رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 والفصل السادس عشر 16 بقلم سارة مجدي



 رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر والفصل السادس عشر بقلم سارة مجدي


كان يقف أسفل البنايه ينتظرها بكامل هيئته التى تخطف الأنفاس.

كانت تنزل الدرج بحظر تخشى أن تسقط من التوتر والقلق .. تحاول أن تنفذ تعليمات أخيها أن تترك نفسها اليوم دون خوف دون تذكر لعرجها دون أن تتذكر ذلك الرجل فائق الرجوله الذى ينتظرها بالأسفل ... أخذت نفس عميق قبل أن تخرج من باب البنايه لينتبه إليها سفيان فيعتدل فى وقفته وتظهر على وجهه إبتسامة سعاده .... حين وقعت عينه عليها ضرب قلبه بقوه يالها من ملكه فى رقيها وجمالها .... كانت تقترب منه بخجل وذلك الفستان بلون العسل ينساب حول جسدها ليزيدها جمالاً ورقه .... حتى وقفت أمامه ليمسك يدها ويقبلها بحب وهو يقول

- خطفتى قلبى .... رغم أنه ملك إيدك ..... أنتِ جميله اوووى يا مهيره ...

ثم أضاف بمرح

- ويارب النهارده يعدى على خير ونروح بيتنا بسلام ومانبتش فى القسم

لتضحك بصوت عالى ليكمل هو بعد أن فتح لها الباب

- اركبى اركبى بدل ما أعمل دلوقتى فعل فاضح فى الطريق العام .



كانت نائمه بجواره بعد أن استنفذت كل حيلها فى محاوله لمعرفة إلى أين يأخذها لكن بائت كلها بالفشل

توقف بالسياره فى المكان المخصص لها و ترجل منها .... وغاب لثوانى ثم عاد إليها .. وضع شريط اسود على عينيها استيقظت وهو يحاول ربط الشريط لتقول بصوت ناعس

- أيه ده يا جواد .... بتغمى عينيا ليه .

ليقول بصوت عابس .

- علشان أنتِ دلوقت مخطوفه

لتقول بشقاوه مماثله

- وياترى مين من العصابات الأجراميه إللى خطفنى .

ليجبيها متقمصاً شخصية سعيد صالح وهو يحملها بين ذراعيه

- عصابة اللهو الخفى .. يعنى قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم .

وصل بها إلى المكان المنشود وانزلها لتقف على قدميها و وقف أمامها وهو يقول

-ّقبل ما أفك الشريط ... عايز أسمع منك كلمه واحده

لتهز رأسها قائله

- كلمة أيه .. أنا مش فاهمه حاجه .

ليمسك يدها ويقبلها قائلاً

- ممكن يجى يوم وتسامحينى .

لتقطب جبينها وهى تقول

- أسامحك .... أنا مش زعلانه منك

ليصمت لثوانى وهو يقول

- أنا بتكلم عن الموضوع القديم .

لتصمت هى الأخرى لعدة ثوانى شعر فيها أن عمر طويل مر حتى قالت

- أنا محتاجه أخد حقى .... محتاجه حقى يرجع ... محتاجه أرد الإيهانه يا جواد

ليمسك يدها وهو يقول

- استعدى لأول مفاجأه



كانت تقف بجانب أواب يأكلان الآيس كريم بنهم شديد كان حذيفه يتابعهم وكأنه فى رحله مع طفلين كانت جودى ملطخه انفها ووجنتيها ... وكأن ابنه نسخه مصغره منها .. وهو أيضاً وجهه ملطخ بالايس كريم ... ولكن تظهر على ملامحهم السعاده .

وقال

- أنا حاسس أنى معايا طفلين مش طفل واحد

لتجيبه جودى وهى تلتهم قطعه كبيره من الآيس كريم

- الآيس كريم ملوش سن الكبير والصغير بيحبه .. وبعدين أنا بقالى كتير مكلتوش

ليضحك بصوت عالى وهو يقول

- طيب اتفضلى خديه على الحمام واغسليله وشه واغسلى وشك أنتِ كمان

لتضحك وهى تقول لأواب

- يلا يا حبيبى .. لحسن بابا هيفضل يتريق علينا



كان أواب يريد أن يلعب كل الألعاب ... لا يخاف من المرتفعات او السرعه ... لا يخاف اى من اللعب المخيفه ... كان يستمتع بكل الألعاب ويصرخ بسعادة فى حين كان حذيفه يشعر بالخوف .. وقلبه يسقط أرضا من الخوف وكانت جودى تتابعهم بسعاده ... وكانت دائماً تسخر من حذيفه بسب خوفه



انتهوا من جميع الألعاب تقريباً ... وجلسا فى مكان لتناول الطعام كان حذيفه سعيد حقاً مد يده ليمسك بيد جودى المستريحه على الطاوله وقال

- أنا عمرى ماعشت يوم زى ده ... حسيت أنى رجعت طفل صغير

لتضحك هى الأخرى وتقول

- وأنا كمان اللعب مع الأطفال يخلينا نرجع أطفال كمان لا هموم ولا مشاكل .. هو سعاده وفرح و لعب وبس .

