رواية الرساله الاخيره الفصل الثالث بقلم أيات عاطف
-انتِ تعرفي انك حماره، إيه اللي انتِ هببتيه ده بس!
كان بيتكلم بعصبيه، رديت عليه وانا قاصده استفزه:
_بس بقى ليطقلك عرق يا بطة.
جز علي سنانه، إيه ده هو هيموتني ولا ايه:
_ولا يا سيف خلي بالك انت بتتحول شكلك؟
-تعرفي تخرسي عشان مش طايقك؟
_انا مش فاهمه انت إيه اللي معصبك؟
-وانتِ شايفه ان الزفت عمر يطلب رقم باباكي عشان عايز يتقدملك و تدهوله عادي، ده ما يعصبش؟
اتعمدت أرد ببرود:
_مش فاهمه يا سيف بجد إيه المشكله؟
عمر زميلي في الشغل، طلب رقم بابا عشان يتقدملي، إيه الغلط في كده؟
بصلي و سكت مش عارف يرد يقول إيه، اصل فعلا انا مستنيه يقول إيه
سيف عمره ما هيعترف بمشاعره، من كتر ما بيخبي مشاعره بقيت اشك كتير اذا كان بيكنلي المشاعر فعلا ولا لا؟
اتكلمت لما زاد صمته:
_هااا، هتفضل ساكت كده كتير؟
بصلي بهدوء:
-فيروز انا معنديش مشكله انا بس خايف عليكِ و شايف ان عمر مش مناسب ليكِ!
سألته بخيبه أمل:
_متأكد ان ده السبب؟
رد وهو بيتجنب إنه يبصلي:
-ايوه هو ده السبب، انتِ تبقي بنت خالتي و كمان صاحبتي ف حقي اخاف عليكِ.
بصتله بهدوء وانا بقوم من مكاني:
_طيب انا هنزل انا بقى زمان مامتي و مامتك بيدورو عليا دلوقتي.
و نزلت و سيبته من غير ما استني أسمع منه كلمه زياده،
مش عارفه هيفضل لحد امتى بينكر مشاعره و يقول عكس اللي جواه،
سألت نفسي سؤال وجعني: "و يمكن تكون دي مشاعره الحقيقيه تجاهك وانتِ اللي بتتوهمي".
نفضت الأفكار دي من دماغي بسرعه، دخلت البيت،
وأنا داخلة البيت لقيت ماما وخالتي قاعدين في الصالة بيشربوا شاي وبيتفرجو علي مسلسل تركي.
من٩د
ماما أول ما شافتني قالتلي:
-الله، إيه النور ده يا بت؟ هو انتِ كنتي فين؟
شكلك طالع من فيلم هندي مش من فوق!
خالتي بصتلي وقالت:
-فيلم هندي إيه؟ البنت شكلها جاية من خناقة.
خدودها حمرا زي الطماطم!
ضحكت عشان أخبي التوتر وقولت:
_ايه يا جماعة، إيه كل التحقيق ده، انا كنت قاعده مع سيف ع السطح عادي؟
ماما رفعت حواجبها وقالت:
-مع سيف؟ طب خير يا طير، كان بيقولك إيه؟
خالتي ادخلت بسرعة وقالت:
-ما تقوليش قالك بحبك!
بس أنا متأكدة إنه ما نطقش، ابني وانا عارفاه.
هزرت انا كمان وقولت:
_اسكتِ يا خالتو، ده حتى كان هينزل يجيب دبله ويقولي "اتجوزيني".
بصولي هما الاتنين بصدمة:
-بجد؟!!
مسكت راسي منهم:
_يا جماعه بهزر.
خالتو ضربت كف بكف وقالت:
-أهو ده اللي أنا كنت متوقعاه،
هيفضل يكتم لحد ما البنت تتخطب لغيره.
ماما بصتلي:
-بس برضه ما تقوليش إني ما حذرتكيش،
هو مش هيفتكرك، غير في لحظة ما يلاقي غيره داخل ياخدك منه.
قومت بسرعة وأنا ماسكة راسي:
_خلاص يا جماعة بقى، أنا داخلة أوضتي.
