رواية صراع القاسم الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سلوي عوض


 رواية صراع القاسم الفصل الثاني والثلاثون 

ليتركهم حازم وهو غاضب.
عصام: والله أنا مبقتش عارف أعمل إيه مع الواد ده، نفسي يعقل ويركّز كده.
حمزه: ما هو أهم حاجة إن شغله كويس، والشركة الحمد لله بتكسب كويس.
قاسم: بس برده لازم يبطل هزار على الفاضي والمليان.
عصام: أنا برده زيك يا قاسم، عايزه يعقل.
قاسم: طيب أنا عندي فكرة زينه هتخليه يعقل.
عصام: فكرة إيه؟
قاسم: أنا عندي واحد صاحبي جوي.
حمزه: وصاحبك ده دخله إيه؟
قاسم: هجولكم دخله إيه.
أما إخوة قاسم فذهبوا إلى المنزل الذي يُدار للقمار والأعمال المنافية للآداب.
شرف: يا أبوي ده إحنا مكناش عايشين.
شريف: شايف الحريم يا واد بينوّروا في الظلمة! جاتنا نيلة في حظنا الهباب.
أشرف: اقعدوا هنا على ما أشوف صاحبي اللي جولتلكم عليه… أهو مرزوق! يا مرزوق إحنا هنا، تعال أعرّفك على إخواتي شرف وشريف.
مرزوق: أهلا بالبشاوات، منوّرين.
أشرف: ده نورك يا غالي. إحنا خلاص جسمنا التركة وخدنا حقنا كله، أراضي وفلوس كتيره جوي.
مرزوق: ألف مبروك، بس بردك لازم تشتغلوا عشان فلوسكم تزيد وتبقى ملايين كتيره.
أشرف: بس إحنا نفسنا نريّح.
مرزوق: أنا عندي ليكم هدية.. راجل أعمال كبير أوي ممكن يشارككم وتاخدوا حقكم وانتو حاطين رجل على رجل.
أشرف: فين هو ده؟
مرزوق: بكره هيكون موجود.
أشرف: ده إحنا هنستنّوه على نار.
مرزوق: خلّوهم بايتين هنا، وأنا هظبطلكم تلات حريم، إنما إيه.. هيروقوا عليكم.
أشرف: صاحب وأخ يا مرزوق.
مرزوق: عن إذنكم دقائق وراجعلكم.
ليتركهم مرزوق ويذهب إلى أخته صاحبة المنزل.
مرزوق: بت يا سماسم، بقولك إيه، شايفة التلاته اللي كنت قاعد معاهم دول؟
سماسم: مالهم؟
مرزوق: متريشين أوي. جهزي تلت أوض وتلت بنات وأحسن أكل وأحسن شرب عندك. وعايزك كمان تبعتي للواد فرج وتخليه يلبس بيه عشان هنشطب عليهم.
سماسم: قصدك يعني يعمل راجل أعمال زي كل مرّة ونقشطهم؟
مرزوق: برافو عليكي. بس الأول جهزي اللي قولتلك عليه.
سماسم: من عيني.
مرزوق: بالعجل يا أختي، أنا هروح أقعد معاهم.
سماسم: طيب إيه رأيك نجيب فرج دلوقتي؟
مرزوق: ماشي، بس بعد ما يقعدوا مع البنات.
سماسم: هتعيش طول عمرك غبي. البنات يجالسوهم آه، بس قبل ما يدخلوا جوه معاهم يكون فرج مضّاهم على كل حاجة عشان يبقوا على نار.
مرزوق: طول عمرك معلّمة يا سماسم. وبكره نهج من هنا عشان لما يفوقوا ما يلاقوش حد.
سماسم: طيب ياله.
ليجلس مرزوق مع أشرف وإخوته.
مرزوق: ولاد حلال، الباشا جاي بعد شويه.
أشرف: فين الحلويات طيب؟
مرزوق: البنات قدامكم، نقوا اللي يعجبكم.
أشرف (ببلاهة): شايف التلات بنات اللي واقفين هناك؟ إحنا عايزينهم.
مرزوق: ده إنت طلعت شواف أوي. استنوا أجيبهم. (ينادي) إنتي يا بت منك ليها، تعالوا انسوا البهوات.
البنات (بضحك): حاضر يا معلم.
ليتركهم مرزوق ويذهب إلى البنات.
مرزوق: بقولكم إيه، عايزاكم تسطلوهم على الآخر. ياله روحوا.