نظر إلى أواب المنشغل فى طعامه وقال وهو يغمز لها

- هندخل بيت الرعب

لتنظر له بمشاغبه وهى تقول بصوت عالى

- بيت الرعب ... أنا بحبه جداً .

لينظر لها أواب بسعاده وقال

- بيت الرعب هااااا

لينظر لها حذيفه بشر لتضحك هى بصوت عالى

جلس أواب فى المنتصف بينهم فى العربه المخصصه لبيت الرعب

وكان حذيفه يشعر بالغيظ من تصرفاتها معه

ولكن حين بدأت السياره بالدخول إلى بيت الرعب شعر لتشبثها بيديه

ليجلس أواب على قدميه ... ويحاوطها بذراعه فخبأت وجهها فى كتفه ليبتسم هو بسعاده وقبل أعلى رأسها .



كانت تسير معه صامته تماماً وتركته يقودها إلى المكان الذى يريد ... فهى لا ترى شىء وهو يريد مفاجئتها

وقف لتقف هى الأخرى وقالت

- ها ينفع أشيل الشريط ده بقا .

ليضع يده علي عينيها وهو يقول

- أنتِ طلبتى تنتقمى مش كده ... عايزه تخدى حقك .... أنا مش عارف أيه إللى حصلك .. وأيه إللى أنتِ عانيتى منه هناك ... لكن الفرصه جتلك يا ميما .

ليرفع يده عن عينيها و أبتعد عنها خطوتان .لترفع يدها وتزيل ذلك الشريط عن عينيها

اغمضت عينيها لثوانى من الضوء القوى الموجود بتلك الغرفه التى تقف فيها حاولت فتح عينيها أكثر من مره حتى وضحت الرؤيه لتشهق بصوت عالى وهى ترى أمامها شخص مكبل بأغلال معلق فى السقف وهو يتدلى بالمقلوب كان ظهره لها فلم تتبين من هو ولكن صوت جواد جاء من خلف ذلك الجسد المتدلى وهو يقول

- إللى قدامك ده إللى كان عايز يدبح زمان ... إللى قدامك ده هو الماضى الأسود إللى مش عارفين نتخلص منه إللى قدامك ده الماضى فى أبشع صوره .. وجه وقت الإنتقام



كانت جالسه بجانبه فى السياره صامته تريد أن تكسر ذلك الصمت فقالت أول شىء ورد إلى ذهنها

- هنروح على فين

لينظر لها نظره خاطفه وهو يقول

- عرفت مكان تحفه ... وأكله جنان هنتعشا هناك ... وبعد كده محضرلك مفاجئه

لتهز رأسها بنعم وعادت لصمتها من جديد

وبعد عدج دقائق صدحت نغمه هاتف سفيان لينظر إلى الأسم الذى ظهر على الشاشه ليقطب جبينه وأجاب سريعاً

- أهلاً يا ماهر خير .

استمع إلى محدثه لثوانى ثم قال

- طيب تمام أنا جاى

أغلق الهاتف ثم نظر إليها وقال بأسف

- أنا لازم آمر على الشركه فى حاجه مهمه ... تحبى تيجى معايا .

لتخفض بصرها وهى تقول

- مفيش داعى ... وقفلى تاكسى يروحنى ... وأنت روح شوف شغلك .

لينظر لها لثوانى ثم عاد بنظره إلى الطريق وقال

- أنا مش هلغى الخروجه أنا بس محتاج أروح المكتب لأن فى عميل هناك .. هشوفه ونخرج على طول .

صمت لثانيه واحده ثم قال

- وبعدين منفسكيش تشوفى شركتى

لتهز رأسها بنعم ليبتسم بسعاده وأدار السياره ليتوجه للشركه .

وصل أمام الشركه ليقول لها

- يلا يا قمر

لتترجل من السياره بقلق وخوف ليمسك يدها بحنان وقبلها بتشجيع

وصعدا سوياً إلى غرفة مكتبه .. فتح الباب وأشار لها بالدخول ودخل خلفها ليراها تنظر إلى الأمام باندهاش وصمت .

لينظر لما تننظر إليه ليجد سيده بملابس أقل ما يقال عنها فاضحه جالسه على الكرسى المقابل لمكتبه .

رسم الجديه على ملامحه وأمسك بيد زوجته وتقدم الخطوات الفاصله بينهم وبينها ووقف أمامها وقال

- أهلاً وسهلاً أنا سفيان الحديدى .

ثم أشار لزوجته بحب وقال بأبتسامه عريضه

- ودى مهيره مراتى. ...

