رواية لاجل الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم منال كريم


 رواية لاجل الحب الفصل التاسع عشر 

:اتجوزتك غصب عنك يا نور.

وقفت بسرعة و أنا بتأكد من حجابي، و قولت بصوت عالي: بتعمل ايه يا حيوا،ن، اطلع برة حالا.

بص لي بابتسامة خبيثة و مردش.

كملت أنا: برة ،و يعني ايه اتجوزتك دي.

قعد على الكرسي ببرود و قال: اعتبار ما سيكون، اني اتجوزك برضاكِ أو غصب عنكِ.

و كمل : و عندك حق أختي طمعانة في الشقة،علشان كده ،فكرت أنا و هي،ان الدخلة النهاردة و كتب الكتاب بعدين ،لما نشوفك مذلولة علشان نستر عليك، و على فكرة أنا مش بحبك و لا مي،ت عليكِ، كل ده علشان خاطر الشقة، و بعد ما تكون باسم اختي ،نرمي ابوكي و أنتِ معه برة الشقة و المنطقة كلها.

صرخت بصوت عالي: يا بابا، يا بابا، يا بابا ،الحقني، يا بابا، يا بابا عمر عايز يتعدي عليا.

كنت متأكدة أن بابا يخذلني كالعادة ،رغم اني كان عندي أمل بسيط.

رد هو: بلاش تتعبي نفسك، اختي هتنمع ابوكي يتحرك من الاوضة، عندهم سهرة حلوة.

قولت بهدوء: عايز ايه يا عمر.

= عايزك.

كنت وافقة جنب السرير، و هو قصدي على الكرسي.

قولت بابتسامة: جاهزة.

أنصدم من الإجابة و قبل ما يفوق من الصدمة، مدينة خدت الس،،كينة اللي تحت مخدتي، و قولت : قرب لو راجل قرب.

وقف مكانه بخوف ، كملت أنا بصوت يهز اركان البيت: ايه خايف يا راجل، من شوية عامل تقول احلامك، مين دي اللي تتذل علشان تستر عليها، اتجنت صح، قرب يا عمر، قرب 

خرج جري خايف مني، عنده حق، أنا وشي التاني يرعب اي حد، مش يسمح لحد يدوس لي على طرف.

روحت قفلت الباب بالمفتاح ، و حطيت السكينة تحت مخدتي تأني.

بصيت في المراه و قولت: من يوم جوز بابا و أنا حاسة بعدم الامان، و خوفت من الحكايات اللي نسمعها عن مرات اب، و علشان كده ديما بحطها تحت مخدتي و اقفل بابي على نفسي.

كانت ماما الله يرحمها تقولي عايزة علاج نفسي بسبب عدم الأمان و الخوف و عدم الثقة في الناس، و زدت الحالة بعد وفاة ماما.
شوفتي يا ماما بابا بيعمل ايه معي، أنا عمري ما سامحه.

نزلت دمعة من عيني، مستحه بسرعة و قولت: ايه ده، دموع لا يا نور ،لا أنتِ جامدة، بلاش دموع.

سكتت شوية، و لقيت الدموع بتزيد و أنا بمسحها بعصبية و اكلم نفسي بعتاب: بس يا نور، بس كفاية ،كفاية كفاية، محدش يستاهل.

ردت على نفسي بهدوء: طيب مش أعيط.

و كاني بكلم حد تاني مش انا.

ردت بصوت عالي: اومال ايه الدموع دي ،كفاية بقولك كفاية.

مسكت المرآه كسرتها، مش قادرة اشوف دموعي، أنا مش ضعيفة، لا أنا ضعيفة بس لازم ابيان نفسي جامدة.

مسحت دموعي و خرجت من الاوضة علشان اتوضا وصلي قيام الليل ،بحس براحة و امان في الصلاة و أنا بين أيد ربنا.

في الصباح 

و قومت من نومي مقرر تغير كل حاجة ،أنا الطرف الاقوي مش الاضعف، علشان بابا و مراته يتحكموا فيا.

خرجت من اوضتي 

زعقت بصوت عالي: فين الفطار.

ردت ببرود: معملتش و من هنا و جاي مش أمد ايدي  في البيت.

ردت ببرود: ليكون أنا الخادمة ليكِ أنت و ابوكي.

ردت بهدوء: أنا مش بقعد في البيت اصلا، و برجع من الجامعة على اوضتي، يبقي اعمل حاجه ، بس اوعدك لما يجيلك شلل، و تكوني عامية و خرساء، اعمل أنا.

و ضربتها على كتفها و قولت بتهديد: احمدي ربك احسن أخذ إيجار البيت.

و تحركت من قدمه ،بصيت على عمر و قولت باستهزاء: صباحية مباركة يا عمر.

و خبطت على اوضة بابا، خرج و قال بغضب: في ايه على الصبح.

مدت ايدي و قولت بأمر: محتاجة فلوس.

= بس أنا مش معي.

:حلو كده، خدي المحروسة و معها المحروس اخوها و اطلعوا برة بيتي.

اتصدم من كلامي و قال: بتقولي ايه يا نور.

نفخت بضيق و قولت: زي ما سمعت من النهاردة هيكون في إيجار شهري ، الصراحة معنديش سبب علشان تقعد في بيتي بلاش.

=ابوكي.

ابتسمت بسخرية و قولت: أبوي مين معلش، قصدك جوزك الست، اللي سمع صرخاتي امبارح و مفكرش يشوف مالي.
جوز الست اللي اخوها كان ناوية يعتدي عليها امبارح، بس هو ده يفرق ليك، كانت سهرتك حلوة امبارح صح.

