رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الخامس والثلاثون 35 والاخير بقلم سارة مجدي


 رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الخامس والثلاثون والاخير 

كانت تبكى قهراً بمفردها ..... غداً عرسها وأخبرها أيمن أنه قد حجز لها غرفه في إحدى أكبر الفنادق ... كيف سيسلمها والدها له كيف سينزل السلم في تلك اللحظه شعرت أن العالم أجمع يقف أمامها وأن كل الطرق تعيقها

في صباح اليوم التالى وصلت إلى الفندق لتجده مختلف عما كانت تتخيل أنه فندق مميز التصميم يشبه المنتجعات السياحيه بحدائق واسعه وبه من الغرف الكثير التي تطل على هذه الحدائق .. وأيضاً به ذلك المبنى الطويل كفندق عادي .

نظرت إلى عامل الفندق فقال

- أوضة حضرتك هنا

وأشار إلى إحدى الغرف مميزه الموقع وأشار إلى الغرفه المقابله وقال

ودى أوضة العريس

لتهز رأسها وهي تبتسم بسعاده فأيمن أهتم بكل شيء وكأنه عرف بما تفكر ... وما كان يقلقها في نفس اللحظه التي ظهرت فيها مهيره وجودى ومعهم جورى وفجر . وبعد لحظات حضرت فرح بمرحها المعهود

كان الجميع يجلس بالغرفه الخارجيه وملك بالغرفه الداخليه مع خبيرة التجميل

تجمع جميع الشباب أسفل بنايه أيمن وصعدا إليه

لیجداه نائم فظهرت معالم الدهشه على ملامحهم ليقول موضحا

- بقالي أسبوع بحاول ألاقى فندق مناسب علشان ظروف حمايا ... ويقدر يسلملى ملك

صمت الجميع إحتراماً لكلامه وأحساسه .

فتقدم منه زين وقال

- طيب يلا قوم أجهز علشان نروح الفندق .

كانت جالسه في غرفتها تضم قدميها إلى صدرها وعيناها تبكى كان يستمع لصوت أنفاسها المضطربه مر أكثر من أسبوع على ما حدث وهى على تلك الحاله رفضت الذهاب مع أمها ... ولا بقاء أمه معها قائله

- هذا بيتي وأريد أن أكون فيه بمفردي

أقترب منها بهدوء وجلس بجانبها وضمها إلى صدره

لتبكى بقوه وقهر وقالت

كنت بحلم بيه بقالي أربع سنين أربع سنين يا صهيب

أربع سنين أنت محروم من كلمة بابا ... أربع سنين ساكت ... أربع سنين محدش بيتكلم ولا حد بيفتح الموضوع كله ساكت علشان .... علشان

ليكمل هو بألم

علشان صهيب إللى رجع للحياه على إيدك علشان أنت سر حياة وسعادة صهيب ... مش معقول تكوني رجعتى ابنهم للحياه من جديد ويتكلموا في موضوع الخلفه

صمتت تنظر إليه بألم وقالت

....أنا .اس

ليقاطعها قائلاً

متعتذريش يا زهره دى حقيقه أنت رجعتيني للحياه ومعاكي وبقربك مفيش حاجه عندى مهمه وكنت زعلان لتأخير الحمل علشانك أنت وعلشان زعلك ... أنت عندى أهم يا زهره ... عارفه ليه

لم يسمع منها رد ولكن شعر بيدها تضغط يده ليقولها

بصراحه

- لأني أناني .. وبحب نفسى ومصلحتي ... عايزك نور حیاتی تنورى العتمه إللى أنا ساكن فيها .... عايزك ومحتاجك وبحبك .

لترتمي بين ذراعيه باكيه وهي تقول

أنا بحبك اووى أنت كل حياتي أنت أنا يا صهيب أنت أنا

ليبعدها عن حضنه قليلاً ليمسح عنها دموعها وقال

ربنا رزقنا مره .. وان شاء الله هيرزوقنا تاني مش كده

لتهز رأسها بنعم ليشعر بتلك الحركه بيده التي تحتضن وجنتها ليبتسم وهو يقول

- ديماً بتنسى أني أعمى

لتضرب كتفه بقوه ليتأوه بشده فترتمى مره أخرى تخبئ وجهها في جوف رقبتة وتحتضنه بقوه

ليغمض هو عينيه يتنفس براحه منذ أسبوع

كان ملك في أحلى صورها بذلك الفستان الذي جعلها تبدوا كأحدى أميرات الأحلام كان الجميع ينظر إليها بأنبهار جعلها تشعر بالخجل اخفضت بصرها أرضاً وهي تبتسم بخجل .. لتقترب منها مهيره لتقبلها بحب وهي تقول

ومفيش أطيب منه ومن قلبه - أيمن بيحبك بجد حبيه وأسعديه ... وثقى فيه .