ثم أكمل مباشراً وهو يجلس مهيره على الكرسى المواجه لتلك السيدة الغريبه



- ماهر قالى أن حضرتك عايزانى ضرورى خير

لتتكلم تلك السيدة بعنجهيه

- أنا روان الشامى .. سيدة أعمال .. وعايزه جارد وعرفت أن شركتكم ليها سمعه كويسه

كانت نظراتها مثبته على سفيان وحركات عينيها ويدها تتسم بالأغواء ولكن بالنسبه لشخص كسفيان وجدها إنسانه رخيصه أبتسم لمهيره ابتسامته الخاصه ثم عاد بتركيزه إلى تلك الجالسه أمامه وقال

- تمام يا مدام روان .. قوليلى حضرتك عايزه كام جارد ... وأيه هى المهمه بالتحديد

لتقول له

- عايزه عشره .. بس مش فاهمه يعنى أيه المهمه دى

ليقول بنفاذ صبر

- يعنى أيه وجه الخطر إللى حضرتك بتواجهيه علشان أقدر أختار الجارد المناسب

كانت تتابعه جيداً ..وهو لم ينظر إلى تلك الجالسه أمامه نظرة إهتمام ولا نظرة رجل لأمرأه بل كان يتحدث معها وكأنه لا يراها

أنتبه على صوت روان وهى تقول

- عايزاهم ديكور يخوفوا أى حد يقرب منى .. عايزه كده الناس إللى تشوفنى تترعب وتعملى ألف حساب

ليظل سفيان ينظر إليها وهو يحاول تهدئة نفسه ولكنه لم يستطيع .. أن تلك الجالسه أمامه أخرته هو وحبيبته عن نزهتهم وعشائهم سوياً .... وليس هذا فقط بل تريد جاردات للتباهى والفشخره .

ضرب على سطح المكتب بقوه لينتفضا الجالستان أمامه ولكنه أراد إنهاء الأمر وبعدها يهتم بمهيره فقال بصوت جهورى

- حضرتك جايه سوق للعبيد .. علشان تاخدى عشر جاردات للفشخره ده على أساس أيه ... الجارد ده مهمته الحمايه والحفاظ على حياة العميل ... لكن مش للفشخره ولا أنهم يبقو حرس تشريفه .

شعرت روان بالإهانة لتقف على قدميها بتعالى وقالت

-أنت إزاى تتكلم معايا كده أنت مش عارف أنا مين .. وبعدين من الواضح أنك عمرك ما اتعاملت مع الطبقه الراقيه ... صحيح وهتعرفهم منين

ثم نظرت لمهيره باستعلاء وقالت

- طلاما متجوز واحده عارجه زى دى

ليضرب سطح المكتب من جديد وهو يتحرك ليقف أمامها قائلاً

- كلمه تانيه هنسى أنك واحده ست ... إللى أنتِ بتتكلمى عنها دى ملكه من ملوك المجتمع .... بس هى أنسانه حقيقيه ومتواضعه ... ومحترمه

قال الأخيره وهو يشير إلى جسدها العارى نسبياً .



ثم تحرك خطوه واحده وأمسك بيد مهيره لتقف بجانبه وقبل يدها بحب وإحترام ثم نظر إلى الأخرى بازدراء وقال

- طلبك مش عندنا ... وياريت متشرفيناش بتشريفك مره تانيه

وقبل يد مهيره مره أخرى لتنظر له بحب صادق وهو يقول

- يلا بينا يا حبيبتى أتأخرنا بما فيه الكفاية .

وغادرا مباشراً دون إلقاء نظره أخرى على تلك الواقفه تشتعل غضباً



وصل أمام الشركه لا يعلم لماذا طلب منه صديقه أن يحضر إلى هنا .... كان أنتظره أمام البيت او خرج هو باكراً... ترجل من السياره بطوله الفارع وجسده المتناسق... وتلك العيون الساحره التى تلفت الأنظار وقف أمام المصعد ينتظر حضوره حين استمع لنقر خطوات متعثره وكأنها طفله

لم يلتفت ولكنه شعر بأحد يقف بجانبه ومن الواضح أنه أقصر منه بكثير .

لم يلتفت ولم ينظر لها حين فتح باب المصعد دلف إلى الداخل ودخل أيضاً تلك القصيره الذى لم يرى وجهها حتى الأن بسب دسها لوجهها بداخل كومه من الأوراق ... ولكنه يشعر أنه قابلها من قبل تلك الرائحه لقد اشتمها من قبل .

وقفوا لثوانى داخل المصعد ولكن فجاء انقطع الطيار الكهربائى .



لترفع تلك القصيره رأسها من كومة الأوراق وهى تقول

- هو أيه إللى حصل

ليجيبها ذلك الواقف خلفها بلامبالاه

- الكهربه قطعت

لتلتفت إليه بعنف وهى تقول

- يعنى احنا متعلقين دلوقتى .

لتصمت وهى تنتبه لمن يقف أمامها .... أنه هو ... ذلك الطويل ... زين ..

