رواية عشق الادم الفصل الثلاثون والاخير
كان التوتر سيد الموقف عندما خرج إحدى الأطباء منكس الأن لا يدري ماذا سيقول الآن وهو يرى تجمهر أفراد
هتف أدم بحذر :
" عشق كويسه ؟ "
رفع الطبيب رأسه ناحيته بألم ليهتف :
" للأسف القلب توقف
أصبحت خفقات قلبه جنونية وهو لا يصدق كلمات الطبيب الجنونيه تلك ، وبسرعة جنونيه إنطلق ناحية الغرفة التي كانت تقبع بداخلها ليصرخ بحده بكل الموجودين قائلا :
" اطلعو برااااااااا "
إنتفض كل من كان بالغرفة ليخرجو سريعا يرتطمون ببعضهم البعض .. في حين أمسك هو جهاز الصدمات
وهو يوجه أنظاره ناحيتها بقوة قائلا بألم :
" مش هسمحلك تموتي يا عشق ، مش هسمحلك تروحي وتسيبيني كده .. "
ليضع الجهاز ناحية قلبها بقوة لترتفع بجسدها معه
ومن ثم تهبط مكانها ، عاد الكره مره واثنين وثلاثه ولكن دون إستجابة ، أصبحت حالته الآن على المحك وهو يعاود الكره بشكل جنوني ...
دخل إحدى الأطباء قائلا بأسف :
" مينفعش كده يا آدم باشا ، خلاااص "
وجه نظرة ناريه للطبيب ليهتف به بجنون قائلا :
إنتفض الطبيب خارجا ولم ينطق حرفا واحدا ...
في حين التف كل أفراد العائلة يطالعون الموقف ببكاء ونحيب .. إنهار السيد جلال أيضا وهو ينحب ببكاء يخلع القلب من مكانه ...
ألقى آدم جهاز الصدمات من يده بقوة ليرفع أطراف قميصه الأبيض ويضغط على قلبها بقوة محاولاً عمل تنفس أخر بنفسه .. لحظة تلتها أخرى حتى سمع صوت جهاز القلب يخفق من جديد ..!! وقف الأطباء عاجزين عن التدخل في تلك المعجزة التي شلت أطرافهم عن الكلام ، ارتفع جهاز القلب من جديد ليرتفع معه قلبه يحتضن قلبها بقوة ، تلك الروح القوية التي بإرادة الله عز وجل أنقذت روحها
ذلك الحب الذي كان سببا في إنقاذ حبيبه ونصفه الآخر ، إنهار آدم جالسا على أرضية الغرفة وهو يرى قلبها يعمل من جديد ، سجد في تلك لتدفع شاكرا المولى عزوجل بدموع سقطت بقوة معلنا حياة جديدة لؤلائك العاشقين اللذين تحديا كل يستطيع ليبقيا يخفقان بجانب بعضهما البعض ..
في تلك الأثناء هتفت صفاء بجنون وهستيريه :
"الحمد لله الحمد لله ، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظيم سلطانك ..."
أنها كلماتها وهي تحتضن زوجها بشدة من هول السعادة التي تشعر بها الآن ، هتفت السيد جلال بشدة بضعف :
"الحمد لله، ربنا عالم بحالنا علشان كده رجعهالنا"
في تلك الأثناء خرج أدم من الغرفة يجر أقدامه جرا يحاول الوصول لإحدى المقاعد يرمي نفسه عليه بقوة مطلقًا تنهيدة قوية بعد أن نجح في إعادتها للحياة بفضل الله
إحتضنه أيهم بقوة ق بكاء :
دلوقتي يا أدم عرفت ان اختي بين ايد أمينه "
بادله آدم ابتسامة باهته مجيبا :
دي روحي وحياتي يا أيهم ... "
في تلك الأثناء كان قد وصل أحمد برفقة خطيبته نور بعد أن كانو قد ذهبو لإحدى المدن القريبة لإتمام بعض العلاجات ، هتاف أحمد بجديه :
عشق كويسه ؟"
أجابته والدته بتنهيده :
" عشق رجعت للحياة بفضل ربنا وبفضل آدم "
زفر أحمد بإرتياح ، في حين هتف نور برقه :
" الحمد لله على سلامتها یا مستر آدم ، ان شاء الله هتخرج وترجعلك سالمه .. "
أجابها أدم بشكر :
" شكرا يا نور ، عقبال ما أشوفكم متهنيين
بفرحكم "
في حين كان جاسر الصغير قد نام بأحضان جدته ليهتف لها آدم بجديه :
" خلاص يا امي خدي جاسر ورجعو كلكم القصر انا هفضل هنا "
هتفت صفاء باعتراض :
" لا انا عايزة أشوف بنتي .
في تلك الأثناء خرج الطبيب مجددا وهو يهتف براحه كبيرة بعد كل هذا الضغط الذي عاناه الجميع قائلا :
" الحمد لله ، المدام عشق تخطت مرحلة الخطر ، دلوقتي هي نامت ومش هتصحى قبل بكرا الصبح"
ابتسم الجميع بسعادة ليهتف أدم بجدية أكبر :
" يبقى كلكم ارجعو القصر زي ما قولت "
اوما الجميع بتفهم وخصوصا بعد ان اطمئنو عليها
وأيضا لم يستطيعو رؤيتها قبل الصباح
ليغادر الجميع تاركينها برعاية الله و عشق آدم ... !!
فتح باب الغرفة بحذر شديد حتى لا يصدر أي صوت يجعلها تستيقظ من نومتها تلك ، أغلق الباب خلفه وهو
يسير بخطوات بطيئه حتى وصل أمام سريرها مباشرة ، تنهد بألم وهو يرى وجهها الأبيض قد تحول لوجه يشبه الأموات بسبب كمية الألم والوجه التي عاشتها في أخر ساعاتها تلك .. تقدم أكثر ليجلس على السرير ويدس نفسه بهدوء بجانبها يجاوبها من خصرها برقه ويدفن وجهه بخصلات شعرها الحمراء
يستنشق رائحتها الجميلة .. على الرغم من رائحة المشفى التي كانت تطغى عليها رائحة الأدوية ولكن رائحتها طغت بدورها على تلك الأدوية التي قدمت لها تساعدها على النوم ...
همس وهو يقبلها برقه على خدها قائلا :
" انتي مكانك هنا ، في حضني ومعايا ، مش هسمحلك تروحي وتسيبيني ، أنا بقوى فيكي وبضعف فيكي ، انا بتنفس حبك وعشقك ، قلب خلق خصوصي علشان يدقلق انتي وبس
أنهى كلماته وهو يقبل شعرها بنعومه ومن ثم غط بنوم عميق بجانبها
صباح اليوم التالي .
دخلت إحدى الممرضات تطمئن على حالتها عندما وقفت عند الباب بخجل وهي ترى ذلك العاشق يحتضن زوجته بقوة بمشهد رومانسي راقي
تنحنحت بخفه قائله :
" آدم باشا ، ممكن حضرتك تقوم شوية ، علشان هغير على جرح المريضة
ابتسم أدم لها بعمليه وهو ينهض من مكانه بعد أن قبلها قبله رقيقه كان على وشك الابتعاد عنها حينما أحس بضغطه صغيرة على يده اليمنى ، دقق النظر ليراها تجاهد لفتح عينيها الجميلتين
ابتسم بسعادة قائلا :
حبيبتي انتي كويسه ، وأخيرا يا عشق شفت عينيكي دي بعد عذاب ... "
ابتسمت بخفه وهي تشعر ببعض خزات الألم تنخر فيها لتهتف بضعف :
"وحشتني"
اقترب منها بحذر قائلًا :
وانتي كمان وحشتيني كتير يا عشق ، متتخيليش انا كنت عامل ازاي من غيرك ... "
في حين انسحبت الممرضة بخجل تاركه مساحة خاصة بهذيين العاشقين ... !!
هتفت بضعف :
"انا عايزة اشوف بابا وماما يا آدم"
قبل يدها قائلًا بحب :
"تلاقيهم داخليين عليينا بأي لحظة"
مجرد ما أنهى كلماته تلك حتى وجد الباب يفتح منه صفاء يوافق عليها البكاء بشدة وهي تتقدم من ابنتها بحذر تجلس على الجهه الأخرى يتبعها زوجها وأهم برفقة زوجته فرح التي أصرت على الحضور بعد أن علمت بما حل بصديقتها ...
