رواية فاتورة قلب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم چنا عطية


 رواية فاتورة قلب الفصل الثاني والعشرون 

يونس ينزل على ركبته جنبها، إيده ماسكة إيدها الباردة، صوته مخنوق : سامعاني يا عائشة؟ إحنا هنا... مش هسيبك أبداً... هتبقى كويسة يا حبيبتي!

العيلة كلها تبص عليها بذهول، الهمهمات تتحول لصوت بكاء مكتوم.

نهاد تمد إيدها ترتجف وهي بتحاول تلمسها : يا رب ألحقها... دي مش ناقصة وجع تاني.

أدهم يصرخ في الظباط اللي وراه : فين الدكتور؟! هاتوا أي حد يساعدها دلوقتي!

يونس عينه تلمع بغضب وهو بيرفع راسه ناحية الكبير المتكلبش واللي واقف مرعوب تحت حراسة الظباط وقام اتجه له ، ومسكه من لياقة قميصه وانهال عليه بالضرب وكإنه بيطلع كل غضبه فيه واتكلم وهو بيضربه لكمات متتالية وعينه مشتعلة من الغضب : أنا هوريك المُر بكل أنواعه... هحاسبك على مو،،ت سامي ، واللي وصلتله اختي ، واللي حصل لعيلتي ، هدوقك العذاب والله العظيم ... والله ما هسيب فيك نفس!

سلسبيل راحت عليه تشده من على الكبير وهي بتتكلم بخوف على يونس ودموع على الحالة اللي وصلها : سيبه يا يونس خلاص هيمـ،،ـوت في أيدك ... المهم دلوقتي عائشة وبعدين أعمل فيه اللي أنت عايزه.

الكبير يحاول يتماسك، بس صوته يخرج واهن : أنا... أنا قلتلكوا... لسه في وقت... الغاز لسه مقتلهاش...

يونس ينهض بخطوات عنيفة يقرب منه ويديله ضربة بكتفه تخليه يتألم : إخرس! كلمة واحدة تاني هقص لسانك...

أدهم يرجع ينحني على عائشة، صوته مكسور : فوقي يا حبيبتي... أنا جنبك... مش هسمحلك تسيبيني... قومي نعمل فرحنا ونحقق حلمنا... قومي اضربيني وزعقيلي وخاصمني أعملي اللي أنتِ عايزاه بس متسبنيش لوحدي تايه كدة.

سالم كان بيبكي بحرقة، وملامح سلسبيل كلها رجاء وخوف.

الغرفة كلها مليانة خليط من الذهول، البكاء، والغضب، والكل متشبث بأمل ضعيف إن عائشة تفوق قبل ما يكون الوقت فات...

كان الكل بيبص لعائشة ومشغول بيها وبيدعوا ربهم أنها تكون بخير والظباط واقفين شاديين سلا،،حهم وبيبصوا للفراغ بجمود ، سلسبيل كانت محاولة جسم يونس وهو ماسك أيد عائشة ودموعه نازلة بصمت ، أدهم كان محاوط وش عائشة وهو بيحاول يمسح وشدها ويفوقها لكن لا حياة لمن تنادي؟ ، سالم وأيمن قاعدين قُرب عائشة ودموعهم على خدهم ومتحسرين عليها ، الكبير كان واقف بالعافية من ضرب يونس وبيفكر في مصيره ، لكن محدش لاحظ شخص آخر

شخص مصوب سلا،،حه على يونس بصمت وحرفة ، كان معتقد أنه لو خلص على يونس كدة يقدر ينفد منها ، كان ملثم وموجه طرف السلا،،ح على يونس وبيجهز نفسه للإطلاق ، لمحه الكبير وحس أن في أمل لنجاته ، ابتسم له والشخص وجه سلا،،حه بزواية معينة وحط أيده على الزناد عشان يطلق 

رفعت سلسبيل عينها بدموع وحزن لمحت الشخص الملثم موجه سلا،،حه ، صرخت برعب وخوف على يونس والشخص على الفور اطلق الرصاصة ... قامت في اقل من ثانية وقفت قدامه تحميه ، الطلـ،،ـقة اخترقت جسد سلسبيل ووقعت بين أحضان يونس، الشخص الملثم حط سلا،،حه في جيبه وطلع يجري ، وظابطين من القوة طلعوا يجروا وراه ، يونس ساب أيد عائشة وبص لسلسبيل بصدمة وهو مش مصدق اللي حصل ، ونهاد وضحى صرخوا بأعلى صوتهم وجريوا على سلسبيل.

سلسبيل بصت ليونس بألم ودموع ، واتكلمت بصوت متقطع وهي بتاخد أنفاسها بضعف : يـ.. يونس ، كان..لازم أعمل..كدة ، مكانش..ينفع أسيبك...تروح مني... خـ..خلي بالك..عـ..عـ.. على أمي وضحى...بحبك!

يونس كان بيبصلها بصدمة وهو ضاممها لحضنه ، اتكلم بعدم وعي وهو حاطط أيده أسفل صدرها وبيحاول يكتم الجر،،ح وأيده غرقانة بدمـ،،ـها ، واتكلم بدموع وشهقات : لا لا سلسبيل فوقي وافتحي عينك خليكي معايا أمانة عليكي، عملتي كدة ليه ، ليه عملتي كدة في نفسك يارتني كنت أنا ، متقفليش عينك لاااا فتحيها.

لكن سلسبيل كانت بتبصله بوداع كإنها بتودعه وغمضت عينها ببطيء وجسمها ساب على الأرض ودمـ،،ـها مغرق هدومها ، نهاد فضلت تضرب على وش سلسبيل بخفة وهي بتفوقها واتكلمت بذعر وعياط : سلسبيل بنتي ، اصحي ومتسيبنيش ، أنا مليش غيرك أنتِ واختك ، مش هعرف اعيش من غيركوا ، قومي يا حبيبتي متوجعيش قلب أمك عليكي 

ضحى بدموع وهي بتهز سلسبيل : قومي يا سلسبيل متستسلميش ، قومي لأختك ، أنتِ دايماً تقوليلي مش هسيبك أبداً فخليكي قد كلمتك!

قاطعها دخول الإسعاف مسرعة ، اتكلم أدهم بعيون حمرا من البكاء وغضب : كل دة عشان تيجوا ، الناس بتمـ،،ـوت عشان مستنيين حضراتكم.

واحد من المسعفين وهو بياخد نفسه : حضرتك المنطقة بعيدة عن هنا وصعب الوصول لها

اتقدم مسعف عشان يشيل سلسبيل وقفه يونس بغضب ودموع ، واتكلم بصوت متحشرج من البكاء : أنا هشيلها ، محدش يلمسها!

أدهم للمسعف بيتكلم على عائشة : أنا هشيلها!

أدهم شال عائشة ويونس شال سلسبيل ونزلوا جري على عربية الإسعاف ، الكبير اخدوه ظباط القوة وكان بيحاول يتحرر من قبضاتهم ويهرب لكنهم كانوا مأيدينه ، نهاد وضحى نزلوا وهما بيبكوا وبيجروا على يونس اللي شايل سلسبيل ، ايمن وسالم كانوا نازلين بوهن وهما مش مستوعبين اللي حصل ، يونس ركب مع سلسبيل عربية الإسعاف والعربية التانية ركب فيها عائشة وادهم متجهين بسرعة فائقة للمستشفى ، الظباط اخدوا الكبير في عربية الشرطة متجهين للقسم ، ظابطين من القوة اخدوا سالم وأيمن وضحى ونهاد في عربية دعم متجهة للمستشفى 

في عربية الإسعاف كان الدكتور بيحاول يوقف النز،،يف لكن الجر،،ح غزير والطلـ،،ـقة في مكان حرج ، والممرضة كانت بتعلق محلوا لسلسبيل وبتابع النبض والتنفس ، يونس كان غير داري باللي حواليه كل تفكيره في أخته وسلسبيل ، كان ماسك أيد سلسبيل بدموع وهو بيتكلم بصوت منخفض لسلسبيل ، على الجانب الآخر كان أدهم ماسك أيد عائشة ودموعه منهمرة على خده الممرضة بتراقب نبض وتنفس عائشة اللي كان ضعيف جداً أو شبه معدوم والدكتور كان حاطتها على جهاز تنفس .

وصلوا المستشفى في سرعة قياسية ونزلوا من العربية والدكتور والممرضة نازلين بالترولي مع سلسبيل واتجمع عليهم دكاترة وممرضين تانيين كانوا بيشدوا الترولي بسرعة لغرفة العمليات ، اندفعت عائشة محمولة على نقالة والإسعاف بيدخلها بسرعة من باب الطوارئ، أصوات الأجهزة والنداءات بتتصارع حواليها 

الدكتور بصلها بسرعة وهو بيقول بحزم : الحالة حرجة جداً… هتتنقل فورًا على قسم السموم والرعاية المركزة لحد ما نستقر بيها. 

شاهد يونس الباب بيتقفل وراهم، قلبه بيتقبض أكتر مع كل خطوة بتبعدها عنه.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

يونس كان ضامم رجله لصدره وحاطط وشه بين أيده وبيبكي بصمت على حال سلسبيل وبيبص على أيده اللي عليها د،،م سلسبيل ، نهاد اللي كانت قاعدة حاطة أيدها على صدرها وبتبكي بقوة وبتدعي لبنتها ، ضحى كانت واقفة قدام باب العمليات الدموع منهمرة على خدها وقلبها واجعها على اختها بتدعي ربها أن ربنا يحميها .

الممرضة بهدوء : لوسمحتم ، لازم دلوقتي نغير على الجر،،وح بتاعتكوا عشان متتلوثش مينفعش تفضل اكتر من كدة من غير تطهير وتعقيم ، لوسمحتم هتتجهوا دلوقتي للغرفة دي.

نهاد وهي بتمسح دموعها : مش هقوم من هنا ، مش هسيب بنتي لوحدها واروح اغير على شوية جر،،وح ملهاش لازمة.

الممرضة بهدوء : حضرتك مينفعش تقعدي هنا لازم نغير على الجر،،ح ، لو معملتش الإجراءات اللازمة أنا اللي هتحاسب.

أيمن قام بتعب وسالم قام وقف جمبه وسنده ، واتكلم ايمن بدموع : قومي يا نهاد ، هي عندها حق أنتِ وشك بينـ،،ـزف.

يونس بصوت مبحوح : قومي يا أمي أنا هفضل هنا ومش هسيبها.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

في غرفة عائشة 

كان الدكاترة والممرضين متجمعين حواليها وبيجروا في كل مكان 

الدكتور بسرعة وتوتر بسيط : المريضة في حالة متأخرة جدًا، استنشقت كميات كبيرة من غاز سام، وده مأثر على الجهاز التنفسي بشكل مباشر ومسبب هبوط حاد في نسبة الأكسجين بالد،،م، ولازم فورًا نوصلها بالأجهزة ونبدأ جلسات أكسجين عالي التركيز مع متابعة القلب والتنفس، جهزوا أنبوبة حنجرية ولو احتاجت تنفس صناعي ندخلها فورًا، وكمان ناخد عينات د،،م عشان نحدد نوع المادة ونبتدي العلاج المناسب قبل ما الحالة تدخل في مضاعفات أخطر.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

كان يونس قاعد في فراغ لوحده وهو فاتح تليفونه وبيبص على صورته هو وأيمن وعائشة يوم تخرجها دموعه خانته ونزلت بغزارة ، اتكلم يونس وهو بيضم التليفون لصدره بقهر : ااااه يا عائشة مقدرتش أحافظ عليكي ، خونت ثقتك فيا ، منفذتش العهد اللي خدته على نفسي من ساعة ما بدأت المهمة.

بص للصورة وفضل يدقق في ملامحها وفي ضحكتها ازاي كانت طالعة من القلب وكانت مبسوطة اليوم دة ، قلب في الصور لقى صورتهم هما الاتنين وقت افتتاح الأكاديمية ، لقى صورتها هي هو يوم كتب كتابه ، قلب تاني والدموع منهمرة من عينه لقى صورته هو وسلسبيل بعد ما كتبوا كتابهم 

يونس وهو بيحط أيده على وشها في الصورة واتكلم بدموع : وأنتِ يا سلسبيل معرفتش احميكي ، الخطر كان موجود في منطقتنا والعدو كان قدامي بس مكنتش شايفه فادتيني ، ضحيتي بحياتك عشاني.

كمل كلامه بغضب وملامحه لا تبشر بالخير : بس قسماً بالله لأخلي اللي عمل فيكوا كدة يتمنى الموت.. انتوا بس ارجعولي!

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

عند أدهم كان واقف قدام الغرفة وشايف الممرضين اللي كل شوية يدخلوا ويطلعوا والدكاترة اللي بتجري من مكان للتاني 

أدهم وهو بيبص للغرفة بدموع مغرقة وشه ، واتكلم بحزن شديد ودموع : يوم ما خسرت أمي وابويا كنتي دايماً الداعم الوحيد ليا كنتي أخت رقية ومسبتنيش لحظة ، كنتي على طول بتيجي أنتِ ويونس زيارة ليا ، حتى أنتِ اللي كنتي بتحاولي تطلعيني من المود وتفرحيني ، يونس مكانش سايبني لحظة وأي مساعدة كان بيبقى أول حاولي ، أنتِ دخلتي قلبي من غير استأذان يا عائشة ومن ساعتها بقيتي حياتي كلها ، بس يوم ما احتاجتيني وكنتي بتصارعي الحياة لوحدك انا مكنتش موجود!

كمل وهو بيبكي بقوة : متتخيليش فرحتي كانت عاملة ازاي يوم كتب كتابنا ، متتخيليش ازاي الفرحة مكانتش سيعاني انك بقيتي مراتي وحلالي ، كنتي بتظبطي معايا القاعة والفرح ومستنية اليوم دة بفارغ الصبر ، كان دايماً جملتك الوحيدة ليا : محدش يقدر يعيش من غير قلب وأنا مقدرش اعيش من غيرك.
دلوقتي أنتِ سيباني هنا لوحدي فعشان خاطري خليكي قد كلمتك ومتسيبنيش ، حتى سيبك مني أخوكي يونس اللي قلبه مفطور عليكي دة دايماً كان يمدحك ويقول أنك أخته وبنته بالله عليكي ما تعملي لا فيا ولا فيه كدة وقومي.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋

في غرفة العمليات 

الدكاترة كانوا مشدودين وهما بيعملوا العملية ، بيحاولوا بكل جهدهم أنهم يطلعوا سلسبيل بخير 

الدكتور بسرعة وخوف : اسحبي الطلـ،،ـقة من هنا خلي بالك تخدشي أي شيء

الدكتورة وهي بتشتغل في الجرح : دكتور المكان دة حساس جداً و الطلـ،،ـقة في العمق ، المريضة تنفسها ونبضها ضعيف.

الدكتور بحزم وجدية : ششش اعملي زي ما بقولك مش هنستسلم ولازم تخرج بخير.

الدكتورة خدت نفس وقربت بهدوء وبعد ثواني كانت الطلـ،،ـقة طلعت ، الدكتور ابتسم لها بتشجيع ، لكن وقفهم صوت الجهاز اللي بيعلن تدهور في نبضات القلب 

الممرضة بخوف : دكتور النبض بيقل وضربات القلب زادت

الدكتور بص للشاشة بصدمة واتكلم بسرعة : لازم نوقف شغل ونعالج مشكلة القلب ونرجع تاني حضري ١ جرام *** 

الممرضة وهي بتحط الدوا في المحلول : تمام يا دكتور

الدكتور بص على الشاشة واتكلم وهي بيتنهد براحة : الحمدلله القلب رجع لحالته الطبيعية ، لازم نشتغل اسرع من كدة الوقت مش في صالحنا

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

قدام غرفة عائشة ، كان أدهم لسة قاعد على نفس موضعه دخل عليه يونس وهو باين على وشه البكاء والحزن 

يونس بدموع وصوت مبحوح : مافيش أخبار عن عائشة؟

أدهم رفع رأسه واتكلم وهو بيمسح دموعه بضهر أيده : لا لسة مافيش أخبار من ساعة ما دخلوا مطلعتش

يونس قعد جمبه واتكلم بخوف وصوت مرتعش : مقدرتش اجي هنا عشان كنت مع سلسبيل لأن الممرضة طلبت منهم يعملولهم فحوصات ويعالجوا الجر،،وح اللي عندهم ، يارب ماليش غيرك احفظلي أختي.

قاطعهم طلوع الدكتور وهو باين على وشه معالم التعب والآسف ، اتكلم يونس بدموع وصوت مبحوح : دكتور إيه أخبار عائشة هي كويسة صح؟

الدكتور بتعب وآسف : لحد الآن منقدرش مافيش بإيدينا غير الدعاء ، الحالة حرجة جداً والرئة والجهاز التنفسي اتأذوا جدًا من الغاز السا،،م وهي فضلت مدة كبيرة فيه ودة أثر عليها بشكل كبير.

أدهم ويونس الكلام كان بينزل عليهم زي السكا،،كين الكلام كان بيعصر قلوبهم قهر ، اتكلم أدهم بدموع ورجفة باينين في صوته : يعني في أمل أنها تعيش؟

اتنهد الدكتور وقال بهدوء : هي دلوقتي في العناية المركزة تحت أجهزة الأكسجين ، لكن ضربات قلبها والفحوصات اللي على الرئة والجهاز التنفسي مش احسن حاجة من وجهة نظر الطب 60 في المية الوفاة والباقي العيش لكن مافيش حاجة بعيدة عن ربنا ، في خلال الـ48 ساعة الجايين لو مفاقتش دة دليل قوي أن المخ مش مستجاب خالص وللأسف ساعتها هنضطر نشيل الأجهزة عنها.

يونس الدموع كانت بتنزل بغزارة على خده ، واتكلم وهو بيمسح دموعه وصوته مبحوح : اعمل لها كل اللازم يا دكتور كل اللي تحتاجوه انا جاهز تتكفل بيه حتى لو هنسفرها برا دكتور اعمل كل اللي في ايدك اختي لازم تعيش لااااا لازم تعيييش.

الدكتور بحزن على حالته : حضرة الرائد يونس أنا بحيط علمكم عشان لو حصل حاجة لقدر الله وابتدينا ناخد الإجراءات القانونية تكونوا عارفين بنعمل كدة ليه ، ومافيش حاجة بإيدنا نعملها إحنا عملنا كل اللازم والباقي من أمر ربنا.

مشى الدكتور وسابهم وهما غرقانين في حزنهم ودموعهم مغرقاهم ، أدهم بص ليونس واتكلم بدموع وشهقات : يونس عائشة هتعيش صح؟ اللي بيقولوا الدكتور دة مش هيحصل ومافيش حاجة اسمها هنفصل الأجهزة عنها ، هتصحى ونعيش مع بعض ونعمل فرحنا كلنا مع بعض صح؟ وتفضل تضربني عشان بحضنها قدامك وبغيظك بيها قول حاجة أنت ساااكت ليبيه

يونس والدموع منهمرة على خده وبيتكلم وهو بيحاول يهديه : إن شاء الله هتعيش ونرجع زي الأول بس هي ترجع وأنا والله هسيبك تحضنها براحتك ، عايزها ترجعلي وتفضل أختي الصغيرة وصوتها يفضل في البيت

أدهم بعياط هستيري وصراخ : لااااا عائشة هتعيش ، الدكتور دة مش فاهم حاجة عائشة بخير هو بس الغاز جامد عليها عشان كدة هي نااايمة بس هتصحى ، هتصحى وسلسبيل تصحى ونكمل فرحنا ونعمل فرحنا مع بعض وشهر العسل نطلعه مع بعض ، ليييييهههه بيحصلللل كدة ليه الدنيا مش عااادلة ليه الدنيا بتاخد اكتر ناس بنحبها وتحرمنا منهم ليه.

قرب عليه يونس بسرعة وحضنه بشدة واتكلم وهو بيعيط بقهر : كفاية يا أدهم كفاية بالله عليك ، عائشة هتبقى بخير والله هتبقى بخير هي محتاجة دعائنا متقولش كدة وتحرق قلبنا عليها.

أدهم بادله الحضن بقوة ووجع ودموعهم لسة مستمرة في النزول...

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

في غرفة أخرى كانت نهاد وضحى موجودين تحت طاقم طبي وطاقم تمريض كامل وبيتعملهم فحوصات ويضمدوا الجر،،وح الموجودة في جسمهم ، نهاد مكانتش مركزة في حاجة غير بناتها أنهم يكونوا بخير ، وسلسبيل تطلع بخير ، ضحى كانت الدموع منهمرة على خدها بصمت وهي بتفكر في أختها.

أما الغرفة الأخرى كان فيها أيمن وسالم بيتعملهم نفس الفحوصات والطواقم موجودة وجاهزة
سالم كان تفكيره في عائشة وصورة عائشة الأخيرة مش راضية تفارق ذهنه ، وأيمن اللي كان مقهور على حفيدته وبيفكر في صحة عائشة وسلسبيل.

بعد مدة قصيرة....

كان يونس وأدهم قاعدين جمب بعض بيبصوا في الفراغ اللي قدامهم ، يونس كان بيفكر في سلسبيل مراته وعائشة أخته ، أدهم اللي كلام الدكتور مفارقش ودنه وكل تفكيره في عائشة ، قاطع تفكيرهم دخول الممرضة عليهم

الممرضة بإحترام : يونس بيه ، الدكتور عايز حضرتك في مكتبه بخصوص زوجة حضرتك 

قام يونس بخضة واتكلم بخوف : هي سلسبيل طلعت من العمليات؟ هي فئتها دلوقتي ؟

الممرضة بهدوء : آه حضرتك ، بس طلعنا من العمليات ملقناش حضرتك فالدكتور عايز يقول حاجات مهمة بخصوص زوجتك.

يونس بص لادهم وقال بسرعة : أدهم هروح دلوقتي أشوف الدكتور وأنت خليك مع عائشة!

أدهم بدموع وهو بيتكلم بحزن : تمام يا يونس وخليك مع سلسبيل هناك عشان لو حصل حاجة تبقى معاها متخافش على عائشة أنا مش هسيب المكان هنا.

اومأ له يونس وذهب وهو بيسرع خطواته مع الممرضة للدكتور ، وصل لغرفة الدكتور وخبط ودخل والدكتور طلب من الممرضة تطلع من الغرفة.

اتكلم يونس بخوف شديد لدرجة أنه كان حاسس بضربات قلبه : دكتور طمني سلسبيل إيه أخبارها دلوقتي ، هي كويسة صح؟

اتنهد الدكتور وقال : حضرة الرائد يونس ، مدام سلسبيل...

قاطعه يونس بحدة : آنسة مش مدام إحنا كاتبين الكتاب بس

اومأ له الدكتور وقال : تمام ، آنسة سلسبيل الطلـ،،ـقة اخترقت مكان حساس جداً في الجسم ، اخترقت الشريان الرئوي ودة أدى لتجمع الدم في الرئة وعمل مضاعفات خطيرة في الرئة ووقفنا النزيف بشكل صعب جداً ، هي دلوقتي حالتها لسة معدتش مرحلة الخطر ولو مفاقتش خلال الـ24 ساعة دول حالتها هتبقى في خطر أكبر!

يونس كان بيسمع الكلام بصدمة وهو بيحاول يتماسك دموعه ، مبقاش عارف يلاقيها من عائشة أخته ولا سلسبيل مراته ، حس إن الدنيا وقفت بيه وكإن حركته اتشـ،،ـلت 

لاحظ الدكتور صدمته واتكلم بصوت هاديء : يونس بيه حضرتك كويس؟ يونس بيه سامعني حضرتك؟ 

لكن يونس كان في عالم تاني ، قام من على الكرسي وانصرف من الغرفة وهو بيبص على قميصه المليان بد،،مها الدموع نزلت بدون استأذان ، الدكتور خرج وراه عشان ميسيبهوش في الموقف دة وممكن يحصله حاجة ، يونس حس بغصة قوية في صدره ، واتجه لغرفتها.

يونس للممرضة بجمود : أنا عايز أدخل أشوف الحالة اللي جوا تبقى زوجتي.

الممرضة بإحترام : حضرتك الأستاذ يونس بيه زوجها ، للأسف مينفعش تدخل لأن الحالة ممنوع عنها الزيارة وهي في العناية المشددة دلوقتي.

يونس بعصبية : يعني ايه يعني أنا هدخل أشوفها يعني هدخل أشوفها وأعلى ما في خيلكوا اركبوه.

كانت هتتكلم الممرضة لكن قاطعها الدكتور بهدوء وقال : دخليه خمس دقايق بس ويكون متعقم ولابس لبس العناية.

اومأت له الممرضة وبالفعل يونس اتعقم ولبس لبس العناية واتجه لغرفة سلسبيل ، دخل الغرفة والممرضة خرجت وسابته.

يونس بص لسلسبيل اللي متوصلة بأجهزة تنفس ، مسك أيدها واتكلم بوجع من منظرها : سلسبيل حبيبتي سامحيني يا روحي مقدرتش احميكي ، كنت بوعدك دايماً إني افديكي بروحي ومسبكيش ابداً بس خالفت وعدي وسيبتك ، بالله عليكي قومي أنا محتاجك أوي يا سلسبيل محتاجك تكوني جمبي الوقت دة ، مش هقدر أعيش عمري كله بذنب أنك فديتيني بروحك عشان أعيش ، قومي بقى بالله عليكي ومتوجعيش قلبي وقلب أهلك ، كفاية عليا عائشة مش هتبقي أنتِ وهي.

فضل يدقق في ملامحها الباهتة ومقدرش يتمالك نفسه وحضنها بقوة وهو بيبكي زي العيل الصغير ، اتكلم بصوت مبحوح وهو في حضنها : قومي متعمليش فيا كدة قومي عشان نعمل فرحنا ونجهزله زي ما كنا بنتمنى ، قومي يا روح الروح...طب حتى حركي صوابعك لو سمعاني!

دخلت عليه الممرضة وقالت بهدوء : يونس بيه الخمس دقايق خلصوا هو المفروض أصلاً ميكونش فيه زيارة بس استثناء لحضرتك دخلناك ياريت حضرتك تتفضل تطلع من الغرفة وتسيب المريضة وأحنا لو في تطورات هنبلغ حضرتك بيه على طول

يونس بص لسلسبيل ، واتكلم بدموع : هتصحي صح وهلاقيهم بيعرفوني أنك فوقتي ، أنا هطلع دلوقتي خلي بالك من نفسك!

قام يونس وبصلها بدموع وقهر وراح عليها قبل رأسها ومشى خطوات بسيطة وبعدين طلع بحزن....

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

قدام غرفة عائشة بعد ما اتنقلت لعناية كان أدهم بيبص على زجاج الغرفة من برا وهو شايفها متعلقة بأجهزة وبين الحياة والموت ، كان كل اللي على لسانه دعوات وقرآن 

قاطعه صوت رنين هاتف يونس بص جنبه بدموع واستغراب : إيه دة يونس نسى فونه هنا؟ أرد ولا مردش.

بص على الشاشة لقاها خالة يونس ، مهتمتش ورجع يدعي لعائشة ، لكن فونه رن تاني وكان خالتو ، مسك أدهم الفون وقرر أنه يرد ، اتكلم وهو بيحاول يخفيه نبرة صوته الحزينة : الووولووو

بعد مدة طويلة كانت خالة يونس وحور موجودين في المستشفى ، دخلوا المستشفى بسرعة قابلوا أدهم.

آمنة بدموع وهي بتبص على زجاج الغرفة : معقولة تكون دي عائشة لا مستحيل!

حور بصت على زجاج الغرفة بعدم اهتمام وبعدين فضلت تدور في الدور بعينها على يونس لكن ملقيتهوش.

آمنة بدموع وحزن : فين يونس يابني اكيد يا حبة عين أمه في حزن الدنيا وما فيها.

أدهم بصوت مبحوح : يونس في الدور العلوي مع سلسبيل أنا قلتله خليك معاها وأنا هبقى مع عائشة!

حور حسيت بفرحة عارمة أن سلسبيل اتأ،،ذت ، فضلت تفكر تأذ،،يها ازاي وتستغل الفرصة ازاي ، لحد ما قطع تفكيرها صوت أمها 

آمنة وهي بتمسح دموعها : يلا يا حور نطلع نشوف يونس مش هقدر أقعد وأشوف عائشة بالمنظر دة 

أدهم وهو على وشه علامات التعب : استنوا أنا هوصلكوا.

آمنة وقفته وقالت بدموع : لا يابني احنا هنطلع وندور عليه خليك أنت مع عائشة عشان لو حاجة حصلت.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

في غرفة فحص في المستشفى. نهاد قاعدة على السرير، وذراعها ملفوفة بضمادة قديمة. ضحى قاعدة على الكرسي المقابل، عندها كدمـ،،ـات واضحة في وشها. الدكتور واقف بيمسك أدوات طبية، بيجهز عشان يغير الضمادات ويكشف عليهم.

الدكتور بنبرة هادية : لازم نغيّر الضمادات دي ونشوف التحاليل… الإصا،،بات مش بسيطة، ولازم ترتاحوا.

نهاد بصوت واهن، وهي تبص له برجاء : يا دكتور… طب سلسبيل بنتي عاملة إيه؟ محدش بيقولنا حاجة واضحة.

ضحى تشد إيدها بسرعة لما يحاول يحط عليها المطهر، بس تكمل بصوت متوتر : بجد… إحنا مش فارق معانا الوجع ده، كل اللي يهمنا نطمن عليها.

الدكتور بصلهم وهو بيكمل شغله، يغير الضمادة بهدوء : أنا فاهم خوفكم… سلسبيل مش أنا الدكتور اللي ماسك حالتها لكن وفق كلام زميلي الدكتور أنها لسة تحت الملاحظة الدقيقة. حالتها لسة مش مستقرة، لكن محتاجة وقت.

نهاد تدمع عينيها وتعض على شفايفها : يعني مش هنقدر نشوفها دلوقتي؟ حتى من بعيد؟

الدكتور يمسح إيده من المطهر وهو يحضر جهاز ضغط الد،،م : خلوني أخلصلكم الفحوصات دي الأول… زي ما قولتلكوا دي مش حالتي لكن على حد علمي أن الدخول جوة مش مسموح، عشان مناعتها ضعيفة جدًا.

ضحى بصوت مرتعش : إحنا مش هنمشي من هنا غير وهي بخير.

الدكتور بنبرة مطمئنة : إن شاء الله خير.

 نهاد ووضحى يتبادلوا نظرات مليانة خوف ودموع، أما الدكتور كان بيدوّن ملاحظاته بعد ما خلص فحصهم.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

الغرفة واسعة ومليانة حركة سريعة. الدكاترة والممرضين بيشتغلوا حوالين سالم، أصوات الأدوات المعدنية وصوت فتح عبوات الشاش والقطن بيملى الجو. ريحة المطهرات حادة كأنها بتلسع النفس.

سالم قاعد على السرير، عرقه مغرق وشه، جر،،وح غزيرة على كتفه وصدره، الد،،م بيتسرب من تحت الضمادات القديمة

 الدكتور يرفع صوته : هاتوا محلول ملحي بسرعة! الجر،،ح عميق ولازم يتنضف قبل ما يتعقم.

سالم يعض على شفايفه عشان يكتم الألم، صوته مخنوق : أهم حاجة خلّصوني بسرعة.. عايز أقوم أشوف بنتي...لازم أشوفها!

أيمن قاعد قريب، عينه مش قادرة تسيب سالم لحظة، لكنه في داخله غايب تمامًا. وجهه شاحب، الخطوط حوالين عينه أعمق من أي وقت، كأنه شال سنين في ليلة. دموعه بتنزل بصمت، مش محتاج إذن عشان تخرج.

يمسك طرف السرير بإيده، أصابعه بتضغط لحد ما لونها أبيض. يحاول يتكلم لكن صوته يتهز : يا رب.. متحرمنيش منها.. ما تتحملش روحي فُراقها.

واحد من الممرضين يلمحه، يهمس لزميله : الراجل ده شكله منهار أكتر من المريض.

الدكتور يركز في شغله، بيخيط جر،،ح غائر في جنب سالم : ثبت جسمك يا أستاذ سالم، الحركة دي هتفتح الغر،،زة.

سالم يئن من شدة الألم، لكن عينيه تروح ناحية أيمن، يشوف دموعه، يبتسم ابتسامة واهية : إوعى تضعف يا بابا.. لو أنا وقعت، إنت لازم تفضل واقف عشانها.

الكلمة زي الطعـ،،ـنة في صدر أيمن، يهز راسه ببطء، دموعه تزيد، يرد بصوت مبحوح : أنا اللي مفروض أطمنك.. وأنا مش قادر أطمن نفسي.. صورتها قدامي وهي بين الحياة والموت.. أنا مش قادر أستحمل.

يسند راسه على الحيطة، يتنفس بصعوبة، كأن الحزن خنقه. سالم يمد إيده الضعيفة وبيحاول يلمس إيده ، واتكلم بدموع وألم : هي هتقوم بالسلامة.. صدقني.. ربنا مش هيكسرنا فيها.

أيمن ينهار أكتر، يقعد على الكرسي جنب السرير، ماسك إيد سالم بكل قوته، والدموع نازلة بغزارة، قلبه كله مرعوب، ومش شايف قدامه غير وجه عائشة.

الغرفة تتحول لمزيج بين صرخات الألم المكبوتة من سالم، ودموع أيمن اللي مبتقفش.. كأن كل نفس في المكان شاهد على حجم الوجع اللي بيعيشوه.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

يونس كان واقف قدام باب غرفة العناية، ملامحه منهارة والدموع نازلة بغزارة. إيده متشبكة ببعض بيترجّى اللحظة اللي يطمن فيها على سلسبيل. ملامحه ما بين الغضب والانكسار، صوته مكتوم وهو يهمس لنفسه : يا رب متخدهاش مني... يا رب.

آمنة دخلت عليه هي وحور بخطوات سريعة، وجهها شاحب من القلق. أول ما شافته بالوضع ده، قلبها انقبض. ده مش مجرد ابن أختها... ده زي ابنها اللي عمرها ما خلفته. قربت منه بهدوء، ومدت إيدها ولمست كتفه بخفة، كأنها بتحاول تسحب منه الحِمل.

قالت بصوت مرتعش فيه حنان الأم : يونس يا ضنايا... إيه اللي بتعمله في روحك ده؟

 التفتلها، وعيونه كلها دموع : خالتي! جيتي هنا إزاي وعرفتي منين ؟

آمنة بصتله بدموع وقالت : رنيت عليك وصاحبك رد عليا وعرفني 

يونس حط أيده في جيبه وملقاش فونه ، اتكلم بضيق ودموع : مش قادر يا خالتي... أنا مش قادر أستحمل أشوفها بالمنظر ده. كل مرة بدخل هنا بخاف إنها تكون الأخيرة.

بصتله حور بحزن ووجع أنه بيحبها : ياه يا يونس للدرجادي بتحبها الحب دة كله وأنت بجلالة قدرك تعيط عليها!

دمعة نزلت من عين آمنة من غير ما تحس، وقربت أكتر، حطت إيديها الاتنين على وشه ومسحت دموعه زي ما الأم بتمسح دموع طفلها : اسمعني يا حبيبي... سلسبيل دلوقتي محتاجاك تكون جبل. لو وقعت، هتضعف هي. أنت سندها، وإنت قوتها.

يونس بص في الأرض، صوته متكسر : أنا تعبت... كل حاجة حواليّ بتنهار... حاسس يا بخسر  كل حاجة غالية عليا في وقت واحد.

آمنة شدته لحضنها بكل قوتها، وهي عينها غرقانة دموع : لا تقول كده أبداً. طول ما أنا عايشة، أنا أمك وخالتك وأهلك كلهم. مش هسيبك يا يونس... مش هسيبك، فاهم؟

انهار أكتر، دفن راسه في صدرها كأنه طفل صغير بيدور على حضن أمه، وصوته مكتوم : خايف أخسرها هي وعائشة زي ما خسرت كل حاجة.

حور بصدمة ودموع في نفسها : خايف تخسرها! للدرجادي مهمة بالنسبالك؟ للدرجادي بتحبها بالشكل دة!

 شدت آمنة عليه أكتر، مسحت على راسه بإيدها بحنان : محدش هيتاخد منك تاني بإذن الله. ربنا كبير، وهيطلعهم من المحنة دي زي ما طلعك قبل كده من كل حاجة. بس أوعى تنهار، سلسبيل وعائشة محتاجينك تشوفك واقف، مش مكسور.

يونس رفع عينه ليها، فيه لمعة ألم وأمل : تحسي بيّ كده ليه يا خالتي؟ بتحسيني كأني ابنك بالظبط.

ابتسمت رغم دموعها، وقالت بصوت متحشرج : لأنك فعلاً ابني... أنا عمري ما حسيت إن في مسافة بيني وبينك. من يوم ما فتحت عيني عليك وأنا شايفة فيك ابني اللي ربنا مرزقنيش بيه.

كلامها دخل قلبه وحس بهدوء نسبي ، كأن روحه بدأت ترجع بالتدريج

حور بشر وغل في نفسها : أنا مينفعش أضيع الفرصة دي لازم أخلص على اللي اسمها سلسبيل دي!!

يونس قام وقال بدموع : أنا هنزل أشوف عائشة واطمن على جدو وبابا الأول ، معلش يا خالتو خليكي هنا لحد ما اجي

اومأت له آمنة وهو نزل بسرعة وحور عينها عليه بحزن

- اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋 

الدكتور طلع من غرفة عائشة وهو ماسك ملف في تفاصيل حالة عائشة ، قرب منه أدهم بخوف واتكلم بقلق شديد : دكتور ، الحالة كويسة صح؟ في تطور دلوقتي؟

الدكتور بهدوء : أدهم بيه للأسف مافيش اي تطور نهائي ، وزي ما قلت هنستنى الـ24 ساعة اللي جايين وساعتها نقرر

أدهم بدموع وهو بيتكلم بغصة : طب ينفع أدخل أشوفها دلوقتي؟

الدكتور غمض عينه نص عين واتكلم بهدوء : حضرتك تقرب للمريضة ايه؟

أدهم بسرعة وخوف : جوزها...اقربلها أني جوزها!

الدكتور بأسف : الزيارة عنها ممنوعة ، ولو دخلنا شخص نادراً لازم يكون من الدرجة الأولى.

أدهم بدموع وترجي : بس خمس دقايق مش هتأخر ، أشوفها بس.

الدكتور صعبت عليه الحالة اللي أدهم فيها ، أتكلم برأفة : خلاص خمس دقايق بس وتكون تحت مراقبة.

اومأ له أدهم ، واتجه لغرفة مع ممرضين ولبس كمامة واتعقم تعقيم كامل ولبس لبس التعقيم كامل ، ودخل الغرفة والممرضين قفلوا الباب وادهم قعد مع عائشة 

أدهم قرب منها بهدوء وقعد وبصلها بدموع وقهر ، حط أيده على شفايفها الزرقا واتكلم بدموع : سامحيني يا عائشة أنتِ هنا بتصارعي المو،،ت وأنا معرفتش انقذك ، قومي بسرعة عشان نعمل فرحنا اللي المفروض كمان يومين ، قومي يا عائشة واثبتي أن الدكتور دة مبيفهمش حاجة وأنه غلط وهتقومي وتبقي كويسة ، قومي يا حبيبتي بقى قومي عشان خاطري.

الدموع نزلت من عينه بغزارة واتكلم بصوت مبحوح : كنتي بتقوليلي دايماً مش عايزة أشوف دموعك ، بصي دلوقتي أنتِ عاملة فيا ايه فداكي والله بس قومي ومتسبيش قلبي محروق كدة!

فضل يتأمل ملامحها بدموع ويملس على شعرها لكن وقفه صوت جهاز التنفس وهو بيعلن أن القلب وقف ، أدهم اتصدم واتكلم بصوت عالي وخوف : دكتوووور ، الحقهااا

الدكتور فتح الباب بسرعة والممرضين دخلوا والدكتور قرب من عائشة واتكلم بحزم وسرعة : اتفضل اطلع برا يا استاذ أدهم.

أدهم وقع على الأرض وسند بضهره على الحيطة ، واتكلم بدموع : اعملولها اللازم متسيبوهاش تروح.

سحبه ممرض للخارج وقفل الباب وادهم كان بيتابعهم من برا من الزجاج بعياط ، دخل عليه يونس واتصدم من شكله جري عليه وبصله وبص في الزجاج لقى الدكاترة والممرضين متجمعين حوالينا عائشة 

اتكلم يونس بصدمة ودموع : فـ..في ايه الدكاترة مـ..مـ...مجتمعة حـ..حواليها ليه ، هي كويسة صح؟

أدهم ببكاء شديد : لاا مش كويسة ، عائشة قلبها وقف..اااااااهه..

يونس بص على الزجاج بصدمة وهو شايف الدكاترة بيضغطوا على صدرها وبيعملوا إنعاش والممرضة دخلت بجهاز الصعق الكهربائي 

أدهم بصراخ : لااا يا عائشة مش هسيبك تروحي منيييي ، لااا وعدتيني تفضلي معايا مش بالسهل تسيبيني

•••••••••••••••••••••••
لقطة مقتطفة
عند سالم ، كانت قاعد على السرير بتعب فجأة حس بغصة شديدة في صدره ، حط أيده على قلبه وقال بخوف : أنا قلبي اتقبض مرة واحدة كدة ليه حاسس أن في حاجة ، استرها يارب
••••••••••••••••••••••

جوا عند الدكتور ، اتكلم بسرعة وحزم : شغلي الصعق على قوة 200 

ظبطت الممرضة الجهاز والدكتور صعق لكن مافيش استجابة اتكلم الدكتور بحزم : زودي القوة لـ 250 ..اصعق

صعق الدكتور لكن لا تزال الحياة كما هي ، صعق الدكتور مرة وأخرى وأخرى لكن مافيش اي استجابة

الدكتور بحزن وقال : خلاص انفصلوا الأجهزة مافيش استجابة ساعة الوفاة 6:58


تعليقات