ولكنها تذكرت ما هى فيه الأن ... ليبدء جسدها بالأرتعاش ... والتلعثم فى كلماتها

ليشعر أن لديها مشكله فسائلها بصوت مهتم

- أنتِ كويسه

لتهز رأسها بلا بعصبيه وهى تقول

- أنا بخاف من الأماكن المغلقه

ثم جلست أرضا و ضمت ركبتيها إلى صدرها وحاوطتها بذراعيها ... وبدأت فى بكاء صامت دون صوت

رغم خوفها المرضى إلا أنها كانت لا تريد أن تظهر أمامه بذلك الموقف المغزى

جثى على ركبتيه وقال

-متخافيش أكيد لاحظو إنقطاع الكهربه وهيتصرفوا بسرعه

كانت تنظر إلى عينيه التى خطفتها من أول نظره وهزت رأسها بنعم

ظل جالس أمامها وهو يضع يده على ركبتها .. لم تتحرك ولم يتحرك

وبعد عدة لحظات عاد الطيار الكهربائى لتنتبه إلى جلستها ويده التى على ركبتيها لتقف سريعاً ليفاجئ هو بحركتها ليستند على يديه لا يقع بسبب وقوفه على ركبه واحده

لتقول هى بعصبية

- أنت إزاى تحط إيدك عليا كده .. ولا هو أى استغلال وخلاص ... صحيح كلكم مصطفى أبو حجر

أنهت كلماتها وانفتح باب المصعد لتخرج سريعاً تاركه ذلك الثلجى يغلى غضباً .



كانت تقف أمامه خائفه بالمعنى الحرفى فبعد ما حدث وقت مكالمته مع أخته وهو يتعامل معها بأسلوب جاف جداً

كان يملى عليها ما يريده دون النظر لها



قررت أن تعتذر .. هى أخطأت ولابد من تصليح هذا الخطأ .

قالت بصوت هامس بالكاد سمعه

- باشمهندس أيمن .

ليرفع عينه عن الأوراق التى أمامه ونظر لها بصمت قالت مباشراً

- أنا آسفه يا ياشمهندس .. أنا غلطت فى حق حضرتك ... أنا مستعده للعقوبه إللى حضرتك تحددها لأنى أكيد استحقها

شعر بالشفقه عليها هو قام بتلك الخدعه كمشاغبه معها بسبب تلك البهويه التى وهبتها له لم يقصد أبداً حتى وهو يمثل دور المتجاهل لم يكن سوى لزيادة المشاغبه

ترك القلم الذى فى يده ووقف على قدميه ليتحرك من خلف مكتبه ووقف أمامها وقال

- مفيش عقوبه يا ملك .. هو زى ما قولتى كان فى غلطه وسؤ تفاهم .... بس

لتظل تظر له حين ظل على صمته وقالت

- بس أيه ؟

ليبتسم وهو يقول

- بس أنا مش زى ما أنتِ مفكره .. أنا أمى وأبويا ربونى كويس وعارف كويس جداً أيه الحرام والحلال ... وعايز كمان أقولك أن أنا عمرى ما كان ليا علاقات نسائيه من أى نوع .



كانت تنظر له بانشداه ولم تتكلم ليقطع هو ذلك الصمت وقال

- أنسى الموضوع ده زى ما أنا هنساه .... واتفضلى على مكتبك نفذى إللى قولتلك عليه .

عاد إلى مكتبه وجلس عليه وعاد بتركيزه إلى الأوراق التى أمامه ليبتسم هو إبتسامه بسيطه وغادرت الغرفه وأغلقت الباب لينظر هو إلى الباب وعلى وجهه إبتسامه دافئه ثم أخذ نفس عميق وقال

- هتتعبينى معاكى أنا عارف ... بس براحتك أنتِ تستاهلى

الفصل السادس عشر



كان يجلس على طاولة الطعام وبجانبه محمد و محمود الصامتان على غير العاده

لينتبه لهم عادل فقال

- مالكم يا ولاد ساكتين ليه

لينظر كلى الولدين لبعضهما ثم قال محمود بخجل

- أنا آسف يا بابا بس عندنا سؤال كده وخايفين حضرتك تتضايق

ليضع عادل يديه على الطاوله وهو يقول

- لا يا حبيبى أسأل أى سؤال ..... وأنا مش هزعل

ليقول محمد بصوت خفيض ... وهو ينظر إلى الطاوله

- هو حضرتك اتجوزت طنط مريم ليه

ظل عادل صامت لبعض الوقت حتى رفع محمد رأسه فابتسم عادل وقال

- أنا هقولك .... وقص عليهم كل شىء بدون الدخول فى تفاصيل لن يفهمها الولدان      كانت تقف هى خلف باب المطبخ تستمع إلى كلماته ... كانت دموعها تغرق وجهها حين سمعت سؤال محمود

- يعنى حضرتك مش بتحب ماما

ليجيبه عادل وعلى وجهه نفس الإبتسامه

- مين قال كده ... أنا بحب خديجه جداً .... حبى ليها كبير كمان ... حب ربنا ذكره فى القرآن ... وقال عنه وجعل بينكم موده ورحمه ..... فى أنواع كتير من الحب حب المراهقه وده بيكون مش منطقى .. وحب بداية الشباب وده بيكون كله جنون وشغف .... وفى حب ناضج بعد كتير من التجارب ... وفى حب العشره الطيبه و فى حب الموده والرحمه و التفاهم والراحه

حبى لمريم حب مراهقه وبدايه الشباب ... وحبى لخديجه الباقى كله ... وضيف عليه أنها ام اولادى .