هتفت صفاء وهي تقبل رأس ابنتها :
حمد لله على السلامة يا روح قلبي ، ده انا كنت بموت امبارح من غيرك"
أدمعت عيني عشق لتهتف :
"بعد الشر عنك يا ماما ، متعيطش انا كويسه"
في حين تحدث آدم ببعض الغضب :
بلاش عياط لو سمحتو ، عشق حالتها مش محتاجه عياط ، مش عايز أشوف دموعها تاني .. "
دخل أحمد يهتف بمرح حتى يخفف حدة الأجواء الباهيه تلك ق :
"عشق لازم تدخل موسوعة جينيس بسبب عدد وجودها بالمستشفى يا جماعة "
ابتسمت عشق على مرحه ذلك ، في حين حدجه أدم بنظرات ناريه .. !!
تقدم أيهم منها قبح بحب :
"انا قولت عشق قوي وهترجعلنا"
أنهى كلامه وهو يقبلها على جبينها برقة
في حين رفعت هي أنظارها تبادله الإبتسامة ومن ثم هتف لوالدها :
وانت يا بابا مفيش بوسه وحضن ولا ايه؟"
ابتسم والده قبح وهو يتقدم :
"أنتي أصبري بس ، تخفي انتي الأول وأنا أهريكي بوس وأحضان
في حين تمتم أدم غاضبًا :
"استغفر الله العظيم ، كله عايز يبوسها دلوقتي ! ناس رحمه .. "
صدحت ضحكات الجميع على كلامه ذلك
حين بقيت هي تطالعه بنظرات فاضت حبا وعشقا له
وحده ، عشق خلق ليكون مقطوعة عشق خاصة بأدم وعشق وحدهما .. !!
مرت الأيام سريعا حتى جاء يوم خروجها من المشفى ، ذلك اليوم التي تمناه آدم كثيرا حتى تعود له تنير حياته من جديد .. حياته التي لم تكن من قبل كما أصبحت بوجودها بجواره ...
كانت بالغرفة تجلس على السرير تنتظره بعد أن ذهب لإنهاء بعض الأوراق الخاصة بها .. عندما وجدت جاسر الصغير يدخل يحمل بين يديه ورود حمراء رقيقه ومن نوعها المفضل ...
تقدم منها بخطوات طفوليه يمد لها الورود قائلا :
دي قطفتها من الحديقة علشانك يا عشق .
ابتسمت له بسعادة كبيرة وهي تلتقط تلك الورود تقربها منها تستنشق عبيرها ، ومن ثم فتحت له يديها قائله :
" حضن كبيرة لعشق بقى ؟ "
احتضنها الطفل بسعادة ليدخل أدم بتلك اللحظات يشاهد ذلك المشهد أمامه ليهتف ببعض الغيرة :
" بلا يا حبيبتي كفايه أحضان هنمشي .
ابتسمت على زوجها برقه وهي تشاهد نظرات الغيرة من عينيه تخرج بقوة
تقدم منها يحملها بين يديه برقه وهو يهتف :
" يلا يا جاسر ورايا .. "
توجهت ناحية الخارج ومن ثم إلى داخل السيارة وهو يهمس لها بكلمات الحب التي لا يمل منها أبدا
دخل بها الى القصر ليجد الجميع ينتظرونهم هناك
ابتسم لهم بعمليه قائلا :
دلوقتي لازم ترتاح ، هتشوفوها بعدين .
قال كلماته تلك وهو يصعد بها على الجانب الأعلى وهي تتعلق بعنقه بقوة وتضحك على تصرفاته الطفوليه تلك ...
في حين طالعهم أفراد العائلة بنظرات تتمنى لهما السعادة الأبدية
أنزلها على السرير برقه وهو يعدل من جلستها تلك
ومن ثم قام بفك حجابها لها ليهتف بعشق :
و ح ش ت ي ن ي "
ابتسمت بخجل قائله :
" وانت كمان "
اقترب منها حتى اختلطت انفاسهما معا وهو على وشك منحها قبله حينما تصاعد رنين هاتفه بصوت مرتفع ، لعن تحت أنفاسه وهو يأخذ الهاتف بغضب في حين ابتسمت هي بسعادة
لحظات وحضرت وجهه قد تبدل إلى نظرات غير مفهومه لتهتف ببعض الخوف :
في ايه يا حبيبي ؟ "
أجابها بنظرات متأسفه :
" عبير ماتت
أخيرا انتهت حياة تلك المرأة التي كانت سببا في دمار وتألم لمن حولها ، ماتت بعد صراع طويل مع المرض نتج عن أعمالها الشيطانية ، ماتت ولا تعرف بأن انتقام الله أتيا لا محاله ، ماتت تاركه خلفها طفل لم يحمل من أخلاقها .... شيئا
تمت بحمد الله