وبالفعل يذهبوا إليهم ليجلسوا معهم، ليشربوا ويأكلوا. وهنا يصل فرج.
مرزوق: عايزك تعمل اللي بنعمله كل مرّة.
فرج: عيني يا معلم.
ليذهب مرزوق إلى أشرف وإخوته.
مرزوق: إنتي يا بت منك ليها، جوموا دلوك.
أشرف (سكران): ليه متخلّيهم قاعدين معانا؟
مرزوق: الباشا جاه أهو. نخلص شغلنا وبعد كده عيشوا حياتكم.
ليجلس فرج بجانبهم.
فرج: أهلا بيكم.
أشرف: أهلا بحضرتك.
فرج: أنا هديكم مكسب 70%، وكل أول شهر تاخدوا مكسبكم.
شريف: حوالي كام يعني؟
فرج: مش لما أعرف هتدخلوا معايا بكام.
أشرف: هندخلوا بكل اللي عندنا، ستة مليون وأراضي تجيب عشرة مليون.
فرج: يعني مكسبكم في الشهر هيكون تلاتة مليون، وفلوسكم زي ما هيا.
أشرف (بطمع): طيب خليهم أربعة مليون. أنا اتنين، وكل واحد من إخواتي مليون.
فرج: بس كده أخسر معايا.
مرزوق: عشان خاطري أنا.. إحنا عشمانين فيك.
فرج: خلاص، عشمكم في محله.
فرج: طيب نمضي العقود بقى.
مرزوق: طيب نشربوا كاسين في صحة الشراكة.
ليتركهم مرزوق ويشير إلى الفتيات.
مرزوق: روحوا اقعدوا معاهم خلينا نخلص.
أشرف: الجمرات جم أهو. يجعدوا معانا. ياله يا باشا، خلينا نمضي العقود عشان نروّح على نفسنا.
ليخرج لهم فرج العقود.
فرج: امضوا هنا.. أيوه، وهنا كمان.. وكمان هنا.
أشرف: خلاص ولا لسه؟
فرج: آخر ورقة أهيه.
ليوقعوا على جميع الأوراق.
فرج: أروح أنا بقى أشوف حالي، بس قولولي الكاش فين؟
أشرف: تحت في العربية. خد يا مرزوق مفتاح العربية وهات منها شنطة الفلوس.
مرزوق: من عيني.
ليتركهم مرزوق وينزل إلى السيارة ليأخذ الأموال.
مرزوق: بالشفا يا أشرف.
ليصعد مرزوق: الفلوس أهيه يا باشا.
أشرف: تعالوا يا جمر نخش جوه. وإنت يا شريف وإنت يا شرف، كل واحد ياخد واحدة.
مرزوق (يغمز للفتيات): خشوا أنتو جوه، وكل واحدة منكم تخش الأوضة اللي عليها العين.
أشرف: بس بسرعة.
مرزوق: خشوا إنتو وهما هيجوا وراكم.
وبالفعل يدخل كل واحد منهم غرفة.
أما مرزوق: ياله يا بنات على تحت. وإنت يا فرج فضي الشقة وهات الفلوس خلينا نطير من هنا.
وبالفعل يتركوا كلهم المنزل، ويقود مرزوق سيارة أشرف.
سماسم (بضحكة خليعة): الغلة النهارده بزيادة أوي.
مرزوق: مجايب يا أختي.
سماسم: تعيش وتجيب يا أخويا.
فرج: التاجر اللي هيشتري الأرض جاهز.
سماسم: هنقابله في طريقنا يقبضنا ونهج من هنا.
وبعد ساعتين نجد أشرف يتحدث مع نفسه:
أشرف: هي البت ديه عوجت كده ليه؟ ده زمان شريف وشرف هايصين مع البنته. هخرج أشوفها عوجت ليه.
ليفـتح الباب ويخرج ليجد إخوته جالسين في حالة ذهول.
أشرف: مالكم؟ اتكب طبيخكم ولا إيه؟
شريف: صحابك هربوا ومافيش حد في البيت غيرنا، جلبونا ونصبوا علينا، وقالوا يا فكيك.
أشرف: بتجولوا إيه؟ انتو اصبروا، أنا هرن على مرزوق.
ليتصل أشرف على مرزوق.
مرزوق: أشرف! إنتو فينكم أمال؟
أشرف: تعيش وتاخد غيرها يا صاحبي.
أشرف: بلاش هزار بجا.
مرزوق: مش هزار، إحنا قلبناكم وخدنا اللي وراكم واللي قدامكم. آه، وسيبوا الشقة عشان صحابها هيستلموها. سلام يا مغفلين.
ليغلق مرزوق الهاتف في وجهه.
فيرمي أشرف جسده على الكرسي: إحنا ضعنا خلاص، ولاد الحرام ضحكوا علينا ونصبوا علينا.
شريف: إنت بتقول إيه؟ يعني إنت ضيعتنا خلاص.
شرف: ما يمكن متفق معاهم علينا.. مش مرزوق ده يبقى صاحبك؟
أشرف: بتقول إيه إنت؟ والله ما كنت أعرف حاجة من اللي عملوه. أنا اتنصب عليا زيكم. إحنا خلاص بيوتنا اتخربت وهنشحت.
شريف: إحنا ملناش صالح، عاوزين فلوسنا وأرضنا، وإلا هنخلص عليك.
أشرف: بقولك اتنصب عليا زيي زيكم.
شرف: والعمل إيه دلوك؟ ده حتى البيت اللي عايشين فيه طلع إيجار، وكلها كام يوم وصاحبه يستلمه. هنروح فين بعيالنا وحريمنا؟
أشرف: مش عارف، مش عارف.. أنا حاسس إن روحي بتطلع.
شريف: أنا هتصل بجاسم وأجوله على كل حاجة وهو هينجدنا.
شرف: اتصل بيه، اعمل معروف.
أشرف: بس جاسم هيشمت فينا ويقعد يأنبنا.
شرف: مش عايز أسمع حسك.
ليتصل شريف بقاسم.
شريف: الحجنا يا أخوي، إحنا اتنصب علينا في كل اللي حيلتنا ومالاقيناش مكان نقعد فيه. خواتك وعيالهم هيترموا في الشارع.
قاسم: كيف حصل ديتي؟
شريف: هجولك بعدين يا أخوي. بس هنعمل إيه؟
قاسم: هات عيالكم وتعالوا، وأنا هبعتلك العنوان في رسالة.
شريف: بس بعد إذنك يعني ماعيزش حريمنا يعرفوا حاجة، اعمل معروف.
قاسم: لا، مش هيعرفوا، وهنبه على الكل مايجولوش حاجة قدامهم.
شريف: طيب وهنقعد فين؟
قاسم: أنا اشتريت فيلا عشان أتجوز فيها، تعالوا اقعدوا فيها واعتبروها بيتكم.
شريف: حجك علينا يا أخوي.
قاسم: مافيش حج ولا حاجة، إنتو خواتي لحمي ودمي.
شريف: يعني إنت مش زعلان مننا؟
قاسم: لا يا أخوي. ياله هاتوا عيالكم وتعالوا.
شريف: ربنا يخليك لينا. صح الكبير كبير يا ولاد.
ليغلق شريف الهاتف مع قاسم.
شريف: جوموا ياله، خلينا نروح نجيب الحريم والعيال عشان نقعد عند جاسم في الفيلا اللي اشتراها. كتر خيره، كان هيتجوز فيها بس قال خواتي أولى.
أشرف: ده إنت بوشين يا أخي.
شريف: حسك عينك تتكلم تاني.
شرف: أيوه جاسم هو كبيرنا، لكن إنت منك لله. الواحد مش عارف هنعيش منين ولا نصرف على الجرطة اللي حدانا منين.
شريف: جاسم أخوك راجل ومش هيهملنا. استني كده، فيه رسالة جاتني.. ديه رسالة العنوان.
وهنا يتصل قاسم بشريف.
قاسم: الرسالة جاتك؟
شريف: آه يا أخوي، كتر خيرك.
قاسم: عايزك تعرف خواتك يقولوا لحريمهم إنكم اشتريتوا الفيلا ديه، وإننا لسه ما قسمناش الورث. وكمان هحولك جرشين على محفظة التليفون.
شريف (ببكاء): ربنا يسترك يا أخوي زي ما سترتنا.
قاسم: عيب عليك تقول كده، إحنا واحد. هحولك خمسين ألف عشان تجيبوا خلج لحريمكم وعيالكم، وهبيلكم التلاجات. والفيلا فيها خدم كتير. ياله بجا تعالوا عشان تنوروها. وكمان عيالي متوحشينكم جوي إنتو وعيالكم.

تعليقات