رواية عشق الادم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ماري حليم


 رواية عشق الادم الفصل الرابع والعشرون 


بدأت جموع المدعويين بالتوافد شيئًا فشيئًا الى داخل القاعة الكبيرة المخصصة في العادة، تقدم هذه الحفلات الخاصة بشركات الزهرواي، حيث كانت عبارة عن قاعة كبيرة ملحقة بمكان قريب من الشركة تتزيين بالورود الحمراء الجميلة التي فرشت على أرضية المدخل لتزيد جمال وهيبة المكان أكثر، في حين وقف هو في منتصف الشحة ببدلته السوداء التي زادته وقارا وهيبه برفقة بعض
جمال وهيبة المكان أكثر ، في حين وقف هو في منتصف القاعة ببدلته السوداء التي زادته وقارا وهيبه برفقة بعض رجال الأعمال الذين يقتلون الاقتراب منه والتغلغل بعلاقاتهم مع شركته لرفع من مستوى أعمالهم ، بدأت كاميرات الصحافة تلتقط لأفراد عائلة الزهرواي الصور وهم يهمون بالدخول إلى ناحية الداخل الكثير من الصور حتى يتمكنو من كسب سبق صحفي دسم على حد قولهم ...

جلست السيدة صفاء برفقة شقيقتها والسيد جلال على إحدى الطاولات المخصصة للعائلة ، هتف أيهم وهو يقترب منهم برفقة فرح قائلًا :

" هي فين عشق ؟ "

تنهد السيدة صفيه بأسف قائلة :

" دي رفضت تيجي معانا هنا يا أيهم .. "

ثم همست لهم بصوت منخفض حتى لا يستمع الحضور

قعيله :

" شكلها متخانقة مع آدم والله أعلم !! "

زفر السيد جلال غاضبًا بعض الشيء :

" متخانقين حاجة وأنها تفضل بالبيت لوحدها حاجة تانيه

خالص ، ده آدم تجنننن ولا ايه ؟! "

همست صفاء قائلة :

"يا جماعة مينفعش كده اهدو شوية الناس هتاخد بالها

منا ...

هتف أيهم لزوجته وهو يمسكها من يدها يجلسها بجانب

والده رقه قائلا :

"خليكي قاعدة هنا عند بابا يا حبيبتي ، ومتتعبيش نفسك علشان انتي ببداية الحمل ، أنا هروح أشوف أدم وأفهم

" .. منه

أومأت له بحب وهي تعدل من جلستها ، في حين تتحرك بخطوات سريعة بعض الشيء يعدل من ياقة قميصه على جانب آدم الذي كان يعلق نظره على مدخل القاعة كل دقيقه وهو يتمنى أن يجدها تدخل بأي لحظة ... !!

هتف أيهم وهو يقترب منه برزانه :

"ممكن أفهم اختي فين ؟ ومجتش هنا ليه ؟ " أغمض آدم عينيه وهو يرتشف بعض قطرات الماء قائلا :

"أنا طلبت منها متيجيش ؟ "

عقد أيهم حاجبيه بدون فهم قائلا :

"وليه ده ان شاء الله ؟ "

كان على وشك الرد حينما ارتفعت أصوات الموسيقى معلنًا عن وصول العروسين ، أدار آدم وجهه ناحيتهم ليهتف لأيهم بدون إهتمام :

ده شيء ميخصكش !! "
أنهى كلماته وهو يتوجه ناحية شقيقة يأخذه داخل

أحضانه بفخر وحب ، في حين وقف كافة المدعويين

يصفقون بحرارة ...

سارت نور تتأبط ذراع خطيبها بخجل شديد وهو توجه انظارها المتوترة ناحية الناس الذين كانو يدققون بها

بقوة ، هتف لها أحمد بحب :

" مبروك يا قلب أحمد ، ربنا يقدرني وأخليكي أسعد إنسانه بالدنيا كلها "

إحمرت وجنتيها خجلا ولم تعقب ، في حين تابعو سيرهم ليجلسو بالمكان المخصص لهم ليهتف لها بعشق :

" انتي لسه بتتكسفي مني يا نور ؟ انتي ناسيه انك صرتي امرتي ولا ايه ؟"

أجابته بخجل كبير :

" لا مش ناسيه ده احنا صرلنا كاتبين الكتاب يوم واحد

" !! بس

وصلت ضحكاته التي تسرق عقلها قائلًا :

" اه مده كبيرة مش كده ؟ "

أخفضت رأسها خجلا ، ليبدأ بكلمات الغزل لها يهمس

بأذانها بحب

في حين وقف آدم يطالع باب القاعة الكبير بقلب ينزف حبا على وجودها بجانبه الآن وفي هذه لتساعد ، أخذ يلعن نفسه بقوة لأنه كان السبب في عدم حضورها ، وهي الغبيه التي لبت الدعوة براحبة صدر .. !

همس لنفسها بغضب :

"غبيه مش عارفه اني بعشقها بكل حالاتها !! "

لحظات وكانت حشود الصحافة تتلف على أحدهم بمقدمة

باب القاعة بقوة ، يتسابقون على التقاط الصور لتلك

الحورية الحمراء التي جعلت أوجه كافة المدعويين تديرها ناحيتها بقوة ، ما بين نظرات إعجاب ، غيرة ، حسد ، حب !!

دخلت تتهادى بفستانها الأحمر الناري التي اختارته

تبيض من أجل إشعال لهيب غضب زوجها الغيور وهي تعرف بأنه يغار عليها بجنون ، لذلك تهورت وارتدت هذا

الفستان الناري !!

أخذت تبحث بعينيها عن عائلتها بعينيها الساحرتين

لتجدهم يحملقون بها بإنبهار شديد

هتف لها جاسر الصغير وهو يمسك بيدها بطفوليه قائلًا: "احنا فين يا عشق ؟ "

أحنت جذعها قليلاً لتهتف له بمرح:
احنا هنا بخطوبة عمو أحمد يا قلبي

ثم مدت يدها تعدل له من طرف قميصه الأبيض الطفولي ومن ثم رفعت نفسها بتعادل في وقفتها قائله بسعادة :

" ايه رأيك في المكان ؟ "

أخذ جاسر ينظر باتجاه المدعويين ببعض التوتر ليهتف :

" خليكي معايا انا خايف "

ابتسمت له بحب وهي متشددة على يده وتتجه ناحية أهلها وهي ترفع طرف فستانها بيدها الأخرى .. !!

في حين تجمد آدم مكانه من الصدمه وهو ما يجعله يسير كحورية ساحرة بذلك الفستان الذي جعلها مغرية ضد الجنون ، وحجابها الأسود الذي يعكس لون بشرتها الحليبيه ، دقات قلبه أصبحت تقرع بقوة وهو ما يجعله أمامه وقد خالفت ظنه وأتت ، وقعت لتسرق الباقية المتبقية من مشاعره وأحاسيسه تجاهها ، كز على أسنانه بقوة وهو يرى نظرات الرجال تكاد تفترسها بقوة بشدة

على الرغم من قدميه على السير بعد أن شلتا من جمالها الفاتن، تحرك بخطوات رزينه تخالف ما يشعر به في هذه لتتمكن، وضعت يديها في جيوبه وهو يقترب منها يتفرسها بقوة

وغضب !!

بينما هي تسحب بعينيه القوية تكاد تخترقها ولكنها لم تنظر باتجاهه بل سارت على جانب والدها تقبله بحب شديد، هتفت

فرح وهي تنهض من مكانها بانبهار :

" ماشاء الله عليكي يا عشق ، ده انتي تغطيتي على العروسة "

ابتسمت لها بحب وهي تطالع العروسين الذين كانا غارقيين في تبادل الكلمات الرومانسية ... !

دقيقة ووجدت أحدهم يهاوطها من خسرها بقوة وتملك ، أدارت وجهها لتصطدم بعينيه القوية ليهمس لها بغضب : " ايه إلي لا بساه ده ؟ انتي هتجننيني ولا ايه ؟ "

نظرت له بقوة قاعه :

" ده شيء يخصني يا آدم .. باشا ، وعلشان منكدش عليك

بعد عني ، أصلي وحده بموت بالنكد ... "

كز على أسنانه بغضب أكبر وهو يمس لها :

"أنت مراتي يا مدام ، إحترمي نفسك شوية"

أطلقت ضحكه عاليه وجعل الناس ينظرون لها بغرابة لتهمس :

"الله ! مش انت قولت عليا نكديه ؟ "

وبخفه أرخت قبضته عن خسرها وهي تتجه ناحية مرقص القاعة ، لتبدأ بالتلوي شيئًا فشيئًا ، حسنًا لقد وصلت

المرحلة الجنونية في استفزازه وإخراج الوحش الكاسر بمشكله ،
بداخله ، هي أقسمت أن تخرج كل أنواع الغيره التي بداخله الليلة ويبدو أنها نجحت بذلك

اقترب منها بخطوات أقرب للركض ليمسك خصرها بقوة جعلتها تشهق من الألم ، ليبدأ يتمايل معها وهو يشعر بأنه سيفتك بها لا محاله في هذه اللحظات ، ولكن عقله الرزين منعه أن يكون محط أخبار الصحف في الصباح الباكر ،

همس بغل لها :

" اقسم بالله لأربيكي من أول وجديد "

بادلته بنظرات شامته وهي تهتف :

" وانا هعمل كل حاجة أخليك تندم على الأهانه إلي هنتني بيها بالقصر قبل ما تيجي "

انتهت الأغنية ليمسك بيدها بقوة وهو يبتسم للصحافة التي بدأت تأخذ صورا لهم من جديد ظنا منهم بأن هذين الزوجين ماما يتبادلان الرقصات برومانسية .. !!

سحبها خلفه بقوة حتى وصل بها ناحية سيارته ليدفعها بالمقعد الأمامي ويلف خلف حول السيارة بقوة وهو يستقل مقعد القيادة بنظرات متوعدة !!

إحتكت إطارات السيارة بالأرضية مصدره صوتا مزعجا نتيجة توقف ذلك الذي كان يسير بسرعة جنونية يقطع الطريق بكل تهور وغضب حتى إصطف أمام قصره العريق ليبدأ بالتقاط أنفاسه الاهثه مستعدا لمعركته مع تلك التي كانت تجلس بجانبه تتشبث بجانبي المقعد بكل خوف وقلق من القادم

وبمجرد ما توقفت السيارة حتى فتحت الباب بيدين ترتجفان من الخوف ومن ثم نزلت صافقة الباب خلفها بقوة كبيرة لتطلق ساقيها للريح تقطع درجات السلالم رغبه منها للوصول لغرفتها قبل أن يمسك بها ذلك الثور الهائج ... نظر لها وهي تدخل للداخل بسرعة كبيرة ومن ثم قفل محرك السيارة والتقط مفاتيحه وخرج صافقا الباب أيضا بقوة أكبر، وهو يتوجه ناحية الداخل بعينان تقدحان حمم بركانية استعدادا لقتلها ربما ...

رفعت ذیل فستانها الأحمر الناري بيد وباليد الأخرى وقفت تلتقط أنفاسها أمام باب غرفتها لتجديد غليظة تحاوطها من خصرها بقوة جعلتها تشهق ألما وهي تدير رأسها تقابل عينيه المظلمه لتبتلع ريقها قائلة بخوف :

" م ممكن تسيبني ي يا أدم

أخذ ينظر لها لثانية من وقاحتها تلك ليتبعها بضحكاته الرجوليه التي لا تليق إلا به وحده

قربها منه أكثر قائلا بصوت منخفض متعمدا اخافتها :

ممممم ، أسيبك ؟ طيب وايه رأيك إني مش هسيبك ،
هتعملي إيه يا عشق ؟ ...

للحظة علقت عينيها على أعينها السوداء وبسرعة وبدون مقدمات منها ضربته بقدمها أسفل معدته ليرتدد للخلف متألما من غدرها ذلك لتسرع هي للداخل قاصده إغلاق الباب بسرعة قبل دخوله ولكن للأسف كان قد وضع قدمه يمنعها من ذلك ووجهه لا يبشر بالخير مطلقا

أخذت تبتعد للخلف حتى اصطدمت بالحائط خلفها وقلبها يخفق بعنف ، في حين بدأ هو يقترب منها وعينيه على وشك إحراقها ...

همس لها وهو يتقدم أكثر حتى وقف أمامها بغضب :

" ايه إلى عملتيه ده يا عشق ؟ "

كانت على وشك الرد وقلبها ما زال يخفق بجنون حينما رأته يحاصرها بين جسده والحائط وبسرعه قفزت أمامها ذكريات

ذلك اليوم المشؤوم لتنزل دموعها بشدة وبلحظة كانت خانقة ورأسها ترتطم بالأرض بعنف تحت نظرات ذلك العاشق المحترق من غيرته عليها ولم يشعر بنفسه إلا وصوته يصدح بإسمها في أرجاء القصر ....


تعليقات