رواية هيلين الفصل الثالث 3 بقلم هنا محمود


 

رواية هيلين الفصل الثالث بقلم هنا محمود


أبتعدت عنه بسُرعة شاعرة برجفة أطرافها ، لقد عاد!..أنه هو؟!...

قرب ما بين حاجبية بتعجب وسألها ..:
_انتِ مين؟...

شُل لسانها ...نست كيف تتحدث ، تقطقعت حروفها عقلها لا يستوعب وجودة امامها بعد تلك السنوات الطوال!...

تدخل صوت "جاك" الذي أفاقها من صدمتها..:
_انتَ جيت علي القصر ؟...

همهم له و عيونه لم تنزاح عنها ليسأل ببرود..:
_مين دي؟...

ابتسم"جاك" و هو يحاوط كتفها يرقبها له ..:
_انتَ مش فاكرها دي أي....

قاطعتة هي بنبرة مُرتجفة ..:
_انا خطيبة ....

عيونة مازالت مُتعلقة بها .. وضع كفة بين جيوبة ليبتعد عنهم بصمت دون التفوه بشئ او إلقاء التحية حتي!...

لقد تغير ...فقد ملامح المراهقة لتضح نظراتة حادة تبث الرهبة للجميع ...يبدو أن فتي السابعة عشر لم يعد كما كان!...

_____________

يجلس علي طاولة الطعام بوجهه جامد ، أمامة شقيقة "وليام" و يسارة والدته ...

اخذ قطمة من شريحة اللحم ليسأل بهدوء بعدما لاحظ خادمة شابة ..:
_فين جيسكا و اسكندر جوزها؟...

رطبت والدته شفتاها قبل ان تجاوبة بحزن..:
_اسكندر اتوفي من تمن سنين و جيسكا كبرت خلاص فمبقتش بتشتغل كتير في القصر ...

همهم ليها بخفة و استكمل تناول طعامة بهدوء ، يشعر بنظرات شقيقة له و عيونة الحاقدة !...

تجاهلة و هو يوجهه حديثة لوالدته مُجددًا..:
_فين روبين؟...مش بياكل معانا ليه؟..

لما يري ابن شقيقة ولو لمره واحدة حتي منذ مولدة!...مُنذ أن تم نفية و هو بالسابعة عشر لم يُفكر العودة مُجددًا...

و هُنا قد تدخل والده قائلا ببعض التسأل..:
_بتسأل ليه؟...

استشعر قلق والده من حديثة ليجيب بدهاء..:
_عندي فضول عشان اتعرف علي ابن اخويا...

اشارة والدته للسُلم ..:
_هتلاقية في اوضة..

كاد ان يتدخل "وليام" ليمنعة من الذهاب لكن نظرات والده قد أسكتته...

صعد درجات السلم ، مازال بتذكر منزلة و مكان غُرفة ...وجد غرفة كانت فارغة في الماضي استشف انها غرفة الصغير...

فتح الباب دون طرق ، ليجد بدنه الصغير يجلس علي المقعدة خصلاته سوداء مشابهه له و عيونه سوداء...

رطب شفتاه و هو يتابعة بهدوء ليشتته صوت لم يلاحظ صاحبة سوي الأن..:
_يلا عشان نخلص الواجب سوا و بعدها نتمشي زي العادة...

كانت ذات الفتاة ، فتات التُفاح !...خطيبة "جاك" أبن عمة....ما علاقتها بقصرهم ؟...لما تجلس مع ابن شقيقة؟!...

افزعهم بصوته الغليظ..:
_بتعملي أيه هِنا؟!...

انتفضت لصوتة لتستقيم و هي تُعدل ثوبها، دلف للغرفة و هو يناظرها بهدوء منتظر إجابة...

مسحت علي خصلات الصغير بعدما رأت عيونة الهلعة لتجيب بتقطع..:
_أنا م...ربية روبين الجديدة...

تجاهل حديثها ليوجهه كلماتة للصغير..:
_انا عمك الصغير أيدن ...

ناظرة "روبين" بعيون حاقدة يكرهه تلك العائلة و كُل من يقربهم !....

نبس "ايدين" بضيق بعدما رأهه يقترب من بدن تلك المربية يبتعد عنه ..:
_مش هتسلم عليا؟...و كمان منزلتش عشان تاكل تحت ليه؟...

نفي له و هو يجيب بفظاظة..:
_مش هسلم عليك، و ملكش دعوة بيا...

ارتفع طرف ثغرة ببسمة جانبية و هو بيقترب مِن "روبين" بخطي بطيئة و بدون تفكير منها وضعته خلف ظهرها لتتصدي هي له !...

تحدثت بسُرعة..:
_هو مكنش قصده أنه هعرفة غلطة ...

انكمشت بسمة بعدما رأي عيونها الخائفة و دفاعها عنه ...أتحاول حماية مِنه !...

شرزها بضيق ..:
_متتدخليش في شؤن العيلة...

وجهه نظراتة للصغير قائلًا بأستفزاز..:
_لو عايز تقول حاجة متستخباش و را حد اقف بشجاعة وقولها ..و يلا عشان تاكل تحت...

كاد ان يتحدث "روبين" لكنها تدخلت مجددًا و هي تضغط علي كفة ليصمت ..:
_هينزل وراك...

ابصرها لثواني قبل ان يلتف منصرف للخارج ...

انحنت لتواكب طولة قائلة بلوم..:
_مينفعش نقلل احترام من الاكل مِنا كده يا روبين مش انا قولتلك؟!..

تدخل بضيق..:
_انا مش عايزهم ، هو جاي ليه ؟...ليكون عايزني امشي بعيد زية ؟...ده حتي انتِ مكنتيش مستريحة لما شوفتيه...

عقلة اكبر من سنه بكثير ينتقي كلماته قبل الحديث ، زفرت انفاسها بنفي له..:
_عمك طيب و بيحبك هو بس حابب يتعرف عليك ...انا مدايقتش من وجودة انا بس مش متعودة علية...

امسكت يده قائلة..:
_هننزل عشان تاكل معاهم و مش عايزاك تقول حاجة غلط عشان مزعلش منك....

هز رأسه لها بضيق و هو يسير معها للخارج لكنها تفاجئت من وجودة ! "ايدين" كان بالخارج يستمع لهم ...

استدار ليترجل السلالم دون حديث و كأنه لم يفعل شئ!...

لحقته هي و "روبن" بعد لحظات حاولت بها جمع شتات نفسها...

خطواتها كانت ثقيلة ، متذكرة ماذا حدث بأخر مره قد انضمت لتلك الطاولة !....

جلس "روبين" بأخر مقعد و هو يشرزهم بضيق طفولي...رافضًا ترك يد مرببة أسفل أعين عمة المراقبة..

سألته والدته ..:
_هنعمل حفل خطوبتك امتي؟...

شعرت بشئ غريب يتحرك داخلها ، شعور لم تفهمه ...
هو سيخطب !...و ما المشكلة هي أيضًا مخطوبة ...

قاطع شرودها صوته الحاد..:
_تعالي علي مكتبي ..

ضمت قبضتها بخوف ، عيونه مصوبة علي عدستيها هو قد تذكرها!...


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات