رواية بنات الملا الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم رغد الموالي

 

 

 

رواية بنات الملا الفصل السابع والثلاثون بقلم رغد الموال



في اليوم الذي أحببتك فيه عمّلت بجهد وحلقت ذقني ورسمت بيتاً في ذهني بهذه الطريقة إستطعت أن أتمالك نفسي من فرط سعادتي 
واليوم لاأستطيع أن آتي لنفسي بقدح ماء ومن طول لحيتي يظنونني مجنون والبيت تحوّل الى كابوس يخنقني ولاأستطيع التنفس من فرط حزني...! 

آنس... وليش الأطفال يلحگوه؟ 

الأم... لان يعتقدون آسر مجنوووووون 

آنس... هو سبق ولحگوووه؟ قالها بأندهاش واستغراب 

الأم... لحگوه وأخوك امام كل الناس مجنون 

ثم تنهدت وتكلمت... وشتنتظر هسا روح وراه 

تبعه لآسر.... لكن آسر فجأه أختفى 

طلع يمشي ويتلفت يمين ويسار ماكان موجود آسر 

صاح... آسرررررر
آسررررررر

صار يطلع من فرع ويدخل فرع ويدور عليه لكن آسر اختفى 

تكلم مع نفسه... ياترى وين راح 
شبسرعه اختفى 

حسّ وكأنه الارض انطوت عليه وآسر اختفى من هذا الكون تلاشت كل الآمال ونار اشتعلت في قلبه من فرط قلقه 
كأنه طفل ضائع وليس ذلك الرجل المفتول العضلات طويل القامة والذي لايخيل للناظر أن هذا الشاب سيحّل به ماحلَّ به 

رجع لأمه ك طفل فقد لعبته تنقصه الدموع فقط ولولا كبر سنه لبكى 

آزر... صار ساعتين ونصفادور عليه ماكو آسر ماموجووود

الام... وين راح 
وين اختفى 

آزر... ماأدري 
ماأدري 

لبست عباتها وطلعو سوه يدورون عليه 
سألو الجيران وراحو لبيت ذياب عسى ولعل يكون رجع لبيت جده لكن ماكان موجود 

الام... ماكو غير نبلغ الشرطة 

آنس... وين راح 
وين اختفى 
وي..... ونظر لوالدته.... عرفت 
عرفت يمه وين يكون 

الام... وين 

آنس... يمها 
يم ياقوت 

الام... ياقوت؟ أي ياقوت؟ 

آنس... بس امشي ماكو غيرهم لو ياقوت لو بمحل الملا 

راحو لبيت الملا بس ماكان موجود عند المكان المعروف

آنس... لعد يم الملا بالمحل 

والحال نفسه ماكان موجود... 

الملا... صار هواي ماجاني للمحل آسر گلت يمكن مشغول 

آنس... لا هو مريض 

الملا... شبي 

الأم... ماأعرف يمكن تخبل ابني 

آنس... محاول ان يتلافي ماقالته امه... ا ا ا ا يعني ميطلع صاير و 
و 

الملا... باوعلهم بعدم تصديق... شبي آسر وليش انتو هنا تسألون 
صاير ويا شي مو زين 

                                            

              
                    

الام... شبيك آنس متقبل تحجي اني احجيلك ملا 

آسر صارله فترة حاصر روحه بالبيت ميطلع ولايشتغل وهو يمكن فقد عقله 

ليش شنو صار وياه 

الام... مانعرف 

باوعلها بنظرة خيبه، فسألها... أنتي امهم شعجب ماتعرفين ابنج شبي 

الأم... بتلعثم... ا ا ا ا... والله اني عفتهم يم عمامهم 

الملا... ووين عمامه عنه هسا 

الجبير نجلط... والبقية مااعرف شوصفهم انتي بالاساس شلون تتقبلين تخلين ولدج يربون عدهم 
ولو اني مو من حقي احجي بس والله من اشوف هالشباب هاي واحد بالسجن وواحد مثل مداتكلون هذا حاله گلبي يتكطع عليهم 

باوعلها انس لأمه وجر نفس مليان حسرة ووجه نظره للملا 

... عمي، احنه نترخص 

... يابه اني وياكم ادور على اسر نشوفه وين ما وين 
شنو الوصله لهنا وخلاه هذا حاله 

اكتفى بالسكوت آنس... لكن في نفسه تكلم... شگلك ياعمي 
أگلك إنو هذا الي بي هو كله بسبب بنتك 

اخويه صار مجنون بنتك 

يمكن أأذيها للبنيه، أبوها مستحيل راح يسامحها 

الملا... هسه انتو وين حترحون 

آنس... لمركز الشرطة 

الملا... جاي وياكم 

وراحو آنس والملا وقدمو بلاغ على اختفاء آسر 

كان الوقت يوشك على الغروب الناس بدت كلمن يروح لبيته الدنيا برد والسماء غيوم على الأغلب تمطر في منتصف الليل 

الام رجعت لبيتها وآنس راح لبيته وبقى بيت آسر مركون الباب عسى ولعل يرجع وينام بمكانه 

كان البرد هو من استوطن ذلك الدار الذي شهد على حزنه، وفراشه اصبح كقطعة الثلج 
لا مدفأة... ولا صوت أحد يكسر وحشة هذا البيت 

أشبه بقلب ياقوت ووحشتها من كل ماحدث معها 

كانت في الليلة نفسها تبچي... 

ماس... هسه ليش البچي ياعيني 

ياقوت... حتخبل، بس اريد اعرف شي عن آسر 
ماس حنجن 

ماس... كافي تفكرين بي، حرام عليج شنو ذنب خطيبج 

ياقوت... لاتددددخليييين لعدددد 

ماس... اساساً الحق عليه انصحج واريدج تنسي 

ياقوت... ياربي ساعدني، لو تشيل حبه من گلبي لو تجمعني بي 
تعبتتتت، ومااريد اغضبك لمجرد افكر بي واني على ذمة رجل اخر 
ياالهي وانت جاهي، ساعدني 

عيونها جافت النوم في تلك الليلة ، ليل حالكٌ بضلامه اصوات الرعيد كانت مرعبة 
مرعبة جداً... 

            

              
                    

وذكرياتها واحدة تتبع الاخرى 

أخذتها ذاكرتها في ليلة مشابهة لليلتها هذه من حيث طقسها لا من حيث حزنها 

في نفس الغرفة عند شباك العشق كانت تقف وهو تحته 
السماء كانت تمطر بغزارة وهو يضع معطفه المطري على رأسه ويقف يكلمها لايهتم للمطر ولالبرودة الطقس 

ياقوت... آسر... الله عليك روح.... راح تتمرض

آسر... البسمة كانت مستوطنة شفتاه.. وعيناه كانت تلمع من عشقه واشتياقه... أكو واحد يلتقي بروحه ويتمرض 

ياقوت... لخاطري، والله تتمرض 

آسر... أنتي متفهمين لغة العشق ياقوت، متعرفين الحب ومعجزاته 

ياقوت... شنوووو، آسر مدااسمع زين 

آسر... بس اني اسمعج بوضوح 

ياقوت... شداتحجي 

آسر... اشار بإيده وكللها باي حروح 

هزت براسها اوك 

أخذتها اقدامها الى الغرفة نفسها فتوقفت عند باب الغرفة وابتسمت... وهاي لكيت نفسي يم الغرفة 

فتحت الباب واتجهت للشباك فنظرت من خلف الشباك 

كانت تمطر بغزارة وكأنها لم تمطر من سنين
حتى انها تحجب الرؤية بوضوح 

لكن لاحظت أن هنالك احد مستلقي من جلوس 

عقدت حاجبيها وفتحت عيونها بوسعها تحاول أن تشوف بوضوح 

فتكلمت... هذا رجل بلحية طويلة... بخوف... يمه 
معقولة هذا بشر 
شلون بهذا المطر وهيج نايم شلون ماصحى 
لايكون ميت

شسوي 
شلون 

اروح لبابا اكعده يشوف شنو هذا منو 

نزلت بسرعة فصادفتها جواهر عند الدرج 

جواهر... هاي وين جنتي 

ياقوت... جواهر اكو واحد بره يمكن ميت او شي مااعرف 

جواهر... شنو، بهذا الليل والمطر 

ياقوت... اي والله 

جواهر... امشي نشوف 

ياقوت... يعني نطلع 

جواهر... لا لا بس نتأكد 

مشو وفتحو الباب بهدوء وحذر فكان نفسه وعلى نفس وضعه 

جواهر... اي.... خطية... هذا رجال... بس شبي ومنو هذا 

ياقوت... وشنسوي احنه هسة 

جواهر... نكله لاابوية 

ياقوت... امشي 

راحو لاابوهم ودكوها للباب بهدوء ففتحتها امهم 

بسعاد... ها يابنات شمكعدكم لهذا الوقت 

جواهر... يمه كعدي ابويه

            

              
                    

بسعاد... ليش 

جواهر... اكو رجال خطيه متخربط مبين والدنيا مطر 

بسعاد... شنو، وين هذا 

جواهر... بالشارع 

راحت لعبد المجيب... ابو جواهر... ابو جواهر 

عبد المجيب... ها 

بسعاد... الصلاة ابو جواهر... اذن 

عبد المجيب... اي... نهض وتوجه للمغسلة وغسل وجها... فقتربت منه... ابو جواهر اكو رجال بره بالشارع بهذا المطر شوفه شبي 

باوعلها بفزه... وين هذا 

بره 

تكلم... بس لا آسر... وراح بسرعته متوجه نحو الباب 

جواهر وياقوت باوعو وحدة للثانية بفزة ولحكو ابوهم 

راح ابو جواهر عليه لكاه وصار يطبطب على خده بهدوء 

اسر.... اسرررر.... اكعد وليدي 

كان جسمه بارد ومتبلل من المطر وشفتاه زرقه 
لبسن العبي البنات واجوي يم ابوهم لما شافته ياقوت عن قرب مااعرفته من كثافة لحيته وضعفه وشحوب وجهها 

لكن لما تسمع ابوها يصيح بإسمه تحاول تستوعب ان هذا آسر 

ابو جواهر توجه للجيران القريبين ودكها للباب وبعد دقائق فتحها ابوهم للباب 

... ابو علي.. مروتك ياابو الغيرة الولد متخربط ونريد نودي للمستشفى 

... شتحجي.... جاي ركض لبس الدشداشة وطلع وياه صعدوه بالسيارة واخذو للطوارىء 

الطبيب والممرضين بسرعه حاولو يسعفوه واتصلو على اطباء متخصصين حتى يشوفون حالته 

كان نفسه بطيء وحالته صعبه جداً 

مباشرة حولوه لمستشفى ثانية لشدة صعوبة حالته 
وبسيارة الاسعاف اسعفوه 

ياقوت... بدموع... شفتي جواهررر... شفتي شصاير بحاله 

جواهر... اني مدااصدك... وج شصايرررر بييييي 

ياقوت... يمكن ميت وج ايدة قطعة ثلج وجها مطعون على ازرق 

جواهر... لا تخافين... يمكن من البرد... تره الجو كلش بارد بره 

ياقوت... تتكلم رغم دموعها مانشفت... شفتي حاله، شفتي شصاير بي 
واني أكول 
أكول ليش ماكو 
ليش مااجه 
ليش هذا السكوت 
ثاري 
ثاري جان يموت ببطء واني 
واني اتعذب 
واثنينا نتعذب جواهر 

جواهر داتحسين بيه 
داتحسين بگلبي شصاير بي هسا 

جواهر... حبيبتي ياقوت، والله حاسة بيج 
بس شنسوي 
شبدينه 

ياقوت... اني مااتزوج مجتبى... اموت 
اموتها لروحي مااريده ولاتجبروني عليه 

جواهر... وج عرسج بعدله اسبوعين انتي تخبلتي

            

              
                    

ياقوت... اروحلج فدوه جواهر ساعديني 
ابوس ايدج 
ماعندي احد يساعدني 
واسر دايموت 
والله اذا مات لااموتها لروحي وياه 
مااعيش
ولااريد الحياة من دونه 

وهاي... وهاي... واشارت باتجاه الباب للخارج 

وهاي ماس بس تگلي... ولج ياقوت كذاب 
ولج ياقوت يضحك عليج 
كذابين هذول

ماتشوفين الله ماوفقها وتزوجته لاآزر مو نظيف داخلها 
اهم شي نفسها 
اهم شي هي 

جواهر... ماس حقها ماتثق بي، ازر غير عن آسر 
آزر ضيعها لروحه ومصيره السجن 
وهو لاتقدملها ولارادها زواج 
راد يجرجرها ويضحك عليها ويتركها 

اما انتي آسر ماطلعت منه 
آسر حبج حب نظيف، ومافكر بيج بطريقة وسخة بالعكس خلاه حب نقي ومابي كلام وحرام 
اكتفى يشوفج من بعيد 
لايلمس ايدج ولا يثير مشاعرج بكلمة 
ولا يجرچ للحرام 

وحتى لما نكسر گلبه، ماراح تكلم عنج بسوء ولاسوالج مشكلة واحترم بيتنه وعائلتنه وقرارج وسحب نفسه 
واذى گلبه، روحه ووين انتهى بي المطاف بالمستشفى من اثر حزنه 