كان الولدان ينظران لأبيهم بسعاده .... وقف الأثنان وقبلاَ يديى والدهما ورأسه ثم عادا ليجلسا مكانهما فى أنتظار إحضار باقى الطعام .

كانت هى بالمطبخ تمسح دموعها التى تحولت إلى دموع سعاده وفرح ... وبدأت فى تجهيز الأطباق ... وخرجت تحمل بين يديها طبق كبير به طعام ولكنها ظلت واقفه مكانها تنظر إليه بحب ... أبتسم لها بشقاوه ثم غمز لها وقال

- مش هناكل النهارده .

لتضع الطبق على الطاوله أجتمعوا جميعاً ماعدا مريم الصغيره نظر عادل لخديجه وقال

- مريم أكلت حاجه

لتهز رأسها بنعم وهى تضع قطعة لحم فى طبق محمود .. والقطعه الأخرى فى طبق محمد وقالت

- شربت شويه شربه واخدت الدوا .. ونامت تانى

ليهز رأسه وهو يقول

- ربنا يكمل شفاها على خير

أنتهى من طعامه وتوجه إلى غرفته أخذ حمام ساخن وحين خرج وجد خديجه بالغرفه وقد أخرجت له ملابسه وحين شعرت به قالت

- أنا طلعتلك الهدوم .... علشان تنزل لمريم أنت مشفتهاش من أمبارح .

ليربت على كتفها وقبل أعلى رأسها وقال

- ربنا يراضيكى يا خديجه على قد رضايا عليكي



كان ينظر لها كيف تقطع الطعام وكيف تفتح فمها لتضع الطعام به رفعت عينيها إليه لتجده يتابعها فى كل حركه ابتسمت بخجل وقالت

- مش بتاكل ليه

ليبتسم وهو يمد يده يمسك يدها التى تمسك بها الشوكه الذى بطرفها قطعة لحم صغيره ووجه بتجاه فمه ليأكلها بتلذذ

ثم ترك يدها وقال

- الأكل بيبقا كده ... وأمسك بشوكته وقطع قطعة لحمه ومد يده لها لتفتح فمها وعيناها تنظر إلى عينيه

وضع الشوكه مره أخرى فى طبقه وقال

- من ساعة ما جينا هنا وأنتِ ساكته .

صمت لثوانى ليرى ردة فعلها وبالفعل توترت ملامحها قليلاً

فأكمل قائلاً

- أسألى يا مهيره .. قولى كل إللى أنتِ عايزاه

صمتت لثوانى وأخذت نفس بصوت عالى وقالت

- ساعة ما شفتها حسيت بالنقص رغم أنى مش بحب اللبس المكشوف بس .... حسيت بالخوف ... خوفت تحس بالفرق بينى وبينا وتندم ...كان يسمعها بتركيز يهتم بكل كلمه ولكنه لم يعلق ... أنه يريد أن تخرج كل ما بداخلها

أكملت هى قائله

- خفت تشوف عيوبى إلى مداريها حبك ليا

ليشعر بالصدمه من كلماتها ... إذا هى متيقنه من حبه لها .... ولكنها مازالت ترى نفسها لا تستحقه

أكملت قائله

- خوفت تحس بالفرق الكبير بينى وبينها خوفت .... خوفت

ليحسها على الكلام قائلاً

- خوفتى من أيه؟



لتنظر إلى عينيه ليصدم بتلك الدمعات التى تسيل على وجنتيها وهى تقول

- خوفت تسيبنى

لينقبض قلبه ألما ويشعر بطعم مر فى حلقه وقف سريعاً عن كرسيه وجثى أمامها وهو يمسك يدها بيد وبالأخرى يمسح تلك الدمعات وقال وهو ينظر إلى عينيها مباشراً

- أنا بحبك ... أنتِ غاليه اووى عليا ... ونجمه بعيده لحد دلوقتى مش قادر أطولها ... أوعى فى يوم تفكرى أنى ممكن أبعد عنك لأى سبب ... ولو بعدت يبقا ده الموت .... إللى شفتيها فى المكتب دى واحده رخيصه فى نظرى ... متستهلش حتى أنى ابصلها ولو نظره صغيره .... لكن أنتِ ... النجمه العاليه إللى لازم أرفع راسى لفوق علشان أطولها ... وأفضل رافع راسى علشان تفضل معايا .....

قبل يدها بحب وقوه وقال

- أنا وأنتِ دلوقتى نعتبر فى فترة الخطوبه ... علشان أنتِ تتعرفى عليا كويس وتحبينى ... لكن أنا عارف أدق تفاصيلك ... بتحبى أيه وبتكرهى أيه .

ليضرب أنفها بأصبعه وهو يقول

- حتى رسوماتك كنت بموت وأنا شايفك بترسمى ومش عارف أنتِ بترسمى أيه ... كان نفسى اوووى أشوفهم

لترفع يده وتقبلها بحب ثم قالت

- سفيان .

ليبتسم بسعاده وقال

- قلبه

لتضحك بخفه ثم اقتربت من أذنه لتهمس له قائله

- أنا بحبك .

ليبعد رأسه للخلف ينظر إلى عمق عينيها بسعاده حقيقيه



كانت تقود السياره بحرفه عاليه .... تدندن مع الأغنيه التى تنبعث من مذياع السياره كان هو بجانبها مبتسم بسعاده يتذكر تعليقها حين ارتداى كل هداياها الكنزه الحمراء والبنطال الأزرق والساعه وجورب من الجوارب التى أحضرتها والحذاء الرياضى وقفت أمامه وأطلقت صفير عالى وقالت

- لالالأ .. أدخل غير .. أنت حلو بزياده

ليضحك بصوت عالى وهو يقول

- أنا عارف أنى حلو ... بس أكيد زوقك زودنى حلاوه

فتدفعه برفق إلى الخلف وهى تقول

- تمام تمام خش بقا شوف أوحش حاجه عندك وألبسها ... أنا أخاف تنزل معايا كده تتخطف منى

ليقترب الخطوه التى ابتعدها بسبب دفعها له وقال

- زهره أنتِ شيفانى كده علشان بتحبينى ... أى حد هيشوفنى هيشعر بالشفقه عليا علشان أعمى

لتضرب يده بقوه ليتأوه هو وقالت

- كل مره هتقول فيها كده هضربك .... ويلا ماشى طلما خارج بيهم معايا أنا.. لكن متخرجش بيهم لوحدك

ليقول بحزن مصتنع

- محدش بيخرجنى غيرك يا زهرتى

لتصفق فى الهواء وهى تقول

- وأخيراً .

ليقطب جبينه وهو يقول

- أخيراً أيه يا مجنونه أنتِ

لتمسك يده وهى تقول

- أخيراً قولتلى زهرتى .... لقد هرمنا من أجل تلك اللحظه

ظل يقول لها

- والله العظيم مجنونه

وها هو يجلس بجانبها بداخل السياره لا يعلم إلى أين ستأخذه.



طرق الباب كعادته ثم فتح الباب ولكنه لم يجدها فى مكانها المعتاد شعر بالقلق عليها فهى ليست المره الأولى الذى لا يجدها كما اعتاد أغلق الباب ودلف وبدء فى البحث عنها حتى وجدها نائمه فى غرفتها جلس بجانبها وقبل جبينها وحاول أن يوقظها ولكنها لم تستجيب



تذكر كلمات الطبيب من احتمالية حملها؟؟

ورفضها التام للفكره وإصرارها على عدم قدرتها على الإنجاب بعد عملية أستئصال الرحم

حاول معها مره أخرى لتفتح عينيها ببطئ ثم ابتسمت بوهن وقالت

- مريم عامله أيه

ليعبث فى شعرها وهو يقول

- الحمد لله بدأت تتحسن .

لتحمد الله بصوت خفيض فقال هو

- قومى يا مريم نروح للدكتور أنتِ حالتك كده مطمنش

لتربت على يده وهى تقول

- حاضر بس أنام شويه

اغمضت عينيها ليخرج هو وصعد إلى خديجه لتشعر بالاندهاش فقالت بقلق

- مالك يا عادل طلعت على طول كده ليه

ليجلس بتعب وقال

- مريم تحت تعبانه جداً .. ومش قادره تقوم ... ومش راضيه تصدق كلام الدكتور أنها حامل حاولت أخدها للدكتور بس قالتلى هتنام شويه .... فقولت أشوف لو لسه عندك رقم تليفون الدكتوره بتاعتك .

ظلت صامته لبعض الوقت ثم تحركت سريعاً تجلب له الرقم ثم جلست بجانبه وقالت

- أنت خايف من أيه يا عادل

نظر لها بحب وتقدير وقال

- لو هى زى ما بتقول شايله الرحم وملهاش فى الخلفه ... طيب التعب ده أيه .... وأيه سببه بس

لتربت على كتفه وهى تقول

- ان شاء الله خير ... يلا أنزل حاول تصحيها وان شاء الله تطمن .



أوقف السياره أسفل البنايه فنظرت هى إلى الخلف لتبتسم حين وجدت أواب قد غرق فى النوم كان يتابع نظراتها إلى ابنه بسعاده .... فمن الأشياء التى تسعده حقاً هى علاقتها القويه بولده .... وحب ولده لها

أمسك خصله من شعرها الذهبى وقال

- مش ناويه بقا تيجى الشقه علشان نبدأ فيها شغل خلاص الإمتحانات على الأبواب وأنا عايز اتجوز

لتضحك بخفه وهى تقول

- حاضر هقول لسفيان واعرفك ... بس أنت فى الوقت ده هتفضل قاعد فى الشقه ولا هتعمل أيه علشان أواب حتى .

ليضرب بأصابعه على مقود السياره وهو يقول -أعتقد هقعد فى أوتيل علشان أواب يكون مرتاح .... وهبقا أجيبه لنوال طول النهار ويروح معايا بالليل .

لتهز رأسها بنعم ..... ثم قالت

- طيب ما تسيبه معانا على طول ... هيكون كده اريحلوا

ليبتسم وهو ينظر لابنه قائلاً

- صدقينى يا جودى أنا مبقدرش أبعد عنه .

لتربت على كتفه وقبل أن تقول أى شىء سمعا صوت هاتفه ليندهشا حين راء أسم نوال ينير الشاشه

أجاب حذيفه سريعاً ولكنه أيضاً لم يتسطع قول شىء حيث أنه بمجرد قبول الأتصال وجد صوت نوال يصدح

- مينفعش الواقفه دى ... خلى البنت تطلع

ليضحك حذيفه بصوت عالى وقال

- عمرك ما هتنسى أنك كنتى مدرسه فى يوم .... حاضر يا نونو .... إحنا آسفين

لتترجل جودى من السياره وهى تقول

-أبقا بسهولى بوسه كبيره لما يصحى

ليغمز لها بشقاوه وهو يقول

- طيب وأبوه .... ده غلبان ويتيم ووحيد حيران هيمان مشغول وحزين

لتضحك بصوت عالى ثم وضعت يدها على فمها .... ثم قالت

- روح يا عم الهيمان ... لنوال تخليك مجروح كمان .

ضحك بسعاده ورفعت يدها بسلام وتحركت إلى داخل البنايه وبعد أن غابت عن نظره أعاد أتصاله بنوال وقال

- جوزونى بقا ... أنا هنحرف

لتضحك نوال بصوت عالى ثم قالت

- طول عمرك منحرف أيه الجديد ..... أصبر خليك راجل

ليلوى فمه بمتعاض وقال

- اخلينى راجل ... أومال أنا أيه ... ماشى يا نوال مقبوله منك

وأغلق الهاتف ونظر لابنه يطمئن عليه ... ثم أدار السياره وتحرك بها عائداً إلى بيته وهو يتذكر ما حدث معهم فى بيت الرعب

كان يحتضانها بقوه وكلما صرخت احتضنها بقوه وقبل أعلى رأسها .... كان يمسك أواب الذى يضحك طوال الوقت بيده اليمنى وهى باليسرى .... وكان صوت صراخها بمثابة الإذن له بتقبيلها ويظل يقبل رأسها ويحتضنها كانت هى غير واعيه لكل ذلك .. كانت خائفه بشد وحين أنتهت اللعبه وخرجا منها أنتبهت لوضع يده على كتفها

لتضرب يده بقوه بأبتسامه صفراء

مر الوقت بعدها فى مرح لدرجه أنه نسى ابتسامتها الصفراء الذى تدل على التوعد حتى وصلا عند لعبه كبيره تعلم جيداً أنه يخاف منها وظلت تتوسل له أن يركبها معها ... وقبل أن تتحرك اللعبه نزلت عنها ووقفت بجانب أواب تشاهده وهو يصرخ خوفاً حتى نزل منها ينظر لها بشر وركض خلفها لكنه لم يستطع بسب إحساسه بالدوار ... كان أواب يضحك عليهم بشده

عاد من ذكرياته على وصوله تحت بيته ... ليحمل ابنه ويصعد إلى شقته



كانت تجلس بجواره تضع رأسها على كتفه فى تعب ... عيناها تريد الأنغلاق .. وأن تسبح فى نوم عميق .. كان يحاول أن يتحدث معها يفهم ماذا حل بها وبماذا تشعر .. ولكن كل ما تقوله أنها تشعر بالأجهاد و تريد النوم فقط

حين دلفا إلى الطبيبه شرحت مريم كل شىء .. حتى كلام الطبيب المنزلى ..... وحين تم الكشف عليها أكدت الطبيبه أنها بالفعل حامل ..... كانت لا تعلم بماذا تشعر ولكن عادل كان حقاً سعيد حلماً آخر يتحقق هل الله راضى عنه لهذا الحد .... عليه أن ينفذ سريعاً مفاجأه مريم .... وعليه أيضاً مراضة خديجه ...لابد أنها ستشعر بالألم بسب ذلك الخبر .. ولكن كيف ياالله حرمت مريم من الإنجاب طوال تلك السنوات .... ما هذا الظلم الذى وقع عليها من الجميع .. راجى وعذابه لها .. وبعدها عن ابنتها .. ظنها أنها صارت إمرأه ناقصه بعد إستئصال الرحم ... وزواجهم الذى كان لعشرون عاماً على الورق .... هل لو كان أتم زواجه منها من وقتها كان لديها من الأولاد اثنان وثلاث أيضاً ... أغمض عينيه للحظه ثم فتحها لينظر لها كانت تحدق إلى الأمام ويدها تمسد على بطنها بحركه رتيبه كان لا يعلم ماذا عليه أن يفعل هل يتكلم معها ... ام يتركها تقتنع بالفكره وتصدقها .... ولكن قطعت هى ذلك الصمت قائله

