![]() |
رواية حارة العاشقين الفصل الواحد والعشرون بقلم نهله زغلول
"شقة عائلة الجبالي"
ما أن خرجت 'ورد' من غرفة الطبخ تحمل بين يديها صينية موضوع بداخلها أكواب القهوة و الشاي قائلة :
-الف مبروك منورنا
أبتسم 'باشا' بخبث قائلاً :
-الله يبارك فيك يا مدام ورد
ما أن فتحت فاها لتجيبه ..
رمقها 'صخر' بنظرات حقد
بسبب التصاق تلك العباءة السوداء بمنحنيات جسدها و إخراج خصلات شعرها خارج حجابها تارة حديثها مع صديقه تارة أخرى ..
ما أن رأت نظرات عينيه
تركت الصينية علي المنضدة الرخامية متوجهة إلى داخل غرفة نومها ..
جلست على حافة السرير واضعة أناملها علي وجهها قائلة :
-دي فيها خصام شهر أنا عارفة
"غرفة الصالون"
-إحنا عايزين نكتب كتاب غزل و ليل
قالها 'باشا' واضعاً سيجارته تتوسط شفتيه ..
بينما أخفضت 'غزل' رأسها خجلاً أبتسم 'ليل' قائلاً :
-ياريت
-أيه رأيك يا صخر
قالها 'باشا' منتظراً إجابته
جلس 'صخر' بجوار 'الشيخ عبد الرحمن' قائلاً :
-انا موافق
-
"غرفة سليم"
أستمعت 'كارين' إلى أصوات تأتي من داخل غرفة نوم 'سليم'
علي الأغلب أن هناك معركة حميمية بينهم ..
وضعت 'كارين' أناملها علي أوكرة الباب فتحته ..
سألتها 'نجوي' قائلة :
-أنت سايبة كتب كتاب بنتك و جاية تتصنتي عليهم
توجهت 'كارين' إلى الداخل تبعتها 'نجوي' خجلاً
من أن يكون أبنها قد تسبب لتلك الصغيرة في أي صدمة نفسية جديدة ..
ما أن توجهان إلي باب غرفة الحمام ..
أبتسمت 'كارين' عند رؤيتها 'سليم' جالس بداخل حوض الإستحمام محتضن 'صافي' واضعة مؤخرة رأسها علي عضلات صدره العاري .. تسأله ؟!
-بردوا مش هتشتغل في شركة بابا
قبل 'سليم' رأسها خجلاً .. قائلاً :
-مينفعش أشتغل في شركة مراتي و ياريت نقفل الموضوع ده لأن بيقلب خناق زي كل مرة
أومأت 'صافي' برأسها موافقة قائلة :
-خلاص بلاش خناق
عادت 'كارين' إلى داخل الغرفة مرة أخرى ..
جلست على الكرسي المقابل 'نجوي' ..
-سامعة عاملنا فيهم أيه
أومأت 'نجوي' برأسها قائلة :
-لازم أوضة نوم و تتفرش مش كفاية اتجوزوا من غير فرح أنا هقول لصخر يتفق معاهم يسافروا يعملوا شهر عسل و معاهم
أرغد و جيهان و غزل و ليل
-موافقة أهم حاجة سعادة صافي و جيهان
قالتها 'كارين' ناهضة من مكانها متوجهة إلى الخارج تبعتها 'نجوي' ..
بعد أن استمعان إلي صوت اغلاق صنبور المياه ..
_
في صباح اليوم التالى
"مكتب شاهر"
كان جالس على الكرسي المقابل لمكتبه الخشبي
واضع سيجارته تتوسط شفتيه يتحدث مع شقيقه في الهاتف المحمول قائلاً :
-مفيش عقد أحتكار من الأساس يا باشا دي حجة علشان خايف عليها من الوسط الفني أنت عارف كله شلل و خطط و فضايح و سهرات و تنازلات
و شهرزاد علي نياتها مش فاهمة نية المخرجين و المنتجين اللي حواليها عايزين يستغلوا جمالها علشان يتاجروا بيه تبقي مجرد سلعة لأفلام تجارية
إحنا بنسميها أفلام مقاولات بتلوث الزوق العام فهمت عملت كده ليه لازم اقسي عليها علشان متضيعيش من أيدي
زفر 'باشا' لاعنا تحت أنفاسه قائلاً :
-و كده مش هتضيع من أيديك أحكي لي قلت لها أيه لما كنتوا مع بعض في العربية بعد التكريم
دمعت عيني 'شاهر' قائلاً :
-قلت لها لو عملت الفيلم هقدم العقد للمحكمة خافت من الفضايح و الحجز
-و طبعاً بعدتها عنك كالعادة
قالها 'باشا' واضعاً ساعده الأيمن حول رقبة أبنته 'نور'
-هكلمك ثاني يا باشا الباب بيخبط
قالها 'شاهر' واضعاً سيجارته بداخل المنفضة الموضوعة على سطح المكتب الخشبي
-تمام يا شاهر
قالها 'باشا' واضعاً يديه بداخل جيب بنطاله أخرج محفظته الجلدية
-عايزة فلوس أنا كمان
قالتها أبنته 'ياسمين' واضعة أناملها حول كوب الشاي ترتشفه
-هتروحوا الجامعة و شغلكم إزاي
قالها 'باشا' يخرج النقود من محفظته الجلدية
-هنركب تاكسي
أنا وصلت كوكي و لولي المدرسة و هروح شغلي
قالتها أبنته 'فيروز' بعد أن رأت هاتفها المحمول مضاء
-لأ .. أنا مش مطمن هنزل أوصلكم بالعربية
قالها 'باشا' واضعاً يديه على سلسلة مفاتيحه
قهقهت أبنته 'نور' قائلة :
-يا باشا هنروح كلنا مع بعض في نفس المواصلات
أبتسمت أبنته 'ياسمين' قائلة :
-خلينا نمشي علشان منتاخرش يا نور
خرجت 'صدف' من غرفة نومها واضعة خصلات شعرها خلف أذنها قائلة :
-صباح الخير
لف 'باشا' وجه بعيداً عنها
واضع أنامله علي وجه مسحه
-مبروك يا صدف
قالتها 'نور' من بعدها شقيقتيها 'ياسمين' و 'فيروز'
-الله يبارك فيكم
قالتها 'صدف' متوجهة إلى داخل الحمام تقفل الباب خلفها
زفر 'باشا' لاعنا نفسه آلاف المرات خجله أمام بناته قائلاً :
-يلا علشان متتأخروش
ما أن رأت أبنته 'ياسمين' خجله أبتسمت تطلب من شقيقتيها الذهاب قائلة :
-يلا يا بنات خلينا ننزل علشان منتاخرش
فتحت 'نور' باب الشقة
يتبعها شقيقتيها
_
"شقة عائلة الجبالي"
حاولت 'ورد' الاعتذار له قائلة :
-مش هترد عليا بردوا طيب حقك عليا مش هتتكرر ثاني
لف 'صخر' وجه يرتشف الشاي قائلاً :
-جهزتوا شنطكم
أومأ 'سليم' برأسه واضع حقيبة 'صافي' علي الأرض
صاحت به 'صافي' قائلة :
-أنت بترمي شنطتي علي الأرض ليه
زفر 'سليم' لاعنا تلك الصغيرة حاملا حقائبهم قائلاً :
-انا كنت ماسك شنطتين كده أهو و رميت الأتنين
ألقي الحقيبتين علي الأرض مرة أخرى قائلاً :
-ثم إن شنطتك مش أحسن من شنطتي
ما أن فتحت فاها لتجيبه شعرت بالغثيان
ركضت سريعاً إلى داخل الحمام ..
-
في "الحرم الجامعي"
تحرك "عمر" سريعاً إلى الممر المؤدي إلى غرفة المحاضرة ..
دافعا الباب متوجهاً إلي الداخل أستمع إلي صوتها قائلة :
-استأذنت قبل ما تدخل المحاضرة
لف وجه ينظر إليها
علم بأنها بدأت في انتقامها قائلة :
-هي المحاضرة ملهاش دكتورة
أومأ برأسها موافقة قائلاً :
-أنا آسف يا دكتورة
مش هتتكرر ثاني
استمرت في إهانته قائلة :
-و أيه اللي يضمن لي أنها مش هتتكرر ثاني
أخفض رأسه خجلاً قائلاً :
-حضرتك شوف أيه اللي يرضيك و أنا أعمله
طلبت منه الذهاب و حمل مكبر الصوت و الإعتذار لها أمام الجميع ..