لتنظر لها ملك وهي تشعر من داخلها أن مهيره تقرأها من الداخل تشعر بما يقلقها .

ابتسمت ونظرت لها وهي تقول

فوق راسي والله

التربت مهيره على كتفها لتقترب بنفسك لتضمها بقوه وهي

تبكي بسعاده قائله

- جوزك راجل طيب وشاريكي ... شيليه في عينك وفوق راسك .. أحترميه يحترمك ... وأقدرى تعبه وشغله ... أفهميه وخلى حضنك ديماً بيته

ربتت على كتف ابنتها لتكمل

الست ديماً هي العمود الأساسي في البيت ... هي إللى بتهتم ببيتها وجوزها وولادها .. وبكل التفاصيل ... دى مسؤوليه مش سهله أبدا بس تستاهل يا بنتي .

لتصفق فرح وهى تقول كاسره حالة الحزن تلك

الله عظمه على عظمه يا ست اهو ده الكلام .... والله كلامك دورر يا أم ملك صدقيني

لتضربها أنعام على كتفها قائله

- هو أنت لسه معقلتيش . الله يكون في عون جوزك

لتضحك فرح وهي تقول

- صدقینی يا بخته بیا ده لولايا لم يعيش تبقا ممله

واخفضت صوتها وهي تقول

بس الكلام ده بيني وبينكم .. أنا مش عايزه أتعلق بيبقى شكلى وحش اووى

ليضحك الجميع بسعاده وفى تلك اللحظه دلف إلى الغرفه والد ملك وعيناه مليئة بدموع السعادة والفرح وأخيراً سيطمئن على صغيرته التي طالما عانت و تألمت

اقترب منها على كرسيه المدولب ووقف أمامها لتجثوا على ركبتيها أمامه ليربت على وجنتها وهو يقول

أنا النهارده أسعد أب في الدنيا النهارده بنتي هتعيش بجد .. هتعمل عيلتها الصغيره ... هتعيش حياتها إللى اتحرمت منها سنين علشان كانت راجل ووقفت جمب أبوها وأمها

لتقبل يده بحب ثم قالت وعيناها تدمع

أنا قصرت في حقكم كتير أرجوك سامحنى ... وخليك

ديما راضي عنى.

يبتسم لها وهو يقول

- عمرك ما قصرتي ... ولا يوم مر عليا من غير ما أكون راضى عنك. ربنا يسعدك يا ​​بنتي ويهنيكي.

قبل أعلى رأسها وهو يقول

يلا بقا علشان العريس مستنى من بدري

خرج والده من الباب وهي خلفه وكان أيمن يقف في منتصف الطريق بين الغرفتين والجميع خلفه لتمسك بيد والده وتقدمت وهي تضغط بأصابعها على يد والده يربت عليها بيده الأخرى وحين وصلت أمامه ظل ينظر إليها بسعاده غير مصدق تلك الحوريه الخارجه من الجنه وتقف أمامه بتلك الهيئه الملائكيه اخفض بصره إلى والده ومد يده فضم الرجل يد أيمن بقوه وهو يقول

- أنا عارف إنك راجل ... هتعيش معاها بالمعروف ولو كرهتها في يوم هتفارقها بالمعروف.

لينحنى أيمن على ركبتيه وقال بثقه

ملك هي كل حياتي ونبض قلبي ... وهشيلها جوه قلبي وعيوني .... وبرقبتي أحميها .

ليربت على كتفه ليقف أيمن ومد يده لها ليرفع والدها ويضعها في يد أيمن الذي أنحنى ليقبل يتوقفا ثم يمنع ليقبل أعلى رأسها وتحرك بها وسط كل ضيوف حفلهم على جانبيها وخلفها والديها وأصدقائه وزوجاتهم .

كان حفل هادئ جميل مميز ومختلف في الهواء وسط الحدائق الغناء ومزين كل ركن بها بالورود والأقمشه البيضاء الناعمة

اقترب سفيان من أذن مهيره

- وحشتيني
لتبتسم بسعاده وهى تنظر له بعشق كبير

ليقترب مره أخرى وقال

- أنا موافق .

لتتسع عيناها دهشه ونظرت إليه باستفهام وشك

ليكمل قائلاً

موافق نروح الفيله بس عندي شرط

لتبتسم بسعاده وتعلقت بذراعه وهي تقول

- إللى أنت عايزه هعمله من غير نقاش .

