رواية زوجتي المنبوذه الفصل التاسع عشر والاخير
"الن تقرئي اسم العروس ...؟!"
تطلعت توران إليه بعينين تقرقت بهما دمعات خفيفة ثم الفتح بطاقة العرس لتتفاجأ باسمها
فيه بجانب اسمه
فغرت فاهها بدهشة فالصدمة شلت كياتها باكمله .... رفعت بصرها ناحية تميم المبتسم بسعادة
.... هزت رأسها بحيرة وهي ترفع البطاقة في وجهه فأوماً برأسه موكدا عليها مارنه .....
لم تشعر بنفسها الا وهي تلقي بنفسها داخل أحضانه والدموع اخذت تجري على وجنتيها ......
تشدد من احتضانه لها وهو يتمتم يعشق تملك منه :
حبيبتي ..... اهدني .."
ابعدت وجهها عن احضانه ليحيطه بكفي يده ويقبله يحب .... اخذ يقبل جبينها وانفها ووجنتيها تم النقط شفتيها بقية عميقة ......
ابتعدا عن بعضهما اخيرا ليقول بجدية:
"الآن يجب أن تتجهزي نفسك .... الزفاف بعد اسبوع ...."
اومات توران برأسها متفهمة قالت :
"معك حق .... لا تقلق سوف اجهز كل شيء ...
"انا يجب ان اذهب الآن ......
قالها وهو يعدل ملابسه لنسأله نوران :
"!إلی این ...؟ "
اجابها بغموط :
مشوار مهم يجب ان انتهي منه ..."
وقف تميم امام فيلا والده يناظرها بتمعن حديد ... تلك الفيلا التي دخلها لمرة واحدة .... يوم
توزيع التركة الخاصة بوالده .... يومها هب شجار عنيف بينه وبين نزار الذي علم بان تميم يملك اغلب شركات الشركة .... الأمر الذي دفع الاخوين للانقضاض على بعضهما .... ولولا تدخل أياد
والموجودين لقتل احدهما الآخر بكل تأكيد .....
دلف تميم إلى الداخل بعد أن فتحت الخادمة له الباب .... طلب منها ان تنادي نزار .... بالفعل هبط
نزار من غرفته واتجه إلى صالة الجلوس .... جحظت عيناه بصدمة من وجود تميم امامه ...... نهض تميم من مكانه واخذ يتأمل نزار بدهشة ... كان يبدو متعبا للغاية .... ملامحه منهكة .....
لحيته لمت كثيرا .... وعيناه حمراوتان .....
ورغما عنه شعر بالشفقة من أجله .... مد يده ناحيته غاضبا :
"كيف حالك ...؟!"
وعلى غير العادة التقط نزار كف يده ورد تحيته
جلس مقابل بعضهما قبل أن يخرج تميم ورقة مطوية من جيبه ويعطيها لنزار الذي سأل
"ما هذه"
اجابه تميم موضحا :
"هذه الورقة تنازل عن حصتك في شركة والدي .."
"ولكن لماذا ....!"
ساله نزار مدهوشا ليرد تميم بجدية :
"لانك حقك .... وانا اخدته اجبارا عنك ......
تأمل نزار تميم بعينين مصدومتين فاخر ما توقعه أن يقول تميم كلام كهذا ... ابتسم تميم بخفة وقال :
"لا تتصدم هكذا يا نزار .... انا لست سينا إلى هذا الحد .....
ثم أردف بجدية :
"شركة والدي حقنا نحن الإثنين وحق ليلى ايضا .... لهذا انا اطلب منك ان تديرها معي .....
نشترك نحن نتشارك في ادارتها ... واذا ارادت ليلى أن تديرها معنا فلا مانع لدي ....".
قال نزار :
"انا لن اديرها معك يا تميم .....
"لماذا ... 15"
ساله تميم متعجبا لبرد نزار :
"لاني سأسافر إلى الخارج .... أنا بحاجة لان ابقى بعيدا قليلا .... من الممكن ان اعود بعد فترة وشاركت الادارة .... ومن الممكن أيضا أن يعجبني الوضع هناك وابقى في الخارج .. انا لست متأكدا من اي شيء ...