اني ماشفت مثل حب آسر الج ياياقوت 

بهذا البرد وبهذا المطر وجاي وكاعد يتمنى يشوفج 

ياقوت... يحب الدنيا من تمطر 
يگلي ياقوت مرات اكون تعبان مابيه حيل اطلع للشغل 
شغل الحدادة صعب ويحتاج طاقة 

ومرات من عندي يوم كامل شغل ثاني يوم ماكدر اكوم من فراشي من التعب 
لما اكعد والكاها تمطر 
كلش افرح 
اكول ايييييي اليوم ماكو شغل خل ارتاح 

وبهذاك اليوم اني اكضيها بالفراش متمدد 

واجيب الديفدي وعندي افلام اجنبي اكعد اشغل فلم 
خصوصا سيد الخواتم شكد مااتفرج عليه ماامل منه 

وهاي اكعد اتفرج ومرتاح 

فهذا الجو يحبه... واجه حتى يشوفني بس 

وبجت.... بس 

جواهر... كافي تبجين يعمري كافي 

ياقوت... خاف يموت جواهر 
خايفة عليه اني

جواهر... لاتخافين، خليها يم رب العالمين 

كانت ليلة حالكة بظلامها وقسوتها مرّت مع امطارها واشرقت شمس الصباح التالي... لكنها كانت شمس الفرج والأمل 
ففي اليوم التالي رجع عبد المجيب للبيت رغم تعبه الوضح لكن كانت صحة آسر تَسّره 

ام جواهر... الله يساعدك ابو جواهر، طمني شخبار آسر 

عبد المجيب... الحمد لله صحته زينة لكن بعده بالمستفى يحتاج عناية ومراقبة، على ليلة البارحة والحالة الي كان عليها توقعت آسر يموت 

ام جواهر... ليش حاله هيج 

ابو جواهر... هاي ماعرفتها هو مريض بعده ومصخن اثر برد البارحه ومنا حالته الصحية من زمان كانت مو زينة 
الدكتور كال سوء تغذية وماعرف شنو فكتبله علاج وگال لازم يبقى تحت المراقبة 

            

              
                    

ام جواهر... باوعت لياقوت ورجعت بنظرها لاأبوها فتكلمت... الله اعلم شوصله لهنا وهذا حاله 

ابو جواهر... اروح اسبح وانام حييييل تعبان ساعتين وكعديني 

ثاني يوم طلعوه من المستشفى

آنس... تجي يمي آسر، هناك مرتي تسويلك اكل تغسل ملابسك

آسر... وكان التعب واضح على عيونه وشحوب وجهها تفسر مدى تعبه تكلم وهو ينهت بنفسه... لا، اريد ابقى ببيتي وماريد احد يزعجني 

آنس... بس اسمع كلامي الله يخليك 

آسر... وصلني لبيتي، لاتعبني اكثر 

ولان آنس يعرف آسر لما يصرّ على كلامه كان الجدال معاه متعب لذلك اوصله لبيته 

وسرعان مادخل للبيت ورمى بنفسه بالفراش 
وكأن هذا الفراش هو بحر! 

تركه وراح... وبعد مرور ساعتين رجع ومعاه الغداء 

آنس... اكعد آسر هاي جبتلك الغداء 

آسر... باوعله بتعب 

آنس... والله داتگطع گلبي بحالتك هاي، كافي تفكر بيها انساها 
شوداك بهذاك الليل لبيتهم شودااااك 

آسر... ياقوت مو بخير آنس 

آنس... عقد حاجبيه مستغرب... شنو؟ أنت شفتها؟ التقيتو؟ 

آسر... اخذتني غفوة وشفتها وجهها بي كدمات وتبچي 
جانت مبعثرة الشعر سألتها ليش 
كالتلي آسر نجبرت، اهلي جبروني 

كعدت احس جسمي مثل الريشة صار ورجعلي الأمل آنس... فتنفس بعمق وكانت الحسرة تعيق ذلك النفس 

رحت لبيتهم وكعدت بمكان ماكنت انتظرها مرّت ساعات 
واني انتظر بس مااجت فجأة ماحسيت على نفسي الا واني بالمستشفى 
مااعرف ليش هيج صار وياي 
ماادري 

لكن اني طلبت من الله ان يشيلها من فكري لأني داتعذب ياآنس لكن تعجبت ياآنس شفت هالحلم هذا 

آنس... غريب.... هو الحب يگدر يوصل الإنسان لهذه الدرجة، درجة الجنون والتخيلات، درجة ان تتضرع الى الله وتطلب انك تنساها 
هل الانسان ضعيف لدرجة أن مايكدر حتى ان ينسى أو يتناسى إنسان سكن في قلبه 
إذن الإنسان ضعيف 

آسر... هذا العشق ياآنس... أنت ماجربت العشق 

آنس... هذا هوس مو عشق ياآسر... انت ماتقبلت فكرة انها تتزوج وتروح لغيرك، عدم تقبلك هذا خلاك تكون مجنون للغرباء، هذا تسمي عشق؟! 

آسر... تنفس بعمق مريح... ماجربت العشق ياآنس

آنس... تكلم وكان متعصب قليلاً... أنت تعيش نفسك بهذا الكلام.. انت تقنع عقلك الباطن بهذا الكلام، انت ضعيف أضعف من انك تنسى بنيه أبوها كتل أبووووووك

آسر... نهض عليه وكان ينوي أن يتهجم بضربه، لكنه أدرك تصرفه... فتكلم... ابوها ماكتل ابويه و ماالها علاقة هي 
هي مالها ذنب، وحتى بتعبي هذا ما الها ذنب هي 

            

              
                    

اني حبيتها من صغرها، وعشقتها لما كبرت... وهمت بيها لما كلمتها 
اني عيشت روحي بهذا العشق... لو متت اياك تمسها بشعراية وحدة... الحقد مال عمامك لاتزرعه بقلبك آنس 

آنس... باوعله بنظرة مريبة... أنت تنوي على شي

آسر... وتضاهر بعدم المبالاة واخذ ملعقة وصار يأكل... لا، 
بس أكلك وخليها ببالك هي مالها ذنب 

آنس... أخوك متأمل يتزوجها، كذبت عليه وكتله ماس بخير وتسلم عليك 

آسر... زين سويت... آزر لو عرف بزواجها راح تزيد على مصيبته، يمكن طايق السجن على امل منها 

آنس... وبالتالي شنووووو، راحو تزوجوا... خلوكم تعشقوهم وتزوجوووو

آسر... كافي تتكلم... اني تعبت من الكلام 

يتهرب الإنسان من ألامه بحجة التعب

وأحياناً يعتاد 
حينمايعتاد الألم يكون لايكترث، إنه يتكلم عن ألمه كما لو كان خبر عادي، تراه يكلمك وهو يأكل الشوكولاتة! 

عاد لفراشه مجدداً بعد ما أكل غداءه كان لذيذاً كما أخبر أخاه... أنه يجب على زوجة أخيه أن تخفف من لذة الأكل فهكذا سييصاب زوجها بالسمنة 

في المساء ومع طرق الباب... 

ابو جواهر... شلونك آسر 

آسر... اهلاً عمي، تفضل

أبو جواهر... دخل البيت وكان يصلي على النبي ويتفحص البيت بنظره 

آسر... استريح عمي، استريح 
تكلم وهو يشير بيده الى الارض بعدما فرش فراشه الذي كان ينام عليه في الغرفة... تكلم وهو يضع يده اليمنى خلف رقبته.. ماعندي غير بس هذا الدوشگ... 

ابو جواهر... عادي عمي، واني مامطول 
اجيت اطمن عليك 
شلون صرت 

آسر... زين اني 

أبو جواهر... شنو الي وصل حالك هيج 
انت هيئتك تبين وكأنو عمرك بالستينات 
گلي 
ليش بهذيج الليلة بالباب 

اخذ ينظرله دون أن يتكلم 
كان يتكلم مع نفسه، في داخله 

شنو أكلك عمي 
أگلك بنتك، راح تأذيها 

وحالي، 
حالي هو حداد على زواج بنتك 

ابو جواهر... گلي آسر، شنو الموضوع 
كانت عيونه تنبعث منها نظرات شك مؤكد 

آسر... تكلم بتهرب... عمي ماكو شي 

ابو جواهر... لا اكو، واني بالذات الي تريدني مااعرف 

اسمعني آسر... أحياناً الانسان يكون يتمنى أمنية بس هاي الامنية يعتقد أنو هي صعبة فيقنع نفسة انو هي مستحيلة ومتصير ويبدي يقتنع بالفكرة لحد ما يخليها تصير حقيقة بعدها يبدي يندب حضه وان هو انسان حضه قليل والدنيا ماشية وياه عكس 

            

              
                    

تنهد وتكلم... عندي بناتي ثنين نخطبو...( وجه آسر نظره بتركيز) 
ماس بنتي سعيدة بخطوبتها اما بنتي ياقوت فعكسها 
بقت مخطوبة وهسة واصلة بينهم فسخ الخطوبة 

آسر... جبرتوها يعني

عبد المجيب... لا، اني ماجبرتها هي وافقت بس 
مااعرف 
مااعرف شبيها 
لو بس تحجيلي وتفتحلي گلبها اني صح ابوهم بس صديقهم
راح اتفهمهم 
راح اساعدها 
اني مو بهذه العقلية التعبانة يا آسر 

آسر... يجوز تخاف 

عبد المجيب... لا، لان اني مااذيتهم لليوم وحده منهم مااذيتها بكلمة او فعل 
لكن الي بيها هو خوف من المجتمع 
البنية متكدر تواكح ياآسر 
اما الرجال غيييير 
الرجال يكدر 
داتفهم علية آسر

بعدها اخرج من جيبه حجاب واعطاه لاآسر وتكلم... هذا الحجاب كتبته الك هو للعافية والرزق ولدفع المكروه 
خلي عندك 

اخذه منه وبعدها قبله عبد المجيب من جبينه لاآسر وتكلم 
طول عمري من اشوفك اكول ريته ابني 
وانت ابني ان شاءلله 
والله وگعتك هاي اذتني حيل ياآسر 

ماكان آسر يتكلم كان الكلام محبوس بداخله 
فتوجه عبد المجيب حتى يطلع واوصله آسر للباب وراح 

حاصرته الافكار والتساؤولات مجدداً 

كان المونولوج في رأسة يتكلم على عكس هيئته الخارجية فهي كانت هادئة جداً 

... ترى شنو يقصد الملا بكلامه هذا 
شنو يعني 
اني الي فهمته انو هو حاس اكو علاقة بيني وبين ياقوت 

لكن لو هو حاس ان اكو علاقة حيسكت 
او حيتكلم وهو بنته مابقى شي وتتزوج

لا لا آسر هو رادني اتكلم هو شاك وراد يتأكد من شكوكه والا ماتكلم بهذه الالغاز 
هو فتح الطريق ورادني احجي 

زين شلون 
شسوي 

بهذه الاثناء الباب مجدداً تطرق... لما فتحها كانت امه على الباب

... حبيبي اسر شلون صرت 

آنس خابرني وگلي انك طلعت من المستشفى 
ردت اجي للمستشفى ومشتاق ( زوجها) طالع گلي ماكو
طلعة بقى بالي يمك 

اسر يمه اكلت، شمحتاج گلي 

صارت تتكلم وهي ترتب البيت... خابرته اني لااخوك 
وگتله آنس اريد احجي وي آسر 
گلي يمه آسر تعبان 
ومايحچي 

الليل كله مانمت افكر، ليش هيج صار وياك 

فتوقفت والتفتت اله... آسر، شبيك 
شوصلك لهذا الحال 

كان يستمع الها من ظون اي ردة فعل او كلام 

كعدت يمه وتكلمت... آسر... احچيلي 
افتحلي گلبگ 

... التفت الها ونظرلها بنظرة مليانه خيبة.. ليش رحتي 
وليش رجعتي 

... كل مرة يااآسر... كل مرة تفتح الموضوع 

            

              
                    

... كليلي ليش

... تكلمت سابقاً ليش رحت... اما ليش رجعت 
لان انتو كبرتوا ووعيتوا 
وطلعتو من بيت الشؤوم هذاك 

گلي عمامك دايزوروك 
دايجون 

مداافتح الهم الباب وصارو ميجون 
اني مااريدهم 

لو يحبوك يجون 

يعرفون اخباري من آنس ودايدزولي مصرف 
آنس كللهم هو مايريد يشوف احد 

... آسر 
حبيبي... والله الي صار غصباً عليه 

...تفجر غضب.... شنو غصباً عللليييييييچ 
لاتكذبيييين

فسكتت ووجهت نظرها للأرض... فتدارك غضبه 

فسكت وراح لغرفته...مرت مايقارب نصف ساعة حتى اجت وكانت تحمل عصير فقدمته امامه 
وتكلمت من دون مقدمات بعدما جلست 

لما توفى ابوك كنت بداية العشرينات 
تزوجت واني عمري 13 سنة 
انجبت اخوك آزر بعمر 14 سنة 
وانت بعمر 16 سنة 
وآنس بعمر 17 سنة 

چنة عائلة صغيرة وسعيدة ومرتاحين 
لكن من بعد ما قتلوا لاابوك كلشي تغير 
كلشييييي

ابوية گلي متبقين هنا 
بيت بي كومة زلم وانتي بعدچ صغيرة 
جرني من بيت جدك وگلي اني مااتحمل مسؤولية ولدچ 

هذول احفاد الذيب 
وذياب ماتنحط وياه الروح 
لو صار على واحد منهم شي نبتلي 
وباجر عگبه يكبرون يحنون لبيت جدهم ويردوهم 
وان مارادوهم فحيصيرون شباب وطلباتهم تزيد 
واني على كد حالي منين اجيبلهم 
فخليهم ببيت جدهم يعيشون 

مقبلت وردتكم وبچيت دم بس كالولي ابد 

اني عشت بيت اهلي مثل الخدامة اخدم الجبير والصغير ومرت الاخ وجهالهم وحسرة علية الفلس 
اتحسر على المصرف محد گلي هاي مصرف خاف تحتاجين شي 
صرت اجي لبيت جدكم بدون ميدرون اهلي... ام حلا جانت تدخلني من الباب الخلفية مال الحديقة للبيت واجي اشوفكم بالحديقة وره البيت 
اباوعكم مرتبين ونظيفين وبيديكم العاب غالية 
جدكم دللكم وعمامكم هم زينين 
ام حلا كالتلي لاتخافين عليهم اني داانيمهم يم جهالي 

طمنت عليكم وگلت هاهية خليهم هنا مرتاحين وماكلين وشاربين ولابسين ممقصرين عليهم بيت جدهم 
احسن مااخذهم وياي واني لاعيشة ولامصرف 
حبهذلهم واكسر عينهم لان هم يتامى 

المهم ياآسر وره سنة رادني صديق ابوية 
ومشتاق رجال جان بداية الاربعينات اكبر مني بهواي 
وجبرني ابوية اتزوجة 
وتزوجته وصارو عندي جهال اختك سمية وسراب واخوك سعد وسلمان 

بس مشتاق طبعه صعب ياآسر حيل صعب 
يدقق على كلشي ويسوي مشكلة على اي شي 
وايدة طايله يايمه 
ايده والضرب اروح لبيت اهلي اشكيلهم يگلولي يذبون عليه الحگ ارجعله معاملته ويايه حتى الحيوان مايتحملها 
تخيل ياآسر اني حامل ويضربني 
وليل نهار يريدني اشتغل ومايقبل اطلع انسان شكاك 
يشك بخياله دمرني دمار 
هاي من غير بخله 
كلش بخيل اشارت بإيدها وكانت ترتجف على غير العادة 
دشداشتين بالصيف ودشداشتين بالشتاء وهي مال بيت وهي مال طلعة 

            

              
                    

صرت اخلي وحدة اضمها للطلعة وثانية البسها العصر اتكشخ بيها وكت الشغل البس اي شي وصلت مرحلة البس ملابسة القديمة 
ماجنت احب ابين على نفسي اني ماعندي ومحتاجه ياآسر جان محد يصدك اني بهذا العوز 
بس مااحجي اسكت وماابين ابد 

قتلتها لنفسي وقتلت كل احلامها ورغباتها 

أصعب شي يمّر على الانسان أن يكابر امام الناس وبداخله شخص مكسور مثير للشفقة 

انت تعرف شنو يعني انك تحتاج ان تؤمن ابسط احتياجاتك وماتكدر 

انت تعرف شنو معنى انك تكون مُهان وتُجبر على العيش 

انت تعرف معنى انك تعيد ترتيب حساباتك قد تكون غلطان وتستحق كل الي يصير وياك 

انك تنعزل بزاوية من زوايا البيت وترجع بذاكرتك حتى تكتشف الخطأ الي خلاك تعاني وأصعب من هذا انك ماتلگى هذه الثغرة 
فتكتشف انك سلعة مباعة 

المرأة بهذا المجتمع سلعة مباعة وفق مميزات مغرية 
تعرف تطبخ 
تنظف بشكل جيد 
مستورة 
تتحمل الرجال والعيال 
غير موضفة 
هذه المرأة هي الافضل للزواج 
لانها تتقبل القوانين النرجسية في المجتمع 

واني كنت مثل الببغاء يحاول ان يقلد كل مامذكور حتى افوز بلقب الزوجة الصالحة 

بالنهاية ضيعتكم وضيعت نفسي 

كانت ملامح التعب واضحة بعيونها 
لما انتهت من كلامها، طلعت من الغرفة وسرعان ما طلعت من البيت 

أحياناً نكون مجبرين على حياة لم نخترها لكن الأقدار هي من خططت والأيام نفذت 

واحياناً عندما نتألم الكلام لايشفي غليل ذلك الالم، 
لذلك يكتفي المرء بالصمت 
هنا تنطبق ماقاله فيودور دوستويفسكي.. قد يكون في صدر المرء مالايمكن نبشه بالثرثرة 

إن الانسان عادة لايجسد واقعه فهو دائماً يتحدث عكس مايعيش، ويعيش عكس مايتحدث 
لذلك نرى الكثير من الناس يعاني من الانفصام في الشخصية او السلوك 
الانسان هارب 
هارب من نفسه قبل أن يكون من الناس 
في الحقيقة هو لايعرف ماذا يريد أو كيف يعيش 
حتى وان كذب على نفسه فكذبته أشبه بجرعة مخدر 
ثم تراه بعد ذلك يأن ويشكي 

يتكأ الإنسان في الحنين للماضي، لأيام جميلة قد عاشها مع الاحبة، فتراه يواسي نفسه في ذلك 

حقيقة الانسان مثيرة للشفقة حقاً 

ان ام اسر قد فاقت من جرعة المخدر بعد كل هذه السنوات، اما ابنائها فللتو أخذو جرعهم 
فمتى تعي عقولهم

في تلك الليلة قد سلب التفكير نومه وبعد صرعاته مع نفسه مابين اتخاذ القرار ان يتقدم خطوة او ان يبقى 
بعد الجدال المعقد المليء بالاحتمالات والتساؤولات 
قرر أن يواجه! 

            

              
                    

فيصباح اليوم التالي كان عند باب بيت امه 

لما فتحت الباب تفاجأت 

آسر ! 

لو كنتي فعلاً گلبچ علينه اريدچ تساعديني 

... بشنو اساعدك 

... اني احب بنية وهذه البنية زواجها بعد اقل من اسبوعين، يعني داتجهز لعرسها
واني اريدها 

... وشلون اخطبها الك وهي مخطوبة 

... اذا مصارت الي راح كدام زفتها احرك روحي 

... اسر 
اسر 
التفت يمين ويسار وتكلمت... انت شبيك اسر 
يمكن صدك 
وسكتت 

... يمكن صدك شنو؟ 
تخبلت 
هو هذا الي عرفتوه انتووووو

اي تخبلت 
مجنون بيها 
اريدها 

تخطبيها لو لا 

... منو هذه 

... بنت ملا عبد المجيب 

.. ياعبد المجيب 

... الملا ابن حجي شعبان 

... فتحت عيونها بوسعها 
انت تخبلت 
لا صدك مخبللللل 

الملا واخوته كتلووو ابووووك انت تاخذ من الي جان السبب بضياعنه 

... لا مو ابوها 

... حتى لو، هم كتلو ابوك وهم دمرونه ابنهم كتل عمك شهاب وهم كملو على الباقين آسر 
اسر اكو واحد يحب بنت كتال ابووووووووه 
ويريد يتزوجهاااااا
ولك ليش 

... بعني متخطبيها 

... لو تمووووت، وروح تخبل وخل تضحك عليك الناس 
رووووووووووووووووح 
الله لايوفقها على الي سوته بيك 
وخلتك توصل لهذاالحال 

وسدت الباب بوجها 

تمشى اسر مبتعد عن البيت بخطوات بطيئة 
وصوت امه أشبه بالضمير الصارخ في رأسه 

ابوها وعمامها كتلوووو ابوووووووووووك 

.... 
اكو واحد يحب بنت كتال ابووووووه

... 

هم السبب بضيااااعنه 

... 
الله لايوفقها على الي سوته بيييييك 

سد اذانه بثنين ايديه منزعج من الصوت بل من الكلمات التي دخلت كالسكين في اذنه 

صار يحني ظهره شوية شوية بتعب 
أشبه بجبل يثقله 

حتى جلس على رگبته وأسند نفسه بباطن يديه 
صار يتنفس وكأنه كان يركض لمسافات طويلة 

القلب حينما يتعب يثقل الجسد 

فتكلم... يارب أني حبيتها 
يارب مو بيدي 
اما ان تساعدني وتكون من نصيبي او انساها 
اعرف ابوها عمامها كتلو ابوية بس 
بس هي مالها ذنب 
اني 
ان حبيتها فهل الشي خارج ارادتي 

            

              
                    

فحبى حتى استند بجدار وجلس يفكر 
ماهي الخطوة القادمة 

مرّ وقت طويل مايقارب الساعة ونصف 
بعد صراعه مع نفسه 
توجه لعطارة الملا 

كان حاله تعبان وجهه ذبل اكثر 

لما شافه الملا، نهض وعقد حاجبيه باستغراب 
وگفته وسكوته من دون سلام وتعب حاله يثير غرابة 

الملا... آسر 
اهلا وليدي تفضل 

آسر... اني... وسكت 

الملا... انت شنو 

آسر... اني رايدها لياقوت على سنة الله ورسوله 

الملا... سكت الملا 

آسر... اني احبها 
بس والله ياعمي حب شريف، وما 
وما 
كانت ايده ترتجف وهو يتكلم ويشير بإيده 
وما فكرت بيها 
الا بالحلال 

الملا... بس هي زواجها بعد ايام 

آسر... ابوس ايدك عمي والله داتعذب 
وهذا حالي
ا
ا
ا
اني 
ا
ا
اني ماكدر بدونها 

الملا... وهي تعرف بهذا الشي 

.. لااااااا 
هي ماتعرف 
ابد ماتعرف 

هز برأسه 
آسر وليدي مااعرف شگلك بس امرلك للبيت عود ونشرب چاي ونتكلم غير وقت 

... عمي هي ماتعرف 
وداعت عمامي ماتعرف 

... ابتسم فتكلم عمي غير وقت نتكلم 

دماثة الأخلاق ورجاحة العقل ليست مشروطة بالشهادات 
، الاموال قصص وروايات عراقية كرار صلاح او كثرة السفر كما يعتقد البعض 
كان الملا متفهم لدرجة المبالغة عند الناس وتحديداً في المناطق الشعبية التي تقدس العرف المجتمعي 

الملا لم يكن ذلك الاب الذي يسعى ليبقى خيمة على رؤوس بناته بل كان الداعم والصديق 

من اجمل الصفات التي من الممكن ان يتحلى بها الانسان ان يكون منصفاً في كل شيء 
منصف في القرارات منصف في الحكم على الاخرين 

بعدما فتح الموضوع مع العائله كان تركيزه على ردة فعل ياقوت اكثر من ما ينطق لسانها 
احساسه الابوي جعله يعرف قصة العشق السرية التي تجمعهما 
ففي القلوب حبٌ طاهر يجب أن يُتوج 

واجه من الام رفض قاطع فالمجتمع الان هو سيد القضاة 

... شتگول علينه الناس ياابو جواهر 

... ميهمني الناس 
المهم بنتي تعيش مرتاحة، وماتگول أهلي ضلموني 

... محد جبرها، بعدين احنه شلون ننطي لهذول شلووووووووون 

... آسر اعرفه زين 
آسر غير عن بيت جده وعمامه 

... واخوه، اخوه ارهابي 

... بويه ياقوت انتي شرايج 
اني مااجبرج 
زواجج بعدله ايام 
شتشوفين نفسج 
والله ان ترفضيهم ثنينهم اني وياج والناس يومين تلاثه وراها محد يتذكر الموضوع 
وانتي مامسوية شي غلط 

            

              
                    

.. سكتت ودنكت فالخجل كان حاجز للكلام 

... ياقوت بوية... لاعبالج الموضوع عندي سهل 
اني الوادم حتاكل وجهي والجماعة مراح يسكتون 
بس كل شي بأوله اهون من ماتجيني مطلكة وياج كومة جهال 

باوعت لجواهر ودنكت وكأنها توجه الجواب الها 

فتكلمت جواهر... يابه ياقوت اختي ومجتبى ابد مامناسبين لبعضهم 
بصراحة هي كل يوم تبچي 
ماتريده 

... وليش ماكتيلي من قبل بوية 

... يابه ياقوت تستحي 
وجانت متأمله تتعود 
تتفاهم ويا 
لكن ماكدرت 

هاهيه بنتي اعتبري سالفتج وي مجتبى منتهية 
وگليلي 
آسر شردله خبر 
الولد رايدج على سنة الله ورسوله 

كان الخبر يدخل كأنه لقلبها مباشرة وليس عن طريق اذنها 
فبدون رد غادرت المكان عن خجل واضح 

كانت امها تتفجر غضب من سكوت بينما الاب عكس ذلك 

في اليوم التالي توجه لبيت مجتبى وتكلم مع والده بحضور مجتبى 

... بصراحة اني جايكم بموضوع وفشلان منكم حيل 

ابو مجتبى... كول ابو جواهر 

الملا... بالحياة كلشي قسمة ونصيب، وعدنه مثل معروف يگلك على الفرشة ويانصيب 

الحقيقة 
بنتي ياقوت حاولت وياها بس البنية ماتريد تتزوج هسة وماكله گلب امها علمود دراستها لان بطلتها امها 

... افهم منك؟ 

... البنية ماتريد تتزوج ياابو مجتبى 
واني ماريد اجبر بنتي وبنفس الوقت بنتي مراح تسعد ابنك 

... والله ياابو جواهر الولد هم يگول البنية مو وياي بالها دراسة بالها متريد تتزوج واني مامستعد اتحمل وادخل بمشاكل 

وهاهيه على كولتك كلشي قسمة ونصيب 
مثل مادخلنه بالمعروف نطلع بالمعروف 
والله يسعدها لبنتك ويسعد ابني 

... ياابو مجتبى اتمنى ماتزعل مني والله فشلان منكم 

... لا ياابو جواهر احنه اخوان ، وصدكني ابني غرفة عرس مايقبل يشتري 

مجتبى... عمي اني مزعلان لان بنتك الضاهر انتو جابريها علية 
واني مااحب اعيش وي وحدة مجبورة عليه 
ومن زمان رايد افسخ بس هاي ابوية وگف بوجهي 
گلي البنية تنكسر وسمعتها تروح وگلي انك ماتستاهل يصير ببنتك هالشي والله ولخاطرك گلت بلكت وره الزواج تتغير 
بس الضاهر انت هم منتبه 

... الله يحفظك ابني ويحفظلك الوالد 

كان الخجل من الموقف واضح بعيون الملا، لكن سعادة بنته اهم 

لكن هذا القرار ساهم في تأجيل زواج ماس 

اما الملا فبقي ملتزم في كلمته مع آسر فتوجه لبيته طرق الباب 

            

              
                    

ففتحها آسر... اهلا عمي تفضل 

دخل للبيت 

اروح اسويلك جاي عمي 

تعال آسر 
اكعد 
اني مامطول عندي كلمتين أكولهم واروح 

خطف قلب آسر نبرة كلامه 
گول عمي

الملا... شوف وليدي آسر، شاهد الله علية اني مااعتبرك الا مثل ابني وبغض النظر عن الي صار زمان وسالفة الدم الي بين بيت جدك وعائلتنا انتو بعيدين عنها، ولان انتو مالكم ذنب اني ناطيك ياقوت 

ما ظهرت أي ردة فعل لآسر بقى متحجر بمكانه فاتح العينين 

صمت لدقائق 

عقد الملا حاجبيه بإستغراب... فتسائل... آسر..... أنت وياي 

همس وعلى نفس الوضع... عمي شكلت 

ابتسم... بوية آسر البنية الك 

مباشرة نزل على ايده حاول يقبلها فسحبها بسرعة الملا 

استغفر الله... شداتسوي 

عمي 

تكلم وكان يهز رأسه بالتأكيد... يعني اكيد 
اكيد 
يعني 
يعني 
ياقوت 

گلبي حيوگف 
ياربي
بداعتي مداتتشاقى

او هذا مو حلم 

نهض وافتر يحاول يستوعب

فنهض معاه الملا 

مچنت اعرف لهذه الدرجة انت تحبها ياآسر 

عمي 
وحق الله الي دايسمعنه 
وشاهد علينه 
ياقوت بنيتك بعيوني اخليها 
والله 
والله 
هذا 
هذا البيت اخذته علمودها 
اريدها ارتاح 
ما
مااريد ها تتعب 
عمي ابد 
ابد لاتقلق بسبب عمامي 

تكلم بثقة... واني اعرف بنتي خليتها عند رجال 
واتي اعرفك زين 
واعزك وعلى معزة عمك شهاب نطيتك هم
تدري ياآسر 
انت رجعت عمك شهاب 
عمك همين عشك بنية بس جدك ماخلاه يتزوجها 
مات حسرة وقهر بگلبه عليها 
تدري ياآسر البنية كثر مانفسه بيها ماارتاحت 

دارت الدنيا واجت يمي اكتبلها وحجتلي سالفتها 
هه الدنيا صغيرة اسر 
گبل عرفتها 

واني اليوم 
مااريد لا شهاب يتكرر ولا بنتي تصير مثل الي عشگها 

بس عندي شرط 

... شنو هو الشرط 

... امك ياآسر 

اخفض رأسه آسر بإنزعاج خفيف 

... باوعلي، أمك إذا ماتبر بيها 
اذا ماترضى عنك ماراح ترتاح بعيشتك ياآسر 
لهسبب امك ثم امك 

باوعله برضى... لخاطرك عمي 
انت تآمرني أمر 

⏳بعد مرور أربعة أشهر 

خلال هذه الاربعة اشهر ماس تزوجت 
وبعدها تزوجت ياقوت بشهرين 

كانت الدنيا ماتسعهم من الفرحة 
السعادة جميلة لكنها تكون عظيمة لما تأتي بعد صبر 
والحب جميل ويكون اجمل لما يتوج بالزواج 
مهما بلغت الظروف صعوبتها ليس هنالك مبرر للاعذار في التخلي عن الحبيب 

            

              
                    

الأيام والشهور تعدى حتى عبرت السنين 

⏳بعد مرور عدة سنين 

لامست أشعة الشمس عيون ذلك السجين أخيراً 
بعد قرار العفو العام الذي أقرّ 
والذي كان من حسن حظه أن يشمله 

كان عند استقباله اخوته واطفالهم 

آسر وياقوت وأطفالهم الثلاثة 
آنس وحلا واطفالهم الاربعة 
وأمهم 

استقبلو بالهلاهل والموسيقى وكأنه عريس في يوم زفته 

كانت الفرحة ماتوسعه 
السجين فرحته بخروجه، كفرحة الطير الحر عندما يكسر قفصه 

كان ذلك اليوم مميز جداً عندهم 

استقبلوه في بيت آسر 

آزر... بإبتسامة شلونج ياقوت، وشلون اهلچ 

ياقوت.. زينين 
زينين بخير 

يدرون بيه طلعت 

.. ايي يدرون 

... الحمد لله، وجه نظره لحلا... شخبار عمي رحاب 

... ابويه صحته كلش منتهية 

ام آزر... يلا سوو مجال نخلي الغداء 

... شسويتلنه يمه 

... سويتلكم هبيط يخبل ينسيك اكل السجن وضيمه 

... لا تذكروني بالسجن 

خلوا الغداء وكعدو كلهم يتغدون 

وهيج مرّ اول اسبوع مابين الناس يجون ويسلمون عليه ومابين انشغالاته بهواي امور 
ولما كان يسأل عن ماس كانو يگلوله انو هي بخير 