ضربني قلم قوي، بصيت بغضب و قولت: برة، اطلع برة بيتي.

كان وقف مصدوم و مراته شافت أني نور جديدة، جريت و قالت: حقك عليا انا يا نور ،معلش ابوكي برضو ،حقك علينا، و نعمل اللي أنتِ عايزها.

بصيت لعمر و قولت بأمر: اخوكي ملوش مكان هنا.

هزت راسها بنعم ،و كملت : عايزة ايجار كل شهر ، و مش عايزة منكم حاجة أكل و اشرب لوحدي، أنا من يوم وفاة امي،و عرفت أني يتيمة.

قالت : حاضر.

و خرجت من البيت بسرعة، و أنا حاسة بالحزن، ليه بابا يعمل معي كده، أنا بنتها، المفروض يخاف و يحس بي.

في البيت 

كان قاعد بابا و هو مضايق مني، و طبعا سحر لازم تستغل الوضع ، قالت بدموع مزيفة: بنت قليلة اداب، أنا قولت كده علشان خوفت تعمل فيك حاجه ، شوفت تبص ليك ازاي

قال عمر: و الله أنا خوفت منها، و طبعا عمرك ما تصدق أني ابص عليها بص كده او كده.

كان قاعد ساكت،يسمع كلامهم عليا، من غير ما يدفع عني.

كملت سحر: هي قلبها قوي علشان الشقة، لازم نخدها منها.

و اخيرا اتكلم: و أنا أعمل ايه، الشقة كانت ورث امها ، الله لا يرحمها، ماتت و سببت لي نسخة مصغرة منها في الج_حود و الافتر_اء, رفضت تكتب شقة باسمي و كتبتها باسم نور، و منها لله صباح جارتنا هي اللي شارت عليها تعمل كده.

ردت سحر: ينتقم منهم التلاتة، تلات ستاتةظالمين اتلموا عليك و أنت قلبك طيب، تعرف منين أن بنتك تعمل فيك كده.

سأل : و الحل.

رد عمر بغباء: الق،،تل

قام بعصبية و قال: ايه الجنان ده ،أقتل بنتي، لا طبعا.

بصت سحر لعمر بغضب، و مسكت ايد بابا و قالت بهدوء: أقعد حسين بس، عمر بيهزر، الحل تجوز عمر، مش بس كده، أحنا نحاول ناخد امضاءتها و نسجل الشقة باسمك.

رد عليها: الموضوع صعب.

قال عمر: يبقي التهديد، يعني نشوف حاجة غالية عليها، و تقولها تكتب الشقة باسمك.

فكر شوية و بعدين قال: في عقد عندها من و هي صغيرة، مش دهب بس غالي عليها لانه من أمها، طول عمرها غاوية فقر زي أمها.

سحر: يبقي هو ده ،قوم يا عمر اكسر بابا الاوضة و هات العقد

في الجامعة

كنت قاعدة بفطر في الكافتيريا.

قعد قدمي و قال : صباح الخير.

نفخت بضيق و قولت: لو سمحت قوم ،و بطل تلف وراي علشان أنا زهقت بجد.

رد بابتسامة: بحبك و عايز اتجوزك، من اول سنة في الجامعة و قولتك كده، أنا مش شاب طايش، أنا عايز نبدا حياتنا مع بعض.

: و أنا مش موافقة، ولو سمحت بطل تفرض نفسك عليا.

رد بعصبية: أنتِ الخسرانة، أنا شاب حليوة و مفيش مني، و عندي شقة في شبرا.

مسكت نفسي بالعافية علشان مش اضحك وردت:خلصت يلا مع السلامه.

قال بضيق: مش أتكلم معكِ تأني.

قام و مشي، و أنا عارفة أنه بكره ،يجي يقول نفس الكلام.

ده محمود زميلي، شاب محترم و هادي و متفوق.
طلب ايدي اكتر من مرة و أنه عايز يقابل اهلي بس أنا برفض.
رغم اني معجبة بي، تعامل بابا معي خلني عندي أزمة ثقة في الناس، مش بثق في حد، و علشان كده ضيعت شاب من ايدي محترم زي محمود بسب خوفي.

خلصت يومي ورجعت البيت علشان القي بابا و مراته و عمر في انتظاري.

بصيت على باب اوضتي كان مكسور.

: مين عمل كده.

رد بابا: أنا 

: ليه

طلع العقد من جيبه و قال: لو عايزة ده يبقي اكتبي الشقة بأسمي.

إلا العقد ده ،الذكري الوحيدة من أمي، بابا كان ديما قاسي عليا، شايف أن خلفة البنات عا_ر, كان نفسها في ولد.

ماما كانت تحاول تعوضني و تقوم بدور الاب و الام.

كل حاجة اطلبها كانت تنفذها.

قولت بعصبية: هات العقد، إلا ده.

قال بتهديد : الشقة أو العقد.

ردت بصوت عالي: الاتنين من حقي، و ممكن أقتل اي حد علشان الاتنين دول، حتي أنت.

قالت سحر: البت دي لازمها تربية.

: بابا هلا العقد و خد مراتك و امشي احسن لي و ليك، أنا مش أتحمل اكتر من كده.

رد عليا : عايز تقتل_ي أبوكِ.

أول ما سمعت الكلمة دي ،وقعت الكتب و الشنطة من ايدي، و بدأ جسمي يرتعش بشدة و قولت بصوت مخنوق: اوي عايزة اقت_لك ،زي ما قتل ماما.

وقع العقد من ايدي و بلع ريقه بتوتر و قال: بتقولي.

صرخت بغضب: أنا شوفتك، كنت صاحية، مش نايمة، شوفتك و أنت تقت_ل ماما.

تعليقات