خالتي زغدتني وهي بتضحك:
-تعالي اجوزك حسن جارنا، ده لقطة، عنده ورشة وبيفهم في العربيات،
إيه اللي يعيبه؟
بصتلهم وأنا بضحك بغلب:
_عيبه إنه متجوز و عايزني ابقى الزوجه التانيه.
ماما اتكلمت بضحك:
-تصدقي لسه واخده بالي انه متجوز.
دخلت أوضتي وأنا بضحك من قلبى على قعدة المجانين دي،
بالرغم من وجعي، بس ضحكهم ريّحني شوية.
---
دخلت أوضتي وقفلت الباب عليّا، قعدت على السرير وفضلت أبص للسقف كإني بدوّر فيه على إجابة.
هو بيقول خايف عليّا، طب ما يمكن ده حب؟
ولا هو فعلًا شايفني مجرد بنت خالته وصاحبته وخايف يخسرني؟
مسكت الموبايل في إيدي، لقيته بيرن، اسم "عمر" منوّر الشاشة. قلبي اتقبض ومش عارفة أرد ولا لأ، بس رديت.
_ألو؟
صوته كان هادي على غير العادة:
-فيروز، ممكن نتقابل بكرة الصبح؟
في كلام مهم عايز أقولهولك.
قفلت معاه وانا دماغي تايهة، مش قادرة أركز.
قمت فتحت الشباك، قولت الهوا يمكن بهديني شويه.
رجعت أقعد، وبصيت في المراية، سألت نفسي:
"هو أنا فعلاً بحب سيف؟
ولا عشان هو دايمًا موجود جنبي بقيت متعودة عليه؟
ولو فعلاً بيحبني زي ما قلبي بيقولي، ليه طول الوقت بينكر؟"
اتنهدت وقولت لنفسي:
"يمكن عمر يكون بداية جديدة، ويمكن برضه يطلع مجرد غلطة.
بس ساعتها هعرف الحقيقة:
مين فيهم بيحبني بجد، ومين بيحب فكرة إنه يفضل ماسك فيا."
---
صحيت تاني يوم وأنا مش عارفة أنام من كتر التفكير.
عيني ورمِت من كتر ما كنت بقلب في كلام سيف طول الليل.
هو بيحبني؟ ولا بيلعب بيا؟ ولا أنا اللي عايشة في وهم كبير؟
قومت لبست أي هدوم وخدت شنطتي ونزلت، الجو كان هادي والشارع شبه فاضي. روحت الكافيه اللي عمر قالي نقابله فيه،
دخلت لقيته مستنيني على ترابيزة ووشه باين عليه القلق.
قعدت قدامه وأنا بعمل نفسي عادية جدًا:
_صباح الخير.
ابتسم ابتسامة صغيرة وقال:
-صباح النور، إزيك يا فيروز؟
_تمام. قول بقى إيه الكلام المهم اللي مستنيني عشانه؟
هو أخد نفس عميق وبصلي بتركيز:
-بصراحة أنا معجب بيكي من زمان، وكنت بدوّر على اللحظة المناسبة أقولك، ولما لقيت نفسي مش قادر أخبي أكتر من كده، قولت أتقدملك رسمي.
فضلت ساكتة، عقلي بيرجعني لكلام سيف اللي قاله امبارح: "أنا خايف عليكِ... عمر مش مناسب."
هو ليه قال كده؟
هل عشان عمر فعلًا مش كويس؟
ولا عشان هو مش قادر يعترف بحبه؟
بصلي عمر باستغراب وقال:
-فيروز، إنتِ ساكتة ليه؟ قوليلي إيه رأيك.
رفعت عيني وبصيت له:
_بص يا عمر أنا مش ضدك، إنت بني آدم محترم وماشفتش منك حاجة وحشة. بس في حاجة جوايا مش مخلّياني أعرف أرد دلوقتي.
هو عض شفايفه وقال:
-يعني في حد تاني في حياتك؟
سكتّ شوية وقلبي بيتخبط، وبعدها قلتله:
_في حد، بس عمري ما عرفت هو بيحبني ولا لأ.