ليبتسم بعشق حقيقى لتلك الثقه الكبيره التي منحتها له مهيره بعد عناء طويل ... ولكن كلما تذكر أنها وثقت به قبل أن تثق في نفسها يشعر بالفخر

كان أيمن يقف أمام ملك ينظر لها بعدم تصديق لتقول له

- أنت بتبصلى كده ليه

مش مصدق أنك قدامى وبالفستان الأبيض .. وكلها ساعه وتكوني في بيتى ... أنا عايز حد يقرصني يمكن أكون نايم

لتضحك بخفه وسعاده في نفس اللحظه التي احتضنه فيها زین بخشونه لیمازحوا بعض قليلاً لتبتعد ملك وهي تقرر أن تنفذ تلك الفكره التي خطرت في بالها في نفس اللحظه التي وقعت عيونها عليه اليوم .

اقتربت من مشغل الأغاني وطلبت منه ما تريد وأمسكت الميكروفون وبدأت في الغناء مباشره

مالی حاسه بارتباك وبحاله مش عاديه عقلى اتجنن معاك مش عارفه أيه إللى فيا قوم فض الاشتباك او خبى عنيك شويه ده أنا واقعه فيك بجد من كلمتين يدوب بلاقيني في حته تانيه ما بشفش فيك عيوب وبراقبك ثانيه ثانيه أزعل هتقوم حروب مش واحده لا ثمانيه هو أنت اي

كان الجميع ينظر لها باندهاش ولكن هو كان ينظر لها بحب خالص وعشق مستخدمة وسعاده لا توصف لم يشعر بنفسه وقدماه تتحركان في اتجاهها ليقف أمامها يستمع إلى صوتها وهي تغنى من أجله

««

أنا نفسي أطير فرحانه جداً ودايبه وبغير حاسه بسعاده وده أحساس خطير مجنونه بيك نفسي أفضل قصادك وأقولك بحبك كتير وده مش كلام أنا جايه أغرق عنيك إهتمام وده وعد عليا وقرار والتزام لو كنت أطول كنت أمسح حياتي ونبدء من الليله اوام »»

كان يتمايل معها على أنغام تلك الأغنيه التي لمست قلبه بشده وجعلته يود لو يخطفها ويذهب بها إلى أبعد مكان لا يكون فيه أحد غيرهم

وكانت هى تنظر له بحب صادق وعشق قوى

وكان الجميع من حولهم يصفق بسعاده وحب

هو أنت جيت منين حبيتك بالثلاثه سهرانه بتاع يومين عيزاك ويستماته مبسوطة حبيتين لأ حبيتين ثلاثه لأ ده الموضوع يخض من غير اى إتفاق عقلي في ثانيه أنت خدته

عقلى تاه منى وما فاق مش ثابت زي عادته ملهوف كله أشتياء بيروحلك وبرأته من الفرحه مش بيرد

أنا نفسي أطير فرحانه جداً جداً بغير حاسه بسعاده وده إحساس خطير مجنونه بيك نفسي أفضل قصادك وأقولك بحبك كتير وده مش كلام أنا جايه أغرق عنيك إهتمام وده وعد منى وقرار والتزام لو كنت أطول كنت أمسح حياتي ونبدء من الليله أوام »»

هو أنت جيت منين حبيتك بالثلاثه سهرانه بتاع يومين عيزاك وبستماته مبسوطة حبيتين لأ حبيتين ثلاثه لأ ده الموضوع يخض من غير اى إتفاق عقلي في ثانيه أنت خدته

عقلی تاھ منى وما فاق مش ثابت زي عادته ملهوف كله أشتية بيروحلك وبرأته من الفرحه مش بيرد »»

ليضمها أيمن بقوه ويدور بها وسط تصفيق الجميع وهو يقول بصوت عالى

كانت تقف في منتصف الغرفه تشعر بالخجل بالخوف كان يقف خلفها مباشره تشعر بنبضات قلبها المضطربه

احتضنها من الخلف لتنتفض بين يدي

متقلقش .. متخافش أنا عمرى ما افكر أذيكي ... أنا بحبك يا ملك ...

التفتت تنظر إليه بخجل وخوف ثم اخفضت بصرها

- أنا ... أنا مش ... مكسوفه .. و وخايفه من ...

وضعت يدها على كتفها بخجل

ليفهم ما تقصده ليبتسم وهو يقول بمرح

- يلا طيب الأول غيرى هدومك علشان أنا جعان جداً وبصراحه كنت بسمع كده عن حاجه حلوه بتحصل الأول

لتنظر له بخجل ليضحك وهو يقول

- أنا عمرى ما صليت أمام بحد .. وهنولك الشرف ده ... يلا یا بنتی روحی غیری والبسى إسدالك يلا يا ماما مش فاضيين .. ورانا عشا حمام وبط

قال الأخيره وهو يغمز لها ودفعها من كتفها لتتحرك وهي تبتسم بخجل

أنتهوا من صلاتهم ليلتفت لها وهو يقول

ياه أحساس حلو أوى يا ملك أنى اصلى أمام بمراتي.