"على راحتك .... متى ما اردت ان تعود فشركتك بانتظارك ....
نهض تميم من مكانه فنهض نزار هو الآخر ..... قال تميم بجدية وهو ينوي الخروج من المكان :
"اراك على خير ان شاء الله .....
اوقفه نزار قبل أن ينوي التحرك ثم قال :
سامحني تميم .... اطلب من نوران ان تسامحني ايضا .....
رماه تميم بنظرات مشفقة قبل أن يضما بعضهما .... ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات قربت تميم
على كتف نزار وقال :
" جميعنا سامحناك .... انت فقط عد إلى طبيعتك .... وسوف تجدنا في انتظارك ....
جلس تميم على احدى الطاولات الموجودة في احد المطاعم..... اخذ ينظر إلى ساعته منتظرا ضيفته ان تأتي .....
داقت دينا بعد لحظات وهي ترتدي نظارات شمسية تخفي عينيها .... تقدمت ناحیته و جلست امامه بعد ان خلعت نظاراتها لتسأله ببرود :
" لماذا طلبت رؤيتي ..؟!"
اجابها تميم معتذرا :
" اعرف انني طلبت رؤيتك في وقت غير مناسب فانت ما زلت عروس ...
" اظن أن هذا الوقت غير مناسب لهكذا حديث .... قل ما لديك بسرعة يا سيد تميم ...
" دينا لا تتعاملي معي بهذا الشكل ارجوك ....
صمتت دينا ولم تتحدث بشيء بينما اكمل تميم :
" انا جنت اليوم لكي اعتذر لك عن كل ما بدر مني .... "
" اعتذارك لا يكفى يا سيد تميم ...
زفر تمیم انفاسه بضيق ثم قال :
" اسمعيني يا دينا ... أنا لم أجلبك الى هنا لا عتذر لك فقط بل جنت لاعيد لك حقك ....
رمته دينا بنظرات غير مفهومة ثم قالت :
عن أي حق تتحدث ....؟!"
اعطاها تميم ملف به اوراق كثيرة وقال بجدية :
" هذا تنازل مني عن أسهم شركة جدي .... اعطيها له .... انا لا حق لي في اي . اي شيء ... "
ابتسمت دينا ساخرة وقالت :
تنهد تميم وقال :
" هل تحاول ان تبري نفسك بهذه الطريقة ...؟!"
" ولكن جدي لا يستحق هذا .....
"كلا ... لكن احاول ان اعيد لكل شخص حقه ......
التي حضرت نفسي بها .."
صمت للحظات واكمل :
" اعلم .... ولكنني لم اعد ارغب بشي اخذته في سبيل انتقامي .... اريد ان اخرج من . هذه الدائرة
" اتمنى ان تسامحيني يا دينا .... فانا اذيتك كثيرا ... سامحيني على كل شيء ..."
صمتت دينا ولم تعرف ماذا تقول .... هي تشعر بان تميم تغير فعلا ولكن هل يستحق سماحها .....
قالت اخيرا بايجاز
" ليسامحك الله يا تميم .....
بعد مرور اسبوع
وقفت نورام امام مراتها تعامل نفسها في فستان زفافها الابيض الطويل .....
كانت السعادة تشع من عينيها .....
والدتها خلفها تطلق الزغاريط وليلى بجانبها تربت على كتفها .....
" لقد جاء العريس .."
قالتها احدى الفتيات الموجودات لتشعر لوران رغما عنها بتوتر شديد .... تقدمت ليلى بها خارج
غرفة نومها لتجد تميم واقفا في الخارج بانتظارها بجانبه اياد .....
تأملها تميم من رأسها حتى اخمص قدميها بحب خالص وسعادة جلية ... لو كان بيده لاختطفها
كلها على بعضها وهرب بها ..... سارت نوران اتجاهه بملامح تقطر خجلا بينما النساء من حولها
يطلقن زغاريطهن ....