أومأ برأسه موافقة متوجه إلي المكان المخصص للشرح يحمل بين يديه مكبر الصوت ..
ما أن فتح فاه تبعته تأخذه من يديه حتي لا تضعه في ذلك الموقف المخجل أستمع إلي كلماتها قائلة :
-أقعد مكانك
أومأ برأسه موافقة ..
ما أن جلس على المقعد الخلفي واضع أنامله علي وجه مستمعا إليها .. قائلة :
عندما أشتاقت 'زليخة' لسماع صوت 'يوسف الصديق'
طلبت من 'الجلاد' أن يجلده حتى تتمكن من سماع صوته و تطفئ شيئاً من نار الاشتياق
فحينها أتفق 'الجلاد' مع 'يوسف' أن يضرب الأرض و يهم هو بالصراخ ..
و أستمر الوضع هكذا لعدة أيام ..
و بعدها قالت 'زليخة'
للجلاد ويحك أجلده
قال لها 'الجلاد' : أنا أفعل ذلك بخمسين جلدة كل يوم
قالت له 'زليخة' : وربك أنك تكذب
فقال لها 'الجلاد' : وكيف عرفتي بذلك يا مولاتي؟
قالت له 'زليخة' : لأني لم أشعر بوجع 'يوسف' في قلبي
فأخبر 'الجلاد'
'يوسف الصديق'
بما قالت سيدته 'زليخة'
فقال 'يوسف الصديق'
أفعل ما أمرت به
فلما هم 'الجلاد' بالجلدة الأولى
رفعت 'زليخة' صوتها وقالت ويحك ..
أرفع سوطك عن حبيبي فقد قطعت قلبي ..
الحب شعور و إحساس
يبدأ بالعين ويصل إلى القلب ..
ما أن انتهيت من كلماتها
رأت علي شفتيه ابتسامة عريضة إعجاباً منه بطريقتها ..
أبتسمت بخبث فقد نفذت مخططها وصوله إلى تلك الحالة ..
تابع 'عمر' أعين صديقه
التي تصور جسدها قائلاً :
-دكتورة نور عليها جسم
يا عمر تنفع تكون ممثلة مش دكتورة
ما أن أستمع 'عمر' إلي كلماته نهض من مكانه
واضع أنامله حول مؤخرة رأسه ضرب جبهته بخاصته قائلاً :
-و حياة أمك
-انت بتعمل إيه
قالتها 'نور' بعد أن ركضت سريعاً نحوهم
تجاهل 'عمر' كلماتها
مستمراً في لكمه في وجه ..
حاول 'صديقه' الإفلات من قبضة يديه قائلاً :
-و أنت مالك هو أنت قريبها
أستمعوا جميعهم إلي كلمات 'موظف الأمن' طلب منهم الذهاب معه قائلاً :
-ياريت تتفضلوا معايا علي مكتب العميد
ما أن وقفت 'نور' خلفها كلا من 'عمر' و 'صديقه' ..
زفر 'عمر' لاعنا تحت أنفاسه مستمعا إلي كلمات 'العميد' قائلاً :
-أيه السبب أنك تضرب زميلك
أخفض 'عمر' رأسه خجلاً قائلاً :
-كان بيعاكس دكتورة نور
أخفضت 'نور' رأسها خجلاً واضعة خصلات شعرها خلف أذنها ..
أكمل 'العميد' كلماته قائلاً :
-و أنت بتدخل بصفتك أيه مفيش مكتب العميد تيجي تشتكي فيه
ما أن فتح 'عمر' فاه يجيب
تدخلت 'نور' قائلة :
-انا و عمر مخطوبين
رفع 'عمر' حاجبيه عالياً مبتسما معجبا بكلماتها ..
بينما أخفض 'صديقه' رأسه خوفاً من ردة فعل 'عمر'
أكملت 'نور' كلماتها قائلة :
-و من حقه أن يغير
عليا لما سمع صاحبه بيعاكسني أرجوك بلاش الرفض مستقبله هيضيع
أومأ 'العميد' برأسه موافقة علي كلماتها قائلاً :
-تعالوا خدوا كارنيهات
-
"مكتب شاهر"
قرع الباب توجهت إلى داخل غرفة المكتب المساعدة الشخصية له قائلة :
-مالك يا شاهر
-مفيش حاجة
قالها 'شاهر' بعد أن رأي هاتفه المحمول مضاء علم بأنه تأخر علي المحاضرة
.-في بنت مقدمة في المسابقة و محاضرات التمثيل مستنية دورها لكن أيه متأكدة أنها هتعجبك أوي
أومأ 'شاهر' برأسه موافقة قائلاً :
-خليها تدخل يا سارة
توجهت 'سارة' إلي الخارج
تطلب منها الدخول قائلة :
-لو عرف أن قدمت لك في المسابقة مش هيرحمني
أومأت 'شهرزاد' برأسها موافقة متوجهة إلى داخل غرفة مكتبه ..
ما أن رأي خوفها من ردة فعله
حاول كتم صوت ضحكته واضع أنامله حول القلم يدون بعض الملاحظات علي الأوراق الموضوعة على سطح المكتب الخشبي
ما أن رفع رأسه واضع سيجارته بين أنامل يديه
أبتسمت 'شهرزاد' متقدمة نحوه تخبره بأنها أتت من أجل التقديم على المسابقة و حضور المحاضرات الخاصة به ..
ما أن قضم شفته السفلية بأسنانه ..
سقطت الأوراق من يديها ..
جثت علي ركبتيها ترفعها بين يديها ..
ظهرت رقبتها والخط الفاصل بين صدرها ..
ارتسمت علي وجه إبتسامة
وكأنه وصل إلى هدفه ..
ما أن نهضت من جلستها سألته :
-أنت بتضحك على إيه
وضع سيجارته بداخل المنفضة قائلاً :
-جيت علشان توريني عرض بيتهيألي كفاية أوي كده
زفرت لاعنة تلك الحالة قائلة :
-أنت بتقول ايه أنا جاية علشان مسابقة التمثيل و المحاضرات
-مش هتنفعي
قالها 'شاهر' ناهض من مكانه متوجه إليها
ارتسمت الدهشة علي ملامح وجهها قائلة :
-هو أنت جربتني أنت بتعمل معايا كده ليه
تركها متوجه إلي باب الغرفة يفتحه قائلاً :
-جربتك و عارفك
صاحت به فقد نفذ صبرها قائلة :
--أنا اتغيرت يا أستاذ شاهر مبقتش شهرزاد البنت الصغيرة اللي أنت دربتها
وضع أنامله حول ساعدها الأيمن اهتز جسدها الصغير قائلاً :
-تعالي ورايا
ما أن خرج 'شاهر' من غرفة مكتبه تبعته تسأله :
-أنت بتعمل معايا كده ليه
توجه إلي داخل الغرفة الخاصة بالعرض
وقف علي خشبة المسرح أمام المتقدمين للمسابقة
ترك ساعدها الأيمن قائلاً :
-الآنسة شهرزاد هتمثلنا مشهد في المسابقة دور درامي اللي اخترته لها
مع إني شايف أنها دور البنت التافهة لايق عليها أكتر
سقطت دموعها ليصبح وجهها قانيا قائلة :
-ليه كده
-مكانك مش هنا بينا
قالها 'شاهر' بعد أن رأي سقوط دموعها خجلها أمام الجميع
تركها متوجه إلى الممر المؤدي إلى المصعد الكهربائي
تبعته تركض خلفه قائلة :
-حيوان
سارع خطواته التي تسببت في التواء قدمها اليمني سقطت على الأرض
قائلة :
-آه رجلي
ما أن أستمع إلي صوتها تتألم ..
عاد إليها ركض جاثي علي ركبتيه سألها :
-حاسة بأيه
نفضت يديه بعيدا عن قدمها اليمني قائلة :
-أبعد عني ملكش دعوه بيا
حاولت أن تنهض من مكانها قائلة :
-رجعت ثاني ليه
وضع يديه أسفل فخذيها و الأخري خلف ظهرها رفعها عالياً ..
لف وجه محاولة منه الهرب من نظرات عينيها
ما أن توقف وقف أمام المصعد الكهربائي يحملها
__