لحد ما بيوم الح على شوفتها ويكلمها 

آسر... اسمعنى آزر 
كلشي بهذه الحياة قسمة ونصيب 

آزر... اششششششششش 
ششششششششش 
الا يمي 

صمت لدقيقة بعدها عقد حاجبه وتكلم 
شنو ردت حجي، شنو تقصد بهذا كلامك 

آسر... كانت الحيرة واضحة عليه فتكلم.. آزر... انت من اليوم لازم تنساها لماس 

آزر... ليش

آسر... لانها تزوجت 

كانت صدمة كبيرة لدرجة ماأستوعب الكلام 
وبقى ساكت لدقائق 

اني وياها تفقنه على الزواج 
ولهسبب اني بقيت هنا ونسجنت علمود هاليوم هذا
الي اطلع منه واتزوجها 

آسر... بس مرّت ست سنوات ياآزر 
والبنية كبرت وگعدتها مو حلوة 

آزر... اسكت... دااكلك اتفقنا 

... حقك متستوعب وتصدك 
تزوجت وعدها جهال ثنين وحامل بالثالث 

... وحامل 

            

              
                    

... اي 

حس بداور وكأن الدنيا دارت به... عيونه صارت تشوف مثل الظلام 

فمسك ايده آسر حتى كعد على الارض 

كانت الصدمة واضحة عليه 
كعد امامه اسر وصار يكلمه 

لاتنقهر وان شاءلله تلگه احسن منها 

... دخلت سجن بسببها آسر 
اني سنين من عمري راحت بسببها 
شلون تزوجت 
يعني 
ثلاثة اطفال معناها هي صارلها اقل شي اربع سنوات 
متزوجة 

گلي آسر 
من شوكت تزوجت 

آسر... تزوجت صارلها هووااي 
ماطولت وراك آزر 

اهلها جبروها وتزوجت 
من كشفوا علاقتك بيها امها بطلتها من المدرسة وزوجوها 
والبنية تزوجت وهسا عايشة 

... بس ليش 
ليش مكتولي 

آسر ليشششششش 

آسر... شنگلك هااااا 

شنحجي 

خلاص آزر... حياتك القديمة لازم تنساها وتبدي حياة جديدة 

آزر... بهذه السهولة؟ 
آسر سنين انتظر هاليوم.... تالي دكلي تزوجت 

شلون هيج شلووووووووووووون

آسر.... الي صار صار آزر 

ابوها مو 

ابوها جبرها... امها 
گلي منوو

لاتسأل 
وانساها 

دليني بيتهم آسر 
اريد اشوفها 
اريد احجي وياها 

... شتحجي وياها.. شتشوفها

... الله عليك 

... تنهد ثم تكلم بعد صمت لدقيقة... اسمعني آزر 
جرحك مو سهل آزر، بس ترى الدنيا ما توقف على أحد.
هي يمكن مجبورَه، بس إنت هم مجبور تنساها، مو لأنك ما تحبها... لا، لأن الحب أحياناً يصير وجع، مو حياة.

آزر: وجع؟ هو أكثر من وجع، هذا كسر.

آسر: كلنا انكسرنا يوم، بس الشاطر مو اللي ما ينكسر، الشاطر اللي يعرف شلون يرجّع نفسه قطعة ورا قطعة.

آزر: شلون أنسى صوتها، نظرتها، حتى سكوتها أعرفه.

آسر: اللي يحب بصِدق ما ينسى، بس يتعلم يعيش رغم الذكرى. الحب مو ملكية، آزر، الحب تضحية، وأحياناً التضحية هي تمشي حتى لو قلبك يريد يبقى.

آزر: يعني أسكت وأكمل؟
آسر: اكيد ، تسكت وتكمل... لأن اللي راح ما يرجع، واللي ينتظرك قدّام يحتاجك قوي، مو مكسور.

آزر ظل ساكت، كانت عيونه تشرح الالم رغم كبرياءه آسر بهدوء:
"تدري شنو المشكلة؟ مو هي تزوجت... المشكلة إنك علّقت حياتك على شي مو مضمون، ونسيت إن الناس تتغيّر، والظروف أقوى من الوعد."

آزر: بس وعدتني تبقى إلي.

آسر: والوعد يا آزر ما يغيّر القدر. مرات الله ياخذ من عدنا حتى يحمينا من طريق كان راح يوجّعنا أكثر.

آزر.. 
يعني أعتبر كل شي كأنه ما صار؟

آسر: لا، اعتبره صار حتى تتعلّم، مو حتى تندم. الدنيا مدرسة، بس دروسها قاسية. اللي يوجعك اليوم، يمكن ينقذك باچر.

بما انها الحياة فتحت صفحة جديدة وياك لازم ترجع لروحك وتعيش آزر 
لازم تعيش 

هز راسه بموافقة... سنين ماشايفها وعايش على أمل 
شحيتغير قابل هسا 
تعودت مااشوفها.... 

ليست كل النهايات سعيدة، وليس كل ما نتمناه يتحقق.
فبعض الأمنيات تُمنح بعد صبرٍ جميل، وبعضها يُصرف عنّا لأن لا خير فيه، رغم ما نحمله له من شوق.

أما بنات الملا، فكلٌّ منهنّ سلكت طريقًا مختلفًا، ورسمت ملامح قدرها بيدها:

جواهر ضحّت بشبابها لأجل أطفالها، فعاشت أرملةً قوية رغم ما يعتمل في داخلها من انكسارٍ وصبرٍ صامت.
أما دُرّة، فلم تكن إعاقتها ولا جرح قلبها سببًا لأن تُدفن حيّة، بل جعلت من إرادتها جناحين، لتغدو طبيبة أطفالٍ تُنقذ الصغار كما أنقذت نفسها.
بينما زُمُرّد كانت مثالًا للزوجة الصالحة، تنعم بحياةٍ هادئةٍ مع زوجها السيد أحمد وأبنائهما، حياة يملؤها الرضا والسكينة.
وأما ماس، فقد عاشت حياةً تقليديةً خاليةً من الحب، زوجةً وأمًا تؤدي دورها بصمتٍ، فيما كان زوجها منشغلًا بطلبات الحياة وضجيجها، غائبًا عن روحها وإن حضر.
وأخيرًا ياقوت، تلك التي كتب الله لها حبًا صادقًا يضيء منزلها، فكان الحب نغمةً تعزف على جدران حياتها، فيتحول العمر معها إلى لحنٍ من دفءٍ وطمأنينة.

وآزر... سافر لبلاد اخرى... يكمل ماخطط له مسبقاً 

وهكذا، انتهت حكايتنا مع بنات الملا...
حكايةٌ لم تُروَ عن الجمال أو الثراء، بل عن قوة النساء حين يُساق بهنّ القدر إلى الاختبار، فيخرجن منه أكثر نضجًا، وأعمق فهمًا للحياة.

انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم




شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات