه ،بس فيه ست بتكون محتاجه وعاوزه وبتحب لكنها مبتعرفش تقول ده ! بتخاف .


-طب يعني يا نصرت، إنت شايف إن الستات أضعف مننا؟

-لأ بالعكس دي قوتهم في ضعفهم الست لو حبت بتدي من قلبها، ولو جرحت بتوجع بجد، بس برضه عندها طاقة غفران واحتواء أكتر من أي راجل.

-يعني الحل إننا نفهمهم؟

-نفهم ونسمع ونديهم أمان..الست مش بتدور على بيوت فخمة ولا دهب قد ما بتدور على حضن ثابت وكلمة صادقة.

-كلامك حلو يا نصرت، بس أوقات بحس إنهم غامضين.

-الست غامضة بس للي مش عايز يشوف، لكن لو قربت منها وفهمت تفاصيلها الصغيرة، هتلاقيها كتاب مفتوح، وكل صفحة فيه بتقول “أنا محتاجة أتحب وأتطمن”.


كان عنده حق .

ياقوت مكانتش غامضه بالنسبه ليا ؛ أنا اللي مقدرتش افهمها ، مقدرتش اقتحم قشرتها وأقرب منها ، ساعات مش كل اللي بنختار نحبهم لازم هما كمان يعرفوا يحبونا ! 


ساعات احنا نفسنا مبنعرفش نحبهم زي ما هما عاوزين وبيحلموا .


إستأذن نصرت وخرج وانا اتنهدت وسكت .

رفعت عيني وبقيت ابص حواليا ليه مخنوق ؟ كان زمان أقصى حلم ليا اشتغل شغلانه كويسه ، اقبض مرتب كويس ، اعيش كويس ! وكل ده بقى متوفر ليا دلوقت .


ليه مضغوط ؟

ليه حزين ؟

ليه حاسس إني بحب ومش طايل ؟.


بصيت للساعه لقيتها قربت من اتنين الضهر موعد الأنصراف وقفت ولميت حاجتي ورفعت جاكت البدله بتاعي وخدته وخرجت من المكتب لا من الشركه كلها ، قربت من الرصيف وفتحت العربيه وركبت وانا مقرر إني لازم أتكلم معاها إنهاردة .


لازم افهم أنا محلي من الإعراب دلوقت في حياتها إيه ؟. 


|| ياما شفنا في عيون حلوين

حكايات القلب المسكين

أولها ورد وياسمين

وآخرها انجرح الياسمين ||.


مسك كان عندها حق لما قالت إن روح نجاه عايشه حوالينا ، بتشاركنا فرحنا ، حزننا ، وحبنا ووجعنا ! 

ما هو مش معقوله نجاه تكون مقصداني بالشكل ده ؟ 


وصلت للمنطقه بتاعتي وقفت العربيه تحت العماره ، هربت قبل ما عم نعيم يشوفني وينادي عليا زي كل يوم ، طلعت السلم بسرعه ودخلت شقتي ومنها على أوضتي خرجت للبلكونه وشيء جوايا بيقولي إن هلاقيها قاعده هنا .

مستنياني ؟ يمكن .


-مسك.

-……..

-طب على الاقل ردي عليا وعرفيني أنا عملت إيه استاهل عليه خِصامك وبعدك عني ؟.

-……..

-مسك عشان خاطر ماما ساره أنا عارف إنتي بتحبيها قد إيه ردي عليا .

-أفندم عاوز إيه ؟ 

-انتي هتتخطبي بجد ؟.

-لا هلعب عسكر وحراميه ايوا هتخطب بجد واخر الاسبوع كمان .

-ليه ؟.

-وهيا البنات بتتخطب ليه ! عشان تتجوز وتفتح بيت هفضل قاعده كده يعني ؟.

-قولتلك إستنيني ، قولتلك اصبري هرتب نفسي ، قولتلك إديني فرصه واحده أعرف أنا عاوز ايه ومش عاوز إيه ! قولتلك المره دي اقفي جنبي بكل كيانك لكنك مفهمتيش ده واول واحد جه خبط على الباب وافقتي عليه بتعملي ده عِناد في مين فيا ولا فيكي ؟ .


-بعد إيه يا عمران ! بعد إيه جاي تكلمني وتعاتب فيا !