كانت تنظر له بحب فقال بغضب مصتنع

يلا يا ماما قومى حضرى العشا جوزك جعان أحنا لسه هنسبل.

نظرت له باندهاش ولكنها وقفت سريعًا وهي تقول

حاضر يا سي أيمن.

دخلت من الغرفه لتخلع إسدالها ونظرت إلى كتفها بخوف حقيقي ولكن لابد من المواجه

وضعت الطعام الذي كان معدًا

احتضنها من الخلف وأنحني برأسه يقبل كتفها المشوه لتنتفض بين يديه لقد كان يقف منذ فتره يراقب حركاتها ولمح ذلك التشوه الكبير في كتفها الذى يصل إلى منتصف ظهرها لكنه حين رآه لم يشعر بالأشمئزاز ولكن شعر بالفخر هي أصيبت بذلك التشوه لكي تحافظ على نفسها لأجله حتى لو لم تكن تعرفه في ذلك الوقت

قرب شفتيه من أذنها وقال بصوت أذاب كل خليه في جسدها

لو فاكره أن ده ممكن يغير رأى ويخليني أشوفك بشكل مختلف .... او وزن منك تبقى غلطانه .... إللى أنت خايفه منه ده رمز ... رمز للشرف و أنك حميتي نفسك بكل الطرق وأصعبها .... أنحنى يقبل كتفها من جديد وظل يقبل كل أنش من تلك العلامة الكبيره التي تدل على معاناه أكبر حتى يصل إلى أخر ظهرها ليحملها في لحظه خاطفه لتشهق بصوت عالى ليقول هو

الطعام مش هيطير .. تعالى عايزك في اجتماع مهم ..

لتتعلق برقبته في خجلها وهي تخبئ وجهها في صدره

ليضعها على السرير برفق ونظر لها من علو بعد ان خلع كنزته

- اللحمه جت الجمعيه

لتضحك بصوت عالى وهي تخبئ وجهها بيديها

جالسه أمامه کا تلميذه نجيبه أمام أستاذها قال لها بهدوء

- أنا فعلاً موافق بس زى ما قولتلك ليا شرط

هزت رأسها بنعم فأكمل قائلاً

- الشقه دى هكتبها بأسمك أنا مملكش غيرها ... شقه أمي مش بتاعتى دى بتاعه جودی .

لتنظر له بتقطيبه جبين ثم قالت

مفيش داعى أنا أصلا فكرت أني أكتب القصر بأسم آدم وفجر واهو متبقاش قاعد في القصر بتاعى هتبقى عايش فقصر ولادك

نظر لها بأبتسامة سعاده وقال

- ماشى بس برضوا هكتب الشقه دى بأسمك

فابتسمت وقالت

- مش هتفرق كتير فى الأول والآخر هي برضوا لآدم وفجر

اخفض عينيه لثوانى ثم قال

واى حد هيجى يشتغل فى القصر هيكون على حسابي .

لتهز رأسها بنعم ليكمل قائلاً

- أنا مش هقدر أسيب أمي لوحدها

لتقول بسرعه ولهفه

طبعاً ماما نوال قبلنا كلنا ... أنت بتقول أيه .. ده آدم وفجر روحهم فيها

ليقبل يدها بحب حقيقي وقال

خلاص شوفى عايزه ننقل من أمتى وأنا تحت أمرك

لتقبل يده هي الأخرى وقالت

- بكره نقول لماما نوال ونبدء نجهز نفسنا على طول

بعد مرور سنه كانت تجلس على حوض الاستحمام تنظر إلى ما بيدها بترقب ودقات قلبها يسمعها من يقف خلف الباب هو الآخر في حاله ترقب وانتظار .... كان يشعر بها حقاً مرت سنه أخرى على ذلك الحمل الذي لم يشاء الله أن يكتمل وهي كل شهر تنتظر أن تسعد قلبه وقلبها بذلك الخبر

أنتبه إلى خطواتها ثم فتح الباب لتمسك يده بقوه وقالت بصوت يرتعش

- ظهر ظهر علمتين .. والتعليمات ... التعليماااات بتقول أنه كده ... ف في ححححمل .

ليبتسم وهو يضع يده الأخرى على يدها وقال

بجد يا زهره يعنى أنت حامل دلوقتي

لتهز رأسها بنعم ثم لا وهي تقول

مش ممش عارفه

ليربت على يدها وهو يقول

- طيب خلينا نروح نعمل اختبار حمل أيه رأيك .