طول الوقت بينكر وبيخبّي.
اتسند عمر على الكرسي وقال ببرود:
-يبقى الإجابة وصلت. اللي ميقدّرش يواجه مشاعره ويعترف،
مش هينفع يبقى معاكي. وأنا مش هقف أتفرج.
أنا متقدم بخطوة، والقرار ليكي.
قعدت أبص في فنجان القهوة اللي قصادي، كنت حاسة إني مخنوقة.
مش قادرة أقول له "أيوه" ولا حتى "لأ".
اللي جوايا لسيف كان أكبر من إني أتجاهله،
حتى لو هو نفسه مش معترف.
بعد ما خلصنا كلام، قمت ومشيت وأنا حاسة إن رجليّا مش شايلاني.
الطريق للبيت كان أطول من أي مرة، وكل خطوة بتحسسني إني تايهة.
رجعت البيت ودماغي مولّعة، مكنتش عارفة أهدى ولا حتى أركز.
قعدت أفكر كتير، هو أنا هفضل عايشة في الحيرة دي لحد امتى؟
مش هعرف أقرر أدي فرصة لعمر ولا أقطع الموضوع غير لما أعرف من سيف، هو بيحبني ولا لأ؟
قعدت ألف وأدور مع نفسي كتير، وفي الآخر خدت قرار:
لازم أواجهه.
تاني يوم، استنيته تحت البيت. أول ما شفته نازل، قلبي خبط جامد، بس قررت ما أتراجعش.
_سيف، ممكن نتكلم؟
بصلي باستغراب:
-خير؟ مالك؟
_مفيش خير ولا حاجة، أنا عايزه اتكلم معاك.
مشينا سوا لحد ما وصلنا الكورنيش، كان الجو هادي والهوا بيضرب في وشي. قعدنا على الرصيف، وانا ماستحملتش.
_سيف، هو انت ليه زعلان إن عمر طلب رقم بابا؟
بصلي بحدة وقال:
-قولتلك امبارح. أنا شايفه مش مناسب.
_مش مناسب؟ ولا انت مش قادر تعترف بالحقيقة؟
اتوتر وقال:
-فيروز، بلاش الكلام ده.
_ليه بلاش؟ أنا تعبت. طول عمري حاسة إنك بتخبي عني حاجة.
كل ما أستناها تطلع منك، تروح تلف وتدور.
-أنا مش بلف ولا بدور.
_أمال إيه؟! أنا محتاجة أفهم. إنت شايفني مجرد بنت خالتك وصاحبتك اللي لازم تحافظ عليها؟ ولا في حاجة أكتر؟
سكت.
أنا بقيت أبصله بعناد:
_طب هسألك سؤال مباشر. جاوبني بصدق:
إنت بتحبني يا سيف؟
هو اتنهد جامد ومسح على وشه وقال:
-فيروز، متعقديش الدنيا.
_معقدش؟! أنا حياتي كلها واقفة على الكلمة دي.
بتحبني ولا لأ؟ عشان أقرر أنا هكمل مع عمر ولا أقطع الموضوع.
بصلي وهو واضح عليه إنه بيحارب نفسه.
-أنا خايف.
_خايف من إيه؟ مني؟ ولا من مشاعرك؟
-خايف أخسرك.
_يعني إيه؟
-يعني لو قولتلك اللي جوايا ومكانش على مزاجك،
هبعد عنك، وانا مش عايز أخسرك يا فيروز.
سكت شوية وبعدين قرب مني، عيونه مليانة قلق:
-أنا طول عمري بحاول أمسك نفسي أتصرف كإني عادي.
أقول دي بنت خالتي وصاحبتي وخلاص.
بس الحقيقة؟ الحقيقة إني كل مرة بشوفك مع حد غيري بغير…
وكل مرة بسمع ضحكتك مع حد تاني، بحس قلبي بيتخنق.
أنا اتجمدت، مش عارفة أقول إيه. دموعي كانت قربت تنزل.
_يعني بتحبني؟
هو قرب أكتر، وصوته كان أضعف من أي مرة:
-أيوه، أنا بحبك يا فيروز.
قلبي كان بيرقص من الفرح وفي نفس الوقت بيتوجع
من كتر ما استنيت اللحظة دي.
قعدت أبصله من غير ما أنطق. هو مد إيده وخد إيدي وقال:
-سامحيني لو اتأخرت. أنا غبي إني سكت كل ده.
بس والله عمري ما حبيت حد قدك، ولا هاعرف.
دموعي نزلت وأنا بضحك بمرارة:
_سيف الكلمة دي كنت مستنياها من زمان.
بس دلوقتي مش عارفة أقولك إيه.
---
أنا عمري ما كنت أتوقع إن كلمة "أنا بحبك" اللي استنيتها منه سنين تخليني أتوجع بالشكل ده.
بصيت في عيونه وقلبي بيتخبط جوايا وقلتله وأنا ببلع دموعي:
_انت وجعتني يا سيف سكوتك وتهربك طول السنين دي خلاني أحس إني مش مهمة عندك. أنا محتاجه شويه وقت لحد ما أهدى.
ما استنتش يرد، وأنا فعلاً مقدرتش أكمّل الكلام.
رجعت البيت وأنا خلاص مقررة، عمر هرفضه.
ماينفعش أدي لحد فرصة وأنا قلبي متعلق بسيف حتى لو قهرني.
عدت تلات أيام وهو بيحاول يكلمني، يتصل، يبعت، يستناني تحت البيت، وأنا كل مرة أصدّه وأعمل نفسي مش واخدة بالي. كنت حاسة إن عندي جرح لازم يلتئم قبل ما أمد إيدي ليه.
وفي يوم كنت قاعدة على السطح. الجو هادي، وأنا ماسكة فنجان قهوة في إيدي وببص في السماء. بفكر فيه، فيه هو وبس.
فجأة حسيت بحد واقف جمبي. التفت لقيته سيف.
قالي بهدوء وصوت واطي:
-عشان كده كنت خايف أعترف، لأني كنت عارف إنك هتبعديني عنك.
بصيت له، قلبي وجعني من كلمته، بس مسكت نفسي وقلتله:
_بس أنا ما بعدتش يا سيف. أنا بس أديت نفسي وقت أتعافى من سكوتك… لأنك بجد وجعتني. كنت هتخليني آخد قرارات أندم عليها.
هو فضل يبصلي وكأنه بيدوّر في ملامحي على أي حاجة تطمنه.
بعدين قرب شوية وقال:
-يعني أفهم من كده إنك بتحبيني؟
اتنهدت وضحكت بعصبيه:
_لا نبيه أوي ما شاء الله يعني! ما أكيد بحبك يا غبي،
أمال بعمل كل ده ليه؟
ضحك، وقال وهو بيحاول يخفف الموقف:
-خلاص اهدي ليطقلك عرق يا بطة.
_أخرس يا سيف.
-خلاص بقى يا فيرو ما تزعليش، بحبك طيب.
حاولت أخبي ابتسامة بس معرفتش، قلتله:
_رخم بس للأسف بحبك.
هو قرب أكتر، عيونه فيها لمعة فرح، وقال:
-طب إيه رأيك بقى أنزل أطلب إيدك من باباكِ دلوقتي، وتعمليلي قهوة من إيديك الحلوين دول، وكده كده مامتك ما هتصدق تخلص منك.
بصيتله بنص عين وقلت:
_هتخرجني كل يوم نتمشى الفجر؟
رد بسرعة:
-بس كده عيوني.
ضحكت وأنا ببصله:
_لا، طالما كده أنا موافقة وش. انزل بقى بسرعة،
الحق مامتك عشان كانت لسه جيبالي عريس وبتحاول تقنع خالتك تحت.
هو جري بسرعة على السلم وهو بيزعق:
-أنا كنت متأكد إن أمي هي اللي هتبوّظ الجوازة دي أنا عارف،
يا مامااااااا.
قعدت أبصله وهو نازل جري زي العيال وأضحك من قلبي.
في اللحظة دي حسيت إن بعد كل التعب،
بعد كل الحيرة والوجع أنا أخيراً وصلت.
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