- أنا إزاى حامل أنا لازم أشوف الدكتور واتكلم معاه ... لازم يا عادل

ليقول لها وهو يربت على ركبتها حاضر ... فاكره أسم المستشفى

لتهز رأسها بنعم ... وهى تقول

- ايوه أسمها «.....» .... كانت قريبه من قصر راجى

تحرك مباشراً إليها ... وترجلا منها ووقفا أمام مكتب الإستقبال لتتكلم مريم قائله

- لو سمحتى كان فى دكتور شغال هنا من عشرين سنه أسمه أسامه عبد الحميد

لتقطب الفتاه جبينها ثم قالت

- تقصدى دكتور أسامه مدير المستشفى

- أنا معرفش هو أيه دلوقتى . بس هو إللى ولدنى من عشرين سنه

لتقول لهم

- ثوانى أشوف

وبعد عدة دقائق قالت لهم

- اطلعوا الدور الرابع مكتب مدير المستشفى



كان يجلس بجانب صديقه يغلى غضباً من تلك القصيره .... كيف تتكلم معه بتلك الطريقه؟ تهينه وهو من تنازل عن بروده وترفعه وحاول تهدئتها بسبب شعوره بالشفقه عليها بسبب خوفها المرضى

كان أيمن يتابعه وهو ينفخ الهواء بغضب فقال

- يا ابنى فهمنى أيه إللى حصل ؟

لينظر له زين بشر ثم قال بعصبيه وعشوئيه

- حته بت قصيره ملهاش لازمه بتخاف من الأماكن المغلقه .... قعدت جمبها وساعدتها وفى الأخر تغلط فيا وتقولى أنا مصطفى أبو حجر

ليقطب أيمن جبينه وهو يقول باندهاش

- مين مصطفى أبو حجر ده؟

ليزمجر زين بغضب وهو يقول بصوت عالى

- أيمن متعصبنيش

ليصمت أيمن بخوف ظاهرى .... ووضع يده على فمه يمنع ضحكه تفلت منه

وظل زين يقطع الغرفه ذهابا وايابا بغضب



كانت تجلس أمام أبيها وهى تهز قدمها بغضب ..... وهى تقول

- أنا كان المفروض أضربه .... هو إزاى يعمل كده إزاى

ليضحك والدها وهو يقول

- وهو عمل أيه لده كله؟

لتنظر له باندهاش وقالت بغضب

- أنت لسه بتسألنى هو عمل أيه

ليجيبها بهدوء

- ايوه هو أهتم بيكى لما كنتى فى أزمه ساعدك فين المشكله .

لتقف بغضب وهى تقول

- ايوه .... بس ...بس

ليقف هو الأخر قائلاً

- بس أيه ؟

لتصمت دون أن تستطيع أن تجيب ولكن نظره أبيها جعلتها تشعر أنها محاصره فشعرت بالخجل وغادرت سريعاً إلى غرفتها ليضحك والدها بقوه جعلتها تضرب رأسها وهى تقول

- غبيه ... أنتِ يا فرح غبيه ... يعنى المز كان معاكى فى الأسانسير وإنتِ تعملى إللى عملتيه ده .. لا وكمان تزعقيلوا وتقوليلوا مصطفى أبو حجر.... ضاعت الفرصه يا هبله .



كانوا جالسين أمام الطبيب الذى ينظر إليهم بعدم فهم فقال لهم

- أنا مش فاهم حضرتك عايزه أيه بالتحديد

لتتكلم مريم بقلق قائله

- من عشرين سنه حضرتك ولدتنى فى بنتى .. إللى كانت رجليها مكسوره فى بطنى .... أنا كنت مرات راجى الكاشف

ليصمت الدكتور لثوانى ثم قال

- اه افتكرت ... أهلاً بحضرتك ... خير أقدر أخدمك بأيه

لينظر عادل إليه وقال

- حضرتك وقت جوازها من راجى ولما جت تولد حضرتك قولتلها أنك شلت الرحم وهى دلوقتى حامل .. ممكن أفهم إزاى ده حصل

ليهز الطبيب رأسه قائلا

- أولاً مبروك الحمل ... ثانياً وقتها السيد راجى كان طول الوقت عصبى وبيزعق ... ولما جيت أكشف على المدام عرفت أن رجل البنت أتكسرت من ضرب الزوج ليها كمان كنت سامع كلامه عنها أنه بيتمنى موتها .. ويتمنى يخلص منها ... ساعتها جت فى بالى الفكره أنى أقوله أنها مش هتقدر تخلف تانى ... فممكن يسبها فى حالها

وكمان فكرت أن أى ست مش بتستغنى عن دكتور النسا .. فأكيد هى بعد ما تخلص منه هتعرف الحقيقه

ظلت نظرات الحيره بينهم دون كلام


تعليقات