لتهز رأسها بنعم وتحركت سريعاً لتخرج له ملابسه واعطتها له وارتدت ملابسها سريعاً ثم أحضرت جوربه وحذائه لتنحنى أمامه ولكنه قال لها بسرعه ولهفه

قومی یا زهره مينفعش أنت لو حامل مينفعش إلى أنت بتعمليه ده

لتقول له بمهادنه

- متقلقش دى مش حركه مضره ... يلا أنا خلصت

كانا يجلسان في غرفه الانتظار بتوتر وقلق ينتظران خبر سيعيد قلبيهما بشده أمسك يدها بقوه وهو يقول

أهدى يا زهره ... ان شاء الله خير .. كل شيء من ربنا خير .

لتهز رأسها بنعم

ليبتسم وهو يقول بمرح

- ديماً بتنسى أنى أعمى .

لتضرب كتفه كالعاده ليتأوه بألم لتبتسم بخوف وهي تضع رأسها على كتفه

خرج الطبيب من غرفته ووقف أمامهم وهو يمد يده بأوراق التحليل قائلاً

مبروك يا مدام زهره حضرتك حامل

لم تشعر بنفسها وهى تحضتن صهيب بقوه وتبكى بصوت عالی

ضمها إليه بقوه وهو يربت على ظهرها قائلاً

- الحمد لله .... الحمد لله ... الحمد لله ... هتبقى أحلى أم يا زهره .. أحلى أم

لله كانت تضحك وتبكى تود لو تقفز بسعاده وأن تسجد شكراً حين علم الجميع بالخبر ... قرر كل من والدها وعمها الذبح وإخراج صدقات لله حتى يحميها الله هي وطفلها

كانت تضع رأسها على صدره وهما ممددان على السرير بعد أن رحل والديهما ... الإبتسامه ترتسم على ملامحهم ويده تحتضن يدها المستريحه على معدتها وكأنهما يحتضنان طفلهما دون كلام كان كل منهم يشعر بالآخر .

كان يعمل بمكتبه بتركيز شديد فشركته على مشارف مشروع كبير ... أذا نجح فيه حصد مكاسب ماديه ومعنويه كبيره .... لم ينتبه لتلك الواقفه عند باب غرفته تراقبه بحب من فتره طويله لم تعد تحضر إلى الشركه فصهيب الصغير يأخذ كل وقتها طرقت بيدها على الباب ليرفع رأسه وتظهر علامات الاندهاش مصحوبه بسعاده ووقف على قدميه سريعاً وأتجه إليها قائلاً

ياه بقالك كتير مجتليش الشركه ... نورتی یا قمر

لتبتسم وهي تقول

وحشتنى قولت أجى أشوفك وكمان عندى ليك مفاجئه

أمسك يدها وأجلسها على ذلك الكرسى الوثير وقال

- مجيتك أصلا مفاجأه.

رفعت يدها لتظهر تلك الحقيبه الصغيره نظر لها باندهاش وهو يقول

- أيه دى

لتقول له بسعاده

- هديتك

ليمسك الحقيبه ويفتحها ليجد بداخلها صندوق صغير فتحه ليجد ورقه مطويه فتحها ليجد مكتوب بها بخط جميل ما خطف قلبه وروحه

أخو صهيب في الطريق هتسميه أيه »»

نظر لها باستفهام لتبتسم بسعاده فعاد بنظره إلى الصندوق وأخرج ما به ليجده قطعه صغيره من ملابس الأطفال الرائعه صغيرة الحجم ناعمه الملمس

ليعود لها

بجد يا ميما

لتهز رأسها بنعم ليقف سريعاً وهو يسحبها معه يحملها وهو يدور بها بسعاده وفرح وهي تضحك بقوه وسعاده


بعد مرور عام آخر قرر الشباب الخمس بعد أن توضدت علاقتهم .. أن يذهبا إلى منطقته الساحلية من أجل أن يذهبوا وفي يوم وصولهم علموا بوجود حفل كبير وعرض روسي مميز

كانت السيدة نوال معهم فتركوا معها الذي غطوا في نوم عميق من طول المهابه ونزل كل رجل وزوجته


ولكن الشباب نسوا تمامًا أنهم بصحبة زوجاتهم وبدأو في معاكسة المرافقين والتغزل بهم مما أغضب الأزواج الأربع بشده وقرروا معاقبتهم ... فناموا تلك الليله في الحديقه الخارجيه معادا صهيب الذي كان ملتزمًا بجانب زوجته فكوفئ بالنوم بجانبها وفي اليوم التالي حكم عليهم بتجهيز الغداء وغير مسموح لهم بالذهاب إلى البحر او الخروج من الشاليه

فكان الشباب يجلسون أمام الشاليه كل واحد منهم عنده مهمه يقوم بها ... فحذيفه كان يمسك بيده الأسياخ التي يلف حولها اللحم

وكان سفيان يقوم بتقطيع الخضروات لإعداد طبق السلطه

وكان صهيب جالسا يحمل بين يدي طفله الصغير جواد

وكان أيمن يقف بجانب حذيفه يساعده في شوى اللحم ويعطيه نصائحه الفزه وكان زين يزيد من وضع الفحم حتى تزيد النار .

تكلم حذيفه أخيرًا

والله ده ظلم هما جوه قاعدين براحتهم وأحنا مزلولين هنا .

ليضحك سفيان هو يقول

طيب والله ده هما كده رحماء بينا .... هو إللى أحنا عملناه سهل

ليقف زين سريعاً وهو يقول

ايوه يا سفيان بس يعنى مين يشوف الحلويات وميمدش إيده

ليقاطعه أيمن

واهو بيقطعوا إيدينا وحيلنا .

ليضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول

- الحمد لله أني أعمى وإلا كنت بتعاقب معاكم

ليضحك الجميع حين قال سفيان

بصراحه أحنا زودناها وهما معاهم حق

ليقول الجميع

- معاك حق

ليقفوا جميعا حين قال صهيب

حد يمسك أيدى

ليدخلو لدى البنات الذين كانوا يجلسون في صالة الشاليه الكبير كل واحده يشعر بالضيق من تصرف زوجته مع الفتايات الأجنبيات إلا زهره التي تضحك عليهم وتناغشهم

حين دخل الشباب الخمس وكل واحد منهم أتجه إلى زوجته بعد أن أوصل حذيفه صهيب لجانب زوجته .. وركع الأربع شباب أمام زوجاتهم وقالوا بصوت واحد

- أنا آسف

لتضحك الفتايات جميعا على منظر هؤلاء الرجال بقلوب الأطفال

لكنهم لم يتراجعوا عن العقاب ... ونفذ الشباب العقاب بكل طاعه شاعرين بخطئهم الذي إذا سمحت الظروف سيكرره من جديد

كان يجلس على الشاطئ وبيده بعض الأوراق التي يكتب بها .... وأخرى بها بعض الرسومات وكانت هي الأخرى تجلس بجانبه ترسم في عادته أكتسبتها حبا فيه ووراثه من أمها ... التي قريباً ستقيم معرضها الخاص .

نظرت إليه وقالت

- أنت رسمتني قبل ذلك

لينظر لها بصمت ولكن عيناه يظهر عليها الارتباك .

هز رأسه بلا لتقول هي ببراءه

أنا حولت أرسمك بس معرفتش ... ديماً بعرف أرسم عنيك بس ... وبتبقى شبه عنيك جداً بس باقي وشك مش بعرف .

أبتسم في سعاده وقال

- أفضلى جربي . عايز أول لوحه ترسميها تكون ليا .

لتهز رأسها بقوه

ليبتسم وهو يفتح ذلك المجلد بيده الذي أمتلئ بشتى الصور لها ... في جميع حالتها وهي تضحك وهي تركض .. وهي تنظر إليه تلك النظره الذي يشعر بها وكأنه مركز الكون بنسبه لها

ولكنه فجاءه شعر بالخوف وانمحت تلك الإبتسامه وهو یری آدم و آسر يركضان خلف جوري بسعاده وفرحه وتذكر ما هو عليه وكلمات الطبيب التي جعلته يدرك أخيراً أنه مختلف عن الباقين هو ذلك الطفل الذي يقع بين كونه طفل سليم العقل ولكن بملامح طفل منغولى .... لا يستطيع الركض او الوقوف طويلاً او السير طويلاً ... عقل مميز بجسد مريض

هو الطفل ذات العشر أعوام ولكنه يستعوب عالم الكبار جيداً

نظر لمن سكنت قلبه منذ ولادتها وارتبطت روحه بها .... ليشعر براحه جزئيه أنها بجانبه الآن

كان مجتمع مع أولاده فى سطح منزلهم الذي حوله لحديقه كبيره .... لقد جعل يوم الجمعه يوم التجمع العائلي يصعد من الصباح هو وأولاده الأربعه إلى سطح المنزل يلعبون ويبتكرون يلونون ويمرحون وزوجتيه يعدان الطعام كل في شقتها ووقت الغداء تجتمع الأسره على طاوله واحده .. هو لا يريد أن يفترق أولاده او لا يشعر أحدهم أن الآخر ليس بأخ حقيقى له .... هو ليس صغيرا ولا يريد أن يتركهم خلفه متفرقين كانت مريم الصغيرة تلاعب خديجه وتهتم بها ... وكان محمود ومحمد يتعملان معها

برفق لين ... وكانت هي دائماً تحتضنهم بحب حقيقي وكانت دائماً تجلس بحضن محمود وتغط في نوم عميق.

كانت خديجة دائماً تشعر بالغيره ... وتعبر عنها هي لا تستطيع أن تكتمها بداخلها وكانت دائماً مريم تتعامل بهدوئها عادةً

كان عادل يسعد كثيراً بغيره خديجة التي تشعره أنه مازال مرغوباً ومحبوباً ... وتعيد شباب حبه لها .... ويرتاحلهدوء مريم راحه الصديق التي تضع لديه كل أسرارك وأنت مطمئن أنها في بئر سحيق لا قرار له.

كان الشباب مجتمعين بعد تناول وجبة الغداء التي قاما بتحضيرها كعقاب.

ضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول

- متخيل شكلكوا أيه بعد تجهيز المأكولات والشوى وغسيل المواعين

ليقول زين بغضب مصتنع

- طبعاً يا عم ما أنت مش متعاقب ... ناس ليها حظوظ وناس ليها المواعين

لينظر له سفيان

- أحنا غلطنا فعلاً وبصراحه نستاهل أكثر من كده .. هو أحنى جيبين البنات هنا علشان نعاكس غيرهم ولا علشان نبسطهم ونفرحهم

اعتدل أيمن

- أنا والله متخيلتش أنهم يعلوا اووى كده أحنا كنا بنهزر .

ليقول حذيفه بأقرار

وادى الهزار قلب جد ... بس تعرفوا حاجه أنا أكتشفت أني مش مستحمل زعل جودي منى .. حتى وأنا متأكد أنها عارفه أني مقصدش فعلا أعاكس

ليقول سفيان

- نظرة مهيره ليا وجعتنى وبصراحه دى أثرت فيا أكثر من العقاب بتاعهم ده ... نظره خيبه حسيت فيها بتقولى أنا وثقت فيك وأنت خنت الثقه حتى لو بتهزر .

وقف زين وهو يضع يده فى جيب بنطاله

أنا كمان كنت ديما بشوف لمعه الضحك في عيون فرحلكن النهارده شفت لمعه الدموع وده خلاني أحس أني منفذتش وعدى لعمى أحمد

تنهد أيمن بضيق وهو يقول

- أحنا فعلا غلطنا ... أنا مش قادر أنسى كلمه ملك ليا ... أنا لو كنت ماليه عينك مكنتش بصيت عليهم أصلا

أنتبه الجميع لتلك الكلمه التي أوصلت لهم ما اغلق به الفتيات

ليقول صهيب

الموضوع مش كبير .. بس خلو بالكوا بعد كده زهره حبكم .... علشان أقل حاجه بتأذيها من

وقف الشباب جميعًا مقررين الدخول إليهم حتى يقضوا على ذلك الخصام ليقفا عند الباب فى زهول مما يسمعا

كانت جلسه السيدات مليئه بالضحك ... وملك تحمل بين يديها صغيرتها شمس حيث ليل ما زالت نائمه .... الذي اصر أيمن على اسمه بذلك الأسم .. وكان دائمًا يقول

- هي شمس نورت حياتي .

لذلك سمت الأخرى ليل لتكون النصف الأخر لأختها وكذلك فرح التي رزقها الله بزينه التي أصبحت عمرها الآن سنه

كانت جودي تضع يدها على معدتها البارزة وهي تقول المهيره

- مش ناويه على بيبي جديد ولا أيه

لتبتسم مهيره وهي تقول

- لا الحمد لله على فجر وآدم .. ربنا يقويني عليهم .

ليأ من الجميع خلفها

قال ت ملك باستفهام

والمعرض بتاعك أمتى يا مهيره .

لتبتسم مهيره بخجل وهي تقول

الشهر الجاى ... بس أنا بصراحه مرعوبه

لتضحك جودى بصوت عالى وهي تقول

- أواب شاف اللوحات بتاعتك وقالى أنهم يجننوا .. وقال عنك موهوبه وفنانه شاطره

لتبتسم مهيره بسعاده وهي تقول

- طلاما أواب قال كده يبقى أنا كده أطمن .

ليضحك الجميع في سعاده أثارت السيدة نوال من جلسة الفتيات وابتسمت بسعاده وهي تقول

عيلتي كبرت بعد ما كنت أنا وولادى بس بقى عندى مرات ابن وزوج بنت وأحفاد ... وأنضم لعلتي أيمن ومراته وبنته .... وكمان ضحكه العيله فرح وزين .... وزهره إللى من زمان وأنا باعتبارها بنتى ... ربنا يخليكم ليا يا ولاد ولا أتحرم منكم أبدا

ليأمنوا البنات خلفها لتنظر الى ملك قعيله

طمنيني عنك يا بنتي ؟

لتبتسم ملك بسعاده وهي تقول

أنا ربنا عوضني بأيمن راجل حقيقي حنون وطيب ومتفهم سند وأمان .