أنا اللي جيت لحد بابك وكسرت نفسي واترجيتك تقولي أنا مين في حياتك، أنا فين واقفة منك، بس إنت بخيل حتى في الكلمة! بخيل تديني حقّي البسيط إنك تصارحني

جاي دلوقتي تسألني ليه هتخطب ؟ ليه ما سألتش نفسك ليه سبتني معلّقة بين السما والأرض سنين ! إنت اللي اخترت تسكت، وإنت اللي اخترت تخلّيني أواجه الدنيا لوحدي، وافتكرتني هستناك لحد ما حضرتك تفكّر ترتب نفسك ؟ لأ يا عمران أنا خلاص اتعلمت إن اللي مش شايف قيمتي من البداية، مش هينفع أستناه للنهاية.


كانت قاسيه وقسوتها دي خدتها مِني .

عرفت إن في وقت ما الكلمه بتفرق ، الوقت بيفرق ، الموقف عمره ما بيتنسى ! .


كان هيحصل إيه لو قولتلها إني بحبها ؟ بس خايف عليها من قلبي اللي متخربش؟ ليه بخلت عليها إني افهمها !

دلوقت وبعد ما لقيتها هضيع كده بسهوله !.


|| لا العاشق مرتاح ولا الخالي مرتاح

خلينا من السكه دي على البر مراكبيه 

على اليادي اليادي يا قلوب متداريه 

ياما جرح الورد أيادي حتى الجناينيه ||.


-كل ده حصل عشان بس أنا ما كنتش قادر أفهم أنا بحس بإيه بجد !

-لأ يا عمران، كل ده حصل عشان إنت اخترت تتجاهل اللي بتحسّه وتسيبني أنا اللي أتحرق في النص ، زمان اختارت واحده عليا وحبيتها وانا قدام عينك ودلوقت معترفتش بحبك ليا او إنك عاوزني أصلا ، وانا مش هفضل طول عمري صاحبه واخت بس ليك .

-يعني إيه يا ياقوت ؟. 

-يعني خطوبتي آخر الأسبوع وانت اول المعازمين اتمنى متتأخرش عن إذنك .


سابتني ودخلت .

بس كده وبكل بساطه ! مبقتش عارف أعمل إيه أنط وراها وأكسر راسها دي ؟ 

أتعامل إزاي ! ولا المفروض أتصرف ازاي .


مسك قفلت كل الطرق قدام عيني .


-شاطره يا مسك ايوا كده ربيه . 

-ماما !.

-شوفته وهو طالع ملهوف عرفت إنه هيجي يكلمك فدخلت أشوف قلبك هيحن ولا هيقسى!.

-ماما أنا زعلان أوي وحاسه ..حاسه إني مش فرحانه !.

-مش هنظلم رياض معانا يا حبيبتي وهنعرفه إن مفيش قبول من ناحيتك بس هنفضل مكملين زي ما احنا إن في خطوبه ونزول وهنتعامل كإن فيه حاجه فعلا لحد ما نشوف اخرتها مع الأستاذ ده .

-بجد يا ماما ؟.

-بجد يا قلب ماما بس اوعي تغيري مبدئك ابوكي مقدرش يجبرك على حاجه ومعرفش ينام طول الليل وهو بيفكر ، من صغركم وهو بيقول عمران لمسك وميقدرش يعمل غير كده بس لازم يخليكي غاليه في عيونه عشان يعرف إن الله حق .


ضحكت ؛ جريت عليها وحضنتها جامد .

إرتاحت ، قلبي إرتاح كنت خايفه، خايفه ازعل رياض وهو ملوش ذنب إن قلبي مع غيره ، بس فرحت إن هقدر العب على عمران صح لازم ، لازم يجيلي زاحف !..


•••••••••••••••••••••••••••••••••••


-ياقوت بضيع يا عّمر وانت لازم تساعدنا .


طريق في العادي تاخده مرتاح في ساعه إلا ربع خدته أنا في ربع ساعه لحد ما قدرت أوصل الفيلا بتاعتهم ، وقفت العربيه بسرعه ، نزلت منها زي المجنون بجري على جوا ، صوت عياط ياقوت كان مجنني .


الأمن سابني ادخل وكإنهم كانوا عارفين أني هاجي ، كملت جري لجوا لحد ما وصلت لقاعة الفيلا ، بصيت حواليا بعيوني أدور عليها لكني إتفاجأت لوالدها ووالدتها قاعدين مستنين حد .

مستنيني أنا !. 


مكنتش فاهم حاجه ؟ مكنتش عارف إيه اللي بيحصل ! كنت تعبان ومهزوز وخايف وقلقان !.

فين ياقوت ؟ وليه مقالتش ليا إن اهلها موجودين ! وليه عاوزين يبعدونا عن بعض ؟.


-تعالى يا عمر اقعد .

-أنا…أنا اسف اني دخلت بالشكل ده بس ياقوت…

-عارف ، عارف إنها كلمتك واكيد قالتلك اللي حصل !.

-أنا معرفتش أفهم منها حاجه كل الي قالته إنكم عاوزين تبعدونا عن بعض !! هو حصل إيه !.

-اقعد خذ نفسك الاول عشان نعرف نتكلم في هدوء .


اتهزيت.

أنا وجسمي اتهزينا فجأه كإننا هنقع لكني قربت وقعدت وانا بحاول إني اكون في احسن حال مكنتش فاهم حاجه ؟ كنت حاسس كإني وقعت في كمين هما نصبوه ليا !.


-بتحب ياقوت يا عمر ؟.

-طبعا بحبها يا عمي ؛ عندي إستعداد أعمل أي حاجه في الدنيا دي عشانها .

-طب ليه ساعدتها ؟ ليه ساعدتها تضيع منك ومننا .

-ساعدتها في إيه ؟ أنا مش فاهم حاجه !.

-ياقوت مدمنه يا عمر .


اتصدمت ، الكلمه خبطت في قلبي زي سكينه حاده بتقطع كل حاجه من غير رحمه .

مدمنه ! إزاي ؟ وامته وليه ؟ وازاي أنا مخدتش بالي !.


-مكنتش تعرف صح ؟ أنا برضو اتوقعت كده ، أنا ووالدتها كنا مقررين إننا هنفاجأه ونتكلم معاها اننا نسافر نغير جو ، ناهد طلعت تنادي عليها مرضتش عليها دخلت الاوضه لقيتها نايمه على الارض وجنبها بودره معرفش جابتها منين ولا ازاي احنا مخدناش بالنا ، عمران قالي إنك الوحيد اللي تقدر تساعدنا وتساعد ياقوت عشان كده استنينا إنك تيجي .

-أنا…أنا عاوز أشوفها .

-طلعيه يا ناهد ليها بس اقفلي الباب كويس مش عاوزها تخرج .


إيه اللي ممكن يوصل الإنسان للمرحله دي ! 

ليه الإنسان ممكن يضيع نفسه بالشكل ده ؟ طلعت ورا والدتها اللي كان باين على ملامحها الزعل والعياط من عيونها الوارمه طلعت الدور التاني ومشيت في طرقه طويله لحد ما وصلت لباب اوضتها ، خرجت مفتاح من جيبها وقبل ما تفتح الباب لفت وبصت ليا بعيون مليانه حزن .


-رجعلي بنتي يا عمر .


فتحت الباب وانا دخلت وسمعتها بتقفل الباب ورايا ، وقفت ادور عليها بعيوني في الاوضه لحد ما لقيتها ، قاعده في ركن في الاوضه ، ضامه رجليها ليها ومخبيه راسها فيهم قربت مِنها وانا قلبي بيتقطع مليون حته عليها .


-ياقوت .


رفعت راسها بسرعه عيونها وسعت اول ما شافتني قدامها قربت منها وقعدت في نفس مستواها وهنا بس لاحظت تعبها .


هالات سوده نجحت تخبيها بالكونسلير .

شفايف زرقه كانت بتتفنن إنها ترسمها كل مره .

ملامح وشها الباهته اللي كانت بتزينها بكل ألوان البهجه عشان محدش ياخد باله .

عمري ما شوفت ياقوت لابسه لون إسود المره دي شوفتها ؛ شوفته ساحبها جّواها .


مديت كف إيدي ألمسها وهيا عيطت في صمت .

غريب الإنسان يبقى عارف إنه بيتوه وبيغرق ويختار يفضل تايه !.


-عمر أنا خايفه ! أنا..أنا مكنتش عاوزه ده كله يحصل ،مكنتش ..مكنتش اعرف ! صدقني أنا مش وحشه اوعى تمشي ! اوعى تسيبني يا عمر .


حضنتها .

مكانش قدامي حلول أقدمها ليها اغير إني احضنها .

عرفت وقتها سر إحساسي الغريب طول الفتره اللي فاتت ، ليه حسيت إني متغير ، ليه تايهه ، ليه تعبان .


ياقوت إختارت تخليني مدمن معاها عشان تضمن إن عمري ما هبعد عنها .

الفصل الخامس عشر من هنا


stories
stories
تعليقات