ما أن وصلت اليها حتى استلمها تميم وطبع قبلة على جبينها ثم من ذراعه لها ملتقط ذراعها
وسار بها خارج المنزل متجها إلى قاعة الحفل .....
تمت مراسيم الحفل كاملة .... ذهب بعدها تميم وتوران إلى أحد الفنادق الذي حجز لهما فيه مسيطا .....
دلفت توران الى الجناح الخاص بهما وهي ترتجف من شدة الخوف .....
سمعت صوت الباب يغلق وشعرت يتميم يقف خلفها ......
وضع تميم كف يده على كتفها من الخلف ليشعر بارتجافها .....
تقدم ناحيتها ووقف امامها متسائلا يقلق :
نوران حبيبتي لماذا ترتجفين هكذا ...؟!"
اجابته نوران :
" خائفة قليلا ...
ابتسم لها بتميم بحب وقال :
" لا تخافي حبيبتي ... لا يوجد شيء هنا يستدعي خوفك ....
ثم مسك كف يدها ورفعها نحو فمه ليطيع عليها قبلة خفيفة ....
احتضن وجهها بين كفيه وطبع قبلة اخرى على جبينها .....
همس لها بصوت عاشق :
" أحبك ..... احبك أكثر من أي شيء ...
ابتسمت له يحنو ثم قالت بلهفة:
" وانا اعشقك ......
اردفت بحب :
" انا سعيدة للغاية لاني معك ... سعادتي هذه لا تقدر بثمن .."
ضمها تميم بين احضانه وقال :
" مهما كانت سعادتك كبيرة لن تكون أكبر من سعادتي .....
ثم ابعدها عن احضانه واخذ يتأمل ملامحها الجميلة بشغف وشوق قبل أن يلتقط شفتيها بقبلة
عميقة ....
تجاويت معه بلهفة هي الأخرى ليحملها تميم بين احضانه ويتجه بها ناحية السرير ....
بعد مرور عام كامل
وقف تمیم امام صالة العمليات وهو يشعر بالقلق شديد .....
كان اياد وليلى يقفان بجانبه ينتظران ان تخرج نوران من غرفة العمليات .....
بعد حوالي ساعة من الانتظار خرج الطبيب ليطمانهما ان العملية تمت على خير وقد انجبت نوران طفلا جميلا للغاية وبصحة جيدة.
بارك كلا من ليلى واباد لتميم .... بينما ذهب تميم بسرعة الى الغرفة التي نقلت اليها نوران .....
وجدها ما زالت قائمة تحت تأثير البنج .....
اقترب تميم منها وطبع قبلة على جبينها ثم جلس بجانبها واخذ يتأملها بصمت .
ظل على هذه الحالة حتى استفاقت نوران وفتحت عينيها .... الفز من مكانه بسرعة وقال بلهفةة:
" حبيبتي هل انت بخير ...١٢"
رمشت نوران بعينيها قبل أن تهز رأسها بعلامة تدل على انها يخير ثم بدأت تهمس بكلمات غير مفهومة .....
"!أين ابني ...؟"
قرب تميم وجهه من فمها محاولا سماع كلماتها ليسمعها تقول بصوت خافت :
ابتسم لها وقال :
" سأجليه حالا ...."
طبعت قبلة خفيفة على جبينه بينما سألتها والدتها :
بعد حوالي ساعة أخرى كانت توران تحتضن صغيرها بين يديها وهي التأمله بفرح وسعادة ......
" ماذا ستسميه ...؟!"
التفنت توران إلى تميم تطلب مساعدته ليقول بحدية ..
" انت اختاري الاسم المناسب ...".
صمتت لوران لوهلة ة قبل أن تقول :
" سأسميه بزن .....
احتضنها تميم اليه وهو يتامل صغيره يحب وسعادة فلقد اكتملت عائلته اخيرا .....
تمت بحمد الله