نظرت لهم جميعاً بنظرات مليئه بالسعاده مخلوط باندهاش

- تصدقوا أنه خلاني أعشق التشوه إللى في جسمي ... من كتر ما هو عمره ما اشمئز منه ولا حتى طلب منى أعمل عملية تجميل .... ولما أنا طلبت قالي

لو عايزه تعمليها علشان مفكره أنه مضايقني فلا .. لكن لو هو مضايقك أنت فمعنديش مانع ... رغم أني هزعل جداً «

نظرت إلى نوال وقالت

باختصار أنا كنت أكبر حماره علشان ضيعت من عمري أربع سنين وأنا بس خطيبته .

ليبتسم الجميع ودعا لها بأستمرار السعاده

وقفت فرح سريعاً وهي تقول

أنا هعترف يا بيه من غير أسئله

ليضحك الجميع عليا فقالت بهدوء

أنا و زين كنا محتاجين بعض ... أنا وهو كنا خربانين من جوه .. كل واحد فينا كان محتاج إللى عند الثاني ... أنا محتاجه هدوء ورزانة وبروده زين أحيانا كتير . كمان محتاج جنانى ومرحى وشقوتى ..... باختصار أحنى الاتنين بنكمل بعض وهو

لتبتسم نوال بسعاده قائله

ربنا يهنيكم يا بنتي الدنيا الضحك . وأفضلى أضحكى أحلى حاجه في

نظرت نوال الزهره قائله

- وأنت يا أم جواد

لتبتسم زهره بسعاده وهي تقول

أحلى أسم بحب اتنده بيه دلوقتي يا أم جواد .... أنا وصهيب حياتنا مكنتش سهله فين السهوله وأنا محتاجه طول الوقت أهتم بأدق التفاصيل ... واتنازل عن حاجات كتير أخبى حاجات كتير علشان هو ميحسش أنه مش قادر يحميني ... او أنه مش الزوج المناسب ليا لكن حبى ليه كان بيخلى كل ده سهل ... وأبقى سعيده وأنا بعمله .... لكن أنى ميكونش عندى ابن منه ده كان أصعب اختبار .... لكن ربنا كريم . أنا أقدر أقول دلوقتي أنا مش ناقصني اي حاجه .

لتبتسم لها نوال قائله

ربنا يباركلك فيه وفي حياتك كلها

رفعت جودی يدها وهي تقول

- عارفه أن الدور عليا .

ثم نظرت لأمها

حذيفه كان حلم قديم فقدت الأمل أنه يتحقق .... لكن يوم ما اتحقق كانت أحلى هديه حب واحتواء وإحترام . والأهم من كل ده أواب ... أواب أنا بحس أنه فضل ونعمه من ربنا ..... هديه ولو أحسنا استخدمها لينا مكافئه كبيره

أنا كنت قبل ما أتجوز حذيفه حاسه أني تعيسه .... لكن دلوقتي أنا أسعد إنسانه في الدنيا ... ومفيش اي حاجه نقصانی .

ليدعوا لها الجميع بدوام الحال والسعاده الدائمه

نظر الجميع إلى مهيره فقالت

- أنا حكايتي معروفه

لتقول لها نوال بأقرار

بس عايزين نسمعك

ابتسمت وقالت بصدق

- عارفين لما تبقوا مش بتعرفوا تعوموا وحد يرميكم في الميه .... متخيلين أيه ممكن يحصل .... الكل هيكون متأكد من موتك لكن إللى حصل أني لقيت أيد بترفعني هوا انضخ جوه صدرى علشان أقدر أتنفس أنا كنت أنسانه مدمره معنديش ثقه في نفسي .. ولا ثقه في الناس ولا عندى أحساس أن في حد بيحبني . لحد ما عرفت سفيان .... كنت بحس ديماً بالأمان في وجوده لكن كمان كنت بخاف جداً منه ..... أنا وثقت في سفيان قبل حتى ما أثق فى نفسى صدقته أمنت بكلامه وهو رجعني أعيش من جديد. هو خلق مهیره جدیده .... أنا مديونه ليه بحياتي كلها .... أنا مش بس بحبه .... أنا بقيت مدمناه .

لتضحك نوال بسعاده وهي تقول

اللى شفتوه في حياتكم مش شويه أتمسكوا بالسعاده

يا بنات

ليقتربوا الفتيات منها ويضماها بقوه في نفس اللحظه التي يدلف فيها الشباب يضم كل منهم زوجته بحب مقبلاً رأسها في إعتذار صامت ليبتسمن في سعاده لتكتمل صوره العائله الكبيره السعيده


تعليقات